هل تصدقون ربكم أيها المسلمون المستضعفون على وجه الأرض؟ | جزء 2 لقاء 251 من تفسير القرآن| د.محمد حسان
وبعد ان بين الحق تبارك وتعالى قال النبي صلى الله عليه وسلم والموحدين معه اوحال الراسخين في العلم ودعاءهم وتضرعهم وغاية املهم يبين حال الكافرين وما اعده لهم من عقاب - 00:00:00
يقول سبحانه ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا واولئك هم وقود النار الاية رقم عشرة من ايات سورة ال عمران وفي الاية قولان لاهل العلم - 00:00:21
الاول انها نزلت في وفد نجران وفيهم رجل يقال له ابو حارثة ابن علقمة هذا الرجل قال لاخيه حين قدموا على النبي عليه الصلاة والسلام ورأوا رسول الله قال ابو حارثة ابن علقمة لاخيه - 00:00:43
اني لاعلم انه رسول الله حقا اني لاعلم انه رسول الله حقا ولكنني ان اظهرت ذلك اخذ ملوك الروم مني ما اعطوني من المال والجاه اه هي دي الفتنة اني لاعلم انه رسول الله حقا - 00:01:07
ولكنني ان اظهرت ذلك اخذ ملوك الروم مني ما اعطوني من المال والجاه ورد الحق تبارك وتعالى وبين جل جلاله ان اموالهم واولادهم لن تغني عنهم شيئا ولن تدفع عنهم بلاء الدنيا ولا عذاب الاخرة - 00:01:35
هذا هو القول الاول في معنى الاية او في سبب نزول الاية اما القول الثاني قالوا اللفظ في الاية عام ليست العبرة بخصوص السبب ولكن العبرة بعموم اللفظ كما نقول دائما. فالاية عامة - 00:02:05
في جميع الكفار الذين جحدوا الحق ولم يؤمنوا بالله ولم يؤمنوا برسوله صلى الله عليه وسلم. هؤلاء لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من عذاب الله ولن تحول بينهم وبين غضب الله وعقابه - 00:02:26
هؤلاء الكفار الذين الهتهم اموالهم واولادهم عن توحيد الله وعن طاعته وعن اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم وعن النظر في ايات الله المتلوة وايات الله المرئية. وعن التدبر في الغاية التي من اجلها خلقوا ولاجلها ابتعثوا - 00:02:47
هؤلاء حطب النار يوم القيامة واولئك هم وقود النار لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيء واولئك هم وقود النار الوقود بفتح الواو الواو الحطب الذي توقد به النار - 00:03:08
هؤلاء الزائغون عن الحق الكافرون بالحق المنحرفون عن طريق الهدى والاستقامة حالت بينهم وبين الايمان هذه النعم هذه الاموال هذه الاولاد والتي كان من المفترض ان تكون سببا لتصديقهم لربهم سبحانه وتعالى - 00:03:29
والتي كان من المفترض ان تكون سببا لقربهم من الله جل وعلا لكنها ما اغنت عنهم شيئا بل خذلوا بها في الدنيا وهم محشورون بها في الاخرة بل هم وقود النار في الاخرة - 00:03:56
ثم بين سبحانه وتعالى ان حال الكافرين بالحق المكذبين للرسل هو نفس حال من سبقهم في الكفر والجحود والانكار والتكذيب والاعراض ال فرعون وقوم ابراهيم وقوم عاد وقوم هود وقوم ثمود وقوم لوط وغيرهم من الامم التي كذبت وعاندت واعرضت - 00:04:14
عن ربها جل وعلا وعن الرسل والانبياء. فقال جل جلاله كدأب ال فرعون والذين من قبلهم كذبوا باياتنا فاخذ جزاهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب الاية رقم حداشر من ايات سورة ال عمران - 00:04:41
بال فرعون والذين من قبلهم كذبوا باياتنا فاخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب قال ابن عباس اي كصنيع ال فرعون او كفعل ال فرعون الدأب بالتسكين او بالتحريك الدأب هو الصنع والشأن والحال والعادة كدأب ال فرعون - 00:04:58
