التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين. واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين وصلى علينا يا رب معهم بمنك وكرمك ورحمتك - 00:00:00ضَ
وانت ارحم الراحمين وبعد حياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة بتوفيق الله ومدده على موعد مع اللقاء الثمانين بعد المئتين من لقاءات التفسير ومع اللقاء الخامس والثلاثين من لقاءات تفسيرنا لسورة ال عمران - 00:00:21ضَ
وكنا بحول الرحيم الرحمن قد انتهينا في اللقاء الماضي من تفسير قول الحق جل وعلا وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم؟ - 00:00:44ضَ
ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ثم يقول ربنا جل وعلا في الاية الخامسة والاربعين بعد المئة من ايات السورة الكريمة وما كان لنفس ان تموت الا باذن الله كتابا مؤجلا - 00:01:02ضَ
ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الاخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين الاية الكريمة العظيمة تحث المؤمنين على الجهاد في سبيل الله وعلى الصبر والثبات عند لقاء العدو - 00:01:27ضَ
فالحذر لا ينفع والجبن لا يدفع والثبات والصبر لا يقطع الحياة فلكل انسان اجله المحتم المحدد فاذا جاء الاجل الذي قدره واهب الحياة سبحانه في الوقت الذي يعلمه وقدره سبحانه - 00:01:53ضَ
اذا جاء الاجل لا يتقدم ولا يتأخر وما كان لنفس ان تموت الا باذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الاخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين - 00:02:22ضَ
الذين شهدوا يوم احد كانوا فريقين بشهادة الله جل وعلا وحكمه منهم بنص القرآن من اراد الدنيا ولا حول ولا قوة الا بالله. العبد عبد والرب رب منهم من اراد الدنيا - 00:02:45ضَ
من الصحابة رضوان الله عليهم وهم اشرف الخلق بعد الرسل والانبياء ولقد انقسموا الى فريقين في احد بشهادة رب العالمين منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة فمن يرد بعمله - 00:03:08ضَ
وجهاده ثواب الدنيا يريد الغنيمة يريد الذكر عند الخلق يريد الثناء يريد المكانة والمحمدة من اراد ذلك من امور الدنيا يؤتيه الله منها ومن اراد بعمله وجهاده في سبيل الله - 00:03:33ضَ
وجه الله جل وعلا ونصرة دينه وثواب الاخرة سيؤتيه الله عز وجل جزاء عمله كذلك ولاحظ ان الاية الجليلة فيها تعريض باولئك الذين خالفوا الامر النبوي الصريح الواضح للرماة على جبل الرماة - 00:04:04ضَ
فتركوا اماكنهم بعدما الزمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم مفارقتها لاي سبب من الاسباب. قال ان رأيتمونا ن فلا تشركون لا تشاركون جمع الغنيمة وان رأيتمونا نهزم فلا تنصرونا - 00:04:29ضَ
الاية فيها تعريض منكم من يريد الدنيا اي منكم من خالف الامر النبوي الصريح الواضح وانشغلوا بالغنائم وتحركت قلوبهم للغنيمة وتركوا مواقعهم التي شدد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم - 00:04:52ضَ
الا يفارقوها الا بامر منه حتى وان انهزموا حتى وان قتلوا حتى وان انتصروا وفي الاية كذلك منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة مدح لاولئك الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:05:15ضَ
