التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد حياكم الله جميعا. اخواني واخواتي ونحن الليلة بتوفيق الله ومدده - 00:00:00ضَ
على موعد مع اللقاء الثامن والثمانين بعد المائتين من لقاءات التفسير ومع اللقاء الثالث والاربعين. من لقاءات تفسيرنا لسورة ال عمران وكنا بحول الرحيم الرحمن والتوقفنا في اللقاء الماضي عند الاية السادسة والسبعين بعد المائة - 00:00:21ضَ
من ايات السورة الكريمة مع قول ربنا جل وعلا ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر انهم لن يضروا الله شيئا يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة ولهم عذاب عظيم. هذا خطاب - 00:00:47ضَ
موجه للنبي صلى الله عليه وسلم تشريفا له وتسمية له حتى لا يحزن على اولئك الذين يسارعون في الكفر من كفار قريش الذين يصرون في كبر وعناد على محاربة هذا الدين - 00:01:08ضَ
والعمل على استئصاله وازالته وهؤلاء امرهم الى ابن حلال وشوكتهم الى زوال ولن يضر الكبير المتعال قيل نزلت الاية في هؤلاء مشركي مكة وقيل بل نزلت الاية في المنافقين الذين يسارعون في الكفر بتخويف المؤمنين بسبب ما وقع لهم في احد - 00:01:28ضَ
وقالوا قولهم الخبيث ان محمدا صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم قالوا ان محمدا طالب ملك ولو كان رسولا من عند الله حقا ما هزم في احد وقيل بل نزلت الاية الكريمة في قوم اسلموا ثم ارتدوا - 00:02:02ضَ
نزلت في قوم اسلموا ثم ارتدوا واصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغم والحزن فبين له الحق جل جلاله ان ردة هؤلاء لن تضر الله شيئا وقيل بل نزلت الاية الكريمة في رؤساء اليهود - 00:02:28ضَ
كعب بن الاشرف واصحابه الذين كتموا صفة النبي صلى الله عليه وسلم وانكروا نبوته وكتموا الحق وهم يعلمون وكما اقول دوما ليست العبرة بخصوص السبب ولكن العبرة بعموم اللفظ فالاية عامة - 00:02:51ضَ
في جميع اصناف الكفار والاية تحتمل كل هذه الاقوال نزلت في المشركين نزلت في المنافقين نزلت في رؤساء اليهود نزلت في المرتدين الاية تحتمل كل هذه الاقوال. والسؤال الان اذا كان الحزن - 00:03:18ضَ
وهو الضيق الشديد من كفر الكافرين ونفاق المنافقين ومعصية العاصين اذا كان طاعة لله رب العالمين ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر فكيف ينهى الله جل جلاله نبيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك - 00:03:40ضَ
والجواب من وجهي الاول ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحزن على هؤلاء جميعا حزنا شديدا كاد ان يهلك نفسه غما وحزنا لكفر وعدم ايمانهم بربهم جل وعلا كما قال ربنا سبحانه - 00:04:04ضَ
في قوله فلعلك باخع نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا تكاد ان تهلك نفسك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لمجرد ان هؤلاء لا يريدون الدخول في دين الله - 00:04:28ضَ
ولاصرارهم على الكفر والعناد والكبر قال سبحانه لعلك باخع نفسك اي مهلك نفسك الا يكونوا مؤمنين وقال سبحانه فلا تذهب نفسك عليهم حسرات هذا وجه الوجه الثاني ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر - 00:04:46ضَ
اي لا يحزنوك يا رسول الله بخوف ان يضروك او يضر الله تعالى او يضر دين الله جل جلاله. فهؤلاء لا يضرون بكفرهم وضلالهم غير انهم لن يضروا الله شيئا - 00:05:11ضَ
