الحديث - الدورة (2) المستوى (3)

م. 19 - حديث: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه...) (1) - الحديث - المستوى الثالث (2) - د. عيسى المسملي

عيسى المسملي

يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. بتقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد والسنة بالعلم كالازهار في البستان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على اشرف الانبياء وخاتم المرسلين نبينا وامامنا وسيدنا وقدوتنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليما كثيرا - 00:00:52ضَ

رضي الله عن صحابته والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فاهلا بكم ومرحبا في هذا المجلس الذي نتدارس فيه حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم - 00:01:16ضَ

مجلسنا هذا هو التاسع عشر ضمن مجالس المستوى الثالث في هذه الاكاديمية التي ندعو الله تعالى ان تكون نافعة مباركة الحديث السادس عشر عن ابي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:01:34ضَ

المؤمن للمؤمن كلب بنيان يشد بعضه بعضا وشبك صلى الله عليه وسلم بين اصابعه متفق عليه راوي هذا الحديث ابو موسى الاشعري عبدالله بن قيس اسلم قبل الهجرة وكان رضي الله عنه وارضاه - 00:01:59ضَ

حسن الصوت بالقرآن وله مع النبي صلى الله عليه واله وسلم قصة ذلكم ان النبي عليه الصلاة والسلام قال له لو رأيتني وانا استمع الى قرائتك البارحة النبي عليه الصلاة والسلام - 00:02:37ضَ

مر قريبا منه وابو موسى كان يقرأ ولم يكن يعلم ان النبي عليه الصلاة والسلام استمعوا اليه فقال له لو رأيتني البارحة وانا استمع الى قراءتك فقال له ابو موسى رضي الله فقالوا له ابو موسى رضي الله تعالى عنه وارضاه - 00:03:01ضَ

لو علمت لحبرته لك تحبيرا ابو موسى رضي الله تعالى عنه وارضاه ولاه النبي عليه الصلاة والسلام على شيء من اليمن ثم ولاه عمر بن الخطاب ثم ولاه عثمان ثم ولاه علي على الكوفة - 00:03:26ضَ

رضي الله عنه وارضاه توفي في السنة الرابعة والاربعين من هجرة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم هذا الحديث متفق عليه فيه فوائد عظيمة وفيه جوانب مهمة من البيان جوانب مهمة من البيان - 00:03:47ضَ

ذكر المحسوس المشاهد لتقريب صورة المعنوي وكذا ايضا الحركة الجسدية التشبيك بين الاصابع الذي فعله النبي عليه الصلاة والسلام وقبل ان نبحر مع هذا الحديث العظيم الذي يعد ايضا من جوامع كلم النبي عليه الصلاة والسلام - 00:04:18ضَ

فانه ينتظم معاني عظيمة جليلة في العلاقة بين المؤمنين في علاقة المؤمنين بعضهم ببعض علاقة المودة والنصرة والنصح والمحبة والموالاة والتأييد الى غير ذلك المؤمن للمؤمن هل في ذلك لم يقل المسلم - 00:04:50ضَ

فهل لذلك دلالة ما؟ ثم المؤمن للمؤمن في اي شيء قال كالبنيان ولم يذكر في اي شيء في اول الجملة ثم قال مبينا المعنى المقصود او دعونا نصيغه سؤالا البنيان - 00:05:24ضَ

في اي شيء لان البنيان فيه ارتفاع وفي ثبات وفيه معاني اخرى ففي اي شيء هو كالبنيان المؤمن للمؤمن في اي شيء هو لاخيه كالبنيان ثم وشبك صلى الله عليه واله وسلم - 00:05:53ضَ

بين اصابعه ما فوائد ذلك اولا قول المصطفى صلى الله عليه واله وسلم المؤمن للمؤمن البنيان المؤمن للمؤمن هل في قوله عليه الصلاة والسلام المؤمن دلالة معينة فاننا نعلم ان مراتب الدين ثلاث - 00:06:15ضَ

