التفسير - الدورة (2) المستوى (3)

م. 20 - تفسير سورة الشمس (10:1) - التفسير – المستوى الثالث (2) – د. قشمير القرني

قشمير محمد القرني

يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. بتقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد للعلم كالازهار في البستان ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا - 00:00:00ضَ

من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك - 00:00:56ضَ

على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها - 00:01:12ضَ

وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما - 00:01:33ضَ

ثم اما بعد ايها الاحبة الكرام اهلا وسهلا ومرحبا بكم احييكم في هذا اللقاء المتجدد معكم الذي نعيش واياكم فيه مع القرآن الكريم نعم نعيش واياكم فيه مع كتاب الله تبارك وتعالى - 00:01:58ضَ

من خلال بيان وتفسير شيء من ايات القرآن الكريم النظر في شيء من دلالاتها وعبرها تتفيأ واياكم ظلالها كل ذلك ونحن نرجو الله ونسأله وندعوه ان يجعلنا واياكم من اهل القرآن - 00:02:17ضَ

الذين هم اهل الله وخاصته. ونسأل الله ان يجعل هذا القرآن الذي نتلوه واياكم اي نتلو معانيه ان يجعله شافعا لنا ولكم انه على كل شيء قدير احبتي هذه الحلقة سنبتدأ - 00:02:38ضَ

باذن الله عز وجل او سنبدأ الحديث عن سورة الشمس عن سورة الشمس وتسمى كما ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله وسماها بسورة الشمس وضحاها هذه الصورة من صور الجزء الثلاثين. هي من السور المكية - 00:02:57ضَ

من السور المكية وذكرنا ونذكر ان السور المكية هي تلك السور على الصحيح التي انزلت قبل هجرة النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم الى المدينة سورة الشمس ايها المباركون - 00:03:21ضَ

عدد اياتها خمس عشرة اية عدد ايات هذه السورة خمس عشرة اية واما كلماتها فاربع وخمسون كلمة واما حروفها فمئتان وسبع واربعون حرفا ولا زلت اقول هذا العد الذي اذكره للكلمات والحروف - 00:03:45ضَ

وعلى عهدة الامام الثعالب رحمه الله من خلال تفسيره العظيم الذي يسمى بتفسير الثعالب وسبق ان تحدثنا عن هذا التفسير وبينا شيئا من فضائله وخصائصه ومميزاته في اول مقدمتنا بفضل الله تبارك وتعالى - 00:04:14ضَ

هذه السورة ايها الكرام ابتدأها الحق تبارك وتعالى بالقسم ابتدأها تبارك وعز وجل بالقسم بعدة مخلوقات من مخلوقاته في هذا الملكوت الفسيح ثم ذكر جواب القسم ثم ذكر تبارك وتعالى جواب القسم ثم تحدث - 00:04:36ضَ

عن حقيقة هذه النفس التي الهمها الله عز وجل الفجور او الهمها التقوى ثم ذكر سبحانه عز وجل انموذجا لامة من الامم التي للاسف بدل ان تزكي هذه النفس بطاعة الله تبارك وتعالى - 00:05:00ضَ

دستها فاخبثتها في انواع المعاصي والذنوب واعظمها الكفر بالله تبارك وتعالى تكذيب لرسل الله عز وجل فكان ذلك سببا كان ذلك تكذيب والانكار سببا لان دمرها الله تبارك وتعالى فاخذها - 00:05:24ضَ

اخذ عزيز مقتدر قال الله تبارك وعز وجل في اول هذه السورة المباركة والشمس وضحاها اذا اول قسم اقسم الله عز وجل به هي الشمس هذا المخلوق العظيم هذا النجم الهائل - 00:05:48ضَ

الذي هو مركز مجرتنا والتي يدور عليه هذه الكواكب ومن ضمنها كوكبنا الذي نعيشه ونستقر عليه ثم هي مع هذه الكواكب تدور ومع المجرات الاخرى حول مركز الكون وتجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم - 00:06:16ضَ

هذه الشمس التي هي مركز مجرتنا اعطاها الله عز وجل هذا الحجم الهائل اعطاها الله تبارك وتعالى هذا الضوء الساطع اعطاها الله تبارك وتعالى هذه الحرارة العظيمة بل واعطاها الله عز وجل بما تعكسه من حرارتها على كوكبنا وعلى اجسادنا. ذلك الدفء - 00:06:43ضَ

