سلسلة فتاوي و أحكام شهر رمضان

من أعمال القلوب الصبر | للشيخ أحمد بن عمر الحازمي

أحمد الحازمي

بسم الله الرحمن الرحيم. يسر موقع فضيلة الشيخ احمد ابن عمر الحازمي ان يقدم لكم هذه لماذا الصبر على اقدار الله؟ صبر في اللغة الحبس والكف. الحبس والكف. يعني يأتي ويراد - 00:00:00ضَ

معنى الحبس والحبس هو بمعنى الكف بمعنى الكف. ومنه قولهم قتل فلان اي محبوسا اي محبوسا مأسورا وذلك اذا امسك وحبس وذلك اذا امسك وحبس ومن قوله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. اي المراد به احبس نفسك - 00:00:20ضَ

معه هذا المراد به بالصبر هنا. والصبر حينئذ يكون بمعنى حبس النفس. هذا المعنى الشرعي حبس النفس عن الجزع والتسخط. وحبس اللسان او حبس اللسان عن الشكوى وحبس الجوارح عن التشويش. فقد عبر ابن القيم في بعض المواضع وعبر في مواضع اخرى حبس الجوارح - 00:00:50ضَ

عن لطم الخدود شق الجيوب ونحو ذلك. يعني عن اي عمل ينافي ينافي الصبر. من اجل ضد الصبر هو هو والتساخط والتسخط قد يكون بالقلب وقد يكون باللسان وقد يكون بالجوارح وا والاركان. ولكل لها صفة - 00:01:20ضَ

تقتضيه وتختلف كذلك من شخص الى شخص اخر. قال الامام احمد رحمه الله تعالى الصبر في القرآن في نحو موضعا يعني جاء ذكره في نحو تسعين موضعا. واذا كرر الرب جل وعلا شيء في القرآن بمواضع - 00:01:40ضَ

عد دل على على الاهتمام به. ولا شك ان الاهتمام به اعم من كونه واجبا. لكن الصبر واجب بالاجماع. يعني يجب حبس القلب عن التسخط وحبس اللسان وحبس الجوارح والاركان - 00:02:00ضَ

عند اقدار الله تعالى وهذا موضع اجماع لانه واجب. وهو واجب باجماع الامة. قال ابن القيم رحمه الله تعالى هو نصف الايمان. فان الايمان نصفان. نصف صبر ونصف هو شكر. قال تعالى - 00:02:20ضَ

ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة. امر بالاستعانة به بكل منهما. وقال جل وعلا اصبروا وصابروا اصبروا هذا امر والامر يقتضيه الوجوب. قول استعينوا بالصبر. هذه استعانة بالصبر. قوله تعالى واصبر وما صبرك الا بالله هذا امر الامر يقتضي الوجوب. والامر للنبي صلى الله عليه وسلم امر لامته - 00:02:40ضَ

قال النبي صلى الله عليه وسلم الصبر ضياء. هذا بيان لي لفضله. رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم ما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر. رواه البخاري ومسلم. وفي حديث الصبر نصف الايمان - 00:03:10ضَ

كما قال ابن القيم في ممر الدين او الايمان نصفان نصف صبر ونصف هو شكر وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وجدنا خير عيشنا بالصبر. يعني العيش لا يكون خيرا - 00:03:30ضَ

الا مع مع الصبر. رواه البخاري. ولهذا كان الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد الصبر من الايمان والعلاقة بينهما. فالعلاقة بين الجسد ووالرأس. والصبر للايمان كالرأس لي للجسد. هل يبقى - 00:03:50ضَ

الجسد بلا رأس الجواب لا. كذلك لا يبقى ايمان بلا بلا صبر. بلا بلا صبر. ولا ايمان لمن لا صبر له كما انه لا جسد لمن لا رأس له وفي الحديث الصحيح عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير وليس ذلك لاحد الا - 00:04:10ضَ

للمؤمن ان اصابته سراء شكر. فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبره كان خيرا له. اما سراء واما ضراء. العبد المؤمن متقلب بين هذين الامرين. ولا ثالث لهما. اما سراء - 00:04:36ضَ

حينئذ يكون واجبه الشكر. فاما ضراء حينئذ يكون واجبه الصبر. وكل من الشكر والصبر واجب ولما كان الله جل وعلا ببديع حكمته ولطيف رحمته قضى ان يبتلي النوع بالاوامر والنواهي والمصائب التي قدرها عليه. من حكمة الله تعالى انه ابتلى - 00:04:56ضَ

