المحاضرات

وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ﷺ - لفضيلة الشيخ د حسن بخاري 12-3-1442 هـ

حسن بخاري

يؤمنوا بالله ورسوله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الهادي النصير فنعم النصير ونعم الهاد يهدي من يشاء الى صراطه المستقيم. ويبين له سبل الرشاد كما هدى الذين امنوا لما اختلف فيه من الحق باذنه وجمع لهم الهدى والسداد - 00:00:00ضَ

واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ينصر رسله والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. افضل المرسلين واكرم العباد - 00:00:39ضَ

ارسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره اهل الشرك والعناد ورفع الله له ذكره فلا يذكر الا ذكر معه كما في الاذان والتشهد والخطب والاعياد وبتر شانئه ولعن مؤذيه في الدنيا والاخرة وجعل هوانه بالمرصاد - 00:00:57ضَ

واختصه عز وجل من بين اخوانه المرسلين عليهم السلام بخصائص يعلمها الحاضر والباد. فاللهم صل وسلم عليه وعلى اله. افضل الصلوات واعلاها اكملها وانماها واطيبها وازكاها صلاة وسلاما دائمين الى يوم التناد - 00:01:22ضَ

وبعد اخوة الاسلام فمن رحاب بيت الله الحرام في هذه الليلة الشريفة المباركة ليلة الجمعة ليلة الثالثة عشر من شهر ربيع الاول سنة اثنتين واربعين واربعمائة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم - 00:01:46ضَ

ينعقد هذا اللقاء وعنوانه جزء من الاية الكريمة وتعزروه وتوقروه والاية الكريمة في سورة الفتح جاءت في سياق ذكر مقصد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وارسال ربنا الكريم سبحانه وتعالى اياه لهذه الامة المباركة المرحومة - 00:02:05ضَ

فان الله قد قال جل اسمه انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا فهذه مقاصد ارساله وبعثته بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام الايمان به - 00:02:31ضَ

وتعزيره وتوقيره واما الايمان فمعناه معلوم التصديق الجازم بما بعثه الله تعالى به من الاخبار والاحكام والوعد والوعيد وما جاء به من الوحي من رب الارض والسماء هذا معنى قوله لتؤمنوا بالله ورسوله - 00:02:55ضَ

اما قوله سبحانه وتعزروه وتوقروه. فقد اختلف المفسرون في عبارات متقاربة تفيد معنى يعود الى معنى التوقير والاحترام والاجلال والتعظيم فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال وتعزروه يعني الاجلال - 00:03:15ضَ

وتوقروه يعني التعظيم وقال الضحاك كل هذا تعظيم واجلال وقيل معنى وتعزروه اي تنصروه وتوقروه اي تفخموه كما ذكر ذلك عن قتادة. رحمة الله على الجميع قال عكرمة وتعزروه اي وتقاتلون معه بالسيف - 00:03:35ضَ

فعاد معنى التعزير والتوقير الى الاحترام والتعظيم والاجلال والنصرة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فهذه الاقوال متقاربة وان اختلفت الفاظ اهلها بها ومعنى التعزير في هذا الموضع كما يقول الامام الطبري رحمه الله تعالى التقوية بالنصرة والمعونة ولا - 00:03:59ضَ

ايكون ذلك الا بالطاعة والتعظيم والاجلال. فاما التوقير فهو التعظيم والاجلال والتفخيم هذا معنى الاية الكريمة اخوة الاسلام. وانها تعود الى ما ذكر من معنى التوقير والاحترام. والاجلال والنصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:04:27ضَ

فاذا كانت هذه مقاصد صريحة ذكرها القرآن في ارسال النبي عليه الصلاة والسلام فقد اضحى واجبا علينا امته المباركة ان نقوم بهذا الواجب وان نحقق تلك المقاصد وان يعيش احدنا ملء حياته ايمانا بالله ورسوله وتعزيرا وتوقيرا لنبيه المصطفى - 00:04:51ضَ

صلى الله عليه واله وسلم. وملئا للقلوب والاسماع والابصار والدنيا من حولنا. بهذه المعاني الجليلة من الايمان والاحترام والتوقير والاجلال والنصرة والتأييد له صلوات الله وسلامه عليه وبين يدي هذا اللقاء في ذكر معنى التوقير والاحترام او التعزير والنصرة المذكورة في الاية الكريمة جمل واصول - 00:05:14ضَ

متقاربة يتأكد ذكرها وعرضها في هذا المقام. لكنها تأتي بين يدي مقدمة لابد منها. فيها الاشارة الى منطلق ومرتكز هذا الواجب العظيم الذي ذكره الله تعالى مقصدا مما قاصد بعثة نبيه الكريم صلى الله عليه واله وسلم - 00:05:41ضَ

اخوة الاسلام نحن امة اكرمنا الله سبحانه وتعالى بهذا الدين فكانت لنا سعادة الدنيا والاخرة وببعثة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم كان العهد الجديد للبشرية التي خرجت من ظلمات التيه. ومن سراديب الشرك - 00:06:02ضَ

وغوايات الضلالة الى رحاب الايمان ونور الهداية من النار وجحيمها وعذابها وبؤسها. الى جنة عرضها السماوات الارض الى نور الحق الابلج الذي حمل مشعله رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه - 00:06:21ضَ

ولقي في سبيل ذلك من الاذى والتكذيب والعنت ما لقي عليه الصلاة والسلام. حتى دخل الناس في دين الله افواجا. فحمل الرسالة وبلغ الامانة وجاهد في الله حق الجهاد حتى اتاه الله حتى اتاه اليقين. فهدى الله به من الضلالة وبصر به من العمى - 00:06:38ضَ