الذي يملأ الاجساد في زمن شدة البرد راحة وطمأنينة والذي يعطي هذه النباتات بل وهذه المخلوقات على هذه البسيطة التي خلقها الله عز وجل حياة حياة جعلها الله تبارك وتعالى متمثلة في اشعتها - 00:07:12ضَ

هذا العظم هذا الكبر لهذه الشمس الهائلة يعني يحثنا الحق تبارك وتعالى ان ننظر فيه ونستدل بعظيم خلقها على عظيم الخالق لها ونستدل بعظيم خلقها على عظيم الخالق ووحدانيته فما دام ان هذه الشمس مخلوق - 00:07:33ضَ

مسير يجري بامر الله تبارك وتعالى، بل وهو في كل يوم يسير بقدرة القدير حتى اذا كان ان غربت وقبل ان تشرق سجدت لمن للذي خلقها والذي بعث فيها هذه الحياة - 00:08:02ضَ

فالسجود ولا ينتهي سجودها حتى يأذن لها الحق تبارك وتعالى بعد ان تستأذن في الاشراق فيأذن لها فتشرق اخرى وتستمر مع عظيم خلقها على هذا الذل والخضوع والانكسار بين يدي - 00:08:22ضَ

فما بالك بك انت ايها المخلوق اذا الله يقسم اولا بالشمس ولله ان يقسم ما شاء الله عز وجل له ان يقسم بما شاء من مخلوقاته فهو يحكم ولا يحكم فالذي اقسم بالشمس هو الذي نهانا على لسان - 00:08:42ضَ

سيد ولد ادم الا نقسم بها ولا باي مخلوق اخر. فالله يحكم ولا يحكم والشمس ثم قال تعالى وضحاها ايضا يقسم بضحى هذه الشمس وقت الضحى هو ذلك الوقت الذي يكون بعد ارتفاع الشمس تشرق الشمس فاذا اشرقت لحظات فترة زمنية ثم ترتفع - 00:09:05ضَ

في السماء قيد رمح ثم يتجاوز الامر ذلك في حل وقت الضحى. وقت الضحى هو اعظم الاوقات اضاءة واشعاعا لهذه الشمس العظيمة وللحديث بقية ان شاء الله بعد الفاصل نعم الله علينا كثيرة جدا. لا نستطيع لها حصرا ولا نطيق لها شكرا الا ان يوفقنا الله لذلك. قال تعالى - 00:09:31ضَ

وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها وان من النعم ما هو معتاد متكرر. ومنه ما هو متجدد. فاذا تجددت للعبد نعمة او اندفعت عنه نقمة فيستحب له ان يسجد لله شكرا. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا جاءه امر سرور - 00:10:12ضَ

او بشر به خر ساجدا شاكرا لله. وسجد ابو بكر لما اتاه فتح اليمامة وسجد علي بن ابي طالب عندما انتصر على الخوارج وسجد كعب بن مالك لما جاءته البشرى بتوبة الله عليه. وليس له حكم الصلاة فلا يشترط - 00:10:42ضَ

له طهارة ولا غيرها من شروط الصلاة. بل يسجد ويقوم بلا تكبير ولا تشهد ولا تسليم. ويقول في سجود سكر سبحان ربي الاعلى ثلاثا او اكثر. ويدعو بما شاء كما يفعل في سجود الصلاة. فاحرص على شكر الله - 00:11:02ضَ

على نعمه وتعبد لله بذلك. فانما تحفظ النعمة بالشكر. قال تعالى الحمد لله. اهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها المباركون عدنا اليكم بعد هذا الفاصل سائلين الله العون والاخلاص وكنا قبل الفاصل نتحدث معكم - 00:11:22ضَ

عن هذه الاية العظيمة اية الشمس التي اقسم الله تبارك وتعالى بها في اول سورة الشمس فقال تبارك وتعالى والشمس وضحاها وضحاها قال بعض اهل التفسير اي وظوؤها ضوء هذه الشمس - 00:12:10ضَ

