وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره. يقول المصنف رحمه الله وتؤمن الفرقة الناجية جعلنا الله واياكم منهم تؤمن الفرقة الناجية اي اهل السنة والجماعة الذين لزموا كتاب الله وساروا على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلزموا الكتاب والسنة تؤمن - 00:00:00
الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر اي بما جاء من النصوص في الكتاب والسنة بشأن القدر خيره وشره هذا هو الاصل السادس من اصول الايمان والقدر من حيث اللغة مأخوذ من التقدير - 00:00:30
واما معناه في الاصطلاح الشرعي اي القدر في الكتاب والسنة معناه علم الله بالحوادث قبل وقوعها وكتابته جل في علاه لذلك ومشيئته لما علمه وكتبه وخلقه له. فعلم الله مع كتابته - 00:00:57
مع خلقه ومشيئته هذا هو قدر الله عز وجل الذي يجب الايمان به في اصول الايمان. وينكر ان يقال ان القدر هو حكم الله الكوني. القدر هو حكم الله الكوني - 00:01:27
اي حكم الله تعالى الذي يجري به كل شيء في الكون تمام من حركة ولا سكون الا بقدر الله عز وجل ولذلك عرف الامام احمد رحمه الله القدر بانه قدرة الله - 00:01:47
وذلك ان كل شيء انما يكون بقدرته جل في علاه فهو على كل شيء قدير. وهذا من تعريف الشيء ببعض دلالاته او ببعض ملزوماته. فالقدر هو قدرة الله المتضمنة لكتابته وعلمه - 00:02:04
وخلقه سبحانه وبحمده والايمان بالقدر دل عليه قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما جاء في حديث جبريل لما سأل عن الايمان والاسلام والاحسان قال ان تؤمن بالله وملائكته - 00:02:27
وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره و قوله صلى الله عليه وسلم والقدر خيره وشره يثبت انتظام حكم الله لكل ما يكون في الكون. مما يجري من خير او شر. لكنه يعلم ان الخير والشر - 00:02:46
امر نسبي وليس في فعل الله تعالى ما هو شر محض. بل ما من شيء من افعال الله عز وجل الا وهو خير. ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الاستفتاح ان يقول - 00:03:09
من دعائه في الاستفتاح انه يقول صلى الله عليه وعلى اله وسلم والخير بيديك والشر ليس اليك والخير بيديك فهو الذي يملكه وهو الذي يهبه وهو الذي يصرفه والشر كله ليس من - 00:03:28
توبا اليه سبحانه وبحمده ولذلك قال والشر ليس اليك فان الله تعالى لا يخلق شرا محضا انما ما يكون في المقدورات والمفعولات مما هو شر بالنسبة للخلق فهو شر نسبي فالمرض على سبيل المثال - 00:03:48
شر بالنسبة للمريض لكنه بالنظر الى فعل الله هو خير بلا شك فان المرض يجري فيه من المنافع والخيرات ودلائل قدرة الله عز وجل وحكمته ورحمته ما لا يتبين بغير هذا المقدور - 00:04:11
ولهذا كل ما يكون من فعله فهو خير فلا ينسب الشر الى الله تعالى بالمطلق انما الخير كله في يديه والشر ليس اليه وما يكون من شر فانه شر نسبي في نظر المخلوق - 00:04:34
وليس ذلك من شر معهم واضرب لذلك مثلا الظالم ما ينزل به من مكروه اليس شرا بالنسبة له شر او لا؟ الظالم اذا نزل به مكروه اليس ذلك شرا بالنسبة له؟ بلى شر بالنسبة له. لكن في نظر المظلوم - 00:04:52
الذي رأى عقوبة الله النازلة في الظالم اهو خير ام شر سؤال بالنسبة للمظلوم اذا رأى ما يوقعه الله تعالى في الظالم من من العقوبة هو شر او خير هو خير بالنسبة له فليس في فعل الله عز وجل شر مطلق - 00:05:20
بل الشر ليس اليه وفعله كله خير. وانما الخير والشر بالنسبة لتقييم الناس انما هو امر نسبي اضافي ولذلك في الكتاب والسنة لا يضيف الله تعالى الشر اليه محضا بل اذا ذكر الله تعالى الشر - 00:05:42
