السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد فحياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة بتوفيق الله على موعد مع اللقاء السادس والثمانين بعد المئتين - 00:00:00ضَ

من لقاءات التفسير ومع اللقاء الواحد والاربعين من لقاءات تفسيرنا لسورة ال عمران وكنا قد توقفنا في اللقاء الماضي مع نعمة عظيمة جليلة من اجل نعم الله على المؤمنين وهي - 00:00:21ضَ

احسانه اليهم وتفضله عليهم اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم ولد في بلدهم ونشأ بينهم ويتكلم بلسانهم يعرفون نسبه وصدقه وامانته وعفته يزكيهم ويعلمهم ما ينفعهم في الدنيا والاخرة وجعل له من الشرف والفضل - 00:00:41ضَ

والخصائص والمناقب ما حصل للمؤمنين به شرف عظيم بسبب كونه منهم وبعث فيهم وقال سبحانه في اية شريفة عظيمة جليلة لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم - 00:01:10ضَ

يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. الاية رقم مية اربعة وستين من ايات سورة ال عمران المن والانعام والعطاء والاحسان ممن لا تطلب منه الجزاء والعوض - 00:01:37ضَ

المن هو الانعام والعطاء والاحسان فيما لا عوض له والمن صفة كريمة من صفات الله جل وعلا والمنان من اسماء الله الرحيم الرحمن كما في مسند احمد وسنني ابي داوود والترمذي والنسائي بسند حسن صحيح - 00:02:07ضَ

عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول اللهم اني اسألك بان لك الحمد لا اله الا انت من ان المنان بديع السماوات والارض - 00:02:44ضَ

يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم وقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد دعا الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى والله سبحانه - 00:03:06ضَ

هو المنان اي المنعم المعطي الذي يتفضل على عباده ويبدأهم بالعطاء والنوال قبل السؤال هو عظيم المواهب والنعم عظيم العطايا والمنن الذي له المنة على عباده ولا منة لاحد من الخلق ابدا عليه سبحانه وتعالى - 00:03:26ضَ

المن في حق ربنا جل جلاله هو العطاء دون طلب عوض او جزاء تدبر هذا المعنى المن في حق ربنا جل جلاله هو العطاء دون طلب عوض او جزاء ومن اعظم - 00:03:55ضَ

نعم واشرف مننه سبحانه وتعالى من بعث في المؤمنين رسولا من انفسهم ولد ببلدهم ونشأ بينهم يعرفونه تمام المعرفة يعرفون اصله ونسبه وشرف وصدقه وامانته وعفافه وفضله هو يتكلم بلغتهم ولسانهم - 00:04:14ضَ

ويفهمون منه ويفقهون عنه ويعرفون كلامه جيدا قبل النبوة وبعد النبوة ويأنسون به وله ويطمئنون اليه ولو كان ملكا من جنس الملائكة او من غير جنسهم لم يحصل كمال الانس كمال الانس به صلى الله عليه وسلم - 00:04:45ضَ

ومن ارق ما قاله ابو طالب حين ذهب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخطب له خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وارضاها خديجة هي رمز الوفاء وهي سكن سيد الانبياء - 00:05:13ضَ

ذهب معه عمه ابو طالب ليخطب له خديجة قبل النبوة وقام ابو طالب خطيبا فتدبروا ماذا قال قال الحمدلله الذي جعلنا من ذريتي ابراهيم وزرع اسماعيل الحمد لله الذي جعلنا من ذرية ابراهيم - 00:05:35ضَ

وزرع اسماعيل وجعلنا سدنة بيته وسواس حرمه وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما امنا وجعلنا الحكام على الناس وان ابني هذا محمد بن عبدالله لا يوزن به فتى الا رجح وهو والله بعد هذا - 00:06:03ضَ

له نبأ عظيم وخطب جليل قبل النبوة وان كان ربنا تبارك وتعالى قد من ببعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم على المؤمنين وخصهم بهذه النعمة الشريفة العظيمة لكونهم المنتفعين ببعثته ورسالته ونبوته - 00:06:30ضَ

الا ان بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم احسان ومحض فضل من الرحيم الرحمن على كل العالمين قال تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين وقال تعالى وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا - 00:06:57ضَ