الاسلام ثم اعلى الايمان ثم اعلى وهو وهي مرتبة الاحسان فهل لقوله عليه الصلاة والسلام المؤمن للمؤمن دلالة معينة هل يخص هذا التوجيه بعض المؤمنين او بعض المسلمين ام انه - 00:06:46ضَ

شامل لهم جميعا كلمة المسلم والمؤمن ما العلاقة بينهما لا بأس ان نستحضر بعض الايات والاحاديث في هذا الباب قال الله عز وجل قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا - 00:07:13ضَ

اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم وفي الصحيح صحيح مسلم من حديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما فقلت يا رسول الله - 00:07:42ضَ

اعط فلانا فانه مؤمن فقال النبي عليه الصلاة والسلام او مسلم قالها ثلاثا ويرددها علي ثلاثا او ويردها علي ثلاثا او مسلم الى اخر الحديث يلاحظ في الاية ان الله عز وجل ذكر دعوة اولئك القوم. قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا - 00:08:04ضَ

اذا ثمة فرق بين المسلم والمؤمن هكذا هكذا تشير الاية وكذلك في الحديث قال يا رسول الله اعط فلانا فانه مؤمن. قال او مسلم الجواب او ايضاح هذا ان المؤمن والمسلم - 00:08:36ضَ

اذا ذكرا في نص واحد كان المسلم بمرتبة معينة وهو وهو الذي يعمل بالاعمال الظاهرة اعمال اركان الاسلام وشعب الاسلام الظاهرة طيب والمؤمن المؤمن مرتبة اعلى الا وهو الذي جمع الى ذلك - 00:09:03ضَ

مرتبة اعلى وهي الزيادة على ذلك وهي استقرار الايمان في القلب لانه حتى الذي يعمل الاعمال الظاهرة لابد لها من باطن تصح به الاعمال اذا المؤمن اذا ذكر مع المسلم فالمؤمن اعلى - 00:09:31ضَ

دل على هذا هذه النصوص المذكورة هنا فهل لقوله عليه الصلاة والسلام المؤمن للمؤمن هل هذا خاص بمن كان في المرتبة الاعلى ولا يشمل المسلم الجواب عن هذا بعد فاصل قصير نعود اليكم بعده باذن الله تعالى - 00:09:49ضَ

من رضي بالله ربا حقت عليه طاعته وعبادته. قال تعالى فاعبده واصطبر لعبادته. والصبر على اداء الطاعات اكمل من الصبر على اجتناب المحرمات. وطاعة والله تحتاج الى انواع من الصبر. كالصبر على الاخلاص فيها ومدافعة دواعي الرياء والغرور. والصبر على الاتباع فيها - 00:10:12ضَ

وتكميلها والصبر على ترك التقصير فيها والابتداع والمداومة عليها وعدم الانقطاع. قال تعالى واصطبر عليها. لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى. ومن صبر على الطاعة اثيب عليها عند العجز عن فعلها. قال صلى الله - 00:10:56ضَ

وعليه وسلم اذا مرض العبد او سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا. والمداومة على الطاعة تقود الى حسن الخاتمة. فان الكريم قد اجرى عادته بكرمه ان من عاش على شيء مات عليه. ومن مات على شيء بعث عليه - 00:11:26ضَ

فاصبر على طاعة الله حتى تلقاه. قال الحسن البصري رحمه الله ان الله لم يجعل لعمل المؤمن اجلا دون الموت. ثم قرأ مرحبا بكم مرة اخرى مع هذا الحديث العظيم. المؤمن للمؤمن كالبنيان - 00:11:46ضَ

وقفنا عند سؤال هل قوله عليه الصلاة والسلام المؤمن يخص من كان في المرتبة الاعلى الجواب عن ذلك ان من الاسماء ما اذا اضيف الى رديفه كان لكل منهما معنى - 00:12:29ضَ