اي سيفعل الله جل وعلا بهؤلاء الكافرين المكذبين المعاندين المعرضين ما فعله بال فرعون فهؤلاء المكذبون الجاحدون لا تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم بل يهلكون ويعذبون بها كما فعل الله تبارك وتعالى بمن سبقهم - 00:05:32
وبمن قبلهم من المكذبين المعاندين المعارضين لله ورسله فيما جاءوا به من ايات الله البينات وحججه الواضحات وبراهينه وادلته الساطعات واخذهم الله جل وعلا بذنوبهم وباصرارهم على كفرهم وعنادهم فهو سبحانه - 00:05:59
شديد الاخذ اليم العذاب لمن كفر لا يمتنع منه احد ولا يعجزه شيء واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال من اللطائف ان الله جل جلاله - 00:06:24
قد خص ال فرعون بالذكر من بين الذين سبقوهم في الكفر لم يذكر قوم نوح ولا قوم عاد ولا قوم هود ولا قوم ثمود ولا قوم صالح وانما خص ال فرعون بالذكر - 00:06:43
بال فرعون والذين من قبلهم لشدة كفره وعناده واعراضه وكبره وغروره وبطره وطغيانه واستخفافه بقومه واحتقاره لهم واستخف قومه فاطاعوه ولم يجرؤ احد من الخلق قاطبة من الخلق قاطبة على ان يقول قولة فرعون الشنيعة - 00:06:58
انا ربكم الاعلى ولا على ان يقول قولته المجرمة الخبيثة وقال فرعون يا ايها الملأ ما علمت لكم من اله غيري فاوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي اطلع الى اله موسى - 00:07:32
واني لاظنه من الكاذبين ثم قال لقومي اليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي فلم يجرؤ احد على ان يقول ما قاله فرعون لذا خصه الله تبارك وتعالى بالذكر - 00:07:49
من بين الامم البائدة الهالكة السابقة ليأخذ اولئك العظة والعبرة ثم بين الحق تبارك وتعالى مصير الكافرين في الدنيا والاخرة. فقال جل جلاله قل للذين كفروا ستغلبون ادي اية كلها بشرى - 00:08:13
هذه اية تملأ قلوب المؤمنين المستضعفين الان بالبشرى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهاد ففي الدنيا سيغلب الكافرون وفي الاخرة يحشرون الى جهنم وبئس المهاد هل تصدقون الله جل جلاله - 00:08:36
ايها المستضعفون في الامة كلها لا اقول على ارض الاقصى فقط ولا على ارض فلسطين فحسب بل هل تصدقون ربكم ايها المسلمون على وجه الارض من المقهورين والمظلومين والمعذبين والمستضعفين - 00:09:01
قل للذين كفروا قل يا محمد صلى الله عليه وسلم وهو الصادق الذي لا ينطق عن الهوى قل للذين كفروا ستغلبون والله العظيم سيغلبون قل للذين كفروا ستغلبون وتحفرون الى جهنم - 00:09:18
وبئس المهاد عباس رضى الله عليهن يقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اصاب ما اصاب من بدر ورجع الى المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع وقال - 00:09:39
يا معشر يهود اسلموا قبل ان يصيبكم الله تعالى بما اصاب به قريشا لا اله الا الله قال يا معشر يهود اسلموا قبل ان يصيبكم الله تعالى بما اصاب به قريشا - 00:10:05
وقالوا له يا محمد لا يغرنك من نفسك انك قتلت نفرا من قريش كانوا اغمارا اغمارا اي جهالا لم يجربوا الامور لا يغرنك من نفسك انك قتلت نفرا من قريش - 00:10:26
كانوا اغمارا لا يعرفون القتال. انك والله لو قاتلتنا لعرفت انا نحن الناس وانك لم تكن مثلنا هذا قول اليهود للنبي عليه الصلاة والسلام. قالوا يا محمد لا يغرنك من نفسك - 00:10:45
انك قتلت نفرا من قريش كانوا اغمارا اي جهالا لم يجربوا الامور ولم يعرفوا الحروب ولم يتقنوا النزال في ارض المعارك والله لو قاتلتنا لعرفت انا نحن الناس وانك لم تكن مثلنا - 00:11:04
فانزل الله جل وعلا هذه الاية العظيمة المبشرة قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهاد اي قل يا رسول الله للذين كفروا من اهل زمانك ستغلبون كما غلب الذين كفروا من قبلكم حتى وان كنتم ملء الارض كثرة - 00:11:22
