السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد فحياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة بتوفيق الله - 00:00:00
على موعد مع اللقاء الخامس والسبعين بعد المائتين من لقاءات التفسير وهو اللقاء المتمم للثلاثين من تفسير سورة ال عمران وكنا قد انتهينا في اللقاء الماضي من تفسير قول الحق جل وعلا - 00:00:19
يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا. ودوا ما عنتم قد بدت قضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اكبر. قد بينا لكم الايات ان كنتم تعقلون. ها - 00:00:40
انتم اولئك تحبونهم ولا يحبونكم. وتؤمنون بالكتاب كله. واذا لقوكم قالوا امنا واذا خلوا عضوا عليكم الان من الغيظ قل موتوا بغيظكم ان الله عليم بذات الصدور ثم يبين الحق تبارك وتعالى دليلا عمليا اخر على بغض هؤلاء لاهل التوحيد والايمان. فيقول جل جلاله - 00:01:00
ان امسسكم حسنة تسؤهم وان تصبكم سيئة يفرح بها وان تصبروا تتقوا لا يضركم كيدهم شيئا. ان الله بما يعملون محيط الاية رقم مية وعشرين من ايات سورة ال عمران - 00:01:29
انتبه لجلال القرآن وجماله فكل لفظ في القرآن بحسبان هو كلام الرحيم الرحمن وذكرت مرارا مصدرية القرآن دليل اعجازه مصدرية القرآن دليل اعجازه يقول الحق جل جلاله ان تمسسكم حسنة - 00:01:47
وان تصبكم سيئة يفرح بها التعبير بالمس الحسنة والتعبير بالاصابة في السيئة يدل دلالة واضحة جلية على ان مجرد مس الحسنة باقل خير لاهل الايمان يسيئهم ويؤلمهم ويغضبهم بل ويغتمون بحصول اي نوع من انواع الحسنة لاهل الايمان والتوحيد - 00:02:16
ولكنهم يفرحون اذا وقعت بالمؤمنين سيئة من هزيمة او فرقة او ضعف او فقر او جدب او غير ذلك من الوان المصائب وما اكثرها وهذا حال يؤكد شدة عداوة للمؤمنين - 00:02:56
وقد روى الامام ابن جرير الطبري رحمه الله عن قتادة قوله فاذا رأوا من اهل الاسلام الفة وحماية وظهورا على عدوهم غاظهم ذلك وساءهم ذلك واذا رأوا من اهل الاسلام فرقة واختلافا - 00:03:21
او اصيب بلد من بلاد المسلمين سرهم ذلك وافرحهم ذلك وابتهجوا به وهم كلما خرج منهم قرن اكذب الله احدوثته الله واوطأ محلته وابطل حجته. هذا كلام قتادة واظهر عورته - 00:03:48
فذلك قضاء الله جل وعلا في من مضى منهم وفي من بقي منهم الى يوم القيامة اشارة جميلة ثم بين الحق سبحانه وتعالى بلطفه وفضله وكرمه ومنته ورحمته لاهل الايمان بين لهم سبيل النجاة - 00:04:15
من كيد هؤلاء الذين يفرحون باي مصيبة تقع باهل الايمان. بين الله سبيل النجاة. فقال جل وعلا وان تصبروا وتتقوا يضركم كيدهم شيئا الصبر والتقوى اعظم دواء الصبر والتقوى وان تصبروا وتتقوا - 00:04:38
لا يضركم كيدهم شيئا ان تصبروا على طاعة الله وان تصبروا عن معصية الله وان تصبروا على اقدار الله. هذه اقسام الصبر صبر على الطاعة او صبر على المأمور وصبر عن المعصية. او صبر عن المحظور وصبر على البلاء والمصائب والمحن - 00:05:04
او صبر على المقدور ان تصبروا على طاعة الله وعن معصية الله وعلى اقدار الله والتصوير على عداوتهم وتتقوا الله جل وعلا بامتثال امره. واجتناب نهيه والوقوف عند حدوده وتتقوا الله جل وعلا - 00:05:28
بعدم اتخاذ هؤلاء بطانة لكم يوالونهم من دون المؤمنين ان فعلتم ذلك بموعود رب العالمين الذي لا تبدل ولا تغير لا يضركم كيدهم شيئا ثم يختم الحق جل جلاله الاية بهذه الجملة الرائعة - 00:05:51
المبشرة المطمئنة ان الله بما يعملون محيط ومن ثم اذا كان الارشاد والتوجيه الى سبيل النجاة ممن هو بكل ما يعملون محيط اذا فهو سبيل النجاة ولا غير اذا فهو الطريق الموصل حتما للنجاة والفلاح - 00:06:17
وهذا التوجيه هو الوسيلة الوحيدة المؤدية للفوز قطعا في الدنيا والاخرة الله جل جلاله محيط باعمالهم وقادر على منعهم من كل ما يريدونه باهل الايمان من ضرر اذا يا اهل الايمان - 00:06:51
بالله واعتصموا بالله وتوكلوا على الله والجأوا الى الله وفوضوا اموركم كلها الى من هو بكل شيء محيط ولا حول ولا قوة الا به وهو الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن - 00:07:14
اذ لا يقع شيء في الكون كله من عرشه الى فرشه ومن سمائه الى ارضه الا بعلمه وتقديره ومشيئته بل لا تسقط ورقة من نخلة او شجرة على وجه الكوكب الارضي - 00:07:36
الا بعلمه وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين ثم ينتقل الحديث القرآني البليغ الى حدث جلل الى حدث عظيم في حياة المسلمين - 00:07:54
يؤكد تأكيدا عمليا على كيد اعدائهم ومكرهم والتخطيط للنيل منهم بل واستئصال شأفتهم والقضاء على نور دينهم الا وهو غزوة احد وارجو ان تتدبروا معي هذه الايات العظيمة الطويلة التي - 00:08:24