ولا شك ولا ريب انه لما لم ينتفع بهذه النعمة والمنة والكرامة العظيمة الا اهل الايمان والاسلام خص الله سبحانه وتعالى المؤمنين بهذه الكرامة وبهذا الشرف وهم العارفون به والمطلعون على جميع احوالي واقوالي وافعاله - 00:07:27ضَ

كما سمعوا منه طوال حياته الا الصدق وما عرفوا عنه الا الامانة والعفة ثم تفضل الله سبحانه وتعالى عليه بالنبوة والرسالة بعد ما عرفوه عنه قبلها من صدق وامانة فنقلهم الله جل جلاله - 00:07:55ضَ

ببركة بعثته وشرف رسالته من ظلام الشرك والوثنية الى نور التوحيد والايمان برب البرية ونقلهم بهذه النبوة والرسالة من ارذل الاخلاق من عبادة الاوثان من سفك الدماء الاكل القوي للضعيف - 00:08:18ضَ

من اكل اموال الناس بالباطل. من اكل اموال اليتامى نقلهم من هذه الاخلاق والصفات الرذيلة الردية الى ازكى واسمى الاخلاق العلية بل ونقلهم من رعاة للابل والغنم الى سادة وقادة للدول والامم - 00:08:40ضَ

ولهذا الشرف ولهذا الفضل ولهذه الكرامة من الله على المؤمنين بكونه مبعوثا فيهم وصارت بعثته ونبوته شرفا لهم وفخرا لهم وعزا لهم وكرامة لهم كما قال سبحانه وانه لذكر لك - 00:09:03ضَ

ولقومك هذه المنة الاولى اما المنة والنعمة الثانية فهي قوله تعالى يتلو عليهم اياته ان يتلوا عليهم القرآن بعد ان كانوا اهل جاهلية وشرك لا يعرفون شيئا عن الشرائع ولم يسمعوا هذا القرآن من قبل - 00:09:28ضَ

فجاء عليه الصلاة والسلام ليتلو عليهم القرآن الكريم اما المنة الثالثة فهي قوله تبارك وتعالى ويزكيهم التزكية مقصد من مقاصد النبوة والرسالة يزكيهم ان يطهرهم من نجاسة الشرك والذنوب ودنس المحرمات - 00:09:58ضَ

والمعاصي والخبائث ويطهروا نفوسهم وقلوبهم من كل الرذائل والامراض والاخلاق الدنيئة التزكية تقوم على التخلية والتحلية تقوم على التخلية اي تخلية النفس عن الذنوب والمعاصي والقبائح والمسترذلات والمحرمات وتحلية للنفس بالطاعات - 00:10:32ضَ

وجميلي الاخلاق والصفات ولذلك كانت التزكية غاية من غايات البعثة ومقصود من مقاصد النبوة ولا صلاح ولا فلاح ولا نجاة في الدنيا والاخرة الا بالتزكية لهذه النفس وقد اقسم الله جل جلاله - 00:11:14ضَ

احد عشر قسما متواليا ولك ان تتخيل ان الله الملك الحق يقسم ليقسم مرة او مرتين بل يقسم احد عشر قسما متتابعا متواليا في سورة الشمس على ان الصلاح والفلاح منوط بتزكية النفس - 00:11:43ضَ

وان الخيبة والخسران والخذلانة في الدنيا والاخرة منوط بتدسية النفس اي بتحقيرها وتصويرها ودفنها في بحور الشهوات وشباك الشبهات قد افلح من زكاها وقد خاب مند الساحر اما المنة الرابعة - 00:12:13ضَ

والنعمة الرابعة قول الله جل وعلا ويعلمهم الكتاب والحكمة ويعلمهم الكتاب والحكمة ان يعلمهم الفاظ وكلمات القرآن الكريم ويعلمهم كيفية تلاوته وكيفية قراءته ويعلمهم اداب التعامل مع كلام الله جل جلاله - 00:12:44ضَ

على الوجه الصحيح المراد لله سبحانه فتدبر بدأ الله جل وعلا بالتلاوة ليسمعهم عن الله يتلو عليهم اياته ثم بالتزكية لتخلية النفس عن كل قبيح وتحليتها بكل جميل ثم بتعليم القرآن - 00:13:24ضَ

