التفريغ
ونحن الليلة بحول الله ومدده على موعد مع اللقاء الثالث والثمانين بعد الثلاثمائة من لقاءات التفسير ومع اللقاء الثاني من لقاءات تفسير لسورة المائدة ونستهل هذه اللقاءات التي اسأل الله ان يجعلها خالصة لوجهه - 00:00:00ضَ
بالاية الاولى من هذه السورة الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود احلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم غير محل الصيد وانتم حرم ان الله يحكم ما يريد - 00:00:26ضَ
هل توقفت معي مع هذا النداء المبارك ومع هذا الخطاب العظيم المهيب الجليل لاهل الايمان بهذا النداء الكريم في صدر السورة يا ايها الذين امنوا اذا سمعت هذا النداء من الملك - 00:00:51ضَ
ومن الحق جل جلاله فانتبه واعلم لان هذا النداء للفت الانتباه والحث والاغراء والاصغاء لما ستكلف به ايها المؤمن من مقتضيات الايمان والله ينادي استشعر عظمة وجلال النداء بعظمة المنادي والمكلف - 00:01:12ضَ
بمقتضى ما يحمله النداء من مقتضيات الايمان ولذا قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في كلمات جميلة جدا اذا سمعت الله تعالى يقول يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك - 00:01:46ضَ
فانه خير يأمر به او شر ينهى عنه نعم والله ما نادى الحق جل وعلا على اهل الايمان بقول يا ايها الذين امنوا الا وكان التكليف بما يسعدهم في الدنيا والاخرة - 00:02:09ضَ
الا وكان التحذير من شيء يشقيهم في الدنيا والاخرة وكلمات ابن مسعود جميلة ولطالما رددتها وكررتها لكن من باب الامانة العلمية وانا احقق الاثر وقفت على ضعف اسناده فكان من باب الامانة العلمية ان ابين لا سيما اني كررت هذا الاثر مرارا وتكرارا - 00:02:28ضَ
فالاثر معناه صحيح وجميل ومتفق عليه بلا ريب لكن اسناد الاثر وقد اخرجه الامام احمد بن حنبل بالزهد ومن طريقه ابو نعيم في حلية الاولياء واخرجه ابن المبارك في الزهد - 00:03:00ضَ
ومن طريقه ابن ابي حاتم في التفسير واخرجه شعير المنصور ومن طريقه البيهقي في الشعب واسناده ضعيف لانقطاعه فواجب على المؤمنين ان يستشعروا عظمة النداء وجلال النداء وهيبة وقيمة النداء - 00:03:26ضَ
وما يحمله النداء من امر او نهي او تكليف او تحذير لن يستشعروا ذلك الا اذا استشعروا عظمة المنادي وجلال المكلف سبحانه وتعالى حينئذ ان امرهم بامر فعلوه وانهاهم عن امر - 00:03:56ضَ
تركوه وان حذرهم من امر اجتنبوه وخافوه وفي هذا النداء الاول في صدر سورة المائدة يأمر الحق جل جلاله اهل الايمان بالوفاء بالعقود والله العظيم امر يهز القلب يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود. يا الهي - 00:04:23ضَ
اوفوا بالعقود الايفاء هو اعطاء الشيء كاملا تاما غير منقوص والعقود جمع عقد والعقد في الاصل والربط ضد الحل كما قال الراغب العقد هو الجمع بين اطراف الشيء اي ربط بعضها ببعض - 00:04:55ضَ
ويستعمل الاشياء الصلبة عقد الحبل ثم يستعار بعد ذلك للمعاني كعقد البيع والعهد والاشارة والحلف والرهن ونحو ذلك اذا استعمل العقد في المعاني فانه يفيد الاحكام والقوة والشدة والتوفيق المحكم - 00:05:26ضَ
عقد النكاح وعقد البيع وعقد الشركة عقد الحلف وعقد الاجارة وعقد الرهن وعقدي الوقف وغير ذلك بشرط ان يكون العقد موافقا للكتاب وللسنة انتبهوا لهذا الشرط بشرط ان يكون العقد - 00:06:08ضَ
موافقا لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ يجب على اهل الايمان الوفاء بهذا العقد فان كان العقد محرما فلا يجوز الوفاء به ولا يحل الوفاء به. بل يحرم الوفاء به - 00:06:38ضَ
فليحرم الوفاء به ان كان العقد محرما مخالفا لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رواه البخاري ومسلم واللفظ هنا للبخاري من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها - 00:06:59ضَ
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بال اقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله ما بال اقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له وان اشترط مائة شرط - 00:07:21ضَ
اكرر الحديث مرة اخرى لجلاله قال الصادق الذي لا ينطق عن الهوى ما بال اقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له - 00:07:43ضَ
وان اشترط مائة شرط اذا المراد بقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود اي اوفوا بالعهود التي عاهدتم الله جل وعلا عليها واوجبتم بها على انفسكم حقوقا والتزامات اتموها - 00:08:03ضَ
واوفوا بها كاملة غير منقوصة سواء كان هذا العقد بينكم وبين الحق جل وعلا او سواء كان هذا العقل بينكم وبين الخلق اوفوا لمن عاقت تموه اوفوا لمن عاهدتموه من الخلق ومن الناس - 00:08:29ضَ
اي دين هذا يا ايها الاخوة والاخوات اي عظمة هذه اي جلال هذا في صدر هذه السورة العظيمة التي سنجمع ونجني فيها من الجواهر والدرر جواهر الاحكام والمعاني والاحكام والتشريعات - 00:08:57ضَ
ما يضمن ورب الكعبة السعادة للامة في دنياها والنجاة في اخراها للعلماء في كلمة اوفوا بالعقود للعلماء في معنى هذه العقود التي امر الله اهل الايمان بالوفاء بها عدة اقوال - 00:09:24ضَ
اوفوا بالعقود قال ابن عباس رضي الله عنهما يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود يعني بالعهود يعني بالعهود اوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا يبقى المراد بالعقود العهود قال ابن عباس - 00:09:50ضَ
اي ما احل الله وما حرم وما فرض وما حد القرآن الكريم كله فلا تغدروا فلا تغدروا ولا تنكثوا هل تدبرت هذه المفردات الرائعة اوفى بالعقود اي بالعهود اي ما احل الله - 00:10:14ضَ
وما حرم وما فرض وما حج في القرآن كله فلا تغدروا احذروا الغدر والخيانة فلا تغدروا ولا تنكثوا ورب الكعبة من غدر نصب له لواء عند استه يوم القيامة وفضح لرؤوس الخلائق - 00:10:41ضَ
بين يدي الحق جل وعلا في يوم عظيم لكل غادر لواء يرفع له عند اسكه يوم القيامة ويقال الا هذه غدرة فلان ابن فلان ومن نكث انما امكث على نفسه - 00:11:02ضَ
احذروا الخيانة في العهود احذروا الخيانة العقود بينكم وبين الله وبينكم وبين خلقه تتوهم انك ان كنت صادقا في عهودك مع الله جل وعلا ثم ها انت تخون العهود والعقود بينك وبين الخلق - 00:11:24ضَ
انك سالم وانك سالك لطريق النجاة. لا ورب الكعبة لا ورب الكعبة من سره ان يلقى الله تعالى غدا مسلما امنا ناجيا سعيدا فليكن وفيا في اداء العهود والعقود التي بينه وبين خالقه والتي بينه وبين خلق الله وعباد الله سبحانه وتعالى - 00:11:49ضَ