لانكم انما تغالبون جبار السماوات والارض الملك الحق وهو الغالب لكل شيء الذي لا يقهر ولا يغلب وانا اقول هذه الاية ورب الكعبة من اعظم الادلة على مصدرية القرآن وانه منزل من عند الله جل وعلا. وهي من اعظم الادلة على - 00:11:50
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله سبحانه. ليه تخبر عن امر غيبي قل للذين كفروا ستغلبون. تخبر عن امر غيبي مستقبلي هذا من اعجاز القرآن وصدق النبي عليه الصلاة والسلام - 00:12:11
ولقد صدق الله وعده لرسوله وكان اول ذلك ان نصره الله تبارك وتعالى على اهل مكة وكان فتح مكة فتحا لكل الارض بل ونصره الله تبارك وتعالى على اليهود واجلاهم عن المدينة - 00:12:28
وكما اتم الله تبارك وتعالى وعده لنبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا فسيتم الله جل وعلا وعده لنبيه صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين الموحدين المستضعفين بهؤلاء المجرمين الكافرين الظالمين في الاخرة. سيحشرون الى جهنم بعد غلبتهم وهزيمتهم في الدنيا. قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى - 00:12:52
جهنم وبئس المهاد. المهاد والموضع الذي يتمهد فيه ينام عليه الفراش في قوله تعالى والارض فرشناها فنعم الماهدون وبئس المهاد وبئس الفراش جهنم وبئس المهاد مهادهم وبئس الجزاء جزاؤهم ثم ذكر الحق تبارك وتعالى دليلا - 00:13:21
عمليا واقعيا على نصرته تبارك وتعالى لاوليائه وعلى خذلان اعدائه وقال الله تعالى لنبيه وللمؤمنين معه لطمأنة قلوبهم قد كان لكم اية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله واخرى كافرة - 00:13:50
يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار الاية رقم تلاتاشر من ايات سورة ال عمران. اي قل يا رسول الله لاولئك المغرورين المخدوعين باموالهم واولادهم وكثرتهم واعوانهم - 00:14:15
لا يغرنكم كثرة العدد ولا المال وما يأتي به من العدد ولا تتوهموا ان هذه هي اسباب النصر والتمكين ولا تتوهموا ان هذه اسباب النصر والتمكين والغلبة والعز فالنصر من عند الله العزيز الحكيم - 00:14:35
واوضح دليل ما كان في بدر كما قال جمهور المفسرين ولكم فيها عبرة واية وعظة ودلالة على صدق النبي عليه الصلاة والسلام انكم ستغلبون ولن تغني عنكم اموالكم ولا اولادكم ولا اعوانكم ولا حصونكم ولا عددكم - 00:14:57
حيث التقت فئتان اي فرقتان والفئة هي الجماعة ولا واحدة لها من لفظها التقت فئتان وسميت الجماعة من الناس فئة لانه يفاء اليها اي يرجع الي في وقت الشدائد ولا خلاف بين اهل التفسير - 00:15:18
لان المراد بالفئتين المتقاتلتين يوم بدر فئة تقاتل في سبيل الله وهم الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه من اصحابه رضي الله عنهم واخرى كافرة يقاتلون في سبيل الشيطان - 00:15:46
وهم كفار قريش الذين خرجوا من ديارهم بطرا وفخرا ورئى الناس ويصدون عن سبيل الله وكانوا اضعاف المؤمنين وقد تظاهرت وتضافرت الروايات على ان الكفار ببدر كانوا ما بين التسعمائة الى الالف - 00:16:04
التسعمية لالف كان المسلمون ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا تلتمية وشوية لا خلاف بين اهل التفسير في هاتين الفئتين المتقاتلتين لكنه اختلفوا في من المخاطب بهذه الاية الكريمة؟ قد كان لكم - 00:16:29
اية في فئتين التقتا من المخاطب؟ اختلفوا على ثلاثة اقوال الاول ان الخطاب للمؤمنين كما قال ابن مسعود والحسن وغيرهما وعلى هذا تكون الاية تثبيتا لهم اي للمؤمنين وطمأنة لقلوبهم - 00:16:56