في الحديث القدسي ان الرب العلي جل جلاله قال يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يقول سبحانه يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة - 00:05:34ضَ
ولهم عذاب عظيم من يريد ربنا سبحانه وتعالى بسبب كفرهم وكبرهم وعنادهم واعراضهم الا يجعل لهم نصيبا في الاخرة والارادة كما اصلت قبل ذلك مرارا نوعان ارادة دينية شرعية وارادة كونية قدرية - 00:05:56ضَ
والارادة هنا في قوله تعالى يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة ولهم عذاب عظيم. الارادة هنا ما هي الارادة الكونية؟ فالكافر المصر على كفره وعناده. المعرض عن هداية الدلالة - 00:06:21ضَ
يحرم من هداية التوفيق في الدنيا والاخرة لا حظ له في الاخرة ولا نصيب له في الاخرة. بل له عذاب عظيم ولهم عذاب عظيم. اي لهؤلاء الذين يشرعون في الكفر - 00:06:40ضَ
عذاب وعقوبة عظيمة شديدة وتدبر هذه اللطيفة عظمة كل شيء بحسبه ولهم عذاب عظيم عظمة كل شيء بحسبه فالعظمة في مقام المدح يكون مدحا وفي مقام الذم يكون وصف العظمة ذما - 00:06:59ضَ
وشدة في العذاب والعقوبة العظمة في وضع المدح تكون مدحا وفي وضع الذم تكون ذما وتكون دليلا على شدة العذاب وشدة العقوبة ولهم عذاب عظيم ثم اكد الحق تبارك وتعالى - 00:07:27ضَ
هذا المعنى فاعاده مرة ثانية وعممه وقال سبحانه ان الذين اشتروا الكفر بالايمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب اليم هؤلاء الذين اختاروا الكفر على الايمان واستبدلوا الكفر بالايمان قد خرجوا عن فطرة التوحيد - 00:07:51ضَ
التي فطر الله الخلق عليها ومعنى الكفر بالايمان انهم كانوا يعرفون الحق ولكنهم كفروا به واعرضوا عنه فكأنهم اعطوا الايمان واخذوا الكفر بدلا عنه كما يفعل المشتري من اعطاء شيء - 00:08:17ضَ
واخذ غيره بدلا عنه يدفع مالا ويأخذ سلعة والاية عامة في كل الكافرين تؤكد نفس المعنى الاتي السابقة انهم لن يستطيعوا ابدا ان يضروا الله شيئا فلا قدرة لهم البتة - 00:08:40ضَ
على ان يدفعوا الضرر عن انفسهم فكيف تكون لهم القدرة على ضرر غيرهم فضلا عن ضرر الحق جل جلاله فما اضعف رأيهم وقلة عقولهم وشدة حماقتهم فمن يبيع بالقليل الحقير الفاني؟ - 00:09:01ضَ
السعادة العظيمة الدائمة في الدنيا والاخرة هو في غاية الضعف والحماقة ومثله لكل نفسه نفعا ولا ضرا، ولا يقدر على الحاق الضرر بغيره فضلا عن ان يضر ما لك الملك وملك الملوك وجبار السماوات والارض - 00:09:27ضَ
لن يضر الله شيئا ولهم عذاب اليم الاولى ولهم عذاب عظيم. والثانية ولهم عذاب اليم. اي مؤلم شديد ولما جرت العادة ان يغتبط المشتري بما اشتراه ويسر بتحصيله عند كون الصفقة رابحة - 00:09:50ضَ
وان يتألم عند كون الصفقة وصف عذابهم بالاليم لانها صفقة خاسرة ثم بين الحق تبارك وتعالى ان امهاله واملاءه للذين كفروا ليس خيرا لانفسهم وليس دليلا لرضاه جل وعلا عنهم - 00:10:16ضَ
وليس دليلا على محبته لهم. كلا كلا ليس الامر كما زعموا وتوهموا بل انه جل جلاله يملي للظالم حتى اذا زاد طغيانه واشتد كفرانه اخذه ربنا جل وعلا اخذ عزيز مقتدر في سلطانه - 00:10:49ضَ
اكررها ولكن الله جل وعلا يملي للظالم حتى اذا زاد طغيانه واشتد كفرانه اخذه اخذ عزيز مقتدر في سلطانه وقال سبحانه ولا يحسبن الذين كفروا ان ما نملي لهم خير لانفسهم. انما نملي لهم ليزدادوا اثما - 00:11:15ضَ
