من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|44 من 80|سورة آل عمران-القسم الأول|الآية 104-105|صالح الفوزان|كبار العلماء
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس الرابع والاربعون - 00:00:00ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد ونواصل الحديث على قوله تعالى ولتكن منكم امة يدعون الى الخير الى قوله تعالى - 00:00:21ضَ
واولئك لهم عذاب عظيم وقد توقف بنا الكلام في الحلقة السابقة عند الفائدة عند الفائدة السادسة من هاتين الايتين فنقول يؤخذ من من الايتين ايضا ان من ترك الامر بالمعروف - 00:00:46ضَ
ان من ترك الدعوة الى الله وترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر انه خاسر وذلك لمفهوم قوله تعالى واولئك هم المفلحون فاذا كان الذين يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر - 00:01:21ضَ
هم المفلحون فان الذين يتركون الدعوة الى الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر يكونون خاسرين وسابعا يؤخذ من الايتين الكريمتين النهي عن التفرق والاختلاف بين الامة لان ذلك يشتت شملها - 00:01:41ضَ
ويضعف قوتها ويطمع العدو فيها التفرق والاختلاف في فيهما مفاسد عظيمة وعواقب وخيمة لما يؤديان من التناحر بين المختلفين ولما يؤديان من الابتعاد عن كتاب الله وعن سنة رسوله وان كل واحد او كل فريق - 00:02:09ضَ
او كل حزب يتعصب لرأيه ويأبى الرجوع الى الكتاب والسنة لحسم الخلاف فيحصل بذلك الهلاك كما قال تعالى تقطع امرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون وما هلكت الامم السابقة - 00:02:49ضَ
الا بسبب الاختلاف والتفرق وعدم الرجوع الى الى الايات البينات ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وهذا معروف في الامم السابقة وحصل نظيره في هذه الامة - 00:03:20ضَ
لما اختلفوا وظهرت فيهم الشيع والفرق الضالة التي اخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم محذرا منها لما حصل ذلك حصل في هذه الامة ما حصل من تفرق والظعف لما ظهر فيهم القدرية - 00:03:54ضَ
ظهرت فيهم الخوارج وظهرت فيهم الجهمية وظهر فيهم تشيع لاهل البيت وظهر فيهم آآ الذين يأولون الصفات ويحرفون الكلمة عن مواضعه لما ظهرت هذه الفرق حصل في المسلمين الخلل وحصل بينهم التناحر - 00:04:21ضَ
كما حصل في الامم السابقة فهذه نتيجة حتمية للتفرق والاختلاف في الدين وهذا لا يعني ان العلماء لا يختلفون في مسائل الاجتهاد وانما يعني التفرق في العقيدة والتفرق في الاراء - 00:04:59ضَ
من غير اجتهاد فقهي وانما هو تعصب انما هو تعصب وانما هو حمية جاهلية اما الاجتهاد الفقهي هذا مأذون فيه بل انه مشروع ان العلماء الذين يحملون صفات الاجتهاد يجتهدون في طلب المسائل - 00:05:29ضَ
او في طلب الاحكام الشرعية من الادلة التفصيلية وان حصل بينهم اختلاف فان ذلك لا يؤدي الى التفرق والاختلاف اذا حصل بينهم اختلاف في الاجتهاد فان ذلك لا يؤدي الى التفرق والاختلاف المنهي عنه - 00:06:01ضَ
وانما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجران واذا اجتهد واخطأ فله اجر واحد وهؤلاء الائمة الذين اختلفوا في مسائل الاجتهاد هم مجمعون على انه اذا لاح الدليل - 00:06:25ضَ
مع احدهم انهم يرجعون اليه واما اذا لم يتبين الدليل مع احد المختلفين فانه لا انكار في الاجتهاد كما يقول العلماء لا انكار في مسائل الاجتهاد التي لم يتبين فيها الدليل - 00:06:46ضَ
مع احد المختلفين ولكن هذا لا يؤثر عداوة ولا يؤثر عصبية ولا يؤثر اختلافا وانما اهل الاجتهاد الذي من هذا النمط الذي هدفه الحق انما هم اخوة كما هو معلوم - 00:07:10ضَ
فان اهل السنة اختلفوا في الاجتهاد كما هو ما موجود الان الى اربعة مذاهب مذهب الحنفي والمذهب المالكي والمذهب الشافعي والمذهب الحنبلي وكلهم اخوة ولله الحمد لم يحصل بينهم تفرق - 00:07:36ضَ
ولا اختلاف و هم على منهج واضح انه اذا تبين الدليل فلا عذر لاحد عدم قبوله بل يرجعون الى الدليل مع من كان واذا لم يتبين الدليل فان احدهم لا ينكر على الاخر - 00:07:58ضَ
بمسائل الاجتهاد فهذا منهج سليم ولا يدخل في قوله تعالى ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات الا اذا صار مع هذا الاجتهاد الفقهي تعصب تعصب للرأي - 00:08:24ضَ
وان كان مخطئا كما يقع من بعض المنتسبين الى المذاهب من التعصب لمذاهبهم وان كانت مرجوحة فهذا هو الذي يدخل في قوله تعالى ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا بعد ما جاء اهم البينات - 00:08:45ضَ
وفي قوله تعالى وتقطعوا امرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون يؤخذ من هاتين الايتين ايضا ان من اصر على قول مخالف للادلة والبينات ان له عذابا عظيما قوله تعالى واولئك لهم عذاب عظيم هذا يعني - 00:09:09ضَ
الذين اصروا على المخالفة واصروا على التفرق وهم يعلمون انهم على غير حق وانما حملهم على ذلك التعصب والهوى ويؤخذ من هاتين الايتين ايضا ان الحجة ليست باقوال الناس وان بلغوا من العلم ومن الفضل مبلغا عظيما - 00:09:39ضَ
وكل يؤخذ من قوله ويرد كما قال الامام مالك الا رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما الحجة بالادلة من الكتاب والسنة ولهذا كان الائمة يوصون بان بان لا يؤخذ باقوالهم - 00:10:11ضَ
اذا خالفت الكتاب والسنة وهذا شيء معلوم عنهم ويؤخذ من هاتين الايتين انه لا يجوز البقاء على الاختلاف بعد وضوح الادلة ولا احد يقول هذا رأي فلان وهذا افتى به العالم الفلاني - 00:10:34ضَ
ويأخذ به على علاته مع وضوح الدليل على خلافه فان هذا اتباع للهوى وليس اتباعا للحق نعم. والله تعالى اعلم والى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:59ضَ