لان الله تبارك وتعالى ناصر دينه اما القول الثاني قالوا لا الخطاب للكافرين. قد كان لكم ايات في فئتين التقت كما قال ابن عباس وغيره وعلى هذا تكون الان تخويفا - 00:17:22
وتهديدا وانذارا ووعيدا بهزيمة الكافرين وخذلانهم اما القول الثالث قالوا بل الخطاب لليهود واختيار ابن جرير الطبري وغيره وعلى هذا تكون الاية ايضا تخويفا وتذكيرا لهم حتى لا يغتروا باموالهم واولادهم - 00:17:35
ومنعت حصونهم وكثرة عددهم واسلحتهم فان الله جل وعلا غالبهم وسيحل بهم ما حل بالمشركين في بدر علي فقد اختلفوا ايضا في من المراد بقوله تعالى يرونهم مثليهم رأي العين - 00:17:57
يرونهم من المراد بقوله يرونهم الرؤية هنا هي رؤية العين ويدل عليه قوله تعالى رأي العين يرونهم مثلهم رأي العين ولذلك تعدت الى مفعول واحد وقد ذهب جمهور المفسرين الى ان فاعل يرونهم هم المؤمنون - 00:18:16
تفسير الجمهور يرونهم ان يرى المؤمنون الكفار مثلي المسلمين وهم يعلمون ان الواحد يغلب اثنين كما في قوله تعالى فاياكم منكم مائة صابرة يغلب مائتين وقد كان المشركون ثلاثة امثالهم - 00:18:39
وقلل الله المشركين في اعين المسلمين فاراهم اياهم مثلي عدتهم وعددهم ليثبت الله اهل الايمان ليقوي قلوبهم ليقوي عزائمهم وانفسهم على مواجهة المشركين ورأى فريق اخر من اهل العلم ان فاعل الرؤيا هم المشركون - 00:19:06
وهم الذين رأوا المسلمين مثلي عددهم ليهبوهم ولا يتجرأ عليهم وليجبنوا عن لقائهم كانت تلك الرؤية مددا من الله تبارك وتعالى للمؤمنين ولا تعارض بين هذه الاية وبين اية سورة الانفال - 00:19:30
واذ يريكموهم اذ التقيتم في اعينكم قليلا. ويقللكم في اعينهم. ليقضي الله امرا كان مفعولا والى الله ترجع الامور. فقد قللوا اولا في اعين المشركين حتى يجترئوا على ملاقاتهم فلما كان اللقاء والالتحام - 00:19:53
كسر الله المسلمين في اعين المشركين غلبوا وخذلوا والله يؤيد بنصره من يشاء وهذه حقيقة لا تتبدل ولا تتغير سنة كونية ثابتة ومع ذلك اقول لقد عصفت بها ريح الشك - 00:20:15
في قلوب قلقة كثيرة فمن نصره الله جل وعلا وايده لن يهزم ابدا ولو اجتمع عليه من باقطار الارض ومن خذله الله جل وعلا فلن ينصر ابدا ولو امتلك عدة وعدد اهل الارض - 00:20:37
قال سبحانه ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده؟ وعلى الله فليتوكلي المؤمنون فالذي يدبر الامر ويحكم الكون هو الله ثم ختم الحق تبارك وتعالى الاية الكريمة بقوله ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار اي اتعاظا ودلالة - 00:20:57
فرؤية القليل كثيرا عبرة ونصر الله المؤمنين على قلة عددهم وعتادهم وعددهم عبرة. وهزيمة المشركين على كثرة عددهم وعددهم عبرة والتنوين مع التنكير للتعظيم. اي في ذلك عبرة عظيمة وموعظة جسيمة. لاولي الابصار لاصحاب العقول والمصائر - 00:21:23
والعبرة هي المرتبة الاولى لاولي الابصار الذين يبصرون الاواخر بالاوائل والنتائج بالمقدمات نتوقف عند هذا القدر لننتقل نقلة اخرى جليلة عظيمة لنقف مع اية كريمة من ايات القرآن الكريم في سورة ال عمران - 00:21:45
والله تعالى اسأل ان يجعلني واياكم ممن يتدبرون القرآن ويؤمنون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه ويعلمون انه كل من عند الله وانه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه انه تنزيل - 00:22:13
من حكيم حميد اسأل الله جل وعلا ان يردنا والامة الى القرآن ردا جميلا انه ولي ذلك ومولاه وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:22:34
