التفريغ
وسبحان الله بسم الله الرحمن الرحيم يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة اما بعد فاوصيكم ونفسي ايها المسلمون بتقوى الله عز وجل. فمن اتقى الله كفاه - 00:00:00ضَ
ايها الاحبة ان يغار الانسان على شيء من ما له ان يسرق فهذا امر طبع وان يغضب المرء على ان يختلس شيء من ماله فهو غير مستغرب. الا ان الغريب حقا ان يستلب منا وبشكل يومي اشرف واعز واغلى من هذا كله - 00:00:32ضَ
ولا تتحرك فينا غيره. ولا الم ولا حزن على هذا الذي يذهب. الا من رحم الله ولو كان امرا دنيويا لهان استدراكه. ولكنه شيء يمس ركن ديننا ولا يمكن استدراكه الا بتوبة صادقة نصوح. والغريب ايضا في هذه السرقة - 00:01:02ضَ
الاختلاس ان الذي يمارسها معي ومعك هو عدونا الذي اخبر عن عداوته اللطيف الخبير منذ اغوى ابوينا منذ اغوى ابوينا واخرجهما من الجنة. ايها المؤمنون لو قيل لاحدنا انك تلتفت في صلاتك يمنة ويسرة لغضب ولظن ان هذا نوعا - 00:01:32ضَ
من الاستخفاف به او تنقيص قدره. وهو يعلم من نفسه انه اذا افتتح الصلاة وجه وجه ناحية القبلة. ولكن ماذا؟ ماذا عن ذلك السؤال الذي طرحه ابن القيم رحمه الله - 00:02:02ضَ
وفي هذا السياق حيث يقول هل انت تلتفت في صلاتك ام لا؟ فيقول رحمه الله ان التفات المنهي عنه في الصلاة قسمان. اما الاول فالتفات القلب عن الله تعالى الى غيره - 00:02:22ضَ
واما الثاني فهو التفات البصر. وكلاهما منهي عنه. ولا يزال الله عز وجل مقبلا على يا عبد ما دام مقبلا على صلاته فاذا التفت بقلبه او بصره اعرض الله تعالى عنه - 00:02:42ضَ
قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها لما سألته عن الالتفات في الصلاة قال هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد. وفي اثر يقول الله عز وجل - 00:03:02ضَ
الى خير مني الى خير مني. ومثل من يلتفت في صلاته ببصره او بقلبه. كمثل لرجل استدعاه السلطان. فاوقفه بين يديه. واقبل يناديه ويخاطبه وفي اثناء ذلك يلتفت عن السلطان يمينا وشمالا. وقد انصرف قلبه عن السلطان فلا يفهم - 00:03:22ضَ
ما يخاطبه به لان قلبه ليس حاضرا معه. فما ظن هذا الرجل ان يفعل به ذلك السلطان افليس اقل المراتب في حقه ان ينصرف من بين يديه ممقوتا مبعدا ساقطا من عينيه - 00:03:52ضَ
هذا المصلي لا يستوي والحاظر القلب. المقبل على الله تعالى في صلاته. الذي قد اشعر قلبه عظمة الرب العظيم الذي يقف بين يديه. فامتلأ قلبه هيبة له واجلال كان له ذلت عنقه له. وخشع بصره له. واستحيا من ربه. ان يقبل - 00:04:12ضَ
على غيره وهو واقف بين يديه او يلتفت عنه او يلتفت عنه وقد نصب قدميه بين يديه وبين صلاتيهما هذا الاخير والذي قبله. كما قال حسان بن عطية رحمه الله ان الرجلين - 00:04:42ضَ
ليكونان في الصلاة الواحدة وانما بينهما في الفضل كما بين السماء والارض. وذلك ان احدهما يقبل على الله عز وجل والاخر ساه غافل. فاذا اقبل العبد على مخلوق مثله وبينهما حجاب لم يكن اقبالا - 00:05:04ضَ
ولا تقريبا. فما الظن بالخالق جل وعلا؟ واذا اقبل على الله عز وجل وبينه وبينه حجاب الشهوات والوساوس والنفس مشغوفة بها. ملأى منها فكيف يكون ذلك اقبالا؟ وقد الهته وساوسه وافكاره. وذهبت به كل مذهب. والعبد واستمع لهذه يا عبد الله - 00:05:27ضَ
عبد اذا قام بين يدي ربه في الصلاة غار الشيطان منه. ذلك انه قد قدم في مقام هو اعظم مقام. واقربه واغيظه للشيطان واشده عليه. فالشيطان يحرص حينها ويجتهد الا يقيمه فيه. بل لا يزال به يعده. ويمنيه وينسيه - 00:05:57ضَ