واخرج الناس به من الظلمات الى النور ثم لم يزل صلوات الله وسلامه عليه شغفوقا على امته عطوفا مريدا كل الخير لامته كما نعته ربه لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف - 00:06:58ضَ

في الرحيم حتى اذا كان يوم القيامة سعدونهم ودعا وشفع فاكثر من يدخل الجنة من من الخلائق من امته صلى الله عليه وسلم بل يدخلون الجنة ولا يدخلها قبلهم احد فتالله ما اسعد هذه الامة بنبيها عليه الصلاة والسلام. وما احظاها بشرفه - 00:07:18ضَ

رسالته صلى الله عليه وسلم بل والله ما اعظم حقه صلى الله عليه وسلم على امته بعد ان بذل وضحى لاجلها كل ذلك حتى حاز لها سعادة الدنيا والاخرة. ومن اجل ذلك فقد صار من مقتضى الشهادتين التي ننطق بها معشر - 00:07:40ضَ

المسلمين حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاعته ونصرته وتعزيره وتوقيره كما قال ربكم سبحانه انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا. لن يستقر ايمان عبد حتى تتربع - 00:08:00ضَ

عن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم على عرش القلب. كما قال عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين من اجل ذلك يا كرام - 00:08:24ضَ

عندما يكون الحديث عن نصرة وتوقير واحترام واجلال وتعظيم لائق بنبي الهدى عليه الصلاة والسلام. وبمقام سيد بشر وامام النبيين وخاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم فان ذلك كله ينبغي ان يقوم على معرفة عظيمة بقدره - 00:08:40ضَ

وعلى دراية تامة بما حباه الله تعالى به من قلائد الشرف وخصه به من مناقب الكرامة واعلى به ذكره له عليه الصلاة والسلام في الدنيا والاخرة اما المقدمة الثانية ايها المباركون - 00:09:00ضَ

فهي ان التعزير والتوقير بالمعنى السالف ذكره اي الاحترام والاجلال والتفخيم والنصرة والتأييد فانها حق واجب لكنها ليست متوقفة في تحقيقها له عليه الصلاة والسلام على قيام الامة له بذلك الواجب. اعني ان هذا واجب امر الله تعالى به. ودلت النصوص - 00:09:17ضَ

على وجوبه وتعلقه برقاب الامة فردا فردا. وانها اضحت من مقتضى الشهادتين كما اسلفت ولكن ولكن الله عز وجل قد اتم لعبده ونبيه صلى الله عليه وسلم النصرة واتم له الكفاية واتم له تعظيم - 00:09:41ضَ

او الاجلال اما الاحترام والتوقير والاجلال فملئ مبثوث في كتاب الله. من الايات التي رفع الله بها شأن نبيه عليه الصلاة والسلام ولو لم يكن فيها الا قول ربكم سبحانه الم نشرح لك صدرك ووظعنا عنك وزرك الذي انقظ ظهرك ورفعنا لك - 00:10:00ضَ

فرفع ذكره الباقي في الدنيا قبل رفعة الذكر الشريف في الاخرة دلالة صادقة جلية واضحة على ما لم رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقصى واعلى واسنى درجات الاحترام والاجلال والتوقير والمهابة التي حباه - 00:10:21ضَ

ربه من فوق سبع سماوات. فصلى الله ربي وسلم وبارك عليه. واما النصرة والتأييد فاننا نقرأ في كتاب الله والله يعصمك من الناس كما نقرأ فيه قوله سبحانه انا كفيناك المستهزئين ونقرأ ايضا توعده جل جلاله لكل من تعدى - 00:10:42ضَ

على مقام النبوة منتقصا او ساخرا او مستهزئا او مبغضا او شانئا او حاقدا. ان شانئك هو الابتر والمراد ايها المباركون ان معاني الاحترام والاجلال والتوقير والمهابة والنصرة والتأييد كلها متحققة له من ربه - 00:11:05ضَ

سبحانه فقد اغناه الله فنصره. وهو القائل سبحانه الا تنصروه فقد نصره الله فما جعل الله نصرة نبيه عليه الصلاة والسلام متوقفة على ما يقوم به العباد ان قصروا او فرطوا. كما لم يجعل سبحانه وتعالى - 00:11:25ضَ

شأن الاحترام والاجلال متوقفا على ما يقوم به العباد فانه موفور محفوظ للامة من من ربها سبحانه وتعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام. ومثل ذلك يا كرام ما نقرأ في قول ربنا سبحانه ان الله وملائكته يصلون على - 00:11:43ضَ

يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. فقد صلى الله عليه واخبر ان ملائكته تصلي عليه. فلما امرنا بالصلاة عليه دل ذلك على استغنائه صلى الله عليه وسلم عن صلاة العباد عليه. وقد صلى ربه عليه وصلت - 00:12:03ضَ

الملائكة عليهم السلام عليه لندرك بعد هذا الايضاح والبيان ان تلك الواجبات التي امرنا بها من الحقوق المتعلقة برقابنا وذممنا امة الاسلام لنبي الاسلام صلى الله عليه وسلم. انما هي من باب الواجب - 00:12:23ضَ

الذي يشرف احاد الامة بالقيام به لا من باب تحقق تلك الواجبات على قيام الامة به اعني ان الصلاة متحققة له من ربه. وان النصرة موفورة له من ربه. وان التوقير والاجلال موفور له من ربه سبحانه - 00:12:44ضَ

واذا ما امرنا بذلك معشر العباد فانما هو باب شرف ندخل منه تباعا. اجل والله فاحدنا يحصد مدارج الشرف بصلاته على نبيه عليه الصلاة والسلام. كما يجني براءة الذمة وغاية الفخر اذا ما قام بواجب - 00:13:04ضَ