التفريغ
وبعد ان بين الحق تبارك وتعالى قال النبي صلى الله عليه وسلم والموحدين معه اوحال الراسخين في العلم ودعاءهم وتضرعهم وغاية املهم يبين حال الكافرين وما اعده لهم من عقاب - 00:00:00
يقول سبحانه ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا واولئك هم وقود النار الاية رقم عشرة من ايات سورة ال عمران وفي الاية قولان لاهل العلم - 00:00:21
الاول انها نزلت في وفد نجران وفيهم رجل يقال له ابو حارثة ابن علقمة هذا الرجل قال لاخيه حين قدموا على النبي عليه الصلاة والسلام ورأوا رسول الله قال ابو حارثة ابن علقمة لاخيه - 00:00:43
اني لاعلم انه رسول الله حقا اني لاعلم انه رسول الله حقا ولكنني ان اظهرت ذلك اخذ ملوك الروم مني ما اعطوني من المال والجاه اه هي دي الفتنة اني لاعلم انه رسول الله حقا - 00:01:07
ولكنني ان اظهرت ذلك اخذ ملوك الروم مني ما اعطوني من المال والجاه ورد الحق تبارك وتعالى وبين جل جلاله ان اموالهم واولادهم لن تغني عنهم شيئا ولن تدفع عنهم بلاء الدنيا ولا عذاب الاخرة - 00:01:35
هذا هو القول الاول في معنى الاية او في سبب نزول الاية اما القول الثاني قالوا اللفظ في الاية عام ليست العبرة بخصوص السبب ولكن العبرة بعموم اللفظ كما نقول دائما. فالاية عامة - 00:02:05
في جميع الكفار الذين جحدوا الحق ولم يؤمنوا بالله ولم يؤمنوا برسوله صلى الله عليه وسلم. هؤلاء لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من عذاب الله ولن تحول بينهم وبين غضب الله وعقابه - 00:02:26
هؤلاء الكفار الذين الهتهم اموالهم واولادهم عن توحيد الله وعن طاعته وعن اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم وعن النظر في ايات الله المتلوة وايات الله المرئية. وعن التدبر في الغاية التي من اجلها خلقوا ولاجلها ابتعثوا - 00:02:47
هؤلاء حطب النار يوم القيامة واولئك هم وقود النار لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيء واولئك هم وقود النار الوقود بفتح الواو الواو الحطب الذي توقد به النار - 00:03:08
هؤلاء الزائغون عن الحق الكافرون بالحق المنحرفون عن طريق الهدى والاستقامة حالت بينهم وبين الايمان هذه النعم هذه الاموال هذه الاولاد والتي كان من المفترض ان تكون سببا لتصديقهم لربهم سبحانه وتعالى - 00:03:29
والتي كان من المفترض ان تكون سببا لقربهم من الله جل وعلا لكنها ما اغنت عنهم شيئا بل خذلوا بها في الدنيا وهم محشورون بها في الاخرة بل هم وقود النار في الاخرة - 00:03:56
ثم بين سبحانه وتعالى ان حال الكافرين بالحق المكذبين للرسل هو نفس حال من سبقهم في الكفر والجحود والانكار والتكذيب والاعراض ال فرعون وقوم ابراهيم وقوم عاد وقوم هود وقوم ثمود وقوم لوط وغيرهم من الامم التي كذبت وعاندت واعرضت - 00:04:14
عن ربها جل وعلا وعن الرسل والانبياء. فقال جل جلاله كدأب ال فرعون والذين من قبلهم كذبوا باياتنا فاخذ جزاهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب الاية رقم حداشر من ايات سورة ال عمران - 00:04:41
بال فرعون والذين من قبلهم كذبوا باياتنا فاخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب قال ابن عباس اي كصنيع ال فرعون او كفعل ال فرعون الدأب بالتسكين او بالتحريك الدأب هو الصنع والشأن والحال والعادة كدأب ال فرعون - 00:04:58
اي سيفعل الله جل وعلا بهؤلاء الكافرين المكذبين المعاندين المعرضين ما فعله بال فرعون فهؤلاء المكذبون الجاحدون لا تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم بل يهلكون ويعذبون بها كما فعل الله تبارك وتعالى بمن سبقهم - 00:05:32
