المحاضرات

وقفات مع قصة آل عمران في القرآن لفضيلة الشيخ حسن بخاري

حسن بخاري

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء بعد احمده تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ

واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة الكرام فان الله عز وجل قد قال لنبيه صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم - 00:00:18ضَ

تقصص القصص لعلهم يتفكرون. ايراد القصص في كتاب الله عز وجل احد الاوجه والانحاء التي جاء عليها كتاب الله الكريم وايراد القصص بنص الاية طريقة لاثارة التفكير لدى اهل الايمان - 00:00:39ضَ

فيما اورده الله عز وجل عليهم من الحجج والايات البينات وما يفتح القلوب للايمان الصحيح ارسل الله تعالى رسله عليهم السلام وانزل كتبه على انبيائه عليهم السلام واقام الحجج والبراهين للخلائق من اجل الهداية الى صراطه المستقيم - 00:00:58ضَ

كل ذلك يفتح امام العباد ابوابا تسوق اعينهم وقلوبهم وافئدتهم وجوارحهم وكل ما يعينهم على سلوك طريق الله المستقيم. ايراد القصص في كتاب الله الكريم احد تلك البوابات التي تعين العبد على الوصول الى مراد الله عز وجل - 00:01:20ضَ

ونجاة المسلم باسلامه فاقصص القصص لعلهم يتفكرون. القصص في كتاب الله الكريم كثيرة الانحاء متعددة الوجوه احد وجوهها التي جاءت عليها في كتاب الله الكريم عرض نماذج بشرية يحتذى بها. وتساق في مضرب المثل لتكون عبرة - 00:01:40ضَ

اهل الايمان لتكون تثبيتا ايضا للقلوب المطمئنة بالايمان وتكون ايضا عبرة ونبراسا للاجيال على مر الزمان ال عمران اسرة كريمة مصطفى سميت باسمها سورة من سور القرآن لا بل احدى السور - 00:02:01ضَ

الكبار الطوال في القرآن لا بل احدى السورتين الغمامتان او الغيابتان او الغيايتان كما سماهما رسولنا صلى الله عليه واله وسلم ان يبلغ شأن هذه الاسرة الكريمة اخوتي الكرام ان يبلغ شأن هذه الاسرة الكريمة اصطفاء واختيارا الى درجة عالية ان تذكر في كتاب الله - 00:02:21ضَ

وان تنال مساحة واسعة من سورة عظيمة من سور القرآن. بل السورة التي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من قرأها مع قارتي كانتا يوم القيامة غيامتان او غمامتان تحاجان عن صاحبهما يوم القيامة - 00:02:45ضَ

فما ال عمران ومن هؤلاء وما الذي بلغ بهم هذا المبلغ؟ كل ذلك كان من اجله تنظيم مثل هذا اللقاء الذي تفضل بها الاخوة مشكورين في المكتب التعاوني للدعوة والارشاد وتوعية الجاليات بالرصيفة - 00:03:03ضَ

وهم لا يزالون يسيرون في انتخاب قصص القرآن وعرضها على هذا النحو في لقاءات مفردة مستقلة فكتب الله لهم الاجر وكتب لنا ولكم تمام النفع والاتعاظ والاعتبار احبتي الكرام اسرة ال عمران - 00:03:20ضَ

التي نص الله تعالى على اصطفائها بقوله ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران على العالمين. ال عمران يتكون في قصص القرآن او في سياق هذه السورة من اشخاص ثلاثة - 00:03:38ضَ

هي امرأة عمران ومريم ابنتها وعيسى ابنها عليه السلام والتحق بسياق القصة في السورة ذاتها شأن زكريا عليه السلام وابنه يحيى عليه السلام فعندما يكون حديثنا عن ال عمران فانا نتحدث بتركيز شديد عن هذه الشخصيات الثلاثة التي جاء عرضها في كتاب الله الكريم - 00:03:55ضَ

وسيكون حديثنا منقسما الى شقين كبيرين ارجو الا يستغرقنا الوقت قبل الاتيان عليهما. احدهما الحديث عن معاني الايات مجملة كما جاءت في سورة ال عمران في عرض هذه القصة التي تناولت مساحة من السورة المباركة. والشق الاخر هو الوقوف مع ما يتعين الوقوف عليه - 00:04:24ضَ

في هذه القصص التي وردت في شأن ال عمران وقبل الشروع فيما نحن بصدده في الحديث عنه احبتي الكرام دعونا نقول ان القصص في كتاب الله الكريم حتى يتحقق لنا الغرض الاكبر من الاتعاظ والاعتبار بها فيجب ان نكون مستصحبين. في عرض القصة - 00:04:44ضَ

واحداثها ومجرياتها وما يتعلق بها ان نتعلق بسبب نزول السورة وسبب ايراد القصة وما موقعها ايضا في الحدث في النبوي اثناء دعوته صلى الله عليه وسلم تذكر كتب السيرة ان وفدا من نصارى نجران قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان نزول هذه الايات بسبب قدوم - 00:05:04ضَ

وورودهم ومناقشتهم ومناظرتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. هنا ينكشف لك الغطاء لتفهم ان القضية بالدرجة في الاولى تبين نظرة الاسلام تجاه عقيدة النصارى على وجه الخصوص. اذا السياق يعرظ في الدرجة الاولى - 00:05:27ضَ

شأنهم شأن دين النصرانية ونظرة الاسلام اليهم. وهذه الشخصيات التي تمثل اعمدة الدين النصراني عيسى عليه السلام وام مريم اوليس دين النصارى يا اخوة قائما على ادعاء الالوهية لعيسى عليه السلام او مشاركته او بنوته او التثليث - 00:05:47ضَ

العقائد الباطلة كانت النصارى ولا تزال تحملها. فجاءت الايات وفيها قصة ال عمران لعلاج هذا الانحراف العقدي الخطير نزلت الايات تبين شأن هذه الاسرة الكريمة. وفي الايات كما تسمعون وستعرفون بعد قليل حفاوة كبيرة. واشادة - 00:06:07ضَ

ثناء عاطر على هذه الاسرة المباركة لم يكن مجاملة لان الاسلام يطلب ايمان هؤلاء من وفد نصارى نجران لكنها حقيقة بالغة يلفت نظرك ايضا ان سورة اخرى كاملة في كتاب الله تسمت باسم فرد من افراد هذه الاسرة الكريمة انها - 00:06:27ضَ

والسورة ذاتها نزلت وسيقت لتبين شأن الاسلام وموقفهم من عقيدة النصارى. هي السورة التي قرأها الصحابي الجليل جعفر رضي الله عنه على مسمع النجاشي بارض الحبشة. لما جاءت قريش تحاول اثارة موقفه من تبني استقبال المهاجرين - 00:06:47ضَ

الفارين بدينهم فشوشوا عليه واثاروا الشغب. فما كان منه رضي الله عنه الا ان تلى عليه قصة مريم من سورة مريم فانقاد الرجل الى الحق واذعن وامن بان ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الايات وما جاء - 00:07:08ضَ

به عيسى عليه السلام ليخرج من مشكاة واحدة الحديث عن مريم في سورة تسمى باسمها والحديث عنها وعن امها وعن ابنها في قصة طويلة في سورة تتسمى باسم الاسرة يوقفك على شأن عظيم والله اخي الكريم - 00:07:25ضَ

يوقفك على حدث مهم هو ما يمكن ان يختصر لك الحياة باكملها. ما معنى ان تكون عبدا لله ما معنى ان تكون عبدا يذكرك الله تعالى بذكر حسن ويثني عليك - 00:07:45ضَ

اما اثنى الله عز وجل على بعض عباده اما قال عن بعض عباده وانبيائه نعم العبد انه اواب ان يقول الله عز وجل بعظمته وكبريائه وجلاله عن عبد من عباده نعم العبد - 00:08:02ضَ

اغمض عينيك وتخيل انها قيلت فيك ان الله يقولها عنك نعم العبد ما شعورك ما القدر الذي تشعر انك ستحتاج ان تعيشه في هذه الحياة بعدها ان يثني الله عز وجل على عبده تلك منزلة سامية - 00:08:19ضَ

وان ينص على ذلك على مسامع الخلائق في مقام الاشادة والحفاوة والثناء والتمجيد فذلك مبلغ ما ينتهي اليه العباد في التشريف والتكريم نحن الان امام تكريم اجل واعظم هو تكريم اسرة باكملها والاشادة بها وذكر موقعها عند الله عز وجل. ان يبلغ - 00:08:37ضَ

عبد احبتي بصلاحه وحسن ايمانه وصدق تقواه وما بينه وبين ربه من علاقة خفية وعمل صالح ان يبلغ به المبلغ العظيم كل ذلك شأن مبارك لكن ان يكون هو واسرته زوجته ذريته اولاده ان يكونوا بهذه المثابة فتلك مرتبة اسمى - 00:09:00ضَ

بانها تعني كفاحا في طريق الصلاة وتعني ايضا ان اسرة باكملها نجحت بتوفيق الله ان تخلد اسمها في الملأ الاعلى وان يكون لها ذكر وثناء عاطر. بل ان تكون اية تتلى في كتاب الله الكريم الى يوم القيامة. ان الله اصطفى ادم ونوح - 00:09:20ضَ

وال إبراهيم وال عمران على العالمين في الاية اخبار باصطفاء اربعة اشياء. شخصان واسرتان اما الشخصان فادم عليه السلام ونوح عليه السلام واما الاسرتان فال ابراهيم وال عمران وحتى تعرف موقع ال عمران من هذا السياق في التكريم والاصطفاء قف لتتأمل ذكر ال عمران - 00:09:42ضَ

ذكر ال عمران مع من في السياق. انظر وتأمل. ذكروا مع ادم عليه السلام. وتعرف ما معنى اصطفاء ادم عليه السلام؟ ان الله قلقه بيديه فله ما ليس لاحد من الخلق - 00:10:11ضَ

