السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد وحياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة بتوفيق الله على موعد - 00:00:00ضَ

مع اللقاء الثامن والسبعين بعد المئتين اللقاءات التفسير ومع اللقاء الثالث والثلاثين من لقاءات تفسيرنا لسورة ال عمران وكنا نتحدث في اللقاء الماضي عن صفات المتقين في قوله تعالى وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين - 00:00:20ضَ

الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين واولئك المنفقون اموالهم في السراء والضراء محسنون واولئك الذين يكظمون غيظهم ويعفون عن الخلق مع قدرتهم على المؤاخذة ورد الاساءة - 00:00:52ضَ

محسنون والله جل جلاله يحب المحسنين ومن اهل علم من قال هذه الاخلاق هي اكمل احوال المتقين وهذا من مقامات الاحسان ثم ذكر الصفة الخامسة من هذه الصفات فقال سبحانه - 00:01:22ضَ

والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون الرب رب والعبد عبد قد يزل التقي لبشريته - 00:01:49ضَ

في لحظة ضعف اعتري البشر كل البشر كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون يقع التقي في الفاحشة نعم قد يقع التقي في الفاحشة ولكنه سرعان ما يرفع قدمه من حفرة الفاحشة - 00:02:14ضَ

وشؤم المعصية ويطهر قلبه وبدنه ونفسه بدموع التوبة والاوبة والندم وينكسر بين يدي سيده ومولاه طارحا قلبه بخضوع وانكسار وذل واعتذار وعبودية حب وقهر واضطرار مستغفرا العزيز الغفار لا يصر على فعل الخطيئة - 00:02:41ضَ

لا يصر على فعل الذنب بل ولا يتبجح ولا يعلن بها بلا حرج ولا خجل ولا حياء. لا لا لا بل ان زل يزل لضعفه لبشريته والله جل جلاله يعلم - 00:03:14ضَ

ضعف الانسان فهو الذي خلقه وخلق الانسان ضعيفا فاذا زل التقي وعاد وتاب ولم يصر واستغفر واقر بذنبه وضعفه للرب العلي لن يطرده الله جل وعلا من رحمته بل هو في عفوه وستره ومغفرته - 00:03:36ضَ

فنور الايمان في قلبه لم ينطفئ ونور التقوى في قلبه لم تنطفئ ويعلم ان له ربا كريما يأخذ بالذنب ويغفر الذنب وانه عبد ضعيف متمسك بدينه مستغفر لذنبه ذاكر لربه جل جلاله - 00:04:06ضَ

والله سبحانه يأخذ بيده ويغفر له ويعفو عنه ويعطف عليه ويقبل عثرته ويفتح له باب الامل والرجاء يفتح له باب التوبة ما دام العبد ذاكرا لله ولا ينسى سيده ومولاه - 00:04:35ضَ

ولا يصر على الذنب والمعصية صغرت ام كبرت بل يستغفر الله جل وعلا لذنبه ولا يصر على الفاحشة والخطيئة واعتذر لربه سبحانه وتعالى من ذنوبه وجناياته ومن ارق الاحاديث في هذا الباب - 00:05:02ضَ

ما رواه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما يحكي عن رب العزة في الحديث القدسي قال اذنب عبد ذنبا - 00:05:26ضَ

وقال اي العبد اللهم اغفر لي ذنبي. فقال الله تبارك وتعالى اذنب عبدي ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد الى العبد فاذنب وقال اي ربي اغفر لي ذنبي - 00:05:43ضَ

وقال تبارك وتعالى اذنب عبدي ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد العبد فاذنب فقال يا رب اغفر لي ذنبي فقال الله علم عبدي ان له ربا - 00:06:05ضَ

يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك يفهم بعض الناس هذا الحديث الجليل العظيم الكريم مغلوطا جدا توهم المسكين انه لا يتعدى الحدود وينتهك الحرمات وهو يعلم - 00:06:33ضَ

وهو مصر ثم يستدل بالحديث فيقول قال الله في الحديث القدسي اعمل ما شئت فقد غفرت لك هذا فهم خاطئ لمن لم يعرف جلال الله وعظمة الله وكمال الله الله يغفر لمن زل في الذنب - 00:07:09ضَ