وبمن قبلهم من المكذبين المعاندين المعارضين لله ورسله فيما جاءوا به من ايات الله البينات وحججه الواضحات وبراهينه وادلته الساطعات واخذهم الله جل وعلا بذنوبهم وباصرارهم على كفرهم وعنادهم فهو سبحانه - 00:05:59
شديد الاخذ اليم العذاب لمن كفر لا يمتنع منه احد ولا يعجزه شيء واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال من اللطائف ان الله جل جلاله - 00:06:24
قد خص ال فرعون بالذكر من بين الذين سبقوهم في الكفر لم يذكر قوم نوح ولا قوم عاد ولا قوم هود ولا قوم ثمود ولا قوم صالح وانما خص ال فرعون بالذكر - 00:06:43
بال فرعون والذين من قبلهم لشدة كفره وعناده واعراضه وكبره وغروره وبطره وطغيانه واستخفافه بقومه واحتقاره لهم واستخف قومه فاطاعوه ولم يجرؤ احد من الخلق قاطبة من الخلق قاطبة على ان يقول قولة فرعون الشنيعة - 00:06:58
انا ربكم الاعلى ولا على ان يقول قولته المجرمة الخبيثة وقال فرعون يا ايها الملأ ما علمت لكم من اله غيري فاوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي اطلع الى اله موسى - 00:07:32
واني لاظنه من الكاذبين ثم قال لقومي اليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي فلم يجرؤ احد على ان يقول ما قاله فرعون لذا خصه الله تبارك وتعالى بالذكر - 00:07:49
من بين الامم البائدة الهالكة السابقة ليأخذ اولئك العظة والعبرة ثم بين الحق تبارك وتعالى مصير الكافرين في الدنيا والاخرة. فقال جل جلاله قل للذين كفروا ستغلبون ادي اية كلها بشرى - 00:08:13
هذه اية تملأ قلوب المؤمنين المستضعفين الان بالبشرى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهاد ففي الدنيا سيغلب الكافرون وفي الاخرة يحشرون الى جهنم وبئس المهاد هل تصدقون الله جل جلاله - 00:08:36
ايها المستضعفون في الامة كلها لا اقول على ارض الاقصى فقط ولا على ارض فلسطين فحسب بل هل تصدقون ربكم ايها المسلمون على وجه الارض من المقهورين والمظلومين والمعذبين والمستضعفين - 00:09:01
قل للذين كفروا قل يا محمد صلى الله عليه وسلم وهو الصادق الذي لا ينطق عن الهوى قل للذين كفروا ستغلبون والله العظيم سيغلبون قل للذين كفروا ستغلبون وتحفرون الى جهنم - 00:09:18
وبئس المهاد عباس رضى الله عليهن يقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اصاب ما اصاب من بدر ورجع الى المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع وقال - 00:09:39
يا معشر يهود اسلموا قبل ان يصيبكم الله تعالى بما اصاب به قريشا لا اله الا الله قال يا معشر يهود اسلموا قبل ان يصيبكم الله تعالى بما اصاب به قريشا - 00:10:05
وقالوا له يا محمد لا يغرنك من نفسك انك قتلت نفرا من قريش كانوا اغمارا اغمارا اي جهالا لم يجربوا الامور لا يغرنك من نفسك انك قتلت نفرا من قريش - 00:10:26
كانوا اغمارا لا يعرفون القتال. انك والله لو قاتلتنا لعرفت انا نحن الناس وانك لم تكن مثلنا هذا قول اليهود للنبي عليه الصلاة والسلام. قالوا يا محمد لا يغرنك من نفسك - 00:10:45
انك قتلت نفرا من قريش كانوا اغمارا اي جهالا لم يجربوا الامور ولم يعرفوا الحروب ولم يتقنوا النزال في ارض المعارك والله لو قاتلتنا لعرفت انا نحن الناس وانك لم تكن مثلنا - 00:11:04
فانزل الله جل وعلا هذه الاية العظيمة المبشرة قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهاد اي قل يا رسول الله للذين كفروا من اهل زمانك ستغلبون كما غلب الذين كفروا من قبلكم حتى وان كنتم ملء الارض كثرة - 00:11:22