انزلها الحق تبارك وتعالى في غزوة احد والتي تبدأ بقول الحق جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم واذ غدوت من اهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم اذ هم الطائفتان منكم ان تفشلا. والله وليهما. وعلى الله فليتوكل المؤمنون - 00:08:57
انتبهوا معي في هذه الايات العظيمة وما تشتمل عليه من دروس جليلة وعظات مؤثرة وعبر يجب على الامة الان ان تعتبر بها وان تقف معها ملية لقد ذهب جمهور المفسرين - 00:09:30
الى ان الايات الكريمة خد نزلت في وقعة احد التي انزل الله جل وعلا فيها ستين اية من سورة ال عمران هل تدبرت هذه المعلومة تتنزل الايات التي تصل الى ستين اية - 00:09:52
في سورة ال عمران فقط في احداث هذه الغزوة الكبيرة العظيمة في احداث غزوة احد تلك الغزوة والواقعة التي وقعت في شهر شوال سنة ثلاث من الهجرة حين خرجت قريش - 00:10:19
من مكة واتت الى المدينة في حرب النبي صلى الله عليه وسلم بحدها وحديدها واحابي فيها ومن اطاعها من قبائل كنانة واهل تهامة فكانوا نحو ثلاثة الاف مقاتل عدد ضخم في هذا الوقت - 00:10:42
وكبير على صحراء مكة وارض المدينة واخذوا معهم نساءهم لضمان عدم الفرار فان الفرار دون النساء عار فنزل ابو سفيان بجيشه قريبا من احد لاخذ الثأر الذي نالهم يوم بدر - 00:11:10
من هزيمة كبرى فلما علم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك استشار اصحابه رضي الله عنهم جميعا كعادته ايخرج لملاقاة عدوه خارج المدينة؟ ان يتحصنوا بالمدينة حتى اذا دخلوا عليهم قاتلوهم في الديار والحصون ومن فوق اسطح المنازل - 00:11:43
وكان صلى الله عليه وسلم يرى هذا الرأي تدبروا معي كان صلى الله عليه وسلم يرى هذا الرأي يرى ان يبقى بالمدينة النبوية وان يقاتل المشركين اذا اقتحموا المدينة ووافقه على هذا الرأي اكابر المهاجرين والانصار - 00:12:12
لكن اكثر الصحابة رضي الله عنهم من الشباب وممن فاتهم الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر اشاروا عليه عليه الصلاة والسلام بل والحوا عليه ان يخرج - 00:12:39
من المدينة لملاقاة المشركين خارج المدينة فدخل عليه الصلاة والسلام بيت ام المؤمنين عائشة فلبس لئمته بعد صلاة الجمعة واللاء ما هي لباس الحرب ثم خرج اليهم عليه الصلاة والسلام وهو يلبس لباس الحرب - 00:12:59
وقد ندم الصحابة الذين اشاروا عليه بالخروج وقالوا لبعضهم البعض لقد استكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اي على الخروج ولم يكن لنا ذلك لم يكن من حقنا ان نقول هذا - 00:13:31
بل كان الواجب ان نترك الامر له صلى الله عليه وسلم لكنه طرح الامر المشورة وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان شئت يا رسول الله فاقعد اي في المدينة - 00:13:53
حتى اذا ما دخلوا علينا قاتلناهم وقال عليه الصلاة والسلام ما كان لنبي اذا لبس ان يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه الله خلاص فاذا عزمت فتوكل على الله - 00:14:12
ان الله يحب المتوكلين طالما كان لنبي اذا لبس اي لبس لباس الحرب ان يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه سحر يوم السبت خرج عليه الصلاة والسلام بالف من اصحابه - 00:14:31
لملاقاة المشركين بالقرب من احد فلما كانوا بالشوط وهو مكان بين المدينة وبين احد قبل ان يصلوا الى موقع المعركة هي مسافة قليلة قريبة تخلف عبدالله ابن ابي ابن سلول - 00:14:55
بنحو ثلث الجيش تقريبا وقال قد اطاعهم محمد وعصاني كان ممن يرون ان يبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة وقال قد اطاعهم محمد وعصاني ثم قال ما ندري على ما نقتل انفسنا ها هنا ايها الناس - 00:15:21
بمن اتبعه ووافقه على رأي هذا وكانت فتنة قاسية ومحنة شديدة عظيمة قال ما ندري على ما نقتل انفسنا ها هنا ايها الناس فرجعت من اتبعه ووافقه فلحق بهم عبدالله بن عمرو بن ابن حرام - 00:15:48
رضي الله عنه اخو بني سلمة يقول لهم يا قوم يا قوم اذكركم الله اذكركم الله الا تخذلوا قومكم ونبيكم تعالوا قاتلوا في سبيل الله او ادفعوا قالوا لو نعلم انكم - 00:16:12
يقاتلون لم نرجع ولكننا نرى انه لا يكون قتال لن يكون هناك قتال وكانت الفتنة ان تعصف بحيين عظيمين من الانصار من الاوس والخزرج وقد همت بنو سلمة من الاوس - 00:16:31
وهمت بنو حارثة من الخزرج ان يرجعنا عبد الله بن ابي ان تفشل وعصمهما ربنا جل جلاله بفضله ولطفه ورحمته وولايته واستمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سائرا باصحابه رضي الله عنهم حتى نزل الشعب من احد - 00:16:56