ونفخ فيه من روحه فليس له ما لاحد من الخلق واسجد له ملائكته فكان له ما لم يكن لاحد من الخلق. ثم اهبطه لحكمة ارادها سبحانه واعلن سلالة البشر من ذرية ادم عليه السلام الى قيام الساعة في حرب مستمرة معه ومع ذرية الشيطان. فكان له ما ليس لاحد من الخلق - 00:10:25ضَ

اجمعين. هذا اصطفاء ادم عليه السلام. فان يكون ابا البشرية وان يكون عليه السلام اول الانبياء اطلاقا ثم في عقبه ذكر نوح عليه السلام ان الله اصطفى ادم ونوحا وما اصطفاء نوح هو الذي اغرق الله عز وجل البشرية لاجله ولاجل - 00:10:49ضَ

هذا الاصطفاء الذي يكون على مستوى الحدث البشري على مر التاريخ. فيما لا يتكرر له انموذج نوح عليه السلام مكث في قومه الف سنة الا خمسين عاما ثم يأذن الله عز وجل لطوفان يأخذ البشرية كلها. فلا ينجو الا هو. ومن امن معه قال الله وما امن معه الا قليل - 00:11:11ضَ

وهذا الاصطفاء العظيم الكبير لكل من ادم عليه السلام الاب الاول ونوح عليه السلام الذي يصدق ان تسميه الاب الثاني البشرية فان البشرية لما انتهت وتلفت وفنيت من على وجه الارض لم يأذن الله عز وجل بسلالة تعاود الحياة من جديد - 00:11:35ضَ

الا من ذرية نوح عليه السلام. فكان ابا ثانيا للبشرية. اريد ماذا؟ اريد ان تصل معي الى تصور ان ال عمران اذ ذكروا في مثل هذا المقام انظر بمن قرنوا - 00:11:55ضَ

قرنوا بآدم عليه السلام بنوح عليه السلام ثم لما جاءت الاسرة التي ارتبطت معها في الاصطفاء هي اسرة ابراهيم عليه السلام الذي قال الله عنه ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا. من ابراهيم ابو الانبياء عليه السلام. من ابراهيم؟ الذي - 00:12:08ضَ

جعل الله من صلبه انبياء مباشرين اسماعيل واسحاق. ثم كانت النبوة في ذريته الى سيد البشر وامام الانبياء وخاتم من المرسلين صلى الله عليه وسلم. لا اريد الان ان اذكر مقام الاشادة بهذه الاسماء لا بادم عليه السلام ولا بنوح عليه السلام ولا بال - 00:12:29ضَ

ابراهيم عليه السلام لكني اريد ان اقول من عمران ومن ال عمران حتى يبلغ بهم المقام في الاشادة والثناء والحفاوة والاصطفاء ان يذكرهم الله عز وجل في المقام مع هؤلاء - 00:12:49ضَ

هل تأملت معي الان؟ اي مبلغ بلغه ال عمران في كتاب الله الكريم هذه تحفيزات اخوتي الكرام لان نفتح كل جوارحنا بيقظة تامة ونحن نقرأ مثل هذه الايات. ان يكون الحديث - 00:13:03ضَ

وعن نبي ستغلق كل ما يملك عليك جنوحك ومشاعرك لتقول انبياء وكفى. عليهم السلام. لكن عمران لم يكن نبيا ولا مريم ليست نبية. نعم كان عيسى عليه السلام نبيا. وليس الشأن في الاية والقصة بعيسى عليه السلام وحده. لكنها - 00:13:20ضَ

اسرته واله ال عمران. ثم ذكر الله عز وجل ان هذا الاصطفاء كان على مستوى البشرية على العالمين هذا كله مدخل يجب ان يوقظ عندنا الحواس وان يحفزنا ونحن نتأمل في سياق هذه القصة الكريمة المباركة. لماذا سنتأملها - 00:13:41ضَ

ولما سنستعرضها؟ لسبب واحد اننا جميعا بشر واننا جميعا ارباب اسر والذرية لنا اباء وامهات وزوجات واولاد وعندما نتكلم عن طريق الصلاح والخيرية والاصطفاء فمن ذا الذي لا يرجو ان يكتبه الله عز وجل في عداد اوليائه الصالحين - 00:14:01ضَ

الذين يتولاهم برحمته وعنايته وكفايته جل جلاله عندما يرتفع سقف الطموحات والامنيات عندك ستتجاوز رغبتك وامنيتك ان تكون عبدا صالحا الى ان تكون انت واسرتك مصطفاة مجتباه تظلل حياتكم بولاية الله عز وجل وعنايته ورحمته. هذا الذي يجعلنا نقف لنقول من ال عمران - 00:14:22ضَ

وما الذي جعلهم يبلغون ذلك المبلغ نعم النبوة اغلق بابها فلا مجال للمحاولة فيها والسعي في الوصول الى شرفها لكن الولاية والصلاح وما كتبه الله عز وجل لاهل الايمان الذين قادوا ظاهرا وباطنا واقبلوا بظواهرهم وبواطنهم وقلوبهم - 00:14:47ضَ

قوالبهم فاستقاموا على هذا المنهاج وكسبوا هذه المرتبة الشريفة والمقام السني والله يا اخوة بحاجة الى ان نفتح عليها الاعين لنقول من ال عمران وما الذي بلغ بهم ذلك المبلغ وكيف يتأتى لاحدنا اليوم - 00:15:10ضَ

على مستوى ذاته وعلى مستوى اسرته ان يقودها ان يسوقها اخي. ان يأخذها ان يأخذها مأخذا عظيما ليبلغ بهم درجة عالية في السمو الرفعة والشأن ليس انتظارا لاية تنزل في كتاب الله تذكر فيها اسرتك. لكن حسبك ان يكون لك ذكر في الملأ الاعلى ان تكون لك - 00:15:27ضَ

كحظوة عند ربك عز وجل ان تكون صالحا انت وزوجتك واولادك بنين وبنات وذريتك من بعدك. فتنال البركة في الحياة وبعد الممات باختصار ان تكون انت واسرتك اهل بيت في الجنة جعلنا الله جميعا كذلك - 00:15:47ضَ

هذا الذي يجعل احدنا يحرص غاية الحرص ان يكون في في مقام الوقوف امام قصة كقصة ال عمران يأخذ نفسه مجامعها للوقوف على هذا الحدث الكبير العظيم. قصة ال عمران في كتاب الله الكريم. ال عمران مريم وامها وابنها - 00:16:05ضَ

اما مريم عيسى فقد ذكرا كثيرا في كتاب الله الكريم ذكر اقترانا وذكر كل واحد منهما استقلالا في غير ما موضع واية وسورة. مريم اية ومعجزة وصلاح واصطفاء عيسى عليه السلام اية ومعجزة ونبوة واصطفاء قال الله تعالى عنهما وجعلنا ابن مريم وامه اية واويناهما الى رب - 00:16:25ضَ

وفي ذات قرار ومعين. اما ام مريم هذه المرأة الصالحة امرأة عمران فانما ذكرت ها هنا في سورة ال عمران وشأنها وقصتها كان الوقوف عليها لتقف على جذر لذلك الذي انحدر وتسلسل فنال ابنتها مريم ثم ابنها عيسى عليه السلام. عندما تتحدث عن صلاح يبلغ - 00:16:51ضَ

عظيمة ويتجاوز حدود الصلاح المعهود في البشر. الى ان يكون صلاحا تنساق له الامور الكونية ويسخر الله ملائكته وخلقه لمن اختار لهم ولايته فانت تتحدث عن انموذج ما تقف على على اسم كريم كعيسى عليه السلام نبي ومن اولي العزم وله من المعجزات ما ليس لغيره من الانبياء عليهم السلام. ثم تتأمل - 00:17:18ضَ

اذا بذرة هذا الاصطفاء العظيم الذي في عيسى وفي امه مريم هي تلك الام الصالحة امرأة عمران. وبها ابتدأ السياق في القصة التي قال الله تعالى فيها ان الله اصطفى ادم - 00:17:44ضَ

ونوحا وال عمران وال إبراهيم وال عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ثم بدأ السياق بالموقف الاول وسنستعرض معنا الايات الان اجمالا. قال الله تعالى اذ قالت امرأة عمران - 00:18:01ضَ

ربي اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني انك انت السميع العليم. قيل اسمها حنة بنت فاقوذ والاية تعرض شدة تضرعها والحاحها على الله عز وجل في الطلب الذي ذكرته - 00:18:18ضَ

طلبت امرا ونذرت فيه نذرا طلبت ان يرزقها الله الولد وطلبت بعد ذلك ان تحقق ان يكون نذرا لخدمة بيت المقدس. قال بعض اهل العلم كانت لا تحمل وليس لها ولد - 00:18:36ضَ

فتضرعت الى الله والحت ان يرزقها الولد. فلما تحقق الحمل نذرته لله. وفي الاية اشارات عظيمة تدل على مبلغ كبير من الصلاح ما بينها وبين ربها من مناجاة وعمل خفي - 00:18:53ضَ

اذ قالت امرأة عمران ربي اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني انك انت السميع العليم نذرت الحملة الوحيدة الذي حملته بطنها ان يكون لله اترى تعلق ام وهي ام - 00:19:08ضَ

بحمل يتيم تحمله وبعد طول انتظار تنتظره ثم يبلغ بها ايمانها وتعلقها بالله عز وجل. وهذا سر الصلاح الذي كنت اشير اليه قبل قليل. ثم قبل ان يرى النور تقول ربي اني نذرت لك - 00:19:28ضَ

في بطني محررا اي مخلصا من كل قيد وجعلته لله فنذرته ان يكون لخدمة بيت المقدس قال الله تعالى فلما وظعتها قالت ربياني وضعتها انثى قالتها حسرة واسفا تمنت ان يكون ذكرا. لان الذكر في قيامه بخدمة المساجد وبيوت الله اعظم من الانثى في هذا الباب - 00:19:47ضَ

فوجئت بان الحمل كان انثى ومع ذلك ما تراجعت عن نذرها قالت ربياني وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى واني سميتها مريم واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم - 00:20:14ضَ

