تعليقات وردود وبيانات

هل انتصرت غَزَّة ؟! | فضيلة الشيخ د. محمد حسان

محمد حسان

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد فيا ايها الاحبة هل انتصرت غزة سؤال تأنيت قبل الجواب عنه حتى تنجلي بعض الغيوم - 00:00:00ضَ

وقد انقسم الناس في الجواب عنه الى فريقين الاول يقول اين النصر بعد كل هذه الدماء التي سفكت والمباني والمدارس والمستشفيات التي هدمت فوق رؤوس من فيها ويرد الفريق الثاني ويقول - 00:00:20ضَ

وهل وجد عبر التاريخ نصر بلا تضحيات وهل هناك دولة او امة لم تبذل الارواح والنفوس والاموال لتحقيق النصر ونيل كرامتها وحريتها وتحرير فما الذي قدمتهم مصر والعراق وسوريا وليبيا والجزائر وتونس والمغرب والاردن والسودان واليمن والكويت - 00:00:39ضَ

البحرين وقطر والامارات وسلطنة عمان وجيبوتي والصومال وغيرها من دول العالم لنيل استقلالها. وحريتها وكرامتها. فلماذا ننكر على ابناء الشعب الفلسطيني ان يضحوا من اجل الاقصى والمقدسات والارض ودفاعا عن دينهم وانفسهم واهليهم واولادهم - 00:01:05ضَ

واخراج المحتل من ارضهم بكل ما استطاع من امكانيات متاحة بين ايديهم فهم يدفعون عن انفسهم العدوان والاحتلال الذي استمر لاكثر من سبعين عاما وفي الحديث الصحيح الذي رواه احمد وابو داوود والنسائي وغيره من حديث انس - 00:01:30ضَ

انه صلى الله عليه وسلم قال جاهدوا المشركين باموالكم وانفسكم والسنتكم. بل الواجب على المسلمين ان ينصروا هؤلاء المستضعفين المظلومين المقهورين. لقوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري وغيره من حديث انس انصر اخاك ظالما او مظلوما - 00:01:49ضَ

فقال رجل يا رسول الله انصره اذا كان مظلوما افرأيت ان كان ظالما كيف انصره؟ قال تمنعهم من الظلم. فذلك نصره اما من قتلوا ونسأل الله جل وعلا ان يتقبلهم عنده الشهداء. فهم مصطفون - 00:02:12ضَ

مختارون الشهداء مختارون والشهادة لا تمنح لاي احد. بل يكرم الله جل وعلا بها من يشاء من اوليائه واصفيائه. قال تعالى يعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء وكفاهم شرفا وفخرا انهم احياء عند ربهم يرزقون. قال تعالى - 00:02:31ضَ

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا. بل احياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما اتاهم الله من فضل ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون. يستبشرون بنعمة من الله وفضل - 00:02:54ضَ

وان الله لا يضيع اجر المؤمنين. وفي صحيح مسلم انهم سألوا عبدالله بن مسعود عن هذه الاية. ولا تحسبن الذين قتلوا عند ربهم يرزقون. فقال اما انا قد سألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال ارواحهم - 00:03:14ضَ

في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي الى تلك القناديل فاطلع اليهم ربهم اطلاعه. فقال هل تشتهون شيئا وقالوا اي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا. ففعل ذلك بهم ثلاث مرات. فلما رأوا انهم لن يتركوا من ان يسألوا - 00:03:34ضَ

يا رب نريد ان ترد ارواحنا الى اجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة اخرى. فلما رأى ان ليس لهم حاجة تركوا اما ان كان النصر بمفهومه العسكري لم يتحقق بالحصن - 00:04:00ضَ

نظرا لهذا التفاوت الرهيب بين القوتين من الناحية العسكرية فان اهل غزة قد انتصروا بصمودهم على ارضهم في وطنهم وانتصروا في اجبار الاحتلال على الجلوس على طاولة المفاوضات وانتصروا في معركة الوعي. فمع هذه الابادة الشاملة والتدمير الكلي من مختلف صوره واشكاله. والتجويع الممنهج والحرمان - 00:04:18ضَ

حتى من الماء والدواء بقي هذا الشعب الابي رافضا تسليم ارضه. مستعدا للعيش بين ركام بيوته حرا كريما ان يستسلم او يخون والى اخر يوم بل والى الان وهم صامدون يقاومون بالحد الادنى من الوسائل التي يملكونها ويواجهون الاحتلال - 00:04:47ضَ