في عدوى الوادي وجعل ظهره وعسكره الى جبل احد جعل ظهر الجيش وعسكر الجيش الى جبل احد وتهيأ القتال وهو في سبعمائة من اصحابه رضي الله عنهم وامر على الرماة عبدالله ابن جبير - 00:17:24
وكانوا خمسين رجلا وضعهم على جبل احد وامرهم الا يفارقوا مكانهم ابدا برؤية القائد عليه الصلاة والسلام وهو رسول يتلقى الوحي من السماء ليربط الارض بالسماء باعظم رباط واشرف صلة - 00:17:51
وهو رجل حرب بابي وامي وقلبي وروحي يضع الخطط ويقود الجيش بنفسه الشريفة بل اذا الالسنة الطويلة وخطبت السيوف والرماح على منابر الرقاب وفر الابطال والشجعان قام ينادي باعلى صوته على ظهر دابته - 00:18:15
ويقول انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب امر على الرماة عبدالله ابن جبير وكانوا خمسين رجلا من الصحابة. ممن يجيدون الرمي بالنبال وقال لهم بابي وامي وروحي امضحوا الخيل عنا - 00:18:47
انظروا الى رؤية القائد في الميدان امضحوا الخيل عنا ولا نؤتين من قبلكم. يا الله يا الله ولا نؤتين من قبلكم والزموا مكانكم انظروا الى هذه الوصية والزموا مكانكم ان كانت النوبة لنا او علينا - 00:19:07
وان رأيتمونا تخطفنا الطير ولا تبرحوا مكانكم فيه لغة اوضح واقوى واسرح من هذه اللغة ان كانت النوبة لنا او علينا وان رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم واضح وتعبأت قريش - 00:19:35
هم ثلاثة الاف مقاتل والتقى الفريقان التقى فريق التوحيد مع فريق الشرك والكفر في موقعة حامية الوطيس سنتعرف ان شاء الله على تفاصيلها في مواضعها عند تفسير هذه الايات الكريمة التي بلغت الستين اية من سورة ال عمران - 00:20:01
فقط والتي تبدأ احداثها تفاصيلها بخروج النبي صلى الله عليه وسلم من بيت ام المؤمنين عائشة قال تعالى واذ غدوت من اهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم. اي واذكر - 00:20:32
اي واذكر يا خاتم الانبياء ويا اكرم المرسلين ويا سيد المؤمنين وامام المتقين اذكر يوم ان خرجت صبيحة يوم السبت من اهلك من اهلك اي من البيت الذي فيه اهلك - 00:20:58
ومن المعلوم باتفاق انه خرج من بيت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ارجو ان اقف هنا لفتة قرآنية بديعة هذه منقبة عظيمة شريفة لام المؤمنين رضي الله عنها اذ جعلها الله تبارك وتعالى بنص القرآن - 00:21:19
من اهله هذا رد واضح رب رباني قرآني على ان عائشة من اهله عليه الصلاة والسلام لاولئك الذين ينكرون انها ليست من ال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن ال البيت الاطهار اجمعين - 00:21:46
واذ غدوت من اهلك ايمن منزل اهلك وهو منزل ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها تبوء المؤمنين تبوأ اي تنزل المؤمنين منازلهم تختار لهم اماكنهم توطنهم بها مقاعد للقتال تضع كل واحد منهم في موطنه ومكانه وموقفه ومقامه. فاصل المقعد والمقام محل القعود ومحل - 00:22:09
حل القيام ويطلق على المكان مطلقا واذ غدوت من اهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم الله يسمع اقوالكم ويعلم احوالكم ربما يركم ونياتكم ولا يخفى عنه شيء صغير ولا كبير - 00:22:43
ولم يخفى عنه شيء مما قيل في مشاورة النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه في امر الخروج الى لقاء المشركين في احد او في مواجهة المشركين في المدينة وعلم سبحانه وتعالى قول ونية كل قائل وكذلك يعلم ما همت به الطائفتين - 00:23:10
من بني سلمة وبني حارثة من الانصار. لما انهزم عبدالله بن ابي وخذل وتراجع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهمت الطائفتان باتباعه لولا ان الله جل جلاله تفضل على الطائفتين وعصمهم بلطفه ورحمته - 00:23:36
وبركته وولايته وقال سبحانه اذ هم الطائفتان منكم ان تفشل. الهم هو عقد القلب على فعل شيء قبل ان يفعل سواء كان هذا الفعل خيرا او شرا اذ هم الطائفتان منكم - 00:23:58
اي عزمت الطائفتان على القيام بهذا الفعل الخطير هذا الفعل الخطير وهو التراجع عن البشير النذير صلى الله عليه وسلم هم الرجل بالامر اي عزمه على القيام به ولم يفعلها - 00:24:17
ومتعلق بالنية الهم متعلق بالنية والارادة قبل وقوع الفعل فان فعله كان حقيقة واقعة. وان لم يفعله يبقى هذا الهم محصورا في دائرة النية والرغبة والارادة. اذ هم الطائفتان من - 00:24:39
منكم ان تفشلا اي يتراجع ويجبنا ويكسلا ويتراخي ويتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رجى عبدالله بن ابي ومن معهم من المنافقين في صحيح البخاري من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه - 00:24:59
رواية جميلة جدا قال فيما نزلت هذه الاية اذ همت طائفتان منكم ان تفشلا والله وليهما. الله الله الله والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون قال نحن الطائفتان بنو حارثة - 00:25:25