قالت ذلك لتعلن ان هذا هو غاية وسعها وما تملكه نذرته لله فلما كان انثى استعانت بالله عز وجل في حمايتها وعصمتها. ولذلك جاء قول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح - 00:20:32ضَ

انه ما من مولود يولد الا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان اياه الا مريم وابنها. قال ابو هريرة واقرأوا ان شئتم واني اعيذها بك وذريتها من - 00:20:48ضَ

من الشيطان الرجيم. فاستعاذت بالله عز وجل واستعانت به في حفظ ما انجبته ليكون على الغرض الذي نذرته لله. قال الله قال فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا انظر كان ذلك اجابة لدعوة. لست تشك انها دعوة صادقة. خرجت من قلب خالص وان شئت - 00:21:03ضَ

فقل من قلب عظيم الصلة بربه عز وجل. فلما دعت سخر الله لها الاسباب. ويسر لها وفتح لها كل باب. قال الله فتقبلها ربها لم يكن من شأنهم وعادتهم ان تكون الاناث وقفا على المساجد خدمة ونذرا. كان ذلك للذكور فقط - 00:21:29ضَ

مع ذلك فما كان من امرأة عمران كان على سبيل الاستثناء. فتقبلها ربها وقدمت ابنتها مريم فن ونذرا لخدمة بيت المقدس قال الله تعالى وانبتها نباتا حسنا. كان النبات الحسن وقاية وحفظا وصيانة وعناية باكمل ما تكون - 00:21:49ضَ

به العناية الالهية لمن يصطفيه الله ثم ماذا؟ قال وكفلها زكريا زكريا عليه السلام النبي يجعله الله تعالى كافلا لها الا ترى ان الله يسخر من اسبابه ما يشاء ملائكته وسيأتي الحديث بعد قليل. وانبياؤه - 00:22:12ضَ

الا ترى الى اعظم اهل السماء وهم الملائكة واعظم اهل الارظ وهم الانبياء عليهم السلام فيسخر الله هؤلاء ولاية من يختار من عباده الصالحين كفل الله تعالى مريم الى زكريا. فكان هو الكافل لها. وهو المذكور في قوله تعالى بعد قليل وما كنت لديهم اذ يلقون اقلاما - 00:22:33ضَ

ايهم يكفل مريم ايهم يكفلها ليكون القائم بشأنها والراعي لحالها وتكون في عنايته. قيل كان زكريا عليه السلام زوجا لخالتها وقيل كان زوجا لاختها ويؤيده في حديث الاسراء والمعراج. قول النبي صلى الله عليه وسلم فلقيت ابني الخالة - 00:22:55ضَ

عيسى ويحيى فكان عيسى ويحيى ابني خالة فان حمل اللفظ على معناه الظاهر الحقيقي اذا هما ابني خالة على وجه الحقيقة فمريم هي اخت لامرأة زكريا فما كان من عيسى ويحيى من العلاقة هو انهما ابن خالة - 00:23:18ضَ

فكان زكريا هو الكافل لها ثم ها هنا ينتهي السياق فيما يتعلق بقصة امرأة عمران وسيكون لنا عود اليها وبشأنها وحالها يأتي المقطع الاخر في القصة وهو شأن زكريا عليه السلام. ليعود من جديد الى مريم وابنها عيسى في القسم الثالث. القسم الثاني يبدأ بقصة زكريا في - 00:23:37ضَ

بكفالته لمريم قال الله تعالى كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا اي مريم. قال يا مريم انى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب - 00:23:58ضَ

هذا استمرار للولاية والعناية وتسخير الاسباب مريم امرأة معتكفة في البيت المقدس لا تخرج ولا تأتي ولا تسعى في طلب المعيشة. ولم يكن احد يكفلها ويقوم بشأنها غير زكريا عليه السلام - 00:24:16ضَ

وهو يعلم ما الذي يأتيه بها من الطعام وما الذي لا يأتيه بها؟ فكان يلحظ ويرى عندها اشياء من الرزق يعرف انها ما جاءت عن طريقه فكان هذا هو الحامل على سؤاله قال يا مريم انى لك هذا - 00:24:33ضَ

فكان جوابها قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب. ما ذكرت الاية شيئا من التفاصيل فيما يتعلق لا بنوع الرزق ولا بكيفية اتيانه وحصوله عندها في المحراب ولا بالذي اثار استغراب زكريا عليه السلام. لكن العجيب ان زكريا عليه السلام - 00:24:47ضَ

استثمر الموقف والحدث استثمارا ايمانيا عجيبا. لما قالت له ان الله يرزق من يشاء بغير حساب فتحت له بابا سرعان ما تفتحه وتوجه اليه عليه السلام. قال الله هنالك دعا زكريا ربه - 00:25:07ضَ

قال ربي هب لي من لدنك ذرية طيبة زكريا عليه السلام كان كبيرا في السن لم يرزق بولد وامرأته عقيم لا تلد. اما ترى ان الابواب كلها اغلقت الان فلا سنه يسمح - 00:25:30ضَ

ولا وضع زوجته العقيم ايظا يسمح ولا سنه التي بلغها كانت تحمله على شيء من الطمع في ذلك. لكن اجابة مريم كانت تفتح له افقا جديدا هو يرى الان بام عينيه رزقا في المحراب - 00:25:46ضَ

ليس له طريق محسوس يمكن ان يرى فلما اجابته قالت هو من عند الله فتحت له بابا جديدا هو باب السماء مهما اغلقت الابواب من حوله واستثمره استثمارا ايمانيا رائعا. وانت تقرأ في مواضع اخرى من القرآن طول مناجاة زكريا عليه السلام وطلبه للولد - 00:26:01ضَ

وزكريا اذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وانت خير الوارثين ذكر رحمة ربك عبده زكريا اذ نادى ربه نداء خفيا قال ربياني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم اكن بدعائك ربي شقيا. واني خفت الموالي من ورائي. وكانت امرأتي عاقرا. انظر كم سببا مستحيلا - 00:26:25ضَ

ذكره في سياق الدعاء قال عليه السلام اني وهن العظم مني هذه واحدة واشتعل الرأس شيبا. هذه الثانية ولم اكن بدعائك ربي شقيا واني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا - 00:26:52ضَ

ذكر الثلاثة الاسباب المستحيلة لكنه ظمنه الباب الذي فتحه له لما قال ولم اكن بدعائك ربي شقيا. كانت اجابة مريم فاتحة لهذا الباب عند زكريا عليه السلام قال الله تعالى هنالك دعا زكريا ربه. اخوتي - 00:27:11ضَ

كم مرة تمر باحدنا في حياته مواقف مواقف تحرك عنده بوابات الايمان. السؤال هو كم مرة نجح احدنا في ان يستثمر طه استثمارا عمليا ليرتقي به في سلم الايمان درجة ليتربع به على عرش الولاية ليحجز له مقعدا في قافلة - 00:27:30ضَ

لحين كم مرة حصل لنا هذا كم مرة شعر احدنا ان بابا من ابواب النفحات قد فتح له؟ السؤال هو في كم مرة من تلك المرات نجحت رعاك الله في ان - 00:27:52ضَ

يكون لك مقعد وفير في الجنة من خلال الباب الذي فتح لك استطعت ان تقفز من خلاله هذا ملمح مهم. هنالك دعا زكريا ربه قال ربي هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء - 00:28:04ضَ

لا تعجب من استثمار عيسى زكريا عليه السلام للحدث وحسن توجهه وتوظيفه للموقف لكن اعجب من سرعة الاجابة والذي بشره الله تعالى به وكيفية البشارة. قال الله تعالى فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب - 00:28:21ضَ

هو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين. هو ماذا طلب؟ طلب الولد لا غير. فتأتيه البشارة ولد وبنبوته وسيادته وامامته وكونه من ركب الصالحين. اما سألت نفسك هذا السؤال لما تطلب من ربك طلبا - 00:28:43ضَ

يعطيك ربك الذي طلبت وفوق ما طلبت اما وقفت على سر ذلك وحكمته والعجيب الذي اقتضته حكمة الله في مثل هذا النوع من الذي يجده العبد من ربه عز وجل هو باختصار شديد ما سنقف عنده بعد قليل سر - 00:29:08ضَ

صلاح الذي يمكن ان يستقر في قلب العبد عندما يتعامل مع ربه. عظمة الرصيد الذي يملكه العبد صدقا والله يا اخوة الرصيد من الايمان والصلاح والتقوى الذي يملكه العبد في تعامله مع ربه هو الذي يقوده الى فوق ما يتوقع من النتائج - 00:29:24ضَ

قال الله تعالى فنادته الملائكة حتى البشارة التي بلغته عليه السلام وهو نبي ويأتيه الوحي جاءته عن طريق ملائكة تزف له البشرى وهو قائم يصلي في المحراب. قال اهل التفسير نادته بصوت يسمعه - 00:29:45ضَ

وكان محدثا يكلمه فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ثم البشارة ما انتظرته ان يفرغ من الصلاة لانه في صلاته متصل بربه. فجاءته البشرى التي سيقت له من ربه في المقام الذي كان فيه متصلا بربه عز - 00:30:02ضَ

وجل وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين قال رب انى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر تعامل زكريا عليه السلام مع الحدث تعامل المعطيات المحسوسة التي ليس فيها شيء من رفض هبة الله ولا اعتراض على قدر الله لكنه - 00:30:21ضَ

البشري المتوقع الفطري البدهي. قال ربي انا يكون لي ولد وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر. وهما سببان الواحد منهما كما قلت قبل قليل كفيل بان يحجب عن الانسان ذرية ونسلا وخلفا وولدا. وقد اجتمعا في حق زكريا عليه السلام. فاثار - 00:30:42ضَ

هذا شيئا من عجبه واستغرابه ودهشته. قال رب انى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتى عاقر فكان الجواب في كلمتين اثنتين. قال كذلك الله يفعل ما يشاء عندما عندما تختصر كل مجريات الحياة في كلمتين اثنتين - 00:31:02ضَ

