باحث

ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهدي الله تعالى فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ

واشهد ان محمدا عبده ورسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما - 00:00:20ضَ

رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم - 00:00:42ضَ

لكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى واحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وسلم شر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار - 00:01:06ضَ

قال الله تبارك وتعالى ولقد اتينا داود وسليمان علما وقال الحمدلله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين وورث سليمان داوود وقال يا ايها الناس علمنا منطق الطير واوتينا من كل شيء - 00:01:35ضَ

ان هذا لهو الفضل المبين وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون حتى اذا اتوا على وادي النمل قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم. لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون - 00:02:02ضَ

فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين تكلمنا قبل ذلك عن ذلك الفضل المبين - 00:02:29ضَ

الذي اتاه الله عز وجل داود وسليمان وقد ظهر هذا الفضل جليا في الاية الاولى. ولقد اتينا داود وسليمان علما وهذا العلم هو المراد بالوراثة في قوله عز وجل وورث سليمان داوود - 00:02:55ضَ

فهي وراثة علم ونبوة وليست وراثة مال كما ينسب الى الحسن البصري رحمه الله اولا لان داوود عليه السلام كان متزوجا بمائة امرأة وله من كل امرأة اولاد. واذا كان الميراث مالا - 00:03:20ضَ

فلا يختص سليمان عليه السلام به دون جميع اخوته فلم خصه دونهم؟ لو كان مالا لاستوى الكل فيه ثانيا لو كان مجرد وراثة لما كان في الكلام معنا فلو قال القائل مات فلان وورثه ولده لم يكن للكلام معنى. اذ ان كل ولد يرث اباه - 00:03:48ضَ

فلم يبق الا ان يكون ميراث النبوة كما قال زكريا عليه السلام واني خفت الموالي من ورائي. وكانت امرأتي عاقرا. فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من ال يعقوب واجعله ربي رضيا. فهذه ايضا وراثة نبوة - 00:04:19ضَ

او وراثة علم وليست وراثة مال. فانه لا يظن بنبي ان يدعو الله تبارك وتعالى ان يرزقه ولدا حتى يحجب اولي الميراث فلا يأخذون المال هذا غير متصور ابدا في نبي من الانبياء. يريد ولدا حتى يحجب اولي العصبة من المرء - 00:04:48ضَ

ان هذا خلق مذموم ونفتي بحرمته اذا جاءنا رجل مثلا وقال انا اريد ان اكتب كل ملك بنات او للاولاد مثلا حتى لا يرث فلان وفلان فنقول ان هذا لا يجوز لا يجوز ان تحجب الحق عن صاحبه. لكان الله عز وجل هو الذي اعطى كل ذي حق حقه - 00:05:17ضَ

فلا يحل ان تكتب بيعا وشراء وهميا لاجل ان تحجب الورثة. لا يبارك الله عز وجل في عقبه ويصابون بالافات وتذهب كل هذه الاموال عند الاطباء وفي التجارة الخاسرة وفي اي سبيل. ازا كان هو - 00:05:44ضَ

بالكلام ده حتى يضمن لاولاده المال الوفير ابشر فان هذا سيذهب كله ولعلهم يملكون ويفتقرون ويمدون ايديهم لمن حجبت المال عنهم فاذا اردت ان تسترهم بعد وفاتك فاتق الله فيهم - 00:06:04ضَ

ولا تكن قصير النظر اتق الله فيهم. لا يوجد افضل من البر غطاء. من اراد ان يتدثر فليتدثر بالبر فانه ابقى من المال الخلاصة ان هذه وراسة علم. ووراسة نبوة لا غير. ويؤيد كل هذا قوله - 00:06:28ضَ

صلى الله عليه واله وسلم نحن معاشر الانبياء لا نوره. ما تركناه صدقة. لقد رفضوا الدنيا وهم احياء. وتركوا مسالكها وكانوا ابصر بها من اهل الدنيا. افعندما يموت يدعو الله عز وجل وهو حي قبل ان يموت يدعو الله عز وجل ان يرزقه مالا او ان يرزقه دنيا - 00:06:54ضَ

