الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اما بعد فمرحبا بكم ايها الاحبة بهذا المجلس الثاني واسأل الله تبارك وتعالى ان يبارك لنا ولكم فيما نسمع وان يجعلنا واياكم ممن يستمع القول فيتبع احسنه - 00:00:01
لما امر الله تبارك وتعالى بالاحسان الى الوالدين واكد على حالة الضعف حالة الكبر ونهى عن التأثيث وعن زجرهما ونهرهما وامر ان يقال لهما القول الكريم ذكر بعد ذلك ما يتعلق - 00:00:22
بالمعاشرة فقال واخفض لهما جناح الذل من الرحمة اخفض لهما جناح الذل بمعنى اخفض لهما جناحك الذليل وجناح الانسان يقال بيده فان الانسان اذا اراد ان يبطش رفع يده ويقال ذلك بمعنى لين - 00:00:49
الجانب والتواضع الطائر اذا اراد ان يضرب ضرب بجناحه رفع جناحه ضرب به واذا جاء عند صغاره فانه يخفض جناحه ويرفرف على هؤلاء الصغار فخفض الجناح يعني التواضع اللين بالتعامل والمخالطة والمعاشرة - 00:01:16
واخفض لهما جناح الذل قراءة الجمهور هكذا جناح الذل من دل ذلا ذلة والفلان ذال وذليل فالذل هو اللين في قراءة عاصم في رواية واخفض لهما جناح الذل بالكسر. من قولهم دابة - 00:01:43
تلول يعني سهلة منقادة لا تستعصي على قائدها وصاحبها فهنا اخفض لهما جناحك الذليل. تواضع وليكن جانبك لينا مع ابويك هذا الخفض هذا التعامل اللين هذا التواضع للابوين ينبغي ان يكون صادرا - 00:02:08
من الرحمة تكون من هذه ابتدائية ويحتمل ان تكون لبيان الجنس يعني ان الذل يكون ناشئا عن الرحمة لا عن امر اخر امر اخر مثل ماذا؟ قد يتواضع هذا الولد ويتذلل خوفا - 00:02:36
من الوالد او الوالدة قد يكون هذا الاب قاسيا شديدا في تعامله مع الاولاد ويتعاملون معه بشيء من التذلل خوفا لا قد يكون هذا التصرف صادرا عن الولد بسبب الرياء - 00:02:57
وتجد احيانا بعض الاولاد اذا كان في المجلس امام الاخرين يتعامل مع ابيه بتذلل ولين ولطف وفي غاية التواضع ولكن تعامله معه اذا غاب عن هؤلاء وعن انظارهم في غاية الصلف والشدة - 00:03:15
تعنيف فهذا قد يفعله رياء امام الاخرين يقال فلان ما شاء الله بار فلان حفي بابويه وقد يفعل ذلك لمصلحة فهذا الولد احيانا قد يريد من ابيه ان يحقق له رغبة - 00:03:37
من زواج او سيارة يشتريها او غير ذلك قد يكون هذا الولد يطلب من ابيه ان يشتري له جهازا فيتعامل بغاية التلطف والتذلل قبل ان يحصل على هذه السيارة ماذا تريدون - 00:03:56
اذا حصل له هذا بعد ذلك لربما لا يحتمل ولا يطيق ابدا اي يطلب منه ادنى الاشياء المقصود ان هذا التذلل هذا التواضع ينبغي ان يكون صادرا من الرحمة لا خوفا ولا رياء ولا لمصلحة - 00:04:11
ومن هنا يقول عروة ابن الزبير رحمه الله يقول ما بر والده من شد الطرف اليه. لاحظ يعني هذا الان اللي يشد الطرف اليه يعد عند عروة من قبيل الخروج - 00:04:29
عن البر فكيف لو انه تعامل معه بشيء من الاستعلاء والاستنكاف والاستكبار او الاشاحة كالذي لا يعتد بهما لا يعتد برأيهما الذي لربما يستحي ايرى الناس اباه لشيخوخته لضعفه لمهنته - 00:04:45
لهيئته ولربما لو سئل من هذا الذي كان معك؟ لربما اجاب باجابة مموهة او لربما انكر ان يكون ابا له فيقول هذا واحد من الجيران واحد عندنا في الحي واحد اعرفه لقيته في المسجد فهذا الذي يستنكف من ان ينتسب الى ابيه اين هو من التذلل - 00:05:10
والرحمة فهذا في غاية العقوق تسفيه رأي الاب او الام قد يقول الولد الصوت العالي لابيه او لامه حينما يأمرانه بشيء وما يدريك وما اعلمك بهذا وما شأنك وهذا الاب يقترح عليه مثلا ان يدرس في تخصص معين - 00:05:33
او نحو ذلك قد يكون الاب لا يحسن هذا لكن يمكن ان توصل هذه المعلومة بطريقة لا تجرح مشاعر هذا الوالد ممكن ان يتكلم معه من يقبل منه يقول هذا التخصص مثلا غير مناسب - 00:05:56
هذا غير مناسب لهذا الولد او نحو ذلك لكن ان يكون الرد بهذه الطريقة بهذا الصلف انت وش يعرفك هذا غير لائق هذا من العقوق هكذا ايضا ذاك الذي يذم اباه او التي تذم امها عند الناس - 00:06:13
او اثارة المشكلات امام الوالدين مشكلات مع اخوانه جدل عقيم ازعاج للابوين بكثرة الخصومات بين الاولاد هذا خلاف البر هذا من العقوق. العقوق انواع وصور ودرجات لا يتفطن لها الكثيرون - 00:06:30
وليس ذلك فحسب بل لابد من الدعاء لهما وانظر الى صيغة هذا الدعاء وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. هو يفعل جميع انواع البر القول والفعل والشعور. ومع ذلك يتبعه بالدعاء. لانه لا يدرك ولا يستطيع - 00:06:53
ان يوفي وانما يسأل ربه تبارك وتعالى لهذين الوالدين ان يرحمهما وهذا يدل على تجذر البر في نفس الولد يعني قد يقول انا هذه الاشياء التي اعملها هي واجبات اؤديها. تعامل معه باحسان وبلطف واذهب به واعالجه ونحو ذلك واتحمل. وليس لي فضل - 00:07:16
تقول ما يكفي بل لابد من الدعاء فهذا الذي يدعو يدل فعله هذا على ان البر عميق في نفسه عميق في نفسه وان نفسه رضية بهذا الفعل بهذا البر الذي يزاوله مع ابويه - 00:07:38
وانظر الى صيغة هذا الدعاء ايضا ارحمهما كما ربياني صغيرا. لاحظ التذكير بهذا المعنى قص التربية بالذكر ليتذكر العبد شفقة الابوين. ليتذكر تعب الوالدين في التربية كما ربياني صغيرة الكاف هذه يمكن ان تكون للتعليل ارحمهما رحمة - 00:07:55
تكافئ ما ربياني صغيرا اي لاجلي انهما ربياني في حال الصغر وتحتمل ان تكون هذه الكاف للتأكيد الوجود كأنه يقول رب ارحمهما رحمة محققة لا ريب فيها يعني كتحقق تربيتهما لي في حال الصغر - 00:08:21
كقوله تعالى مثلما انكم تنطقون. ارحمهما رحمة ثابتة محققة. كما ان تربيتهما لي في حال الصغر كانت ثابتة محققة فهنا حينما يدعو ويتذكر سوالف الافضال من الابوين والتربية والاحسان وهذه التربية من الابوين تشمل انواع التربية - 00:08:44
ربيها في حال الصغر باطعامه سقيه بما يحتاج اليه في شؤونه كلها بتعليمه من الذي علمه وعرفه بربه تبارك وتعالى وعلمه كيف يصلي وماذا يقرأ وكيف يذكر ربه فابواه يهودانه - 00:09:10