ويجلب عليه بخيله ورجله حتى يهون عليه شأن صلاته. فيتهاون بها حتى يتركها فان عجز عن ذلك منه وعصاه العبد وقام في ذلك المقام اقبل عدو الله تعالى حتى يخطر بينه وبين نفسه. ويحول بينه وبين قلبه. فيذكره في الصلاة ما لم يذكره قبل دخوله فيها. حتى - 00:06:27ضَ
ربما كان قد نسي الشيء والحاجة وايس منها فيأتيه في الصلاة فيذكره اياها. ليشغل قلبه بها ويأخذه عن الله عز وجل. فيقوم في مقامه بلا قلب. فيقوم في مقامه بلا قلب - 00:06:57ضَ
فلا ينال من اقبال الله تعالى وكرامته وقربه. ما يناله المقبل على ربه عز وجل. الحاضر في صلاته فينصرف من صلاته مثلما دخل فيها والعياذ بالله. ينصرف مثلما دخل فيها بخطاياه وذنوبه واثقاله. لم تخف عنه بالصلاة. لان الصلاة المكفرة حق - 00:07:17ضَ
ليست هي التي يقام فيها الجسد فقط. بل ما اجتمع فيها جسد وقلب. وبقدر ما يجتمع يكون الحق بالذنوب والاوزار. قال ابن القيم ولا زال الكلام له فان الصلاة انما تكفره - 00:07:47ضَ
سيئات من ادى حقها. واكمل خشوعها ووقف بين يدي الله تعالى بقلبه وقال به. فهذا اذا انصرف منها وجد خفة من نفسه. واحس باثقال قد وضعت عنه. فوجد نشاطا وراحة - 00:08:07ضَ
حتى يتمنى اسمع هذه العلامة واعرضها على قلبك حتى يتمنى انه لم كن خرج منها لانها قرة عينه. ونعيم روحه وجنة قلبه ومستراحه في هذه الدنيا فلا يزال كانه في سجن وضيق حتى يدخل فيها مرة اخرى. فيستريح بها لا من - 00:08:27ضَ
منها فالمحبون يقولون نصلي فنستريح بصلاتنا. كما قال امامهم وقدوتهم ونبيهم صلى الله الله عليه وسلم يا بلال ارحنا بالصلاة. ولم يقل ارحنا منها. وقالت جعلت قرة عيني في الصلاة - 00:08:57ضَ
فمن جعلت قرة عينه في الصلاة فبالله كيف تقر عينه بدونها؟ وكيف يطيق الصبر عنها فصلاة هذا الحاضر بقلبه. الذي صارت الصلاة قرة عينه هي التي تصعد. هي التي تصعد - 00:09:17ضَ
وهي التي لها النور والبرهان. حتى يستقبل بها الرحمن عز وجل. فتقول حفظك الله كما حفظتني. واما صلاة المفرط المضيع لحقوقها. وحدودها وخشوعها. فانها تلف كما يلف الثوب الخلق ويضرب بها وجه صاحبها وتقول ضيعك الله كما ضيعتني. انتهى - 00:09:37ضَ
كلامه رحمه الله والسؤال الذي يعاد مرة اخرى ايها المصلون هل نحن نلتفت وفي صلاتنا والجواب كل منا اعلم بنفسه بل الانسان على نفسه بصيرة لكن لندرك انفسنا يا احبة فوالله الذي لا يحلف الا به ووالله الذي فرض هذه الصلوات خمسا - 00:10:07ضَ
في اليوم والليلة. والله اننا لمحرومون الا من رحم الله. من اعظم نعيم في الدنيا. الا وهو بالله عز وجل والتلذذ بمناجاته ولا طريق لا طريق الى نيل الى الى نيل ذلك - 00:10:37ضَ
الا من طريقين اصيلين. كبيرين ومنهما تتفرع بقية الطرق. احدهما الصلاة والاخر قراءة القرآن بتعقل وتفهم وتدبر قدر الامكان. فمن جمع الله له الاثنتين ان يقرأ القرآن وفي الصلاة بتدبر وعقل. فوالله والله والله لقد تعجل شيئا من نعيم - 00:10:57ضَ
الدنيا من نعيم الجنة قبل دخولها. نسأل الله عز وجل الا يحرمنا واياكم فضله. اللهم لا تحرمنا فضلك اللهم انا ندعوك بما دعاك به خليلك يا رحمن. رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي. ربنا وتقبل - 00:11:27ضَ
دعاء نفعني الله واياكم بما سمعنا وجعلنا واياكم ممن يقيم الصلاة ظاهرا وباطنا والحمد لله رب العالمين فان من الخطأ العظيم ايها الاخوة ان من الخطأ العظيم الذي نرتكبه ونحن في معترك الحياة - 00:11:47ضَ