والسنة بحاجة الى ذلك بعد التلاوة وبعد التزكية ثم قال جل جلاله وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين وانهم كانوا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في ضلال بين واضح - 00:13:48ضَ

يعبدون الاصنام كما وصفهم وصف دقيقا جعفر ابن ابي طالب رضي الله عنه حين وقف بين النجاشي ملك الحبشة وسأله عن النبي عليه الصلاة والسلام وعما جاء به وعما كانوا عليه قبل النبوة والبعثة - 00:14:11ضَ

وقال سفير الاسلام الاول الذي استطاع برقي حواره وسمو لغته ان يضيء للاسلام شعلة توقد شموس الحياة في ارض الحبشة استطاع ان يشق نهرا للحياة وسط احجار صلبة عاتية قال جعفر بن ابي طالب - 00:14:35ضَ

ذلكم الشاب الموفق المبارك اول سفير ينطق باسم الاسلام قال للنجاشي كنا قوما اهل جاهلية نعبد الاصنام كنا قوما اهل جاهلية نعبد الاصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الارحام ونسيء الجوار - 00:15:06ضَ

ويأكل القوي منا الضعيف انظروا الى الوصف الذي كانوا عليه اكرره قال جعفر كنا قوما اهل جاهلية نعبد الاصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الارحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف - 00:15:36ضَ

قال فكنا على ذلك حتى بعث الله الينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وامانته وعفافا نعرف نسبه وصدقه وامانته وعفافه فدعانا الى الله جل وعلا لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن واباؤنا من دونه من الحجارة والاوثان - 00:15:58ضَ

ما هذه اللغة؟ ما هذا الرقي ثم قال وامرنا بصدق الحديث واداء الامانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور واكل مال اليتيم - 00:16:31ضَ

ونهانا عن قذف المحصنات وامرنا ان نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا وامرنا بالصلاة والزكاة الصيام وعدد عليه امور الاسلام الى اخر هذا الحديث الجميل. الذي رواه الامام احمد وغيره بسند صحيح - 00:17:01ضَ

وبعد ان رد الحق سبحانه وتعالى على تلك الشبهة الحقيرة التي اثارها المنافقون في حق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قضية الغلول واثبت ربنا جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم - 00:17:24ضَ

معالي الطهر والشرف معالي الشيم وشمائل الكرم بل وامتن ببعثته عليه الصلاة والسلام على المؤمنين يبين الحق تبارك وتعالى لاولئك الذين قالوا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كيف نهزم اليوم في احد؟ وفينا رسول الله وعدونا - 00:17:46ضَ

المشركون الذين يعبدون الاوثان كيف نهزم جاء الجواب من الحق تبارك وتعالى وقال سبحانه ولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم ان هذا قل هو من عند انفسكم ان الله على كل شيء قدير. الله - 00:18:15ضَ

ما احوجنا ورب الكعبة الان الى هذه الاية اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم ان هذا قل هو من عند انفسكم ان الله على كل شيء قدير كيف لم الدهشة - 00:18:43ضَ

لما التعجب والاستغراب لما اصابكم في احد انسيتم ان لله جل وعلا سننا ربانية كونية ثابتة لا تتبدل ولا تتغير. ولا ولا تجاملوا هذه السنن احدا من الخلق بحال مهما ادعى لنفسه من مقومات مجاملة او المحاباة - 00:19:05ضَ

لقد كتب الله جل وعلا على نفسه النصر لاوليائه الذين يحملون دينه ويرفعون رايته وينصرون منهجه الحق ولكنه سبحانه وتعالى كما بينت قبل ذلك جعل لهذا النصر شروطا حاسمة لتحقيق الايمان - 00:19:33ضَ

واعداد العدة بحسب الطاقة والقدرة وبطاعة الله ورسوله والثبات في ارض المعركة وعدم الفرار والمداومة على ذكر الله والتخلص من تعلق القلب الاسباب وتعلق القلب بمسبب الاسباب جل وعلا وحده - 00:20:01ضَ