تصغر امامك الحياة بكل معطياتها ويتضاءل امامك كل الاسباب التي تتضخم احيانا في حياتنا وتتلاشى والله كل العظمة الزائفة والانتفاخ الهائل الذي يضخمه الشيطان اعيانا في عين احدنا تجاه الاسباب - 00:31:24ضَ

لنقول من جديد نحن بحاجة الى ان نعيد النظر في المعادلة التي نعيشها ايها المسلمون في حياتنا التوكل على الله مع على الاخذ بالاسباب عبارة نحسن تقريرها وندرسها ونعلمها لطلابنا لكننا في ممارستنا الحقيقية لها في الحياة - 00:31:45ضَ

ما اريد ان اقول نفشل كثيرا لكن والله يحصل لنا اخفاق في غير ما موطن. وتأمل معي. معنى ان تتوكل على الله ان يمتلئ قلبك ايمانا وصدقا بان ربك قادر - 00:32:06ضَ

وانه مالك الملك وانه عظيم وانه واسع العطايا وانه يرزق بغير حساب. كل هذا نؤمن به لكن السؤال اين اين موقعه في المواقف العملية التي نمر بها في الحياة؟ اضرب لك مثالا. تبحث عن وظيفة عن عمل احسن من الذي انت فيه عن زوجة - 00:32:18ضَ

صالحة عن ذرية عن سيارة تشتريها عن بيت تسكنه. انظر ما الذي نفعله تجاه تلك الامثلة من توكل مع انبذله في مقابل ذلك من الاخذ بالاسباب نعطي الاسباب حقها الكافي وهذا مشروع ولا حرج فيه - 00:32:38ضَ

ولا يفهمن احد ان هذا منع منه او اغلاق لبابه. كلا الاخذ بالاسباب مطلوب ولذلك انت ستسعى وتكلم من تعرف وتستشير وتسأل وتبحث وتنظر وتتروى وتأخذ الوقت في ذلك كله بالصدق - 00:32:57ضَ

اسأل نفسك من غير ان يسألك احد. في كم مرة اثناء هذه المحاولات التي كنت تتنقل فيها بين الاسباب؟ كم مرة كنت مرتميا على اعتاب ربك تسأله وقد ملأت قلبك يقينا ورضا وطمأنينة ان الله كافيك - 00:33:11ضَ

وان الله محقق لك مبتغاك. وان الله مؤت لك ما سألت. وانه لك كما تريد وفوق ما تريد. كم مرة حصل هذا نضرب امثلة خصوصا بالملمات والمهمات والله يا اخوة. عندما تكون الحاجة شديدة كربة مأساة ضائقة مصيبة النزل - 00:33:31ضَ

باحدنا. عندنا عندما نتعامل مع هذه المواقف الصعبة في الحياة. فانك تجد نفسك لاهفا خلف الاسباب منتقلا من باب الى باب. وهذا شأن البشر ولا احد يعاتبك في هذا لكن العتب بل دعني اقول لكن الفرق الفرق - 00:33:51ضَ

بيننا في مثل هذه المواقف وبين اهل الولاية من الانبياء والصالحين هو المقدار الذي نبذله من صدق التوكل. صدقا والله يا اخوة لنا قدر من التوكل ربما كان توكل احدنا دعوة - 00:34:11ضَ

ارسلها على عجل في سجدة من سجداته او في وتره او في ركعة من ركعات الصلاة وربما كان التوكل عند احدنا مجرد شعور قام بقلبه فعاش به وانطلق لكن توكلا يقوم في قلوب الانبياء يحملهم على غير ما نعيشه - 00:34:28ضَ

يحملهم على ان يكون ارتباطهم بربهم في الحوائج التي يطرقون ابوابها اكثر من الاسباب التي يسعون في تحصيلها هذه المعادلة وكيف تتوازن فيها ويكون لك في التوكل حظ ونصيب وافر مثل الذي تبذله في الاخذ بالاسباب او - 00:34:44ضَ

اعظم هذا هو الفارق الذي سيخرج لك النتائج خلاف ما تتوقع لكننا لما اكتفينا بالحد الادنى من التوكل على الله واوغلنا واسرفنا في الاخذ بالاسباب نلنا بقدر توكلنا على الله عز وجل ما كتب الله لنا تجاه الحوائج التي نطرق ابوابها - 00:35:06ضَ

الى سياق الاية. قال الله تعالى له قال كذلك الله يفعل ما يشاء قال زكريا عليه السلام قال ربي اجعل لي اية كان يقول المفسرون كان من دهشته عليه السلام انه اراد ان يرى شيئا يثبت له حقيقة البشرى ليس شكا لكنه كما قال ابراهيم عليه السلام ليطمئن - 00:35:29ضَ

ان قلبي. قال ربي اجعل لي اية. قال ايتك الا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزا. يعني بالاشارة ما هو خرس هل هو بكم؟ نعم كان سليما عليه السلام بكامل حواسه غير معيب ولا مريض. لكن الاية كانت كذلك - 00:35:51ضَ

ان يحتبس عن الكلام بامر الله. فلا يقوى عليه وتكون اشارته هي القائمة مقام التخاطب مع الناس من حوله قال ايتك الا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزا فمعناه اذا رأيت العلامة فتحقق من البشرى التي سيقت لك في المحراب ان الله يبشرك ليس بولد بل بالنبي - 00:36:12ضَ

من انبياء الله الصالحين ختام الاية قال الله واذكر ربك كثيرا وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار. وقفة لطيفة ساتجاوزها على عجل. لما حبس عن وكان كلامه مع الناس اشارة قام مقام ذلك اشتغاله بذكر الله. في المواقف الصعبة والمهمة. ولما تكون امام حدث ترتجيه فيه - 00:36:36ضَ

من العظمة وفيه من القوة والمبالغة على مستوى حياتك انت تحتاج ان تكون شديد الصلة بربك ان تكون قريبا من ذكره ومناجاته. في الثلاثة الايام التي كانت هي علامة لزكريا عليه السلام. بالبشارة التي وعد كان مأمورا - 00:36:59ضَ

واذكر ربك كثيرا وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار. ولطالما كان الذكر الموصول بالله بابا للفرج ولطالما كانت الاذكار المستمرة على قلب صاحبها ولسانه فاتحة لابواب الخير والسعادة والرزق من اوسع الابواب. ولطالما - 00:37:18ضَ

اكان ارباب الاذكار صباحا ومساء واناء الليل واطراف النهار اوسع الناس عيشة واهنئهم حياة واعظمهم بركة. ولطالما فكانت الاذكار في حياة اصحابها حياة لقلوبهم. ونورا لوجوههم وطمأنينة في عيشهم. هي هكذا حياة الذكر. واذكر - 00:37:38ضَ

ربك كثيرا الذكر الكثير التسبيح اول الليل اول النهار واخره وهذا الاستمرار فيه موح الى ما كان عليه زكريا عليه السلام من الاشادة والحفاوة والاصطفاء هذا المقطع ينتهي به سياق قصة زكريا عليه السلام - 00:37:58ضَ

ليبدأ معنا المقطع الثالث وهو قصة مريم وبشارتها بالولد كان القسم الاول في قصة مريم ولادتها ونشأتها لخدمة بيت المقدس وكفالة زكريا عليه السلام اياها. المقطع التالي الان في في مرحلة اخرى من حياة مريم - 00:38:19ضَ

ربما كانت هي الابرز وهي المنعطف الاظهر في حياتها وهي قصة حملها وانجابها لعيسى عليه السلام. واذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقنتي لربك هذا اصطفاء صريح وتأتي بها الملائكة - 00:38:37ضَ

بشرى لمريم انظر مرة اخرى لما يصطفي الله من يشاء من خلقه ويكتب لهم ولايته انظر كيف يسخر لهم الاسباب الانبياء والملائكة وما دونهما من باب اولى. تأتي الملائكة تزف البشرى لمريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على - 00:38:57ضَ

نساء العالمين الاصطفاء اجتباء والطهارة اشارة الى ما كانت عليها مريم من الحالة الكاملة من الطهر والنقاء الوفاء والعفة واصطفاك على نساء العالمين ما عقبى ذلك ما الذي يترتب عليه؟ من كان كذلك فحقه ان يكون اكثر صلة بربه مرة اخرى نعود الى المعنى من جديد. يا مريم اقنتي لربك - 00:39:17ضَ

واسجدي واركعي مع الراكعين. اربط الان هذا الحدث بحدث زكريا عليه السلام. لما بلغ بالبشارة وكتب له ما يريد وفوق ما يريد اشير اليه بكثرة الذكر والتسبيح بالعشي والابكار. ولما سيقت البشارة الى مريم بالاصطفاء والطهر - 00:39:43ضَ

الطفاء والاختيار على نساء العالمين ايضا اشير اليها بمزيد القرب من الله. قد يقال وما الحاجة الى الاشارة الى مريم بهذا طلب وهي العاكفة في بيت الله وهي المنظورة وقفا لخدمة بيت الله - 00:40:03ضَ

الا لتفهم شيئا واحدا فقط ان هذه الابواب العظيمة من الاصطفاء والقرب والولاية حقيقة هي وقف على من كان اقرب صلة بربه باختصار تريد الولاية؟ تنشد تنشد صلة بربك تميزك عن باقي الخلق توجه اليه - 00:40:19ضَ

والله كلما اقتربت منه ونلت حظا وافرا بقربك منه عبادة وذكرا واشتغالا بامره جل جلاله نلت منه ولاية سخرت لك ما شاء الله من خلقه ولهذا قال يحيى بن معاذ على قدر شغلك بامر الله تشتغل في امرك الخلائق - 00:40:41ضَ

بقدر ما يشتغل احدنا بربه وان يترك مجريات حياته تنساق له اسبابها وتتسخر له ابوابها بامر الله. ولذلك قال الله جوابا لزكريا قال كذلك الله يفعل ما يشاء. المسألة لا تحتاج الى تعقيدات ولا اثباتات اكبر من هذا. اذا اراد الله شيئا قضاه. وهو الجواب المتأتي لمريم الان بعد قليل - 00:41:03ضَ