وبنو سلمة انظر الى فقه جابر بن عبدالله قال وما نحب وفي لفظ قال وما يسرني انها لم تنزل وما يسرني انها لم تنزل. لقوله تعالى والله وليهما انظر الى فقه جابر - 00:25:47
الله يعلن سبحانه وتعالى في قرآن يتلى الى قيام الساعة انه ولي هاتين الطائفتين الكريمتين وانه تفضل عليهما بولايته وعصمته والله وليهما اي ناصروهما وحافظهما ومتولي امرهما بالعصمة والتوفيق والتسديد - 00:26:09
فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم الخواتيم ميراث السوابق تدبرها الخواتيم ميراث السوابق الله ناصرهما وحافظهما ومتولي امرهما للعصمة والتسديد والتوفيق وذلك فضله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم - 00:26:32
وذلك بايمانهما بالله جل وعلا وبرسوله صلى الله عليه وسلم ولصدق توكلهما عليه جل جلاله. وعلى الله فليتوكل المتوكلون. ومن اهل العلم من يرى ان هذا امر منه سبحانه وتعالى لاهل الايمان اي - 00:27:06
توكلوا يا اهل الايمان على الله تبارك وتعالى وحده. واعتصموا به وحده. وفوضوا الامر اليه وحده خذوا بالاسباب ولا تعلقوا قلوبكم بالاسباب بل بمسبب الاسباب جل جلاله. فالاسباب وحدها لا تنصر - 00:27:28
ولا تضر ولا تنفع وانما بامر مسبب الاسباب سبحانه وتعالى ما هو التوكل التوكل ليس مجرد كلمة ترددها الالسنة التوكل هو صدق اعتماد القلب على الله مع الاخذ بالاسباب التوكل - 00:27:49
هو صدق اعتماد القلب على الله مع الاخذ بالاسباب اجماع الايمان وبحسب ايمان العبد يكون توكله على الله جل وعلا وتكون ثقته فيه سبحانه ويكون اعتماده عليه وعلى حول الله وقدرته وقوته - 00:28:16
وبهذا ينصرهم ربهم ويتولاهم ويدفع عنهم البلاء ثم ذكرهم الحق جل جلاله بما اثمره توكلهم عليه سبحانه وتفويضهم اليه واعتمادهم عليه اذكرهم بثمرة هذا من النصر العظيم في بدر مع ما كانوا عليه من ضعف - 00:28:40
وقلة عدد بخلاف ما هم عليه اليوم في احد وقال لهم سبحانه لقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة اتقوا الله لعلكم تشكرون الله! ما اجملها! والله من اية ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة - 00:29:09
فاتقوا الله لعلكم تشكرون وبدر موضع معروف ومكان معروف مشهور بين مكة والمدينة تعرف ببئرها كانت واقعة بدر يوم الجمعة في السابق عشر من شهر رمضان وافق يوم الجمعة هذا - 00:29:34
السابع عشر من رمضان سنة اثنتين من الهجرة هذا اليوم هو يوم الفرقان الذي فرق الله فيه بين الحق والباطل وعز فيه الاسلام واهله واخز فيه الشرك واهله مع قلة عدد المسلمين في انهم كانوا - 00:29:58
تقريبا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا وفيهم فرسان اثنان وسبعون بعيرا والباقون لا يجدون ما يركبونه. يمشون على اقدامهم على هذه الصحراء الملتهبة المتأججة شمس الصحراء المحرقة وكان المشركون يومئذ ما بين التسعمائة الى الالف - 00:30:19
ومعهم مائة فرس ومعهم السلاح والشوكة اعز الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم واظهر دينه ولذا قال سبحانه وتعالى ممتن على اهل الايمان المتقين المتوكلين. ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة - 00:30:46
اي قليل عددكم فما كانوا ابدا ابدا ابدا في انفسهم اذلة بل كانوا ورب الكعبة اعزة فاتقوا الله اي في دينكم واثبتوا عليه مع نبيكم وحبيبكم صلى الله عليه وسلم. لعلكم تشكرون. اي لعلكم تشكرون ما انعم الله به عليكم من فضل - 00:31:10
فضله ونعمه ولقد نصركم واعزكم ثم يذكرهم الحق جل جلاله بما كان يذكرهم به رسوله ونبيه صلى الله عليه وسلم من توجيهات وتعليمات ليثبتهم بها. فيقول سبحانه نخاطب النبي هو عليه الصلاة والسلام - 00:31:35
اذ تقول للمؤمنين الن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين بلى ان تصبروا وتتقوا تاني الصبر والتقوى. بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم - 00:32:01
بخمسة الاف من الملائكة مسومين وما جعله الله الا بشرى لكم. ولتطمئن قلوبكم به. وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم. تعالوا بنا نقف عند هذه الايات الجليلة العظيمة - 00:32:21
لنطوف في بستانها اليانع الماتع. ولنقف في محرابها المهيب الجليل. وذلك في اللقاء المقبل شاء الملك الجليل وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:32:39
والمجالس مجلس القرآن درس يبين حكمة الرحمن يسمو بارواح العباد الى العلى ويفسر القرآن بالقرآن يا طالب التفسير هذا الكوثر فانهل لتروي ظله هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى نور على - 00:33:01
نور الخير بياني - 00:33:41
التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد فحياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة بتوفيق الله - 00:00:00
على موعد مع اللقاء الخامس والسبعين بعد المائتين من لقاءات التفسير وهو اللقاء المتمم للثلاثين من تفسير سورة ال عمران وكنا قد انتهينا في اللقاء الماضي من تفسير قول الحق جل وعلا - 00:00:19
يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا. ودوا ما عنتم قد بدت قضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اكبر. قد بينا لكم الايات ان كنتم تعقلون. ها - 00:00:40
انتم اولئك تحبونهم ولا يحبونكم. وتؤمنون بالكتاب كله. واذا لقوكم قالوا امنا واذا خلوا عضوا عليكم الان من الغيظ قل موتوا بغيظكم ان الله عليم بذات الصدور ثم يبين الحق تبارك وتعالى دليلا عمليا اخر على بغض هؤلاء لاهل التوحيد والايمان. فيقول جل جلاله - 00:01:00
ان امسسكم حسنة تسؤهم وان تصبكم سيئة يفرح بها وان تصبروا تتقوا لا يضركم كيدهم شيئا. ان الله بما يعملون محيط الاية رقم مية وعشرين من ايات سورة ال عمران - 00:01:29
انتبه لجلال القرآن وجماله فكل لفظ في القرآن بحسبان هو كلام الرحيم الرحمن وذكرت مرارا مصدرية القرآن دليل اعجازه مصدرية القرآن دليل اعجازه يقول الحق جل جلاله ان تمسسكم حسنة - 00:01:47
وان تصبكم سيئة يفرح بها التعبير بالمس الحسنة والتعبير بالاصابة في السيئة يدل دلالة واضحة جلية على ان مجرد مس الحسنة باقل خير لاهل الايمان يسيئهم ويؤلمهم ويغضبهم بل ويغتمون بحصول اي نوع من انواع الحسنة لاهل الايمان والتوحيد - 00:02:16
ولكنهم يفرحون اذا وقعت بالمؤمنين سيئة من هزيمة او فرقة او ضعف او فقر او جدب او غير ذلك من الوان المصائب وما اكثرها وهذا حال يؤكد شدة عداوة للمؤمنين - 00:02:56
وقد روى الامام ابن جرير الطبري رحمه الله عن قتادة قوله فاذا رأوا من اهل الاسلام الفة وحماية وظهورا على عدوهم غاظهم ذلك وساءهم ذلك واذا رأوا من اهل الاسلام فرقة واختلافا - 00:03:21
او اصيب بلد من بلاد المسلمين سرهم ذلك وافرحهم ذلك وابتهجوا به وهم كلما خرج منهم قرن اكذب الله احدوثته الله واوطأ محلته وابطل حجته. هذا كلام قتادة واظهر عورته - 00:03:48
فذلك قضاء الله جل وعلا في من مضى منهم وفي من بقي منهم الى يوم القيامة اشارة جميلة ثم بين الحق سبحانه وتعالى بلطفه وفضله وكرمه ومنته ورحمته لاهل الايمان بين لهم سبيل النجاة - 00:04:15
من كيد هؤلاء الذين يفرحون باي مصيبة تقع باهل الايمان. بين الله سبيل النجاة. فقال جل وعلا وان تصبروا وتتقوا يضركم كيدهم شيئا الصبر والتقوى اعظم دواء الصبر والتقوى وان تصبروا وتتقوا - 00:04:38
لا يضركم كيدهم شيئا ان تصبروا على طاعة الله وان تصبروا عن معصية الله وان تصبروا على اقدار الله. هذه اقسام الصبر صبر على الطاعة او صبر على المأمور وصبر عن المعصية. او صبر عن المحظور وصبر على البلاء والمصائب والمحن - 00:05:04
او صبر على المقدور ان تصبروا على طاعة الله وعن معصية الله وعلى اقدار الله والتصوير على عداوتهم وتتقوا الله جل وعلا بامتثال امره. واجتناب نهيه والوقوف عند حدوده وتتقوا الله جل وعلا - 00:05:28
بعدم اتخاذ هؤلاء بطانة لكم يوالونهم من دون المؤمنين ان فعلتم ذلك بموعود رب العالمين الذي لا تبدل ولا تغير لا يضركم كيدهم شيئا ثم يختم الحق جل جلاله الاية بهذه الجملة الرائعة - 00:05:51
المبشرة المطمئنة ان الله بما يعملون محيط ومن ثم اذا كان الارشاد والتوجيه الى سبيل النجاة ممن هو بكل ما يعملون محيط اذا فهو سبيل النجاة ولا غير اذا فهو الطريق الموصل حتما للنجاة والفلاح - 00:06:17
وهذا التوجيه هو الوسيلة الوحيدة المؤدية للفوز قطعا في الدنيا والاخرة الله جل جلاله محيط باعمالهم وقادر على منعهم من كل ما يريدونه باهل الايمان من ضرر اذا يا اهل الايمان - 00:06:51
بالله واعتصموا بالله وتوكلوا على الله والجأوا الى الله وفوضوا اموركم كلها الى من هو بكل شيء محيط ولا حول ولا قوة الا به وهو الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن - 00:07:14
اذ لا يقع شيء في الكون كله من عرشه الى فرشه ومن سمائه الى ارضه الا بعلمه وتقديره ومشيئته بل لا تسقط ورقة من نخلة او شجرة على وجه الكوكب الارضي - 00:07:36
الا بعلمه وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين ثم ينتقل الحديث القرآني البليغ الى حدث جلل الى حدث عظيم في حياة المسلمين - 00:07:54
يؤكد تأكيدا عمليا على كيد اعدائهم ومكرهم والتخطيط للنيل منهم بل واستئصال شأفتهم والقضاء على نور دينهم الا وهو غزوة احد وارجو ان تتدبروا معي هذه الايات العظيمة الطويلة التي - 00:08:24