او ينصرانه او يمجسانه اول بيئة يحتك بها هي بيئة الابوين. فاذا بقي على فطرته وفي بيئة نظيفة من ابوين مسلمين فان هذه الفطرة تزكو فيصادف ذلك ما يتلقفه من الابوين مما يؤكدها - 00:09:32
وينميها فيكون ذلك بمنزلة نور العين مع ضوء الشمس فيتحقق الابصار الكامل التام. فيتخرج هذا الولد مسلما عبدا لربه وخالقه جل جلاله. وهذه الاية رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. هذا الجزء مقيد بقوله - 00:09:54
ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى فيكون ذلك يستثنى منه هذا الجزء فقط يستثنى الوالد اذا كان على غير دين الاسلام ثم قال الله عز وجل بعد هذا ربكم اعلم - 00:10:19
بما في نفوسكم ان تكونوا صالحين فانه كان للاوابين غفورا. ما معنى هذه الاية هذه الاية تتعلق بما سبق تتعلق ببر الوالدين يعني بعض اهل العلم يقول المعنى ربكم اعلم بما في نفوسكم مما - 00:10:37
تقصدون من البر وتنعقد عليه قلوبكم ما تقصدون من الاحسان الى الوالدين والحنو عليهما او غير ذلك من العقوق. الله يعلم ما في نفسك يعلم المشاعر الداخلية التي تدور في النفس تجاه هذه الابوين - 00:10:59
بعض الاولاد لربما يكون في نفسه مشاعر سلبية لربما يستثقل وجود هذا الوالد او الوالدة نسأل الله العافية الله يعلم ما في النفس. اذا لا بد ان تكون النفس نظيفة - 00:11:18
فان تتعامل مع الله وهل يكون من كان بهذه المثابة بارا مشاعره سيئة تجاه ابيه او تجاه امه لربما كان يتمنى لو ان هذا الوالد او الوالدة فارقا هذه الحياة - 00:11:31
قد لا يبدي هذا والله اعلم بما في نفسه اذا ينبغي ان يكون الشعور وما في داخل النفوس بغاية النقاء تجاه الوالدين. ويحتمل ان يكون ذلك وهذا كله لا اشكال فيه ويمكن ان يجتمع تحت معنى الاية - 00:11:50
ان يكون ذلك من جهة المقاصد ان هذا الذي تفعله هل تريد به ما عند الله؟ هل انت صادق بهذا البر او انه رياء او لمصلحة او خوفا او نحو ذلك - 00:12:11
ربكم اعلم بما في نفوسكم اخفظ لهما جناح الذل من الرحمة والله اعلم بما يعتلج في داخل النفس. وكذلك ايضا من المعاني الداخلة تحته والله تعالى اعلم ربكم اعلم بما في نفوسكم - 00:12:22
يعني حينما يريد البر ولكنه لا يوفق اليه فتبدر منه البادرة ونيته طيبة يعني كما قال الشافعي رحمه الله رام نفعا فضر من غير قصد ومن البر ما يكون عقوقا. الولد احيانا تكون - 00:12:41
نيته سليمة لكن العبارة غير موفقة قصد بها معنى طيبا ولكن الوالد حملها على محمل اخر او فهمها لانها تحتمل فهم منها شيئا اخر. ربكم اعلم بما في نفوسكم هتكون غير - 00:13:02
مؤاخذ اولاد يجتمعون ويتفقون على ان يفاجئوا هذا الوالد في يوم العيد بهدية سيارة لكن يفاجئون ان هذا الوالد قرأ اللوحة التي لم يتفطنوا لحروفها واذا هي تحمل معنى غير جيد - 00:13:22
فلربما جزع هذا الوالد او سخط او رفض هذه الهدية او نحو ذلك فهذا الولد غير مؤاخذ قد يذهب به الى طبيب ثم بعد ذلك يتسبب هذا الذهاب عن اثار - 00:13:38
سلبية تحصل لهذا الوالد فيلوم هذا الولد ويحمل ولده التبعة فهذا ينبغي ان لا يلام عليه هذا الولد وهو غير مؤاخذ شرعا كلمات لربما يشتط الولد حينما يعبر بها من مشاعر جياشة تجاه الوالد لكن العبارات تنفلت - 00:13:58
ستكون بعض هذه العبارات غير موزونة اخطأ من شدة الفرح فيغضب هذا الوالد والولد لم يقصد الاساءة ربكم اعلم بما في نفوسكم. ان تكونوا صالحين فانه كان للاوابين غفورا. ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا - 00:14:24
في الحديث القدسي قال الله قد فعلت الخطأ مرفوع عن هذه الامة غفر الله لها خطأها قد يكون هذا الولد لربما يضغط على هذا الوالد في تناول دواء او في - 00:14:42
اكل او شرب او نحو ذلك شفقة فيصير الى حال من الاضجار فيتضايق الاب او الام وهنا الولد قصد النفع والاحسان وباحسن عبارة والطف اسلوب لكن ذلك اضجر الوالد قالوا ومؤاخذ مع اننا نقول - 00:14:57
ينبغي الا يفضي ذلك الى حد الام جار فضلا عن ان يعبر بعبارات غير لائقة احيانا يشتط هذا الولد وينفعل ويقول لابيه عبارة قاسية حينما يرفض هذا الاب الذهاب الى الطبيب وحاله تستدعي هذا - 00:15:17
او انه يرفض تناول هذا الدواء ويقول انا لا احتاج اليه او انا اعرف بنفسي او ان هذا يؤذيني يضرني يتعبني خلاص حاول ان تقنعه حاول ان تتلطف به لكن ليس لك - 00:15:35
ان تصير معه الى حال تفضي الى هذا الاظجار هنا يمكن ان يقال من الناس من يجتهد في البر لكن الاب يعد ذلك من قبيل الاساءة فهنا لا يؤاخذ الولد لكن ينبغي عليه ان يتنبه - 00:15:50
ولا يتمادى لا يتمادى وهكذا المزاح احيانا يريد ان يدخل السرور. لكن يكون هذا المزاح بصورة فيها لربما جرأة على الوالد او الوالدة وهو يقصد الاحسان واظحاك هذا الاب او هذه الام فالاب او الام يعد ذلك نوعا من التجني على كرامته والجرأة على هيبته ومنزلته ومرتبته - 00:16:07
وابوته فيغضب ويضجر ولربما حمل في نفسه على هذا الولد وهذا الولد انما قصد الاحسان ويظن انه يفعل هذا تحبيبا لنفس والده وما يناديه باسمه ويمزح معه او يصغر اسمه هذا لا يليق لكن هذا اجتهاد هذا الولد وهذا عقله وهذا منتهى - 00:16:32
ما عنده من المدارك يظن انه يسعد الوالد بهذا والاخر لربما كان مفتول العضلات ويحمل امه ويدور بها ويصعد بها وينزل وهي تولول وتستغيث من غير جدوى. ويقول انا اغير الجو في البيت وادخل عليها السرور هي تشعر انك جرحت كرامتها - 00:16:55
واهنتها واذيتها مثل هذا وغير ذلك من التصرفات والكلمات التي قد تقال بقصد الاحسان ولكن الانسان قد لا يوفق فيها او لا تقابل محلا قابلا في نفس الاب او الام - 00:17:17
ان تكونوا صالحين فانه كان للاوابين غفورا. للاوابين يعني للتائبين للرجاعين الى الله عز وجل هذا هو اشهر المعاني التي قيلت في تفسيره وهو اختيار كبير المفسرين ابو جعفر ابن جرير رحمه الله. الانسان اذا حصل منه الخطأ حصل منه التقصير - 00:17:36