نصرة والاحترام والتعزير والتوقير. كما اخبر ربنا سبحانه في قوله وتعزروه وتوقروه هاتان مقدمتان تتلوهما ثالثة يراد بها بيان طرف من المواقف المضيئة المشرقة التي سطر بها سلف الامة الكرام رضوان الله عليهم مواقف جليلة. كان فيها من نصرتهم واحترامهم وتوقيرهم - 00:13:24ضَ

لنبيهم صلى الله عليه وسلم اعظم المواقف التي سطرها التاريخ فسجلها بمداد من نور تضيء للبشرية طريقها. وليتعلم الناس بعد كيف يسلك احدهم هذا الدرب الشريف معلنا توقيره واحترامه لنبي الله صلى الله عليه وسلم - 00:13:54ضَ

نصرته وتأييده وقد نصره ربه جل وعلا. انما هي مواقف يستضاء بها. وتلتمس بها تلك المواقف التي تستقي منها الاجيال المعاصرة هدي سلفها السابق من الامة رضوان الله عليهم اجمعين - 00:14:17ضَ

هذا هذه المواقف التي جاءت تترى من زمنه عليه الصلاة والسلام فيما قام به الصحب الكرام رضي الله عنهم ثم من تلاهم كانت شاهدة على ادراك هذا المعنى العظيم لقول ربنا الكريم - 00:14:35ضَ

تعزروه وتوقروه حكى عروة ابن مسعود الثقفي رضي الله عنه صورة متلألئة مشرقة لاحد مشهد من تلك المشاهد والمواقف لما جاء رضي الله عنه مفاوضا نبي الله صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية. وكان - 00:14:52ضَ

يومئذ مشركا فقال لقريش لما رجع اي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصرى وكسرى والنجاشي. والله ان رأيت ملكا قط يعظمه اصحابه يعني ما رأيت ملكا قط يعظمه اصحابه ما يعظم اصحاب محمد محمدا. صلى الله عليه وسلم. والله - 00:15:15ضَ

ان تنخم نخامة اي ما تنخم نخامة الا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده. واذا امره ابتدروا امره واذا توضأوا كادوا يقتتلون على وضوءه. واذا تكلم خفضوا اصواتهم عنده. وما - 00:15:42ضَ

النظر اليه تعظيما له. صلى الله عليه وسلم هكذا هو التعظيم والاحترام والتوقير حين يصدر عن حب صادق وطاعة تامة وايمان جازم يكون ادبا في مقام الادب وفداء في موطن الفداء - 00:16:02ضَ

والتزاما بالامر والنهي لا يحيد قدر انملة كانوا اذا تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم سكتوا كانما على رؤوسهم الطير كما اخرج البخاري فيما قال ابو سعيد الخدري رضي الله عنه وما كانوا يقرعون ابواب النبي صلى الله عليه وسلم الا بالاظافير - 00:16:19ضَ

كما حكى انس رضي الله عنه هي صورة غاية حقيقة في حرص هذا الجيل المحب على اكرام رسول الله صلى الله عليه وسلم تجنب ايذائه كيف لا والله يقول لهم وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله - 00:16:41ضَ

والله يخبر بالوعيد من فوق سبع سماوات ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهينا قال عمرو بن العاص رضي الله عنه في صورة اخرى متكررة في هذا الجيل الكريم المبارك صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم - 00:16:58ضَ

يقول رضي الله عنه وما كان احد احب الي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا اجل في عيني منه وما كنت اطيق ان املأ عيني منه اجلالا له. ولو سئلت ان اصفه ما اطقت لاني لم اكن املأ عيني منه اخرجه - 00:17:19ضَ

مسلم هذه المواقف الجليلة التي تتابعت اخبارها وتتابعت احادها تحكي اصلا عظيما يتضمن واجبات عدة يأتي على رأسها تعظيم سنته صلى الله عليه وسلم. واجلال هديه وتقديمه على كل امر حتى - 00:17:39ضَ

حتى بلغ الصحب الكرام رضي الله عنهم ذلك المبلغ الجليل العظيم يا كرام هذا كله بعد تلك المقدمات يقودنا الى ان نبين بعد ان تبين لنا ان نصرته واحترامه وتوقيره واجلاله صلى الله عليه وسلم - 00:18:01ضَ

قد تحقق له من ربه جل جلاله باعظم ما يكون. واكمل واوفى ما يتحقق به ذلك المعنى الجليل العظيم الذي اذ جعله الله عز وجل حقا لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم فانه ينبغي ان ندرك ايضا ان هذا يأتي في عموم ما - 00:18:20ضَ

اخبر به عليه الصلاة والسلام من النصيحة الواجبة له على امته صلى الله عليه وسلم فقد اخرج الامام مسلم في صحيحه من حديث ابي رقية تميم بن اوس الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة - 00:18:40ضَ

قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله وكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم اما النصيحة لله ولكتابه فالايمان بالله وتعظيمه والقيام بواجبه وحقه العظيم الذي اوجبه الله على العباد وما يتحقق في ضمن ذلك كله من شؤون الحياة ومن واجبات الدين ومن تكاليفه وعبادات الشريعة بلا استثناء - 00:19:00ضَ

اما التعظيم والنصيحة للكتاب الكريم فالقيام بحقه وتلاوته حق تلاوته وتعلمه وتعليمه وتدبره والاستشفاء والامتثال به في هدي الحياة اجمع. واما النصيحة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فهي القيام بكل ما - 00:19:30ضَ

الحقوق الواجبة له عليه الصلاة والسلام على امته. ويدخل في ذلك الايمان به. ويدخل في ذلك تصديقه وطاعته واتباع سنته كما يدخل في ذلك توقيره واحترامه واجلاله ونصرته وتأييده صلوات ربي وسلامه عليه - 00:19:50ضَ