فقوله تبارك وتعالى وورث سليمان داود هذه وراثة علم ونبوة وقال يا ايها الناس علمنا منطق الطير واوتينا من كل شيء ان هذا لهو الفضل المبين سليمان عليه السلام الان في مقام الشكر - 00:07:25ضَ

واذا اردت ان تعرف الشاكر من غيره انظر الى حسن ادائه في ذكر النعم كلما عدد النعم كلما كان متلبسا بمقام الشكر وهذا التعداد اذا كان في مقام الشكر فهو شكر - 00:07:52ضَ

واذا كان في مقام العتاب فهو تقريع كما لو قلت لولدك الذي رسب مثلا او الذي سلك طرائق فاشلة. لماذا فعلت هذا؟ الم افعل لك كذا وكذا وكذا وكذا وتعدد عليه - 00:08:17ضَ

كلما عددت عليه وجوه النعم كان تقريعه وتوبيخه كما في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال يؤتى برجل يوم القيامة - 00:08:38ضَ

فيقول الله عز وجل له اي فل يعني يا فلان الم اذرك ترأس وتربع وازوجك من النساء واركبك من الخيل فاين شكرك قال اي ربي نسيت. قال فاليوم انساك. فهو يقرعه بتعداد النعم عليه - 00:08:59ضَ

الم اذرك ترأس لم تكن واحدا من اثناء الناس بل جعلتك رئيسا وجعلتك رأسا على الناس. فهذا كان ادع ان تشكر الله تبارك وتعالى انه ميزك وانه فضلك وانه رفعك وجعل يدك - 00:09:26ضَ

العليا وتنظع كان اهل الجاهلية اذا اغاروا على قوم اخذوا ربع ما غنموا وجعلوه صاحب الحي رجل رئيس في الحي يقري به الضيفان ويقوم به على نوازل الزمان. ما دا اسمه المرباع - 00:09:49ضَ

كانوا يعطون ربع ما غنموا لهذا الرأس. وازوجك من النساء واركبك الخيل والابل. كل هذا تقريع له ونظيره لكن على الشق الاخر من حديث صهيب الرومي رضي الله عنه كما في صحيح مسلم - 00:10:11ضَ

ان اهل الجنة اذا استقروا في الجنة يطلع عليهم ربنا تبارك وتعالى فيقول يا اهل الجنة هل رضيتم يقولون يا ربنا الم تبيض وجوهنا الم تدخلنا الجنة الم تنجنا من النار ويعددون النعم - 00:10:34ضَ

فحينئذ يتجلى لهم ربهم عز وجل فيرونه فلا يعطى اهل الجنة نعيما افضل من ذاك وقرأ للذين احسنوا الحسنى وزيادة. فالزيادة هي النظر الى وجه الله تبارك وتعالى في الجنة - 00:11:00ضَ

وايضا روى الشيخان من حديث عبدالله بن زيد ان النبي صلى الله عليه واله وسلم لما انتهى من غزوة حنين واعطى المؤلفة قلوبهم ومنع الانصار من هذا العطاء وهذا الفيض - 00:11:22ضَ

فتكلم بعض شباب الانصار ولم يرضوا بمثل هذا التصرف وقالوا ان سيوفنا تقطر من دمائهم ثم يعطيها فلانا وفلانا فعاتبهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال الم اجدكم ضلالا فهداكم الله بي - 00:11:46ضَ

الم اجدكم عالة فاغناكم الله بي الم اجدكم اذلة فاعزكم الله بي وفي كل مرة يقولها يقولون الله ورسوله امن وفي حديث ابي سعيد الخدري في مسند الامام احمد في هذه الواقعة كلما قال لهم شيئا من ذلك قالوا - 00:12:09ضَ

صدق الله ورسوله فقال لهم ان شئتم قلتم كذا وكذا. وكذا وكذا لاشياء عددها لم تذكر في حديث عبدالله بن زيد وذكرت في حديث انس وابي سعيد في مسند الامام احمد - 00:12:38ضَ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تقول جئتنا طريدا فاويناك وجئتنا مخزولا فنصرناك فعندما قال لهم ذلك سكتوا فقال الا ترضون ان يرجع الناس بالشاء والبقران؟ اي البقر يعني - 00:13:02ضَ

وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم تحوزونه الى رحالكم؟ قالوا رضينا الحاصل ان مسألة تعداد النعم في باب الشكر من اعظم الشكر فسليمان عليه السلام يعدد يا ايها الناس - 00:13:28ضَ

علمنا منطق الطير اي يعرف لغات الطير جميعا واوتينا من كل شيء من كل شيء وهذا ايضا لفتة لطيفة تلتقي مع قوله وفضلنا على كثير من عباده المؤمنين ثم لهج بهذا الشكر وختم الكلام بان هذا هو الفضل المبين - 00:13:53ضَ

ثم ذكر ربنا تبارك وتعالى مشهدا. مشهد انه جمع له كل رعاياه. حشر ولسليمان جنوده من الجن والانس والطير. فهم يوزعون. يوزعون يعني يرد اولهم على اخر واخرهم على اولهم - 00:14:24ضَ

اي لهم وزع. الوزعة اللي هم الجماعة اللي بيحفزوا النظام زي الغفر اي حد هيتقدم الموكب يرجعوه. واي حد بيتأخر عن الموكب يسوقوه. ادي معنى يوزعون اي لهم وزع ينظمونهم فلا يسبقون سليمان ولا يتأخرون عنه - 00:14:47ضَ

واستدل اهل العلم بهذه الاية مع ادلة اخرى على مشروعية وضع حكام على الناس ينظمون حياتهم وينظمون شؤونهم حتى اذا اتوا على وادي النمل قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمن - 00:15:13ضَ

انكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون هذه الاية فيها عدة فوائد الفائدة الاولى في قوله تعالى قالت نملة هكذا بالتنكير. ولم يذكر في اي المصادر المعتبرة المسندة ان هذه النملة كانت سيدة النمل - 00:15:37ضَ

ولا ان هذه النملة كان لها شأن في قومها انما هي نملة طيب ما هي الفائدة من هذا؟ الفائدة هي ان النصيحة لله عز وجل ولرسوله وللمؤمنين لا تختص بطائفة دون اخرى - 00:16:09ضَ

كالامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهو من جملة النصيحة لله ورسوله. فهذا متعين على كل فرد من الافراد لا يقال ان الطائفة الفلانية لو احنا مثلا او في بعض البلاد في جامعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر - 00:16:34ضَ

لا يقولن قائل ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر المختص بهذه الجماعة وانا اذا رأيت منكرا لا انكره. او اذا رأيت سبيلا الى امر بمعروف لا امر به. لا بل يتعين على كل فرد ان ينصح على حسب طاقته وعلى حسب علمه. كما قال صلى الله عليه - 00:16:53ضَ

وسلم في حديث ابي سعيد الخدري من رأى منكم منكرا فليغيره بيده. فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه. وذلك اضعف الايمان وليس وراء ذلك مثقال حبة من خردل من ايمان - 00:17:16ضَ

فقوله قالت نملة نملة من جملة النماء يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم. يبقى دي نصيحة قام بها نملة لا نعرف انها كانت مترأسة على وادي النمال. ادخلوا مساكنكم لا يحطمن - 00:17:36ضَ

لكم سليمان وجنوده اي لا يؤذيكم ولا يدوس عليكم هو وهذا الجندي الهائل. بعض ارباب المعاني استدل بشيء هو في ذاته صحيح ولكن ليس في الاية حجة له قال لا يحطمنكم - 00:17:56ضَ

اي لا يحطم قلوبكم لما يطلع النمل من الجحور وروى هذه الابهة اللي فيها سليمان وهذا الملك العظيم يقوم يتمنوا ان للواحدة منهن ما لسليمان من الدنيا. يبقى ده تحطيم القلب بمد النظر الى ما ليس لك - 00:18:18ضَ

وما بيستدلوا لا يحطمنكم يستدل بهذه الاية على هذا المعنى. اقول ان المعنى صحيح وله ادلة اخرى، لكن هذه الاية ليس فيها دلالة على هذا المعنى لان مجالسة اهل الدنيا محظورة. لانها فعلا تكسر القلب - 00:18:42ضَ