رجع مباشرة وتاب واستغفر واناب. لا يستمر على العقوق على الخطأ على الجناية على التقصير. ولما فرغ من الكلام على الابوين على الوالدين وامر بالبر لهما انتقل الى الدائرة التي بعدهما. احق الناس بعد الوالدين من هم؟ القرابات. وهذه القرابات انما - 00:17:59
حصلت وهذه الوشائج انما وجدت من طريق الابوين. كيف تكون له قرابة فهذا اخوه وهذا عمه وهذا خاله كل ذلك وات ذا القربى حقه حقه؟ من هؤلاء القرابة ام قرابتك - 00:18:24
من قبل ابيك وامك امر الله بصلتهما. فما هو الحق الصلة ان تصل ذا القرابة وتحسن اليهم خلافا لمن قال بان المراد بذلك قرابة النبي صلى الله عليه وسلم ويعطون سهمهم من بيت المال فيكون الخطاب للولاة. هذا قول ضعيف لان الله ذكر حقه ثم حق الوالدين ثم - 00:18:44
كرابات قرابات الانسان صلة القرابة فهنا هذا التشريع بصلة القرابات فيه شدوا الاصرة بين القرابات ومن ثم المجتمع فيكون المجتمع مترابطا متماسكا غير متفكك لكن تصور لو كانت القطيعة هي سيم ذلك المجتمع - 00:19:09
الاخ يقاطع اخاه والعم يقاطع ابناء اخيه والخال يقاطع ابناء اخته. والوالد يقطع ولده هذا مجتمع مفكك والذي لا خير فيه لاهله الادنين لا خير فيه للابعدين ولا تثق بحال من الاحوال - 00:19:36
بابتسامة رجل او ابتسامة امرأة مع النساء اذا كانت تتعامل مع ابويها تعاملا جافا سيئا او تقطع القرابات اقرب الناس يساء اليهم ويقطعون اذا كيف نثق بالاحسان والصلة للابعدين؟ وللاسف نرى من هذا اشياء - 00:19:57
اشياء وعلى كل حال هؤلاء القرابات هم على مراتب هناك دائرة اولى. الاصول والفروع. الاخوة الاخوات هؤلاء الحواشي دائرة بعدها الاعمام والاخوال دائرة بعدها ابناء الاعمام وابناء الاخوال كلما كانت القرابة اقرب - 00:20:23
كانت الصلة اكد. وهذه القضية تختلف بحسب اعراف الناس ومعهودهم في زمانهم والبلد التي يعيشون فيها قد تكون البلد مترامية الاطراف فليست كالقرية الصغيرة التي يرى الناس بعضهم فيها صباح مساء. وهكذا انواع - 00:20:42
الصلة والبر تختلف من عصر الى عصر وات ذا القربى حقه. اذا هذه الصلة للقرابات ليست بتفضل من عند انفسنا ليست بتضرع نبديه لهؤلاء الناس متفضلين عليهم به. لا هي حق ثابت - 00:21:03
هذه الصلة قد تتحقق بالاتصال قد تتحقق بالزيارة. هذه الصلة قد تتحقق بالصلة المالية ان كانوا يحتاجون. بالوقوف معهم في الملمات بانواع الاحسان اليهم. واليوم قد تهيأ من الاسباب ما لم يكن قبل هذا العصر - 00:21:24
تستطيع ان تجعل ارقام هؤلاء القرابات في مجموعة عبر هذه الوسائل والوسائط الحديثة في الواتساب مثلا تبقى على تواصل معهم تطمئن على احوالهم تدعوهم الى الله تعلمهم ما ينفعهم هذي صلة - 00:21:43
فتعرف احوالهم واخبارهم اولا باول وقل مثل ذلك بوسائل اخرى لا تخفى على امثالكم والنبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا عن قول الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال الله اما ترضين ان اصل من وصلك - 00:21:59
وان اقطع من قطعك واخبرنا انه لا يدخل الجنة قاطع لا يدخل الجنة قاطع اذا قطيعة الرحم من الكبائر وهي من موانع دخول الجنة. وهي من اسباب قطيعة الله عز وجل للعبد - 00:22:21
واذا حصلت هذه القطيعة من الرب للعبد ماذا سيجني وماذا ينتظر من التوفيق ومن ثم يعرف الانسان كيف يتعثر في هذه الحياة كيف يحصل له الاذى انما ذلك بسبب جناياتنا وذنوبنا وتقصيرنا - 00:22:37
واتي ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل المسكين هو الفقير هنا الذي لا يجد كفايته ما هو حقه حقه الصدقة ولا تحاضون على طعام المسكين اهل النار ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين - 00:22:55
وجعل ذلك من اقتحام العقبة فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة فك رقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة او مسكينا ذا متربة هؤلاء الذين لا يجدون حاجتهم يعطون - 00:23:18
ما يكفيهم وهو حق لهم ات ذا القربى حقه والمسكين فيوصل اليه حقه ومن حقه الزكاة وهذا التشريع يحصل به انتظام المجتمع فلا يكون من بين افراده من هو في بؤس وتشرد وضياع - 00:23:35
وتشحط وفقر هذا لا يجد ما يأكل لا يجد ما فيه بلغة وهؤلاء تقتلهم التخمة فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة فك رقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة ومن اعظم - 00:23:56
صور المتربة اليوم والمسغبة ما نشاهده مما يقع لاخواننا في بلاد الشام تصوروا ايها الاحبة نحن حينما نخرج للتنزه نبيت ليلة في خارج المدينة ومعنا كل ما يمكن من الاحتياطات - 00:24:11
حتى المدفأة والسخانات وننظر الى اولادنا وقد تغيرت ملامحهم من شدة البرد ونشفق عليهم غاية الشفقة ونترقب الهواء والنسيم فاذا زاد بادرنا الى الرجوع وطوينا المتاع لئلا يتضرر هؤلاء الاولاد - 00:24:30
ننظر اليهم وجل واشفاق ونحن ذهبنا الى نزهة في مكان امن وعندنا كل ما نحتاج اليه واضعاف ما نحتاج اليه من الفرش والطعام ووسائل الترفيه وما الى ذلك في امن ودعة - 00:24:52
والناس حولك يسرحون ويمرحون بانواع من اللهو والمتع ويتقلبون في اللذات وان هناك لا لا يوجد شيء من هذا اطلاقا خوف اسر مكلومة لا تخلو اسرة من جريح من مريظ - 00:25:10
من فقيد من قتيل من اسير تصور لو ان الناس عندهم مريظ ولا يستطيعون يعالجونه عندهم جريح ينخر الدود في لحمه ويتعفن ويتسمم ويئن وهم يتفرجون عليه ما عندهم حتى مسكنات. كيف تكون حالهم - 00:25:27
الطفل الصغير حينما ترتفع حرارته ما هو شعورنا؟ ما هو حالنا تتفرج عليه ما عندك شيء حتى يموت الصغير هذا لما يجوع ويصيح نبادر مباشرة الى اشباعه بما يطلب. هناك يصيح حتى ينقطع صوته. ولا يجد ما يسد جوعته. الام - 00:25:47
