الفقه - الدورة (2) المستوى (3)

م 24 السعي بين الصفا والمروة - الفقه – المستوى الثالث (2) – د. خالد الجريسي

خالد بن عيسى الجريسي

يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. بتقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد وتعلم الفقه الميسرة عاملا بالشرع دون تعصب لفلان للعلم كالازهار في البستان - 00:00:00ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين - 00:00:47ضَ

اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها مرحبا بكم طلاب العلم اهلا بكم طلاب العلم وطالبات العلم اكاديمية زاد في دورتها الثانية نحن واياكم في المستوى الثالث - 00:01:03ضَ

ما زال حديثنا عن احكام الحج ونحن في اللقاء الرابع والعشرون نتحدث واياكم في هذا اللقاء عن اه جملة من مسائل الحج التي نرجو من الله جل وعلا ان يبارك فيها وان ينفع فيما نقول وما نسمع - 00:01:20ضَ

ايها الاخوة والاخوات يا طلاب العلم هذه المسائل التي آآ نتدارسها معكم هي مسائل يهتم بها المسلم يرجو ان يعرف احكامها وان يعلم اسبابها وان يعرف سننها وواجباتها وواجباتها واركانها - 00:01:40ضَ

هذا هو الشأن في كل مسلم يتعبد الله عز وجل يعبده على بينة وعلى بصيرة لانه يعلم ان كل عمل يعمله لا يبتغي به وجه ربه جل وعلا فانه يكون مردودا عليه - 00:02:00ضَ

والعمل الصالح هو الذي يبتغي به المرء وجه ربه سبحانه وتعالى والذي يتبع به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وطالب العلم اذا ما درس احكام الحج والعمرة فانه سيعلم كيف حج النبي عليه الصلاة والسلام - 00:02:15ضَ

وكيف اعتمر طاف وكيف سعى والحج هذا مآثر ابراهيم عليه الصلاة والسلام والانبياء قد حجوا بيت الله الحرام. ولذلك فان الحج له سنن قد فعلها النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:35ضَ

منها ما قد سنه عليه الصلاة والسلام وشرعه مما لم يكن مشروعا من قبل ومنها ما من هذه السنن ما كان من انبياء الله من قبل قد اتوا حجاجا وحجيجا لبيت الله جل وعلا - 00:02:52ضَ

كنا قد ذكرنا في مسألة ايها الاخوة ان الحج له اركان. وذكرنا من اركانه ما يكون من الاحرام هو نية الدخول في النسك وذكرنا كذلك من اركان الحج الطواف وهو طواف الافاضة - 00:03:09ضَ

ونذكر ان شاء الله وذكرنا كذلك الوقوف بعرفة. ونذكر في هذا اللقاء الركن الرابع الا وهو السعي فان السعي بين الصفا والمروة من اركان الحج على ما اختاره جماعة من العلماء - 00:03:27ضَ

فان الله جل وعلا قال في كتابه الكريم ان الصفا والمروة من شعائر الله ومن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما من تطوع خيرا فان الله شاكر عليم - 00:03:44ضَ

قد قال عليه الصلاة والسلام اسعوا فان الله قد كتب عليكم السعي ولذلك فان السعي قد كتب وامر النبي صلى الله عليه وسلم بالسعي. كما جاء عند احمد وعند ابن ماجة - 00:03:58ضَ

الله وان هذا السعي لما امر به النبي صلى الله عليه وسلم وكان مما شرع لاقامة ذكر الله كما قال عليه الصلاة والسلام انما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة - 00:04:14ضَ

ورمي الجمار لاقامة ذكر الله جل وعلا فذكر الله جل وعلا يحصل بهذه المناسك العظيمة الا وهي مناسك الحج والعمرة ايها الاخوة والكرام والمروة كذلك التي هي بدء السعي ونهايته - 00:04:30ضَ