والخلاصة ايها الكرام بعد هذه التقديمات ان معنى التعزير والتوقير يعود الى امرين عظيمين. احدهما الاحترام والاجلال والمهابة والتوقير كما تقدم. والاخر النصرة والتأييد. ولكل منهما مقام تفصيلي يتأتى ايران - 00:20:10ضَ

في هذا السياق المنعقد للحديث عن معنى قوله سبحانه وتعزروه وتوقروه اما التعزير الذي هو التوقير والاحترام الذي هو المهابة والاجلال. فقد ذكرت لكم طرفا مما ساقه تاريخنا المشرق من مواقف - 00:20:30ضَ

صحب الكرام رضي الله عنهم. فتأسى بهم الجيل المبارك والقرون الخيرة بعدهم قرنا فقرن وجيلا فجيل لقد كانوا يتأسون بالصحب الكرام في كيفية تناول معنى التعظيم والاحترام لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. الا فاعلموا رعاكم - 00:20:48ضَ

الله ان الاحترام والتوقير لنبي الله صلى الله عليه وسلم يأتي في صورتين عظيمتين مشرقتين احداهما التوقير والاحترام والاجلال والمهابة التي تأتي ابتداء في معرفة مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:21:08ضَ

تمتلئ القلوب تعظيما لرجل عظيم ونبي كريم رفع الله شأنه. اريد ان اقول لن يتحقق للقلوب توقير حقيقي وتعظيم واجلال لائق ومهابة محققة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الا بعد المعرفة التامة الوافية بمقامه - 00:21:28ضَ

لن تحترم شخصا اذا لم يتحقق لك قدره ومكانته. ولا يتأتى لك مهابة وتوقير واجلال وانت جاهل او عيد او ضعيف العلم بمقامه العظيم وشأنه الكريم. اجل والله هذا نبي الله صلى الله عليه وسلم وكفى. وهذا رسول الهدى والرحمة - 00:21:51ضَ

كفى هذا النبي الاكرم والرسول الاعظم الذي ختم الله به النبوة وجعل مقامه في اعلى درجات البشر اصطفاء واختيارا واجتباء وبعثة ونصرة وتأييدا. فكلما امتلأ قلب المسلم معرفة معرفة بمقام نبيه عليه الصلاة والسلام - 00:22:11ضَ

ازداد توقيرا واحتراما واجلالا له. لقد كان الاعداء في عهده عليه الصلاة والسلام كما الاصدقاء كل يعرف مقامه. او وما كان يعرف في مكة بالصادق الامين صلى الله عليه وسلم قبل البعثة والنبوة. اجل. هكذا هو مقامه الذي حباه الله تعالى به - 00:22:32ضَ

وهيأه له حتى كان كذلك. وتأتي امته اليوم بعد اربعة عشر قرنا من الزمان تقف الخطى وتتأسى وتتبع الاثر تتبع هدي امتها السالفة. لتكون خير خلف لها. عندما تتشبع معرفة - 00:22:52ضَ

بسيرة وشمائلي وهدي نبيها الاكرم صلى الله عليه وسلم اجل امة الاسلام هي دعوة صادقة صريحة الى الانكباب على سيرته العطرة وشمائله النضرة الى معرفة قدره عظيم الجسيم صلى الله عليه وسلم - 00:23:11ضَ

ولا والله ما قصر الصحب الكرام رضي الله عنه في نقل ذلك الارث المبارك الذي يحكي مقامه العظيم وقدره الجسيم ولم يقصر علماء امتنا واجيالها السالفة وذلك وتلك القرون المفضلة ما قصرت ولا آلت جهدا عبر تاريخها المشرق في حفظ ذلك التراث - 00:23:30ضَ

ونقله وروايته فاضحت مكتبات الاسلام زاخرة مشرقة متلألئة يفوح منها عبير سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل يتضوع الجيل وتاريخ الامة مسكا وريحا وعنبرا تزكو منه النفوس وتبتهج به القلوب اجل والله كيف - 00:23:52ضَ

وهي تتلألأ بحروف مشرقة مضيئة من سيرة خير البشر. عليه الصلاة والسلام اقبلوا عليها امة الاسلام وتشبعوا منها وارتووا وارتووا حقيقة من معانيها العظيمة التي تزيدنا والله حبا لنبينا عليه الصلاة والسلام. وهو بذلك لائق - 00:24:13ضَ

بنا له عليه الصلاة والسلام. وتزيدنا من معاني الاحترام والاجلال والتوقير كلما عظم في قلوبنا وفي اعيننا قدر مقامه الكريم صلى الله عليه واله وسلم هذا هذا اول معنيين التوقير والاحترام. واحدى صورتيه كما اسلفت. اما الصورة الاخرى يا كرام - 00:24:35ضَ

الثانية من التوقير والاحترام فهي الذب عن مقامه الشريف واعلان مقامه السني الرفيع عليه الصلاة والسلام والتعريف به عند من يجهله عند من لا يعرف مكانته عند من لم يبلغه العلم بقدره العظيم صلى الله عليه وسلم. فيأتي واجب الامة ان تعلن توقيره - 00:24:59ضَ

لنبيها عليه الصلاة والسلام تعريفا به واشهارا بسيرته وتعطيرا لهذا الكون وافاقه الواسعة بعيدة المدى باخبار سيرة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. واما تراث امتنا فهو بين ايدينا بين ايدينا عتاد وادوات - 00:25:22ضَ

تتيح لنا ان نقوم بهذا الواجب وان نعلن توقيرنا لمقام نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي ذب القرآن عنه وحفظ له له قدره ورفع له ذكره صلوات الله وسلامه عليه. لنقول للامة كلها هذا النبي الذي قال الله عنه وما ارسلناك الا - 00:25:46ضَ