وهذا الجواب كان جملة من الايحاء لما اشتملت عليه هذه القصة العظيمة. قال الله ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك. وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون. وذلك ان مريم لما نذرتها امها وقفا لبيت المقدس اختصموا في كفالتها. فاجتمع العلماء - 00:41:26ضَ

ائمة زكريا عليه السلام وغيره من ائمة بني اسرائيل. فاجتمعوا واختصموا في كفالتها واتفقوا على ان يقترعوا بالقاء اقلامهم التي يكتبون بها الذكرى والوحي ان يلقوها في النهر. فايهم ثبت قلمه ولم يجري كانت له الكفالة فكانت لزكريا عليه السلام فهذا - 00:41:49ضَ

معنى قول الله وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون هذا كله اشارة بصدق نبوة نبينا محمد قد صلى الله عليه وسلم ان يسوق على مسامع وفد نصارى نجران من التفصيلات والاخبار والاحداث بما يتعلق بدين النصارى وبشخصيات - 00:42:09ضَ

العظام ما لم يشهده عليه الصلاة والسلام وليس لك الا ان تؤمن بوحي نزل من السماء اخبره عليه الصلاة والسلام بالذي سمعوه. قال الله تعالى وهذا المقطع يشرع الان في شأن مريم مع ابنها حملا وانجابا وبشارة ونبوة اذ قالت الملائكة يا مريم - 00:42:29ضَ

ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم. بكلمة اي ان خلقه كان كلمة من الله. ولهذا قال القاها الى مريم وروح منه. والكلمة هي ان الله قال له كن فكان عليه السلام - 00:42:49ضَ

يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة. هذه الوجاهة وهذه البشارة التي تساق لها قبل ان يكون الولد حملا في بطنها. وجيه في الدنيا والاخرة - 00:43:07ضَ

ومن المقربين ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين. سيقت لها جملة البشارات العظيمة لان الحدث الذي ستواجهه عظيم اي حدث اي حدث ان تحمل من غير زوج هذا الحدث الذي لا تطيقه عقول البشر - 00:43:23ضَ

ولا يمكن ان تفسره ولذلك كان جوابها المتفاجئ قالت ربي انا يكون لي ولد ولم يمسسني بشر لتلحظ معي ان عظمة البشارات ما كانت لتنسيها هول الحدث مع ان البشارات كانت عظيمة. يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم. وجيه في الدنيا والاخرة. ومن المقربين ويكلم الناس في - 00:43:45ضَ

المهدي يعني صبيا ومن الصالحين ومع ذلك لا تزال صعقة الحدث اعظم من ان تتجاوزها بالبشارات العظيمة على عظمتها قالت ربي انى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر فكان الجواب الذي قيل لزكريا عليه السلام عندما تتجاوز عظمة ربك الاسباب التي تعرفها ايها البشر - 00:44:12ضَ

وعندما تكون قدرة الله نافذة متجاوزة حدود ما يعرفه البشر من اسباب محسوسة معلومة لديهم. قال كذلك الله يخلق وما يشاء اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون هذا الموقف جاء على نحو اكثر تفصيلا في سورة مريم - 00:44:37ضَ

وفيه من المشاعر ما يجعلك تعيش شأن مريم لحظة بلحظة. فانها لما واجهت الملك قالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا قال انما انا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا قالت انى يكون لي غلام - 00:44:58ضَ

ولم يمسسني بشر ولم اك بغيا الى ان اذن الله فحملت فحملته فانتبذت به مكانا قصيا. هل تتصور الشعور الذي كانت تعيشه مريم ان تكون امرأة معروفة بالطهر والصفا والعفاف والنقاء عابدة عاكفة في المسجد منذورة لخدمة البيت - 00:45:16ضَ

مقدس وان تعيش بصحبة الانبياء والائمة والصالحين ولا يعرف عنها في قومها الاكل خير ثم تعيش لحظة من حياتها بهذا الموقف الذي تعجز ان تفسره لبشر مهما وقفت تشرح لهم - 00:45:37ضَ

فحملته فانتبذت به مكانا قصيا. فاجائها المخاض الى جذع النخلة. قالت يا ليتني مت قبل هذا عندما يبلغ بالانسان لحظة من لحظات حياته ان يتمنى الموت ولست اتحدث عن العباد من العوام والجهال وارباب البعد عن الله - 00:45:54ضَ

نتكلم عن من فرح ونال الولاية وشعر بحلاوتها وقربها ومع ذلك تمر به لحظة يتمنى فيها مفارقة الحياة تعرف ان اللحظة من الصعوبة ما يفوق الوصف والخيال قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا - 00:46:13ضَ

فيأتيها المدد ويأتيها العون ويأتيها التأييد من ربها. فناداها من تحتها الا تحزني. قد جعل ربك تحتك سرية الى اخر سياق القصة والشاهد في ذلك عظمة الموقف الذي مر بمريم وما عانته مع انها اية ومعجزة ربانية عظيمة - 00:46:32ضَ

مر الموقف وانجبت عيسى عليه السلام فكانت البشارة بما حمله عليه السلام من النبوة والمعجزات التي ليست لمثله. قال الله تعالى ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل ورسولا الى بني اسرائيل اني قد جئتكم باية من ربكم - 00:46:52ضَ

اي معجزة ثم فصلها فقال اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا باذن الله اي يطير وابرئ الاكمه والابرص واحيي الموتى باذن الله الاكمة قيل الذي ولد اعمى - 00:47:14ضَ

والابرئ الاكمه والابرص وقيل الابكم الذي لا يتكلم. واحيي الموتى باذن الله وانبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم كانت له المعجزة عليه السلام ان يخبر من يقابله بماذا اكل اليوم؟ بماذا احتفظ من طعام؟ وبماذا بقي له في بيته قد ادخر - 00:47:33ضَ

ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولاحل لكم بعظ الذي حرم عليكم وجئتكم باية من ربكم فاتقوا الله واطيعون. ان الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم. الى اخر السياق وربما كان يعنينا من الحدث العظيم رفع الله تعالى لعيسى عليه السلام - 00:47:52ضَ

اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة ثم الي مرجعكم فاحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون. ها هنا - 00:48:12ضَ

يسدل الستار ولم ينتهي بعد الحديث عن قصة ال عمران لكن وفد نصارى نجران قد استمعوا الى كل هذا السياق وما فيه من التفاصيل دقائق الاخبار التي اشتملت في الوقت ذاته - 00:48:30ضَ

على اشادة بال عمران شخصيات بني اسرائيل المعظمة المحترمة المقدسة. فحفظ الاسلام لهذه الشخصيات في القرآن حرمتها وعظمتها وقداستها وكرامتها ثم اقترن بذلك المقصد الاعظم مما انزلت الايات لاجله لتسمعه نصارى نجران وهو الحديث عن احقية هذا الدين - 00:48:44ضَ

وصدقه وما يجب ان ينقادوا له وان عيسى عليه السلام كان في مقاله ان الله ربي وربكم فاعبدوه متبرئا عليه السلام من دعوة الالوهية لذاته او من الكذب في تبليغ دعوة ربه. قال الله تعالى في اخر ذلك السياق الحق من ربك. فلا تكن من الممترين - 00:49:08ضَ

فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم؟ فقل تعالوا ندعو ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونسائكم وانفسنا ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين. ان هذا لهو القصص الحق. وما من اله الا الله وان الله - 00:49:28ضَ

الا هو العزيز الحكيم فان تولوا فان الله عليم بالمفسدين. هذا السياق على طوله لو ذهبنا نقف عنده في كل اية وجملة وفائدة وعظة لاحتجنا الى مع هذا المجلس الى مجالس. ومع هذا المتسع الى مزيد من الاوقات التي تتسع للوقوف على كثير - 00:49:48ضَ

من المعاني لكنني سأجمل في الخمس الدقائق الباقية. ما نحن بحاجة للوقوف عليه. وقد قلت في صدر الحديث ان الذي يحملنا على الوقوف مع قصة من قصص القرآن في مثل قصة ال عمران اننا جميعا ارباب اسر لنا زوجات واولاد - 00:50:08ضَ

لن تبحث عن مقعد لك في الجنة تدخله دون زوجتك واولادك ولا شك واحب ما عليك ان تكون ذريتك محيطة بك في الجنة اما ان تكون اعلى منها فيرفعها الله اليك - 00:50:26ضَ

او تكون هي ارفع منك فيرفعك الله اليها منة وفضلا من الله وفي كل ذلك نحن بحاجة الى ان نتأمل في حال اسرة كريمة اصطفاها الله. ولما اقول اصطفاها الله فانا اقصد ان بابا - 00:50:39ضَ

هو باب الولاية والكرامة لم يغلق اذا كان باب النبوة قد انتهى وختم بمحمد صلى الله عليه وسلم. فان باب الولاية لا يزال مشرعا فلما نتقاصر عنه؟ ولما ولم نتأخر وبوسع احدنا بصلاحه وزوجته واولاده ان يحجز مقعدا في الاسر الكريمة المصطفاة عند الله - 00:50:55ضَ

ان يكون له ذكر حسن وثناء عاطر. هذه تجعلنا نقف على امرين كبيرين هي محل حديثنا في ختام اللقاء نحن نتحدث عن ولاية عن كرامة من الله عز وجل كتبها لاسرة اصطفاها. مرة اخرى ساقول ليست اسرة - 00:51:18ضَ

اصطفاها الله لنبوة افرادها. فلا امرأة عمران نبيا ولا مريم نبيا ولا ابوها عمران نبيا. نعم كان عيسى عليه السلام نبي لكنك تقف مع اسرة كتب لها الاصطفاء وكان جذر ذلك صلاح امرأة عمران وصلاح عمران نفسه فانه قيل كان امامهم في - 00:51:38ضَ