فان وقع تقصير بسبب من اسباب النصر وضاع شرط او اكثر من شروط النصر فلتتحمل النتائج هذه التربية الربانية التي تربي الصحابة على تصفية العقيدة هذه التربية الربانية التي تمحص نفوسهم - 00:20:25ضَ

وتطهر قلوبهم وتميز صفوفهم اي ان كنتم قد اصبتم بهذه المصيبة العظيمة في احد وقتل منكم سبعون لقد اصبتم المشركين بمثليها في بدر وقتل منهم سبعون واسر منهم سبعون فلما - 00:20:59ضَ

لكم من من المشركين في احد نصف ما قد نالهم منكم قبل ذلك قلتم ان هذا كيف يحدث هذا ونحن مسلمون كيف يحدث هذا وفينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدونا المشركون - 00:21:27ضَ

وهم اعداء الله واعداء رسوله يأتي الجواب القاطع الذي يبرئ العليل ويشفي الغليل يقول ربنا الملك الجليل قل هو من عند انفسكم لما فات الشرط مشروط وانا لا اريد ان اعبر عن هذا الموقف بكلمات من عند نفسي خشية ان اذل - 00:21:52ضَ

فيما لا يليق بمقام اصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. لذا ساستدل فقط بالاية الكريمة التي توقفنا عندها قبل ذلك الا وهي قول ربنا جل وعلا حتى اذا فشلتم وتنازعتم في الارض - 00:22:27ضَ

امر وعصيتم من بعد ما اراكم ما تحبون. منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة. لن ازيد على هذا الاية شاملة الاية شاملة تبين الحال على اكمل وجه ثم ختم الله سبحانه - 00:22:46ضَ

الاية الكريمة بقوله جل وعلا ان الله على كل شيء قدير. هو سبحانه وتعالى قادر على نصرتكم وعلى كل شيء قدير. ومن مقتضيات قدرته وعظمته ان تمضي سننه الربانية الكونية - 00:23:13ضَ

وفق حكمه وقدره وارادته لحكم يعلمها جل جلاله وان غابت عنكم ولا تيأسوا من روح الله ولا تقنطوا من رحمة الله ولا تظنوا انه جل علاه قد تخلى عن نبيه وعن اوليائه - 00:23:30ضَ

ولذا يقول سبحانه بعدها وما اصابكم يوم التقى الجمعان فباذن الله. وليعلم المؤمنين. الله اكبر الله اكبر وما اصابكم يوم التقى الجمعان فباذن الله وليعلم المؤمنين اي ما اصابكم من قتل - 00:23:55ضَ

وفي راح في احد يوم التقى الجمعان اي جمع المسلمين وجمع المشركين ما اصابكم في هذا اليوم باذن الله اي بقضائه وقدره وله الحكمة البالغة وله الحكمة البالغة التي ان غابت عنكم فلن تغب عن الحكيم سبحانه وتعالى - 00:24:16ضَ

وليعلم المؤمنين اي ليعلم المؤمنين الذين صدقوا وصبروا وثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم يتزلزلوا ويفزعوا ويفر من الميدان وهل لا يعلم ربنا جل وعلا الاشياء الا بعد ان تقع والاحداث الا بعد ان تتم كلا كلا - 00:24:49ضَ

هو يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون ولكنه شاء وقدر لكمال عدله سبحانه وتمام حكمته ان يحاسبكم بمقتضى ما يصدر عنكم من اقوال وافعال واحوال حقيقية وليعلم المؤمنين - 00:25:20ضَ

ليعلم الذين صدقوا وصبروا وثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتزلزلوا ولم يهربوا ولم يفروا ولم يفزعوا وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله او ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ اقرب - 00:25:47ضَ

للايمان. يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم والله اعلم بما يكتمون يا الله وليعلم الله الذين نافقوا وليعلم الله الذين نافقوا والتدبر جمال القرآن ولطائفة اعاد الله الفعل وليعلم. قال وليعلم المؤمنين - 00:26:14ضَ

وقال وليعلم الله الذين نافقوا الفعلة وليعلم ليه لقصد تشريف المؤمنين عن ان يكون الفعل المسند اليهم والى المنافقين واحدة الله لطيفة من ارق لطائف القرآن بقصد تشريف المؤمنين عن ان يكون الفعل - 00:26:50ضَ

