باحث

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ايها اخوتي الاخوات اول اية من ايات خلق الله - 00:00:04ضَ

يذكرنا الله تعالى بها في كتابه الكريم تأمل في قول الله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا ثم قال والسماء بناء - 00:00:19ضَ

اذا بدأ بالارض الذي جعل لكم الارض فراشا. هذه الارض التي نعيش عليها هذه الارض هي من اقرب الايات الينا هذه الارض مظهر عظيم من مظاهر ملك الله وعظمته جل وعلا - 00:00:42ضَ

ولهذا كم ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم يقرنها بالسماوات ويذكر انها من ملكوته جل وعلا قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون يقول الله تعالى لله ملك السماوات والارض وما فيهن - 00:01:01ضَ

ويقول الله تعالى ولله ميراث السماوات والارض ولو نرجع الى اصلنا نحن خلقنا من هذه الارض كما قال ربنا جل وعلا منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى منها خلقناكم - 00:01:24ضَ

الانسان خلق من تراب ادم عليه الصلاة والسلام خلق من تراب الارض ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل خلق ادم من قبضة قبضها من جميع الارض - 00:01:45ضَ

فجاء بنو ادم على قدر الارض جاء منهم الاحمر والابيض والاسود وبين ذلك والسهل والحزن وبين ذلك والخبيث والطيب وبين ذلك واليوم في الاكتشافات العلمية آآ وجدوا ان جسم الانسان - 00:02:02ضَ

يتكون من الماء من الاكسجين من الكربون من الهيدروجين من النيتروجين من الكالسيوم من الحديد من الصوديوم من البوتاسيوم من المغنيسيوم وهكذا مواد كثيرة واذا بهذه المواد هي اه نفسها المواد التي تتكون منها الارض - 00:02:22ضَ

فسبحان الله منها خلقناكم ثم قال وفيها نعيدكم ندفن في الارض ولهذا يقول الله تعالى اه ثم اماته فاقبره اقبره في باطن الارض جعل له قبرا وهذا فيه كرامة للانسان - 00:02:44ضَ

عندما يوارى في الارض بخلاف الحيوانات هكذا تلقى جيفها فهذا من اه كرامة الله تعالى ولهذا يقول الله تعالى في هذه النعمة العظيمة الم نجعل الارض كفاتا احياء وامواتا. هذه اية عظيمة من ايات الله تعالى في الارض - 00:03:04ضَ

الم نجعل الارض كفاتا احياء وامواتا التفاتة يعني الارض تجمع وتضم الاحياء والاموات تضم الاحياء على ظهرها والاموات في باطنها سبحان الله تأمل الان كم يعيش من البشر على وجه الارض - 00:03:29ضَ

مليارات من البشر يعيشون على وجه الارض وما يزدحمون وكل يجد له مأوى ومسكن وآآ حياته آآ طيبة على الارض يجد غذاءه مصالح حياته في الارض وكم آآ دفن في باطنها من اموات - 00:03:53ضَ

من ادم عليه الصلاة والسلام الى ان يرث الله الارض ومن عليها. الى يوم القيامة كم يدفن فيها من البشر؟ سبحان الله هذه اية من ايات الله تعالى واذا وضع المؤمن في قبره - 00:04:17ضَ

ضمته الارض ضمة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن سعد ابن معاذ سعد بن معاذ من خيرة الصحابة رضي الله عنهم واجلائهم اهتز له عرش الرحمن ومع ذلك ضمته الارض - 00:04:35ضَ

هذا ليس من عذاب القبر الارض تضيق على الكافر حتى تختلف عليه اضلاعه كما اخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم لكن بالنسبة للمؤمن تضمه هذه الضمة كما قال بعض العلماء هي ضمة اشتياق - 00:04:55ضَ

لا ضمة عذاب سنشعر بان الارض كأنها امنا خرجنا منها ونرجع اليها واذا دفنا فيها تظمنا ظمة حنان واشتياق ولهذا جاء حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ايضا مما اه يستأنس به في هذا المعنى يقول صلى الله عليه وسلم تمسحوا بالارض - 00:05:19ضَ

فانها بكم برة تمسحوا بالارض يعني بالتيمم وقيل بالسجود عليها قال تمسحوا بالارض. والنبي صلى الله عليه وسلم قال وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا يتيمم المسلم بها قال فانها بكم برة - 00:05:45ضَ

تأمل فان بكم برة يعني كالوالدة المشفقة عليكم تبركم فيتيمم المسلم عليها ويصلي في اي مكان فيها عندما تنظر هكذا الى الارض تنظر من خلالها الى رحمة الله تعالى ولطفه بعباده - 00:06:07ضَ

تخيلوا الاخوة والاخوات لو كانت الارض عبارة عن اه جبال شامخة او صخور وعرة كيف سنعيش عليها؟ ولهذا من اكبر نعم الله تعالى علينا في هذه الارض. ومن اعظم اياته - 00:06:29ضَ