المسجد المقدس في بيت المقدس وكان عالما ووليا من اوليائهم. عندئذ سنتكلم عن شطرين احدهما مظاهر هذا الصلاح والولاية ما عرضتها الايات والثانية عن اسباب التي نال بها هؤلاء من الكرامة والولاية ايضا ما تضمنته الايات من الاشارات. ونحن - 00:51:58ضَ

اقنين بذلك عن ان ننساق او انجرف وراء اسرائيليات تساق لتسوق بعض التفصيلات التي نحن لسنا بحاجة اليها. في الاسباب يجب ان قول ان صلاح هذه الاسرة وسر اصطفائها يعود في احد اسبابه الى تجذر الصلاح في افراد الاسرة. امرأة عمران - 00:52:18ضَ

عمران مريم عيسى عليه السلام. ليست وراثة نسب وراثة صلاح. وراثة تقوى وراثة ايمان هنا سنفتح الف سؤال لنقول من كتب الله له حظا من الصلاح والهداية والتوفيق طلب علم - 00:52:38ضَ

امامة خيرية في اي باب من ابواب الاسلام لما ما حظ احدنا في ان ان يبث في اهل بيته هذا القدر من الخير والصلاح؟ في ان يسوق ذريته امامه ومن ورائه ومن خلفه - 00:52:55ضَ

وعن يمينه وعن شماله ليكون مشاركين له فيما هو فيه من الصلاح. بالله عليك قف معي مرة اخرى وعش تلك اللحظات التي حكيت عن عمران والاية لم تذكر في شأنها شيئا لكنك تشم منها رائحة فائحة - 00:53:10ضَ

انها فيها من الصلاح والخيرية والتقى ما حملها على تلك المواقف التي سجلها القرآن. عد معي مرة اخرى. اذ قالت امرأة عمران ربي اني نذرت لك ما في بطني محررا. مرة اخرى ساقول انه كان بينها وبين ربها من المناجاة - 00:53:27ضَ

والخلوة وكثرة الدعاء والصلة بالله ما جعلها تعيش هذا النوع من الخطاب وكانها تكلم من الفت الحديث معه مرارا اما رأيت الاسلوب اذ قالت ربياني نذرت لك ما في بطني محررا - 00:53:45ضَ

فتقبل مني انك انت السميع العليم ثم تفاجأ بان الحمل انثى وليس بذكر فيستمر الحديث والحوار والمناجاة على عفويته قالت ربياني وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى فما تملك الا ان توكل امرها لله واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم - 00:54:02ضَ

ساقول في هذا المقام الان ان الصلاح الذي نبحث عنه في ذواتنا او زوجاتنا او اولادنا هو ابعد من ان يكون صلاح ظاهر واستقامة فيما يبدو على هيئة احدنا ومظهره - 00:54:26ضَ

او فيما يناله من علم ويحصله. ليست القضية تقاس بتخصص شرعي يدرسه احدنا. او بطريق يسلكه في طلب العلم او دعوة او الامامة او الخطابة او الوعظ او توجيه الناس. الدائرة اوسع من ذلك بكثير. امرأة في قعر بيتها - 00:54:44ضَ

ما تتجاوز باب دارها لها من الخير والصلاح ما يكتب الله لها ولاية لها ولذريتها من بعدها ان تكون امرأة كامرأة عمران كتب الله عز وجل لها صدق صلة به سبحانه. فنالت ما لا يناله كثير ممن ساقوا ابواب الخير والصلاح بين ايديهم - 00:55:03ضَ

صبو لكثير من المواقع التي كتب الله بها الخير على ايديهم. المسألة عفوا لا تقاس بحجم اثرك في الناس المسألة لا تقاس بعلاقاتك بخلق. المسألة لا تقاس ايضا بحجم ما انجزت. المسألة تقاس بالمسافة التي بينك وبين الله - 00:55:26ضَ

كانت امرأة عمران اقرب صلة ربما من كثير منا معشر طلاب العلم او الدعاة ومن نظر نفسه ونصب نفسه لتوجيه الناس او تعليمه كانت اقرب والله اقرب بكثير ولا مجال للمقارنة - 00:55:44ضَ

كانت اقرب ودليل ذلك ان بينها وبين ربها من المناجاة والصلة والحفاوة ما لبن له كثير منا فلا داعي الى ان نجامل انفسنا هذه امرأة عمران. فتجذر الصلاح ساق لها صلاحا ظهر حتى في ابنتها مريم - 00:56:01ضَ

ثم انظر ما الذي كان لمريم من الاسباب لم يكن لها اب يرعاها. قيل ولدت يتيما وعلى كل حال فالاية نصت على ان الذي تكفلها زكريا لاحظ معي ما تربت في حجر اب - 00:56:20ضَ

ولم يرعها بكثير من العناية والتوجيه والتعليم ومبادئ التربية وما يعتني به احدنا مع اولاده. لكن حسبها ان امها كانت امرأة صالحة وقد نالت من ربها ولاية وقد استودعت ربها بنتها - 00:56:35ضَ

ودعته فقالت اني اعيذها بك وذريتها. افيخيبها الله او يضيع لها ابنتها؟ وقد رمت بفلذة كبدها الى ربها عز قال الله فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنا تلكم هي ثمرة الصلاح فينا معشر الاباء والامهات - 00:56:54ضَ

ان يمتد اثر ذلك الى اولادنا وذرياتنا تلك هي الاشارة التي وردت في قصة سورة الكهف في قصة الخضر مع موسى عليه السلام. واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة. وكان تحته كنز لهما وكان ابوهما صالح - 00:57:15ضَ

فصلاح ابيه كان وراء ان يسخر الله نبيا ووليا يقطعون المسافات يسخرهم الله بامره لتنفيذ مهمات لاجل حفظ مال لولد ليس له من المكانة والولاية والنصيب انما كان لابيه وكان ابوهما صالحا - 00:57:33ضَ

يذكر عن بعض السلف انه ربما قام صلى في الليل وربما اكثر من عنايته بورده وتهجده وقيامه وقراءته ثم يقول اني لازيد في صلاتي من اجل ان يحفظ الله ولي اولادي - 00:57:55ضَ

يزيد في صلاته وصلته بربه ايمانا بان هذا باب ان سلكه رزق صلاحا وكفاية ووقاية. فتجذر الصلاح في هذه الاسرة الكريمة اسرة ال عمران تفتح لنا ابوابا امرأة عمران صالحة - 00:58:11ضَ

مجابة الدعوة نذرت حملها وهو اعز ما تملكه ام في حياتها الولد. ثم تنازلت وجعلته نذرا لان يكون لخدمة بيت المقدس ثم كان ذلك صلاحا منها امتد ايضا الى زوجها عمران وقد كان امامهم وصاحب قربانهم كما ذكر المفسرون. هذه مظاهر الصلاح - 00:58:27ضَ

اذ اقولها في مريم اذ اقولها في امرأة عمران وعمران لانه ليس في سياق الايات على الاقل التي امامنا والاحاديث ما يعرض لكثير من تفاصيل اما ما كان من مريم فهو اظهر من ان يذكر وهو اشهر من ان يساق ايضا في هذا المقام. لكني سأقول في ختام هذه النقطة ان - 00:58:49ضَ

صلاح امرأة عمران وصلاح زوجها عمران. كان سببا في صلاح الذرية من بعد. وهي ابنتهما مريم ثم ابنها عيسى عليه السلام فكانت قمة الصلاح والخيرية ما ساقه الله عز وجل لهم ان يكون ولدهم وذريتهم نبيا من اولي العزم من الرسل. كان هذا - 00:59:09ضَ

سببا عظيما من اسباب الصلاح الذي كتب الله عز وجل به لهذه الاسرة الكريمة الولاية والاصطفاء المظهر الاخر الذي تراه ايضا في هذا السياق هو شدة ملازمة هذه الاسرة للمحراب - 00:59:29ضَ

وارتباطها بالصلاة والدعاء ملمح عظيم وليس المقام الان مقام حديثنا عن الصلاة وفضلها واهميتها واثرها لكن الايات في قصة ال عمران كانت واضحة بما فيه الكفاية ان هذه الاسرة الكريمة كانت شديدة الصلة بالمحراب. محراب المساجد محراب البيوت - 00:59:46ضَ

التوجه الى القبلة اقامة الصلاة دوما كانت سمة بارزة. عندما تتحدث عن صلاح ينقص فيه نصيب الصلاة في حياة العباد فلا تبحث عن كثير من الخير الذي ترجوه لها وفي المقابل اي فرد واسرة حجزت الصلاة فيها مقعدا كبيرا في اوقاتهم وحياتهم وجدولهم وبرنامجهم فليبشر - 01:00:09ضَ

بخير كثير. اذ قالت امرأة عمران ربي اني نذرت لك. هذه المرأة كانت ملازمة للدعاء. واني اعيذها بك وذريتها. لما ذكر الله شأن زكريا مع مريم كلما دخل عليها زكريا المحراب. زكريا عليه السلام هنالك دعا زكريا ربه - 01:00:33ضَ

ما جاءته البشارة فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب قوله لمريم يا مريم اقنطوا لربك واسجدي واركعي مع الراكعين بعضنا يعجز عن السنة الراتبة ما يصليها عن الوتر يتركه فينام؟ بعضنا يتأخر حتى عن بعض السنن من سنن الصلاة فلا يكاد يقيم الا الفرض وشيئا من السنن الرواتب من اراد طريق - 01:00:51ضَ

الخير والصلاح التي تبلغ به الولاية التي يكتبها الله لمن يتولاهم من الصالحين صدقوني. الباب الكبير لها باب الصلاة واذ نقول باب الصلاة فالمقصود فرضها ونفلها. وان يكون لاحدنا متسع في حياته من الاكثار. وان يكون شوقه الى الصلاة وحنينه اليها - 01:01:14ضَ

ورغبته فيها شيئا يفوق كل اهتماماته في الحياة من منا اذا حان وقت الصلاة وهو في طريق يسير من مكان الى مكان. فاذا اذن المؤذن خفق قلبه واضطرب ولا يكاد يعرف كيف - 01:01:34ضَ