هذه المواضع من المواضع التي يستجاب فيها الدعاء وقد ذكر الائمة رحمهم الله مواضع اجابة الدعاء وذكروا منها ما يكون عند الصفا والمروة فان الحاج اذا ما حج بيت الله الحرام - 00:04:51ضَ

فان له من المواطن ما يكون محل قيام يقوم فيه للدعاء ويقف فيه للدعاء بين الحج فيه مواقف للدعاء الموقف الاول عند الصفا والثاني عند المروة والثالث في يوم عرفة. والرابع ما يكون عند رمي جمرة الصغرى - 00:05:06ضَ

والخامس يكون عند رمي جمرة الوسطى بعدها بينه وبين الصغرى والسادس ما يكون عند المشعر الحرام بعد المبيت بمزدلفة هذه المواقف الست نبدأ اول موقف منها في لقاء اليوم الا وهو الوقوف عند الصفا وكذلك الوقوف عند المروة - 00:05:27ضَ

هذا الموقف العظيم يعني به السعي وهذا الركن العظيم وهو ركن السعي هو ركن من اركان الحج وكذلك هو ركن من اركان العمرة وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم به وقالت عائشة رضي الله عنها وعن ابيها ما اتم الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة - 00:05:48ضَ

كما في الصحيحين فهذا السعي بين الصفا والمروة هو ركن اكيد من اركان الحج ونبيكم عليه الصلاة والسلام قد سعى بين الصفا والمروة وكان هذا السعي منه عليه الصلاة والسلام - 00:06:10ضَ

سعيا في سبعة اشواط ابتدأها النبي صلى الله عليه وسلم عند الصفا وختمها عند المروة وهذا الموضع العظيم ذاك الموضع قيل ان هاجر لما تركها ابراهيم عليه الصلاة والسلام تركها معها - 00:06:26ضَ

ولدها اسماعيل في واد غير ذي زرع في هذا المكان المبارك تركهما وليس لديهما شيء يمكن ان يقتاتان عليه الا ما كان معهما من مزادة الماء وشيء من الطعام اليسير من التمر - 00:06:45ضَ

الا انه لما نفذ الماء فان هاجر رضي الله عنها وارضاها اصبحت تبحث عن هذا الماء يقال انها قد اتت الى هذا الصفا فلما جاءت اليه فكانت تأتي من الصفا الى المروة - 00:07:01ضَ

تجري في ذاك الموضع تبحث كما جاء في الحديث بانها اتت الى هذه المواضع تصعد ذاك الجبل لعلها تجد شيئا ثم انها تنزل الى الوادي حتى تصل الى المروة ثم تعود الى مكانها الاول تبحث عن هذا - 00:07:17ضَ

ما حتى اجرى الله تعالى لها ما كان من ماء زمزم. هذا الموضع العظيم الموضع المبارك هو الذي وقع فيه النبي صلى الله عليه وسلم كذلك لما نبئ عليه الصلاة - 00:07:33ضَ

والسلام وامر ان ينذر عشيرته الاقربين. فانه صلى الله عليه وسلم صعد الصفا ونادى بطون قريش بطنا بطن هنا يناديهم حتى اذا ما اجتمعوا قال هم يا معشر قريش ارأيتم لو اخبرتكم ان خيرا - 00:07:45ضَ

اقبلت تعدوا عليكم من قبل هذا الوادي اكنتم مصدقين؟ قالوا ما عهدنا عليك كذبا ثم انه صلى الله عليه وسلم قالهم اني اني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقال ابو لهب في ذلك الموضع تبا لك - 00:08:03ضَ

ولهذا جمعتنا فلما كان عليه الصلاة والسلام في هذا الموضع على الصفا كان يدعو قومه الى التوحيد وقد اذوه وكذبوه وقاله ابو ابو لهب تبا لك ذات الموضع وذات المكان يعود عليه الصلاة والسلام في حاجة الوداع ومعه اكثر من مئة - 00:08:19ضَ