ولهم عذاب مهين الاولى ولهم عذاب عظيم الثانية لهم عذاب اليم. الثالثة ولهم عذاب مهين الاية رقم مية تمانية وسبعين اي لا يظنن الذين كفروا بربهم جل وعلا وبنبيهم وبنبيه صلى الله عليه وسلم - 00:11:44ضَ
لا يظنن الذين كفروا وحاربوا الله ورسوله ان امهال الله لهم واملاء الله لهم وان الاطالة في اعمارهم والان ساء اي التأخير في اجلهم لا يظنن اولئك ان هذا من محبة الله لهم - 00:12:06ضَ
او عناية من الله بهم فليس الخير في الامهال مع الاصرار على الكفر والعناد والضلال اكرر ليس الخير بالامهال مع الاصرار على الكفر والعناد والكبر والاعراض والضلال وانما يكون الخير - 00:12:31ضَ
الامهال وطول الاجل اذا وظف الانسان هذه النعمة العظيمة اقصد نعمة الامهال. اذا وظفها في العمل الصالح الذي يرتقي به الانسان في مراتب الايمان والاحسان. والصفات الفاضلة والاخلاق الحميدة الكريمة. وما ينفع به - 00:12:53ضَ
شهو ومجتمعه والناس من حوله في دعوة للخير في تزكية نفوسهم في تهذيب اخلاقهم في رفع مستوى معيشتهم ان هؤلاء الكافرون والمنافقون فلا يزدادون بكفرهم وجهلهم وعنادهم وسوء اختيارهم الا اثمه - 00:13:13ضَ
لانهم بمقتضى كفرهم ونفاقهم واصرارهم على الباطل وكبرهم وعنادهم للحق يحاربون الحق واهله ويتمادون في الغي والضلال ويسترسلون في الفسوق والعصيان لتكون عاقبتهم قصيرورتهم ازدياد الاثم ليزدادوا اثما هنا كما يقول علماء اللغة - 00:13:39ضَ
لام العاقبة والصيرورة ليزدادوا اثما عاقبتهم مزيد اثم ومزيد عذاب ولهم عذاب مهين هذه سنة جارية ثابتة لا تتبدل ولا تتغير لمن ظل على كفره وعاش على ضلاله وعناده وكبره - 00:14:11ضَ
ومات عليه واحاطت به خطيئته حتى اعمد بصره واضلت بصيرته عن طريق الهداية والحق والهدى فلا يزداد هذا الصنف مع طول الاجل والامد والامهال لا يزداد الا كفرا وعنادا وضلالا - 00:14:38ضَ
واسمه قال سبحانه فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون وقال سبحانه ذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. وقال سبحانه - 00:15:01ضَ
ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات من لا يشعرون كم من مستدرج بالنعم وهو لا يدري وكم من مستدرج بالامهال وهو لا يدري وكم من مستدرج بالعافية وهو لا يدري وكم من مستدرج بثناء الناس عليه وهو لا يدري سنستدرجهم - 00:15:28ضَ
من حيث لا يعلمون. وفي الحديث الذي رواه الترمذي بسند صحيح بسند صحيح لغيره من حديث ابي بكرة ابن الحارث رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله اي الناس خير؟ - 00:15:56ضَ
اي الناس خير وقال عليه الصلاة والسلام من طال عمره وحسن عمله انظر الى هذا القيد النبوي البليغ من طال عمره وحسن عمله قال فاي الناس شر قال من طال عمره وساء عمله - 00:16:23ضَ
وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول ما من احد ضر ولا فاجر الا والموت خير له ما من احد بر ولا فاجر الا والموت خير له لانه يقول ابن مسعود رضي الله عنه لانه ان كان برا فقد قال الله تعالى وما عند الله خير للابرار - 00:16:44ضَ
وان كان فاجرا وقد قال الله تعالى انما نملي لهم ليزدادوا اثما وهذا ثابت ايضا عن ابن عباس رضي الله عنهم جميعا ثم بين الحق سبحانه وتعالى ان حكمته جل وعلا وله الحكمة البالغة - 00:17:10ضَ
