السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله ولي المتقين واشهد ان سيدنا محمدا عبد الله ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين. واصحابه الغر الميامين - 00:00:00ضَ

وازواجه امهات المؤمنين وصل علينا يا رب معهم بمنك وكرمك ورحمتك وانت ارحم الراحمين وبعد حياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة بحول الله على موعد مع اللقاء السابع والستين بعد المئتين - 00:00:22ضَ

من لقاءات تفسيرنا لكتاب ربنا جل وعلا ومع اللقاء الثاني والعشرين من تفسيرنا لسورة ال عمران وكنا قد توقفنا في اللقاء الماضي مع الاية الخامسة والثمانين من ايات السورة الكريمة - 00:00:42ضَ

الا وهي قول ربنا جل وتعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين نعم الاسلام والمنة الكبرى والنعمة العظمى التي يمتن الله جل وعلا بها على من يشاء من عباده - 00:01:04ضَ

وهو الدين العظيم الذي رضيه ربنا جل وعلا لاهل السماوات والارض بل وهو الدين الذي بعث به ربنا جل وعلا جميع الانبياء والمرسلين ومن يبتغي ويطلب دينا دول الاسلام وهو في الاخرة من الخاسرين - 00:01:30ضَ

تدبر هذا الحديث الرقراق الجميل الذي رواه احمد وغيره من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تجيء الاعمال يوم القيامة الاعمال يوم القيامة - 00:01:55ضَ

فتجيء الصلاة تقول يا رب انا الصلاة فيقول لها جل وعلا انك على خير وتجيء الصدقة فتقول يا رب انا الصدقة ويقول جل وعلا انك على خير ثم يجيء الصيام - 00:02:17ضَ

فيقول يا رب انا الصيام ويقول جل وعلا انك على خير ثم تجيء الاعمال على ذلك ثم تجيء الاعمال على ذلك يقول الله تبارك وتعالى انك على خير انتبه قال ثم يجيء الاسلام - 00:02:41ضَ

فيقول يا رب انت السلام وانا الاسلام فيقول الله عز وجل انك على خير بك اليوم اخذ وبك اعطي قال الله عز وجل في كتابه ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين - 00:03:04ضَ

الحديث رواه احمد وابو يعلى الطبراني في معجمه الاوسط ومن باب الامانة العلمية فيه عباد ابن راشد في سنده عباد ابن راشد وثقه ابو حاتم وغيره وبقية رجال احمد رجال الصحيح - 00:03:30ضَ

ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين وهو الدين الوحيد الذي ارتضاه الله لاهل السماء ولاهل الارض وبعث به جميع الانبياء وجميع المرسلين وقد بينت قبل ذلك في لقاء مضى - 00:03:54ضَ

ان الاسلام دين نوح ودين ابراهيم ودين اسماعيل واسحاق ويعقوب ودين موسى ودين عيسى ودين سليمان ودين يوسف ودين الجن المسلم وبينت الادلة على ذلك من كتاب ربنا جل وعلا - 00:04:17ضَ

وبعد ان بين الحق تبارك وتعالى ان الدين المقبول المرضي عنده لاهل السماوات والارض والذي لا يقبل غيره هو الاسلام اتبع ذلك ببيان سنته التي لا تتبدل ولا تتغير ولا تحابي احدا من الخلق بحال - 00:04:45ضَ

ان من قبل هداية الدلالة والارشاد والتعريف والبيان هداه الله جل وعلا هداية التوفيق ما اجملها ورب الكعبة من كلمات سنة لا تتبدل ولا تتغير من قبل هداية الدلالة التي يأتي بها الرسل والانبياء من بعدهم العلماء - 00:05:10ضَ

الذين يحملون منهجهم ويرفعون رايتهم من قبل هداية الدلالة والارشاد والتعريف والبيان وهو في غاية الحب لله والرضا عن الله هداه الله هداية التوفيق وهداية التوفيق هي جعل الهدى في القلب - 00:05:42ضَ