مئة الف من الحجيج بل اكثر من مئة وعشرين الفا من الحجيج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما اتى الصفا حمل صلى الله عليه وسلم ورفع حتى يرى الناس ما يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:08:40ضَ

وكان من دعائه الذي سنذكره ان شاء الله انه قال لا اله الا الله وحده لا شريك له. لا انجز وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده. يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم موقفه يذكر موقفه الذي - 00:08:58ضَ

المفروض يبقى فيه وهو اليوم يأتي اليه عليه الصلاة والسلام بعد ثلاث وعشرين سنة وقد اعزه الله جل وعلا وفي هذا عبرة وفائدة ان كل من قام لله جل وعلا في موقف وموضع - 00:09:16ضَ

فانه وان انتقص منه في بدء امره فان الله تعالى ناصره ولو بعد حين. كما نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع ذكره في المكان الذي انتقص منه عليه الصلاة والسلام لكن الله تعالى وعد المؤمن بالعزة ورسول الله صلى الله عليه وسلم اولاهم بذلك هذا جملة ما - 00:09:31ضَ

كونوا من شأن المسعى سنذكر سننه واحكامه ان شاء الله بعد فاصل يسير فانتظرونا يرعاكم الله وصية الله لعباده قرن حقهما بحقه وشكرهما بشكره امر ببرهما ونهى عن عقوقهما. انهما الوالدان - 00:09:53ضَ

قال تعالى احسانا والبر بالوالدين يعود نفعه على الولد البار بثمرات وفوائد. منها تحصيل مرضات الله تعالى. اطالة العمر وزيادة الرزق. اكتساب بر الابناء في المستقبل فالجزاء من جنس العمل. تكفير الذنوب والخطايا - 00:10:27ضَ

فعن ابن عمر رضي الله عنهما ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني اصبت ذنبا عظيما فهل لي توبة؟ قال هل لك من ام - 00:10:59ضَ

قال لا قال هل لك من خالة قال نعم قال فبرها وللبر بالوالدين صور واشكال منه ما يكون في حياتهما كاحسان القول اليهما. وخفض الصوت عندهما. وطاعتهما فيما يأمران به - 00:11:14ضَ

وتعليمهما ما يحتاجان اليه واستئذانهما عند السفر. واظهار التقدير والاحترام لهما. وتقبيل ايديهما ورأسيهما. والسعي في ارضائهما وتحمل المشاق في سبيل ذلك ومنه ما يكون بعد وفاتهما كالدعاء لهما والاستغفار لهما. وقضاء دينهما وصلة الرحم التي لا توصل الا بهما - 00:11:34ضَ

واكرام اصدقائهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من ابر البر صلة الرجل اهل ود ابيه بعد ان يولي حياكم الله والاخوة والاخوات ومرحبا بكم بعد هذا الفاصل وكنا قد ذكرنا فيما مضى - 00:12:00ضَ

من قبل ان هذا السعي اه سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سعت بين الصفا والمروة ام اسماعيل رضي الله عنها وارضاها وسعى رسول الله صلى الله عليه وسلم اصحابه - 00:12:32ضَ

الا ان هذا السعي لما كان شعيرة من شعائر الحج وكان من مناسكه ذكر العلماء رحمهم الله شروطا واحكاما له واداب ينبغي ان يحرص عليها الحاج والمعتمر وذكروا رحمهم الله شروط هذا السعي - 00:12:48ضَ

وكان مما ذكروه من شروطه انه يشترط لهذا السعي الموالاة والمقصود بالموالاة ان المرء اذا اراد ان يسعى يوالي بين اشواط السعي فلا يفصل بين شوط وشوط الذي يليه فاصلا طويلا - 00:13:08ضَ

من غير حاجة. اما ان كانت ثمة حاجة او ضرورة كان يكون هذا المرء ليرتاح قليلا على الفاصل لا يضر ان كان فاصلا يسيرا. كان يسعى مثلا لشوط او شوطين ثم يقف ليستريحا او يشرب الماء او ليصلي - 00:13:27ضَ