لانكم انما تغالبون جبار السماوات والارض الملك الحق وهو الغالب لكل شيء الذي لا يقهر ولا يغلب وانا اقول هذه الاية ورب الكعبة من اعظم الادلة على مصدرية القرآن وانه منزل من عند الله جل وعلا. وهي من اعظم الادلة على - 00:11:50
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله سبحانه. ليه تخبر عن امر غيبي قل للذين كفروا ستغلبون. تخبر عن امر غيبي مستقبلي هذا من اعجاز القرآن وصدق النبي عليه الصلاة والسلام - 00:12:11
ولقد صدق الله وعده لرسوله وكان اول ذلك ان نصره الله تبارك وتعالى على اهل مكة وكان فتح مكة فتحا لكل الارض بل ونصره الله تبارك وتعالى على اليهود واجلاهم عن المدينة - 00:12:28
وكما اتم الله تبارك وتعالى وعده لنبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا فسيتم الله جل وعلا وعده لنبيه صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين الموحدين المستضعفين بهؤلاء المجرمين الكافرين الظالمين في الاخرة. سيحشرون الى جهنم بعد غلبتهم وهزيمتهم في الدنيا. قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى - 00:12:52
جهنم وبئس المهاد. المهاد والموضع الذي يتمهد فيه ينام عليه الفراش في قوله تعالى والارض فرشناها فنعم الماهدون وبئس المهاد وبئس الفراش جهنم وبئس المهاد مهادهم وبئس الجزاء جزاؤهم ثم ذكر الحق تبارك وتعالى دليلا - 00:13:21
عمليا واقعيا على نصرته تبارك وتعالى لاوليائه وعلى خذلان اعدائه وقال الله تعالى لنبيه وللمؤمنين معه لطمأنة قلوبهم قد كان لكم اية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله واخرى كافرة - 00:13:50
يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار الاية رقم تلاتاشر من ايات سورة ال عمران. اي قل يا رسول الله لاولئك المغرورين المخدوعين باموالهم واولادهم وكثرتهم واعوانهم - 00:14:15
لا يغرنكم كثرة العدد ولا المال وما يأتي به من العدد ولا تتوهموا ان هذه هي اسباب النصر والتمكين ولا تتوهموا ان هذه اسباب النصر والتمكين والغلبة والعز فالنصر من عند الله العزيز الحكيم - 00:14:35
واوضح دليل ما كان في بدر كما قال جمهور المفسرين ولكم فيها عبرة واية وعظة ودلالة على صدق النبي عليه الصلاة والسلام انكم ستغلبون ولن تغني عنكم اموالكم ولا اولادكم ولا اعوانكم ولا حصونكم ولا عددكم - 00:14:57
حيث التقت فئتان اي فرقتان والفئة هي الجماعة ولا واحدة لها من لفظها التقت فئتان وسميت الجماعة من الناس فئة لانه يفاء اليها اي يرجع الي في وقت الشدائد ولا خلاف بين اهل التفسير - 00:15:18
لان المراد بالفئتين المتقاتلتين يوم بدر فئة تقاتل في سبيل الله وهم الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه من اصحابه رضي الله عنهم واخرى كافرة يقاتلون في سبيل الشيطان - 00:15:46
وهم كفار قريش الذين خرجوا من ديارهم بطرا وفخرا ورئى الناس ويصدون عن سبيل الله وكانوا اضعاف المؤمنين وقد تظاهرت وتضافرت الروايات على ان الكفار ببدر كانوا ما بين التسعمائة الى الالف - 00:16:04
التسعمية لالف كان المسلمون ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا تلتمية وشوية لا خلاف بين اهل التفسير في هاتين الفئتين المتقاتلتين لكنه اختلفوا في من المخاطب بهذه الاية الكريمة؟ قد كان لكم - 00:16:29
اية في فئتين التقتا من المخاطب؟ اختلفوا على ثلاثة اقوال الاول ان الخطاب للمؤمنين كما قال ابن مسعود والحسن وغيرهما وعلى هذا تكون الاية تثبيتا لهم اي للمؤمنين وطمأنة لقلوبهم - 00:16:56
