التفريغ
القاعدة الثانية من قواعد القرآن في النفس والحياة وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون وهذه الاية الكريمة جاءت في سياق فرض احكام الجهاد في سبيل الله تعالى - 00:00:01ضَ
ومعلوم ان الجهاد فيما يترتب ما يترتب على الجهاد من مفارقة الاوطان وازهاق الانفس ومفارقة الاولاد وترك المتع والمحبة والملذات لا شك ان هذا مما تكرهه النفس لكن الله جل وعلا يربي عباده بهذه الاية ليقول لهم - 00:00:22ضَ
انما تكرهونه عسى الله وقد قال ابن عباس ان عسى من الله واجبة عسى الله ان يجعل فيه خيرا كثيرا فهذا فيه الم بدني وعندنا اية اخرى بمعناها لكنها تعالج الما نفسيا في ايات الطلاق - 00:00:44ضَ
يقول الله تبارك وتعالى في سورة النساء فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا وهنا كم من الناس من يبتلى بمصيبة او يقدر عليه ما يكرهه في نفسه - 00:01:02ضَ
ويظن في لحظة من اللحظات انها الضربة القاصمة او القاضي كما يقال وربما اختصر حياته وانسه وسروره وسعادته بذلك الموقف الذي حصل ومع ذلك هو يختار هو هو يغضب او يريد - 00:01:19ضَ
والله عز وجل يريد ولا يكون الا ما يريد عز وجل وقد يكون في تلك المصيبة او تلك الباقعة خير كثير لا يعلمه الا الله ودعونا نأخذ امثلة سريعة جدا - 00:01:40ضَ
يوسف عليه الصلاة والسلام الم يبتلى بانواع من الابتلاء الم يبتلى ابوه يعقوب عليه الصلاة والسلام بانواع من الابتلاء لكن ماذا كانت النتيجة وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم - 00:01:54ضَ
خذ مثال امي وام موسى عليه السلام حينما القته في اليم القته وهي تلقي قطعة من قلبها واين؟ والله لو قيل لها ضعيه على جانب اليم في تابوت لكان الامر مهولا بالنسبة لقلب الام - 00:02:09ضَ
فكيف وهي يقال لها القيه في اليم لو دخله ومن زار مصر وعرف النيل عرف ان القاء مثل هذا الغلام في هذا المكان مهلكة لكن واذا العناية لاحظتك عيونها نم - 00:02:26ضَ
المخاوف كلهن امان اذا كان التأمين من الله والله لو كنت في وسط النار او كنت في بين فكي اسد او كنت في وسط المعركة فانت امن بتأمين الله عز وجل - 00:02:43ضَ
واذا رفعت العناية الالهية عن العبد والله لو كان في القصور والابراج العاجية والله ما سلم من مقدور الله جل وعلا هنا القت ام موسى ولدها ولكنها الهمت الا تخافي ولا تحزني - 00:03:00ضَ
ثم انا رادوه اليك وجاعلوه هذه البشارة. وجاعلوه من المرسلين. ردوه اليك وجاعلوه من المرسلين ووقع ما حصل نقلب السنة فنجد مثلا اللوعة التي اصيبت بها ام سلمة رضي الله عنها وارضاها - 00:03:21ضَ
حينما فقدت زوجها ابا سلمة رضي الله عنه وارضاه فلما بلغ ذلك النبي صلى الله النبي صلى الله عليه وسلم امرها ان تقول اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها - 00:03:38ضَ
قالت ام سلمة كما في الصحيح قلت ذلك وانا اقول في نفسي ومن خير من ابي سلمة ثم يأتي العوض بخير ما يكون العوظ وهو ان يكون زوجها خير زوج عرفته الدنيا محمد صلى الله عليه وسلم - 00:03:52ضَ
انظر مرارة المصيبة التي وقعت على ام سلمة ثم انظر كيف جاء الفرج والقصص في هذا يا ايها الاخوة لا تنتهي واذكر قصة ذكرها الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله وسمعتها مرة من شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين - 00:04:11ضَ
مدار هذه القصة ان رجلا جاء الى المطار جاء مبكرا وقطع تذكرة الصعود لكنه اراد ان يستريح قليلا فاخذته نعسة او سنة من النوم في هذه الاثناء اغلقت الابواب امامه - 00:04:31ضَ
فلما افاق واذا به لا يستطيع الصعود الى الطائرة وانتم تعرفون نفسية الانسان الذي يريد السفر ثم يحال بينه مثل هذه الاسباب كيف تكون نفسك حاول واجتهد ويعني بكل ما يستطيع لكن حيل بينه وبين ما يريد - 00:04:47ضَ
ضاق صدره وتكدر خاطره ثم اذا بالاخبار تأتي بعد سويعات ان هذه الطائرة تحطمت ومات كل من فيها صدق الله وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم في المقابل ايها الاخوة - 00:05:05ضَ
كم من الناس تمنى شيئا من نعيم الدنيا؟ تمنى شيئا من حطامها ثم كان هذا الحطام شرا عليه والناس يعرفون في الساحة ان اناسا كانوا فقراء او في حالة مادية صعبة. وانا اعرف من هذا نماذج - 00:05:24ضَ
حال فقرهم وحال ركوب الديون عليهم كانوا على حالة من التدين التقوى القرب من الله عز وجل والحرص على الطاعة التبتل بل والمشاركة في الدعوة الى الله عز وجل اينعت لهم شيء من زهرة الدنيا - 00:05:43ضَ
فتح لهم شيء من ابوابها وبدأت الاموال تدر تدر عليهم والملايين تتتابع واذا بهم يتخففون من التدين ويتخففون من التعبد ويتخففون من العبادة بهم الامر الى مآلات لا يرضاها الانسان لنفسه - 00:06:02ضَ
اتعلم من هذا ان حجب الله عنك حجب الله عنك الدنيا او للغنى انه قد يكون خيرا لك وقد جاء في اثر الهي ان من عبادي من لا يصلح له الا الفقر - 00:06:22ضَ
ولو اغنيته لكفر ومن عبادي من لا يصلح له الا الغنى ولو افقرته لكفر والله عز وجل له الحكمة البالغة لا تكره ان تكون في حال من الفقر او دعنا نقول من شر في العيش او من وسط توسط الحال - 00:06:39ضَ
قد يكون هذا الحال الذي انت فيه خير لكم لان اغلب الناس لا يستطيع ان يصمد امام فتنة المال - 00:06:55ضَ