انزلها الحق تبارك وتعالى في غزوة احد والتي تبدأ بقول الحق جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم واذ غدوت من اهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم اذ هم الطائفتان منكم ان تفشلا. والله وليهما. وعلى الله فليتوكل المؤمنون - 00:08:57
انتبهوا معي في هذه الايات العظيمة وما تشتمل عليه من دروس جليلة وعظات مؤثرة وعبر يجب على الامة الان ان تعتبر بها وان تقف معها ملية لقد ذهب جمهور المفسرين - 00:09:30
الى ان الايات الكريمة خد نزلت في وقعة احد التي انزل الله جل وعلا فيها ستين اية من سورة ال عمران هل تدبرت هذه المعلومة تتنزل الايات التي تصل الى ستين اية - 00:09:52
في سورة ال عمران فقط في احداث هذه الغزوة الكبيرة العظيمة في احداث غزوة احد تلك الغزوة والواقعة التي وقعت في شهر شوال سنة ثلاث من الهجرة حين خرجت قريش - 00:10:19
من مكة واتت الى المدينة في حرب النبي صلى الله عليه وسلم بحدها وحديدها واحابي فيها ومن اطاعها من قبائل كنانة واهل تهامة فكانوا نحو ثلاثة الاف مقاتل عدد ضخم في هذا الوقت - 00:10:42
وكبير على صحراء مكة وارض المدينة واخذوا معهم نساءهم لضمان عدم الفرار فان الفرار دون النساء عار فنزل ابو سفيان بجيشه قريبا من احد لاخذ الثأر الذي نالهم يوم بدر - 00:11:10
من هزيمة كبرى فلما علم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك استشار اصحابه رضي الله عنهم جميعا كعادته ايخرج لملاقاة عدوه خارج المدينة؟ ان يتحصنوا بالمدينة حتى اذا دخلوا عليهم قاتلوهم في الديار والحصون ومن فوق اسطح المنازل - 00:11:43
وكان صلى الله عليه وسلم يرى هذا الرأي تدبروا معي كان صلى الله عليه وسلم يرى هذا الرأي يرى ان يبقى بالمدينة النبوية وان يقاتل المشركين اذا اقتحموا المدينة ووافقه على هذا الرأي اكابر المهاجرين والانصار - 00:12:12
لكن اكثر الصحابة رضي الله عنهم من الشباب وممن فاتهم الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر اشاروا عليه عليه الصلاة والسلام بل والحوا عليه ان يخرج - 00:12:39
من المدينة لملاقاة المشركين خارج المدينة فدخل عليه الصلاة والسلام بيت ام المؤمنين عائشة فلبس لئمته بعد صلاة الجمعة واللاء ما هي لباس الحرب ثم خرج اليهم عليه الصلاة والسلام وهو يلبس لباس الحرب - 00:12:59
وقد ندم الصحابة الذين اشاروا عليه بالخروج وقالوا لبعضهم البعض لقد استكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اي على الخروج ولم يكن لنا ذلك لم يكن من حقنا ان نقول هذا - 00:13:31
بل كان الواجب ان نترك الامر له صلى الله عليه وسلم لكنه طرح الامر المشورة وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان شئت يا رسول الله فاقعد اي في المدينة - 00:13:53
حتى اذا ما دخلوا علينا قاتلناهم وقال عليه الصلاة والسلام ما كان لنبي اذا لبس ان يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه الله خلاص فاذا عزمت فتوكل على الله - 00:14:12
ان الله يحب المتوكلين طالما كان لنبي اذا لبس اي لبس لباس الحرب ان يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه سحر يوم السبت خرج عليه الصلاة والسلام بالف من اصحابه - 00:14:31
لملاقاة المشركين بالقرب من احد فلما كانوا بالشوط وهو مكان بين المدينة وبين احد قبل ان يصلوا الى موقع المعركة هي مسافة قليلة قريبة تخلف عبدالله ابن ابي ابن سلول - 00:14:55
بنحو ثلث الجيش تقريبا وقال قد اطاعهم محمد وعصاني كان ممن يرون ان يبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة وقال قد اطاعهم محمد وعصاني ثم قال ما ندري على ما نقتل انفسنا ها هنا ايها الناس - 00:15:21
بمن اتبعه ووافقه على رأي هذا وكانت فتنة قاسية ومحنة شديدة عظيمة قال ما ندري على ما نقتل انفسنا ها هنا ايها الناس فرجعت من اتبعه ووافقه فلحق بهم عبدالله بن عمرو بن ابن حرام - 00:15:48
رضي الله عنه اخو بني سلمة يقول لهم يا قوم يا قوم اذكركم الله اذكركم الله الا تخذلوا قومكم ونبيكم تعالوا قاتلوا في سبيل الله او ادفعوا قالوا لو نعلم انكم - 00:16:12
يقاتلون لم نرجع ولكننا نرى انه لا يكون قتال لن يكون هناك قتال وكانت الفتنة ان تعصف بحيين عظيمين من الانصار من الاوس والخزرج وقد همت بنو سلمة من الاوس - 00:16:31
وهمت بنو حارثة من الخزرج ان يرجعنا عبد الله بن ابي ان تفشل وعصمهما ربنا جل جلاله بفضله ولطفه ورحمته وولايته واستمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سائرا باصحابه رضي الله عنهم حتى نزل الشعب من احد - 00:16:56