ولو تأملت في قصة قارون في هذه الجزئية لوجدتها ظاهرة. لما وعظ قوم قارون قارون وامروه ان اتق الله وان يستعمل ما له فيما يرضي الله اخذته العزة بالاثم فاراد ان يكسر - 00:19:03ضَ

فحشر موكبه تحديا لهؤلاء فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون. انه لذو حظ عظيم لو ان الله عز وجل كشف حجب الغيب لك - 00:19:23ضَ

لما تمنيت نعمة حجبها عنك وبذلها لاخرين لو كشف لوح الغيب لك كنت اعرف رجلا لا اعرفه شخصيا ولكن اعرف ابن اخيه وهو الذي حكى لي هذه الحكاية حكاية عامة - 00:19:50ضَ

كانت في مطلع الثمانينيات وكان عم هذا الرجل من اشهر تجار البقالة في القاهرة وعنده ابراج في الاحياء الراقية في القاهرة وعنده سوق من اكبر الاسواق في مصر الجديدة وكان يبيع الخمر - 00:20:12ضَ

في هذه الاسواق فابتلاه الله عز وجل بزوجة ناشز من تؤدبه امرأة هذه المرأة الناشز مع كل هذا لان كل الذي سميته وما لم اسمه كان تحت امرها. وكانت اذا ارادت شيئا ملكته - 00:20:39ضَ

رجل بيعطيها كل شيء ومع ذلك لا ترضى وورثت هذا العقوق لاولادها. كان عنده ستة سبعة من الاولاد الذكور الكبار وكان الولد منهم يركب احدى السيارة ما فيش حاجة اسمها سيارة يمر عليها عام - 00:21:03ضَ

تبقى بيت ما يركبهاش الطبيخ الحمضان كده. ما يكلوش ومع ذلك المرأة ورثت هؤلاء الاولاد العقوق ودائمة التشكي من زوجها طلع الولاد يحقدون على ابيهم كم من مرة تعرض فيها للضرب والاهانة حتى كاد ان يموت. وهددوه انهم سيقتلونه ليأخذوا هذه الاموال - 00:21:23ضَ

وفعلا عاين هذا المسكين بعض اولاده يريد ان يقتله فماذا كان يفعل؟ وهو يركب احدى السيارة اذا اراد ان ينام لا يستطيع ان ينام في برج من هذه الابراج حينما كان يقود السيارة ويفضل ماشي بها في شوارع القاهرة - 00:21:52ضَ

فاذا رأى سيارة تتبعه يظل ماشيا ويفضل يلف حتى يطمئن تماما انه لا احد يتبعه يغلق السيارة من الداخل وينام على الكرسي وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة. ان اخذه اليم شديد - 00:22:15ضَ

لو ان الله تبارك وتعالى اطلعك على حياة هذا الرجل انت تستنكف ان تكون مثله تسف التراب ولا تكون مثله. لكنك تحسده اذا وجدته يقف في الاشارة وهو جالس في السيارة والدنيا حر وانت بتتصبب عرقا وهو رافع الازاز ومشغل التكييف. تقول يا بخت - 00:22:41ضَ

لكنك لا تدري ما الذي وراء هذا المسكين ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم لا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض واحمد الله على هذه القسمة - 00:23:06ضَ

فالقصد ان مجالسة اهل الدنيا نقمة. تجلس معهم ساعة واتنين. لا يذكرون الله مرة انما يذكرون الدولار الف مرة. ويذكرون الجنيه والدراهم والدنانير وفرق الاسعار الاستيراد والتصدير لا تجلس معهم فتستفيد - 00:23:25ضَ

انما تخرج من مجلسهم مكسور القلب. مكسور الخاطر. تنعي حظك وتنعي قلة رزقك فهو المعنى صحيح. نعم. لكن لا يحطمنكم ليس فيها اي دليل على ان المقصود بها القلوب وقد صدق عمر رضي الله عنه لما قال ان القرآن حمال زوجوه. لكن احنا بنرد الفضل - 00:23:51ضَ

الى المعاني الصحيحة بالقاعدة المعروفة عند اهل العلم ان السياق من المقيدات وسنتكلم عنها ان شاء الله بعد قليل لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون في هذا دليل على عدم جواز ذم الرجل الفاضل اذا كان فاضلا. اذا فعل شيئا - 00:24:20ضَ