اما ان يضيفه الى المخلوق كما في قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق فاضاف الشر الى المخلوق او مع حذف الفاعل كما قالت الجن وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض اريد بمن في الارض - 00:06:04
ام اراد بهم ربهم رشد فالشهر لم ينسب اليه جل في علاه بنت لم يذكر الفاعل لم يسمى الفاعل لانه الشر ليس اليه وهو شر نسبي في نظري ففي نسبي بالنظر الى المفعولات والمقدرات. وكذلك - 00:06:25
يذكر الشر في جملة خلق الله لا على وجه التفصيل كما قال تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر فيدخل في عموم خلق الله لكن لا يذكر على وجه الانفراد وذلك - 00:06:50
في كل ما هو مكروه فان الله تعالى لا يضاف اليه المكروه على وجه التخصيص وانما هو داخل في عموم خلق الله تعالى وقدرته. واذا امن العبد واذا امن العبد بالقدر - 00:07:08
منحه الله تعالى الصبر ومن عليه بالثبات واليقين ويسر له جل في علاه شرح الصدر كما قال تعالى ومن يؤمن بالله يهدي قلبه ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله - 00:07:25
يهدي قلبه فالايمان بالقدر مما يعين الانسان على الصبر اذ انه يعلم ان ما قضاه الله تعالى له له فيه حكمة فيصبر ويحتسب ويكون ذلك موجبا للاجر والثواب كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:07:43
عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وان اصابته سراء شكر فكان خيرا له ولا ذلك الا للمؤمن وليعلم ان القدر يسمى بهذا الاسم ويضاف اليه القضاء فيقال القضاء والقدر - 00:08:08
وهما شيء واحد اذا اطلق منفردين يعني اذا قيل القدر على وجه الانفراد شمل القضاء واذا قيل القضاء شمل القدر. فكل واحد منهما اذا ذكر منفردا شمل الاخر. لكن اذا اجتمع من اهل العلم ان - 00:08:30
اجتماعهما يكون بذلك مفرقا لمعناهما فيكون القضاء له معنى والقدر له معنى واختلفوا في تحديد ذلك على عدة اقوال والامر في هذا قريب فمنهم من قال ان القدر اذا جمع مع القضاء فان القضاء يكون الحكم العام - 00:08:50
والقدر هو الحكم الخاص التفصيلي. فمثلا القضاء بسعادة شخص الحكم بسعادة شخص هذا قضاء وتفاصيل هذا الحكم بان يوفق للطاعة يوفق للصلاة يوفق لبر الوالدين وما الى ذلك من التفاصيل هذا قدر. هذا ما قيل - 00:09:15
الفرق بين القضاء والقدر. وقيل الفرق بين القضاء والقدر ان القضاء هو مشيئة الله. واما القدر فهو كتابته جل في علاه لما شاء. وقيل القضاء ما يحكم به الله تعالى عند وقوعه. واما القدر فهو ما كان في سابق الازل. فالقدر - 00:09:40
هو السابق والقضاء هو ترجمة ذلك السابق وتأويله في الواقع ومن الفروق بين القضاء والقدر ان القضاء نوعان واما القدر فنوع واحد. القضاء منه ما هو ومنه ما هو كوني من القضاء الكوني قوله تعالى - 00:10:05
وقظينا الى بني اسرائيل في الكتاب وقظينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين. القظاء هنا قضاء كوني قدري قضى الله كونا يعني هذا سيكون ولا بد ومنه القضاء الشرعي وهذا الذي - 00:10:32
قد يقع وقد لا يقع ومنه قوله جل وعلا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه فقظاء الله عز وجل بان لا يعبد الا هو جل في علاه هذا قظاء كوني او شرعي - 00:10:55
قضاء شرعي وهو قد يقع وقد لا يقع اما القدر فانه لا يكون الا واحدا فلا يقسم قدر شرعي وقدر كوني بل هو قدر يشمل حكم الله تعالى الكوني - 00:11:12
