التفريغ
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة هؤلاء المنافقون الذين جاءوا يستأذنون صلى الله عليه وسلم في القعود. كعبد الله ابن ابي والجد ابن قيس قال الله لنبيه انهم يستأذنون ويعتذرون الاعيار الكاذبة وهم في باطن - 00:00:03ضَ
يسيرون على القعود وعدم الخروج وبين دليل ذلك في قوله ولو ارادوا الخروج لو اراد هؤلاء المنافقون المستأجرون الخروج الى غزاة تبوك لو اراد الخروج معك لا عدوا له اي بالخروج عدة اين - 00:00:45ضَ
للخروج وتهيؤوا له لان من يعزم على الخروج الى قتال العدو يتهيأ ويستعد لذلك باحضار العدة اللازمة لذلك. ولكن هؤلاء لم يعدوا شيئا يبال بي شيء فدل على انه مصرون عازمون على التخلف وهذا معنى قوله فلو ارادوا - 00:01:12ضَ
لا اعد له اي للخروج عدة. اين تأهبوا له عهدته؟ وتهيؤوا له باعداد ما ولكن كره الله انبعاثهم كره الله انبعاثهم كونا وقدرا لان الله انهم لو خرجوا مع رسوله ما كان في خروجهم له الا الشر. فلا يجد منهم الا الضر - 00:01:42ضَ
واشكر وثبطهم عنه بحكمته لطفا برسوله صلى الله عليه وسلم. ولكن كره الله انبعاثهم الانبعاث مصدر بعث ينبعث اذا ذهب الى الشيء ومنه ان بعث اشقاها كره الله خروجهم معك - 00:02:12ضَ
عليك فثبطهم عن ذلك الخلود مراعاة لمصلحتك والتصديق والترقية والتعويض وعدم مراعاة لمصلحتك ومصلحة من معك من المسلمين. قال معنى قوله مع القاعدين. قيل هنا مبني للمفعول. حذف سائله واختلف العلماء في فاعله المحذوف فقال بعض العلماء قال بعضهم لبعض في سرهم - 00:02:42ضَ
واستأذنوا لتقعدوا وقال بعضهم اذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال اقعدوا مع القاعدين. وعلى هذا القول فاقعدوا هو الاثم وبعضهم يقول قوله مع القائدين اذن لهم ان صاحبه لا يرضى عنهم. والمراد بالقاعدين - 00:03:22ضَ
الذي ينادي ليس من شأنهم الحضور والزمن والنساء ونحو ذلك ممن ليس من شأنه الخروج القتال وقال بعض العلماء هو كوني قدري الله يقول للشيء كن فيكن فقال اقعدوا واختار هذا بعض العلماء ثم ان الله قال لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا - 00:03:50ضَ
لو خرج فيكم رؤساؤ هؤلاء المنافقين الذين يحركونهم ويرأسونهم في الشر قبحهما الله وامثالهم لو خرجوا فيكم غازون الى تبوك ما زادوكم الا خبالا ما حصلت منهم على فائدة ولم يزيدوكم الا خبالا والخبال معناه الفسق - 00:04:20ضَ
اين زادوكم الا فسادا؟ لانهم يفسدون عليكم وقوله ولاودعوا خلالكم العرب تقول اوضاع يضيع ايضاع اذا اسرع في سيره هل يباع الاسراع في السير ومنه قول امرئ قيسحر بالطعام وبالشراب - 00:04:50ضَ
وخلالكم معناه بينكم. يعني لا يزيدونكم الا فسادا على فساد. ولا اسرعوا فيما بينكم النميمة والقاء المخالفات والاراجيح والاكاذيب التي تضر المسلمين ولا تنفعهم هذا معنى قوله لو خرجوا فيكم مات بكم الا خبالا لان العدو اذا كان في غياب صديق - 00:05:20ضَ
يفعل كل شر ويضر كل مضرة من حيث لا يشعر به فهم لا يزيدونكم الا الفساد اي لا يزيدون شيئا كائنا ما كان الا الفساد والخبائث فانهم يفسدون عليكم وكأنهم يفسدون وهم في - 00:05:50ضَ
المدينة هي سفركان وفسادهم اكثر لانهم يلقون بينهم بالنمائم ويلقون والتخويف من المشركين. والقاء التشاوش ليخاف المسلمون. ولتفسد ذات بينهم قبحهم الله لكم الفتنة الفتنة هي ما يوقعون بكم من الشر من المعاداة بينكم لالقاء النميمة - 00:06:10ضَ
