التفريغ
السلام عليكم واهلا بكم في حلقة جديدة على القناة اليوم نبدأ في الشرح المبسط لمعلقة الاعشى الكبير ميمون ابن قيس. كنا قد قدمنا للشاعر وحياته واسلوبه في الحلقة السابقة يستحسن ان تطلع عليها قبل مناقشة معلقته - 00:00:00ضَ
وقلنا فيما سبق ان كلمة معلقة تعني قصيدة من قصائد الجاهليين تعلق بها العرب. وقد اختار رواة الشعر في العصر الاسلامي افضل قصائد الجاهليين وسموها المعلقات ومن ضمن ما وقع عليه اختيارهم هذه القصيدة للاعشى التي اولها ودع هريرة ان الركب مرتحل - 00:00:19ضَ
ولم يقع اختيار الجميع عليها. فهي ليست من المعلقات المجمع عليها ففي النهاية هذه مسألة اذواق. وهناك من اختار قصيدة اخرى للاعشاب. ولكن الغالبية العظمى من رواة الشعر يفضلون هذه القصيدة - 00:00:42ضَ
وهذه القصيدة لامية. اي ان قافيتها تنتهي بحرف اللام وهي على بحر البسيط. يبدأها بالتغزل في فتاة تدعى ويصف جمالها في عدة ابيات ولكن ليس بطريقة البكاء على الاطلال كامرئ القيس. بل بطريقة متغزلة فيها بعض المجون والغزل الصريح - 00:00:57ضَ
ثم يلومها على عدم اكتراثها به. وعلى حبه المتعثر وينتقل لوصف مرحه مع اصدقائه وشربهم للخمر وهو كما قلنا من اكثر شعراء العرب وصفا للخمر ويتحدث عن قوته ومروره بالصحراء الخطرة ثم سينقلب ويتحدث مهددا لرجل من بني عمومته يدعى يزيد ابن مصهر الشيباني - 00:01:20ضَ
ويبدأ في الاستهزاء به والفخر عليه وتهديده ثم يختتم المعلقة بفخر قوي بقبيلته وبسالتها في الحروب. اذا القصيدة تبدأ بغزل وخمر وعبث ومرح وتنتهي بطريقة حربية وتهديد وفخر قال الشاعر - 00:01:43ضَ
ودع هريرة ان الركب مرتحل وهل تطيق وداعا ايها الرجل هريرة هو اسم للفتاة التي يتغزل فيها وهي تصغير لكلمة هرة وقد لاحظت ان العرب يكنون عن الفتيات او يسمونهن هر او هريرة في كثير من الاوقات - 00:02:03ضَ
فقد تغزى امرؤ القيس في فتاة سماها هرل عندما قال وهر تصيد قلوب الرجال وافلت منها ابن عمر حجر وكذلك طرف بن العبد في احدى قصائده يبدأها بقوله اصحوت اليوم امشى قد كهر ومن الحب جنون مستعر - 00:02:24ضَ
فيبدو انهم كانوا معتادين على تشبيه او تسمية الفتيات بهر او هريرة وتوجد تشبيهات كهذه في لهجاتنا المعاصرة. حيث تشبه الفتاة الجميلة بانها غزالة او قمر او نحو ذلك من عناصر البيئة - 00:02:43ضَ
وفي شرح الزوزاني سألوا الاعشى من الفتاة التي تقصدها؟ فقال هو اسم جئت به ولم يكن يقصد به واحدة بعينها اذا نعود لمعنى البيت. ودع هريرة ان الركب مرتحل. وهل تطيق وداعا ايها الرجل - 00:02:59ضَ
اي ان الحبيبة مغادرة مع ركبها واهلها. وكما علمنا ان التنقل امر معتاد في حياة العرب. ولهذا اكثر الشعراء من وصف حزنهم عندما تفترق العشائر؟ فيقول لنفسه ودعها لان اهلها سيرحلون الان. وهنا يسأل نفسه هل تطيق وداعها؟ هل ستتحمل - 00:03:16ضَ