التفريغ
وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره. يقول المصنف رحمه الله وتؤمن الفرقة الناجية جعلنا الله واياكم منهم تؤمن الفرقة الناجية اي اهل السنة والجماعة الذين لزموا كتاب الله وساروا على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلزموا الكتاب والسنة تؤمن - 00:00:00
الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر اي بما جاء من النصوص في الكتاب والسنة بشأن القدر خيره وشره هذا هو الاصل السادس من اصول الايمان والقدر من حيث اللغة مأخوذ من التقدير - 00:00:30
واما معناه في الاصطلاح الشرعي اي القدر في الكتاب والسنة معناه علم الله بالحوادث قبل وقوعها وكتابته جل في علاه لذلك ومشيئته لما علمه وكتبه وخلقه له. فعلم الله مع كتابته - 00:00:57
مع خلقه ومشيئته هذا هو قدر الله عز وجل الذي يجب الايمان به في اصول الايمان. وينكر ان يقال ان القدر هو حكم الله الكوني. القدر هو حكم الله الكوني - 00:01:27
اي حكم الله تعالى الذي يجري به كل شيء في الكون تمام من حركة ولا سكون الا بقدر الله عز وجل ولذلك عرف الامام احمد رحمه الله القدر بانه قدرة الله - 00:01:47
وذلك ان كل شيء انما يكون بقدرته جل في علاه فهو على كل شيء قدير. وهذا من تعريف الشيء ببعض دلالاته او ببعض ملزوماته. فالقدر هو قدرة الله المتضمنة لكتابته وعلمه - 00:02:04
وخلقه سبحانه وبحمده والايمان بالقدر دل عليه قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما جاء في حديث جبريل لما سأل عن الايمان والاسلام والاحسان قال ان تؤمن بالله وملائكته - 00:02:27
وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره و قوله صلى الله عليه وسلم والقدر خيره وشره يثبت انتظام حكم الله لكل ما يكون في الكون. مما يجري من خير او شر. لكنه يعلم ان الخير والشر - 00:02:46
امر نسبي وليس في فعل الله تعالى ما هو شر محض. بل ما من شيء من افعال الله عز وجل الا وهو خير. ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الاستفتاح ان يقول - 00:03:09
من دعائه في الاستفتاح انه يقول صلى الله عليه وعلى اله وسلم والخير بيديك والشر ليس اليك والخير بيديك فهو الذي يملكه وهو الذي يهبه وهو الذي يصرفه والشر كله ليس من - 00:03:28
توبا اليه سبحانه وبحمده ولذلك قال والشر ليس اليك فان الله تعالى لا يخلق شرا محضا انما ما يكون في المقدورات والمفعولات مما هو شر بالنسبة للخلق فهو شر نسبي فالمرض على سبيل المثال - 00:03:48
شر بالنسبة للمريض لكنه بالنظر الى فعل الله هو خير بلا شك فان المرض يجري فيه من المنافع والخيرات ودلائل قدرة الله عز وجل وحكمته ورحمته ما لا يتبين بغير هذا المقدور - 00:04:11
ولهذا كل ما يكون من فعله فهو خير فلا ينسب الشر الى الله تعالى بالمطلق انما الخير كله في يديه والشر ليس اليه وما يكون من شر فانه شر نسبي في نظر المخلوق - 00:04:34
وليس ذلك من شر معهم واضرب لذلك مثلا الظالم ما ينزل به من مكروه اليس شرا بالنسبة له شر او لا؟ الظالم اذا نزل به مكروه اليس ذلك شرا بالنسبة له؟ بلى شر بالنسبة له. لكن في نظر المظلوم - 00:04:52
الذي رأى عقوبة الله النازلة في الظالم اهو خير ام شر سؤال بالنسبة للمظلوم اذا رأى ما يوقعه الله تعالى في الظالم من من العقوبة هو شر او خير هو خير بالنسبة له فليس في فعل الله عز وجل شر مطلق - 00:05:20
بل الشر ليس اليه وفعله كله خير. وانما الخير والشر بالنسبة لتقييم الناس انما هو امر نسبي اضافي ولذلك في الكتاب والسنة لا يضيف الله تعالى الشر اليه محضا بل اذا ذكر الله تعالى الشر - 00:05:42