هنا نتذكر فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة فك رقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة فهذا ان لم يكن مثل هذا اليوم مما يعيشه اخواننا هناك فلا ادري متى هو - 00:26:08
لا امن ولا طعام ولا لباس ولا فرش وين في الجليد تلج حينما يكون الجو فيه شيء من الندى او البرودة مع رطوبة يكون الفراش مبتلا بعض الشيء فان الانسان لا يستطيع ان ينام من شدة البرد. وهو امن - 00:26:23
هناك لا يجد لا هذا ولا هذا هل رأيتم الاطفال ملقين مع الزبائل؟ اعزكم الله هل رأيتم طفلا في يده مزبلة؟ قد جمعها من هنا وهناك ثم سقط ميتا صور مؤلمة - 00:26:44
نشاهدها ونراها ولا تبرأ الذمة هذه الحال نسأل الله عز وجل ان يلطف بهم وان ينصرهم نصرا مؤزرا وان يكبت عدوهم وان يداوي جرحاهم ويشفي مرضاهم وان يطعم جائعهم ويغني - 00:26:59
فقيرهم ويؤمن خائفهم ويفك اسراهم ويرحم موتاهم وان يلطف بهم. هنا ايها الاحبة بعدما ذكر المسكين الذي يكون من جملة افراد هذا المجتمع الذي تعيش فيه ذكر الطارئين عليه ابن السبيل - 00:27:18
بهذه الشريعة لا يوجد احد يضيع لكن لما اعرضنا وقصرنا ونسينا وغفلنا صارت شعوب باكملها تضيع. ابن السبيل هذا المسافر الذي حصل له تعثر في هذا السفر انقطاع وفقد نفقته - 00:27:37
ذهبت نفقته لم يعد بيده شيء فهو في حال من الحرج في غربة مسافر ولا يجد بلغه حتى يصل الى اهله وبلده وهنا له حق ما هو حقه ضيافة حق ثابت ليس بفضل - 00:27:59
الزكاة يعطى من بيت المال ولا يكون ذلك على سبيل القرض بل على سبيل العطية والهبة ولو كان في بلده غنيا ابن السبيل هذا نسب الى السبيل وهي الطريق لملازمته لها - 00:28:24
واذا حصل مثل هذا فانه يكتمل نظام المجتمع برعاية الوافدين عليه برعاية من يحتف به من الطارئين على هذه البيئة او هذه البلدة او هذه القرية او هذا المجتمع ما يضيع - 00:28:42
يجد حقه محفوظا ثابتا على كرامة يعطى ما يصلح لمثله شرعا اذا كان ممن لا يسافر الا بالطائرة يعطى ما يكفيه لا يسكن الا في فنادق بمستوى معين يعطى ما يكفيه - 00:29:05
مما يصلح لمثله لا يذل ولا يهان. هذا انسان من عادته انما يركب الا بالدرجة الاولى. ولا ما يسافر؟ يعطى ما يسكن الا في فنادق خمس نجوم كما يقال مسكن بلا منة - 00:29:23
وهذا حقه هذه حقوق ثابتة رأيتم هذه الشريعة وعظمة هذه الشريعة ما يضيع احد هذا يكفيه الوحشة التي يجدها بسبب الغربة لا تنهرن غريبا حال غربته فالدهر ينهره بالذل والحزن - 00:29:36
فكيف اذا كان محتاج يذهب يتلفت فقد النفقة ما يعرف احد في هذا البلد ما يضيع قد يحصل له مكروه قد يحصل لهم حادث وهم في الطريق يكونون في بلدة لا يعرفون فيها احد - 00:29:52
قد يكون النساء مكلومات مات ابوهم اصيب ما عندهم من يذهب بهم ويجيء حتى الى المستشفى وين يجلسون؟ قد يحتاجون الى البقاء عدة هذا ابن السبيل يسكنون فيه ما يليق بمثلهم ولا منة لاحد هذا حقهم - 00:30:06
ثم بعد ما امر بها اداء هذه الحقوق قال ولا تبذر تبذيرا تبذير التفريق للمال في السرف كل انفاق للمال في غير حقه قل ذلك او كثر فهو تبذير فيدخل في ذلك انفاق المال ولو قل في الحرام - 00:30:23
وهو تبذير ولو بريال واحد ويدخل في ذلك ايضا انفاق المال على سبيل التضييع في غير ما حاجة ولو قل يدخل في ذلك المبالغة فوق الحاجة يدخل في ذلك سوء التصرف في المال - 00:30:44
والتدبير له ومن ثم فان هذا يتفاوت فقد يكون هذا التصرف من قبل زيد ليس بتبذير ومن قبل عمرو يعد من التبذير هذا انسان دخله لا يتجاوز الالفين ويشتري محمولا - 00:31:05
بالفين وخمس مئة هذا يعد من التبذير وسوء التدبير وسوء التصرف في المال هذا انسان دخله لا يتجاوز ثلاثة الاف ريال ويتابع احدث الاجهزة الالكترونية ويشتريها باغلى الاثمان وتركبه الديون محمل بالديون - 00:31:26
هذا مبذر لا يحسن التصرف بالمال هؤلاء دخلهم لا يتجاوز اربعة الاف ريال والمرأة تفصل الثوب الواحد بنحو ثلاثة الاف وتشتري للاطفال الماركات العالمية كما يقال والبسة ترهق كواهلهم بالديون وحياتهم مليئة - 00:31:48
بالديون يغرقون في الديون لو بقوا العمر كله ما امكن قضاؤها. مثل هذا لماذا؟ هذا من التضييع. فهذا الجهاز قد يشتريه انسان ولا يكون مبذرا بشرائه. ويشريه اخر ويكون مبذرا - 00:32:11
بهذا الشراء اذا هذه قضية نسبية الا في الحرام فان هذا يكون تبذيرا على كل حال ولا تبذر تبذيرا. لكن لما ذكر الله اداء هذه الحقوق وعقده بقوله ولا تبذر تبذيرا. فهنا هل يقال - 00:32:28
بان النفقة في سبل المعروف يدخلها التبذير. النفقة في سبيل الله. هل يدخلها التبذير او لا بعض العلماء يقول نعم لا ينفق الانسان جميع ماله. والاقرب ان ذلك لا يدخله التبذير ولكن لا يقتضي ذلك ان يطال - 00:32:46
العبد بانفاق جميع ما يملك اللهم الا ان يكون على مرتبة من الثقة بالله والتوكل عليه ابو بكر رضي الله عنه جاء بجميع ماله. عمر جاء بشطر ماله بينما قال النبي صلى الله عليه وسلم الثلث والثلث كثير في الوصية. واخبر انك ان تدع - 00:33:06
من بعدك تدع اولادك اغنياء خير من ان تدعهم فقراء يتكففون الناس. اذا هذا يتفاوت فمن ضعف يقينه وتوكله على الله. فاذا انفق كل ما بيده صار يتطلع الى الاخرين ان يعطوه ان يمنحوه فهذا يقال لا تنفق كل ما تملك - 00:33:28
واذا كان يقينه بمنزلة ابي بكر رضي الله عنه او عمر فلا بأس ثم ان الله تبارك وتعالى ذكر هذا الامر ولا تبذر تبذيرا لما ذكر البذر المحمود. الذي يكون في سبيله الصحيح من الاحسان الى الوالدين القرابات المساكين - 00:33:49
ابناء السبيل ذكر ضد ذلك وهو بذل المال في غير وجهه ثم علل هذا النهي لا تبذر لماذا ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين. وكان الشيطان لربه كفورا هذا ما سابينه ان شاء الله تعالى في المجلس - 00:34:09
القادم واسأل الله عز وجل لي ولكم علما نافعا - 00:34:31
التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اما بعد فمرحبا بكم ايها الاحبة بهذا المجلس الثاني واسأل الله تبارك وتعالى ان يبارك لنا ولكم فيما نسمع وان يجعلنا واياكم ممن يستمع القول فيتبع احسنه - 00:00:01
لما امر الله تبارك وتعالى بالاحسان الى الوالدين واكد على حالة الضعف حالة الكبر ونهى عن التأثيث وعن زجرهما ونهرهما وامر ان يقال لهما القول الكريم ذكر بعد ذلك ما يتعلق - 00:00:22
بالمعاشرة فقال واخفض لهما جناح الذل من الرحمة اخفض لهما جناح الذل بمعنى اخفض لهما جناحك الذليل وجناح الانسان يقال بيده فان الانسان اذا اراد ان يبطش رفع يده ويقال ذلك بمعنى لين - 00:00:49
الجانب والتواضع الطائر اذا اراد ان يضرب ضرب بجناحه رفع جناحه ضرب به واذا جاء عند صغاره فانه يخفض جناحه ويرفرف على هؤلاء الصغار فخفض الجناح يعني التواضع اللين بالتعامل والمخالطة والمعاشرة - 00:01:16
واخفض لهما جناح الذل قراءة الجمهور هكذا جناح الذل من دل ذلا ذلة والفلان ذال وذليل فالذل هو اللين في قراءة عاصم في رواية واخفض لهما جناح الذل بالكسر. من قولهم دابة - 00:01:43
تلول يعني سهلة منقادة لا تستعصي على قائدها وصاحبها فهنا اخفض لهما جناحك الذليل. تواضع وليكن جانبك لينا مع ابويك هذا الخفض هذا التعامل اللين هذا التواضع للابوين ينبغي ان يكون صادرا - 00:02:08
من الرحمة تكون من هذه ابتدائية ويحتمل ان تكون لبيان الجنس يعني ان الذل يكون ناشئا عن الرحمة لا عن امر اخر امر اخر مثل ماذا؟ قد يتواضع هذا الولد ويتذلل خوفا - 00:02:36
من الوالد او الوالدة قد يكون هذا الاب قاسيا شديدا في تعامله مع الاولاد ويتعاملون معه بشيء من التذلل خوفا لا قد يكون هذا التصرف صادرا عن الولد بسبب الرياء - 00:02:57
وتجد احيانا بعض الاولاد اذا كان في المجلس امام الاخرين يتعامل مع ابيه بتذلل ولين ولطف وفي غاية التواضع ولكن تعامله معه اذا غاب عن هؤلاء وعن انظارهم في غاية الصلف والشدة - 00:03:15
تعنيف فهذا قد يفعله رياء امام الاخرين يقال فلان ما شاء الله بار فلان حفي بابويه وقد يفعل ذلك لمصلحة فهذا الولد احيانا قد يريد من ابيه ان يحقق له رغبة - 00:03:37
من زواج او سيارة يشتريها او غير ذلك قد يكون هذا الولد يطلب من ابيه ان يشتري له جهازا فيتعامل بغاية التلطف والتذلل قبل ان يحصل على هذه السيارة ماذا تريدون - 00:03:56
اذا حصل له هذا بعد ذلك لربما لا يحتمل ولا يطيق ابدا اي يطلب منه ادنى الاشياء المقصود ان هذا التذلل هذا التواضع ينبغي ان يكون صادرا من الرحمة لا خوفا ولا رياء ولا لمصلحة - 00:04:11
ومن هنا يقول عروة ابن الزبير رحمه الله يقول ما بر والده من شد الطرف اليه. لاحظ يعني هذا الان اللي يشد الطرف اليه يعد عند عروة من قبيل الخروج - 00:04:29
عن البر فكيف لو انه تعامل معه بشيء من الاستعلاء والاستنكاف والاستكبار او الاشاحة كالذي لا يعتد بهما لا يعتد برأيهما الذي لربما يستحي ايرى الناس اباه لشيخوخته لضعفه لمهنته - 00:04:45
لهيئته ولربما لو سئل من هذا الذي كان معك؟ لربما اجاب باجابة مموهة او لربما انكر ان يكون ابا له فيقول هذا واحد من الجيران واحد عندنا في الحي واحد اعرفه لقيته في المسجد فهذا الذي يستنكف من ان ينتسب الى ابيه اين هو من التذلل - 00:05:10
والرحمة فهذا في غاية العقوق تسفيه رأي الاب او الام قد يقول الولد الصوت العالي لابيه او لامه حينما يأمرانه بشيء وما يدريك وما اعلمك بهذا وما شأنك وهذا الاب يقترح عليه مثلا ان يدرس في تخصص معين - 00:05:33
او نحو ذلك قد يكون الاب لا يحسن هذا لكن يمكن ان توصل هذه المعلومة بطريقة لا تجرح مشاعر هذا الوالد ممكن ان يتكلم معه من يقبل منه يقول هذا التخصص مثلا غير مناسب - 00:05:56
هذا غير مناسب لهذا الولد او نحو ذلك لكن ان يكون الرد بهذه الطريقة بهذا الصلف انت وش يعرفك هذا غير لائق هذا من العقوق هكذا ايضا ذاك الذي يذم اباه او التي تذم امها عند الناس - 00:06:13
او اثارة المشكلات امام الوالدين مشكلات مع اخوانه جدل عقيم ازعاج للابوين بكثرة الخصومات بين الاولاد هذا خلاف البر هذا من العقوق. العقوق انواع وصور ودرجات لا يتفطن لها الكثيرون - 00:06:30
وليس ذلك فحسب بل لابد من الدعاء لهما وانظر الى صيغة هذا الدعاء وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. هو يفعل جميع انواع البر القول والفعل والشعور. ومع ذلك يتبعه بالدعاء. لانه لا يدرك ولا يستطيع - 00:06:53
ان يوفي وانما يسأل ربه تبارك وتعالى لهذين الوالدين ان يرحمهما وهذا يدل على تجذر البر في نفس الولد يعني قد يقول انا هذه الاشياء التي اعملها هي واجبات اؤديها. تعامل معه باحسان وبلطف واذهب به واعالجه ونحو ذلك واتحمل. وليس لي فضل - 00:07:16
تقول ما يكفي بل لابد من الدعاء فهذا الذي يدعو يدل فعله هذا على ان البر عميق في نفسه عميق في نفسه وان نفسه رضية بهذا الفعل بهذا البر الذي يزاوله مع ابويه - 00:07:38
وانظر الى صيغة هذا الدعاء ايضا ارحمهما كما ربياني صغيرا. لاحظ التذكير بهذا المعنى قص التربية بالذكر ليتذكر العبد شفقة الابوين. ليتذكر تعب الوالدين في التربية كما ربياني صغيرة الكاف هذه يمكن ان تكون للتعليل ارحمهما رحمة - 00:07:55
تكافئ ما ربياني صغيرا اي لاجلي انهما ربياني في حال الصغر وتحتمل ان تكون هذه الكاف للتأكيد الوجود كأنه يقول رب ارحمهما رحمة محققة لا ريب فيها يعني كتحقق تربيتهما لي في حال الصغر - 00:08:21
كقوله تعالى مثلما انكم تنطقون. ارحمهما رحمة ثابتة محققة. كما ان تربيتهما لي في حال الصغر كانت ثابتة محققة فهنا حينما يدعو ويتذكر سوالف الافضال من الابوين والتربية والاحسان وهذه التربية من الابوين تشمل انواع التربية - 00:08:44
ربيها في حال الصغر باطعامه سقيه بما يحتاج اليه في شؤونه كلها بتعليمه من الذي علمه وعرفه بربه تبارك وتعالى وعلمه كيف يصلي وماذا يقرأ وكيف يذكر ربه فابواه يهودانه - 00:09:10