الانسان من حيث هو انسان اما بامر واما بنهي واما بمصيبة تحل عليه. بهذه حينئذ اقتضى ان ينقسم الصبر الى ثلاثة انواع. صبر على مأمور وصبر عن محظور وصبر على مصيبة الذي يعنون له بالصبر على اقدار الله تعالى المؤلمة. امرهم بالصبر على ذلك. لما ابتلاهم - 00:05:26ضَ

بالاوامر وابتلاهم بالنواهي وابتلاهم بالمصائب التي تنزل عليهم حينئذ امرهم بالصبر على ذلك وافترضه عليهم تسلية لهم وتقوية على ذلك. ووعدهم عليه الثواب بغير حساب كما قال سبحانه انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. بغير حساب جاءت من الباري جل وعلا. لما كان كذلك - 00:05:56ضَ

تنوع الصبر ثلاثة انواع ثلاثة انواع صابر على المأمور او صبر على طاعة الله وصبر عن المحظور هو صبر عنه معصية الله. وهذا هو الصبر على الحكم الشرعي. الله عز وجل امر نبيه بالصبر - 00:06:26ضَ

فقال له فاصبر لحكم ربك. حكم ربك هذا نوعان. حكم شرعي وحكم او حكم شرعي او ما يتعلق بالاوامر والنواهي الشرعية. وحكم كوني وهو ما يتعلق بي بالكون وما كان شرعا لا يكون الا محبوبا مرضيا الى الله تعالى. وما كان كونا فقد يكون وقد لا لا يكون - 00:06:46ضَ

ما كان شرعيا قد يمتثل وقد لا يمتثل. وما كان كونيا لابد من من وقوعه. اذا الصبر على طاعة الله نوع من الحكم الشرعي. والصبر عن معصية الله نوع من من الحكم الشرعي. النوع - 00:07:16ضَ

الثالث صبر على المقدور. صبر على على المقدور. يعني على المصائب التي تحل بالعبد هذا صابر على ما قدره الله تعالى من المصائب. وهذا الصبر على الحكم الكوني. اذا واصبر لحكم ربك مفرد مضاف - 00:07:36ضَ

يا عمر يعم ماذا؟ يعم الحكمين حكم الشرع فدخل تحته نوعان من نوعين من انواع الصبر. صبر على الطاعة وصبر على معصية واصبر لحكم ربك دخل تحته الحكم الكوني. حينئذ يختص بماذا؟ بالصبر على على المصائب. لو نظرنا - 00:07:56ضَ

الانواع الثلاثة الاول والثاني من فعل وكسب العبد. كذلك؟ النوع الثالث ليس له كسب ليس له كسب فيه. فالاولان الصبر على المأمور. الصبر عن المحظور. صبر على ما يتعلق بالكسب - 00:08:16ضَ

يعني المأمور الذي هو الطاعة يفعلها العبد. والمنهي عنه في الاصل انه فعل للعبد اذا يتعلق النوع الاول والثاني بشيء من فعل العبد. واما الثالث فهو صبر على ما كسب العبد فيه - 00:08:36ضَ

كالصبر على ماذا؟ على النوازل والمصائب التي تحل به. اليس كذلك؟ مرض اصابه الفقر ما تبلغ هدم بيته هذه مصاعب ليست من من فعله. حينئذ يقول الصبر عليها صبر على شيء لا يتعلق - 00:08:56ضَ

كسب العبد انما هو من فعل الله تعالى. ولذلك قلنا هو داخل في الحكم الكوني. الحكم الكوني هذا لا علاقة للعبد فيه البتة بخلاف الحكم الشرعي فان العبد مأمور بالطاعة فيفعلها ويحتاج الى الصبر عليها. وينهى عن المعصية - 00:09:16ضَ

اتركها ويحتاج ان يحبس نفسه وان كف عنها. والاولان افضل من الاخين. فهما الاولان اذا اردن مقارنة بين هذه الانواع الثلاثة الصبر على الطاعة والصبر على المعصية. افضل من الصبر على المصائب على - 00:09:36ضَ

اقدار الله تعالى. والاولان افضل من الاخير وهو الصبر على اقدار الله المؤلمة. والنوع الاول الذي هو الصبر على الطاعة افضل من الثاني. افضل من من الثاني. الذي هو الصبر على عن المحظور عن المعصية - 00:09:56ضَ

اذا على الترتيب هكذا. اولها واعلاها درجة الصبر على الطاعة ثم يأتي بعده في المرحلة الثانية الصبر عن المعصية. ثم يأتي بالدرجة الثالثة الصبر على اقدار الله تعالى المؤلمة هذا من حيث النظر الى التقسيم نفسه. وقد يختلف باختلاف الاشخاص كما قلنا في الرجاء والخوف. ان العاصي - 00:10:16ضَ