بل وجعلوا من دمائهم واجسادهم عباءة دثروا بها حبيبهم صلى الله عليه وسلم وصدوا عنه رماح وسهام وسيوف المشركين كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم اصلها مذموما مدحورا - 00:05:43ضَ
ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن. فاولئك كان سعيهم مشكورا. كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا. انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض - 00:06:12ضَ
وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة ثم قال جل وعلا في ختام الاية الكريمة سنجزي الشاكرين اي ساجز الله الشاكرين جزاء لا يعلم حده ومقداره الا الله - 00:06:31ضَ
الحسنة بعشر امثالها بل الى سبعمائة ضعف بل الى اضعاف كثيرة لكنه سبحانه وتعالى قد ابهم الجزاء في هذه الاية لتعظيم شأن الجزاء وبيان فضله وبيان انه لا يعلم حده وقدره - 00:06:59ضَ
الا الله وبعد هاتين الايتين الكريمتين وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل ثم هذه الاية يضرب الله جل وعلا مثلا رائعا جليلا عظيما للمؤمنين بمن سبقهم من اهل الايمان والثبات والصبر - 00:07:24ضَ
باولئك الذين صدقوا مع ربهم وصدقوا في ايمانهم وقاتلوا وثبتوا مع رسل الله ومع انبيائهم لم يفزعوا ولم يجبنوا ولم يجزعوا بل صبروا وثبتوا وتأدبوا مع الله سبحانه فكانوا نعم القدوة - 00:07:55ضَ
ونعم المثل الذي يقدمه الله جل وعلا للمؤمنين من اصحاب سيد النبيين ويقول جل جلاله وكاين من نبي قاتل معه ربيون كثير كما وهنوا لما اصابهم ما ضعفوا وما استكانوا - 00:08:19ضَ
والله يحب الصابرين. الله ما اجملها وارقها ورب الكعبة من اية وكأي من نبي قاتل معه كثير كما وهنوا لما اصابهم فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله ما ضعفوا - 00:08:43ضَ
وما استكانوا والله يحب الصابرين. الارقام مية ستة واربعين وكأين من نبي اي وكم من نبي كما قال الخليل ابن احمد وسيباويه اي وكم من نبي اي استفهامية وكأي من نبي اي - 00:09:07ضَ
استفهامية وكاف التشبيه بمعنى كم التكفيرية يعني ما اكثر هؤلاء لكنها كناية عن عدد مبهم وكأي من نبي تمييز لها يعني ايه ربيون وكاين من الليبيون قاتل معهم ربيون. يعني ايه ربيون الربيون - 00:09:35ضَ
الجماعات الكثيرة كما قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي وغيرهم. الربيون الجماعات الكثيرة يعني كم من نبي قاتل معه جمع كبير وكثير من الخلق من الصادقين الصابرين الذين ثبتوا وما ضعفوا وما استكانوا - 00:10:05ضَ
وما تزلزلوا ولا تزعزعوا ولا فروا ولا تخلوا عن اماكنهم بل ثبتوا مع انبيائهم للجهاد في سبيل الله وقال ابن زيد الربيون الاتباع جميل معنى جميل اخر وكاين من نبي قاتل معه ربيون اي اتباعه - 00:10:30ضَ
فما من نبي الا وله اتباعه الا وله انصاره باستثناء من قدر الله جل وعلا ان يبعثه في قوم ولم يؤمن به واحد منهم ياه معقول! نبي مرسل من عند الله - 00:10:53ضَ
مؤيد بوحي الله ومع ذلك لا يؤمن به فرد واحد في قومه او في امته التي بعث فيها هكذا قال الصادق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم - 00:11:15ضَ
الرديبيون بمعنى الاتباع وقال الحسن بمعنى ثالث من ارق المعاني ايضا قال الربيون هم العلماء الصبار دائم الصبر وشديد الصبر وقال الخليل ابن احمد الربي الواحد من العباد الذين صبروا - 00:11:37ضَ