لضعفه ثم عاد الى الله جل وعلا تائبا مستغفرا نادما والرسول صلى الله عليه وسلم يقول والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله - 00:07:33ضَ

فيغفر الله له الحديث رواه مسلم من حديث ابي هريرة فهؤلاء اذا فعلوا فاحشة والفاحشة تطلق على كل معصية وعلى كل فحش وقبح وعلى كل عمل خارج عن حدود الله منتهك لحرماته سبحانه وتعالى. لكن كثر اختصاصها - 00:07:57ضَ

بالزنا الذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم اي باقتراف ذنب كبير او صغير ذكروا الله العلي القدير ذكروا عظمته وقدرته وجلالة وهيبته وكماله وجماله فاستحيوا منه سبحانه وذكروا سلطانه فهابوه وخافوه - 00:08:23ضَ

وتذكروا حقه العظيم ووعده الكريم ووعيده الشديد الاليم فخافوه وهابوه فاستغفروا لذنوبهم وجددوا التوبة والاوبة وهم على يقين انه سبحانه وتعالى هو الذي يغفر الذنوب وحده فلم يصروا على ما فعلوا - 00:09:01ضَ

ولم يستكبروا على التوبة ولن يقيم على قبيح فعلهم وذنوبهم والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا - 00:09:30ضَ

وهم يعلمون اي وهم يعلمون ان الله جل وعلا لا يتعاظمه العفو عن الذنوب وان كثرت لا يتعاظمه العفو عن الخطايا وان وقعت وانه جل جلاله يفرح بتوبة التائب اذا تاب اليه - 00:09:58ضَ

في اي ساعة من ليل او نهار كما في الحديث الذي رواه احمد واصحاب السنن بسند حسن بل ومنهم من صححه عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه قال سمعت رسول الله - 00:10:20ضَ

صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله عز وجل من ذنبه الا غفر الله له. ثم قرأ النبي قوله تعالى والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم - 00:10:39ضَ

ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون اولئك الفضلاء اولئك الكرماء السعداء العال الرتبة جزاؤهم عند ربهم جل وعلا عظيم جليل كبير قال سبحانه اولئك - 00:11:10ضَ

جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم اجر العاملين. الله اولئك هكذا باداة البعد تعظيما لشأنهم ورفعة لمرتبتهم جزاؤهم مغفرة من ربهم يغفر لهم ربهم المحسن - 00:11:33ضَ

الذي احسن اليهم وتفضل عليهم هو الذي خلقهم ابتداء وهو الذي يربيهم غذاء وهو الذي يغفر لهم انتهاء يغفر ذنوبهم ويستر عيوبهم ثم في الاخرة هذا الجزاء جنات وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها - 00:12:02ضَ

ونعم اجر العاملين. ما اعظمه واشرفه واجله واكرمه من اجر فالتفضل قسم مترتب على العمل ويسمى اجرا. انتبهوا لهذه اللطيفة الجميلة التفضل من الله جل جلاله قسمان قسم مترتب على العمل ويسمى اجرا - 00:12:29ضَ

وقسم اخر هو محض فضل الله جل وعلا على من يشاء من خلقه. كالعفو عن اصحاب الكبائر واعلاه ابهاه رؤية وجه الله جل علاه في جنات النعيم يبقى الفضل قسم مترتب على العمل يسمى اجرا - 00:12:58ضَ

ونعم اجر العاملين وقسم اخر بلا عمل بل محض الرحمة ليه يدخل الجنة احد بعمله ولا تعارض بين الحديث وبين قوله اورثتموها بما كنتم تعملون. فالباء في الاية باء السببية - 00:13:27ضَ

والباء في الحديث لن يدخل احد منكم الجنة بعمله هي باء العوض لا تعارض بين الاية والحديث الحق يخرج من مشكاة واحدة فالتفضل قسمان قسم مترتب على العمل وهو ما يعرف بالاجر - 00:13:50ضَ

وقسم هو محض رحمة الله وفضله على من يشاء من خلقه وعباده واعلى مراتب هذا الفضل هو رؤية وجه الله جل جلاله في جنات النعيم للذين احسنوا الحسنى اي الجنة - 00:14:10ضَ