صلاة من الصلوات المفروضة فان مثل هذا لا يقطع تتابع السعي ولا يقطع مواصلته ولا يشترط لسعيك ايها الحاج ان تكون على طهارة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عائشة رضي الله عنها لما اصابها الحيض قال اصنعي ما اصنع الحاج - 00:13:45ضَ

غير ان لا تطوفي بالبيت من هنا اتفق العلماء رحمهم الله على ان السعي لا يشترط له طهارة من الحدث الا انهم قالوا بان الوضوء مستحب لكل عبادة فيها دعاء وذكر - 00:14:08ضَ

والحج ايها الاخوة والسعي كذلك على وجه الخصوص من مواطن الدعاء والذكر ولذلك استحبوا له ان يكون المرء على طهارة لكنهم لم يوجبوا ذلك اما الشرط الذي اشترطوه فهو الموالاة اينبغي لكل من اراد السعي - 00:14:24ضَ

ان يوالي بين اشواطه ولا يفصل بينها بفاصل طويل اما اذا كان الفاصل يسيرا فان هذا الفاصل يسير لا يضر بالموالاة خصوصا كما اسلفنا ان كان هذا الفصل لضرورة او حاجة كالستراحة او صلاة او - 00:14:41ضَ

رفقة فمثل هذا ان شاء الله لا يضر والسعي الذي سعاه النبي صلى الله عليه وسلم وبسبعة اشواط ابتدأه عليه الصلاة والسلام من الصفا وخاتمه بالمروة ولذلك اشترط العلماء رحمهم الله - 00:15:01ضَ

ان يكون هذا السعي سبعا كما سعى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعا يبتدأ هذا السعي من الصفا ويختمه بالمروة. كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فانه عليه الصلاة والسلام - 00:15:19ضَ

بدأ من الصفا وختم بالمروة انه عليه الصلاة والسلام لما طاف طواف الافاضة شرب صلى الله عليه وسلم من ماء زمزم ثم انه صلى الله عليه وسلم لما اتى لما طاف واتى المسعى - 00:15:36ضَ

قال صلى الله عليه وسلم ابدأ بما بدأ الله به فلما طاف صلى الله عليه وسلم وفرغ من طوافه صلى ركعتين ثم عاد وقبل الحجر ثم انصرف الى الصفا واتاه من بابه وقال - 00:15:53ضَ

ابدأ بما بدأ الله به ان الصفا والمروة من شعائر الله. لذلك قال العلماء رحمهم الله يكون بدو من الصفا والنهاية ستكون بالمروة. فلو ان امرأ بدأ من المروة فان هذا الشوط الاول يكون لا غياب - 00:16:08ضَ

وما بين الصفا والمروة يكون شوطا واحدا وليس الشوط ان تبتدأ من الصفا ثم تعود الى الصفا هذه الدورة التامة تعتبر بشوطين اما الشوط فهو ان تمضي من الصفا الى المروة فهذا شوط وان عدت من المروة الى الصفا فهذا شوط اخر - 00:16:25ضَ

هكذا نص العلماء رحمهم الله وبينوا هذه الاحكام. وذكروا ان السعي حتى يكون صحيحا يجب ان يستوعب الساعي ما بين الصفا والمروة. بمعنى انه لا يصلح ان يبدأ المرء ما قبل الصفا ويختم قبل المروة. فان من الناس من يستعجل - 00:16:45ضَ

ويبدأ طوافه قبل ان يأتي الى بداية الصفا ثم ينزل الى بطن الوادي حتى اذا اتى المروة لم يأتي الى بدايتها او الى الجبل انما ياتي دونه ويعود وينقلب الى الصفا فمثل هذا لم يتم سعيه - 00:17:07ضَ

وليس شرطا ان تصعد وترقى الجبل فان الله تعالى قال فمن تطوع فقال ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يتطوف بهما - 00:17:26ضَ