فيواصل المسير فما هو الا ان يقف عند اقرب مسجد تسوقه الاشواق قبل حرصه على اداء الواجب وتسوقه المحبة اكثر من خوفه من العقاب على التأخير او الذم او اللوم - 01:01:49ضَ

عندما تبلغ الصلاة في حياة احدنا هذا المبلغ الكبير نعرف ان انبياء الله عليهم السلام وهم اعظم البشر مكانة ومنزلة الصلاة في حياتهم تبلغ مبلغا عظيما. اما قال الله وكان يأمر اهله بالصلاة والزكاة وقال لنبيه وامر اهلك بالصلاة - 01:02:05ضَ

واصطبر عليها فالصلاة الصلاة. عماد الدين وركنه الاعظم وقوامه الاجل. وهي ايضا وصية النبي عليه الصلاة والسلام في ختام الصلاة الصلاة وما ملكت ايمانكم. من اراد ان يحجز له مقعدا في ركب الصالحين. وان ينال حظا وافرا من ولاية الله لعباده - 01:02:25ضَ

فوالله ليس له الا ان يقبل على الصلاة فيستكثر من ركعاتها وسجداتها. اختم بحديث رافع لما قال للنبي صلى الله عليه وسلم وقد سأله سأله عن طلب يجيبه اياه قال سلني حاجتك يا ربيعة - 01:02:45ضَ

فقال ربيعة رضي الله عنه اسألك مرافقتك في الجنة يا رسول الله وانظر الى المطلب العظيم ما سأل الجنة سأل المرافقة فيها فما كان منه عليه الصلاة والسلام الا ان قال له فاعني على نفسك بكثرة السجود - 01:03:05ضَ

اكثار الصلاة هو الدرجة التي يرتق بها العبد الى اعظم ما يتمناه من ولايات الصالحين ودرجات المقربين قل فكان من اجل مظاهر هذا الصلاح وهذا الاصطفاء في هذه الاسرة المباركة هو شدة صلتها بالله عز وجل - 01:03:21ضَ

عظمة عنايتها بالصلاة. هذا المظهر الذي رأيناه في هذه القصة في هذه الاسرة ينقسم الى درجتين كما قلت اولها انه صلاح متوارث وتجذر هذا الصلاح في الام وابنتها وابنها كان سببا لهذا الاصطفاء الكريم. نحن نجد خيرا وبركة عظيمة - 01:03:37ضَ

بصلاح فرد في الاسرة ان يكون ابونا صالحا او امنا امرأة صالحة او ان يكون احد اخوتنا في الاسرة صالحا فنجد من بركات هذا الصلاح ومن ثمراته وخيراته ما يشعر به افراد الاسرة كلها. فكيف اذا كان هذا الصلاح متجذرا؟ كيف اذا كان متوارثا؟ كيف اذا كان عاما يوصف به اكثر - 01:03:59ضَ

من فرد في الاسرة في الكم هي التي بلغت بهذه الاسرة الكريمة درجة الاصطفاء كما قلت والولاية تحدثنا ايضا عن ان من اسباب الولاية لهذه الاسرة الكريمة فيما ذكرته الايات واشارت اليه في السياق هو عظيم نصيبها من الصلاة والصلة بالله - 01:04:21ضَ

وهذا باب كبير مرت الاشارة اليه قبل الاذان. الملحظ الثالث الذي تراه في اسباب الولاية التي نالتها تلك الاسرة الكريمة هي ما ذكره الله عز وجل في شدة علاقتهم بالله دعاء وذكرا. وهو امر اخص من الصلاة. وان كان من باب واحد الصلاة والدعاء والذكر اوجه للصلة بالله - 01:04:40ضَ

والتواصل معه جل جلاله ان يكون العبد حي القلب متصل الضمير بربه. لكن الصلاة باب والذكر والدعاء باب اخر. وقد ذكرت الايات في قصة ال عمران هذين النوعين من الصلة بالله عز وجل. اما الصلاة فقد مضت واما الدعاء والذكر فانظر الى ام مريم كيف دعت وتضرع - 01:05:01ضَ

وقد ذكرت جمل دعائها وكيف تقطر كيف تقطر شيئا من القرب ونداوة الحفاوة بربها عز وجل وان تكون درجة انها تحاور ربها وتخاطبه بما في قلبها دون ادنى تكلف. حتى لما وضعتها انثى قالت ربي اني وضعتها انثى - 01:05:21ضَ

والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى بل في بعض القراءة الصحيحة والله اعلم بما وضعت. وتأمل تخاطب ربها فتقول قالت ربياني وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى واني سميتها مريم واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. بالله عليك - 01:05:42ضَ

ما الذي تجده في جمل هذا الدعاء من عظمة العبارات وقوة الالفاظ؟ ما الذي تجده في هذه الجمل والعبارات؟ من الفاظ تصفها بانها معجزة وفتح رباني وانها الهمت هذه العبارات ابدا هي ايسر ما تكون. لكنها فقط خرجت من قلب خالص - 01:06:06ضَ

وخرجت من قلب شديد الصلة بالله فكانت العاقبة ان يقول الله عز وجل في ثمرة مثل هذا الدعاء القريب الخفي اللطيف فتقبلها ربها. بقبول حسن والله ما احرانا يا اخوة ان يكون احدنا في دعائه فائزا بمثل هذه الثمرة في الدعاء ولو مرة في حياته. ان يقول الله له قد قبلت منك - 01:06:25ضَ

فتقبلها ربها بقبول حسن. باب الدعاء كان علامة بارزة في حياة اسرة ال عمران كما قصته سورة ال عمران. هذا دعاء ام مريم وايضا لك دعاء مريم فانه ايضا وارد وهو متوفر في هذه السياق الايات التي مر ذكرها قبل قليل. مريم تضرعت ودعت - 01:06:49ضَ

ربها في هذه السورة وفي غيرها من السور لما تقول مريم مناجية ربها انى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء. اذا قظى امرا لما اتاها الملك قالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا - 01:07:12ضَ

ثم يبشرها بالبشارة ثم لما يأتيها المخاض قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا. ثم يأتيها المدد والعون فناداها من تحتها. اما الى الى اما تنظر وتشعر معي الى قرب الصلة بين هؤلاء وبين ربهم في المناجاة والمناداة في المخاطبة في الدعاء هي المسافة القريبة - 01:07:30ضَ

التي تجعل احدنا يقترب من ربه. والله ليست الجنة عن احدنا ببعيد وليست ولاية الله عز وجل لاحد منا ايضا ببعيد انما هي مسافة نحن الذين نقترب منها او نبتعد - 01:07:50ضَ

ولن يكتب الله لعبده ولاية وهو معرض عنه وايضا لم يحرم الله عبدا ولاية وقد وقف على بابه يطرق يسألها فهي مسافة نتحكم نحن في تحديدها قربا وبعدا. والله كانت هذه الاسرة الصالحة المصطفى شديدة الصلة بالله - 01:08:07ضَ

هذه ام مريم هذا مريم هذا زكريا. وقد مر ما في دعائه من عبارات تقطر نداوة وقربا ولطفا هو يقول ربي هب لي من لدنك ذرية طيبة. انك سميع الدعاء مرة اخرى يطلب من ربه في مواقف اخرى في مواطن اخرى من القرآن ويذكر - 01:08:26ضَ

الله عز وجل عظيم تضرعه اذ نادى ربه نداء خفيا والنداء الخفي ينبئ عن انكسار القلب. وينبئ ايضا عن شدة الحياء من الله. وينبئ ايضا عن عظيم قرب الذي لا يحتاج صاحبه ان يشعر ان بينه وبين ربه مسافة - 01:08:46ضَ

ايسر بالدعاء ويخفيه لانه يشعر ان ربه قريب منه غاية القرب فهو يناجيه اذ نادى ربه نداء خفيا قال ربي اني وهن العظم مني وانظر كيف يتلطف ويعرض فقره وضعفه وحاجته وهلا العظم مني واشتعل الرأس شيبا وهو مع - 01:09:08ضَ

لكي يظهر ايضا عظيم ثقته ويقينه. ولم اكن بدعائك ربي شقيا. هذه الاسرة بكافة افرادها حقيقة كانت شديدة الصلة. لما بشر زكريا عليه السلام وقد مر ذكره في عرض معاني الايات قبل قليل - 01:09:27ضَ

قال الله تعالى له ايتك الا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزا بالاشارة واذكر ربك كثيرا. انه الذكر مرة اخرى والدعاء والصلة بالله مرة اخرى هو الذي يقرب العبد من ربه مسافات. امام المواقف الصعبة في الحياة. امام الهبات العظمى - 01:09:44ضَ

التي ينالها العبد في الحياة والله بينها وبين صاحبها قدر كبير ملئ ذكرا وصلة وقربا بالله واعظم الناس سعادة في حياتهم ورضا وطمأنينة وانسا ورغدا في العيش. هم اكثر الناس ذكرا لربهم - 01:10:04ضَ

ومصداق ذلك في قول ربكم الا بذكر الله تطمئن القلوب فمن اطمئن قلبه طابت حياته واذا طابت حياته فلا يبالي انام على عشاء ام من غيره على فراش وثير ام على حصير متى طابت الحياة - 01:10:22ضَ

ان تبحث عن تلك التفاصيل التي تقلق الكثيرين من الناس والله العظيم. متى طابت لك الحياة لن تبحث عن تفاصيل تدهش الناس وتقلقهم وتجعلهم يسعون في الحياة هذه سعي الوحوش ويلهثون فيها لهث الحيوانات عندما تهنأ حياتك وتطيب فانت تكتفي بما كتب الله لك وبما رزقك - 01:10:37ضَ

وبما ساق اليك وتنام قرير العين رغيد العيش ليس في قلبك الا الحمد والرضا والصبر والطمأنينة بل فوق ذلك شكر لله عز وجل وثناء عليه بما هو اهل بما سخر لك من اسباب وما فتح لك من ابواب - 01:10:57ضَ