باعمالهم ثم برحمة ربهم وزيادة والزيادة النظر الى وجه الله سبحانه وتعالى ثم يعود الحديث القرآني الجليل العظيم مرة اخرى لاحداث احد بمقدمة لحقيقة تاريخية ثابتة لا تتخلف لانها سنة من سنن الله الكونية التي لا تتبدل ولا تتغير - 00:14:33ضَ

في الامم الماضية لتأخذ امة النبي صلى الله عليه وسلم العظة والعبرة فيقول جل جلاله قد خلت من قبلكم سنن تسير في الارض انظروا كيف كان عاقبة المكذبين الاية رقم مية سبعة وتلاتين من ايات سورة ال عمران - 00:15:11ضَ

تسير في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين تبدأ الاية بقدر قد خلت من قبلكم امم قد التي تدل على التحقيق وتأكيد الخبر جبرا لخاطر الصحابه رضي الله عنهم من جراء الهزيمة الكبيرة - 00:15:35ضَ

التي وقعت بهم في احد مع انهم يقاتلون المشركين لنصرة دين رب العالمين وبعد ان ذاق حلاوة النصر يوم بدر تبين لهم الحق تبارك وتعالى بعد هذه الهزيمة في احد - 00:16:01ضَ

ان الايام دول وان الاحوال سجال تذكرهم باحوال الامم الماضية فقال سبحانه قد خلت من قبلكم سنن وخلت مضت وسلفت والسنن جمع سنة وهي السيرة من القول والعمل والخلق او المثال المتبع - 00:16:23ضَ

او الطريقة المستقيمة كل هذا لمعنى كلمة سنن والمراد لقد انقضت ومضت من قبلكم سنن الله تعالى التي لا تتبدل ولا تتخلف في الامم الماضية التي سلفت وسبقت ممن خالفوا منهج ربهم - 00:16:51ضَ

ومنهج انبيائهم ورسلهم اهلكهم الله واستأصلهم تسير في الارض سير ابدان وسير قلوب وعقول لرؤية اثارهم والاعتبار بعاقبتهم والتفكر فيما كان من امرهم فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين في قوله تعالى - 00:17:15ضَ

افلم يسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم. وللكافرين امثالها وكما في قوله سبحانه وتعالى وانكم لتمرون عليهم مصلحين وبالليل افلا تعقلون وكما في قوله جل جلاله - 00:17:49ضَ

فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون اذا الاية الكريمة - 00:18:12ضَ

قد خلت من قبلكم سنن تسير في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين تسلية لاصحابي سيد المرسلين مما جرى لهم في غزوة احد من مصاب جلل ليعلموا يقينا ان سنة الله الجارية - 00:18:42ضَ

المكذبين والمجرمين لا تتغير ولا تتبدل وان ما حدث للمشركين من نصر عابر في يوم احد انما هو لحكم عظيمة ان علمنا بعضها جهلنا اكثرها لتمحيص القلوب وتمييز الصفوف واتخاذ الشهداء الصادقين الذين يقدمون ويبذلون مهجهم وارواحهم في سبيل الله - 00:19:07ضَ

ولنصرة دين الله ثم في النهاية حتما محق الكافرين وهزيمتهم ثم بين سبحانه وتعالى ان كل ما انزله جل وعلا من امر ونهي ووعد ووعيد وعظات وعبر من تاريخ السابقين - 00:19:45ضَ

انما هو البيان الواضح الصادق الذي يكشف الحقائق ويرفع الالتباس ويهدي الى سعادة الدنيا والاخرة ويتعظ به المتقون الذين يعتبرون بالمثلات وينتفعون بالعظات ويتدبرون في الايات وقال رب الارض والسماوات - 00:20:14ضَ

هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين من اهل العلم من قال ان المراد بالبيان هنا هو القرآن. هذا بيان هذا هو القرآن الذي يبين الحق والباطل والخير والشر والهدى والضلال - 00:20:41ضَ

الذي هو هدى وموعظة للمتقين والمؤمنين فالبيان هو الدلالة والاظهار والايضاح للحق واظهار الحقيقة وازالة الشبهات ليظهر المعنى جليا للنفس اما الهدى هو بيان الطريق الرشد ليسلك دون طريق الغي - 00:21:06ضَ

