باحث

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد ولا نزال ايها الاخوة مع نعيم الجنة نسأل الله تعالى - 00:00:01ضَ

ان يدخلنا الجنة. نسأل الله تعالى الفردوس الاعلى من الجنة قال عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس - 00:00:19ضَ

لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه في الجنة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر رواه مسلم وهنا حديث في ذكر ما يتعلق في ثياب اهل الجنة وحللهم - 00:00:36ضَ

ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ان من يدخل الجنة لا تبلى ثيابه لا تبلى ثيابه بخلاف ما عليه الانسان في الدنيا يلبس الثوب يوم يوما او يومين - 00:00:55ضَ

يبلى ويحتاج الى غسيل وهكذا ثم كلما استعمله يصبح قديما باليا ويجدده وهكذا اما الجنة فنعيمها باق قال من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس ولا تبلى ثيابه قال ثم ذكر - 00:01:14ضَ

حديثا يتعلق بوصف نساء الجنة كما سأتي معنا لكن لان في شاهدا لصفتي ثياب اهل الجنة قال ولو اطلعت امرأة من نساء الجنة الى الارض لملأت ما بينهما ريحا ولاضاءت ما بينهما. قال ولنصيفها يعني خمارها - 00:01:40ضَ

على رأسها خير من الدنيا وما فيها رواه البخاري ومسلم تأمل النبي صلى الله عليه وسلم يقول ولنصيفها يعني خمار المرأة في الجنة الحجاب الذي تلبسه طبعا هذا الحجاب باب التزين - 00:02:03ضَ

الخمار الذي تضعه على رأسها قال ولنصيفه على رأسها خير من الدنيا وما فيها الله اكبر خير من الدنيا وما فيها. هذا لا يتصوره عقل الانسان كيف يكون هذا خير من الدنيا وما فيها؟ - 00:02:22ضَ

العالم الاخروي عالم اخر نعيم الجنة امر اخر لا يخطر بالبال ذكر آآ هذين الحديثين هنا والله جل وعلا في كتابه ذكر ايضا ما يتعلق بثياب الجنة بثياب اهل الجنة - 00:02:44ضَ

اه اولا الله تعالى اه قال ان لك يقول لادم ان لك الا تجوع فيها ولا تعرى ان لك الا تجوع فيها ولا تعرى وانك لا تظمأ فيها ولا تضحى - 00:03:10ضَ

وجاء في بعض الاثار ان ادم وحواء عليهما السلام قبل ان يأكلا من الشجرة كان على عوراتهما مثل النور فلما اكل من الشجرة بدت لهما سوءاتهما. ذهب هذا النور بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة - 00:03:28ضَ

الجنة ليس فيها يعني تعري كما قال الله تعالى ثم يذكر الله تعالى في كتابه شيئا من انواع النعيم في الثياب مثلا قال الله تعالى وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا - 00:03:50ضَ

جنة وحريرا. تأمل كيف افرد الحرير بالذكر قرنوا بالجنة وكانه يعني نعيم عظيم يقرن نفس الجنة وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا لان الصبر شاق يكون الجزاء بالتنعم التام في الجنة. ومن ذلك الحرير - 00:04:14ضَ

والحرير كما هو معلوم في الدنيا هو انعم الثياب الحرير ولذلك حرمه الله تعالى على الرجال لانه لا يناسب طبيعة الرجل في الدنيا فالنبي صلى الله عليه وسلم اخذ يعني آآ الذهب والفضة وقال ان هذان او ان هذين حرام على - 00:04:40ضَ

ذكور امتي الذهب والحرير اخذ ذهبا وحريرا نعم. قال ان هذين حرام على ذكور امتي وكما قال لان الحرير اذا لبسه الرجل يورثه آآ ليونة ويجعله بعد ذلك يشبه النساء - 00:05:05ضَ

فهذا لا يوافق طبيعة الرجل في الدنيا اما في الجنة فتنعدم هذه العلل اه يتمتع اهل الجنة بالجنة ويلبس الرجال والنساء الحرير وتأمل يعني كيف سيكون هذا الحرير في نعومته - 00:05:30ضَ