المسند اليهم في قوله وليعلم المؤمنين هو نفس الفعل المسند الى المنافقين ففرق بينهما بتكراره واعادته ليكون كل فعل بحسب ما نسب اليه نسب الى المؤمنين مرة والى المنافقين مرة - 00:27:23ضَ

وليعلم المؤمنين وليعلم الله الذين نافقوا والمراد بالعلم هنا كما ذكرت التمييز والاظهار على الارض فعلم الله جل جلاله ثابت قبل ذلك ويعلو ما كان وما هو كائن وما سيكون - 00:27:47ضَ

وما لم يكن لو قدر له ان يكون لعلم كيف يكون وقد ميز الله بهذه المحنة وبهذه الشدة ميز المؤمنين واظهر المنافقين وصفى الصف وبين نفاق المنافقين وكذبهم وانهم يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم - 00:28:07ضَ

لما رجع عبدالله ابن ابي ابن سلول ومن تبعه من اهل النفاق كانوا ثلاثمائة من جملة الالف الذين خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في احد لحق بهم عبدالله بن عمرو بن حرام - 00:28:40ضَ

ابو جابر ابن عبدالله الانصاري رضي الله عنه ليقول لهم اذكركم الله ان تخذلوا نبيكم اذكركم الله ان تخذلوا قومكم فلقد حضر العدو وتعالوا قاتلوا في سبيل الله او ادفعوا - 00:29:04ضَ

اي عن انفسكم هذا العدو وهذا الشر ان كان في قلوبكم ايمان وحب لله ولرسوله ولهذا الدين فتعالوا واجعلوا قتالكم في سبيل الله قاتلوا اعداء الله وليكن قتالكم لله وان لم تكونوا كذلك - 00:29:32ضَ

ان لم يكن قتالكم في سبيل الله فقاتلوا دفاعا عن انفسكم وعن اولادكم وعن اموالكم وعن مدينتكم كما كان جواب هؤلاء الا ان قالوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم للكفر يومئذ اقرب منهم للايمان. يعني لن يكون قتال بينكم وبين المشركين - 00:29:59ضَ

وما تقدمون عليه ليس قتالا وانما هو القاء النفس في التهلكة يا الله فحكم الله جل جلاله عليهم بقوله هم للكفر يومئذ اقرب منهم للايمان ايهم يوم اذ قالوا قولتهم الخبيثة هذه هم اقرب للكفر منهم - 00:30:25ضَ

قبل ان يكونوا قريبين من الايمان لظهور امارات الكفر والنفاق الحقيقي. نفاق المعتقد لظهوره عليهم لتخاذلهم عن نصرة دين الله وعن نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتذارهم له وللمؤمنين - 00:30:51ضَ

على وجه الخيانة والاستهزاء والاحتقار فكانوا في هذا الموقف اقرب لنصرة الكفر واهله. منهم لنصرة الايمان واهله. اذ كان رجوعهم وانخذالهم فرارهم وقولهم هذا كانت تقوية ودعما للكفر واهله وللشرك واهله. وتخذيلا للمؤمنين. فهم وان اظهروا الاسلام بافواههم - 00:31:19ضَ

والسنتهم فهم يبطنون الكفر والنفاق الحقيقي نفاق المعتقد في قلوبهم قال الحافظ ابن كثير رحمه الله واستدلوا بهذا الموطن على ان الشخص قد تتقلب به الاحوال اللهم ثبت قلوبنا على الايمان - 00:31:53ضَ

وقد يكون في حال اقرب الى الكفر وفي حال اقرب الى الايمان لقوله تعالى هم للكفر يومئذ اقرب منهم للايمان ثم اظهر الله جل وعلا نفاقهم ومخالفة ظاهرهم لباطنهم. فقال سبحانه يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم. هذا هو النفاق في اللغة - 00:32:13ضَ

اللهم اخزه من مادة نفق التي تدل على الخروج نفق معروف النفق هو المسلك النافذ الذي يمكن الخروج منه يمكن ان تدخل من جانب وان تخرج من الجانب الاخر والنافق - 00:32:37ضَ