رحمة للعالمين. هذا الذي قال ربنا سبحانه وتعالى عنه واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من امر لعنتم ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان - 00:26:06ضَ

اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة. والله عليم حكيم. لنقول للكون كله مسلمه وكافره. هذا نبي كريم قد قال عنه القرآن الكريم لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم. حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم - 00:26:26ضَ

القلب العظيم الكريم الذي ملئ شفقة ورأفة ورحمة بامته. صلى الله عليه وسلم حري بنا والله ان نبادله حبا بحب وان نقوم بهذا الواجب وهو اقل واجب نقوم به وفاء. لهذا النبي الكريم توقيرا واحتراما. وان ننشر سيرته - 00:26:46ضَ

في العالمين وان نعلنها في الخافقين هذا رسول الله. هذا رحمة الله وهذا نور البشرية التي اضاءت. فاشرقت ظلماتها وتبددت هذا النبي الكريم الذي جعل الله بعثته رحمة ورسالته ضياء وجعل دينه وكتابه خاتما - 00:27:06ضَ

ومهيمنا ومباركا. نحتاج ان نعلن هذا في العالمين ليعرف العرب والعجم والمسلمون والكفار والموالون والمخالفون والاصدقاء والاعداء الكل على حد سواء ان هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حفي حري والله بكل - 00:27:26ضَ

عن الاجلال والتوقير والاحترام كما اراد الله من بعثته عليه الصلاة والسلام. وكما اوجب الله علينا معشر امته عليه الصلاة والسلام. وكما تحتاجه البشرية اليوم الزائغة التي اعمت ابصارها المادية التي قست بها القلوب وطغت بها الافئدة وتجاوزت حدها فلم تعرف ما - 00:27:46ضَ

قامها والله لو عرفوه لاحبوه ووالله لو قدروه حق قدره لما تجرؤوا على مقامه الكريم صلى الله عليه وسلم اما ان الله حافظ مقام نبيه عليه الصلاة والسلام. ولا والله ما بلغ مبغظ ولا شانئ ولا حاقد ولا - 00:28:12ضَ

ولا هازئ عبر تاريخ الامة الطويل. ما بلغ احد منهم مقام النبوة بل لم يقترب منها شبرا قط هي محاولات زائغة مفضوحة بائسة في محاولات يرومون بها اطفاء نور الشمس وانى لهم هي محاولات يريدون بها ذر الرماد - 00:28:34ضَ

في قرص اضحى مشرقا اضاء بنوره للكون كله وهيهات لكنها القلوب التي غوت التي غفلت التي طمس الله عز وجل على بصيرتها فلم تعد تدري طريقها ولا تدل لها لكن الواجب علينا امة الاسلام في مقام التوقير - 00:28:56ضَ

وتطبيق قول ربنا سبحانه وتعالى لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه ان يكون توقيرنا واحترامنا معلنا ان يكون ذلك مبثوثا. واعلموا وفقني الله واياكم انه متى اراد اعداء الامة عبر تاريخها الطويل - 00:29:17ضَ

باي اسلوب كان عندما يبتغي احدهم بائسا خائبا عندما يبتغي التعدي على مقام النبوة ولن يبلغه كما اسلفت او الانتقاص من قدر نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ولن يحصل - 00:29:37ضَ

عندما يريدون ذلك فاعلموا رعاكم الله ان اجل معاني التوقير والاحترام حينئذ واعظم مقامات النصرة عندئذ في لهذا الموقف ان تعود الامة بمزيد من توقير واحترام واجلال مشروع كما اراد الله سبحانه تحقيقا - 00:29:53ضَ

هذا الواجب الكريم لحق نبينا الكريم صلى الله عليه واله وسلم هذا احد الواجبين بصورتيه وهو الاحترام والاجلال والتوقير والمهابة التي جاءت في الاية الكريمة اما المعنى الثاني وهو التعزير او النصرة والتأييد كما جاء في تفسير ابن عباس وقتادة والضحاك وغيرهم رحمة الله عليهم ورضي عنهم اجمعين - 00:30:13ضَ

فانها ايضا تأتي على صورتين اثنتين. النصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم نصرة حسية واخرى معنوية اما الحسية فاعلاها نصرة الابدان بالجهاد الذي قام به الصحب الكريم رضي الله عنهم اجمعين. في غزوات النبوة عبر - 00:30:40ضَ

وتاريخها الممتد عشر سنين بعد هجرته عشر سنين. بعد هجرته صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة. فابلوا بلاء حسنا وفدوه بالانفس والمهج والارواح رضي الله عنهم اجمعين. وكانوا في ذلك في اعظم مقامات النصرة لنبيهم صلى الله - 00:31:01ضَ

عليه وسلم واحدهم يقول نحري دون نحرك يا رسول الله. والاخر يفديه بنفسه وما ملكت يداه. رضي الله عنهم اجمعين النصرة بالابدان كانت في اعظم المواقف متحققة لذلك الجيل الكريم من الصحب الكرام رضي الله عنهم جميعا. هذه النصرة التي تتحقق بالابدان حاز بها - 00:31:21ضَ

احب الكرام وفازوا بها رضي الله عنهم بازاء شرف الصحبة الذي اختصهم الله تعالى به. ويلحق بنصرة الابدان ايضا نصرة ولاة امور المسلمين عبر تاريخ الامة الطويل وخلفائها المتعاقبين في دول الاسلام دولة بعد دولة وامة بعد امة ينتصرون - 00:31:46ضَ