وبعدها هذا ثم يكمل غراء فرعاء مصقول عوارضها تمشي الهوينة كما يمشي الوجه الوحيد الراء مؤنث اغر اي بيضاء الجبهة فرعاء فرع كل شيء اعلاه. اي يقصد شعرها اي انها غزيرة الشعر - 00:03:36ضَ
مضت علينا هذه الكلمة في معلقة امرئ القيس عندما كان يصف شعر حبيبته وقال وفرع يزين المتن اسود فاحم اثيث كقنو النخلة المتعثكل. كان ايضا يصف شعر حبيبته مصقول عوارضها مصقول يعني التي تم تلميعها او مجلوة. السيف المصقول هو الذي ازيل صدأه واصبح معدنه - 00:03:57ضَ
لامعا العوارض كل ما يعترض نظرك ويظهر امامك هو عارض. كالسحاب العارض ونحو ذلك. وفي الانسان تحديدا يقصد بها الاسنان الامامية اذا يقصد ان اسنانها جميلة لامعة. وهذا المعيار مهم جدا عند العرب ونراه دائما في شعرهم. فمن اجمل صفات الفتيات - 00:04:22ضَ
الانسان عموما ان تكون اسنانه بيضاء جميلة لامعة فهذا يعطي جمالا كبيرا ولا شك الهوينة هو المشي ببطء في هدوء واطمئنان والعيشة الهوينة هي العيشة المكرمة السهلة الوجه هو الذي بليت رجله من كثرة المشي او حافره ان كان حيوانا - 00:04:44ضَ
اي اثرت كثرة المشي على قدمه يقصد من هذا وصف بطء مشيتها الوحل الذي وقع في الطين وتخبط فيه يبدأ في هذا البيت وصف صاحبته هريرة. فهي بيضاء الجبهة والوجه. شعرها طويل منسدل. بيضاء الاسنان جميلة الفم - 00:05:05ضَ
تمشي بهدوء كأن قدمها مصابة بالم او كأنها تمشي في ارض محيلة كأن مشيتها من بيت جارتها مروا السحابة لا ريث ولا عجل الريس هو البطء. العجل السرعة هنا يصف طريقة مشيتها. فيقول انها لطيفة كما تمر السحابة بهدوء وانسيابية. فلا صحب ولا جلابة بل رقة جميلة - 00:05:26ضَ
وهي ليست بطيئة جدا ولا سريعة جدا في المشي. بل هي هادئة مطمئنة وهذا افضل لها تسمع للحي وسواسا اذا انصرفت كما استعان بريح عشرق زجلوا الحلي والجمع حلى ما تتزين به المرأة - 00:05:53ضَ
الوسواس الصوت الخفي من الريح ونحو ذلك. يقصد به صوت احتكاك زينتها اشرق هو نبات له ورق عريض. وتكون له حبوب داخل جراب. عندما تجف فانها تحدث صوتا مع هبوب الرياح - 00:06:12ضَ
وهو السيراميكي كما درسناه في كلية الصيدلة له استعمالات طبية فيما يتعلق بالجهاز الهضمي. ولكنه يقصد الصوت الذي يخرج منه عند هبوب الرياح زجل هي الضجة واختلاط الاصوات مع فرحة وغناء - 00:06:29ضَ
يقول انك تسمع صوت حليها من الذهب والخلاخيل ونحو ذلك مثلما يستعين نبات العشرق المتراقص بالرياح ليحدث صوت الحفيد الصورة فيها جمال ونوع من البهجة في طريقة تصويرها ليست كمن يكره الجيران طلعتها - 00:06:44ضَ
ولا تراها لسر الجار تختتل تختتم يعني تتلصص وتسترق السمع يقول انها محبوبة من الجيران. فليست من النوع الذي يكره جيرانها ظهورها وطلعتها عليهم. بل يفرحون ويستبشرون بها. وهي لا تتلصص عليهم محاولة ان تعرف الاخبار - 00:07:04ضَ