هي جعل الهدى في القلب واما ثمود فهديناه يستحب العمى على الهدى فاخذتهم صاعقة العذاب الهوني بما كانوا يكسبون الجاحدون للحق وهم يعلمون الحق ويتكبرون عليه انما يتبعون اهواءهم وشهواتهم - 00:06:06ضَ

وهؤلاء محرومون من هداية التوفيق وبعيدون عنها كل البعد ومع ذلك فباب القبول لا يغلق ابدا في وجوههم ان تابوا الى ربهم جل وعلا واقلعوا عن ضلالهم وخضعوا واذعنوا لربهم - 00:06:36ضَ

واصلحوا ما افسدوه وخلعوا رداء الكفر والكبر والشرك على عتبة التوحيد والايمان وعادوا الى الله سبحانه وتعالى مرة اخرى فان ربنا جل وتعالى عظيم رحيم كريم لطيف يقبل توبتهم بل ويغفر لهم ما مضى - 00:06:59ضَ

فان الله سبحانه وتعالى غفور رحيم تدبروا معي قوله جل وعلا بعد ذلك في هذه الايات العظيمة الجليلة المهيبة قال سبحانه كيف يهدي الله قوما كفروا بعد ايمانهم؟ وشهدوا ان الرسول حق - 00:07:27ضَ

وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين اولئك جزاؤهم ان عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون. الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا - 00:07:52ضَ

فان الله غفور رحيم ايات جليلة عظيمة وقد ذكر سادتنا وائمتنا من اهل التفسير في هذه الايات من الايات السادسة والثمانين الى الاية التاسعة والثمانين ذكروا عدة اقوال في سبب نزولها - 00:08:15ضَ

منها مثلا ما اخرجه عبد ابن حميد رحمه الله وغيره عن الحسن رحمه الله ان هذه الايات نزلت في اهل الكتاب الذين رأوا نعت وصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابهم - 00:08:42ضَ

واقروا وشهدوا ان رسول الله حق شهدوا ان رسول الله حق واقروا بان كتبهم قد ذكرت نعته وصفته فلما بعث عليه الصلاة والسلام من غيرهم حسدوا العرب على ذلك وانكروا نبوة - 00:09:04ضَ

سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفروا به بعد اقرارهم الاول قبل ان يبعث ظنا منهم انه لن يبعث الا منهم هم روى النسائي وابن حبان والحاكم وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال - 00:09:33ضَ

كان رجل من الانصار اسلم ثم نجد ندم على ارتداده واراد ان يرجع مرة اخرى فارسل الى قومه ان ارسلوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ايوة اسألوه هل لي من توبة - 00:09:53ضَ

فنزلت هذه الايات الكريمة التي تفتح الباب لاي احد ان يعود الى الله الواحد الاحد في اي ساعة من ليل او نهار كيف يهدي الله قوما كفروا بعد ايمانهم وشهدوا ان الرسول حق الى - 00:10:18ضَ

اخر الايات في قوله تعالى فان الله غفور رحيم وارسل اليه قومه هذه الايات العظيمة اسلم هذا قول عن ابن عباس رضي الله عنهما واخرج مسدد في مسنده عن عبد الرزاق عن مجاهد - 00:10:38ضَ

قال جاء الحارث ابن سويد شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كفر ارتد فرجع الى قومه فانزل الله هذه الايات الكريمة - 00:11:04ضَ

فحملها اليه رجل من قومه فقرأها عليه وقال الحارث انك والله ما علمت لصدوق وان رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصدق منك وان الله جل وعلا لاصدق الثلاثة فرجع - 00:11:28ضَ

فاسلم وحسن اسلامه بعض اقوال سادتنا وائمتنا من اهل الفضل والعلم بسبب نزول هذه الايات الكريمة وانا اقول دوما ان كانت الايات قد نزلت في هؤلاء فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب - 00:11:51ضَ

العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وقد مضت سنة الله جل جلاله التي لا تتبدل ولا تتغير. ان يهدي من قبل الهدى ان يهدي بداية التوفيق من قبل الهدى هداية دلالة وارشاد وبيان وتعريف - 00:12:18ضَ

فمن قبل الهدى الذي اقام الله عز وجل عليه البينات والايات والدلائل الواضحات من قبل هذا الهدى بعدما ظهر له وامن به هداه الله جل وعلا اما من رأى الحق الابلج الواضح كالشمس في رابعة النهار - 00:12:45ضَ

وعرفة ثم انقلب على وجهه فكفر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ابرد وعنادا وحسدا وبغيا وهو ظالم لنفسه مستحب للعمى على الهدى وهذا بعيد تماما عن هداية التوفيق ولا يسلك الله جل وعلا به وبامثاله سبيل المهتدين - 00:13:18ضَ

لانه جل جلاله لا يهدي القوم الظالمين الكافرين الذين ظلموا انفسهم بوضع الكفر موضع الايمان فكيف بمن جاءه الحق ببيناته وبراهينه ودلائله وعرفه ثم اعرض عنه كيف يهدي الله قوما كفروا بعد ايمانهم - 00:13:51ضَ

وشهدوا ان الرسول حق وجاءهم البينات الله لا يهدي القوم الظالمين ثم بين جل جلاله عاقبتهم الخاسرة البائسة وقال سبحانه اولئك جزاؤهم ان عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين اللهم سلم سلم يا رب العالمين - 00:14:19ضَ

اولئك الذين كفروا بعد الايمان بعد ما اقيمت عليهم الحجج بالدلائل الواضحات والادلة القاطعات والبراهين الساطعات اولئك الذين كفروا بعد ما اقيمت عليهم الحجة جزاؤهم ان عليهم لعنة الله والملائكة - 00:14:49ضَ

والناس اجمعين ما اقبحها من عاقبة ما اقبحه من جزاء لهؤلاء ببشاعة وشناعة فعلهم وحالهم وقد كفروا بعد الايمان وبعد شهادتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم بانه حق وصدق - 00:15:19ضَ

ومرسل من عند الله جل وعلا كفروا ليس على سبيل الجهل وعدم العلم. لا بل على سبيل الجحود والكبر والعناد يستحق هذا الجزاء الشديد عليهم لعنة الله وعليهم لعنة الملائكة - 00:15:50ضَ

وعليهم لعنة الناس اجمعين عليه لعنة الله والله العظيم انها لكافية والله ان كانت لكافية يكفي فقط ان يقول عليهم لعنة الله يكفي فماذا يرجو من لعنه الله وطردهم من رحمته - 00:16:13ضَ

وابعده عن رضوانه وجنته وانزل به عقوبته ومع ذلك لم ينحصر الجزاء في لعنة الله لهم فحسب بل وتلعنهم كذلك ملائكة الله جل وعلا بل ويلعنهم كذلك الناس اجمعون اولئك جزاؤهم ان عليهم لعنة الله والملائكة - 00:16:38ضَ

والناس اجمعين خالدين فيها ولا حول ولا قوة الا بالله خالدين فيها اي في هذه اللعنة في لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. خالدين فيها وقال ابن عباس بل المراد خالدين فيها اي في جهنم - 00:17:09ضَ

لا يخفف عنهم العذاب ولا هم منظرون سيخفف عذابهم ولا يؤخر عقابهم من وقت الى وقت اخر اللعن امر خطير عرفه الراغب في المفردات وقال اللعن هو الطرد والابعاد على سبيل السخط - 00:17:41ضَ

وذلك من الله جل وعلا في الاخرة عقوبة وفي الدنيا انقطاع من قبول رحمته وتوفيقه واللعن من الانسان للانسان دعاء من الانسان على غيره بالطرد والابعاد من رحمة الله وتعرضه وتعرضه لسخط الله جل وعلا - 00:18:17ضَ