بالجهاد ورفع رايته لاحقاق الحق وازهاق الباطل. لتكون كلمة الله هي العليا ولنشر دين الاسلام في شتى ارجاء المعمورة يذبون عن حياض الاسلام ويدفعون عن حماه ويدخلون الناس في دين الله افواجا. هو ايضا من النصرة الحقيقية التي - 00:32:06ضَ

اتى في هذا المعنى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولدينه ورسالته وبعثته وتعاليم شريعته التي جاء بها نبراسا واشراقا لهذه الامة المباركة. واما النصرة الاخرى في صورتها الثانية المشرقة التي لا يحدها جيل. ولا تقتصر على - 00:32:26ضَ

احد دون احد ويستطيعها كل فرد في الامة ذكرا وانثى صغارا وكبارا عربا وعجما. متعلمين وغيرهم الكل في هذا على حد سواء فهي النصرة المعنوية التي لا تتأتى بامر محسوس انما هي النصرة بالقلوب والارواح النصرة - 00:32:46ضَ

بانتهاج سنته عليه الصلاة والسلام النصرة له بتأييد رسالته وبثها في العالمين. هذا هو المفهوم الاوسع لنصرة نبينا صلى الله عليه وسلم في كل الاحوال سواء كانت الامة في ساعة انتصار ومرحلة من اوج العزة والتمكن - 00:33:06ضَ

التي لها الصولة والجولة والكلمة العليا بين الامم على وجه الارض. كما كان في صدر الامة الاول وتاريخها المشرق زمن الصحب الكرام رضي الله عنهم وفي القرون المفضلة. او كان ذلك في غيرها من الازمان التي دالت فيها الايام. فضعفت فيها امة الاسلام وضعفت شوكته - 00:33:26ضَ

وصارت الصولة والجولة والغلبة لاعدائها. ايضا ستكون النصرة المعنوية ها هنا حاضرة. وابوابها متفتحة والكل يستطيع ان يبذل من نصرته لنبيه عليه الصلاة والسلام وسيرته وسنته وهديه باقتفاء اثره وباحيائه - 00:33:46ضَ

اليسوا يريدون بالعدوان والتعدي على مقام النبوة اضعاف مقامه في النفوس وتنفير الناس عن سيرته العطرة ومحاولة حجب نور الشمس بغربال كما اسلفت اذا فليجل هذا النور على ايدي امته عليه الصلاة والسلام. وهم يتتابعون نصرة له وتأييدا له واستمساكا بسنته - 00:34:06ضَ

ونشرا لها في العالمين وتعريفا للامة كلها من هو النبي الكريم. عندما يلتفت الكون فلا يرى الا سنة محمد الهادي عليه الصلاة والسلام مطبقة شائعة منتشرة ولا يرون الا هديه الاكمل قد انتشر في البيوت وفي الاسر يطبقه الرجال والنساء والصغار - 00:34:31ضَ

ولا يرون الا هديه الاكمل وقيم سيرته العطرة وسيرته المشرقة تتلقفها الاجيال بشغف وتقرأها بحب وتغترف من معينها بتلهف وعطش وظمأ تعرف انه لا يروي ظمأها شيء سوى سيرته العطرة عليه الصلاة والسلام. ولن - 00:34:51ضَ

يروي تلك القيم الذابلة التي عانت منها البشرية اليوم شيء اعظم من معين السيرة النبوية على صاحبها. افضل الصلاة والسلام هي اعظم نصرة اي والله الانكباب على سنته والتمسك بها والعض عليها بالنواجذ واظهارها في العالمين ودلالة - 00:35:11ضَ

الناس عليها يعلم بها الجاهل ويفتى بها السائل ويهدى بها الحائر ويستدير بنورها المسلم والكافر. الكل سيجد في نبراس سيرته عليه الصلاة والسلام نورا يكفيه مدى حياته. يبصر به طريق خطواته والكل سيجد في معنى النصرة - 00:35:31ضَ

رسول الله صلى الله عليه وسلم تحقيقا لقول ربنا الكريم وتعزروه وتوقروه. يجد الكل لنفسه متسعا على الاقل في دائرة ذاته في حياته في شأنه خاصة ان يكون منذ ان يصبح حتى يمسي. لا يزال متقفيا اثر حبيبه ونبيه الكريم صلى الله - 00:35:51ضَ

الله عليه وسلم ان قام وان قعد ان اكل وان شرب ان نام او استيقظ ان دخل وان خرج ان صلى وان صام ان توضأ وصلى ان دعا ان طاف وحج واعتمر وفي شأنه كله - 00:36:11ضَ

ليس له شغل شاغل ولا خاطر يغلف فؤاده وقلبه ونظر عينيه سوى البحث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشأنه وسيرته وسنته. تماما تلك العبارة التي حكاها جيلنا الاول وسلفنا الكرام لما يقول سفيان بن عيينة رحمة الله عليه ان استطعت الا تحك رأسك الا - 00:36:25ضَ

فافعل لقد اختصروا منهجا عظيما يشمل الحياة كلها. دقيقها وجليلها الا يكون لاحدنا في خطوة من خطوات حياته شغل شاغل ولا شأن اعظم من ان يبحث فيه عن هدي نبوة يتقفاه - 00:36:48ضَ

واثر سيرة يتأسى به وله في رسول الله صلى الله عليه وسلم. اسوة بل الاسوة الحسنة كلها هذه النصرة الحقيقية يا كرام التي تأتي على اعلى درجات وسلم وهرم النصرة الحقيقية التي يطيقها كل احد - 00:37:05ضَ

والتي يستطيعها كل المسلمين كما قلت لا فرق بين رئيس ومرؤوس ومتعلم وجاهل وذكر وانثى وعربي وعجمي صغير وكبير هاتان صورتان من التوقير والاحترام لرسول الله صلى الله عليه وسلم. يقابلها صورتان من النصرة والتأييد لرسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:37:24ضَ