فاذا انفرد احد الاسمين وذكر مفردا شمل المعاني كلها. ولنضرب على ذلك بمثال به يتضح المقال الفقير والمسكين هل هما بمعنى او الفقير له معنى والمسكين له معنى اذا اعطاك انسان - 00:12:46ضَ

شيئا من المال وقال تصدق به على الفقراء الفقراء عندك يشمل من لم يكن عنده شيء البتة ما عنده شيء ويشمل عندك ايضا من كان عنده شيء ولكن لا يكفيه - 00:13:12ضَ

فاذا اعطيت هذا الصنف او هذا الصنف كل ذلك سائغ. اذا قال اعطي الفقراء اذا قال لك نفس المثال اعطي المساكين ايضا المساكن عن المحتاجين سواء كان عندهم شيء لا يكفيهم - 00:13:32ضَ

او لم يكن عندهم شيء البتة لكن اذا قال لك اعطي الفقراء والمساكين دل على ان احد الاسمين لاحد النوعين والاسم الثاني للنوع الاخر. فرق بعض العلماء قالوا المسكين هو الذي عنده شيء لكن لا يكفيه - 00:13:50ضَ

كما قال الله عز وجل واما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر مساكين عندهم سفينة ومع ذلك سماهم مساكين اذا اذا قيل لك المساكين فقط ويشمل جميع اصناف المحتاجين واذا قيل لك الفقراء يشمل جميع اصناف المحتاجين - 00:14:12ضَ

لكن اذا قيل لك الفقراء والمساكين كما في كتاب الله عز وجل في مصارف الزكاة انما الصدقات للفقراء والمساكين. وهذه فائدة عظيمة عظيمة جدا. دلت الاية على ان الزكاة تصح - 00:14:36ضَ

على من لم يكن عنده شيء البتة. ومن كان عنده شيء لكن لا يكفيه وكذا نقول المؤمن والمسلم وفي الاسلام والايمان تقدم التفصيل في موضوع الاسلام والايمان في حديث سابق في مستوى سابق. لكن ايضا - 00:14:52ضَ

المسلم والمؤمن اذا ذكر احد الاسمين اذا ذكر احد الاسمين فانه يقصد به من كان مؤمنا مصدقا منتميا للاسلام بغض النظر عن مرتبته واذا قيل مؤمن نعم فانه ايضا يشمل آآ يشمل جميع من وحد الله عز وجل ودخل في الاسلام. بغض النظر عن مرتبته - 00:15:10ضَ

فقوله عليه الصلاة والسلام هنا المؤمن للمؤمن كلب بنيان يعني المؤمن هنا المقصود بها بهذه اللفظة هو من كان مسلما هو من كان مسلما بغض النظر عن مرتبته وفي هذه الجملة - 00:15:41ضَ

في هذه الجملة فائدة مهمة جدا الا وهي ان ما سيذكره النبي عليه الصلاة والسلام بعد ذلك مما يشير اليه المثال من التعاضد والتناصر والتناصح واداء الحقوق ان ذلك من شعب الايمان - 00:16:04ضَ

لقوله المؤمن للمؤمن فمعناه ان هذا الذي دل عليه الحديث من يشد بعضه بعضا التناصر التناصح المؤازرة ان هذا من شعب الايمان كما سيأتي باذن الله تعالى في حديث لاحقا باذن الله تعالى في آآ في حديث قادم باذن الله - 00:16:28ضَ

في رواية في صحيح البخاري جاءت هذه اللفظة مؤكدة هذه اللفظة جاءت مؤكدة في صحيح البخاري مؤكدة بان قال عليه الصلاة والسلام ان المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. هذه الرواية - 00:16:53ضَ

في صحيح الامام البخاري طيب في قوله صلى الله عليه وسلم كالبنيان البنيان فيه امور عدة كما تقدمت الاشارة فيه الثبات فيه الارتفاع فيه السعة في اشياء كثيرة بين النبي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم - 00:17:14ضَ