يشينه في الظاهر الكلام ده كلام مهم. الرجل اذا كان فاضلا وثبتت عدالته ومعروف للكافة انه في الظاهر تقي. وانه فاضل. اذا اصدر منه شيء بخلاف هذا ينبغي ان يتأول له ولا يذم - 00:24:49ضَ

وان يحمل هذا الذي ظهر منه على معنى مقبول طب ايه وجه الدلالة بين الاية؟ وهم لا يشعرون. فسليمان عليه السلام نبي واميز ما يميز النبي عن غيره حسن الخلق - 00:25:18ضَ

انهم سادة في هذا الباب تذل القلوب لهم بصبرهم وحسن خلقهم فلا يتصور ان يعلم سليمان عليه السلام ان قرى النمل تحت قدميه وتحت قدم رعيته. وانه سيهلكهم جميعا ويفعل - 00:25:40ضَ

هذه مسألة غير متصورة. طيب اذا حدث هذا وان هؤلاء الجنود من الجن والانس. الذين الارض وللارض من وطئهم وئيد هؤلاء اذا حطموا هذه القرى يبقى الجواب انهم لا يشعرون - 00:26:07ضَ

ولو شعروا ما فعلوا ده درس ينبغي ان يستوعبه العوام. ليه ؟ لان فيه حملة تترية على اهل العلم يشتمونهم ويسلبون اعراضهم وينسبونهم الى كل نقيصة. بقصد ان تنفر الجماهير وتنفض - 00:26:32ضَ

من حولهم واحد من هذا الطابور الخامس اللي هو طوله يملأ المشرقين احنا عندنا الطابور الخامس مثل الجيوش الجرارة تواصوا على حرب اهل العلم واحد منهم مطلع كتاب عنوانه مشايخ مصر - 00:26:56ضَ

بين نفاق الحاكم ونفاق الله يبقى مشايخ مصر كلهم واحد من اتنين. يا اما يوافق الحاكم يا اما ينافق الله ليس فيهم خير الكلام ده حق الكلام ده حقيقي وتكلم عن فضلاء في هذا الكتاب. وسلب اعراضهم واستهزأ بهم. والله الموعد - 00:27:25ضَ

لانهم فعلا ضعفاء. لا يملكون حولا ولا طولا مع هؤلاء في الدنيا. لكنهم يملكون الركن الشديد الذي استجار به لوط. لو ان لي بكم قوة او اوي الى ركن شديد - 00:27:54ضَ

قال النبي صلى الله عليه واله وسلم يرحم الله اخي لوطا قد كان يأوي الى ركن شديد الا وهو رب العالمين تبارك وتعالى ليس مهما ان يتكلم هؤلاء فنحن لا نعيرهم التفاتا على الاطلاق. وليس لهم عندنا قيمة تذكر - 00:28:14ضَ

ونحن لو نظرنا الى هؤلاء ما دعونا الناس الى الله يوما لكن هؤلاء استشروا حتى صاروا كالسرطان في جسد الامة. الاشكال انما هو في الجماهير. التي قد تصدر مثل هذا - 00:28:41ضَ

احنا بنؤسس هذا الاصل المعروف عند اهل العلم ان من ثبتت عدالته واستقامت في الحق طريقته انه لا يقبل فيه الجرح الا مفسر من جرح لابد ان يجرح بعلم وعدل. من ذم لابد ان يذم بحق. وليس - 00:29:00ضَ

افتراء بل رجل اذا علم انه محق. وانه فاضل. فايها الناس لا تقبلوا فيه ملاما الا ان تعاين انت بنفسك هذا ومن العار ان تذم اهل الفضل بكلام خصومهم لا سيما اذا كان الخصم فاجرا فاسقا لا يتقي الله عز وجل ولا يرعى لله عز وجل حرمة - 00:29:24ضَ

يبقى نفهم من قوله تبارك وتعالى من قول النملة وهم لا يشعرون اي انهم لو شعروا ما فعلوا في المقابل روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابي هريرة رضي الله عنه - 00:29:55ضَ

ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال بينما نبي من الانبياء ينام تحت شجرة اذ لدغته نملة فامر بجهازه فرفع الجهاز اللي هو الاشياء اللي هو بينام عليها وآآ امر بمتاعه فرفع - 00:30:15ضَ

ثم حرق قرى النمل حرق قرى النمل فعاتبه الله عز وجل قال له الا ان قرصتك نملة تحرق امة من الامم تسبح وفي الرواية الاخرى قال له هلا نملة واحدة - 00:30:40ضَ

يعني هل احرقت نملة واحدة نظر اهل العلم الى هذا العتاب ما سببه قال بعضهم سبب الاحراق لانه لا يعذب بالنار الا رب النار كما ثبت ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه لما بلغه ان علي ابن ابي طالب رضي الله عنه حرقا - 00:31:05ضَ

المرتدين الذين نصبوه الها حرقهم بالنار فقال ابن عباس لو كنت مكانه لقتلتهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه ولما حرقتهم لقول النبي، صلى الله عليه وسلم، لا يعذب بالنار الا رب النار - 00:31:37ضَ

ولكن الكلام ده في نظر لان هذا في شرعنا. فلا يمتنع ان يكون في شرع من قبلنا انه احراق المؤذي لا سيما اذا علمنا انه نبي. والنبي لا يتجاوز ما اذن له فيه - 00:32:08ضَ

ليس من خلق الانبياء انه اذا انفعل مثلا او اذا غضب ان يتجاوز حدود الله. لا انما اذا حرق يبقى مأذون له في الاحرام ولذلك لم يعاتبه في اصل الاحرام - 00:32:30ضَ

انما قال له هلا نملة كانما عوتب انه حرق من لم يؤذي فقيل له طيب الذي اذاك احرقه وعاقبه لكن من لم يؤذك لماذا تعاقبه؟ لماذا تحرقه؟ وهذا هو الوجه الايه - 00:32:50ضَ

في هذا الحديث وجه اخر قاله الكرماني رحمه الله او قاله القرطبي صاحب شرح صحيح مسلم وليس القرطبي صاحب التفسير قرطبي اللي هو شرح صحيح مسلم ده شيخ صاحب التفسير - 00:33:15ضَ

قال عوتب لانه فعل خلاف الاولى وكان الاولى ان يصبر ويصفح وان يتحمل هذا الاذى لكن الوجه الاقوى هو ان الله عز وجل عاتبه لانه حرق من لم يؤذي وذكر الحكيم الترمذي في نوادر الاصول - 00:33:31ضَ

وغيره زي الكلابزي في معاني الاخبار ان هذا النبي هو موسى عليه السلام. وذكروا لذلك قصة القصة ان موسى عليه السلام مر بقرية اهلكها الله عز وجل عن اخرها فقال يا رب - 00:34:02ضَ

اهلكتهم عن اخرهم الم يكن فيهم صبيان ممن لم يقترف ذنبا الم يكن فيهم دواب غير مكلفة قال هذا ثم لم يلبث ان وضع متاعه ونام في ظل شجرة. فقرصته نملة فكان الذي سمعتم. فلما حرق - 00:34:25ضَ

ترى النمل قال الله عز وجل هلا نملة انت الان منذ قليل بتقول كان فيها صبيان وكان فيها دواب واهلكتها. طيب ما انت كمان احرقت من لم يؤذي مع الفارق البين ان الله تبارك وتعالى اذا عمم الهلاك كان هذا الهلاك للمطيعين طه - 00:34:51ضَ

وكان بركة عليهم. وكان على العصاة نقمة بخلاف الذي جرى من بني ادم فهو من الله عز وجل كما ذكرت فكأن الله تبارك وتعالى اراد ان يعلم موسى عليه السلام او يعلم ذاك النبي - 00:35:17ضَ

الحكمة التي لم يجد لها جوابا بفعله هو فالحاصل ان الله عز وجل عاتب ذلك النبي انه حرق قرى النمل واذن له في نملة واحدة اي التي اذته. وفي هذا جواز ان تدفع المؤذي من النمل. ناس كثيرون يسألون عن النمل في - 00:35:41ضَ