وكلها داخلة في دلالة قول ربنا سبحانه في مقاصد بعثته صلى الله عليه وسلم انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه ان تاريخنا امة الاسلام منذ ان ابتدأ المشرقا ببعثته صلى الله عليه وسلم - 00:37:49ضَ

لم تزل لم تزل تحمل في طياتها المواقف الحاقدة. بدءا من كفار قريش وانتهاء بكثير من الحاقدين المعاصرين ما تزال عبر فترات التاريخ تبرز شرذمة مشؤومة ضاقت صدورها برسول الهدى صلى الله عليه وسلم. عجيب والله - 00:38:16ضَ

فلم تسعها الرحمة التي حملها صلى الله عليه وسلم بين كفيه. للبشرية التائهة ولم تأنس بنور الهداية الذي بعث به صلى الله عليه وسلم فلست تدري والله من ما ضاقت به تلك الصدور المظلمة؟ امن كريم خلقه - 00:38:36ضَ

وجميل خصاله وسمو شمائله وطيب سيرته التي طبقت الافاق عليه الصلاة والسلام ام من رأفته وشفقته ورحمته ولين قلبه عليه الصلاة والسلام ام من عدله وانصافه مع الموافق والمخالف على حد - 00:38:55ضَ

ايا كان الجواب فانها سنة الله الماضية. ان يبقى ان يبقى عبر تاريخ الامة الفئة الغاوية التي التي ما الله ابصارها واظلمت بصائرها فلم تعد تدريب لا عقلا ولا حكمة ولا منطقا ولا دينا. فتاهة وانسلخت من بشريتها فغدت مضرب - 00:39:12ضَ

مثلي في الشؤم واللؤم والنكارة والحقارة والخسة والدناءة لن تعجب الامة اليوم ولا بالامس ولن تعجب غدا اذا ما وجدت من اعدائها المتطاولين الحاقدين من يتناول بوقاحة ودناءة وحقارة مقام النبوة تنقصا وعيبا واستهزاء. لكن ذلك ينبغي ان يحملنا - 00:39:34ضَ

على العودة الى الاصول الشرعية في القيام بهذا الواجب العظيم لمقام نبينا الكريم صلى الله عليه واله وسلم ليدرك كلنا ان له من هذا الواجب العظيم حظه الوافر من نصرته وتأييده واحترامه لنبي الله صلى الله عليه - 00:40:00ضَ

اله وسلم ولعلنا كما افتتحنا المجلس بذكر نماذج مشرقة من سلف الامة وجيلها الاول في احترام وحب ونصرة وتأييد واحترام وتوقير رسول الله صلى الله وعليه وسلم علنا ان نختمه كذلك بنماذج كانت فيها النصرة الحافلة لذلك الجيل لنبيه الكريم صلى الله عليه - 00:40:20ضَ

وسلم قال عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه اني لفي الصف يوم بدر اذ التفت فاذا عن يميني وعن يساري فتيان صغيران فكأني لم امن بمكانهما اي خشيت عليهما اذ قال لي احدهما سرا من صاحبه يا عم - 00:40:44ضَ

ارني ابا جهل فقلت يا ابن اخي فما تصنع به؟ قال الفتى اخبرت انه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده - 00:41:06ضَ

حتى يموت الاعجل منا قال عبدالرحمن بن عوف فتعجبت لذلك قال وغمزني لاخر فقال لي مثلها فلم انشب ان نظرت الى ابي جهل يجول في الناس فقلت الا تريان هذا صاحبكما الذي تسألان عنه. قال فانطلقا اليه فابتدراه بسيفيهما فظرباه حتى قتلاه. وهما معاذ بن عمرو - 00:41:25ضَ

لابن الجموح ومعوذ بن عفراء ثم انصرفا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ايكما قتله؟ فقال كل واحد انهما انا قتلته يا رسول الله. فقال هل مسحتما سيفيكما؟ فقال لا - 00:41:50ضَ

فنظر الى السيفين وقال كلاكما قتله وهكذا في اهدار النبي عليه الصلاة والسلام دم كعب بن الاشرف اليهودي الذي قال فيه من لكعب بن الاشرف فانه قد اذى الله ورسوله حتى كانت العصابة المؤمنة - 00:42:07ضَ

التي قضت به امر النبي صلى الله عليه واله وسلم كل ذلك يا كرام كان منحصرا في الجيل الاول الذي اسلفت انه ظفر بالنصرة البدنية جهادا مع رسول الله صلى الله عليه - 00:42:27ضَ

وسلم وذبا عنه ودفاعا عن عرضه ومقامه الكريم الشريف. اما اليوم وقد تبدلت الاوضاع وساد بين الناس تلك الاحوال المعاصرة التي نشهدها اليوم والامة في حالها فانها ينبغي ان تدرك انه ليس من - 00:42:43ضَ

شرعا ولا من الواجب الذي يتداعى اليه بعض من اخذته الحمية لاراقة الدماء او التعدي على الحرمات او ان تجلب على الامة سوءا وشرا وفسادا وفتنة. فان القواعد الشرعية المتكررة ان المفسدة تدرأ اذا كانت - 00:43:02ضَ

متوقعة الحصول وانه عند تعارض المصالح والمفاسد توزن بميزان الشريعة فحيثما كانت الغلبة والارجح في فته كان الحكم له وما من شك ان عواقب تلك التصرفات والانفعالات وردود الافعال التي ربما تحمل في باطنها - 00:43:22ضَ

ونصرا لكنها قد تجر من السوءات والويلات وعواقب الامور من الوخامة والفتنة والاذى والشر على الاسلام والمسلمين مسلمين الذين يكونون في تلك البلدان وفي غيرها ما هو اعظم واشأم واسوأ يجعل من الحكم الشرعي المتقرر ذرة - 00:43:42ضَ