او ينصرانه او يمجسانه اول بيئة يحتك بها هي بيئة الابوين. فاذا بقي على فطرته وفي بيئة نظيفة من ابوين مسلمين فان هذه الفطرة تزكو فيصادف ذلك ما يتلقفه من الابوين مما يؤكدها - 00:09:32
وينميها فيكون ذلك بمنزلة نور العين مع ضوء الشمس فيتحقق الابصار الكامل التام. فيتخرج هذا الولد مسلما عبدا لربه وخالقه جل جلاله. وهذه الاية رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. هذا الجزء مقيد بقوله - 00:09:54
ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى فيكون ذلك يستثنى منه هذا الجزء فقط يستثنى الوالد اذا كان على غير دين الاسلام ثم قال الله عز وجل بعد هذا ربكم اعلم - 00:10:19
بما في نفوسكم ان تكونوا صالحين فانه كان للاوابين غفورا. ما معنى هذه الاية هذه الاية تتعلق بما سبق تتعلق ببر الوالدين يعني بعض اهل العلم يقول المعنى ربكم اعلم بما في نفوسكم مما - 00:10:37
تقصدون من البر وتنعقد عليه قلوبكم ما تقصدون من الاحسان الى الوالدين والحنو عليهما او غير ذلك من العقوق. الله يعلم ما في نفسك يعلم المشاعر الداخلية التي تدور في النفس تجاه هذه الابوين - 00:10:59
بعض الاولاد لربما يكون في نفسه مشاعر سلبية لربما يستثقل وجود هذا الوالد او الوالدة نسأل الله العافية الله يعلم ما في النفس. اذا لا بد ان تكون النفس نظيفة - 00:11:18
فان تتعامل مع الله وهل يكون من كان بهذه المثابة بارا مشاعره سيئة تجاه ابيه او تجاه امه لربما كان يتمنى لو ان هذا الوالد او الوالدة فارقا هذه الحياة - 00:11:31
قد لا يبدي هذا والله اعلم بما في نفسه اذا ينبغي ان يكون الشعور وما في داخل النفوس بغاية النقاء تجاه الوالدين. ويحتمل ان يكون ذلك وهذا كله لا اشكال فيه ويمكن ان يجتمع تحت معنى الاية - 00:11:50
ان يكون ذلك من جهة المقاصد ان هذا الذي تفعله هل تريد به ما عند الله؟ هل انت صادق بهذا البر او انه رياء او لمصلحة او خوفا او نحو ذلك - 00:12:11
ربكم اعلم بما في نفوسكم اخفظ لهما جناح الذل من الرحمة والله اعلم بما يعتلج في داخل النفس. وكذلك ايضا من المعاني الداخلة تحته والله تعالى اعلم ربكم اعلم بما في نفوسكم - 00:12:22
يعني حينما يريد البر ولكنه لا يوفق اليه فتبدر منه البادرة ونيته طيبة يعني كما قال الشافعي رحمه الله رام نفعا فضر من غير قصد ومن البر ما يكون عقوقا. الولد احيانا تكون - 00:12:41
نيته سليمة لكن العبارة غير موفقة قصد بها معنى طيبا ولكن الوالد حملها على محمل اخر او فهمها لانها تحتمل فهم منها شيئا اخر. ربكم اعلم بما في نفوسكم هتكون غير - 00:13:02
مؤاخذ اولاد يجتمعون ويتفقون على ان يفاجئوا هذا الوالد في يوم العيد بهدية سيارة لكن يفاجئون ان هذا الوالد قرأ اللوحة التي لم يتفطنوا لحروفها واذا هي تحمل معنى غير جيد - 00:13:22
فلربما جزع هذا الوالد او سخط او رفض هذه الهدية او نحو ذلك فهذا الولد غير مؤاخذ قد يذهب به الى طبيب ثم بعد ذلك يتسبب هذا الذهاب عن اثار - 00:13:38
سلبية تحصل لهذا الوالد فيلوم هذا الولد ويحمل ولده التبعة فهذا ينبغي ان لا يلام عليه هذا الولد وهو غير مؤاخذ شرعا كلمات لربما يشتط الولد حينما يعبر بها من مشاعر جياشة تجاه الوالد لكن العبارات تنفلت - 00:13:58
ستكون بعض هذه العبارات غير موزونة اخطأ من شدة الفرح فيغضب هذا الوالد والولد لم يقصد الاساءة ربكم اعلم بما في نفوسكم. ان تكونوا صالحين فانه كان للاوابين غفورا. ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا - 00:14:24
في الحديث القدسي قال الله قد فعلت الخطأ مرفوع عن هذه الامة غفر الله لها خطأها قد يكون هذا الولد لربما يضغط على هذا الوالد في تناول دواء او في - 00:14:42
اكل او شرب او نحو ذلك شفقة فيصير الى حال من الاضجار فيتضايق الاب او الام وهنا الولد قصد النفع والاحسان وباحسن عبارة والطف اسلوب لكن ذلك اضجر الوالد قالوا ومؤاخذ مع اننا نقول - 00:14:57
ينبغي الا يفضي ذلك الى حد الام جار فضلا عن ان يعبر بعبارات غير لائقة احيانا يشتط هذا الولد وينفعل ويقول لابيه عبارة قاسية حينما يرفض هذا الاب الذهاب الى الطبيب وحاله تستدعي هذا - 00:15:17
او انه يرفض تناول هذا الدواء ويقول انا لا احتاج اليه او انا اعرف بنفسي او ان هذا يؤذيني يضرني يتعبني خلاص حاول ان تقنعه حاول ان تتلطف به لكن ليس لك - 00:15:35
ان تصير معه الى حال تفضي الى هذا الاظجار هنا يمكن ان يقال من الناس من يجتهد في البر لكن الاب يعد ذلك من قبيل الاساءة فهنا لا يؤاخذ الولد لكن ينبغي عليه ان يتنبه - 00:15:50
ولا يتمادى لا يتمادى وهكذا المزاح احيانا يريد ان يدخل السرور. لكن يكون هذا المزاح بصورة فيها لربما جرأة على الوالد او الوالدة وهو يقصد الاحسان واظحاك هذا الاب او هذه الام فالاب او الام يعد ذلك نوعا من التجني على كرامته والجرأة على هيبته ومنزلته ومرتبته - 00:16:07
وابوته فيغضب ويضجر ولربما حمل في نفسه على هذا الولد وهذا الولد انما قصد الاحسان ويظن انه يفعل هذا تحبيبا لنفس والده وما يناديه باسمه ويمزح معه او يصغر اسمه هذا لا يليق لكن هذا اجتهاد هذا الولد وهذا عقله وهذا منتهى - 00:16:32
ما عنده من المدارك يظن انه يسعد الوالد بهذا والاخر لربما كان مفتول العضلات ويحمل امه ويدور بها ويصعد بها وينزل وهي تولول وتستغيث من غير جدوى. ويقول انا اغير الجو في البيت وادخل عليها السرور هي تشعر انك جرحت كرامتها - 00:16:55
واهنتها واذيتها مثل هذا وغير ذلك من التصرفات والكلمات التي قد تقال بقصد الاحسان ولكن الانسان قد لا يوفق فيها او لا تقابل محلا قابلا في نفس الاب او الام - 00:17:17
ان تكونوا صالحين فانه كان للاوابين غفورا. للاوابين يعني للتائبين للرجاعين الى الله عز وجل هذا هو اشهر المعاني التي قيلت في تفسيره وهو اختيار كبير المفسرين ابو جعفر ابن جرير رحمه الله. الانسان اذا حصل منه الخطأ حصل منه التقصير - 00:17:36