تقتضي الا يترك المؤمنين على ما هم عليه من اختلاط مع المنافقين وغيرهم حتى يميز الخبيث من الطيب حتى يبين المؤمن من المنافق حتى يظهر الصادق من الكاذب وتقتضي حكمته جل جلاله ايضا - 00:17:32ضَ
الا يطلع عباده على الغيب والا يحاسب عباده بمقتضى علمه السابق فيهم بل بما يصدر عنهم من اقوال واعمال بل بما يصدر عنهم من كفر وايمان وطاعة وعصيان. وهذا من كمال عدله - 00:17:57ضَ
وتمام فضله جل جلاله تدبر هذه الاية العظيمة الاية رقم تسعة وسبعين من ايات سورة ال عمران التي يقول فيها الرحيم الرحمن جل جلاله ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه - 00:18:16ضَ
حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فامنوا بالله ورسله. وان تؤمنوا وتتقوا فلكم اجر عظيم اي ما كان من شأن الله جل جلاله - 00:18:37ضَ
ولا من مقتضى حكمته ولا من مقتضى سننه الربانية المحكمة ان يترككم يا معشر المؤمنين على الحال الذي انتم عليه من الاختلاط بالمنافقين حتى يميز بينكم حتى يظهر المؤمن والمنافق - 00:18:58ضَ
والصادق والكاذب وذلك لا يكون ابدا الا بالمحن والشدائد هي التي تميز الخبيث من الطيب وهي التي تزيل الاختلاط والالتباس بين المؤمنين الصادقين والمنافقين المخادعين والمحن هي التي تبين اهل السعادة من اهل الشقاوة - 00:19:25ضَ
الله جل جلاله هو وحده المستأثر بعلم الغيب هو الذي يعلم المؤمن والمنافق هو الذي يعلم السعيد والشقي والمجاهد في سبيل الله والكاذب الدعي الذي يجاهد في سبيل الشيطان وما كان من شأن الله جل جلاله - 00:19:56ضَ
ولا من مقتضى حكمته جل جلاله ان يطلع عباده على الغيب لانهم ليسوا مهيئين لذلك ولكنه سبحانه وعظم شأنه يجتبي ويصطفي ويختار من رسله من يشاء فيطلعهم على ما يشاء بالقدر الذي يشاء من غيبه. اكرر - 00:20:23ضَ
اكرر ولكن الله جل جلاله يصطفي ويجتبي ويختار من رسله من يشاء فيطلعه على ما يشاء بالقدر الذي يشاء من غيبه ويوحي اليه بما شاء فان رتبة الاطلاع على الغيب ليست لكم - 00:20:50ضَ
وانما لكم فقط ان تستدلوا بما تعلمونه من علامات وادلة تظهر لكم ان تستدلوا بذلك على الخلص الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى وعلى المنافقين الخبثاء الذين اندسوا وتوارى في صفوفكم بدعوى الاسلام او الايمان. الله - 00:21:15ضَ
ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء يختارهم واصطفيهم ويطلعهم على ما شاء من الغيب بالقدر الذي يشاء وفي الوقت الذي يشاء على ما يشاء من الغيب الذي يبلغوه للخلق وللعباد. ليحقق الايمان بالله جل جلاله. وليحققوا - 00:21:42ضَ
بالغيب هذه صفة من صفات المتقين الذين يؤمنون بالغيب ليسعدوا بهذا الايمان في الدنيا والاخرة لذا قال جل جلاله في اية جميلة في اواخر سورة الجن عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا - 00:22:07ضَ
الا خلي بالك من الاستثناء لان البعض يهرف بما لا يعرف دون ان يقرأ القرآن قراءة عامة وان يطلع على الادلة اطلاع شاملا الله سبحانه وتعالى لا يعلم الغيب الا هو. وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو - 00:22:30ضَ
ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولاحبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين الله جل جلاله هو الذي يعلم الغيب وحده - 00:22:57ضَ