ان الله تعالى فرش لنا الارض الذي جعل لكم الارض فراشا. قال الله تعالى والارض فرشناها فنعم الماهدون وقال الله تعالى الم نجعل الارض مهادا والجبال اوتادا. نمشي عليها ونسافر - 00:06:46ضَ

نبني عليها ونسكن نحرث الارض ونزرع النبات ثم لو نتأمل في كلمة مهادا الم نجعل الارض مهادا؟ المهاد ما يمهد للصبي من فراش لينام عليه تأمل كيف الله تعالى جعل هذه الارض - 00:07:04ضَ

كالفراش اللين الذي ينام عليه الصبي هذا آآ يدلنا على عظيم رحمة الله تعالى بنا ولو نتعمق في هذه الكلمة ونتفكر في اه هذه الاية من ايات الله تعالى في الارض - 00:07:24ضَ

آآ نجد ان المهاد الذي يمهد للصبي يكون ناعما وهذا تراه في الارض تأمل كيف فرش الله تعالى هذه الارض بطبقة التراب التراب النائم تخيل لو كانت مفروشة بذهب او فضة او رخام او - 00:07:43ضَ

اه غير ذلك من المعادن او الصخور لن تكون مهادا مناسبا هذا التراب سبحان الله فيه النعومة ويجمع اه فوائد كثيرة يعني حتى لو فرشت بالحرير والقطن وغير ذلك لا يمكن ان تكون مهادا مناسبا - 00:08:04ضَ

سبحان الله هذا التراب يجمع بين النعومة وكذلك اه يجمع الى نعومته الراحة التي تشعر بها اذا مشيت على التراب او استلقيت على ارض رملية سبحان الله عندما تستلقي على ارض رملية ترابية او تمشي عليها تشعر براحة - 00:08:30ضَ

اه سبحان الله يقولون الفراغات التي في التراب تشكل خمسين بالمئة من حجمه فيقولون المشي عليها آآ اذا كنت تمشي على الارض حافي القدمين هذا ينشط مراكز حيوية في القدمين مما يؤدي الى تنشيط الدورة الدموية وعلاج المفاصل - 00:08:57ضَ

وكذلك آآ سبحان الله هذا التراب كما اكتشف علميا يعتبر افضل مادة معقمة موجودة في الطبيعة وهذا اول ما يعتنى به في مهاد الطفل. عندما تفرش الفراش لطفلك لابد ان يكون نظيفا معقما - 00:09:20ضَ

حتى لا تنتقل الامراض للطفل وهكذا الله تعالى جعل لنا هذه المادة على وجه الارض فرش بها الارض يعني هي مادة اه نظيفة تستخدم في التعقيم ولذلك تأمل اه كيف جعلت في الشرع - 00:09:46ضَ

اه مادة لتطهير الاناء من ولوغ الكلب والكلب في لعابه الجراثيم يغسل اه سبع مرات اولاهن بالتراب كما جاء في الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. فانظر في رحمة الله تعالى بنا - 00:10:08ضَ

في هذه الارض كيف انه فرشها لنا ومهدها لنا احسن تمهيد. حقا والارض فرشناها فنعم الماهدون ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين هذه الارض اية عظيمة. تأمل كيف تكون ميتة يابسة قاحلة فيحييها الله تعالى - 00:10:25ضَ

يقول الله تعالى وترى الارض هامدة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج ويقول الله تعالى واية لهم الارض الميتة احييناها واخرجنا منها حبا فمنه يأكلون وجعلنا في جنات من نخيل واعناب وفجرنا فيها من العيون - 00:10:49ضَ

يقول الله تعالى او لم يروا الى الارض كم انبتنا فيها من كل زوج كريم؟ ما قال اولو آآ اولم يروا الى النبات مثلا جعل الاية للارض ابتداء انظر الى هذه الارض كيف تكون قاحلة ميتة يابسة ثم ينزل عليها الماء - 00:11:13ضَ

فيحييها الله تعالى بالنبات الاخضر الحي فهذه اية عظيمة تدل على ان الله تعالى يبعث الموتى كما انه احيا الارض بعد موتها. ولهذا قال الله تعالى بعد ان ذكر هذه الاية قال ذلك بان الله هو الحق وانه يحيي الموتى وانه على - 00:11:36ضَ

كل شيء قدير سبحانه جل وعلا هذه الاية اه اية الارض آآ تخزن لنا الماء الذي هو حياتنا قال الله تعالى آآ انزل وانزلنا من السماء ماء بقدر فاسكناه في الارض - 00:11:56ضَ

وانا على ذهاب به لقادرون وقال تعالى الم ترى ان الله انزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الارض. كم في هذه الارض من المياه الجوفية والابار والينابيع حتى ربما حصلت نزاعات دولية - 00:12:16ضَ