الذي يملأ هذه البسيطة. بل يملأ هذا الكون الفسيح. ارضه التي نعيش عليها وسماؤه التي ننظر اليها هل تأملت في يوم من الايام في وقت الظلمة الذي يتخلله ضياء الشمس - 00:12:32ضَ

اذ اول ظهورها ذلك النور البسيط الذي يسطع في شرق هذا الملكوت العظيم فيتبدى امامك ظوء بالعرظ ثم يبدأ هذا الظوء فينتشر وهو علامة على دخول الفجر الصادق يبدأ ينتشر شيئا فشيئا حتى تشرق هذه الشمس - 00:12:52ضَ

ثم تبدأ الشمس فتصعد شيئا فشيئا حتى تتوسط كبد السماء لترى لها ذلك الظوء العظيم الذي لا يبقى شيء في الوجود الا الا سكنه. الذي لا يبقى شيء في الوجود الا تخلله. الذي لا يبقى شيء في الوجود الا اضاء - 00:13:15ضَ

من الذي اوجدها؟ من الذي جعل ضياؤها يصل الى كل مكان؟ انه الله انه الله انه الخالق المبدع تبارك وعز وجل قبل لحظات كنت لا ترى يدك اذا نظرت اليها من الظلمة الحالكة ثم انت الان ترى كل شيء - 00:13:35ضَ

في هذا الملكوت ذاك الضياء ذاك النور الذي اوجده النور تبارك وعز وجل. اذا قال بعض اهل التفسير الضحى اي هذا الضوء العظيم الذي اوجده الله تبارك وتعالى في وقت الضحى فكان اشد الاوقات وقال بعضهم والشمس وضحاها اي والشمس وحرها - 00:13:57ضَ

الشمس وهذا الحر الذي توجده على هذه البسيطة وله من الفوائد ما تعلمون في هذا الملكوت العظيم اذا الاية الاولى والشمس وضحاها ثم قال تعالى والقمر اذا تلاها اذا يقسم ايضا تبارك وتعالى - 00:14:19ضَ

بالقمر اذا تلا تلا ماذا على هذه الشمس فالقمر يتلو الشمس اي قمر انه القمر الذي نشاهده انا واياك هذا الجرم هذا الكوكب الصغير الذي نراه في كل ليلة من الليالي - 00:14:39ضَ

الذي جعله الله تبارك وتعالى علامة على بداية الشهر القمري ونهايته يكون محاقا ثم يرى هلالا ثم يكبر فيكبر حتى يصبح بدرا من اجمل واروع واعظم ما رأت عين في السماء - 00:15:02ضَ

ثم يبدأ ليصغر بعد ذلك شيئا فشيئا ليعود هلالا كما كان ثم يصبح محاقا يمر بتلك المنازل العظيمة هذا القمر هذا جمال الذي يعني يصور ويصف به الشعراء به جمال من احبوا وما ارادوا - 00:15:20ضَ

هذا القمر يقسم الله تبارك وتعالى به. اذا التفت اليه انظر اليه انظر اليه واستفد من النظر اليه الى عظيم من خلقه ووحدانيته. تبارك وعز وجل. اذا والقمر اذا تلاها. تلا ماذا - 00:15:40ضَ

هذه الشمس وقيل تلا هذا الضوء الذي كان قبل ذلك والذي يظهر من سياق الاية اذا تلاها ان الظمير يعود على الشمس يتلوها في ماذا؟ طبعا يتلوها بمعنى يتبعها يتلوها بمعنى يتبعها ولهذا يقال للتلاوة تلاوة القرآن تلاوة لانه يتبع بعض الاي بعضا - 00:15:58ضَ

فانت تتبع اية تتلو تتلو اية ثم تأتي باية اخرى اي تتبع اية باية. اذا والقمر اذا تلاها اي تبعها يتبع الشمس في ماذا؟ يتبع الشمس في امور. الامر الاول - 00:16:23ضَ

القمر يتبع الشمس القمر يتبع الشمس في الحسابات ففي الحساب حساب اليوم بل وفي حساب القمر بل وفي حساب العام فهو تابع للشمس في هذه الحسابات الامر الثاني والمهم الذي نبه عليه بعض المفسرين - 00:16:36ضَ