مع الانبياء وهم الربانيون. الله وهم الربانيون الربيون هم الربانيون الذين نسبوا الى التأله والتعبد ومعرفة حق الله جل وعلا والمعنى كم من نبي قاتل معه كثير من اتباعه المؤمنين الربانيين العباد - 00:12:14ضَ
الذين يعتقدون ان الانبياء هداه وقادة ومعلمون ومرسلون من قبل رب العالمين ليبلغوا الخلق عن الحق بحق وليسوا بمخلدين ما بعثه الله وارسلهم يخلد في هذه الحياة كلا وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد - 00:12:47ضَ
فان مت فهم الخالدون وكم من نبي قاتل معه كثير النبي عليه الصلاة والسلام يقول ما من نبي بعثه الله في امة قبلي الا وكان له من امته حواريون واصحاب - 00:13:15ضَ
الى اخر الحديث الجميل الرائع في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه اما الحديث الاخر الذي يبين فيه سيدنا رسول الله ان الله قد يبعث نبيا ولم يؤمن به احد من قومه - 00:13:38ضَ
هو حديث في الصحيحين من حديث ابن عباس قال صلى الله عليه وسلم عرضت علي الامم فرأيت النبي معه الرهط عدد اقل من عشرة ورأيت النبي ومعه الرجل والرجلان ورأيت النبي وليس معه احد - 00:13:56ضَ
الله انت متخيل متخيل ان يرسل الله نبيا نبيا يوحي الله اليه ويتحرك للدعوة فلا يؤمن به واحد من قومه حتى لا تقنطوا ايها الدعاة حتى لا تيأسي يا امة الدعوة والبلاغ - 00:14:19ضَ
ان اعرض كثير من الخلق الان في عصرنا عصر الفتن عن الله جل علاه وعن الدعوة وكثرة المعاصي وانتشرت الفتن وتجرأ الخلق على الحق وتعدى كثير من الناس حدود الله - 00:14:46ضَ
وانتهكوا محارم الله جل علاه وظن الخلق الا من رحم الخالق انهم اصبحوا قادرين على ان يعيشوا بدون اله ولا حول ولا قوة الا بالله فيبعث نبي مش داعي الى الله؟ لأ نبي - 00:15:05ضَ
وليس معه احد لا يؤمن به احد من قومه ليبعث معه يوم القيامة الى الجنة. بل يدخل هذا النبي الجنة وحده وقومه الذين كفروا بالله ثم كفروا به وكذبوه الى النار - 00:15:29ضَ
يبقى اذا وكم من نبي قاتل معه ربيون اي خلق كثير من اتباعه واعوانه وانصاره من اولئك العلماء الصبة الزهاد العباد الاتقياء الانقياء. الذين يعرفون الغاية من الجهاد. الذين حققوا الايمان بالله جل وعلا - 00:15:48ضَ
وحققوا الايمان بهذا النبي الذي يقاتلون معه لا يريدون مغنما ولا ذكرا ولا دنيا. وانما يريدون وجه الله ويحرصون على مرضات الله جل وعلا وكم من نبي قاتل معه ربيون كثير - 00:16:10ضَ
فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله. الله الله الله. وما ضعفوا وما استكانوا ما ضعف عن الجهاد في سبيل الله مع انبيائهم؟ ولا استكانوا الوهن والانكسار انكسار الجسد الخوف - 00:16:29ضَ
بالضعف بالمرض فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا ضعف معروف نقصان القوة نقصان القوة وما استكانوا الاستكانة هي الذلة ويظهر الضعف والخضوع والخور فهؤلاء الربيون الربانيون الصابرون الصادقون - 00:16:50ضَ
ما ضعفوا ولا جبن ان زيادي في سبيل الله وما فزعوا لما اصابهم ونالهم في سبيل الله من الم الجروح والقروح بل وما ادبروا وما ارتدوا عن دينهم ولا عن نصرة نبيهم الذي يقاتلون معه - 00:17:20ضَ
وما وهنوا وما ضعفوا بل ثبتوا وصبروا والله يحب الصابرين فمن صبر على دين الله يعني على طاعة الله وعن معصية الله وعلى امتثال امر الله وعلى اجتناب نهي الله - 00:17:46ضَ
