بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المستمعون ايها المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهذا حديث عن نعمة الامن - 00:00:01ضَ

فرض الله الفرائض وحرم المحرمات واوجب الحقوق رعاية لمصالح العباد وجعل الشريعة غذاء لحفظ حياتهم ودواء لدفع ادوائهم وجاءت دعوة الرسل باخلاص العبادة لله وحده بخضوع وخشوع وطمأنينة ومقتت ما يصرف القلوب عن خالقها - 00:00:24ضَ

فكانت اول تضرعات الخليل عليه السلام لربه ان يبسط الامن على مهوى افئدة المسلمين فقال رب اجعل هذا البلد امنا فاستجاب الله دعاءه فقال ومن دخله كان امنا وفضل الله البيت الحرام بما احل فيه من الامن والاستقرار - 00:00:50ضَ

واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا وامتن الله على ثمود قوم صالح نحتهم بيوتهم من غير خوف ولا فزع فقال عنهم وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا امنين وانعم الله على سبإلاء المتتابعة والاماكن الامنة - 00:01:15ضَ

وقال تعالى وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير. سيروا فيها ليالي وايام فمن امنين ويوسف عليه السلام يخاطب والديه واهله ممتنا بنعمة الله عليهم بدخولهم بلدا امنا مستقرا - 00:01:39ضَ

تطمئن فيه نفوسهم وقال ادخلوا مصر ان شاء الله امنين وحبس الله عن مكة الفيلة وجعل كيد اصحاب الفيل في تضليل. لتبقى كعبة الله صرحا امنا عبر التاريخ والعرب قبل الاسلام كانت تعيش حالة من التمزق والفوضى والضياع - 00:02:03ضَ

تدور بينهم حروب طاحنة ومعارك ضارية وعلت مكانة قريش من بينهم لاحتضانها بلدا امنا او لم يروا انا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم بل واقسم الله بذلك البلد المستقر الامن فقال - 00:02:28ضَ

والتين والزيتون وطور سينين. وهذا البلد الامين ووعد الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم واصحابه باداء النسك على صفة تتشوق لها انفسها وهي الامن لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون - 00:02:52ضَ

ومما اختصت به مدينة النبي صلى الله عليه وسلم امنها حين تفزع القرى من المسيح الدجال قال عليه الصلاة والسلام لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال لها يومئذ سبعة ابواب على كل باب ملكان - 00:03:19ضَ

رواه البخاري ومن نعيم اهل الجنة في الجنة امن المكان فلا خوف ولا فزع ولا تحول. ادخلوها بسلام امنين وقال سبحانه وهم في الغرفات امنون وقال جل وعلا ان المتقين في مقام امين - 00:03:40ضَ

والشريعة جمعت المحاسن كلها فصانت الدين وحفظت العقول وطهرت الاموال وصانت الاعراض وامنت النفوس امرت المسلمة بالقاء كلمة السلام والامان والرحمة والاطمئنان على اخيه المسلم اشارة منها لنشر الامن بين الناس - 00:04:02ضَ

واوجبت حفظ النفس حتى في مظنة امنها في احب البقاع الى الله قال عليه الصلاة والسلام اذا مر احدكم في مسجدنا او في سوقنا ومعه نبل فليمسك على نصالها او قال فليقبض بكفه - 00:04:26ضَ

ان يصيب احدا من المسلمين منها بشيء متفق عليه وحذرت من اظهار اسباب الروع بين صفوف المسلمين قال عليه الصلاة والسلام لا يشر احدكم الى اخيه بالسلاح فانه لا يدري لعل الشيطان ينزغ في يده فيقع في حفرة من النار - 00:04:46ضَ

متفق عليه وحرمت على المسلم الاشارة على اخيه المسلم بالسلاح ولو مازحا قال الرسول صلى الله عليه وسلم من اشار الى اخيه بحديدة فان الملائكة تلعنه حتى يدعها وان كان اخاه لابيه وامه - 00:05:10ضَ

رواه مسلم قال النووي رحمه الله هذا مبالغة في ايضاح عموم النهي في كل احد سواء من يتهم فيه ومن لا يتهم وسواء كان هذا هزلا ولعبا ام لا لان ترويع المسلم حرام بكل حال - 00:05:32ضَ

ودعا الاسلام الى كل عمل يبعث على الامن والاطمئنان بين صفوف افراده وامر باخفاء اسباب الفزع في المجتمع قال الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم ان يروع مسلما - 00:05:54ضَ

رواه احمد ولما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح منح اهل مكة اعظم ما تتوق اليه نفوسهم فاعطى الامان لهم وقال من دخل دار ابي سفيان فهو امن. ومن القى السلاح فهو امن. ومن دخل المسجد فهو امن - 00:06:12ضَ

رواه مسلم وما شرعت الحدود العادلة الحازمة في الاسلام على تنوعها الا لتحقيق الامن في المجتمعات والامن مطلب في الحياة لا يستغني عنه الخلق لقضاء مصالحهم الدينية والدنيوية وما من عبد الا ويبحث لنفسه عن اسباب امنها - 00:06:37ضَ

ويتوقى جهد طاقته اسباب الخوف التي قد تحدق به في طريق حياته ومهما اوتي الانسان من سلامة بدن ووفرة رزق فانه لا يشعر بقيمتها الا بالامن والاستقرار والخوف من الله ومراقبته مفتاح الامن للمسلم في دنياه وفي اخراه. وعقد القلب على اركان الايمان - 00:07:01ضَ

توفير مقتضياته في عمل الجوارح هو المصدر الحقيقي لحصول الامن في الدنيا والاخرة والامن التام هو في طاعة الله ولزوم ذكره. قال عز وجل الا بذكر الله تطمئن القلوب. واذا استقام الفرد في نفسه والزم من تحت يده من زوجة وابناء عليه - 00:07:30ضَ

السير وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حقق الامن لنفسه وانتظم الامن في المجتمع نسأل الله عز وجل ان يجعل بلادنا وبلاد المسلمين امنة مطمئنة وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:07:55ضَ

وعلى اله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:17ضَ