الله اعلم يعني الشيء الناعم حتى اذا لمست انت بيدك تشعر شيء من التنعم باحساسك لما تلمسه فكيف اذا كان يحيط ببدنك تشعر بمجرد ان تلبسه براحة ونعيم ما بعده نعيم - 00:05:48ضَ

تأملوا في لما كان النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابة لما كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة معه في غزوة تبوك لما اسروا احد الروم اه وكان قد لبس حلة - 00:06:13ضَ

يعني نائمة اه قد نسجت بالذهب خيوط الذهب فتعجب منها الصحابة والعرب ما رأوا مثل هذا في حياتهم فلما آآ رأوها اخذوا يلمسونها يجدونها ناعمة وفيها الذهب متعجبين وقال النبي صلى الله عليه وسلم اتعجبون - 00:06:30ضَ

من هذا قال المناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذه للمناديل خير من هذه وايضا يقول الله تعالى اولئك لهم جنات عدن تجري من تحتيم الانهار يحلون فيها من اساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا - 00:06:57ضَ

ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق وكما قال الله تعالى عاليهم ثياب سندس حضر واستبرق نتأمل كيف جمع الله تعالى لاهل الجنة في ثيابهم بين جمال المنظر اه نعومة هذه الحلل - 00:07:21ضَ

وكما هو معلوم حتى هذا يقرره يعني اه من يعني يتكلم في الاذواق والالوان واثرها على النفوس يقولون اللون الاخضر هو اريح الالوان اشدها راحة على النفس البشرية يعني الخضرة لما يراها الانسان تبتهج نفسه وترتاح - 00:07:49ضَ

سبحان الله طبيعة فهكذا ثياب اهل الجنة لونها اخضر قال ويلبسون ثيابا خضرا قال من سندس واستبرق وسندس هو ما رق من الحرير والاستبرق ما غلظ من الحرير لكل انواع الحرير الرقيق والغليظ - 00:08:14ضَ

ايضا تقدم معنا لما تكلمنا عن اشجار الجنة وثمارها آآ قال في اه قال ابن عباس في نخل الجنة قال وسعفها كسوة لاهل الجنة منها مقطعاتهم وحللهم هذه الثياب تخرج من - 00:08:44ضَ

اشجار الجنة وايضا جاء حديث عند احمد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه تشقق عنها ثمر الجنة يعني تشقق عن الثياب ثمر الجنة. تخرج من ثمار الجنة كأن هذا نوع من أنواع الثمار يخرج ثيابا - 00:09:11ضَ

يعني عجايب وامور لا يعلمها الا الله جل وعلا قال وعن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله عز وجل بطائنها من استبرق قال اخبرتم بالبطائن فكيف بالظهائر هذا كما قال الله تعالى عن اهل الجنة وهذا يعني - 00:09:32ضَ

الاثر يتعلق بفرش الجنة قال متكئين على فرش بطائنها من استبرق بطائنها من استبرق وجنا الجنتين دان في الدنيا الانسان اذا اخذ وسادة يحشوها حشو المهم يكون يعني مريحا اذا استند عليه - 00:09:59ضَ

ولا يكون ثمينا او من حرير او وانما يكون قطن او صوف او كذا لكن تخيل قال بطائنها من استبرق او يعني البطانة يعني الان الثوب الذي تلبسه اهم شيء - 00:10:31ضَ

ان يكون ظاهره جميلا ناعما اما البطانة فربما يكون فيها خيوط ويكون فيها يعني شيء من الخشونة لكن اذا كانت البطائن بطائن الفرش من استبرق وهو الحرير الغليظ فكيف بالظهائر كما قال ابن مسعود رضي الله عنه - 00:10:49ضَ

وهذا يعني في الاية من باب التنبيه الادنى على الاعلى. يعني اذا كانت هذه البطائن فكيف بالظهائر وايضا الله تعالى ذكر فيها اه يعني ذكر في كتابه يعني شيئا من اه يعني فرش الجنة - 00:11:15ضَ