وهو الاعتدال. ثم قد يختلف باختلاف الاشخاص. وهنا كذلك الافضل الصبر على الطاعة مقدم على الصبر عن المعصية. وقد يكون جبال زيد من الناس العكس وبعض الناس تتعلق نفوسهم بالمنهيات. واما الطاعات فيفعل ما شاء. قد يصوم كل يوم - 00:10:43ضَ

ولا ولا يحتاج الى صبر. لكن ينكف عن شيء معين من المحرمات يحتاج الى صبر ايوب. اذا يكون في حقه ماذا؟ الصبر عن المنهي عن المحظور يكون اكد لكن هذا لا باعتبار العصر. وانما هو باعتبار زيد من؟ من الناس. واما واما التقسيم على ما ذكرناه فهو - 00:11:03ضَ

والعصر الذي دل عليه الشرع. قال ابن تيمية قال عنه ابن القيم في المدارس في بيان لما قدم الصبر على طاعة على الصبر على المعصية. قال فالصبر على اداء الطاعات اكمل من الصبر على اجتناب المحرمات - 00:11:23ضَ

وافضل علة ذلك فان مصلحة فعل الطاعة احب الى الشارع من مصلحة ترك المعصية مصلحة فعل الطاعة. حكم الشرع لابد وانه مترتب على المصلحة. لا يأمر الله تعالى بايجاد شيء الا - 00:11:43ضَ

مصلحتك ولا ينهى عن شيء الا لمصلحته. اذا فعل الطاعة لمصلحة واجتناب المحظور يكون اي المصلحتين اعظم؟ مصلحة الطاعة اعظم. ولذلك الصبر على فعل الطاعات من الصبر على فعل على ترك المنهيات - 00:12:05ضَ

ويقابل المصلحة. وهو ترك المأمور وفعل المحظور. يقابله ماذا؟ المفسدة. فمفسدة ترك فعل الطاعة اعظم من مفسدة فعل المحظور. ولذلك نقيم في الفوائد قارن بين الامر ايهما افضل في الشرف؟ قرر رحمه الله تعالى ان باب الامر اكد شرعا. ويكفيه ان التوحيد من المأمور وهو الذي - 00:12:30ضَ

خلقت الخليقة من من اجله. فدل على ان باب الامر اعظم. اذ منه التوحيد. ولذلك شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب وتعالى لما ذكر الامر والنهي من الاصول الثلاثة قالوا اعظم ما امر الله به التوحيد. واعظم ما نهى عنه الشرك. فاذا وجد التوحيد - 00:13:00ضَ

بحذافيره انتفى الشرك بحذافيره. اذا باب الامر اكد. من جهتين ان مصلحة فعل الطاعة اعظم من مصلحة اجتناب المحظور. ثم مفسدة ترك الطاعة اشد من مفسدة فعل المحظور ومفسدة عدم الطاعة ابغض اليه واكره من مفسدة وجود المعصية. قاله شيخ الاسلام ابن - 00:13:20ضَ

رحمه الله تعالى وايضا الصبر على الطاعة يتضمن الزاما وفعلا الزاما وفعلا والفعل فيه نوع يوم من المشقة يحتاج الى الى صبر. ثم الصبر على المعصية لان فيه كفا. فقط. فيه كف - 00:13:50ضَ

فقط. حينئذ الكاف اسهل. وان كان الكف قلنا الصحيح انه فعل. والكف فعل في صحيح المذهبي. لكن فعل باعتبار الايجاد هنا بالعكس. حينئذ نقول فعل الطاعة هذا فيه الزام للنفس. وفيه فعل وحركة وفيه مشقة - 00:14:10ضَ

وتعب فيحتاج الى الى صبرة. واما المعصية فهي كف نفسه فقط. يترك الشيء حينئذ نقول هذا لا يحتاج الى مشقة كما ذكرنا انه باعتبار الاصل اما باعتبار زيد من الناس فقد لا يكون ترك المنهيات اشد عنده من فعل - 00:14:30ضَ

الطاعات فيسهل عليه الصلاة صوم. يصلي مئة ركعة ويصوم كل يوم. سهل جدا. لكن ترك بعظ المنهيات قد يكون عنده اشق من من ذلك اذا الصبر على المعصية لان فيه كفا فقط اي الزاما للنفس بالترك. واما الصبر على الاقدار فلان - 00:14:50ضَ