رجع مباشرة وتاب واستغفر واناب. لا يستمر على العقوق على الخطأ على الجناية على التقصير. ولما فرغ من الكلام على الابوين على الوالدين وامر بالبر لهما انتقل الى الدائرة التي بعدهما. احق الناس بعد الوالدين من هم؟ القرابات. وهذه القرابات انما - 00:17:59
حصلت وهذه الوشائج انما وجدت من طريق الابوين. كيف تكون له قرابة فهذا اخوه وهذا عمه وهذا خاله كل ذلك وات ذا القربى حقه حقه؟ من هؤلاء القرابة ام قرابتك - 00:18:24
من قبل ابيك وامك امر الله بصلتهما. فما هو الحق الصلة ان تصل ذا القرابة وتحسن اليهم خلافا لمن قال بان المراد بذلك قرابة النبي صلى الله عليه وسلم ويعطون سهمهم من بيت المال فيكون الخطاب للولاة. هذا قول ضعيف لان الله ذكر حقه ثم حق الوالدين ثم - 00:18:44
كرابات قرابات الانسان صلة القرابة فهنا هذا التشريع بصلة القرابات فيه شدوا الاصرة بين القرابات ومن ثم المجتمع فيكون المجتمع مترابطا متماسكا غير متفكك لكن تصور لو كانت القطيعة هي سيم ذلك المجتمع - 00:19:09
الاخ يقاطع اخاه والعم يقاطع ابناء اخيه والخال يقاطع ابناء اخته. والوالد يقطع ولده هذا مجتمع مفكك والذي لا خير فيه لاهله الادنين لا خير فيه للابعدين ولا تثق بحال من الاحوال - 00:19:36
بابتسامة رجل او ابتسامة امرأة مع النساء اذا كانت تتعامل مع ابويها تعاملا جافا سيئا او تقطع القرابات اقرب الناس يساء اليهم ويقطعون اذا كيف نثق بالاحسان والصلة للابعدين؟ وللاسف نرى من هذا اشياء - 00:19:57
اشياء وعلى كل حال هؤلاء القرابات هم على مراتب هناك دائرة اولى. الاصول والفروع. الاخوة الاخوات هؤلاء الحواشي دائرة بعدها الاعمام والاخوال دائرة بعدها ابناء الاعمام وابناء الاخوال كلما كانت القرابة اقرب - 00:20:23
كانت الصلة اكد. وهذه القضية تختلف بحسب اعراف الناس ومعهودهم في زمانهم والبلد التي يعيشون فيها قد تكون البلد مترامية الاطراف فليست كالقرية الصغيرة التي يرى الناس بعضهم فيها صباح مساء. وهكذا انواع - 00:20:42
الصلة والبر تختلف من عصر الى عصر وات ذا القربى حقه. اذا هذه الصلة للقرابات ليست بتفضل من عند انفسنا ليست بتضرع نبديه لهؤلاء الناس متفضلين عليهم به. لا هي حق ثابت - 00:21:03
هذه الصلة قد تتحقق بالاتصال قد تتحقق بالزيارة. هذه الصلة قد تتحقق بالصلة المالية ان كانوا يحتاجون. بالوقوف معهم في الملمات بانواع الاحسان اليهم. واليوم قد تهيأ من الاسباب ما لم يكن قبل هذا العصر - 00:21:24
تستطيع ان تجعل ارقام هؤلاء القرابات في مجموعة عبر هذه الوسائل والوسائط الحديثة في الواتساب مثلا تبقى على تواصل معهم تطمئن على احوالهم تدعوهم الى الله تعلمهم ما ينفعهم هذي صلة - 00:21:43
فتعرف احوالهم واخبارهم اولا باول وقل مثل ذلك بوسائل اخرى لا تخفى على امثالكم والنبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا عن قول الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال الله اما ترضين ان اصل من وصلك - 00:21:59
وان اقطع من قطعك واخبرنا انه لا يدخل الجنة قاطع لا يدخل الجنة قاطع اذا قطيعة الرحم من الكبائر وهي من موانع دخول الجنة. وهي من اسباب قطيعة الله عز وجل للعبد - 00:22:21
واذا حصلت هذه القطيعة من الرب للعبد ماذا سيجني وماذا ينتظر من التوفيق ومن ثم يعرف الانسان كيف يتعثر في هذه الحياة كيف يحصل له الاذى انما ذلك بسبب جناياتنا وذنوبنا وتقصيرنا - 00:22:37
واتي ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل المسكين هو الفقير هنا الذي لا يجد كفايته ما هو حقه حقه الصدقة ولا تحاضون على طعام المسكين اهل النار ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين - 00:22:55
وجعل ذلك من اقتحام العقبة فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة فك رقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة او مسكينا ذا متربة هؤلاء الذين لا يجدون حاجتهم يعطون - 00:23:18
ما يكفيهم وهو حق لهم ات ذا القربى حقه والمسكين فيوصل اليه حقه ومن حقه الزكاة وهذا التشريع يحصل به انتظام المجتمع فلا يكون من بين افراده من هو في بؤس وتشرد وضياع - 00:23:35
وتشحط وفقر هذا لا يجد ما يأكل لا يجد ما فيه بلغة وهؤلاء تقتلهم التخمة فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة فك رقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة ومن اعظم - 00:23:56
صور المتربة اليوم والمسغبة ما نشاهده مما يقع لاخواننا في بلاد الشام تصوروا ايها الاحبة نحن حينما نخرج للتنزه نبيت ليلة في خارج المدينة ومعنا كل ما يمكن من الاحتياطات - 00:24:11
حتى المدفأة والسخانات وننظر الى اولادنا وقد تغيرت ملامحهم من شدة البرد ونشفق عليهم غاية الشفقة ونترقب الهواء والنسيم فاذا زاد بادرنا الى الرجوع وطوينا المتاع لئلا يتضرر هؤلاء الاولاد - 00:24:30
ننظر اليهم وجل واشفاق ونحن ذهبنا الى نزهة في مكان امن وعندنا كل ما نحتاج اليه واضعاف ما نحتاج اليه من الفرش والطعام ووسائل الترفيه وما الى ذلك في امن ودعة - 00:24:52
والناس حولك يسرحون ويمرحون بانواع من اللهو والمتع ويتقلبون في اللذات وان هناك لا لا يوجد شيء من هذا اطلاقا خوف اسر مكلومة لا تخلو اسرة من جريح من مريظ - 00:25:10
من فقيد من قتيل من اسير تصور لو ان الناس عندهم مريظ ولا يستطيعون يعالجونه عندهم جريح ينخر الدود في لحمه ويتعفن ويتسمم ويئن وهم يتفرجون عليه ما عندهم حتى مسكنات. كيف تكون حالهم - 00:25:27
الطفل الصغير حينما ترتفع حرارته ما هو شعورنا؟ ما هو حالنا تتفرج عليه ما عندك شيء حتى يموت الصغير هذا لما يجوع ويصيح نبادر مباشرة الى اشباعه بما يطلب. هناك يصيح حتى ينقطع صوته. ولا يجد ما يسد جوعته. الام - 00:25:47