بملاحم بطولية قل مثيلها عبر التاريخ انتصروا بما قدموه للعالم كله. من دروس في التضحية والثبات والارادة التي لا تنكسر. انتصروا باخفاء عشرات الاسرى الاسرائيليين لخمسة عشر شهرا دون ان يعرفوا مصيرهم رغم الاستعانة باحدث طائرات التجسس - 00:05:07ضَ

على مدار الساعة في رصد تحركاتهم ومعرفة اماكن تواجدهم. انتصروا حين اكدوا ان الدفاع عن الاقصى وعن الارض والعرض شرف وان المقاومة باقية بل وتتسع وتزداد على عكس ما كان يريد الاحتلال. وفي نهاية الامر اذا كانت تعريف النصر بانه - 00:05:32ضَ

نزع ارادة القتال من الخصم فقد انتهت هذه الحرب ونحن نعلم يقينا من الذي انتزع ارادة القتال ممن؟ ومن الذي يقدم استقالتهم للمسئولين ومن الذي ينتظر المحاكمة؟ واذا كان معيار النصر بتقييم استراتيجية العدو امام استراتيجية المقاومة - 00:05:52ضَ

المرابطين والصامدين والصابرين. فقد بنى العدو استراتيجيته على النصر على التحقيق الفناء والابادة لهؤلاء المقاومين بل ولاصحاب الارض وتهجيرهم من وطنهم ولن نحقق من ذلك شيئا بينما بنى المقاومون والمرابطون والصابرون والصامدون استراتيجية النصر على البقاء - 00:06:12ضَ

بقاء المقاومين وصمود الناس على ارضهم وعلى ترابهم وفي وطنهم. وقد حققوا ذلك بفضل الله جل وعلا. انتصروا لان الاحتلال قد هزم اخلاقيا وسياسيا ومعنويا ونفسيا بل واستراتيجيا فلم تعد دولته واحة الديموقراطية - 00:06:39ضَ

في الشرق الاوسط كما كانوا يروجون لذلك. وذلك بعد استخدام كل اساليب الوحشية غير الاخلاقية في قتل الاطفال وتدمير البيوت والمدارس والمستشفيات وتجويع المدنيين الابرياء. وبعد ان كانت دولة الاحتلال مهيمنة على الضمير الشعبي - 00:06:58ضَ

مستحوذة على الرأي العام العالمي اسطح الوقوف معها وبجانبها امر يكلف السياسيين الكثير ويحط من صورتهم ومكانتهم امام الرأي العام في بلدانهم بل واصبحوا صيحات الاستهجان والتنديد من الشباب الغربي ضد السياسيين الداعمين لدولة الاحتلال صارت تلاحقهم في تنقلاتهم - 00:07:18ضَ

مراتب صحفية والانتخابية وتؤرقهم في كل مكان. نعم انتصروا لان الاقرار بهزيمة الاحتلال تكرر وتردد حتى على السنة العديد من السياسيين والمفكرين والكتاب الاسرائيليين. ومنهم وزير العدل اسرائيل السابق رامون - 00:07:41ضَ

الذي قال كما نشرت ذلك صحيفة عريف قال ان الحرب التي تشنها الحكومة على قطاع غزة انتهت بهزيمة استراتيجية لاسرائيل. وردا على سؤال بشأن ما اذا كانت الحرب وقد انتهت قال رامون لسوء الحظ نعم قد انتهت. للاسف هناك انتصار تكتيكي ولكن هناك هزيمة استراتيجية - 00:08:05ضَ

ان تحقق الحكومة ايا من الاهداف التي حددتها في هذه الحرب. هذا كلامهم هم. نعم انتصروا على الاحتلال في تعاملهم الانساني والراقي مع الاسرى الذين تم اطلاق سراحهم اذ لا قيمة ولا وزن في نظر الاسلام للانتصار العسكري او السياسي او الاقتصادي - 00:08:30ضَ

ما لم يقم هذا كله على اساس من المنهج الرباني الاخلاقي الايماني في الانتصار على النفس والغلبة على الهوى والفوز على الشهوة الحق الذي اراده ربنا جل وعلا في حياة الخلق ليكون كل نصر لله. ولدين الله والمؤمن يدرك ان النصر - 00:08:50ضَ