ان سببه ليس كسبيا بفعل العبد فليس فعلا ولا تركا. وانما هو من قدر الله المحض. يعني جعل هذا النوع ثالثا في المرتبة الاخيرة لماذا؟ لان المقارنة هنا بين الاولين وبين الثالث ان الاولين من فعل العبد - 00:15:10ضَ

وكسبه. واما الثالث فليس للعبد فيه فعل ولا ترك. ولذلك جاء في المرحلة الثالثة. جاء في المرحلة وهو ومن حيث المقصود ينقسم الى ثلاثة اقسام. من حيث المقصود صبر لمن؟ لمن؟ او ما الحاث له؟ وما الجانب له - 00:15:30ضَ

اي شيء يكون ينقسم الى ثلاثة اقسام. صبر بالله وصبر لله وصبر مع الله. بالله لله ومع الله واختلفت هنا حروف الجر بالله ولله. ومع الله هذا ظرف. فالاول الذي هو الصبر بالله - 00:15:50ضَ

اول الاستعانة به. هكذا قال ابن القيم اول الاستعانة به ورؤيته انه هو المصبر وان صبر العبد بربه لا بنفسه. الصبر بالله يدل على ان هذا الصبر من عند الله تعالى. فما - 00:16:12ضَ

ايحل بقلب العبد من القناعة وعدم التساخط الذي هو حقيقة الصبر هذا من عند الله تعالى. حينئذ المصبر الحقيقي هو الله تعالى. كما ان الذي وهب الايمان والاسلام للعبد هو والله عز وجل. لان هذا يعتبر من من النعم والمنعم الحقيقي هو - 00:16:32ضَ

هو الله تعالى. حينئذ يكون في هذا التركيب الصبر بالله فيه نظر الى جهة المصبر. الى جهة اول الاستعانة به ورؤيته انه هو المصبر. وان صبر العبد بربه لا بنفسه. كما قال واصبر - 00:16:52ضَ

ما صبرك الا بالله؟ امره بالصبر ثم قال وما صبرك الا بالله؟ ومعلوم ان هذا ترديد بينما والا يدل على الحاصل اذا الذي يصبرك هو الله تعالى. يعني ان لم يصبرك هو لم تصبر. ان لم يصبرك هو لم - 00:17:12ضَ

هكذا قال ابن القيم اذا الصبر بالله المراد به ان العبد ان صبر لم يصبره الا الله تعالى فهو نظر الى جهة اعطاء الصبر للعبد. بقطع النظر يصبر لمن؟ هذه مسألة اخرى. وانما من هو واهب الصوم - 00:17:32ضَ

الله. هذا المراد به. والثاني الصبر لله. وهو ان يكون الباعث له على الصبر محبة الله وارادة وجهه والتقرب اليه لا لاظهار قوة النفس والاستحمام الى الخلق وغير ذلك من الاغرار. الانسان قد يصبر من اجل ان يثنى عليه فيدخل الرياء في الصبر. اليس كذلك - 00:17:52ضَ

وقد يريد ان يظهر تجلده وقوة نفسه لا لله عز وجل. فحينئذ المراد الصبر لله الا يكون ثم الا وجه الباري جل وعلا. والثالث الصبر مع الله هو عظيم وهو دوران العبد مع مراد - 00:18:22ضَ

الدين منه وما احكامه الدينية. يعني يدور مع احكام الباري جل وعلا وجودا وعدما. هذا الصبر مع مع الله حيثما فحيثما اقتضى الحال الصبر وجد الصبر. وحيث ما اقتضى الحال الشكر - 00:18:42ضَ

وجد الشكر. الصبر مع الله وهو دوران العبد مع مراد الله الديني منه. ومع احكامه الدينية صابرا نفسه معها سائرا بسيرها مقيما باقامتها يتوجه معها اينما توجهت ركائبها. فهذا معنى كونه صابرا مع - 00:19:02ضَ

الله اي قد جعل نفسه وقفا على اوامره ومحابه وهو اشد انواع الصبر. وهواك اشد انواع الصبر واصعبها وهو صبر الصديقين. صبر الصديقين. اذا الصبر مع مع الله. مغاير للصبر - 00:19:22ضَ

مغاير للصبر لله. صبر بالله ملاحظة المصدر. عند المصبر هو الله. الصبر لله الباعث. لانه قد يصبر لا لله لحظ نفسه. الصبر مع الله دورانه مع احكام الله تعالى حيثما وجد ولد الصبر. هذا المراد به - 00:19:42ضَ