مقصوده بالتشبيه فقال يشد بعضه بعضا البناء البناء عبارة عن لبنات متفرقات لبنة ثم يوضع عليها شيء يجعلها تلتصق باللبنة الاخرى ثم لبنة ثالثة ورابعة وهكذا حتى يصبح بناء مرتفعا ثابتا - 00:17:44ضَ

فالنبي عليه الصلاة والسلام يذكر لنا الامر المعنوي من مؤازرة المؤمنين بعضهم بعضا ومناصرته مناصرة بعضهم بعضا. ومحبة بعضهم بعضا. وتعاون بعضهم بعضا يبرز لنا هذه الصورة المعنوية في صورة محسوسة مشاهدة وهي سورة البناء - 00:18:18ضَ

الذي يكون في الاصل مكون من لبنات لكن يشد بعضه بعضا حتى يصبح بناء راسخا ثابتة وهكذا المؤمنون ولذلك في قوله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كلب يان ابراز سورة الامر المعنوي وهو - 00:18:47ضَ

تعاون المسلمين وتناصرهم وتعاضدهم كالبنيان في اي شيء من البنيان قال يشد بعضه بعضا. فالمؤمنون يقوي بعضهم بعضا يشد ازر بعضهم بعضا. ويعاون بعضهم بعضا وحتى يكونون متماسكين ثابتين راسخين - 00:19:14ضَ

لانه بالتعاون تقوى الامة ويقوى المجتمع وهذا معنى عظيم هذا معنى عظيم حثت عليه الشريعة في نصوص كثيرة كما بقول الله عز وجل واعتصموا بحبل الله جميعا قال بعض الشراح - 00:19:44ضَ

بحبل الله الكتاب والسنة ثم اكد فقال جميعا ثم اكد بالتحذير من ضد ذلك فقال ولا تفرقوا وليسأل كل منا نفسه ما حاله هو نفسه ما حاله مع هذه النصوص الشرعية العظيمة - 00:20:12ضَ

التي تدعو الى هذا الاصل العظيم ما حاله هو مع اخوانه المسلمين قبل غيره ثم ايضا لينظر في احوال المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ثم ايضا في قوله عليه الصلاة والسلام - 00:20:35ضَ

البنيان يشد بعضه بعضا. هنا انتهى اللفظ الشريف انتهى لفظ النبي صلى الله عليه واله وسلم الذي اضاف صلى الله عليه وسلم الى القول الفعل والشكل الظاهر وحركة الجسد وهذا فيه اولا زيادة بيان - 00:20:58ضَ

وفيه ايضا فائدة للمعلمين والمربين والعلماء استعمال الوسائل التي تعين على الفهم. وتثبت وتثبت ما يعلم في الذهن. قال الراوي قال ابو موسى رضي الله عنه وشبك وشبك صلى الله عليه واله وسلم - 00:21:27ضَ

بين اصابعه فانظر بين بين المقصود بالمثال وبضرب المثل ثم ايضا بين ما المقصود فقال يشد بعضه. ثم بينه ايضا بالصورة المشاهدة حيث شبك عليه الصلاة والسلام بين اصابعه نستكمل الحديث عن هذا الحديث بعد فاصل قصير - 00:21:53ضَ

يتميز الانسان عن سائر المخلوقات بالعقل. وباستخدامه في التفكر والتأمل يصل الى الحقيقة. فالتفكر عبادة عظيمة لانه موصل الى الايمان. قال جمع من الصحابة ان نور الايمان التفكر. وسئلت ام الدرداء عن افضل عمل ابي الدرداء - 00:22:17ضَ

برداء فقالت التفكر والاعتبار. فيتفكر المؤمن في بديع صنع الله تعالى في الكون ليزداد عنده اليقين بعظيم قدرة الله سبحانه ووحدانيته. قال شيخ الاسلام ابن تيمية النظر الى المخلوقات العلوية والسفلية على وجه التفكر - 00:22:51ضَ

