التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فهذه ذكرى قصيرة ايها الاحبة في قضية ذكرت مضامينها في ايام وليالي سابقة في مناسبات شتى زارني قبل الصلاة رجل لا يتحرك الا رأسه - 00:00:00ضَ
وقال كلمة معبرة قال كنت ابحث عن السعادة حينما كنت على قدمي امشي فما وجدتها ثم صرت الى هذه الحال فعوضني الله عز وجل السعادة يقول لم اكن سعيدا حينما كنت صحيحا - 00:00:26ضَ
والان في هذه الحال شلل كامل يقول الان اجد من السعادة والراحة والانشراح ما كنت ابحث عنه في عافيتي وقد كنت ذكرت كلمة قبل ايام بان اولئك الذين يبحثون عن السعادة - 00:00:48ضَ
ب لذات الجسد انهم يخطئون فالجسد له قوته والروح لها قوتها ولا يمكن ان يتحول قوت الابدان الى قوت للارواح الذي يرتع بنعم الله عز وجل والوان اللذات المادية طلبا لسعادة النفس والروح والانشراح - 00:01:08ضَ
لن يصل الى مطلوبه ومبتغاه بحال من الاحوال فالجسد له زاده وقوته وقوامه والروح لها ما يقيمها لها غذاؤها وما يتسبب عنه لذتها وسرورها وانشراحها فيصير الانسان اذا وفقه الله عز وجل وشرح صدره للاسلام - 00:01:38ضَ
يصير في قلبه وصدره من الانوار والسعادة والانشراح ما لا يقادر قدره بحسب ما عنده من الاستقامة استقامة السير على الصراط المستقيم فهنا يستنير صدره وتخرج منه تلك الظلمة والوحشة - 00:02:09ضَ
وينبلج ويتسع فلا يعرف للكآبة والكدر معنى وانما اذكر هذا الكلام ايها الاحبة لكثرة ما اسمع من الشكوى ولربما كانت امور عارظة يسيرة تكدر حياة الناس حياة الانسان فتتحول حياته الى لون من العذاب - 00:02:37ضَ
لاسباب تافهة وتجد اخرين لربما فقد كل شيء من اللذات الا انه في غاية الانشراح فهذا معنى نحتاج الى الوقوف عنده ايها الاحبة ولا يكفي فيه هذه الكلمة لكن الواحد منا اذا رجع - 00:03:06ضَ
ينبغي ان يقلب النظر في حاله وما حباه الله عز وجل من النعم المتنوعة والعافية في بدنه وماله واهله وما الى ذلك واما العوارض فانه لا بد منها ولا يخلو منها احد - 00:03:30ضَ
الا ان هذه العوارض اليسيرة من الخطأ ايها الاحبة ان تحول حياة الانسان الى حياة تعيسة كئيبة وهو يعرف الله عز وجل وحقيقة الدنيا وحقيقة الاخرة وما يصير اليه اهل الايمان وما يصير اليه اهل البلاء حتى ان اهل العافية - 00:03:49ضَ
يتمنون يوم القيامة لو ان اجسادهم قرضت بالمقاريض لما يرون من جزاء اهل البلاء فكل من اعتبره شيء من الكدر فضاق له صدره فليتبصر في حاله ونعم الله عليه وليأخذ قلما وورقة ثم يكتب هذه النعم ويعددها ويصنفها - 00:04:13ضَ
عافية البدن عافية الاهل عافية المال الى غير ذلك فانه سيعجز عن عدها ثم بعد ذلك يعد ما نقصه ولربما كان خيرا له فان الله تبارك وتعالى عليم حكيم وتدبيره خير من تدبيرنا - 00:04:40ضَ
فاذا علم العبد بهذه الحقيقة فان ذلك ينجلي عنه وقد سمعت هذا اليوم من يقول بانه يبكي وهو يحاول ان يصل الى مرتبة الصبر والرضا فوقه ولكنه لا يستطيع لانه يدعو الله بامر لم يتحقق - 00:05:00ضَ
فقلت له هل تدري ان الله عز وجل يدخر لك احدى ثلاث اما التعجيل واما التأجيل في الاخرة واما ان يدفع عنك من المكروه؟ قال نعم قلت هل تعلم ان الله عليم حكيم وان اختياره خير من اختيارك لنفسك - 00:05:20ضَ
قال نعم. قلت فلماذا تقدم اختيارك على اختيار الله عز وجل؟ فتحزن حينما لا يتحقق مطلوبك كثير من القضايا التي نحتاج ان الى ان نفكر فيها وان نتبصر ويكون للعبد فقه في النظر في هذه النفس وتقلباتها واحوالها - 00:05:37ضَ
اسأل الله عز وجل ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته وان يرزقنا واياكم الصبر والشكر والرضا والانشراح والسرور بمعرفته واللذة بمناجاته والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:05:57ضَ