اولئك جزاؤهم ان عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين الا الذين تابوا من ذنوبهم. الله ما اعظم الامل ما اعظم الرجاء رحمن الارض والسماء سبحانه وتعالى الا الذين تابوا من ذنوبهم - 00:18:45ضَ

وظلمهم وكفرهم الذي دنسوا به انفسهم وتابوا الى ربهم واصلحوا ما افسدوه اصلحوا ما افسدوه التوحيد والايمان والاعمال الصالحة التي تمحو الصفات القبيحة والخصال الذميمة التي وقعوا فيها هؤلاء تنالهم مغفرة رب الارض والسماء - 00:19:16ضَ

وتنالهم رحمته وهو الغفور لقبائحهم في الدنيا بسترها بسترها وهو الرحيم بهم في الاخرة بالعفو عنهم كما قال جل جلاله في اية جليلة قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف. للذين كفروا - 00:19:49ضَ

نعم للذين كفروا ان ينتهوا ان ينتهوا عن الكفر ان خلعوا رداء الكفر على عتبة التوحيد والايمان. واعلنوا عبوديتهم لله وافردوهم بالالوهية والعبادة والتوحيد اجددوا التوبة والاوبة يغفر لهم ما قد سلف - 00:20:15ضَ

بل تبدل سيئاتهم حسنات فان كان هذا لمن كفر ان انتهى عن كفره فالمؤمنون الموحدون التائبون من ذنوبهم اولى ثم اولى ثم اولى والاية ترغيب باسلوب قرآني فذ فريد التوبة - 00:20:35ضَ

والحرص عليها وتجديدها والترهيب في ذات الوقت من الاعراض عنها والتواني والاستكبار عليها يقول سبحانه ان الذين كفروا بعد ايمانهم ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم - 00:21:11ضَ

واولئك هم الضالون ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم واولئك هم الضالون انتبه فقد يبدو تعارض عند البعض بين الايتين الكريمتين كلا كلا يا اخي - 00:21:41ضَ

الحق يخرج من مشكاة واحدة انه كلام الحق تبارك وتعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ولو كان من عند غير الله - 00:22:02ضَ

لوجدوا في اختلاف كثيرة ان الذين كفروا بعد ايمانهم. الكفر في ذاته قبيح هو اظلم الظلم واقبح القبح فكيف بالتمادي فيه والاصرار عليه. بل والازدياد منه بعد تذوق طعم الايمان وحلاوته - 00:22:17ضَ

هؤلاء يطبع على قلوبهم فلا يتوبون توبة خالصة صادقة صحيحة تقبل منهم واولئك خاصة هم الضالون الغارقون في الضلال فانى لهم بالرجوع من الضلال والانفكاك طيب ده فيه تعارض ظاهر بين الايتين - 00:22:47ضَ

كما يبدو للبعض في الايات السابقة تلات ذكرناها انفا قد بين الحق تبارك وتعالى قبول توبتهم وفي هذه الاية يقول جل وعلا لن تقبل توبتهم كيف ذلك قد تواترت الادلة القرآنية والنبوية - 00:23:15ضَ

بانه متى تحققت التوبة الصادقة لرب البرية بشروطها فانها مقبولة بموعود الله وموعود الصادق رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه ومن والاه كيف نزيل هذا التعارض الاية السابقة تثبت قبول توبتهم - 00:23:40ضَ

انتابوا والاية التي نحن بصددها تثبت ان الله لن يقبل توبتهم وان تابوا للعلماء في ازالة هذا التعارض الظاهر اقوال. الاول. قال الحسن وقتادة وعطاء السبب بعدم قبول توبتهم انهم يؤخرونها ولا يتوبون الا عند حضور الموت - 00:24:03ضَ

