فتاوى قناة التليجرام

هل الله عز وجل يُقدّر للإنسان الشر وكيف يكون خيراً له ؟

وليد السعيدان

يقول السائل احسن الله اليكم هل الله عز وجل يقدر للانسان الشر؟ وكيف يكون خيرا له الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر في قواعد اهل السنة والجماعة في باب القدر ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. وان كل - 00:00:01ضَ

شيء بقضاء الله عز وجل. وان الواجب على المؤمن ان يؤمن بالقدر خيره وشره. فالله عز وجل هو الذي يقدر الاشياء من خير وشر. ولكن وصف هذه الاشياء التقديرية بانها شر انما هو باعتبار المقدور اي فعل العبد - 00:00:20ضَ

لا باعتبار القدر الذي هو فعل الله عز وجل لان المتقرر في القواعد ان الشر لا يجوز نسبته الى الله عز وجل لقول النبي صلى الله عليه وسلم والشر ليس اليك - 00:00:40ضَ

فجميع ما يصيبنا في هذه الدنيا من صحة ومرض وغنا وفقر. وسلامة وحوادث وعطب وموت وحياة والم وحزن او وجود وفرح وسرور. كل ذلك بقدر الله عز وجل لقول الله عز - 00:00:54ضَ

وجل ان كل شيء خلقناه بقدر. ولقول الله عز وجل وكان امر الله قدرا مقدورا وتقرروا في القواعد عند اهل السنة والجماعة ان ايمان العبد موقوف على ان يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وان ما - 00:01:14ضَ

اخطأه لم يكن ليصيبه وان كل شيء بامر الله عز وجل وقضائه. ولكن اذا قلنا بان بعض مقدار شر فان وصفها بالشر انما يكون كما ذكرت لكم باعتبار المقدور الذي هو فعل العبد لا باعتبار - 00:01:34ضَ

القضاء والقدر الذي هو فعل الله تبارك وتعالى. واعلم رحمك الله تعالى ان المتقرر في القواعد ان الله هو الحكيم اسما وذو الحكمة المتناهية صفة وان الله لا يفعل شيئا الا لحكمة ومصلحة بالغة - 00:01:54ضَ

مهاما علمها وجهلها من جهلها. فافعال الله عز وجل انما تكون لحكمة ومصلحة. كما قرر ذلك اهل السنة والجماعة فهذا الشر الذي يصيبنا انما هو شر باعتبار عقلنا وباعتبار نظرنا وباعتبار - 00:02:14ضَ

علمنا وباعتبار مدركاتنا ولكنه خير باعتبار علم الله عز وجل. لقول النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره له كله خير ان اصابته سراء فشكر كان خيرا له وان اصابته - 00:02:34ضَ

ضراء فصبر كان خيرا له. والمتقرر في القواعد ان المصائب والامراض كفارات. لقول النبي صلى الله عليه وسلم ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا اذى ولا غم حتى الشوكة - 00:02:54ضَ

تشاكها الا كفر الله بها من ذنوبه وخطاياه. فالامراض والمصائب وان كانت سرا باعتبار علمنا ومدركاتنا في الظاهر الا انها تخفي وراءها بفضل الله عز وجل من الاجور ورفعة الدرجات وعظيم الخيرات في الاخرة ما الله به عليم - 00:03:14ضَ

وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم يود اهل العافية في الدنيا لو ان جلودهم قرضت بالمقاريض لما يرونه من عظيم جزاء اهل البلاء. وفي بمحمد بن خالد السلمي عن ابيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا سبقت - 00:03:34ضَ

المنزلة من الله لم يبلغها بعمله. ابتلاه الله عز وجل في جسده او في ماله او في ولده ثم يصبره ذلك البلاء حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لما لعنت الحمى بين يديه - 00:04:04ضَ

قال لا تسبي الحمى فانها تذهب خطايا بني ادم كما يذهب كما تذهب النار خبث او كما قال صلى الله عليه وسلم. وفي الصحيحين من حديث انس يقول النبي صلى الله عليه وسلم الطاعون. شهادة لكل - 00:04:24ضَ

مسلم فتلك الامراض والمصائب التي يقدرها الله على العباد وان كانوا يرونها في ظاهر الامر شرا. الا ان الله قيل لهم فيها من الاجور وعظيم التكفير ما سيسرون به يوم القيامة اذا رأوا اثارهم - 00:04:44ضَ

وانما الواجب على الانسان اذا اصابه شيء من ذلك ان يصبر وان يحتسب والا يتسخط على قضاء الله وقدره ولله في تقدير الحكمة البالغة والمصلحة المتناهية والله اعلم - 00:05:04ضَ