بسبب هذه المياه الجوفية وكم في الارض في باطنها من مخلوقات وحيوانات وحشرات وهوام ونباتات وبذور سبحان الله لا يعلمها الا الله يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها. سبحان الله - 00:12:34ضَ

ويقول الله تعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها وقال جل وعلا وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها. ولا حبة في - 00:12:55ضَ

ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين وانت تنظر الى هذه المخلوقات تفكر في هذه الحشرات في هذه الهوام التي اه تعيش في باطن الارض مجتمع النمل اه عالم كامل يعيش في باطن الارض وهكذا اه كم من اه - 00:13:10ضَ

يعني الحيوانات مساكنها في باطن الارض لا يعلمها الا الله جل وعلا فهذا يزيدك يقينا بسعة علم الله سبحانه وتعالى وهذه الارض هي مخلوقة لله تطيع الله جل وعلا عندما خلقها الله تعالى - 00:13:30ضَ

اطاعته كما قال الله تعالى ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين وهي تسبح الله وتعظمه كما قال الله تعالى تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا - 00:13:49ضَ

تسبيحهم ولذلك هذه الارض تغضب على من اشرك عليها يقول الله تعالى تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا لماذا؟ ان دعوا للرحمن ولدا. وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا - 00:14:10ضَ

تكاد الارض ان تنشق بسبب ما يكون عليها من شرك لله جل وعلا ولذلك تأمل كيف ان هذه الارض ابتلعت قارون بامر الله عندما تكبر على ظهرها فخسفنا به وبداره الارض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين - 00:14:33ضَ

ولذلك اذا مشيت على الارض امشي عليها مشي تواضع كما يمشي عليها عباد الرحمة وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا. واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. ويقول الله تعالى ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض - 00:14:57ضَ

ولن تبلغ الجبال طولا اذا اه مشيت على الارض هذه الارض القوية فانت لست باقوى منها. انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا فتتواضع لله تعالى. كما تواضعت هذه المخلوقات لله جل وعلا - 00:15:16ضَ

ثم يوم القيامة تخرج ما في باطنها من اموات قال واذا الارض مدت والقت ما فيها وتخلت واذنت لربها وحقت والقت ما فيها من اموات وتخلت عنهم اذنت لربها وحقت. استمعت لله تعالى واطاعته وحق لها - 00:15:36ضَ

ان تنقاد له جل جلاله هذه الارض اذا فقدت المؤمن الذي كان يصلي على ظهرها يسبح الله ويتلو القرآن عليها اذا مات المؤمن نفتقده بل تبكي عليه وهذا يدلنا على ان الارض تحبنا - 00:16:00ضَ

لان البكاء على الميت ما يكون الا من حبيب مشفق محب ولهذا تأمل يقول الله تعالى في ال فرعون فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين فسئل ابن عباس وكذلك جاء عن مجاهد - 00:16:22ضَ

قيل له اتبكي الارض على المؤمن هذا مفهوم المخالفة للاية فقال وما للارض لا تبكي على عبد كان يعمرها بالسجود والركوع لله جل وعلا. ثم يوم القيامة تشهد لك او عليك - 00:16:41ضَ

بما فعلت عليها اذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالها. وقال الانسان ما لها يومئذ تحدث اخبارها تتكلم وتشهد على الناس تقول فلان كان يصلي على ظهري كان يمشي علي بطاعة له فلان كان يمشي - 00:16:56ضَ

بمعصية الله يومئذ تحدث اخبارها بان ربك اوحى لها. قال لها انطقي فنطقت وشهدت وهكذا هذه الارض تتغير يوم القيامة وتكون كالخبزة البيضاء الصافية ليس فيها عوج ليس فيها ارتفاع ومعلم لاحد - 00:17:17ضَ

كما قال الله تعالى ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها طاعا صفصفا. هذه الارض تكون قاعا واسعة صفصفا. لا ترى فيها عوجا ولا انت واخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يحشر المخلوقات على ارض بيضاء عثراء - 00:17:43ضَ

كقرصة نقي بيضاء عفراء قرصة النقي هكذا كالخبزة النقية وهكذا تسع كل المخلوقات يحاسب الله تعالى العباد عليها اه نسأل الله تعالى ان اه يوقظ قلوبنا لهذه الايات وان يجعلنا نعيش مع هذه الايات العظيمة آآ بقلوبنا - 00:18:05ضَ

وبصائرنا نسأل الله تعالى ان يزيدنا ايمانا ويقينا به جل وعلا ونحن نتفكر في خلق الله هذا خلق الله نسأل الله تعالى ان يعفو عنا ويغفر لنا ويرحمنا والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:18:37ضَ

- 00:18:57ضَ