والعلماء قالوا يسعى بينهما. ولا يكون السعي عليهما فليس واجبا ان ترقى الصفا ولا ان ترقى المروة الا ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اراد عليه الصلاة والسلام ان يسعى - 00:17:41ضَ

اتى الصفا حتى رأى البيت موضع الصعود الذي تأتيه من الصفا وان تصعده من الجبل وان ترقاه هو الموضع الذي يحصل لك فيه ان ترى الكعبة فاذا رأيت الكعبة رفعت يديك وقلت ما سيأتي ذكره ان شاء الله في سنن السعي - 00:17:57ضَ

حتى يأتيت المروة تفعل كما فعلت على الصفا اذا الشرط الاول من شروط السعي ان يكون هذا السعي متواليا ففيه الموالاة ثانيا ان يكون هذا السعي اه يسعاه المرء في سبعة اشواط يبتدأها من الصفا - 00:18:16ضَ

ويختم هذه الاشواط بالمروة قال علماء رحمهم الله يشترط لصحة السعي ان يكون بعد طواف وهذا الطواف ينبغي ان يكون طواف نسك صحيح ولا يشترط في الطواف ان يكون طوافا - 00:18:35ضَ

واجبا بل ربما كان طوافا مسنونا ولذلك ذهب جماهير اهل العلم رحمهم الله الى انه لا يصح سعي قبل طواف ولابد من تقدم الطواف على السعي لو ان امران سعى قبل ان يطوف فانهم يقولون بان سعيه لا يصح - 00:18:53ضَ

لان من شرط السعي ان يتقدمه طواف ولو ان امرأ فسد سعيه او لم يسعى سعيا تاما ثم اراد ان يقضي هذا السعي ينبغي ان يكون قد طاف قبله طوافا لان من شرط السعي ان يكون عقيب طواف - 00:19:17ضَ

هذه الشروط التي ذكرها العلماء رحمهم الله لم يشترطوا للسعي شرطا اخر من طهارة ولا من استقبال قبلة ولا ذكر معين ولا من استحباب طاعة معينة في هذا السعيد لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها اصنعي ما يصنع الحاج غير الا تطوفي بالبيت - 00:19:38ضَ

والمسعى ايها الاخوة قديما لم يكن من داخل البيت وهذا امر حوكي عليه الاتفاق فان المسعى كان بينه وبين المسجد الحرام بينه اسواق ودور ولذلك يقول الشافعي رحمه الله شهدت الناس يبيعون الضبع عند الصفا - 00:20:03ضَ

المسعى لم يكن متصلا بالبيت ولم يكن موصولا به ولما كان كذلك قال عليه الصلاة والسلام لعائشة اصنعي ما اصنع الحاج غير الا تطوفي بالبيت فعلمنا ان المسعى ليس من البيت فيجوز للحائض ان تمكث فيه - 00:20:24ضَ

ولها ان تسعى وهي حائض ولو لم تكن على طهارة هذا الامر لا اشكال فيه في الزمن السابق لكن اليوم الملاحظ يرى ان المسعى قد اصبح من ضمن البيت وقد دخل في داخل حدوده - 00:20:39ضَ

ولذلك الساحات التي تلي المسعى هي داخلة من ضمن البيت والصلاة فيها كالصلاة في البيت والاهتمام فيها يصح ان يكون كائتمام المرء اذا كان في داخل سيدي الحرام من هنا قال العلماء رحمهم الله - 00:20:55ضَ

بان المسعى اليوم هل هو في حكم المسجد هؤلاء لاهل العلم من اهل العلم من رأى ان المسعى اليوم على الاجماع القديم لا يمكن ان يكون من ضمن المسجد لكن الظاهر والله اعلم ان الاجماع القديم - 00:21:12ضَ

هو اجماع على حال وواقع لا اجماعا على هو اجماع على حال وواقع لا اجماع على آآ على دليل شرعي لا ينبغي ان يتغير ولذلك اليوم تغيرت الحال واختلف الواقع واصبح المسعى من ضمن البيت فلا يجوز لحائض ان تدخل المسعى وان - 00:21:26ضَ