في عدوى الوادي وجعل ظهره وعسكره الى جبل احد جعل ظهر الجيش وعسكر الجيش الى جبل احد وتهيأ القتال وهو في سبعمائة من اصحابه رضي الله عنهم وامر على الرماة عبدالله ابن جبير - 00:17:24
وكانوا خمسين رجلا وضعهم على جبل احد وامرهم الا يفارقوا مكانهم ابدا برؤية القائد عليه الصلاة والسلام وهو رسول يتلقى الوحي من السماء ليربط الارض بالسماء باعظم رباط واشرف صلة - 00:17:51
وهو رجل حرب بابي وامي وقلبي وروحي يضع الخطط ويقود الجيش بنفسه الشريفة بل اذا الالسنة الطويلة وخطبت السيوف والرماح على منابر الرقاب وفر الابطال والشجعان قام ينادي باعلى صوته على ظهر دابته - 00:18:15
ويقول انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب امر على الرماة عبدالله ابن جبير وكانوا خمسين رجلا من الصحابة. ممن يجيدون الرمي بالنبال وقال لهم بابي وامي وروحي امضحوا الخيل عنا - 00:18:47
انظروا الى رؤية القائد في الميدان امضحوا الخيل عنا ولا نؤتين من قبلكم. يا الله يا الله ولا نؤتين من قبلكم والزموا مكانكم انظروا الى هذه الوصية والزموا مكانكم ان كانت النوبة لنا او علينا - 00:19:07
وان رأيتمونا تخطفنا الطير ولا تبرحوا مكانكم فيه لغة اوضح واقوى واسرح من هذه اللغة ان كانت النوبة لنا او علينا وان رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم واضح وتعبأت قريش - 00:19:35
هم ثلاثة الاف مقاتل والتقى الفريقان التقى فريق التوحيد مع فريق الشرك والكفر في موقعة حامية الوطيس سنتعرف ان شاء الله على تفاصيلها في مواضعها عند تفسير هذه الايات الكريمة التي بلغت الستين اية من سورة ال عمران - 00:20:01
فقط والتي تبدأ احداثها تفاصيلها بخروج النبي صلى الله عليه وسلم من بيت ام المؤمنين عائشة قال تعالى واذ غدوت من اهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم. اي واذكر - 00:20:32
اي واذكر يا خاتم الانبياء ويا اكرم المرسلين ويا سيد المؤمنين وامام المتقين اذكر يوم ان خرجت صبيحة يوم السبت من اهلك من اهلك اي من البيت الذي فيه اهلك - 00:20:58
ومن المعلوم باتفاق انه خرج من بيت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ارجو ان اقف هنا لفتة قرآنية بديعة هذه منقبة عظيمة شريفة لام المؤمنين رضي الله عنها اذ جعلها الله تبارك وتعالى بنص القرآن - 00:21:19
من اهله هذا رد واضح رب رباني قرآني على ان عائشة من اهله عليه الصلاة والسلام لاولئك الذين ينكرون انها ليست من ال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن ال البيت الاطهار اجمعين - 00:21:46
واذ غدوت من اهلك ايمن منزل اهلك وهو منزل ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها تبوء المؤمنين تبوأ اي تنزل المؤمنين منازلهم تختار لهم اماكنهم توطنهم بها مقاعد للقتال تضع كل واحد منهم في موطنه ومكانه وموقفه ومقامه. فاصل المقعد والمقام محل القعود ومحل - 00:22:09
حل القيام ويطلق على المكان مطلقا واذ غدوت من اهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم الله يسمع اقوالكم ويعلم احوالكم ربما يركم ونياتكم ولا يخفى عنه شيء صغير ولا كبير - 00:22:43
ولم يخفى عنه شيء مما قيل في مشاورة النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه في امر الخروج الى لقاء المشركين في احد او في مواجهة المشركين في المدينة وعلم سبحانه وتعالى قول ونية كل قائل وكذلك يعلم ما همت به الطائفتين - 00:23:10
من بني سلمة وبني حارثة من الانصار. لما انهزم عبدالله بن ابي وخذل وتراجع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهمت الطائفتان باتباعه لولا ان الله جل جلاله تفضل على الطائفتين وعصمهم بلطفه ورحمته - 00:23:36
وبركته وولايته وقال سبحانه اذ هم الطائفتان منكم ان تفشل. الهم هو عقد القلب على فعل شيء قبل ان يفعل سواء كان هذا الفعل خيرا او شرا اذ هم الطائفتان منكم - 00:23:58
اي عزمت الطائفتان على القيام بهذا الفعل الخطير هذا الفعل الخطير وهو التراجع عن البشير النذير صلى الله عليه وسلم هم الرجل بالامر اي عزمه على القيام به ولم يفعلها - 00:24:17
ومتعلق بالنية الهم متعلق بالنية والارادة قبل وقوع الفعل فان فعله كان حقيقة واقعة. وان لم يفعله يبقى هذا الهم محصورا في دائرة النية والرغبة والارادة. اذ هم الطائفتان من - 00:24:39
منكم ان تفشلا اي يتراجع ويجبنا ويكسلا ويتراخي ويتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رجى عبدالله بن ابي ومن معهم من المنافقين في صحيح البخاري من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه - 00:24:59
رواية جميلة جدا قال فيما نزلت هذه الاية اذ همت طائفتان منكم ان تفشلا والله وليهما. الله الله الله والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون قال نحن الطائفتان بنو حارثة - 00:25:25