قال على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين على سرر اسرة موضونة موضوعنا يعني جاء في تفسيرها انها منسوجة بالذهب واللؤلؤ والياقوت هذا نسجها في غاية يعني الروعة والجمال ويقول الله تعالى متكئين على سرر مصفوفة - 00:11:35ضَ

على سرر مصفوفة مرتبة قال متكئين فيها على الارائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا والاريكة آآ هي السرير الذي عليه الحجلة والحاجة لا هي القبة التي تظرب على السرير من - 00:12:02ضَ

القماش مثل سرير العروس هذا معنى الارائك وهذا تكرر في القرآن كثيرا الارائك الاسرة في الحجاب جمع حجلة والحجلة كما عرفنا القبة من القماش التي تظرب على السرير وهذا يعني فيه يعني جمال ونعيم زائد - 00:12:26ضَ

وفيه خلوة يعني بين اه يعني اه الرجل وامرأته في الجنة يعني تكون الخلوة اشد تكون يعني يكون التنعم يعني اعظم وكذلك قال الله تعالى فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة - 00:12:53ضَ

سرر مرفوعة حتى جاء في بعض الاثار انه اذا اراد ان يجلس عليها تواضعت له وكذا نعيم الجنة لانه منقاد ومتذلل للمؤمنين قال فيها سرر مرفوعة واكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة - 00:13:14ضَ

ونمارق مصفوفة نمرق هي الوسادة وما تسمى نمرق الا اذا كانت يعني مزخرفة وجميلة ونمارق مصفوفة معد لاهل الجنة يجلسون يعني عليها ويستندون اليها ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة الزرابي جمع زربية وهي - 00:13:38ضَ

السجادة وزرابي مبثوثة يعني في كل مكان مفروشة اينما اراد ان يجلس ويرتاح يجلس عليها وهكذا يعني هذا ما يتعلق يعني هذا النعيم واليوم الناس في الدنيا اه يتنافسون في تجميل بيوتهم بالاثاث - 00:14:05ضَ

ربما يدفعون اموالا كثيرة بمجرد هذا الاثاث في البيت يهتمون به وبنظافته ويصرفون اموالهم واوقاتهم لاجل هذا الاثاث هذا كله فان لا بأس ان الانسان يتخذ له في بيته شيئا مريحا جميلا لكن لا يبالغ ويكون زاهدا في الدنيا - 00:14:31ضَ

لانه كلما زهد في الدنيا ولم يتعلق بنعيمها وصرف هذا المال الذي يعني بدل ان يكون في امور كمالية في الحياة صرفه فيما يقربه الى الله فهذا اكمل في نعيمه في الجنة - 00:15:03ضَ

ويوم يعرض الذين كفروا على النار اذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها هناك تجد يعني المتعة والجمال والروعة في كل يعني ما تراه في الجنة من اثاث وفراش وسائد اسرة وثياب وحلل - 00:15:24ضَ

نسأل الله تعالى ان يعلق قلوبنا بالدار الاخرة تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين هذا الذي يعني يجعل آآ النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة يزهدون في الدنيا ويهون عليهم كل ما في الدنيا - 00:15:47ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام على الحصير حتى يؤثر في جنبه وقال له بعض الصحابة ذات يوم يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء يعني جراشا لينا وقال تأمل. قال ما لي وللدنيا - 00:16:06ضَ

ما لي وللدنيا انما انا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم معتزلا نساءه في المشربة يعني غرفة صغيرة في الجدار ودخل عليه عمر رضي الله عنه. وكان صلى الله عليه وسلم نائما على الحصير - 00:16:24ضَ

واثر في جنبه ما كان معه الا يعني قبضة من شعير او كذا يعني شيء يسير جدا فلما رآه عمر بكى عمر رضي الله عنه وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا ابن الخطاب - 00:16:44ضَ

قالوا يا رسول الله هذا كسرى وقيصر يتقلبون في القصور والانهار وانت رسول الله صفوته من خلقه يعني وهذا حالك يؤثر الحصير في جنبك وقال له يا ابن الخطاب لاك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا - 00:17:03ضَ