هو جحر الضب واليربوع فظاهره شيء وباطنه شيء ظاهره تراب وباطنه حفر والنفاق اصطلاحا هو اظهار الايمان باللسان وكتمان الكفر بالقلب وانما سمي المنافق منافقا لاظهاره غير ما يبطن تشويها له بالربوع - 00:32:54ضَ

مظاهر جحر الربوع كما ذكرت تراب وباطنه حفر وكذلك المنافق ظاهره ايمان وباطنه كفر. فالنفاق من جنس الخداع والمكر واظهار الخير هو ابطان الشر وهو ينقسم الشرع الى قسمين الاول النفاق الاكبر وصاحبه مخلدا في الدرك الاسفل من النار. قال تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد له نصيرا - 00:33:21ضَ

وان يظهر الايمان وهو في الباطن منسلخ من الايمان ومكذب بالله وبرسول الله صلى الله عليه وسلم اما القسم الثاني من اقسام النفاق فهو النفاق الاصغر هو نفاق العمل. وهو ان يظهر انسان علانية صالحة ويبطن ما يخالف ذلك. وقد - 00:33:51ضَ

حدد النبي صلى الله عليه وسلم اصوله في خمس خصال بمجموع روايتي ابي هريرة وعبدالله بن عمرو والروايتان في الصحيحين عن ابي هريرة انه صلى الله عليه وسلم قال اية المنافق اي علامة المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان - 00:34:09ضَ

عبدالله بن عمرو اربع من كن فيه كان منافقا خالصا. ومن كانت فيه خصلة منهن كانت لي خصلة من النفاق حتى يدعها. اذا اؤتمن خان واذا حدث كذب واذا عاهد غدر واذا خاصم فجر. هذه خصال النفاق العملي. وصاحبها - 00:34:29ضَ

شبيه بالمنافقين في هذه الخصال ومتحقق ومتخلق باخلاقهم لكن من رحمة الله ان النفاق الاصغر لا يخرج صاحبه من الايمان الا انه كبيرة من الكبائر. اما اذا ابطن الكفر واعتقد الكفر واظهر الايمان والاسلام بلسانه فهذا - 00:34:49ضَ

كفر اكبر وكفر اعتقاد يخرج صاحبه من الايمان باتفاق علماء اهل السنة. وهو من المخلدين في الدرك الاسفل من النار. ولذا ختم الله جل وعلا الاية بقوله والله اعلم بما يكتمون. فالله جل جلاله يعلم سرهم - 00:35:12ضَ

ونجواهم فانه سبحانه وتعالى نجح اولئك المنافقون الخبثاء في كتم نفاقهم عن المؤمنين فان الله سبحانه وتعالى اظهر نفاقهم واظهره بقرائن وامارات وعلامات ليعلم المؤمنون حقيقتهم فالله سبحانه خبير عليم يعلم ما يكتم المنافقون في قلوبهم من نفاق - 00:35:32ضَ

وخبث وشر وفساد وان تناسوه بتطاول الايام ومدار الزمان فان الله الرحيم الرحمن لا ينساه ولا يخفى عليه شيء فله العلم الشامل والاحاطة الكاملة. ثم بين الحق جل وعلا قولهم - 00:36:05ضَ

الخطير الخبيث الذي لا يمكن ابدا ان يصدر من صاحب ايمان او ان يتخيله ذو عرفان فقال سبحانه الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو اطاعونا ما قتلوا قل فدرءوا عن انفسكم الموتى ان كنتم صادقين. تعالوا بنا لنتوقف عند هذه الاية الكريمة لنعيش مع - 00:36:27ضَ

معانيها في اللقاء المقبل ان قدر الله البقاء واللقاء. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والمجالس مجلس القرآن درس يبين حكمة الرحمن - 00:36:54ضَ

يسمو بارواح العباد الى العلى ويفسر القرآن بالقرآن يا طالب التفسير هذا الكوثر فانهل لتروي ظلك هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى نور على نور الخير بياني - 00:37:19ضَ

برنامج التفسير

منة الله العظمى على الأمة | لقاء 286 من تفسير القرآن الكريم | الشيخ د. محمد حسان

محمد حسان