والاعتبار مأمور به مندوب اليه. وحين يتفكر فيما يعبد من دون الله يتبين له ضعفه وعجزه تبرأوا من الشرك صغيره وكبيره. قال تعالى يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا - 00:23:11ضَ

وان يسلبهم الذباب شيئا يستنقذوه منه. ضعف الطالب والمطلوب. ويتفكر في القرآن الكريم ليفهمه ويعمل به. قال تعالى نزل اليهم ولعلهم يتفكرون. ويندب للمسلم ان يتفكر فيما يفيده وينفعه في - 00:23:41ضَ

دنياه واخرته فيقدم عليه ويفعله. وفيما يضره في دنياه واخرته فيجتنبه ويحذر منه. وفي الحديث احرص على ما ينفعك. واستعن بالله ولا تعجز. وان يتفكر في شأن الدنيا والاخرة في علم ان متاع - 00:24:21ضَ

الدنيا قليل زائل. وان الاخرة خير وابقى. قال النبي صلى الله عليه وسلم والله ما الدنيا في الاخرة الا مثل ما يجعل احدكم اصبعه في اليم اي في البحر فلينظر بم ترجع - 00:24:41ضَ

مرحبا بكم مرة اخرى مع هذا الحديث العظيم حديث النبي صلى الله عليه واله وسلم المؤمن للمؤمن البنيان يشد بعضه بعضا. ثمة ثمة محذوف في الحديث دل عليه المثال او المثل - 00:25:01ضَ

الذي ضربه النبي عليه الصلاة والسلام. المؤمن للمؤمن يعني في نصرته وفي معونته وفي النصح له وفي اداء حقوقه الى غير ذلك البنيان يشد بعضه بعضا كيف يكون المؤمن للمؤمن كالبنيان؟ كيف يكون؟ - 00:25:37ضَ

ثمة امران كل منهما اساس في تحقيق هذا الامر اعني في تحقيق كونه يشد كالبنيان يشد بعضه بعضا اما الامر الاول فهو اداء الحقوق الشرعية كما سيأتي الاشارة الى شيء منها - 00:26:03ضَ

واما الامر الثاني فهو السلامة من الافات التي تضر بالعلاقات الاخوية بين المؤمنين الافات المؤثرة التي يتصدع بها حق الاخوة ويتصدع بها المجتمع اذا المؤمن للمؤمن كالبنيان المؤمن للمؤمن في اداء الحقوق - 00:26:26ضَ

وكذلك ايضا السلامة والبعد عن المؤثرات وعن الخوارم التي تخرم هذا المعنى العظيم الا وهو معنا الاخوة الايمانية قال الله عز وجل والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض والمؤمنون والمؤمنات بعضهم - 00:27:01ضَ

اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله. اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم من عجيب مظاهر تحقيق هذا المبدأ العظيم مبدأ الاخوة الايمانية والتعاون - 00:27:36ضَ

في المجتمع المسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان انظر اليهم في صلاة الجماعة يصفون كما تصف الملائكة في السماء وهذا معنى عظيم. انظر اليهم حينما يخرجون في شعائر الاسلام الظاهرة من شعائر الاسلام مثل صلاة العيدين - 00:28:02ضَ

مثل صلاة العيدين وغيرها يخرجون معا يصفون صفا واحدا ولذلك اثنى الله تبارك وتعالى عليهم وانه يحبهم حين يخرجون للجهاد في سبيله كأنهم بنيان. انظر هنا قال المؤمن للمؤمن كالبنيان - 00:28:28ضَ

وهناك قال سبحانه وتعالى ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا هذا جزء هذا لون من الوان من الوان التعاون - 00:28:51ضَ

وتحقيق هذا المبدأ العظيم كالبنيان يشد بعضه بعضا وثمة مثال عظيم هذا هذا الامر الذي دعا اليه النبي عليه الصلاة والسلام سواء كان هذا خبر بمعنى الامر او كان بغير هذا - 00:29:17ضَ