والخوف من الاعداء لالقاء الاراضي الكاذبة. ونحو ذلك وقوله وفيكم سماع لهم في هذا الحرف وجها من التفسير للعلماء. قال بعض العلماء فيكم سماعون لهم اي عيون. يسمعون الاخبار او يأتونهم بها ليقدروا بذلك على ما شاءوا من الفساد والخبث. وقال بعض العلماء فيكم سماعون له - 00:06:50ضَ
هم سادات واشراف في قومهم وفيكم من يسمع لهم لمكانتهم وشرفهم في قبيلته قيس ومن يكون له شرف وسيادة في قومه يسمعون منه وتؤثر دعايته السيئة عليهم بالقاء الفتن والاراجيح. وهذا معنى قوله وفيكم سماعون لهم. وهذه الاية - 00:07:20ضَ
نص الله جل وعلا فيها على احاطة علمه وانه جل وعلا من شدته علمه بالاشياء يعلم الاشياء التي سبق في علمه انها لا تكن هو يعلم ان لو كانت كيف - 00:07:50ضَ
بان هؤلاء المتخلفين عن غزوة تبوك كالجد ابن قيس وعبدالله ابن عبيد سلول يحضرونها ابدا. لان الله كره انبعاثهم فثبطهم عنها. لحكمة الهية ومصلحة للمسلمين فهم لا يحضرونها ابدا. وقد سبق في علم الله الازلي انهم لا يحضرونها ابدا. وانهم لا - 00:08:10ضَ
هذا الذي سبق في سابق علمه انه لا يكن فرح بان انه عالم لو كان كيف يكون لعرفنا من هذا انه جل وعلا يعلم الموجودات والمستحيلات والجائزة حتى انه من احاطة علمه لا يعلم المعدوم الذي سبق في سابق علمه انه لا - 00:08:40ضَ
يوجد يعلم ان وجد كيف يكن لشدة احاطة علمه بالاشياء فخروج هؤلاء لا يكن وهو عالم ذلك الخروج الذي لا يكون هل لو كان كيف يكون؟ كما قال هنا لو خرجوا فيكم ما - 00:09:10ضَ
على هذا المعنى كثيرة جدا لذلك ما قدمناه في سورة الانعام من ان الكفار يوم القيامة اذا رأى يوم القيامة تمنوا ان يردوا الى الدنيا مرة اخرى الذي يصدق الرسل ويؤمن بالله. وهذا الرد الذي علم الله انه لا - 00:09:30ضَ
وقد صرح بانه عالم ان لو كان كيف يكون ذلك بقوله ولو ترى يوقف على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا ونكون من المؤمنين هذا الرد الذي تمنوه هو عالم انه لا يكن وقد صرح بانه عالم لو كان كيف - 00:10:03ضَ
حيث في كتاب الله كقوله ولو رحمناهم وكسبنا ما بهم من نظر للحج في طغيانهم اعماهم وقوله الا قليل منهم انهم فعلوا ما يوعون به. لكان خيرا لهم الاية. هذه الايات - 00:10:33ضَ
من كتاب الله دلت على احاطة علم الله جل وعلا بكل شيء. حتى بالمعلومات التي سبق في علمه انها لا توجد كيف يكون. فهو عالم بان ابا لهب لم يؤمن. وهو - 00:11:11ضَ
اعلم لو امن ابو لهب ايكون امامه تاما او ناقصا؟ وهكذا وهذا يدل على ان المحيط بالعلم هو الله جل وعلا وحده وخلق الله لا يعلمون من العلم الا ما علمه - 00:11:31ضَ
العليم الخبير الاعظم كما دل عليه هذا القرآن فئات كبيرة وايضاح ذلك ان المخلوقين الملائكة والرسل على جميعهم صلوات الله وسلامه فالملائكة لما قال لهم الله انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين. قالوا سبحانك لا علم لنا - 00:11:51ضَ
قولهم لا ان لنا لا فيه هي لنتي لنفي الجنس خلفوا جنس العلم من اصله على انفسهم الا علمهم الله واياه. لا علم لنا الا ما علمتنا. وكذلك الرسل صلوات الله وسلامه عليه - 00:12:21ضَ
مع ابنهم وفضلهم وجلالتهم لا يعلمون من امر الله الا شيئا علمهم الله اياه وما اوتي من العلم الا قليلا. نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه احب ازواجه اليه بشرية وافك حيث رميت بصفوان ابن المعطلين - 00:12:41ضَ