وقد نبه على هذا الطاهر بن عاشور كما في التحرير والتنوير وينبه ينبه عليه اهل الهيئة وكان من اول من نبه عليه من المفسرين هو الامام الفرا رحمه الله ومن اهل اللغة هو - 00:16:55ضَ

تبعان القمر للشمس في ضوئها في ضوئها نعم في ضوئها كيف؟ قالوا لان القمر جرم جرم داكن لا شعاع فيه القمر جعله الله عز وجل من الكواكب التي لا ضوء فيها - 00:17:11ضَ

فهو كالارض يعني لا يخرج منه ضوء كالشمس اي ليس بنجم ليس بنجم فقد سلب الله تبارك وتعالى ضوءه. كما قال جل وعلا وجعلنا الليل والنهار ايتين فمحونا اية الليل - 00:17:30ضَ

لاحظ فمحونا اية الليل وجعلنا اية النهار مبصرة. اية الليل القمر انا اقول لبعض اهل التفسير في هذه الاية واية النهار هي الشمس. فمحى الله اية الليل واذهب ضوئها وابقى سبحانه عز وجل اية النهار - 00:17:46ضَ

وهي الشمس فما زالت مضيئة. فالقمر جرم داكن لا شعاع فيه. ولا ضوء فيه. وهو تابع للشمس في استمداده لهذا الضوء استمداده لهذا الظوء. ولهذا كلما زاد ضوء الشمس على القمر ببعد الارض - 00:18:03ضَ

فيما بينهما كلما زاد ضوء القمر فيكون في بداية الشهر قبل ظهوره محاقا. لماذا؟ لوجود الارظ. ثم بعد ذلك يبدأ الهلال. لبعد الارض قليلا الى ان الضوء اي ضوء الشمس كاملا ساطعا على هذه على هذا الجرم على هذا القمر فيظهر بدرا منيرا مضيئا. كيف - 00:18:25ضَ

يكون الخسوف اذا اعترضت الشمس مجددا في ليلة من ليالي البدرية اعترضت بين الشمس وبين القمر فحجب الضوء هذا الشمس او ضوء وهذه الشمس المنعكس على هذه على هذا الجرم على هذا القمر. ولهذا يقول الله عز وجل هنا والله اعلم. والقمر اذا تلاها - 00:18:48ضَ

اي تلاها في الحساب وتلاها كذلك في الظوء وتلاها كذلك في الظوء اذا هذه اية اخرى يقسم الحق تبارك وتعالى فقال والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها، ثم قال والنهار اذا جلاها - 00:19:08ضَ

النهار الذي يظهره الله تبارك وتعالى خلق من خلقه لاحظ يعني قد يظن الانسان وهو يتأمل في هذا الملكوت بنظره الى الشمس اذا ظهرت على البسيطة ان الشمس هذه لوحدها هي من قامت بهذا الدور بعد تقدير الله. فكأن - 00:19:30ضَ

الحق تبارك وتعالى لاحظ يلفت نظري ونظرك ونظر هذا القارئ للقرآن والسامع له انه نعم الشمس لها دور عظيم جدا في ايجاد هذا النهار. لكن لعلمك ترى هذا النهار اية مستقلة بذاتها عن اية الشمس. ولهذا يقسم به تبارك - 00:19:48ضَ

وتعالى منفردا بعيدا عن الشمس فيقول والنهار والنهار هذا النهار المضيء الذي يجعل الانسان يسير ويتحرك ويمارس حياته العملية منذ ان تشرق فيه الشمس الى ان تغيب. والنهار اذا جلاها جل ماذا؟ اي جلى كذلك هذه الشمس - 00:20:08ضَ

ثم قال والليل اذا يغشاها. انتبه! مرة اخرى كما ان القمر اية لكن ترى لمعلومك الليل اية مستقلة ولهذا قال تبارك وتعالى وجعلنا الليل والنهار ايتين وقال عز وجل ان في اختلاف ما قال الشمس والقمر ان في اختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب - 00:20:33ضَ

فالليل والنهار ايتين مستقلتين ولو جعل الله الليلة سرمدا او النهار سرمدا ما استطاع ابن ادم ان يعيش على هذا الملكوت فهما ايتان عظيمتان جعل الله عز وجل كل واحدة منهما تدل على قدرة القدير على عظم العظيم على وحدانية الخالق الموجد المبدع - 00:21:01ضَ