اما ان يضيفه الى المخلوق كما في قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق فاضاف الشر الى المخلوق او مع حذف الفاعل كما قالت الجن وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض اريد بمن في الارض - 00:06:04
ام اراد بهم ربهم رشد فالشهر لم ينسب اليه جل في علاه بنت لم يذكر الفاعل لم يسمى الفاعل لانه الشر ليس اليه وهو شر نسبي في نظري ففي نسبي بالنظر الى المفعولات والمقدرات. وكذلك - 00:06:25
يذكر الشر في جملة خلق الله لا على وجه التفصيل كما قال تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر فيدخل في عموم خلق الله لكن لا يذكر على وجه الانفراد وذلك - 00:06:50
في كل ما هو مكروه فان الله تعالى لا يضاف اليه المكروه على وجه التخصيص وانما هو داخل في عموم خلق الله تعالى وقدرته. واذا امن العبد واذا امن العبد بالقدر - 00:07:08
منحه الله تعالى الصبر ومن عليه بالثبات واليقين ويسر له جل في علاه شرح الصدر كما قال تعالى ومن يؤمن بالله يهدي قلبه ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله - 00:07:25
يهدي قلبه فالايمان بالقدر مما يعين الانسان على الصبر اذ انه يعلم ان ما قضاه الله تعالى له له فيه حكمة فيصبر ويحتسب ويكون ذلك موجبا للاجر والثواب كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:07:43
عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وان اصابته سراء شكر فكان خيرا له ولا ذلك الا للمؤمن وليعلم ان القدر يسمى بهذا الاسم ويضاف اليه القضاء فيقال القضاء والقدر - 00:08:08
وهما شيء واحد اذا اطلق منفردين يعني اذا قيل القدر على وجه الانفراد شمل القضاء واذا قيل القضاء شمل القدر. فكل واحد منهما اذا ذكر منفردا شمل الاخر. لكن اذا اجتمع من اهل العلم ان - 00:08:30
اجتماعهما يكون بذلك مفرقا لمعناهما فيكون القضاء له معنى والقدر له معنى واختلفوا في تحديد ذلك على عدة اقوال والامر في هذا قريب فمنهم من قال ان القدر اذا جمع مع القضاء فان القضاء يكون الحكم العام - 00:08:50
والقدر هو الحكم الخاص التفصيلي. فمثلا القضاء بسعادة شخص الحكم بسعادة شخص هذا قضاء وتفاصيل هذا الحكم بان يوفق للطاعة يوفق للصلاة يوفق لبر الوالدين وما الى ذلك من التفاصيل هذا قدر. هذا ما قيل - 00:09:15
الفرق بين القضاء والقدر. وقيل الفرق بين القضاء والقدر ان القضاء هو مشيئة الله. واما القدر فهو كتابته جل في علاه لما شاء. وقيل القضاء ما يحكم به الله تعالى عند وقوعه. واما القدر فهو ما كان في سابق الازل. فالقدر - 00:09:40
هو السابق والقضاء هو ترجمة ذلك السابق وتأويله في الواقع ومن الفروق بين القضاء والقدر ان القضاء نوعان واما القدر فنوع واحد. القضاء منه ما هو ومنه ما هو كوني من القضاء الكوني قوله تعالى - 00:10:05
وقظينا الى بني اسرائيل في الكتاب وقظينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين. القظاء هنا قضاء كوني قدري قضى الله كونا يعني هذا سيكون ولا بد ومنه القضاء الشرعي وهذا الذي - 00:10:32
قد يقع وقد لا يقع ومنه قوله جل وعلا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه فقظاء الله عز وجل بان لا يعبد الا هو جل في علاه هذا قظاء كوني او شرعي - 00:10:55
قضاء شرعي وهو قد يقع وقد لا يقع اما القدر فانه لا يكون الا واحدا فلا يقسم قدر شرعي وقدر كوني بل هو قدر يشمل حكم الله تعالى الكوني - 00:11:12