ومع ذلك الذي يعلم الغيب يطلع من يشاء من رسله على غيبه بما يشاء وبالقدر الذي يشاء وفي الوقت الذي يشاء لينقل رسل الله وانبياؤه هذا الغيب الذي علمهم اياه عالم الغيب جل علاه - 00:23:15ضَ
الى الخلق والى العباد ليحققوا الايمان بالله والايمان بالغيب. فيسعدوا في الدنيا والاخرة عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا خلي بالك من الاستثناء الا من ارتضى من رسول - 00:23:39ضَ
انه يسلكه من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم واحاط بما لديهم واحصى كل شيء عددا الرسل يا اخواني واخواتي ليسوا كسائر الخلق ليسوا كغيرهم من الناس - 00:24:00ضَ
بل ان ربنا جل وعلا اصطفاهم واختارهم واجتباهم وايدهم وامدهم وحفظ ما اوحاه اليهم ليبلغوه الى الخلق من غير زيادة او نقصان او شك او التباس او اختلاط وليمتحن خلقه - 00:24:21ضَ
بالتكاليف والشرائع على ايدي هؤلاء الفضلاء النبلاء من الرسل والانبياء. حتى يتميز الفريقان من المنافقين والمؤمنين والخبثاء والطيبين اما ادعاء ان من اجتباهم الله جل وعلا من رسل وانبيائه يعلمون الغيب كله - 00:24:44ضَ
هذا باطل هذا غير صحيح بل وهذه جرأة على الله وقول عليه بغير علم وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث. ويعلم ما في الارحام. وما تدري نفس ماذا تكسب غدا. وما تدري نفس باي ارض تموت - 00:25:10ضَ
هذه مفاتيح الغيب لا يعلمها الا الله وقال الله جل جلاله لنبيه المصطفى المجتبى المختار عليه الصلاة والسلام قال له قل امر من الله لنبينا قل قل لا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول لكم اني ملك. الله - 00:25:36ضَ
ما اروعها ورب الكعبة من اية؟ قل اي قل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قل لا اقول لكم عندي خزائن الله. ولا اعلم الغيب ولا اقول لكم اني ملك - 00:26:02ضَ
ان اتبع الا ما يوحى الي قل هل يستوي الاعمى والمصير افلا تتفكرون وقال تعالى حكاية عن نبي الله نوح على نبينا وعليه الصلاة والسلام في اية من ارق ايات القرآن - 00:26:18ضَ
ولا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول اني ملك نفس المعنى الذي قاله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بل وامر الله جل جلاله نبينا محمدا - 00:26:36ضَ
عليه الصلاة والسلام ان يبين للخلق كل الخلق انه لا يعلم الغيب في اية جميلة اخرى وقال سبحانه ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ولو كنت اعلم الغيبة - 00:26:55ضَ
لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ان انا الا نذير وبشير لقوم يؤمنون فلا تنشغلوا بعلم الغيب الذي لا يعلمه الا الله وحظكم وسعادتكم ونجاتكم في الايمان بالغيب الذي يطلع عليه رسله وانبيائه. فان امنتم بالله جل جلاله وامنتم - 00:27:17ضَ
رسله عليهم صلوات الله وسلامه. وبما جاءوا به من عند الله جل وعلا. في الاعتقادات والعبادات والاخلاق والمعاملة ان حققتم ذلك سعدتم في دنياكم واخراكم واثابكم جل جلاله اجرا عظيما. فقال سبحانه - 00:27:42ضَ
فامنوا بالله ورسله وان تؤمنوا وتتقوا فلكم اجر عظيم رقم مية تسعة وسبعين وبعد ان بين الحق جل جلاله فضل بذل الارواح في سبيل الله يبين سبحانه فضل بذل المال في سبيل الله - 00:28:02ضَ
وعاقبة البخل بالمال وقال جل جلاله وعظو مجاهه وعز سلطانه ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم فيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة - 00:28:29ضَ