تبارك وعز وجل وللحديث بقية ان شاء الله بعد الفاصل بشرى لنا زاد اكاديمية للعلم كالازهار في البستان يتميز الانسان عن سائر المخلوقات بالعقل. وباستخدامه في التفكر والتأمل يصل الى الحقيقة. فالتفكر عبادة عظيمة - 00:21:26ضَ

لانه موصل الى الايمان. قال جمع من الصحابة ان نور الايمان التفكر. وسئلت ام الدرداء عن افضل عمل ابي الدرداء درداء فقالت التفكر والاعتبار. فيتفكر المؤمن في بديع صنع الله تعالى في الكون. ليزداد عنده اليقين بعظيم - 00:21:56ضَ

قدرة الله سبحانه ووحدانيته. قال شيخ الاسلام ابن تيمية النظر الى المخلوقات العلوية والسفلية على وجه التفكر والاعتبار مأمور به مندوب اليه. وحين يتفكر فيما يعبد من دون الله يتبين له ضعفه وعجزه - 00:22:16ضَ

تبرأوا من الشرك صغيره وكبيره. قال تعالى يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا وان يسلبهم الذباب شيئا يستنقذوه منه. ضعف الطالب والمطلوب. ويتفكر في القرآن الكريم - 00:22:36ضَ

ليفهمه ويعمل به. قال تعالى انا نزل اليهم ولعلهم يتفكرون. ويندب للمسلم ان يتفكر فيما يفيده وينفعه في دنياه واخرته فيقدم عليه ويفعله. وفيما يضره في دنياه واخرته فيجتنبه ويحذر منه. وفي - 00:23:16ضَ

حديث احرص على ما ينفعك. واستعن بالله ولا تعجز. وان يتفكر في شأن الدنيا والاخرة. في علم ان الدنيا قليل زائل. وان الاخرة خير وابقى. قال النبي صلى الله عليه وسلم والله ما الدنيا في الاخرة - 00:23:46ضَ

الا مثل ما يجعل احدكم اصبعه في اليم اي في البحر فلينظر بم ترجع الحمد لله حياكم الله ايها الكرام اهلا وسهلا ومرحبا بكم عدنا اليكم بعد هذا الفاصل الذي كنا قبله نتحدث - 00:24:06ضَ

عن اية من ايات الله عز وجل في هذا الملكوت يقسم الحق تبارك وتعالى بها واقسام الله عز وجل بشيء انما يدل ذلك على عظيم هذا المقسم به من جانب ويدل ايضا على لفت نظر الانسان للنظر فيه والتأمل فيه من جانب اخر ويدل ايضا على ما وراءه - 00:24:39ضَ

من الاستدلال به على عظيم الخالق ووحدانيته تبارك وعز وجل. فقال عز وجل والليل اذا لا يغشاها يغشاها قيل يغشى هذه الشمس فيغطيها يغطيها فاذا حل الليل غطى هذه الشمس فلم تظهر. وقيل والليل اذا يغشاها اي يغشى هذه البسيطة. ذاك النهار الذي - 00:25:05ضَ

قبل قليل غطاه الله تبارك وتعالى واصبح ليلا مظلما حالكا. ثم اقسم ايضا عز وجل بمخلوق اخر من مخلوقاته وقد اقسم به مرارا قبل الان فقال والسماء وما بناها. الله اكبر - 00:25:33ضَ

سماء هذه العظيمة التي نراها باعيننا هذه السماء التي مهما ارجع الانسان وقلب النظر فيها لا يرى فيها من فطور هذا الخلق العظيم هذا السمك الهائل مع هذا البعد الشاهق مع ما فيها - 00:25:52ضَ

من ايات عظيمة جدا تدل على عظيم تبارك وعز وجل يقسم الله بها. والسماء قال وما بناها قيل ان الماء هنا بمعنى من؟ اي والسماء ومن بناها والمراد به الله عز وجل اي والسماء وبانيها تبارك وعز وجل فاقسم بالسماء - 00:26:12ضَ