هذا الذكر الذي نجده جليا في حياة اولئك الكرام من الاسرة المصطفاة من اسرة ال عمران هي ايضا جاءت في سياق شأن نبينا صلى الله عليه وسلم واقولها لتأكيد المعنى لا غير. وليس خروجا عن سياق القصة. لما اتم الله لنبيه الامر واكمل له الدين وفتح له - 01:11:13ضَ

مكة ودخل الناس في دين الله افواجا قال الله له اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره. مرة اخرى انها الهبات العظمى - 01:11:33ضَ

كان غاية مراده وعظيم مبتغاه صلى الله عليه وسلم ان يقر الله عينيه بنصر الدين. وبفتح مكة وبدخول الناس في هذا الدين عظيم. اما وقد حصل فان بين يدي ذلك فسبح بحمد ربك واستغفره - 01:11:49ضَ

ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة بعد ان نزلت عليه اذا جاء نصر الله والفتح الا كان يكثر في ركوعها وسجودها ان يقول سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي - 01:12:05ضَ

يتأول قول الله فسبح بحمد ربك واستغفره. فكان يسبح ويستغفر. انه الذكر يا قوم والله الباب الذي يقرب المسافات بين العبد وبين ربه. لن تنالوا الهية في شريعة الله الا عبر بوابة كثرة - 01:12:23ضَ

الذكر لله. ومن اراد ذلك فليكن له وفير حظ وافر ونصيب عظيم. ودعنا نقلب المسألة بمعادلة اخرى لنقول اقربنا ولاية من الله اكثرنا ذكرا لله. اكثرنا ذكرا لله واعظمنا حياة بقلبه وانسا في حياته. هذا الذكر كان مظهرا واضحا - 01:12:40ضَ

مظاهر الصلاح في هذه الاسرة. اذا هي مظاهر ذكرناها الان. تجذر الصلاح كثرة الصلاة والاقبال عليها كثرة الصلة بالله وشدة الصلة بالله دعاء وذكرا. فكان من اثار ذلك ما كان من الولاية - 01:13:00ضَ

التي ظهرت اثارها في حياة هذه الاسرة الكريمة وقد مر استعراضها لكني اوجزها فاقول اظهر الله ولايته وعنايته بالاسرة التي اصطفاها. اما ترى ان ولاية الله بعيسى عليه السلام بلغت به النبوة. بلغت به تلك المعجزات التي ما كانت لنبي من الانبياء عليهم السلام. بلغت به المعجزة - 01:13:17ضَ

التي ستستمر الى اخر الزمان. اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي. ومطهرك من الذين كفروا. فتكون قصة نزول عيسى عليه السلام هي الفصل الاخير من ملاحم الحياة الدنيا واشراط الساعة ليعيش عليه السلام - 01:13:37ضَ

بتلك الولاية وذلك الاصطفاء حدثا لا يتكرر في البشرية اطلاقا. ان يرفع ويعود الى الحياة من جديد فيشهد امة غير امته فيبعثه الله تعالى شاهدا عليها. في امه مريم انطق الله لها عيسى عليه السلام في المهد لما اتهمت - 01:13:55ضَ

ورميت يا اخت هارون ما كان ابوك امرأة سوء وما كانت امك بغيا. فاشارت اليه لما نذرت للرحمن صوما اشارت اليه قائل وكيف نكلم من كان في المهد صبيا؟ قال اني عبد الله. اتاني الكتاب وجعلني نبيا - 01:14:16ضَ

ذلك قال الله هنا في سورة ال عمران ويكلم الناس في المهد. ما هذه الولاية يا اخوة التي تجعل بعض البشر يجد في حياته مواقف هي معجزات لا تكون الا لانبياء - 01:14:34ضَ

واذ تكون كذلك فانها مظهر عظيم من مظاهر الكرامة. التي يسوقها الله لعبد من عباده يثبتها بها في اعظم المواقف صلابة في الحياة فيزداد رسوخا وايمانا لن تساق هذه المواقف لضعيف الايمان وهشه ورقيقه لمن احتاج الى ان يغذي ايمانه بمزيد - 01:14:48ضَ

من القرب من الله عز وجل. كانت مظاهر الولاية متأتاة في نفخ الروح في مريم حتى حملت بولدها عيسى عليه السلام. اتيان جبريل عليه السلام اليها رزقها الذي كان يساق في المحراب اليها. واويناهما الى ربوة ذات قرار - 01:15:08ضَ

ومعين ناهيكم عن امرأة عمران التي كان لها من مظاهر الولاية والعناية ان الله تقبلها واجاب دعوتها وانبت ابنتها نبات تا حسنا وسخر لها زكريا يكفلها. ختاما كان في المظهر من مظاهر الولاية ايضا ان الله متى اصطفى بعض خلقه وتولاهم بولايته - 01:15:23ضَ

كفاهم اسباب هذه الحياة ظاهرا وباطنا. ومعنى كفايتهم ان الله عز وجل لا يحوجهم الى غيره بل الاعظم من ذلك ان الله يسخر لهم ما شاء من خلقه تحقيقا لحاجاتهم وقظاء لمآربهم. اي عظمة هذه - 01:15:46ضَ

ان يكون اولياء الله محفوفين في حياتهم ليس بكفاية شؤونهم والا يحوجهم ان يمدوا ايديهم الى مخلوق بل اعظم من ذلك ان يسخر الله لهم اشرف خلقه. هذه الملائكة وهؤلاء الانبياء في سورة ال عمران سخرهم الله يسوقون البشارات - 01:16:04ضَ

اوليائه. تأتي الملائكة تبشر زكريا في المحراب. وتأتي الملائكة تبشر مريم بالاصطفاء وتبشرها مرة اخرى الولد بعيسى عليه السلام يسخر الله الملائكة ويسخر الانبياء يسخر الله زكريا عليه السلام ليكفل مريم ابنة تلك - 01:16:24ضَ

المرأة الصالحة لما نذرته وقالت هو لبيت المقدس خدمة ورعاية ما ضاع. لانها امرأة صالحة. فاذا كان الله قد تكفل لها بامرها. والله ما اظن انه كان يخطر ببالها ان يجعل الله نبيا من انبيائه هو القائم على ابنتها. والراعي لامرها والمربي لها. لكنها الولاية التي - 01:16:44ضَ

يتجاوز بك كل الحدود وعندئذ ستقف معي الى معلم عظيم وهي ان ولاية الله عز وجل متى نالها العبد؟ بدرجة من درجاتها فانه ينال من حفاوة والكرم والكفاية الالهية ما تجعل ذلك فوق ما يتصوره العبد. الا فما اكرم العبد الصالح على ربه والله - 01:17:07ضَ

ما اكرمه اذ يسخر الله له خلقه بل الاشرف من خلقه ملائكة وانبياء ليقوموا بامره احتاج ان اعود بعبارة يحيى ابن معاذ مرة اخرى عندما قال رحمه الله على قدر شغلك بامر الله تشتغل في امرك الخلائق. عندما نشعر ان - 01:17:28ضَ

اننا بهذه المثابة واننا امام رب كبير فاننا والله سنرفع سقف الامنيات والمطالب والطموحات والدعوات ولن تقف عند حدود لا تتوقع انه يمكن ان يأتيك وان ينالك. الست تطلب ربا كريما؟ الست تسأل ربا قادرا؟ الست تدعو ربا عظيما بيده مقاليد السماوات - 01:17:47ضَ

والارض فلم تكون محدود الطلب لما تحد على نفسك الابواب؟ تعجب من اناس اذا سألوا ربهم خيرا في الدنيا وفي الاخرة قصروه على امور وفوقها اعظم منها فاذا سئلوا قالوا ان بلغنا ذلك فهو اعظم مما نظن - 01:18:07ضَ

انت تتعامل مع رب يملك خزائن السماء والارض. وتتعامل مع رب كريم يعطي من يشاء بغير حساب. هذه القضايا هي من جملة ما يمكن وان يستلهمها المسلم من قصة ال عمران في سورة ال عمران. وبعد فازعم انه لا يزال في ثنايا الايات - 01:18:25ضَ

كثير والله كثير من المعاني التي يمكن ان يتحرك بها قلب المسلم اذا استمع او قرأ تلك الايات بقلب واع وفتح له كل نافذة في قلبه فسيستلهم من المعاني ما يجعله يعيش حياته على نحو افضل واكمل مما هو عليه الان. نحن امة - 01:18:44ضَ

الله بهذا القرآن. وفيه من العظات والعبر والقصص والامثال ما يمكن ان يكون عونا لنا في حياتنا وفي مسيرنا الى الله عز وجل. اسأل الله تعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلى - 01:19:04ضَ

ان يبلغ بنا وبكم اعلى درجات عباده المتقين. وان يتولانا واياكم بولاية عباده الصالحين. اللهم انا نسألك من خيري الدنيا والاخرة اخرة ما تعلم وما لا نعلم. اللهم اكفنا ما اهمنا واقض لنا حوائجنا ويسر امورنا ونور دروبنا واحفظنا - 01:19:17ضَ

بما تحفظ به عبادك الصالحين. اللهم انا نسألك الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم. ونعوذ بك من الشر كله واجله. ما علمنا منه وما لم نعلم. اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا يقربنا اليه. اللهم علمنا من - 01:19:37ضَ

القرآن ما جهلنا وذكرنا منه ما نسينا وارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا. اللهم افض علينا من بركات القرآن ما تشرق به وجوهنا وما تضيء به قلوبنا وما تصلح به حياتنا. اللهم اصلح لنا نياتنا وذرياتنا - 01:19:57ضَ

ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما. اللهم انا نسألك صلاحا لانفسنا وزوجاتنا واولادنا وفلاحا ونجاحا لنا ولوالدينا ولسائر المسلمين انك على ما تشاء قدير وبالاجابة جدير. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك - 01:20:17ضَ

رسولك نبينا محمد وعلى ال - 01:20:37ضَ