اذا هو يجمع لها الصفات الاخلاقية المحببة التي تجعلها محبوبة من الناس بجانب الصفات الجمالية يكاد يصرعها لولا تشددها اذا تقوم الى جارتها الكسل الصرع هو الطرح ارضا. ومنها لعبة المصارعة حيث يحاول كل لاعب ان يطرح خصمه ارضا - 00:07:25ضَ
يقول انها شديدة الكسل. واذا قامت تكاد تقع على وجهها بسبب كسلها لولا انها تتشدد على نفسها وتقاوم. وهذا كله بسبب الكسل وقد تتساءل وهل الكسل صفة جيدة ليمتدح بها صاحبته؟ الجواب هو نعم. لان هذا يدل انها غنية ولا تحتاج ان - 00:07:48ضَ
فتخدم وتعمل في اعمال البيت او الراعي. فهي تخدم ولا تخدم وحدا ولا تعمل وكان الجاهليون يعتبرون هذا ميزة فهذا دليل على الغنى. لان الفقراء هم من يحتاجون للقيام باعمالهم بانفسهم. وهو يقول انها حتى وهي تقوم متكاسلة فهي لا - 00:08:10ضَ
افعلوا شيئا بل فقط تقوم لزيارة جاراتها. اي ان سبب الخروج ليس ضرورة عمل او كسب رزق بل مجرد زيارات. وهذا يؤكد على الصورة المرفهة التي يريد ان يصفها بها - 00:08:30ضَ
ايضا وصف امرؤ القيس صاحبته بهذه الاوصاف. عندما قال انها نؤوم الضحى اي انها تكون نائمة وقت الضحى ولا تحتاج لاستيقاظ مبكرا لتعمل اذا تلاعب قرنا ساعة فترت وارتج منها ذنوب المتن والكفل - 00:08:44ضَ
القرن بكسر القاف هو المكافئ فطرت اي سكنت وملت ذنوب المتن يعني اخر ظهرها. والمتن هو الاصل الكفل اي مؤخرة جسدها في هذا البيت يواصل وصف تكاسلها. فعندما تلاعب او تجالس اقرانها تمل بعد فترة قصيرة. وفيه غزل صريح حيث يصف تحرك - 00:09:03ضَ
سد ونحوا من ذلك صفر الوشاح وملء الدرع بهكنة اذا تأتي يكاد الخصر ينخزل الصفر هو الخالي ويطلق على الرقم صفر هذا الاسم لان قيمته العددية لا شيء ويقال رجل صفر من الخير اي لا خير فيه - 00:09:26ضَ
الوشاح هو قماش عريض يرصع بالجواهر تضعه المرأة على اكتافها وتزين به جسدها ويغطي اعلى الجسد معنا صفر المشاح ان جسدها لا يملأ وشاحها لانها رشيقة من الاعلى الدرع هو لباس الفتيات. ويصفها بانها تملأه - 00:09:45ضَ
بهكنة تعني الفتاة خفيفة الروح والظريفة تأتي اصلها تتأتى عذبت التاء تخفيفا اي تتهيأ وتأتي مقبلة ينخزل يعني يعاق او يتأخر او يتهاوى كل هذه المعاني هذا البيت فيه غزل صريح. فهو يصف جسدها بانه يملأ الدرع ولكنه لا يملأ منطقة الوشاح وهي خفيفة الروح وظريفة - 00:10:05ضَ
وهي رقيقة الى حد انها اذا ارادت التحرك يكاد حصرها يضعف ويتهاوى لرقته نعم الضجيع غداة الدجن يصرعها للذة المرء لا جاف ولا تفل نعمة فعل ماض جامد. جامد يعني لا يشتق منه مضارع ولا امر. ومعناه اعطاء معنى المديح اي يمدح ما يأتي - 00:10:31ضَ