واقسم تبارك وتعالى بذاته المقدسة الذي بنى تبارك وعز وجل هذه السماء. وقيل انها مصدرية والمعنى والسماء اي وبنائها. اي وبناء هذه السماء هذا البناء العظيم الهائل الذي كان من عظمه ومن هوله ومن كبير بنائه ان سمكها فقط خمسمائة سنة. الذي بلغ من عظيم بنائها انها - 00:26:33ضَ

غير عمد ترونها الذي بلغ من عظيم بنائها انها مع اتساعها مع اتساعها لم يحصل اي خلل او انفطار فيها في هذه المدة الزمنية الهائلة. اذا يقسم الله بالسماء وهذا البناء الموجود - 00:27:01ضَ

الذي بناه الله تبارك وتعالى فيها. ثم ايضا يقسم بالارض التي نمشي عليها والتي يخرج منها تلك الخيرات العظيمة فقال والارض وما طحاها هذه الارض التي نسير عليها يا عباد الله طحاها بمعنى سواها مهدها جعلها مستوية يستطيع الانسان ان يسير عليها - 00:27:20ضَ

كما يشاء. مع انها كروية لاحظ مع انها كروية كما قال تعالى يكور الليل على النهار. ويكور النهار على الليل الا انها مع هذا التكوير مستوية لابن ادم. فمهما صار فيها لا يرى هذا التكوير ولا يكون صعوبة فيه ولا يوجد معه اي معاناة في خلق الانسان عليها - 00:27:48ضَ

ولكن كل ذلك بسبب تسوية الله تبارك وتعالى اذ ضحاها فجعلها مستوية ممهدة يستطيع ابن ادم ان يسير عليها. ثم قال قال ونفس وما سواها يقسم تبارك وتعالى بالنفس هذا المخلوق - 00:28:10ضَ

الذي خلقه الله تبارك وتعالى هذا الشفاف هذا الخفيف هذا الخلق الذي جعله الله تبارك وتعالى سببا بحركة هذه الاجساد بحركة هذه الابدان لحركة هذه المواد فلولا الله عز وجل ثم وجود هذه النفس ما تحرك هذا - 00:28:36ضَ

البدن وما دبت فيه هذه الحياة. فاستطاع ان يذهب ويجيء وان يتحرك وان يمارس هذه الحياة العظيمة. هذه النفس التي جعل الله عز وجل منها نفسا مطمئنة واخرى امارة بالسوء واخرى عياذا بالله يعني اه اه سيئة ورابعة لوامة هذه الانفس التي جعلها الله تبارك - 00:29:02ضَ

وتعالى في اجساد وابدان المكلفين من انس ومن جان يقسم الله تبارك وتعالى بها ونفس وما سواها جعلها مستوية في اتم خلق. قال بعض اهل التفسير اقسم الله عز وجل بالنفس وهي هذا المخلوق الشفاف الغاية في الخفة والروعة الذي جعله الله عز وجل سببا لحياة ابن ادم. وقال - 00:29:27ضَ

بعضهم انما المراد بالنفس هي الذات. اي ذاتك انت يا ابن ادم فتشمل الجسد وتشمل كذلك الروح التي تحرك هذا البدن اذا قولان لاهل التفسير رحمهم الله والاكثر على الاول ان المراد بها تلك النفس التي تغاير وتخالف هذا - 00:29:53ضَ

الموجود عند المكلفين من الانس ومن الجن. اذا ونفس وما سواها فجعلها في حال استواء تام. ثم قال وهو يبين شيئا من منته يبين شيئا من منته تبارك وتعالى على ابن ادم الذي جعل فيه هذه النفس قال فالهمها اي هذه النفس فجورها وتقواها - 00:30:13ضَ

الله عز وجل خلق النفس ثم سواها فجعلها في حالة استواء كاملة ثم طبعا حالة الاستواء هذي التي قال فيها ايضا قبل الان الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى سبحانه وتبارك وتقدس - 00:30:42ضَ

اذا خلق فسواها ثم مع هذا الخلق وهذه التسوية زادت منة الله على الانسان بان الهم هذه النفس فجورها وتقواها فعرفها الهمها عرفها. عرفها ماذا؟ عرفها بالفجور وعرفها بالتقوى فنفس الانسان من كرم الله تبارك وتعالى عليه. نفس الانسان يستطيع من خلالها ان يتعرف على امور - 00:30:58ضَ