وان تسعى والله تعالى اعلم يبقى شيء من سنن هذا السعي ومستحبات السعي وتتم لمسألة دخول مسعى المسجد الحرام نذكرها ان شاء الله بعد فاصل يسير فانتظرونا يرعاكم الله من المؤسف ان يفتخر الشباب باللغات الاعجمية. ويلون السنتهم بها دون حاجة. حتى اصبح بعضهم يكتب العربية بحروف - 00:21:47ضَ

اجنبية وكانه قد غاب عنهم ان اللسان العربي هو شعار الاسلام واهله. قال تعالى انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. فاللغات من اعظم شعائر الامم التي بها يتميزون. لذا كره السلف التكلم بغير العربية الا لحاجة - 00:22:36ضَ

اذ هي من شعائر الاسلام وحفظها من تمام حفظه فينبغي للمسلم ان يعتني باللغة العربية. وان يكون حريصا على دراسة المهم من قواعدها. واحتساب الثواب في ذلك. اذ هي مفتاح الفهم للقرآن والسنة - 00:23:04ضَ

اجتناب اللحن والخطأ فيها قدر المستطاع عن نافع قال كان ابن عمر يضرب ولده على اللحن مطالعة كتب الادب في التراث العربي. لا سيما الكتب التي يذكر فيها الشعر والنثر - 00:23:22ضَ

فذلك مما يقيم اللسان ويزيد الحصيلة اللغوية لدى القارئ الالتزام بها في المكاتبات والحوارات والشعارات في مواقع التواصل وغيرها التزام التحدث بها مع الكبار والصغار ولو لفترة وجيزة كل يوم - 00:23:39ضَ

تعليم الابناء قواعدها وتربيتهم على حبها واتقانها منذ الصغر. اذ هي لغة القرآن الذي وصفه الله بقوله انه لكتاب عزيز. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد - 00:23:58ضَ

حياكم الله ايها الاخوة والاخوات ومرحبا بكم بعد هذا الفاصل وكنا قد ذكرنا قبل هذا الفاصل ان السعي والمسعى قد اختلف العلماء رحمهم الله في دخول المسعى اليوم في حد الحرم - 00:24:24ضَ

بعد ان كان اتفاقهم واقعا على ان المسعى قديما ليس من داخل المسجد الحرام وهذا الاتفاق ايها الاخوة هو اتفاق لدراية الحال ليس لدلالة الشرع والواقع والحال شاهد ان السعي كان يقع في موضع - 00:24:56ضَ

يبعد عن حد المسجد فلما وسع المسجد الحرام ودخل المسعى في حدوده الواجب ان يقال ان هذا المسعى من ضمن المسجد وانه لا ينبغي لاحد من الناس ان يمكث فيه وهو لا يحل له المكث في المسجد كالجنب - 00:25:13ضَ

والحائض وكذلك يلزم على هذا القول ان من سعى ان من طاف بالبيت وقد مر في اثناء طوافه في المسعى فان طوافه يصح لان من شرط الطواف كما تقدم معنا ان يكون من داخل البيت - 00:25:32ضَ

لشدة الزحام البيت وفي احد الاشواط وقع جزء من طوافه فوق سطح المسعى او في ذات المسعى فان طوافه تنبني صحته على ما ذكر العلماء رحمهم الله من دخول مسعى - 00:25:49ضَ

الى حد المسجد ومن رأى ان المسعى ليس من حد المسجد قال بان هذا الطواف لم يصح لانه ادى جزءا من الطواف من خارج البيت من قال بان المسعى من البيت - 00:26:10ضَ

قال بان طوافه صحيح لان المسعى من ضمن البيت وهذا القول والله اعلم ارجح وهو اصح دليلا ذلك ان المسعى اليوم مظاهر الدلالة الحال تدل على انه من ضمن المسجد. ولما قال عليه الصلاة والسلام لعائشة - 00:26:23ضَ