لان الله تبارك وتعالى ناصر دينه اما القول الثاني قالوا لا الخطاب للكافرين. قد كان لكم ايات في فئتين التقت كما قال ابن عباس وغيره وعلى هذا تكون الان تخويفا - 00:17:22
وتهديدا وانذارا ووعيدا بهزيمة الكافرين وخذلانهم اما القول الثالث قالوا بل الخطاب لليهود واختيار ابن جرير الطبري وغيره وعلى هذا تكون الاية ايضا تخويفا وتذكيرا لهم حتى لا يغتروا باموالهم واولادهم - 00:17:35
ومنعت حصونهم وكثرة عددهم واسلحتهم فان الله جل وعلا غالبهم وسيحل بهم ما حل بالمشركين في بدر علي فقد اختلفوا ايضا في من المراد بقوله تعالى يرونهم مثليهم رأي العين - 00:17:57
يرونهم من المراد بقوله يرونهم الرؤية هنا هي رؤية العين ويدل عليه قوله تعالى رأي العين يرونهم مثلهم رأي العين ولذلك تعدت الى مفعول واحد وقد ذهب جمهور المفسرين الى ان فاعل يرونهم هم المؤمنون - 00:18:16
تفسير الجمهور يرونهم ان يرى المؤمنون الكفار مثلي المسلمين وهم يعلمون ان الواحد يغلب اثنين كما في قوله تعالى فاياكم منكم مائة صابرة يغلب مائتين وقد كان المشركون ثلاثة امثالهم - 00:18:39
وقلل الله المشركين في اعين المسلمين فاراهم اياهم مثلي عدتهم وعددهم ليثبت الله اهل الايمان ليقوي قلوبهم ليقوي عزائمهم وانفسهم على مواجهة المشركين ورأى فريق اخر من اهل العلم ان فاعل الرؤيا هم المشركون - 00:19:06
وهم الذين رأوا المسلمين مثلي عددهم ليهبوهم ولا يتجرأ عليهم وليجبنوا عن لقائهم كانت تلك الرؤية مددا من الله تبارك وتعالى للمؤمنين ولا تعارض بين هذه الاية وبين اية سورة الانفال - 00:19:30
واذ يريكموهم اذ التقيتم في اعينكم قليلا. ويقللكم في اعينهم. ليقضي الله امرا كان مفعولا والى الله ترجع الامور. فقد قللوا اولا في اعين المشركين حتى يجترئوا على ملاقاتهم فلما كان اللقاء والالتحام - 00:19:53
كسر الله المسلمين في اعين المشركين غلبوا وخذلوا والله يؤيد بنصره من يشاء وهذه حقيقة لا تتبدل ولا تتغير سنة كونية ثابتة ومع ذلك اقول لقد عصفت بها ريح الشك - 00:20:15
في قلوب قلقة كثيرة فمن نصره الله جل وعلا وايده لن يهزم ابدا ولو اجتمع عليه من باقطار الارض ومن خذله الله جل وعلا فلن ينصر ابدا ولو امتلك عدة وعدد اهل الارض - 00:20:37
قال سبحانه ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده؟ وعلى الله فليتوكلي المؤمنون فالذي يدبر الامر ويحكم الكون هو الله ثم ختم الحق تبارك وتعالى الاية الكريمة بقوله ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار اي اتعاظا ودلالة - 00:20:57
فرؤية القليل كثيرا عبرة ونصر الله المؤمنين على قلة عددهم وعتادهم وعددهم عبرة. وهزيمة المشركين على كثرة عددهم وعددهم عبرة والتنوين مع التنكير للتعظيم. اي في ذلك عبرة عظيمة وموعظة جسيمة. لاولي الابصار لاصحاب العقول والمصائر - 00:21:23
والعبرة هي المرتبة الاولى لاولي الابصار الذين يبصرون الاواخر بالاوائل والنتائج بالمقدمات نتوقف عند هذا القدر لننتقل نقلة اخرى جليلة عظيمة لنقف مع اية كريمة من ايات القرآن الكريم في سورة ال عمران - 00:21:45
والله تعالى اسأل ان يجعلني واياكم ممن يتدبرون القرآن ويؤمنون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه ويعلمون انه كل من عند الله وانه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه انه تنزيل - 00:22:13
من حكيم حميد اسأل الله جل وعلا ان يردنا والامة الى القرآن ردا جميلا انه ولي ذلك ومولاه وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:22:34