هذا وقت لا تنقل فيه التوبة هذا وجه جميل للجمع بين الايتين يظل متكبرا معاندا معرضا عن الهدى وعن دلائله وبراهينه وادلته الى ان يحضره الموت فيقول تبت الان. لا خلاص - 00:24:34ضَ

اغلق عليك باب التوبة كما قال ربنا جل وعلا وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان اغلق باب التوبة وكذلك اذا طلعت الشمس - 00:24:53ضَ

من مغربها هذا ايضا وقت لا تقبل فيه التوبة. كعلامة من علامات الساعة الكبرى يبقى هذا قول لماذا لا تقبل توبتهم؟ لانهم يؤخرونها الى وقت حضور الموت وهذا وقت لا تقبل فيه التوبة - 00:25:14ضَ

يقبل الله التوبة من احدنا ما لم يغرغر اي ما لم تبلغ الروح الحلقوم وكذلك ما لم تطلع الشمس من مغربها هذا وقت ممتد تقبل فيه التوبة في اي ساعة من ليل او نهار - 00:25:34ضَ

القول الثاني للجمع بين الايتين قال بعض اهل العلم لما قدم الحق تبارك وتعالى ذكر من كفر بعد الايمان ذكرى من كفر بعد الايمان وبين انه اهل للعنة الله والملائكة والناس اجمعين - 00:25:52ضَ

الا ان يتوب الى رب العالمين ذكر في هذه الاية بعدها انه لو كفر مرة اخرى بعد تلك التوبة الاولى فان هذه التوبة تصيروا غير مقبولة وكأنها لم تكن هذا قول - 00:26:19ضَ

بديع ايضا القول الثالث قال بعض اهل العلم لن تقبل توبتهم لانها مجرد قول باللسان فقط ولم تكن خالصة لله جل وعلا ولم تتحقق فيها شروط التوبة النصوح. كما قال ابن عباس - 00:26:39ضَ

فقيه وحبر الامة وترجمان القرآن. قال رضي الله عنهما لان توبتهم لان توبتهم لم تكن عن قلب وانما كانت نفاقا هذا شبه بديع في ثلاثة اقوال رائعة قال تعالى ان الذين امنوا - 00:27:02ضَ

ثم كفروا ثم امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليأتيهم سبيلا وكما قال جل وعلا ايضا ان الذين كفروا هو ظالم لم يكن الله ليغفر لهم - 00:27:27ضَ

ولا ليهديهم طريقا الا طريق جهنم خالدين فيها ابدا وكان ذلك على الله يسيرا ثم ذكر الحق تبارك وتعالى صنفا اخر من الكفار استمر على كفره حتى مات عليه ولا حول ولا قوة الا بالله - 00:27:51ضَ

وقال جل جلاله ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من احدهم ملء الارض ذهبا ولو افتدى به اولئك لهم عذاب اليم وما لهم من ناصرين اي من كفر بالله جل وعلا - 00:28:16ضَ

ومات على كفره فلن يقبل منه ملء الارض ذهبا لو ابتدى به من عذاب الله. وان قدر على ذلك في الصحيحين من حديث انس ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:28:37ضَ

يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له ارأيت لو كان لك ملء الارض ذهبا اكنت تفتدي به؟ فيقول نعم فيقال له قد كنت سئلت ما هو ايسر من ذلك في لفظ يقال للرجل من اهل النار يوم القيامة - 00:28:55ضَ

ارأيت لو كان لك ما على الارض من شيء اكنت مفتديا به؟ فيقول نعم قال فيقال له سوف يقول له جل وعلا قد اردت منك اهون من ذلك قد اخذت عليك في ظهر ابيك ادم الا تشرك بي شيئا فابيت الا ان تشرك - 00:29:20ضَ

في رواية في مسند الامام احمد بسند صحيح من حديث انس رضي الله عنه ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بالرجل يوم القيامة من اهل الجنة فيقول له - 00:29:47ضَ