ولما قال عليه الصلاة والسلام لعائشة اصنعي ما يصنع الحاج غير الا تطوفي بالبيت كان ذلك منه عليه الصلاة والسلام لكون المسعى لم يكن متصلا بالبيت بل كان خارج البيت - 00:26:45ضَ

والمرأة اذا كانت حائضة جاز لها ان تسعى بين الصفا والمروة ان لم يكن ذلك من داخل حد المسجد اما اذا قلنا بانه من حد المسجد وهو الواقع اليوم فلا يجوز لها ان تسعى بين الصفا والمروة - 00:27:02ضَ

لانها لم تؤدي هذا السعي على وجه الصحيح فانها يأثم تأثم بدخولها لهذا المسجد لكن سعيها يكون صحيحا لانه ليس من شرط السعي ان يكون المرء على طهارة. فالمرأة اذا سعت وهي حائض فان سعيها صحيح - 00:27:18ضَ

لكن دخولها لهذا المسعى من غير حل دخول لا يجوز لها. لان الحائض تمنع من دخول المسجد الا اذا كانت مضطرة كخشية رفقة او رحلة طائرة او خشية خشيت على نفسها ان تبقى خارج المسجد في انتظار اه احد من اهلها - 00:27:38ضَ

اذا علمنا هذه الشروط فان للسعي سننا فان للسعي سننا ينبغي ان يحافظ عليها المرء وان يعتني بها هذه السنن ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:28:02ضَ

جاء عنه انه لما سعى صلى الله عليه وسلم واتى بطن الوادي اسرع في مشيه واسرع في سعيه بل سعى سعيا شديدا حتى استدار ازار النبي صلى الله عليه وسلم. لذا قال العلماء - 00:28:19ضَ

يستحب للمسلم اذا سعى ونزل بطن الوادي ان يسعى سعيا شديدا حتى ينتهي من ذلك. وهو اليوم له علامة واضحة وهي الاعلام الخضر فاذا نزل المرء الى الميل الاخضر الاول - 00:28:37ضَ

فانه يسرع في سعيه. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان ازاره يستدير ويشتد حتى يرتفع من شدة سعيه عليه الصلاة والسلام. حتى يبلغ يميل اخر عند ذلك يعود ويمشي مشيا معتادا - 00:28:52ضَ

اما هذا الميل فينبغي له ان يكون فيه يسعى سعيا شديدا والخبب يسعى ذلك السعي الشديد كما سعى النبي صلى الله عليه وسلم سعيا شديدا وهل هذا السعي الشديد والجري - 00:29:09ضَ

والمشي السريع بالرجال ام انه يشمل كذلك النساء من اهل العلم من قال هو خاص بالرجال. ذلك لان المرأة هي محل الستر وهذا الجري والسعي الشديد يؤدي الى انكشاف جزء من جسم المرأة ومن بدنها - 00:29:23ضَ

وقال اخرون بل ان النساء شقائق الرجال وكما ان الرجل يسعى سعيا شديدا تاسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم. وقيل بان النبي صلى الله عليه وسلم سعى هذا السعي كما سعت ام اسماعيل فانها كانت اذا هبطت في الوادي - 00:29:43ضَ

تسرع في عدوها ومشيها حتى تبلغ الميل الاخر فعند ذلك ترتفع اذا ارتفعت عادت ومشت مشيا. قالوا وهذه السنة ابتدأتها امرأة. فكذلك اذا سعت المرأة تسعى كما يسعى الرجل بالنبي صلى الله عليه وسلم. وكما صنعت ام اسماعيل رضي الله عنها وارضاها - 00:30:01ضَ

والظاهر والله اعلم ان هذا الحكم يختلف باختلاف الحال واذا كانت النساء مع الرجال فان مفسدة انكشاف العورة مقدمة على مصلحة التأسي في هذا الموضع فينبغي للمرأة الا تتأسى بالرجال في هذا الموضع. اما اذا كانت المرأة اذا اسرعت في عدوها ومشيها فان هذا لا يؤدي الى انكشاف عورتها عند - 00:30:22ضَ