السلامي في غزوة بني في غزوة المريسي وهو لا يدري ما قيل عنها احق ام كذب. وكانت تقول وكان يقول لها يا عائشة ان كنت بذنب فاتوبي. فان الله يتوب عليك. ولم يدري هل ما قيل انا حق او كذب - 00:13:11ضَ
حتى اخبره العليم الخبير جل وعلا قال اولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة رزق كريم وهذا نبي الله ابراهيم امام الانبياء. صلوات الله عليهم جميعا ذبح عجله هو وامرأته في انباد العجل يظن ان الملائكة يأكلون لا يدري من هم - 00:13:36ضَ
حتى انه لما رأهم لم يأكلوا خاف منهم كما في قوله فلما رأى ايديهم لا تصل اليه نكرهم وفرح لهم بانه خائف منهم. حيث قال قالوا سلاما قال انا منكم ودين حتى ضحكت امرأته - 00:14:04ضَ
ولما ارتحلوا عنه ونزلوا بنبي الله لوط وهو هو فاق بهم نرعى وقال هذا يوم عصيب ولم يدري انهم ملائكة حتى قال كلامه المحزن لو ان لي بكم قوة اوي الى ركن شديد - 00:14:24ضَ
وما علم انهم ملائكة ان رسل ربك لن يصلوا اليك. الايات وهذا نبي الله نوح وهو هو يقول لربه ربي ان ابني من اهلي وان وعدك الحق وانت احكم حاكم ولا يدري ان ذلك الولد الذي يطلب ربه ان ينجيه انه كافر ليس - 00:14:44ضَ
حتى قال له العليم الخبير يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح الا تسألني ما ليس لك به علم. اني اعيظك ان تكون من الجاهلين. فما قال نوح الا - 00:15:14ضَ
والا تغفر لي وترحمني اكون من الخاسرين قال نبي الله يعقوب وهو هو قال الله فيه وانه ليؤن لما علمناه ابيضت عيناه من الحزن ولده في مصر بينه وبينه مراحل لا يدري ما شأنه. اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخي - 00:15:34ضَ
ولا تيأسوا من روح الله الاية وهذا نبي الله سليمان وهو هو اعطاه الله الرياح ثم رواحها شهر وسخر له مردة الشياطين والجن ما كان يدري عن مأرب وجماعة بلقيس - 00:16:04ضَ
حتى ذهب اليه مضعيف الهدهد. ولما توأد الهدهد وكان الهدهد حصد منهم بعض وتاريخ وهذا العلم لم يكن عند سليمان في ذلك الوقت. وكان سليمان يهدد الهدهد ويقول لاعذبنه عذابا شديدا او لاذبحنه او ليأتينه بسلطان مبين. فجاء الهدهد - 00:16:24ضَ
ما عرف بعض جغرافية اليمن وتاريخها وسليمان لا يدري عنه افاده هذا العلم قوة ووقار امام سليمان وقفة الرجل الثاني ونسب الاحاطة لنفسه ونفها عن سليمان وقال اني احق الم تحقني وجئتك من سبأ بنبأ يقين اني وجدت امرأة تملكهم واوتيت من كل شيء ولها - 00:16:55ضَ
وجدتها وقومها الايات فسليمان ما كان يدري عن هذا ولم يقل له الا ان قال سنمر ام كنت من الكاذبين اذهب بكتابها فارقه اليهم. ثم تولى عنهم فظل ما لا يرجعون. وامثالها - 00:17:25ضَ
كثيرة الله جل وعلا هو العليم الاعظم. والخلق صلوات الله والملائكة والرسل. صلوات الله وسلامه عليهم يعلمون من علم الله ما علمهم الله من غيب. وما لم يعلمهم لم يعلموا وهو جل وعلا وحده - 00:17:45ضَ
والمحيط علمه بكل شيء. العالم بما كان وما يكن وبما عدوم والموجود والمعدومين لا لا يعلم من في السماوات والارض لا اله الا الله وما يشعرون وهذا معنى قوله لو خرجوا فيكم مذهبكم الا خبالاكم يبغونكم الفتنة - 00:18:05ضَ
وفيكم سماعون لهم وقوله والله عليم بالظالم كقوله والله عليم بالمتقين فقال الاولى ان تقوى المتقين لا تخفى عليه. وان ظلم الظالمين لا يخفى عليك. وقد قدمنا في هذه الدروس - 00:18:35ضَ