تلك المفاسد باحتمال ما هو ادنى منها. وان تكون المصالح والمفاسد موزونة بميزان الشرع. وان العاطفة وحدها ليست كافية والا فان من اعتدى على مقام النبوة بمكة قبل الهجرة كثير - 00:44:02ضَ

وكم كان عقبة بن ابي معيط وابو جهل وامية ابن خلف وابي بن خلف كم كانوا يمارسون من السخرية والاستهزاء والتعدي على مقام النبوة بل ما حكاه القرآن من مقولاتهم الفاجرة الكافرة ساحر وكذاب وشاعر ومجنون - 00:44:18ضَ

ولا يعرف في تاريخ الاسلام قبل الهجرة في تاريخ النبوة موقف واحد دعا فيه النبي عليه الصلاة والسلام الى الاقتصاص ممن تعدى على ما قامة او الثأر او اهدار دمه. لكن المواقف كما قلت كانت موزونة بميزان الشريعة. فحال مكة قبل فحال الاسلام في مكة قبل - 00:44:36ضَ

للهجرة لم يكن كمثلها بعد الهجرة في المدينة. ولهذا لم يشرع الجهاد بمكة والمسلمون ضعفة. ولم يؤمر المسلمون في مكة بالرد والثأر والانتصار وهم في تلك الحال من الغلبة والاستظعاف - 00:44:56ضَ

حكمة شرعية تراعي فيها الشريعة طاقة العباد. وما ينالهم وما هو في احتمالهم وما ليس في طاقتهم شريعة الهية تدار بنصوص الكتاب والسنة لا بمنطلق الاهواء والعواطف. فلما كان النبي عليه الصلاة والسلام بالمدينة وشرع الجهاد وكانت المنعت - 00:45:12ضَ

والقوة والغلبة كان للشريعة الحكم والامر والنهي وكان لها القوة والغلبة والكلمة المطاعة اختلف الحكم بين الصورتين وعلى امة الاسلام اليوم ان تدرك انها في ضراوة العداء الذي تموج به كثير من الامواج - 00:45:32ضَ

التي تأخذها ذات اليمين وذات الشمال ينبغي الا تصرفها. يمنة ولا يسرى عن ميزان الشريعة المطهر. وحكمة الاسلام المعتدلة التي احفظوا الحقوق وتراعي الواجبات وتقوم بواجب الاحترام والتوقير والنصرة لنبي الله صلى الله عليه وسلم بما تطيق وما تدرك وبما - 00:45:52ضَ

ما تناله فليكن هذا اخوة الاسلام منعطف خير نعود به وفقكم الله للانكباب على السيرة النبوية العطرة وبثها في المساجد والبيوت والمدارس وتنشئة الاجيال على الشغف والتعلق باخبار واحداث سيرته عليه - 00:46:14ضَ

الصلاة والسلام والتعرف على شمائله والاقتراب منها لمزيد من توقير في القلوب وتعظيم في النفوس ونصرة بالقلوب والارواح ابداني لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا سبيل الى السعادة والفلاح في الدنيا والاخرة الا على يديه وما جاء به. ولا ينال رضى الله الا - 00:46:31ضَ

من طريقه فالضرورة الى معرفة سيرته وهديه كما يقول ابن القيم رحمه الله اعظم من ضرورة البدن الى روحه والعين الى نورها والروح الى حياتها. وما ظنكم بمن اذا غاب عنكم هديه وما جاء به طرفة عين. فسدت القلوب وصارت كالحوت اذا فارق الماء. ووضع في - 00:46:51ضَ

المقلاة. واعلموا ايها الكرام انه مهما تضجرت قلوب المسلمين من انتقاص يرومه الاعداء الحاقدون من مقام النبوة وانسلاخ عن تعظيم لنبي عظم الله شأنه فلنعلم ان تمسكنا بالسنة وعودتنا الى الهدي النبوي اعظم نصرة اي والله - 00:47:11ضَ

الله بل لنقل ان تنكبنا عن السنن واعراضنا عنها هو لون هو لون من ضعف التعظيم كنا نمارسه وحيث لا ان ذلك هجران لسننه عليه الصلاة والسلام. وعزوف عنها ورغبة وزهد في التأسي بها. كم قدم بعضنا هوى الانفس - 00:47:31ضَ

ورغبات النفوس في امور تعارضت مع السنن وهدي النبي صلى الله عليه وسلم لسنا بحاجة الى ان نضرب الامثلة في تقديم الاهواء والاعراف والتقاليد احيانا على امور صريحة مبثوتة في نصوص - 00:47:51ضَ

والسنة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا ما رمنا نصرته حقا ورفع راية الدفاع عنه. فلنحي سننه ولننشرها بين العالمين تطبيقا لها ودعوة اليها وبحثا عنها في كل صغير وكبير ولنغظ اعدائنا بتطبيقنا لسنن نبينا صلى الله عليه وسلم - 00:48:08ضَ

واعلانها وبثها في العالمين ليقف العالم على عظمة هذا النبي الكريم. ونقوم بجزء واجب ووفاء مستحق بدل دلالة الاية الكريمة لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا. فاللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد اكرم صلاة واعظمها وازكاها واسناها - 00:48:28ضَ

وارزقنا الهي في مقام نصرته وتوقيره اعلى المقامات وشرفنا بها في الدنيا والاخرة يا حي يا قيوم واجعلنا يا رب من خيرة امته تمسكا بسنته ونصرة لها وتأييدا لها وذبا عنها واقتداء به وتوقيرا لمقامه الكريم وهديه العظيم صلى الله عليه - 00:48:54ضَ

وسلم - 00:49:14ضَ