الرجال اما لكون سعي النساء في طابق خاص يختلف مع الرجال او لوجود ظلام لا يظهر فيه ما يكون من اه الانكشاف او لكون المرأة مثلا راكبة لعربة يسعى بها في هذه العربة - 00:30:45ضَ

فانه ينبغي لها اذا مرت بين الميلين ان يسرع من كان يحمله على هذه العربة ليحصل لها الخبب الذي حصل من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونقل عن عبد الله بن مسعود - 00:31:02ضَ

رضي الله عنه وارضاه عن جماعة اخرين انهم كانوا اذا اتى بين الصفا والمروة اذا اتى بين العلمين والميلينين كان يقول رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم انك انت الاعز الاكرم. رب اغفر وارحم - 00:31:17ضَ

وتجاوز عما تعلم انك انت الاعز الاكرم هكذا قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فاذا قيل مثل هذا الذكر في مثل هذا الموضع فانه لا بأس بذلك كذلك ما يسن في الصفا ان يرقى المرء على الصفا حتى يرى البيت. فاذا رأى البيت يرفع آآ يرفع يديه حتى اذا رأى البيت - 00:31:31ضَ

فانه يرفع يديه كهيئة الداعي ويستقبل القبلة ويقول الله اكبر الله اكبر الله اكبر ثلاثا لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير - 00:31:53ضَ

لا اله الا الله وحده انجز وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده ثم انه يدعو دعاء حتى اذا فرغ من دعائه يقول الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله - 00:32:11ضَ

وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لا اله الا الله وحده انجز وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده ثم يدعو ويكون بداية قد كبر ستا وقد هلل مرتين - 00:32:29ضَ

ودعا مرتين ثم يعود ويكبر ثلاثا وهو رافع يديه هكذا كيأتي الداعي في حالة في وهو رافع يديه مستقبل القبلة فيقول الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد - 00:32:46ضَ

وهو على كل شيء قدير. لا اله الا الله وحده انجز وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده قد كبر تسعا الليلة ثلاثا ودعا بينهما مرتين ثم ينزل الى المروة حتى اذا اتى المروة فعل عليها مثل ما فعل على الصفا - 00:33:05ضَ

ويستحب له اذا بدأ بالصفا ان يقول ابدأوا بما بدأ الله به ان الصفا والمروة من شعائر الله ومن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما. ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم - 00:33:25ضَ

ولا يستحب في السعي الطباع ولا يستحب كذلك ان تكون الكعبة عن يساره بل انه يسعى بينهما يتجه بين الصفا والمروة والمرة الى هذه السنة في الصفا وادعوا ما شئت - 00:33:42ضَ

وليس ثمة دعاء مقصود ولا مخصوص ندعو به بين الصفا والمروة ولا على الصفا او المروة. انما ما ذكرناه لك سلفا من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لربه جل وعلا - 00:33:58ضَ

على الصفا وعلى المروة. يذكر بذلك تكذيب قومه له. ثم يدعو ربه ويحمده ثم انه يدعو ربه ويحمد ربه ان قد اعزه وناصره واذل اعداءه واعداء دينه. عند ذلك تفعل ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عدا ذلك - 00:34:12ضَ

ادعوا الله تعالى ما شئت فانه سبحانه وتعالى يستجيب لعبده في مثل هذه المواضع الصالحة. نسأل الله جل وعلا ان يبلغنا واياكم مراضيه وان يستعملنا واياكم فيما يرضيه الله المستعان والحمد لله رب العالمين - 00:34:30ضَ

صلى الله وبارك وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته متطلعا لزيادة الايمان وتريد سهلا يأتيك ميسورا باي مكان بشرى لنا - 00:34:46ضَ