يا ابن ادم كيف وجدت منزلك اي في الجنة؟ فيقول اي ربي خير منزل يقول له ربه جل وعلا سل وتمنى فيقول يا ربي ما اسألك؟ ما اسأل ولا اتمنى - 00:30:03ضَ

الا ان تردني الى الدنيا فاقتل في سبيلك عشر مرار لما يرى من فضل الشهادة في سبيل الله جل وعلا ويؤتى بالرجل من اهل النار فيقول له يا ابن ادم كيف وجدت منزلك اي في النار - 00:30:25ضَ

فيقول اي ربي شر المنزل اقول فتفتدي منه باطلاع الارض ذهبا يقول اي ربي نعم يقول كذبت قد سألتك اقل من ذلك وايسر من ذلك فلم تفعل فيرد الى النار - 00:30:45ضَ

عياذا بالله بل لا يزالون في العذاب الاليم لا شافع لهم ولا ناصر لهم ولا مغيث ولا مجير ولا منقذ اولئك لهم عذاب اليم وما لهم من ناصرين ما لهم من حميم ولا قريب ولا صديق - 00:31:09ضَ

لينصرهم وليستنقذهم من عذاب الله جل وعلا كما كانوا يفعلون معهم وينصرونهم ويساعدونهم في الدنيا ومن اهل الفضل والعلم والتفسير من يرى ان هؤلاء البعداء الذين كفروا وماتوا على الكفر دون ان يتوبوا الى الله جل وعلا. توبة نصوحا صادقة يقبلها منهم - 00:31:35ضَ

لن يقبل من احدهم ما كان فعله وقدمه من خير ومن نفقة ولو انفق ملء الارض ذهبا لان كفره بالله جل وعلا يحبط كل اعماله. قال تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة - 00:32:02ضَ

الخاسرين. وقال سبحانه وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا الا ان الله جل جلاله لا يظلموا الناس شيئا وهو يجزيه في الدنيا على ما قدم افعال الخير والبر - 00:32:22ضَ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديس الزي رواه مسلم ان الله ليظلم مؤمنا حسنة يعطى بها في الدنيا والاخرة. واما الكافر في طعم بحسنات ما عمل بها لله - 00:32:42ضَ

الدنيا يطعم بهذه الحسنات والخيرات واوجه البر وما قدمه يطعم به في الدنيا حتى اذا افضى الى الاخرة لم تكن له حسنة يجزى بها. فيه رواية جميلة في صحيح مسلم من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها انها - 00:33:01ضَ

قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبدالله بن جدعان وكان يقري الضيف الجاهلية ويفك العاني ويطعم الطعام هل ينفعه ذلك وقال عليه الصلاة والسلام لا انه لم يقل يوما من الدهر - 00:33:26ضَ

رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين الكفر يحبط كل عمل وبعد ان بين الحق جل وعلا ان من مات على الكفر لا يقبل انفاقه ولو انفق ملء الارض ذهبا بل ولن ينقذه ذلك من العذاب - 00:33:51ضَ

يبين سبحانه وتعالى الوقت الذي ينفع فيه الانفاق ويكون اجدر بالقبول يقول سبحانه لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فان الله به عليم. نتوقف ان هذه الاية العظيمة - 00:34:17ضَ

لنقف على معانيها ودررها في اللقاء المقبل ان قدر الله البقاء واللقاء والله تعالى اسأل ان ينفعني واياكم بالقرآن الكريم انه ولي ذلك ومولاه. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين - 00:34:42ضَ

وازواجه امهات المؤمنين واصحابه الغر الميامين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته خير المجالس مجلس يبين حكمة الرحمة يسمو بارواح العباد الى العلا. ويفسر القرآن بالقل يا طالبة التفسير هذا الكوثر فانهل لترويع - 00:35:04ضَ

ظلت الظمآن هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى نور على - 00:35:43ضَ

برنامج التفسير

ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه | لقاء 267 من تفسير القرآن الكريم | الشيخ د. محمد حسان

محمد حسان