وعلى الوقوف عند حدود الله ومع الرسول الذي يقاتل ويجاهد معه في سبيل الله فمن صبر على دين الله وعلى الجهاد في سبيله وتحمل الشدائد والصعاب ولم يظهر الفزع والجزع والعجز والهلع - 00:18:08ضَ
وهو اهل لمحبة الله والله يحب الصابرين يا له من فضل انا اقولها عبارة سهلة لكن ورب الكعبة لو تدبرتها لطاش عقلك. والله يحب الصابرين. ايها الصابر على دين الله في - 00:18:30ضَ
من الفتن الان الله يحبك حب الله للصابرين ليس لاولئك الصادقين الذين ثبتوا مع رسلهم وانبيائهم فحسب. بل حب الله للصابرين دائم الى ان يرث الله الارض ومن عليها فيا ايها الصابر الان في زمان الفتن على دينك - 00:18:49ضَ
يا ايها القابض على الجمر بين يديه. يا ايها المحافظ على التوحيد. يا ايها المحافظ على الصلاة. يا ايها على الصيام والزكاة والحج. يا ايها المحافظ على الطاعة. يا ايها المحافظ على مرضات ربك - 00:19:11ضَ
والصابر على ذلك اعلم علم اليقين ان الله يحبك انظر الى هذا المدح الرباني من الله جل جلاله لاولئك الصابرين من الربيين الربانيين العالمين الثابتين الصادقين الله جل جلاله لا زال يثني عليهم - 00:19:32ضَ
ولا زال يزكيهم فيقول سبحانه وما كان قولهم اي اولئك الربيون الربانيون الصادقون الذين قال الله فيهم وكم من نبي قاتل معه ربيون كثير. فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا. والله يحب - 00:20:01ضَ
الصابرين يقول جل وعلا وما كان قولهم اي قول هؤلاء الربيين وما كان قولهم الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين - 00:20:22ضَ
ايه الدعاء ده ما هذا الجمال ما هذا الجلال ما هذا الاتصال بالله عليك تدبر كلمات هذا الدعاء بالله عليك تدبر كلمات هذا الدعاء وما كان قولهم الا ان قالوا - 00:20:39ضَ
ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا انصرنا على القوم الكافرين ربنا يغفر لنا ذنوبنا وهم يقاتلون مع هذا النبي ربنا اغفر لنا ذنوبنا وهم في ساحة الجهاد يقدمون ارواحهم رخيصة لدين الله - 00:21:04ضَ
ومع ذلك من تواضعهم لربهم وهضمهم لانفسهم واستقصارا منهم لهم وعملهم وارجاعهم لما اصابهم لذنوبهم واشرافهم في امرهم ما هذا الادب ما هذا الادب والجمال مع الكبير المتعال ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا. مع انهم في ساحة الورع - 00:21:30ضَ
وميدان البطولة والشرف حين تصمت وتسكت الالسنة الطويلة وتخطب السيوف والرماح على منابر الرقاب ومع ذلك وهم في ساحة الورع وكفى ببارقة السيوف فوق رؤوسهم فتنة ومع ذلك تضرعوا لي الى ربهم. ربنا اغفر لنا ذنوبنا - 00:22:08ضَ
واسرافنا في امرنا ومع انهم يقاتلون في سبيل الله لم يسألوا الله جل وعلا الا ان يغفر لهم ذنوبهم وان يثبت اقدامهم وان ينصرهم على القوم الكافرين ولم ينظروا الى قوتهم - 00:22:33ضَ
ولن نعول على كثرتهم بل هم يعتقدون اعتقادا جازما وهذا من كمال توحيدهم لربهم ان ثبات اقدامهم في ساحة المعركة وفي ميادين البطولة والشرف انما هو محض فضل الله عليهم - 00:22:53ضَ
وان النصر لهم ليس بعددهم ولا بعتادهم وانما النصر لهم من عند ربهم جل وعلا لذا اتاهم الله من عظيم فضله ما يرجونه ما يرجونه من ثواب ونصر في الدنيا - 00:23:12ضَ