وقال ابن الانباري اصل الهدى في كلام العرب التوفيق والهداية هي الارشاد والتعريف والبيان وقال الراغب في مفرداته الهداية دلالة بلطف ولفظ الهدى يفيد معنى الارشاد والدلالة وقد بينت ان الهداية نوعان - 00:21:46ضَ

بداية دلالة وارشاد وتعريف وبيان وهداية توفيق ويا جعل الهدى في القلب وهذه لله جل وعلا وحده اما الموعظة وموعظة للمتقين الموعظة هي النصح والتذكير والدعوة الى كل خير والى كل عمل صالح - 00:22:16ضَ

وقول طيب وهي الحث والانذار كذلك بكل ما هو جميل والتحذير من كل ما هو شر ولا شك ان الهدف من الموعظة والهدى اصلاح الاخطاء وتقويم العجاج ورد الانحراف والتذكير بالعواقب - 00:22:43ضَ

بل وعرف ابن القيم بقوله هي الامر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب عرفها الجورجاني بقوله الموعظة هي التي تلين لها القلوب وتجمع لها العيون وهي التي تعين العبد على اصلاح اعماله الفاسدة - 00:23:20ضَ

والعمل بالصالحات ولا ريب ان القرآن الكريم بيان للحق من الباطل كما بينت وبيان للامور على جليتها ولاحوال الامم الماضية على حقيقتها وهدى للقلوب والعقول يأخذ بايدي الخلق الذين ينصتون له ويعملون به يأخذ بايديهم الى طريق الهدى والرشاد والاستقامة - 00:23:48ضَ

وهو كذلك موعظة بليغة بالترغيب تارة وبالترهيب اخرى بالتذكير بكل خير والزجر عن كل شر ومعصية ينتفع به المؤمنون والمتقون الذين يقبلون الهدى والموعظة ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم - 00:24:18ضَ

ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا وان الذين لا يؤمنون بالاخرة اعتدنا لهم عذابا اليما ثم يقول جل جلاله مسليا للمؤمنين ومبشرا لهم ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين - 00:24:44ضَ

مين ولا تهنوا. الوهن الضعف ولا تحزنوا. الحزن ما يصيب النفس من الم لفقد محبوب او فوت مطلوب والله جل جلاله ينهى المؤمنين الذين حققوا الايمان عن الوهن وعن الحزن - 00:25:04ضَ

اي لا تضعفوا عن جهاد عدوكم ولا تحزنوا لما اصابكم من هزيمة في احد ولا تحزنوا لما اصابكم من قتل لاحبابكم في يوم احد والحزن المراد هنا هو الحزن الذي - 00:25:30ضَ

يوقف عن العمل ويوقف عن السعي اما الحزن الجبلي فهذا امر لا يؤاخذ عليه العبد قال انما اشكو بثي وحزني الى الله ويعلم من الله ما لا تعلمون فلا ينبغي ان يكون ذلك موهنا - 00:25:53ضَ

لامركم وجهادكم ولا موجبا لالمكم ولا حزنكم وانكسار قلوبكم. وكيف وتحزنون وانتم الاعلون بايمانكم بالله جل وعلا وبتصديقكم لوعد الله بنصر من ينصره ومن يتوكل عليه الباطل مهما انتفخ وانتفش - 00:26:18ضَ

في جولة من جولات الصراع بين الحق والباطل كانه غالب انه زاهق والحق مهما ضعف وانزوى كانه مغلوب وكأنه زائل فانه ظاهر قال سبحانه وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا - 00:26:47ضَ

وان ما اصابكم من ضعف وجهد وحزن وقتل والم في احد وقد اصاب عدوكم مثله في بدر بل وفي احد ايضا وقال سبحانه وتعالى مطيبا لقلوب الصحابة يمسسكم قرح وقد مس القوم قرح مثله - 00:27:15ضَ

وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين القرح بالفتح وبالضم كذلك قرح هو الجرح والجرح - 00:27:47ضَ

والقتل والجهد والجهد والضعف والانهزام كل هذا في معنى ان يمسسكم قرح ولا ينبغي امتهن او تحزنوا لما اصابكم يمسسكم قرح وقد نال منكم المشركون ما نالوا وقد ملتم منهم يوم بدر والايام دول - 00:28:18ضَ