هنا نتذكر فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة فك رقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة فهذا ان لم يكن مثل هذا اليوم مما يعيشه اخواننا هناك فلا ادري متى هو - 00:26:08
لا امن ولا طعام ولا لباس ولا فرش وين في الجليد تلج حينما يكون الجو فيه شيء من الندى او البرودة مع رطوبة يكون الفراش مبتلا بعض الشيء فان الانسان لا يستطيع ان ينام من شدة البرد. وهو امن - 00:26:23
هناك لا يجد لا هذا ولا هذا هل رأيتم الاطفال ملقين مع الزبائل؟ اعزكم الله هل رأيتم طفلا في يده مزبلة؟ قد جمعها من هنا وهناك ثم سقط ميتا صور مؤلمة - 00:26:44
نشاهدها ونراها ولا تبرأ الذمة هذه الحال نسأل الله عز وجل ان يلطف بهم وان ينصرهم نصرا مؤزرا وان يكبت عدوهم وان يداوي جرحاهم ويشفي مرضاهم وان يطعم جائعهم ويغني - 00:26:59
فقيرهم ويؤمن خائفهم ويفك اسراهم ويرحم موتاهم وان يلطف بهم. هنا ايها الاحبة بعدما ذكر المسكين الذي يكون من جملة افراد هذا المجتمع الذي تعيش فيه ذكر الطارئين عليه ابن السبيل - 00:27:18
بهذه الشريعة لا يوجد احد يضيع لكن لما اعرضنا وقصرنا ونسينا وغفلنا صارت شعوب باكملها تضيع. ابن السبيل هذا المسافر الذي حصل له تعثر في هذا السفر انقطاع وفقد نفقته - 00:27:37
ذهبت نفقته لم يعد بيده شيء فهو في حال من الحرج في غربة مسافر ولا يجد بلغه حتى يصل الى اهله وبلده وهنا له حق ما هو حقه ضيافة حق ثابت ليس بفضل - 00:27:59
الزكاة يعطى من بيت المال ولا يكون ذلك على سبيل القرض بل على سبيل العطية والهبة ولو كان في بلده غنيا ابن السبيل هذا نسب الى السبيل وهي الطريق لملازمته لها - 00:28:24
واذا حصل مثل هذا فانه يكتمل نظام المجتمع برعاية الوافدين عليه برعاية من يحتف به من الطارئين على هذه البيئة او هذه البلدة او هذه القرية او هذا المجتمع ما يضيع - 00:28:42
يجد حقه محفوظا ثابتا على كرامة يعطى ما يصلح لمثله شرعا اذا كان ممن لا يسافر الا بالطائرة يعطى ما يكفيه لا يسكن الا في فنادق بمستوى معين يعطى ما يكفيه - 00:29:05
مما يصلح لمثله لا يذل ولا يهان. هذا انسان من عادته انما يركب الا بالدرجة الاولى. ولا ما يسافر؟ يعطى ما يسكن الا في فنادق خمس نجوم كما يقال مسكن بلا منة - 00:29:23
وهذا حقه هذه حقوق ثابتة رأيتم هذه الشريعة وعظمة هذه الشريعة ما يضيع احد هذا يكفيه الوحشة التي يجدها بسبب الغربة لا تنهرن غريبا حال غربته فالدهر ينهره بالذل والحزن - 00:29:36
فكيف اذا كان محتاج يذهب يتلفت فقد النفقة ما يعرف احد في هذا البلد ما يضيع قد يحصل له مكروه قد يحصل لهم حادث وهم في الطريق يكونون في بلدة لا يعرفون فيها احد - 00:29:52
قد يكون النساء مكلومات مات ابوهم اصيب ما عندهم من يذهب بهم ويجيء حتى الى المستشفى وين يجلسون؟ قد يحتاجون الى البقاء عدة هذا ابن السبيل يسكنون فيه ما يليق بمثلهم ولا منة لاحد هذا حقهم - 00:30:06
ثم بعد ما امر بها اداء هذه الحقوق قال ولا تبذر تبذيرا تبذير التفريق للمال في السرف كل انفاق للمال في غير حقه قل ذلك او كثر فهو تبذير فيدخل في ذلك انفاق المال ولو قل في الحرام - 00:30:23
وهو تبذير ولو بريال واحد ويدخل في ذلك ايضا انفاق المال على سبيل التضييع في غير ما حاجة ولو قل يدخل في ذلك المبالغة فوق الحاجة يدخل في ذلك سوء التصرف في المال - 00:30:44
والتدبير له ومن ثم فان هذا يتفاوت فقد يكون هذا التصرف من قبل زيد ليس بتبذير ومن قبل عمرو يعد من التبذير هذا انسان دخله لا يتجاوز الالفين ويشتري محمولا - 00:31:05
بالفين وخمس مئة هذا يعد من التبذير وسوء التدبير وسوء التصرف في المال هذا انسان دخله لا يتجاوز ثلاثة الاف ريال ويتابع احدث الاجهزة الالكترونية ويشتريها باغلى الاثمان وتركبه الديون محمل بالديون - 00:31:26
هذا مبذر لا يحسن التصرف بالمال هؤلاء دخلهم لا يتجاوز اربعة الاف ريال والمرأة تفصل الثوب الواحد بنحو ثلاثة الاف وتشتري للاطفال الماركات العالمية كما يقال والبسة ترهق كواهلهم بالديون وحياتهم مليئة - 00:31:48
بالديون يغرقون في الديون لو بقوا العمر كله ما امكن قضاؤها. مثل هذا لماذا؟ هذا من التضييع. فهذا الجهاز قد يشتريه انسان ولا يكون مبذرا بشرائه. ويشريه اخر ويكون مبذرا - 00:32:11
بهذا الشراء اذا هذه قضية نسبية الا في الحرام فان هذا يكون تبذيرا على كل حال ولا تبذر تبذيرا. لكن لما ذكر الله اداء هذه الحقوق وعقده بقوله ولا تبذر تبذيرا. فهنا هل يقال - 00:32:28
بان النفقة في سبل المعروف يدخلها التبذير. النفقة في سبيل الله. هل يدخلها التبذير او لا بعض العلماء يقول نعم لا ينفق الانسان جميع ماله. والاقرب ان ذلك لا يدخله التبذير ولكن لا يقتضي ذلك ان يطال - 00:32:46
العبد بانفاق جميع ما يملك اللهم الا ان يكون على مرتبة من الثقة بالله والتوكل عليه ابو بكر رضي الله عنه جاء بجميع ماله. عمر جاء بشطر ماله بينما قال النبي صلى الله عليه وسلم الثلث والثلث كثير في الوصية. واخبر انك ان تدع - 00:33:06
من بعدك تدع اولادك اغنياء خير من ان تدعهم فقراء يتكففون الناس. اذا هذا يتفاوت فمن ضعف يقينه وتوكله على الله. فاذا انفق كل ما بيده صار يتطلع الى الاخرين ان يعطوه ان يمنحوه فهذا يقال لا تنفق كل ما تملك - 00:33:28
واذا كان يقينه بمنزلة ابي بكر رضي الله عنه او عمر فلا بأس ثم ان الله تبارك وتعالى ذكر هذا الامر ولا تبذر تبذيرا لما ذكر البذر المحمود. الذي يكون في سبيله الصحيح من الاحسان الى الوالدين القرابات المساكين - 00:33:49
ابناء السبيل ذكر ضد ذلك وهو بذل المال في غير وجهه ثم علل هذا النهي لا تبذر لماذا ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين. وكان الشيطان لربه كفورا هذا ما سابينه ان شاء الله تعالى في المجلس - 00:34:09
القادم واسأل الله عز وجل لي ولكم علما نافعا - 00:34:31