وزيادة وزيادة وستعرف الان اين الزيادة وقال جل جلاله فاتاهم الله ثواب الدنيا. انتبه للقرآن وجلاله وجماله فاتاهم الله ثواب الدنيا هل قال وثواب الاخرة؟ لا انتبه للقرآن وانما قال وحسن ثواب الاخرة - 00:23:35ضَ
وختم الاية بقوله جل جلاله والله يحب المحسنين. لا لا لا تاني وانتبه معي انتبه وتدبر جمال القرآن وجلاله ولطائفه ورقائقه فالقرآن يا امة القرآن كنز حقائق ونهر دقائق وبحر معان - 00:24:04ضَ
وعالم علم القرآن كلام الله قال فاتاهم الله ثواب الدنيا لم يقل وثواب الاخرة. وانما قال وحسن ثواب الاخرة ثم ختم الاتي بقوله والله يحب المحسنين. بعد ان اثنى الحق عليهم على اولئك الربيين - 00:24:28ضَ
العباد الزهاد المجاهدين الثابتين الصادقين الصابرين. بعد ان اثنى على قولهم وفعلهم يمنحهم وتفضلوا عليهم ويعطيهم ثواب الدنيا ويقبل دعاءهم ويثبتهم وينصرهم على اعدائهم ويغنيهم بالغنائم ما حسن الذكر لهم في الدنيا والى يومنا هذا في كتاب ربنا - 00:24:51ضَ
ومع شرح صدورهم وزوال شرورهم كل هذا الدنيا فاتاهم الله ثواب الدنيا ولم يقل فاتاهم الله حسن ثواب الدنيا. ليه؟ لان ثواب الدنيا كيفما كان مشوب بالكدر مصحوب بالبلاء والمحن - 00:25:20ضَ
والفتن والمصائب لان الدنيا اصلا دار اكدار ودار الام ودار محن وفتن وابتلاءات. اما ثواب الاخرة وهو الموصوف بالحسن فقط فاتاهم الله ثواب الدنيا وحسن الاخرة اي حسن اي حسن - 00:25:51ضَ
اشرف واعظم واجل من رضوان الله جل وعلا عليهم قال صلى الله عليه وسلم اذا دخل اهل الجنة الجنة نادى الحق تبارك وتعالى عليهم يا اهل الجنة يقولون لبيك ربنا وسعديك - 00:26:17ضَ
والخير بين يديك فيقول جل جلاله هل رضيتم انتم راضون يقول اهل الجنة وما لنا لا نرضى وقد ادخلتنا الجنة وانجيتنا من النار. وفي رواية وبيضت وجوهنا يوم تسود الوجوه. فيقول جل جلاله - 00:26:40ضَ
افلا اعطيكم افضل من ذلك افضل من ذلك افضل من الجنة افضل من الحور والحرير والذهب والفضة والخمر واللبن والماء افضل من الجنة افلا اعطيكم افضل من ذلك يقول اهل الجنة واي شيء افضل من ذلك - 00:27:02ضَ
يقول ربنا جل وعلا تحل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم بعده ابدا. الله ورضوان من الله اكبر اكبر من كل نعيم الجنة عشان كده رب العزة سمى ثواب الاخرة وصفه - 00:27:27ضَ
الحسن قال فاتاهم الله ثواب الدنيا وحسنا ثواب الاخرة. بالله لو لم تخرج من حلقة الليلة الا بهذه اللطيفة القرآنية لكفى فاتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة والله يحب المحسنين - 00:27:48ضَ
هذا ورب الكعبة اصل كل خير وسعادة ان يحب الله جل جلاله صنفا من عباده يحب الصابرين يحب المتقين. يحب المحسنين. ولذا رفع قدرهم ومنزلتهم واعلن حبه جل وعلا لهم هذا ورب الكعبة فوق كل نعمة - 00:28:12ضَ
واعظم من كل ثواب واجل من كل عطاء ان يقول رب الارض والسماء والله يحب المحسنين وبعد ان رغب الحق تبارك وتعالى في الاقتداء بانصار الانبياء. انتبه للقرآن. يأتي التحذير مرة اخرى - 00:28:38ضَ
من طاعة الكافرين والاستكانة لهم فيأمر الحق تبارك وتعالى اهل الايمان هذا الامر الرباني الواضح يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على اعقابكم فتنقلبوا خاسرين بل الله مولاكم - 00:29:01ضَ
وهو خير الناصرين الاية رقم مية تسعة واربعين ومية وخمسين من اية سورة ال عمران المشركون والمنافقون واليهود في المدينة لما هزم المسلمون في احد وظفوا هذا الحدث اقصد هزيمة المسلمين في احد بقيادة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:29:25ضَ