وتلك الايام نداولها بين الناس المداولة هي المناوبة على الشيء والمعاودة وتعهده مرة بعد مرة وايام الدنيا دول بين الناس يوم لك يوم عليك يوم لهؤلاء ويوم لاولئك فكانت الدولة والجولة المسلمين في بدر على قلة عددهم - 00:28:49ضَ

وقتلوا من المشركين سبعين رجلا واسروا سبعين ثم كانت الدولة والجولة المشركين في احد وقتلوا من المسلمين خمسة وسبعين وجرحوا سبعين بل وتعرض النبي نفسه للقتل وشجع وجهه الشريف وكسرت رباعيته - 00:29:19ضَ

بل وانتشر خبر موته في الميدان حتى صرخ في الصحابة انس بن النضر رضي الله عنه وقال لهم قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما القى كثيرا منهم قد القى سلاحه واستسلم للموت لعلمه ان رسول الله قد مات - 00:29:42ضَ

او لسماعه هذه الاشاعة الخطيرة قال سبحانه وليعلم الله الذين امنوا اي علم ظهور ووجود ليكون الجزاء بمقتضى عملهم لا بمقتضى علمه السابق فيهم تدبرها فما اعظمها وليعلم الله الذين امنوا اي علم ظهور ووجود - 00:30:05ضَ

ليكون الجزاء بمقتضى عملهم لا بمقتضى علمه السابق فيهم لان لا يكون للناس على الله حجة ده الرسل والله جل جلاله يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون وما لم يكن لو قدر له ان يكون لعلم كيف يكون - 00:30:31ضَ

لقد كتب مقادير الخلائق عنده قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما قال الصادق الذي لا ينطق عن الهوى الحديث رواه مسلم وغيره من حديث عبدالله بن عمرو اذا المحن - 00:30:59ضَ

والفتن والشدائد والرخاء تكشف وتميز الصف وتظهر المؤمنين الصادقين والمنافقين المدعين وتجلي وتظهر ما بداخل النفوس لاهلها واصحابها وتظهر ما تحمله القلوب لاهلها واصحابها وتجعل ذلك واقعا في حياة الناس - 00:31:16ضَ

ليكون الجزاء بحسب ذلك اي على ما يصدر منهم من اقوال وافعال وهذا كمال عدل الكبير المتعال وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء الشهداء مختارون مصطفون من بين المؤمنين المجاهدين في سبيل رب العالمين - 00:31:43ضَ

والله جل جلاله يكرم من يشاء بالشهادة في سبيله فمن يريد ان يكرمه وان يرفع درجته عنده في ارفع المنازل يختاره شهيدا فالشهادة منزلة عظيمة وكفاهم شرفا وفخرا انهم احياء عند ربهم مرزقون - 00:32:08ضَ

كما قال سبحانه ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا. بل احياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون. يستبشرون بنعمة - 00:32:44ضَ

من الله وفضل وان الله لا يضيع اجر المؤمنين اسمهم شرفا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من هو عند ربه يتمنى الموت في سبيل الله مرة ومرة ومرة - 00:33:04ضَ

كما في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لوددت ان اغزو في سبيل الله فاقتل ثم اغزو فاقتل ثم اغزو فاقتل - 00:33:28ضَ

وكذلك الشهيد في سبيل الله ليس في سبيل الهوى او المغنم او العزة او الانفة او القبيلة او القومية الى غير ذلك بل في سبيل الله يتمنى الشهيد الذي يقتل في سبيل الله - 00:33:48ضَ

ان يرجع ليقتل مرة اخرى لما يرى من فضل الشهادة كما في صحيح مسلم وغيره ولذا قال الله تبارك وتعالى بعدها والله لا يحب الظالمين اي لا يحب الكافرين المعاندين - 00:34:11ضَ

المجاهرين بالكفر او المنافقين المخادعين او الظالمين الذين وقعوا في الظلم وظلموا انفسهم بالمعاصي والذنوب والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين تمحيص التطهير والتخلص من العيوب - 00:34:29ضَ

ولا يكون ذلك الا بالابتلاء والاختبار الانسان ربما يلتمس عليه امر نفسه ولا يعرف حقيقة نفسه الا اذا تعرض للابتلاء بنوعيه بالشدة والرخاء بالسراء والضراء ونبلوكم بالشر والخير فتنة تأتي الفتن - 00:34:55ضَ