اي نعمة من نعم الله انما هو من عند الله تعالى. فالله هو صاحب الفضل ولي العطاء. ومن ثم يسعى المؤمن دوما الى الاستعانة بربه جل وعلا والى الركون الى جنبه وعدم الاغترار بالقوة المادية والعسكرية مهما بلغت. بل ولا العددية - 00:09:10ضَ

مهما كثرت بل يدرك ان هذا لا يغني عنه شيء ان حرم التوفيق من الله جل وعلا. وان زينت له نفسه ما بيدي من قوة. قال تعالى وما جعله الله الا - 00:09:29ضَ

بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به. وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم. قال تعالى ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان فمن ذا الذي ينصركم من بعده؟ وعلى الله فليتوكل المؤمنون. وقال تعالى قل من ذا الذي يعصمكم من الله ان اراد بكم سوءا او - 00:09:40ضَ

واراد بكم رحمة ولا يجدون له من دون الله وليا ولا نصيرا. وبمفهوم النصر والهزيمة يجب ان نعلم يقينا ان الايام دول وان الدنيا لا تستقيم لاحد على حال. بل لابد فيها من النصر تارة ومن الهزيمة اخرى. وانما - 00:10:00ضَ

ذلك سنة كونية من سنن الله تبارك وتعالى التي لا تتبدل ولا تتغير. قال تعالى وتلك الايام نداولها بين الناس. وليعلم الله الذي امنوا ويتخذوا منكم شهداء والله لا يحب الظالمين. هذه المداولة بين الحق والباطل تعطي الامل لاصحاب الحق في ان يستعيدوا حقهم - 00:10:19ضَ

وعافيتهم اذا كانت عليهم الغلبة كما تدفعهم الى الحذر واليقظة التامة اذا كانت لهم الغلبة فان العدو لا ينام بل يتحين كل الفرص التي اراها مناسبة للنيل من اولئك المقهورين المظلومين. واذا كان ربنا جل وعلا قد حذرنا من - 00:10:41ضَ

طفلتي اثناء المعركة فان الحذر من ذلك قبل المعركة وبعد المعركة اوجب واكد قال تعالى ود الذين كفروا لو تغفلون عن اسلحتكم وامتعتكم ثاميلون عليكم ميلة واحدة. فالحذر الحذر. والثبات الثبات - 00:11:01ضَ

الامور تجري بمقادير الله فلا حياة بلا الم لا حياة بلا امل ولا نصر بلا تضحيات ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع. ونقص من الاموال والانفس والثمرات. وبشر الصابرين. فلا تيأسوا عند الصعاب والالام - 00:11:21ضَ

ولا تستسلموا للهم والاوهام واعلموا ان الليل يعقبه نهار. وان النور سيشرق بعد الظلام. وسيأتي النصر بعد الجراح والالام. فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة بلية تتقلب بين اليسر والعسر والسرور والحزن والغنى والفقر والعز والذل والامل والالم والبسمة والدمعة والعافية - 00:11:40ضَ

والبلاء والنصر والهزيمة. فمن اعسر شهرا فقد ايسر دهرا ومن اصابته الشدة اياما فقد لابسته النعمة اعواما. قال سبحانه كل يوم هو في شأن يفرج كربا ويكشف هما ويغني فقيرا وينصر مظلوما ويقهر ظالما ويفك عانيا - 00:12:03ضَ

يجيب داعيا ويعطي سائلا ويشفي مريضا. والمؤمن الواثق بربه جل وعلا لا يعرف اليأس والقنوط. ولا يتأثر بالمرجفين بل يصنع التفاؤل والامل بصدق التوكل وحسن العمل. فالله جل وعلا فرجه قريب في لمحة البصر. وغوث - 00:12:23ضَ

سريع في لفتة النظر ما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال الى حال. فالثقة بالله ازكى امل والتوكل عليه اوفى عمل. لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا. ولا تظنن بربك ظن سوء فان الله - 00:12:43ضَ

اولى بالجميل فقد تخرج المنح من طيات المحن ويخرج الخير من باطن الشر. وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون. قد ينعم الله بالبلوى وان عظمت ويبتلي الله - 00:13:03ضَ

بعض القوم بالنعم نسأل الله جل وعلا ان يديم نصره وستره وبركته وفضله على اهلنا المظلومين المستضعفين في غزة وفلسطين وان يحفظ المسلمين في كل مكان. وان يجعل بلدنا مصر واحة للايمان والا يحرمها نعمة الامن - 00:13:23ضَ

والامان وان يقر اعيننا جميعا بنصرة الاسلام وعز المسلمين انه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:13:43ضَ