وظف المشركون والمنافقون واليهود في المدينة وظفوا هذا الحدث توظيفا رخيصا جدا من الطعن والتشكيك في الاسلام والطعن والتشكيك في رسول الله وتثبيط عزائم المسلمين وتخويفهم من عواقب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والحرص على دينه - 00:29:52ضَ
وراحوا يشككون في جدوى قتال المشركين بل صرح بعض المنافقين الكلمات واضحة وقالوا لو كان محمد بابي وامي وقلبي وروحي صلى الله عليه وسلم. قالوا لو كان محمد نبيا انما اصابهما اصابه في احد - 00:30:22ضَ
ولما اصاب اتباعه ما اصابهم في احد فتنة خطيرة الرسول تعرض للقتل الحقيقي وقتل سبعون من اصحابه وهزم المسلمون هزيمة شديدة وقال ربنا جل وعلا حتى اذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما اراكم ما تحبون. الايات - 00:30:53ضَ
وقال المنافقون هذا القول الخطير لو كان محمد نبيا حقا ما اصابه ما اصابه. وما اصاب اتباعه ما اصابهم ويأتي هذا التحذير الشديد لاهل الايمان يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا الذين كفروا - 00:31:22ضَ
يردوكم على اعقابكم وتنقلب خاسرين ان يردوكم الى ما كنتم عليه قبل الاسلام من كفر وتفرق وتشرذم وتنقلب خاسرين اي يخسرون الدنيا والاخرة هؤلاء المشركون والمنافقون واليهود ان تطيعوهم يخذلوكم - 00:31:41ضَ
ولا ينصروكم فلا تسمعوا لهم ولا تتعلق بهم ولا تطيعوا قولهم فلا مولى لكم الا الله ولا ناصر لكم الا الله. بل الله مولاكم وهو خير الناصرين نستعين به وحده - 00:32:07ضَ
واطيعوه وحده وهو القوي الذي لا يقهر ولا يغلب وهو الناصر الذي لا يهزم المولى جل وعلا هو من يركن اليه الموحدون والمؤمنون ويعتمدون عليه في الشدة والرخاء. والسراء والضراء - 00:32:25ضَ
ذلك بان الله مولى الذين امنوا وان الكافرين لا مولى لهم. وقال جل جلاله قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا. هو مولانا وعلى الله فليتوكل المتوكلون بل الله مولاكم - 00:32:44ضَ
وهو خير الناصرين هو الذي ينصر رسله وانبياءه واولياءه ينصرهم على اعدائهم في الدنيا ويوم يقوم الاشهاد في الاخرة. قال جل جلاله انا لننصر رسلنا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. ولذا يأتي هذا الوعد - 00:33:02ضَ
يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على اعقابكم فتنقلبوا خاسرين. ثم يأتي هذا الوعد الالهي بالنصر تسلية وطمأنة لقلوب المؤمنين. فيقول رب العالمين سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما اشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى - 00:33:24ضَ
والظالمين. تعالوا بنا لنتوقف عند هذه الاية الجليلة لنواصل السير في بستان معانيها اليانع الماتع في اللقاء المقبل ان قدر الله البقاء واللقاء. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه - 00:33:56ضَ
اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والمجالس مجلس القرآن درس يبين حكمة الرحمن بارواح العباد الى العلى. ويفسر القرآن بالقرآن يا طالب التفسير هذا الكوثر فانهل لتروي ظله هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى نور على - 00:34:17ضَ
نور الخير بياني - 00:35:01ضَ