ولله ميراث السماوات والارض الله بما تعملون خبير الاية رقم مية وتمانين من ايات سورة ال عمران ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم. بل هو شر لهم - 00:28:54ضَ
سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والارض والله بما تعملون خبير البخل اصل لكل خلق ذميم مذموم وذريعة لكل مذمة وملامة والبخل ضد الكرم ضد الجود وقبض اليد - 00:29:12ضَ
وامساكها عن الانفاق وعواقبه خطيرة على صاحبه البخيل الممسك في الدنيا والاخرة. فمن بخل انما يبخل على نفسه ومن بخل على نفسه كيف يجود على غيره؟ البخيل ممسك على نفسه هو - 00:29:44ضَ
فكيف جود على غيره وقد ذمه الله جل جلاله وحذر من البخل في اكثر من اية من ايات القرآن الكريم وحذر منه نبينا صلى الله عليه وسلم في اكثر من حديث - 00:30:11ضَ
قال تعالى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى وسنيسره للعسرى وما يغني عنه ما له وما يغني عنه ما له اذا تردى فالبخيل لا ينفعه ما له ويعسر الله عليه اسباب السعادة والخير والصلاح - 00:30:26ضَ
قال جل جلاله ها انتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله. فمنكم من يبخل ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه والله الغني وانتم الفقراء. وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم. اواخر - 00:30:56ضَ
سورة محمد ايات تهز القلب وربنا جل جلاله يقول وليحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم اي لا يظن اولئك الذين يبخلون ويمنعون الانفاق مما اتاهم الله من فضله من مال - 00:31:20ضَ
او من علم او من جاه او من مكانة بخلوا بكل هذا لا يظن اولئك الذين يبخلون بهذا ويمسكوه ويظنون به على الخلق وعلى عباد الله لا يظن اولئك ولا يحسبون - 00:31:42ضَ
انه خير له لا ورب الكعبة. بل هو شر لهم في دينهم ودنياهم وعاجلهم واجلهم وسيجعل ما بخلوا به من مال طوقا في اعناقهم يعذبون به يوم القيامة فكأن المال - 00:32:04ضَ
يكون طوقا ان جمعوه ومنعوه فكان المال الذي تعبوا في جمعه وبالا عليهم في الدنيا والاخرة ما لم يؤدوا فيه حق ربهم سبحانه وحقوق عباده من الفقراء والمساكين. تدبروا هذا الحديث الذي رواه البخاري من حديث ابي هريرة - 00:32:25ضَ
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له وشجاعا اقرع له زبيبتان. يطوقه يوم القيامة. يأخذ بلهزمتيه يعني بشدقين يقول له انا مالك - 00:32:48ضَ
انا كنزك انا مالك اي الذي جمعت ومنعت انا كنزك اي الذي جمعت ومنعت وربما يجمع من الحرام ثم تلا النبي هذه الاية ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله وخيرا لهم بل هو شر لهم. سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث - 00:33:11ضَ
السماوات والارض والله ما تعملون خبير قال جل جلاله في اية اخرى تهز القلب ورب الكعبة. والذين يكنزون الذهب والفضة. ولا ينفقونها في سبيل الله. فبشرهم بعذاب كتاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما - 00:33:35ضَ
لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون. فمن احب شيئا وقدمه على طاعة الله جل علاه عذب به هؤلاء جمع الاموال ومحض فضل الكبير المتعال وبخلوا بها وامسكوها وكانت الاموال عندهم افضل واثر من رضا الله جل جلاله - 00:34:01ضَ