وقال اما ترضى ان تكون لهم الدنيا ولنا الاخرة تذكر ان النعيم التام انما يحصله في الاخرة اما في الدنيا لا يغتر بزينتها ونعيمها ولذاتها في الوقت نفسه يعني ما يضر نفسه - 00:17:29ضَ

وانما يأخذ من الدنيا ما يستعين به على طاعة الله ما يقربه الى الله ما يكفيه هم دنياه ما يسود حاجته ثم يمضي الى الدار الاخرة ابو ذر رظي الله عنه - 00:17:52ضَ

لما زاره احد اصحابه ما رأى في البيت شيئا ما رأى اثاثا بيت خالي هكذا ما في اثاث تعجب يا ابا ذر اين متاعك قال ان لنا بيتا نتحول اليه - 00:18:13ضَ

طبعا هذي تورية ففطن صاحبه قال لكن يا ابا ذر لابد لك من متاع صحيح انت تتحول الى الجنة دار الاخرة لكن عل الأقل لابد لك من متاع في الدنيا - 00:18:31ضَ

وقال ابو ذر رضي الله عنه ان صاحب المنزل لا يترك ناسيه صاحب المنزل لا يدعون فيه. يعني في اي لحظة يمكن ان نغادر قلوب معلقة بالدار الاخرة لما زار عمر رضي الله عنه ابا عبيدة عمر ابن الجراح - 00:18:47ضَ

في الشام كان ابو عبيدة امير الجيش هناك فلما فتح المسلمون بيت المقدس في خلافة عمر ارسلوا الى عمر فجاء الى بيت المقدس استقبله ابو عبيدة ثم استقبله امراء الجند - 00:19:04ضَ

فقال له عمر قال لابي عبيدة دعنا نذهب الى بيتك الى ان يجتمع الناس وقال يا امير المؤمنين تريد ان تعصر عينك علي ماذا فلما دخل بيته وكان ابو عبيدة من امراء يعني بلاد الشام. امراء المسلمين هو امير المسلمين على بلاد الشام - 00:19:27ضَ

امير الجيش لما دخل بيته ما رأى متاعا في البيت الا شيئا يسيرا شربة ماء وربما اناء او كذا يعني بكى عمر رضي الله عنه وقال غيرتنا الدنيا ولم تغيرك يا ابا عبيدة - 00:19:52ضَ

يعني وهكذا كان الصحابة رضي الله عنهم كانوا من ازهد الناس في الدنيا لانهم عرفوا ان النعيم المقيم الحقيقي انما يكون في الجنة وكم ضاعت من اوقات وجهود واموال في زماننا هذا لو تفكر فيه الانسان - 00:20:20ضَ

قلها ترجع الى كماليات في الحياة يستطيع ان يستغني عنها لكن للاسف اصبحت هذه الكماليات كأنها ضروريات في حياة الناس لا يستغنون عنها تقول المرأة لزوجها هيا نذهب بعد العصر تشتري - 00:20:43ضَ

متاعا لبيتها واذا به اليوم كله يمر وترجع الى البيت مع زوجها ماذا اشتروا؟ امور فقط من باب الزينة للبيت جماليات البيت وهكذا لا اليوم هذا اه تعطل تعال نصلحه - 00:21:03ضَ

لا هذا لابد فيه من تنظيف وهذا لابد فيه من كذا وهكذا كم تبذل من اموال وجهود واوقات؟ صرف الانسان نفسه عن هذه الامور الفانية واقبل على الدار الاخرة. والله لوجد بركة وقتا في حياته - 00:21:26ضَ

اسأل الله تعالى ان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا ويصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر. اسأل الله تعالى ان يدخلنا الجنة. اللهم انا نسألك الجنة. اللهم انا نسألك - 00:21:46ضَ

الجنة اللهم انا نسألك الفردوس الاعلى من الجنة. والحمد لله رب العالمين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك - 00:22:08ضَ