والمصائب والمحن ويأتي الخير لتمحص المؤمنين كتمحيص الذهب والفضة من الشوائب وفي احد وقع هذا التمحيص الشديد تتميز المؤمنون الصادقون من المنافقين الكاذبين وتخلصت وتطهرت نفوس المؤمنين من الصحابة ممن خالفوا امر رسول الله من الرماة - 00:35:19ضَ

تطهرت بالمحنة والابتلاء الشديد وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين. المحق النقصان او الاستئصال والمراد هنا تلك الطائفة التي حاربت رسول الله صلى الله عليه وسلم واصرت على كفرها وذلك تحقيقا لسنة الله الجارية التي لا تتبدل في ازهاق الباطل - 00:35:57ضَ

واظهار الحق متى استعلى الحق بالله جل جلاله ما تستعلى اهل الحق من المؤمنين بالحق سبحانه وتعالى متى تخلصوا وتطهروا من الزيف والخبث والمعاصي ثم بين الحق سبحانه ان نيل رضوانه - 00:36:32ضَ

والفوز بجنته يحتاج الى جهاد وصبر وقال سبحانه ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ام حسبتم يرى بعض اهل العلم انها منقطعة بمعنى بل - 00:37:02ضَ

الانتقالية لان الكلام انتقل من تسلية الصحابة الى معاتبتهم على ما وقع من بعضهم في يوم احد من مخالفة لامر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والهمزة للانكار ام حسبتم - 00:37:27ضَ

والمعنى لا تحسبوا ايها المؤمنون ان تنالوا رضوان الله وكرامة وثوابه وجنة وفضله وبره وجوده واحسانه ولما يعلم الله جل وعلا علم حضور ووجود الذين جاهدوا منكم بثبات وصدق والذين صبروا منكم على الشدائد والمحن والاهوال والمصائب - 00:37:48ضَ

من اولئك الذين خالفوا الامر النبوي وانشغلوا بالمغنم الدنيوي كما قال الرب العلي منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة ثم يتوجه الخطاب بعد ذلك لطائفة من المؤمنين - 00:38:19ضَ

من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن لم يشهدوا غزوة بدر لانهم ظنوا ان الحرب لن تقام فلما وقعت الحرب وكتب الله النصر المؤزر للمؤمنين ندموا اشد الندم وكانوا يقولون ليتنا - 00:38:46ضَ

نستشهد كما استشهد اهل بدر ونقتل كما قتلوا في سبيل الله فلما حضروا معركة احد منهم من انهزم ولم يثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء هذا الخطاب - 00:39:12ضَ

بهذا العتاب لهؤلاء وقال سبحانه ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه وقد رأيتموه وانتم تنظرون قال الحسن بلغني ان رجالا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون - 00:39:31ضَ

لئن لقينا العدو مع النبي صلى الله عليه وسلم لنفعلن ونفعلن فابتلوا بذلك الا والله ما كلهم صدق فانزل الله عز وجل هذه الاية ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه فقد رأيتموه وانتم تنظرون - 00:39:52ضَ

والمراد بالموت هنا الشهادة في سبيل الله ونيل كرامة الشهداء الصادقين الصابرين عند رب العالمين ايها الاحبة نكتفي بهذا القدر الليلة ونواصل الحديث ان شاء الله تعالى ونواصل السير في هذا البستان اليانع الماتع - 00:40:12ضَ

لنسمع هذا الرحيق وهذا الزهر بعطره الاخاذ ولنقف طويلا في هذا المحراب المهيب لنستلهم العظات والدروس والعبر والله تعالى اسأل ان يعلمنا وان يفهمنا وان يفقهنا وان يرزقنا العمل بالقرآن العظيم - 00:40:40ضَ

انه ولي ذلك هو القادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والمجالس مجلس القرآن درس يبين حكمة الرحمن يسمو بارواح العباد الى العلى. ويفسر القرآن بالقرآن - 00:41:13ضَ

يا طالب التفسير هذا الكوثر فانهل لتروي ظلك هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى نور على نور الخير بياني - 00:41:45ضَ

برنامج التفسير

وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة | لقاء 278 من تفسير القرآن الكريم للشيخ الدكتور محمد حسان

محمد حسان