الدجن هو اليوم الذي فيه غيوم جاف من الجفاء وهو الغلظة والقسوة في التعامل يعني سيئة الرائحة نكتفي في هذا البيت بتوضيح معاني الكلمات لانه غزل صريح. ولننتقل لما بعده - 00:10:55ضَ
فلق درم مرافقها كأن اخمصها بالشوك منتعل هي الكبيرة البركين ولها مشية حسنة والهركلة هي المشية البطيئة للفتاة وفيها تبختر خلق هي المتنعمة في عيشها. وقيل هي الفتية الشابة من النساء - 00:11:13ضَ
درم مرافقها المرفق معروف. يعني ان لحم المرفق يغطي العظام فلا تظهر عظامها اخمص القدم هو المنطقة اللحمية في باطن القدم والتي لا تمس الارض يواصل وصفها فيقول ان مشيتها جميلة وفيها دلال فهي متنعمة العيش. ويظهر هذا على ذراعها الممتلئ والذي لا تظهر فيه العظام عند - 00:11:33ضَ
وهي تمشي ببطء كأن باطن قدمها ينتعل الاشواك. اي كانها تلبس نعلا من الشوك يؤثر على جلد قدمها فتمشي ببطء شديد اذا تقوم يدور المسك اسورة والزنبق الورد من اردانها شملوا - 00:11:57ضَ
موضوع الرائحة يعني تنتشر وتفوح الصورة جمع سوار. ويقال انها رائحة المسك او المسك نفسه او وعاء المسك المسك طبعا هو الطيب المعروف جميل الرائحة الزنبق هو نبات مائي منتشر وله ورد يحمل الوانا كثيرة وهو طيب الرائحة - 00:12:15ضَ
والورد هو الورد نفسه. وربما يقصد اللون الاحمر تحديدا الاردان هي اسهل الاكمام. اي مكان ادخال اليد في الثوب شامل يعني شامل يعم المكان. اذا في هذا البيت يصف طيب رائحتها ونظافتها. فعندما تقوم تعم رائحة المسك - 00:12:35ضَ
منبعثة منها في المكان وكذلك رائحة الزنبق من ثوبها. فهي ايضا تشمل المكان اذا اتوقف هنا لهذا اليوم واعيد ذكرى ابيات اول حلقة من حلقات معلقة الاعشى ليسهل عليك حفظها - 00:12:55ضَ
قال الاعشى ودع هريرة ان الركب مرتحل. وهل تطيق وداعا ايها الرجل والراء فرعاء مصقول عوارضها تمشي الهوينة كما يمشي الوجه الوحيد كأن مشيتها من بيت جارتها مروا السحابة لا ريث ولا عجل - 00:13:10ضَ
تسمع للحي وسواسا اذا انصرفت كما استعان بريح عشرق زجلوا ليست كمن يكره الجيران طلعتها ولا تراها لسر الجار تختتل يكاد يصرعها لولا تشددها اذا تقوم الى جاراتها الكسل اذا تلاعب قرنا ساعة فترت وارتج منها ذنوب المتن والكفل - 00:13:33ضَ
صفر الوشاح وملء الدرع بهكنة اذا تأتي يكاد الخصر ينخزل نعم الضجيع غداة الدجن يصرعها للذة المرء لا جاف ولا تفل تركولة فمق درم مرافقها كأن اخمصها بالشوك منتعل اذا تقوم يضوع المسك اسورة والزنبق الورد من اردانها شملوا - 00:14:02ضَ
اذا هكذا انتهت هذه الحلقة. ارجو ان تكونوا قد استمتعتم بها. ولا تنسوا الاشتراك في القناة. والاعجاب بهذه الحلقة. كذلك ان اعجبك محتوى قناة يمكنك ان تدعمها عن طريق زيارة صفحة القناة على موقع باترون - 00:14:31ضَ
شكرا لكم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:14:46ضَ