الاحداث ومتابعة الاخبار واللهث وراء مصالحنا من الخطأ العظيم ان يعود هذا كله على صلاتنا بالضعف والقصور. اما في والتقصير ايضا. اما في اقامة خشوعها. او في اقامتها في وقتها - 00:12:07ضَ
او في غير ذلك من صور التقصير. ان الامة حينما تظن انها ستظفر بعون الله فهي في عمومها مفرطة في صلاتها فلقد ظنت بالله ظن السوء. استمعوا الى قول الله عز وجل - 00:12:27ضَ
مخاطبا بني اسرائيل وهو خطاب لنا بالتبع. ولقد اخذ الله ميثاق بني اسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا. وقال الله اني معكم. لكن ما هي شروط هذه المعية اني معكم اول شرط لان اقمتم الصلاة. لان اقمتم الصلاة واتيتم الزكاة - 00:12:47ضَ
وامنتم برسلي وعزرتموهم واقرضتم الله قرضا حسنا لاكفرن عنكم سيئاتكم ادخلنكم جنات تجري من تحتها الانهار. فمن كفر بعد ذلك فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل ومفهوم الاية ان الله عز وجل سيرفع معية التوفيق والنصر عن الامة التي - 00:13:17ضَ
تضيع صلاتها او تمنع حق الله تعالى في الاموال التي استخلفت عليها. او قصرت في نصرة انبيائه والاديان التي بعثوا بها. وواقع الامة اليوم في طول العالم الاسلامي وعرضه من هذه الجهة لا يبشر - 00:13:47ضَ
خير والله المستعان. من خان حي على الصلاة يخون حي على الفلاح. وختاما ختاما ايها ليدرك كل واحد منا نفسه قبل ان يفكر في مصير الامة. فانما الامة انا وانت - 00:14:07ضَ
الثاني والثالث لندرك انفسنا ولنراجع واقعنا مع هذه الصلاة العظيمة التي عظم الله شأنها بصور كثيرة لو لم يكن منها الا انها الركن الوحيد من بين الاركان العملية الاربعة الذي فرضه - 00:14:27ضَ
الله عز وجل على رسوله في اعلى مكان وصل اليه صلى الله عليه وسلم في السماوات السبع وفرضت اول فرضت لحب الله لها فرضت خمسين صلاة في اليوم والليلة ثم خففت وخففت حتى ال امرها الى ما - 00:14:47ضَ
ليمون ايها الاخوة ان مما يعين على القيام بحق هذه الصلاة امور كثيرة اشير الى بعضها على الانسان ان يقرأ في هذه الفضائل التي ذكرها الله وذكرها رسوله صلى الله عليه وسلم عن هذه - 00:15:07ضَ
الصلاة يقرأ عن فضلها. يقرأ عن منزلتها. يقرأ عن عظيم قدرها في دين الله عز وجل. يقرأ عن واقع النبي صلى الله عليه عليه وسلم وعن واقع الصحابة والصالحين من هذه الامة كيف كانوا يعظمون الصلاة فلما عظموها عظموا - 00:15:27ضَ
وبقية الشريعة. ولما عظموا الشريعة قذف الله في قلوب اعدائهم الهيبة منهم. فان من لم يعرف قيمة الشيء لم يقدره قدره. كذلك مما يعين على هذا القراءة في سير الصالحين الذين نقلت اخبارهم - 00:15:47ضَ
في امر عنايتهم بالصلاة فان الانسان اذا قرأها احتقر ما يقوم به واستقل ما يقع منه من اهتمام فانه حينما يقرأها يكاد يردد قول الاول لتعرظن بذكرنا مع ذكرهم ليس الصحيح - 00:16:07ضَ
اذا مشى كالمقعد. اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. يا من عظمت هذه الصلاة. اللهم يا يا قيوم املأ قلوبنا من تعظيمها. واجعلنا ممن يقيمها حق اقامتها. اللهم اجعلنا ممن يقيمها حق اقامتها - 00:16:27ضَ
اللهم اجعلنا ممن يقيمها حق اقامتها. اللهم يا حي يا قيوم اجعلها في قلوبنا احب الينا من اموالنا واجعلها احب الينا من اهلينا واولادنا. اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام - 00:16:47ضَ
اللهم لا تسلمنا حبها. اللهم لا تسلبنا حبها ولا تعظيمها. بسبب ذنوبنا يا رب العالمين - 00:17:07ضَ