بيوت وان هو بيدخل على المعاش ويفسده. ويسألون هل يجوز ان نقتل هذا النمل ام لا؟ نقول نعم يجوز ان يقتل هذا النمل اذا ثبت انه مؤذي. او رأينا اذاه. لكن لا تحرقه. اقتله باي - 00:36:12ضَ

وسيلة اخرى لكن الحرق لا. لان الله تبارك وتعالى حرم علينا ان نعذب بالنار. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. يقول الحق وهو يهدي - 00:36:32ضَ

سبيل واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم لما سمع سليمان عليه السلام صوت هذه النملة وكلامها وكانت الريح تنقل اليه اصوات الجن والانس والطير - 00:36:58ضَ

لما سمع هذا قال الله عز وجل فتبسم ضاحكا من قولها فقوله ضاحكا دلتنا على ان سليمان عليه السلام لم يغضب بخلاف ما لو كان السياق فتبسم من قولها لان الابتسامة يجوز ان يكون عن سخط - 00:37:23ضَ

وعن استهزاء وليس عن رضا احنا بنقول في الفاظنا الدارجة فلان ضحكته صفرا مع انه قد انفرجت اساريره وتباعد ما بين فكيه وبدت اسنانه. واي ابتسام يكون هكذا؟ طب ما الذي جعلها صفراء - 00:37:53ضَ

فالعلماء يقولون الابتسام على انواع ابتسام الغضب كما حدث لكعب ابن مالك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تخلف كعب عن غزوة تبوك ورجع النبي صلى الله عليه وسلم وجلس في المسجد وجاء المعذرون من الاعراب يعتذرون. كل بعذر حتى جاء كعب بن ما لك. قال كعب فلما - 00:38:22ضَ

رآني تبسم تبسما مغضب وقال ما خلفك اولم تكن قد ابتعت ظهرك فقوله تبسم تبسم المغضب دل على ان الابتسام قد يكون عن غضب. والابتسام قد يكون عن سخرية فلما قرأنا قوله تعالى ضاحكا - 00:38:49ضَ

والضحك لا يكون الا من انفعال القلب سرورا الضحك لا يكون الا من انفعال القلب سرورا. يبقى تبسم ضاحكا طب ليه جت ضاحكا دي ؟ حتى لا تفهم ان خلق سليمان عليه السلام كان كخلق الملوك - 00:39:18ضَ

الرجل اذا صار رأسا لبس غير ثوبه كل آآ صفات الفرعنة تخرج عليه ولا يقبل مراجعة من احد الا اهل الديانة يردهم دينهم انما احنا بنتكلم عن الصفة العامة. لملك ليس عنده دين. اوليس عنده وازع يرده - 00:39:44ضَ

لا يقبل مراجعة من احد لا سيما ان كان في مثل ابهة سليمان وفي مثل ضئالة النمل التي توطأ بالاقدام ولا يحس بها الواطئ فاراد الله تبارك وتعالى ان يبين لنا ان سليمان لم يغضب - 00:40:17ضَ

من هذا القول انما قال رب اوزعني اي الهمني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وده من وفاء الابن. انه لا يدعو لنفسه بدعوة الا دعا لوالديه مثلها - 00:40:40ضَ

فهما سبب وجوده. وقد يكون سبب هدايته فلا ينبغي ان يدعو بدعوة الا قرن والديه لان هذا من الوفاء رب اوزعني ان اشكر نعمتك انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه - 00:41:03ضَ

وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين قوله برحمتك بينها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في الحديث الشهير عنه انه قال سددوا وقاربوا وابشروا. واعلموا انه لن يدخل احد منكم الجنة بعمله. قالوا ولا - 00:41:29ضَ

انت يا رسول الله قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته. نسأل الله تبارك وتعالى ان يتغمدنا واياكم برحمته وان يتقبل منا اعمالنا بفضله ومنته. اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا - 00:41:53ضَ

وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. واجعل الموت راحة لنا من كل شر. اللهم قنا الفتن ان ما ظهر منها وما بطن. اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا. ولا مبلغ علمنا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا. ولا - 00:42:13ضَ

علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا. ربي ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها او مولاها اللهم اغفر لنا هزلنا وجدنا وخطأنا وعمدنا وكل ذلك عندنا - 00:42:33ضَ