اجور ليتقيها ويستطيع من خلالها ان يتعرف على امور التقوى ليسلكها من الذي الهمها ذلك؟ من الذي عرفها ذلك؟ انه الله تبارك وعز وجل. ولهذا يا اخوان من ذلك الالهام الذي اعطاه الله عز وجل هذه النفس تلك الفطرة. التي يستطيع الانسان - 00:31:30ضَ

بها لو القي لو وظع في مكان في فلاة من الارظ يستطيع بتلك الفطرة بذلك الالهام الرباني الذي قذفه الله فيه ان يتعرف على خالقه وموجوده فكل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه. اذا هذه النفس المخلوقة التي خلقها فسوى - 00:31:55ضَ

وها زاد من فضله عليها فالهمها عرفها فجورها وتقواها. طيب جواب القسم هذه الاقسام المتتابعة والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها والنهار اذا جلاها والليل اذا يغشاها والسماء وما بناها والارض وما طحاها. ونفس وما سواها - 00:32:15ضَ

ما هو جواب القسم لهذا كله؟ قال تبارك وتعالى قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها لم يكتفي تبارك وتعالى في تأكيد هذا الجواب بالاقسام فقط بل زاد ذلك تأكيدا فقال قد - 00:32:39ضَ

التي تدل على زيادة التأكيد فقال قد افلح فاز ونجا وظفر بسعادة الدنيا وبجنة عرضها السماوات والارض. من يا رب؟ قال من زكاها زكى ماذا الظمير هنا يعود على ماذا؟ على اقرب مذكور وهي هذه النفس - 00:33:04ضَ

هذه النفس التي خلقها واوجدها الله والهمها فجورها وتقواها عندها طريقين طريق الخير وطريق الشر. وكلها ملهمة عند ابن ادم وعند المكلف بشكل عام. الله يقول قد افلح قد فاز وظفر ونجا. من زكى - 00:33:26ضَ

كهذه النفس زكاها طهرها طهرها هذبها نقاها تزكية تطهير بماذا بطاعة الله تبارك وتعالى تزكى هذه النفس بالطاعات كما تحدث وتدنس المعاصي والسيئات ووالله يا اخوان والله الذي لا يحلف الا به - 00:33:41ضَ

كلنا وكل صاحب نفس سوية. الله يجعل نفسي وانفسكم من النفوس السوية. كل واحد منا يجد من نفسه هذا فما ان يفعل العبد الطاعة الا ويجد من نفسه راحة نجد ان هذه النفس كأن كان عليها وسخ فازاله - 00:34:09ضَ

الا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ان القلوب لتصدأ وجلاء هذا الصدأ ذكر الله اذا ذكر الله بنوع من انواع الذكر سواء بالعمل ولا باللسان فانه يلاحظ من نفسه خفة في الاقبال على الله. وراحة وطمأنينة وسكينة - 00:34:32ضَ

والعكس اذا اخبثها بانواع المعاصي وانواع السيئات فوالله انه ليجد منها اشمئزازا من الطاعة وثقلا في الاقبال عليها في الاقبال عليها نعوذ بالله وما ذاك الا من الخبث الذي دس هذه النفس فيه. ولاحظ كلمة دساها اي وضعها داخل هذا - 00:34:55ضَ

تماما. المسألة ليست مسألة انه يفعل الانسان. معصية ثم يستغفر ويتوب. هذا بلغ بلغ نعوذ بالله من تكراره للمعاصي انه اصبحت هذه النفس كأن هذه المعاصي تحيط بها من كل مكان فدست النفس فيها وغطيت بتلك - 00:35:21ضَ

كلا بل ران فران وغطى هذا الذنب كل هذا النفس الموجودة عند ابن ادم احرص عبد الله على تزكية نفسك وتطهيرها بالطاعات تجنب السيئات ستجد اقبالا على رب الارض والسماوات باذن الله تبارك وتعالى. وللحديث ان شاء الله بقية مع هذه السورة المباركة - 00:35:41ضَ

في الحلقة القادمة والى ان القاكم ان شاء الله ونحن جميعا على خير. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا راغبا في كل علم نافع متطلعا لزيادة الايمان وتريد سهلا - 00:36:03ضَ