في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من رجل لا يؤدي زكاة ما له الا جعل يوم القيامة - 00:34:27ضَ
صفائح من نار يكوى بها جنبه وجبهته وظهره في يوم كان مقداره خمسين الف سنة حتى يقضى بين الناس ثم يرى سبيله اما الى الجنة واما الى النار ثم ختم الحق تبارك وتعالى - 00:34:41ضَ
الاية الكريمة بقوله ولله ميراث السماوات والارض والله بما تعملون خبير ولله ميراث السماوات والارض والله بما تعملون خبير. الميراث في اللغة مصدر لفعل ورثة يرث ارثا وميراثا ومعناه انتقال شيء من شخص لاخر - 00:34:59ضَ
اما الميراث اصطلاحا فهو اسم لما يستحقه الوارث من مورثه وسم لما يستحقه الوارث من مورثه بسبب من اسباب الارث المعروفة ولله جل وعلا وحده لا لمخلوق من الخلق ولا لاحد غيره - 00:35:27ضَ
الله جل وعلا وحده له ميراث السماوات والارض ليس لاحد من الخلق فيهما ملك حقيقي اين الملوك واين الحكام واين الرؤساء واينما اخذوه الى قبورهم قال تعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم اي اعادهم الله - 00:35:53ضَ
جل جلاله كما بدأهم وخرجوا من الدنيا حفاة عراة تاركين ورائهم ما جمعوهم من النعم والاموال والمناصب وفي صحيح مسلم حديث عبد الله ابن الشخير رضي الله عنه قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم - 00:36:18ضَ
يوما وهو يقرأ الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ثم قال عليه الصلاة والسلام يقول ابن ادم مالي مالي الاموال والارصدة والعقارات والبنوك مالي مالي ولو هل لك من مالك يا ابن ادم - 00:36:37ضَ
الا ما اكلت فافنيت او لبست فابليت او تصدقت فامضيت وفي لفظ فابقيت الله جل جلاله هو ما لك السماوات والارض وما بينهما ولهم ميراثهما بعد ثناء خلقه قال جل وعلا انا نحن نرث الارض ومن عليها والينا يرجعون. ثم ختم الحق تبارك وتعالى الاية بقوله - 00:36:56ضَ
اللهم تعملون خبير. اي عليم خبير بمن ينفق ويعطي وبمن يبخل ويمسك فيجازيكم على ذلك بالعدل والحق. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فهو الخبير بامور عباده. ولا يخفى عليه شيء من اقوالهم وافعالهم واحوالهم. وهو العليم - 00:37:25ضَ
بضمائرهم واسرارهم لا تخفى عليه خافية. فلنراقب الله جل وعلا فعلمه باعمالنا لا تدرك عظمته وهذا ورب الكعبة ابلغ في الوعيد من التصريح والله بما تعملون خبير. ثم ذكر الحق جل جلاله قول اولئك السفهاء الذين تجاوزوا حد البخل - 00:37:50ضَ
الى حضيض ودرك القبح والجهل. فوصفوا الله الملك القدوس الاجل الاعظم الاكرم وصفوه بالفقر ووصفوا انفسهم بالغنى. فقال سبحانه لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء - 00:38:18ضَ
سنكتب ما قالوا وقتلهم الانبياء بغير حق. ونقول ذوقوا عذاب الحريق تعالوا بنا لنتوقف عند هذه الاية لنطوف مع حضراتكم في بستانها في اللقاء المقبل ان قدر الله البقاء واللقاء. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا - 00:38:40ضَ
نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته مجالس مجلس القرآن درس يبين حكمة الرحمن يسمو بارواح العباد الى العلى. ويفسر القرآن بالقرآن - 00:39:02ضَ
يا طالب التفسير هذا الكوثر فانهل لتروي ظله هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى نور على نور الخير بياني - 00:39:35ضَ