لان قوله عليه الصلاة والسلام ان المؤمن للمؤمن كلب البنيان يعني هذا خبر وهو ظاهر انه يعني لينبغي ان او يجب ان يكونوا كذلك خبر بمعنى الامر هذا الخبر او هذا الامر النبوي الكريم له مثال في الواقع - 00:29:40ضَ

ليس مجرد امر لا ليس امرا نظريا متصورا في الذهن فقط بل وقع في واقع الناس حقيقة في ابهى صوره. ذلكم ان الصحب الكرام صحابة النبي الكرام عليه الصلاة والسلام. ورضي الله تعالى عنهم اجمعين - 00:30:02ضَ

كانوا في اعلى صور الاخوة الايمانية كانوا كالبناء يشد بعضه بعضا حتى اخى النبي عليه الصلاة والسلام لما هاجر الى المدينة اخى بين المهاجرين والانصار وكان في بداية الامر اذا مات احد الاخوين - 00:30:28ضَ

ورثه الاخر حتى نسخ ذلك فكان مجتمعا عظيما تحققت بينهم الاخوة الايمانية في اعلى صورها الايثار المحبة عبر بين الله تعالى ذلك في القرآن. ما الذي نتج عن ذلك؟ حين كانوا - 00:30:53ضَ

فعلا كالبنيان يشد بعضه بعضا ارتفعت راية الايمان وفتح الله تعالى عليهم ولهم قلوب الامم قبل البلدان وكانوا رحمة للعالمين على خطى نبيهم صلى الله عليه واله وسلم فظهر دين الله عز وجل في مشارق الارض ومغاربها - 00:31:16ضَ

حين تحقق فيهم اولا قوة البناء الداخلي فيما بينهم البنيان يشد بعضه بعضا. ماذا قال الله تعالى عنهم وماذا قال عن من يأتي بعدهم ممن يقدر لهم ذلك. الامر قال الله عز وجل للفقراء المهاجرين - 00:31:46ضَ

الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون. المهاجرون والذين تبوأ الدار والايمان من قبلهم الانصار يحبون من هاجر اليهم كل العلاقات - 00:32:12ضَ

بين الناس لا يمكن ان يحكم عليها الانسان الا من خلال الظاهر اما هذه الشهادة فهي شهادة للانصار رضي الله تعالى عنهم وارضاهم بالباطن والظاهر لانهم مع اقامة حق اخوانهم المهاجرين اليهم - 00:32:42ضَ

فانهم ايضا كانوا في قرارة قلوبهم يحبونهم. شهد الله لهم بذلك وقال يحبون من هاجر اليهم والحب من اعمال القلوب. فالله تعالى شهد لهم بذلك واثنى عليهم به. يحبون من هاجر اليه - 00:33:07ضَ

اليهم طيب يتضايقون منهم يشعرون انهم يضيقون عليهم يشعرون بمشاعر التحاسد والتباغض كلا يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة حاجة نكرة في سياق النفي. يعني لا يجدون شيئا مطلقا - 00:33:25ضَ

لا يجدون في صدورهم شيئا مطلقا ابدا ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن ينق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. انظر الى هذا النموذج العظيم - 00:33:50ضَ

الذي لعله لم يقع في تاريخ البشرية مثل ما وقع عند الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم وارضاهم ما موقعنا نحن نرجو وينبغي لنا ان نكون كما قال الله عز وجل والذين جاءوا من بعدهم - 00:34:14ضَ

يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم نستكمل الحديث عن هذا المعنى العظيم عن الاخوة الايمانية وعن هذا هذا المقصد الشرعي العظيم نستكمل الحديث عنه في اللقاء القادم باذن الله الى ان القاكم فيه استودعكم - 00:34:34ضَ

الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته متطلعا لزيادة الايمان وتريد بشرى ندى بشرى ندى بشرى لنا زاد - 00:35:07ضَ