وبنو سلمة انظر الى فقه جابر بن عبدالله قال وما نحب وفي لفظ قال وما يسرني انها لم تنزل وما يسرني انها لم تنزل. لقوله تعالى والله وليهما انظر الى فقه جابر - 00:25:47
الله يعلن سبحانه وتعالى في قرآن يتلى الى قيام الساعة انه ولي هاتين الطائفتين الكريمتين وانه تفضل عليهما بولايته وعصمته والله وليهما اي ناصروهما وحافظهما ومتولي امرهما بالعصمة والتوفيق والتسديد - 00:26:09
فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم الخواتيم ميراث السوابق تدبرها الخواتيم ميراث السوابق الله ناصرهما وحافظهما ومتولي امرهما للعصمة والتسديد والتوفيق وذلك فضله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم - 00:26:32
وذلك بايمانهما بالله جل وعلا وبرسوله صلى الله عليه وسلم ولصدق توكلهما عليه جل جلاله. وعلى الله فليتوكل المتوكلون. ومن اهل العلم من يرى ان هذا امر منه سبحانه وتعالى لاهل الايمان اي - 00:27:06
توكلوا يا اهل الايمان على الله تبارك وتعالى وحده. واعتصموا به وحده. وفوضوا الامر اليه وحده خذوا بالاسباب ولا تعلقوا قلوبكم بالاسباب بل بمسبب الاسباب جل جلاله. فالاسباب وحدها لا تنصر - 00:27:28
ولا تضر ولا تنفع وانما بامر مسبب الاسباب سبحانه وتعالى ما هو التوكل التوكل ليس مجرد كلمة ترددها الالسنة التوكل هو صدق اعتماد القلب على الله مع الاخذ بالاسباب التوكل - 00:27:49
هو صدق اعتماد القلب على الله مع الاخذ بالاسباب اجماع الايمان وبحسب ايمان العبد يكون توكله على الله جل وعلا وتكون ثقته فيه سبحانه ويكون اعتماده عليه وعلى حول الله وقدرته وقوته - 00:28:16
وبهذا ينصرهم ربهم ويتولاهم ويدفع عنهم البلاء ثم ذكرهم الحق جل جلاله بما اثمره توكلهم عليه سبحانه وتفويضهم اليه واعتمادهم عليه اذكرهم بثمرة هذا من النصر العظيم في بدر مع ما كانوا عليه من ضعف - 00:28:40
وقلة عدد بخلاف ما هم عليه اليوم في احد وقال لهم سبحانه لقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة اتقوا الله لعلكم تشكرون الله! ما اجملها! والله من اية ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة - 00:29:09
فاتقوا الله لعلكم تشكرون وبدر موضع معروف ومكان معروف مشهور بين مكة والمدينة تعرف ببئرها كانت واقعة بدر يوم الجمعة في السابق عشر من شهر رمضان وافق يوم الجمعة هذا - 00:29:34
السابع عشر من رمضان سنة اثنتين من الهجرة هذا اليوم هو يوم الفرقان الذي فرق الله فيه بين الحق والباطل وعز فيه الاسلام واهله واخز فيه الشرك واهله مع قلة عدد المسلمين في انهم كانوا - 00:29:58
تقريبا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا وفيهم فرسان اثنان وسبعون بعيرا والباقون لا يجدون ما يركبونه. يمشون على اقدامهم على هذه الصحراء الملتهبة المتأججة شمس الصحراء المحرقة وكان المشركون يومئذ ما بين التسعمائة الى الالف - 00:30:19
ومعهم مائة فرس ومعهم السلاح والشوكة اعز الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم واظهر دينه ولذا قال سبحانه وتعالى ممتن على اهل الايمان المتقين المتوكلين. ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة - 00:30:46
اي قليل عددكم فما كانوا ابدا ابدا ابدا في انفسهم اذلة بل كانوا ورب الكعبة اعزة فاتقوا الله اي في دينكم واثبتوا عليه مع نبيكم وحبيبكم صلى الله عليه وسلم. لعلكم تشكرون. اي لعلكم تشكرون ما انعم الله به عليكم من فضل - 00:31:10
فضله ونعمه ولقد نصركم واعزكم ثم يذكرهم الحق جل جلاله بما كان يذكرهم به رسوله ونبيه صلى الله عليه وسلم من توجيهات وتعليمات ليثبتهم بها. فيقول سبحانه نخاطب النبي هو عليه الصلاة والسلام - 00:31:35
اذ تقول للمؤمنين الن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين بلى ان تصبروا وتتقوا تاني الصبر والتقوى. بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم - 00:32:01
بخمسة الاف من الملائكة مسومين وما جعله الله الا بشرى لكم. ولتطمئن قلوبكم به. وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم. تعالوا بنا نقف عند هذه الايات الجليلة العظيمة - 00:32:21
لنطوف في بستانها اليانع الماتع. ولنقف في محرابها المهيب الجليل. وذلك في اللقاء المقبل شاء الملك الجليل وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:32:39
والمجالس مجلس القرآن درس يبين حكمة الرحمن يسمو بارواح العباد الى العلى ويفسر القرآن بالقرآن يا طالب التفسير هذا الكوثر فانهل لتروي ظله هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى نور على - 00:33:01
نور الخير بياني - 00:33:41