ان اخذ معنى الظلم في لغة العرب هو رفع الشيء في غير محله مادة الغنم معناها وضع الشيء في غير محله. هذا هو اصل معنى هذه المادة. واعظم انواعها هو الشرك بالله. لان الشرك بالله وضع للعبادة في غير موضعها. لان من يأكل نعم الله - 00:18:55ضَ
ويتقلب في رزقه وعافيته. اذا كان يعبد غيره فقد ولم اي وضع العبادة في غير مرضعها كما قال تعالى عن لقمان يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم. وقال والكافرون - 00:19:25ضَ
ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. فان فعلت فانك اذا من الظالمين يجري هذا كان الظلم في القرآن يطلق على الشرك وعلى غيره من المعاصي والمخالفات. وهبت في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:19:45ضَ
فان قوله الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال ولن يخلو ولم يلبسوا ايمانهم بشرك هذا في لغة العرب وهو في الشرع هذا نوعين ظلم اكبر وظلم دون ظلم وظلم اكبر - 00:20:11ضَ
في غير موضعها وهو الشرك بالله. ومن دون ظلم. وما ان يطيع عدوه ابليس. ويعصي الذي اطاع الشيطان وعصى الله قبل ما نفسه لانه عرضها لسخط الله ووضعت طاعة في - 00:20:31ضَ
في موضعها والمعصية في غير موضعها. وهذا ما نقول به والله عليم بالظالم. وهذا المعنى مشهور في سلام يا عرب ان الظل هو ان الظلم هو في غير موضعهم. ومنه قد تقول العرب - 00:20:51ضَ
الذي يضرب لبنه قبل ان يعود هو غالي لانه وضع الضربة في غير موضعه. لان ضربه قبل ان يعود ومعروف في كلام العرب. ومنه قول الشاعر وقائدة ظلمت لكم سقاي. وهل يخفى على - 00:21:12ضَ
تعني ضربته لكم قبل ان يروا والاكد عصب اللسان يعني ان اللسان لا يخفى عليه ظلموا وغير ظالم. اي الذي ضرب قبل انه بلغ غيره. ومنها غير معنى قول الاخر. وصاحب صدق - 00:21:32ضَ
ومن هنا قالت العرب للارض الذي حفر فيها وليست محلا للحفر مظلومة ومنه قولنا ابينها وقالوا للسراب المنزوع من القبر ولين. لان اصل القبر يحفر في محل لم قبل ذلك عادة عادة فهو حفر في محل ليس ليس موضعا للحفر. ومنه قول الشاعر فاصبح - 00:21:52ضَ
من العيش مردود عليها وليمها. وجاء الظلم في القرآن العظيم بمعنى النقص. في اية واحدة في سورة الكهف وهي قوله تلك الجنتين اتته اكلها ولم تعد منه شيئا اي لم تنقص منه - 00:22:32ضَ
هذه وحدها في القرآن جاء فيها الظلم بمعنى النقص. والعلماء يقولون ان اصلها من المادة التي ذكرنا بان صاحب لان صاحب البستان ينفق ويصرف عليه المال فاذا جاء اذا جاء بغلة وثمارة طيبة فكأنه جاء بشيء في موضعه حيث رد لصاحبه المال فوجد منه ربحا - 00:22:52ضَ
اما اذا صرف فيه المال ولم يأتي بشيء فقد ضاع المال ونصره فيه. ولم يأتي شيء بخلف منه فكان هذا سؤال للسيد غير موضعه للضياع والرجاء وهذا معنى قوله والله عليم بظالمين ونرجو الله - 00:23:22ضَ
جل وعلا الا يجعلنا من الظالمين. اللهم لا تجعلنا من الظالين. اللهم اغفر لنا ولاخواننا المسلمين اللهم لا تدع في مجلسنا هذا منبر الا غفرته ولا هما الا فرجته ولا كربا الا ازلته ولا حاجة من - 00:23:42ضَ
الدنيا والاخرة لك فيها رضا ولنا فيها فلا. الا اعنتنا عليها. اللهم اختم بالسعادة لنا بالعافية غدونا واصالنا واجعل الى جنتك مصيرنا وما لنا. اللهم فالغ الاصلاح والشمس والقمر واغننا من الفقر وامتعنا باسماعنا وابصارنا وقواتنا في سبيله - 00:24:02ضَ
ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد - 00:24:32ضَ