باحث

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة يقول الله جل وعلا او عجبتم ان جاءكم وشر من ربكم على رجل منكم لينيركم يذكروا ان جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح - 00:00:03ضَ

وزادكم في الخلق بسطة الله لعلكم تفلحون هذه الاية التي هي قوله او عجبتم ان جاءكم يكرم من ربكم على عاجل منكم لينيركم فسرناها امس لانها اتفق فيها قول نوح وقول هود - 00:00:29ضَ

وكل منهم قالها لقومه لان كلا من قومهما عجبوا من ان يبعث الله بشرا وكذلك عادة الامم ان تعجب من الله الرسل ويقولون لا يمكن ان يبعث الله رسولا يأكل ويشرب - 00:00:56ضَ

هو يتزوج ويولد له حتى ان الله جل وعلا جعل بين ان هذه الشبهة الكاذبة كانت في المانعة الاكبر من ايمان الناس حيث قال وما منع الناس ان يؤمنوا اجائهم الهدى الا ان قالوا ابعث الله بشر رسولا - 00:01:21ضَ

كانه قال هنا ما منعهم من الايمان الا استغراب بعث البشر واستعجابهم لنا كما ان الذين بعث فيهم نبينا صلى الله عليه وسلم عجبوا من بعض البشر كما قال تعالى في اول سورة يونس - 00:01:48ضَ

اكرم للناس عجبا ان اوحينا الى رجل منهما للناس وقال في اول سورة قاسم بل عجبوا ان جاءهم منير منهم والايات كثيرة. وقد بينا ان اظهر الوجهين في قلبه ووعدتم - 00:02:13ضَ

ان الهمزة تتعلق بمعروف والواو مفتوحة لانها عاطفة على ذلك المحذوف وتقديره اكفرتم وعجبتم ان يأتيكم ذكر من ربكم على رجل منكم فقد فسرنا الاية بالامس وبينا ان الذكر هو المواعظ - 00:02:39ضَ

والاوامر والنواهي التي تأتيهم بها الرسل. وان قوله على رجل منكم على لسان رجل من منكم لان انبياء الله رجال كما قال تعالى وما ارسلنا من قبلك الا رجالا ده لم يرسل الله امرأة قط - 00:03:05ضَ

ولذا قال على رجل منكم ليظهركم كما اوضحناه بالامس في مقاولة نوح وقومه ثم ان نبي الله هدى قال هنا لقومه ما لم يقل نوح لقومه وهو قوله واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح. اذكروا نعم الله عليكم - 00:03:29ضَ

اجعلكم خلفاء في الارض يعني بان اهلك قوما نوح واستخلفكم في الارض فجعلكم خلفاء في يا رب امنين فيها عليكم نعم الله مسبلة والخلفاء جمع خليفة وهو من يستخلف بعد من كان قبله. قال بعض العلماء انما قيل لهم خلفاء لانهم - 00:03:59ضَ

خلفا من قوم نوح حيث اهلك الله اولئك واسكن هؤلاء في الارض بعدهم فكانوا خلفا من بعدهم. وخلفاء ومن بعدهم وقال بعضهم انهم خلفاء اي فيهم ملوك والعرب تسمي الخليفة الذي يكون ملكا بعد من قبله خليفة - 00:04:28ضَ

ومعناه مذكر. يجوز تذكير ربما الى الراجعة عليه. نظرا الى المعنى. ويجوز كما قال الشاعر ابوك خليفة ولدته اخرى. وانت خليفة ذاك الكمال ومعنى خلائف في الارض اذكروا ان جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح. الخلفاء جمع الخليفة - 00:04:55ضَ

انه جعلهم خلفا منهم يسكنون الارض. او جعلهم ملوك الارض. يزعم لا اصحاب القصص والاخبار انهم كان عددهم كبيرا جدا. وانه منتشرون فيما بين حضرموت الى عمان انهم كانوا يظلمون غيرهم ويقهرونهم بما اعطاهم الله من القوة ولكن الله بين - 00:05:28ضَ

ان منازلهم كانت بالاحقاف. حيث قال في سورة الاحقاف والكراخ عاد اذ ان لا ارى انه بلا حقائق وقد بينا ان لا حقائق والحقه في لغة العرب الحبل من الرمل - 00:05:58ضَ

من الامور كثير وتسمي الى احقاف الرمال والمفسرون يقولون انها رمال في جوانب الشام في جوانب اليمن حني في جوانب اليمن وحضرموت وانهم كانوا في تلك بينها يزرعون فيها ويعيشون. وسيأتي في سورة الفجر - 00:06:18ضَ

قول من قال من العلماء انهم كانوا رحلاء يذهبون بالمواشي لانه احد القولين في قلبه لان احد القولين في معنى ذات العناد انهم اصحاب عامود يرتحلون ويبنون خيمهم على العمد. ولذا قيل لهم لا تطعمات. على احد الوجهين - 00:06:47ضَ

الوجه الثاني انهم لقوة اجسامهم وعظامها وطولها وبدانتها قيل فيهم ذات العماد وقوتها كما يأتي هناك وهذا معنى قوله واذكروا يجعلكم خلفاء اي في الارض في عادية وطمأنينة ورفاهية من الدنيا. من بعد قوم نوح والاية تشير الى تهديد - 00:07:17ضَ

يعني كما ان قوم نوح لما كذبوا نوحا دمرهم الله وهلكهم وجعلهم خلفاء فاحذروا ان تفعلوا مثل لا يهلككم ويجعل خلفاء الارض فيه تهديد وتذكير بالنعمة هذا معنى قوله واذكروا اذ جعلكم - 00:07:52ضَ

وبعض علماء العربية يقولون اذ ها هنا مفعول به لا مفعول فيه اعني انها مفعولا وليست ظرفا. والمعنى تذكروا حين جعلت يتذكر الوقت الذي جعل من بعد قوم نوح تذكرا يحملكما على شكر نعمة الله. وارخوف من نقمه ان ينزل - 00:08:22ضَ

وهذا معنى قولي اذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح الذين اهلكهم طوفان اياك متصلا وزادكم في الخلق بسطة في هذا الحرف قراءة سبعيتان وبسطة بالسين. فقوله وزادكم في الخلق بسطة للصاد. هي قراءة - 00:08:53ضَ

هي قراءة نافع والكساء وقراءة ابن كثير في رواية المجزي خاصة وقراءة اخيه في رواية شعبة خاصة وقراءة ابن عامر في رواية في رواية ابن لكوان خاصة اما حمزة زقر عنه خلاد بالوجهين بسط بسطة بالصاد. بسطة بالسين - 00:09:27ضَ

فقد قرأ فقد قرأها خلاد ام حمزة بالوجهين والبزي عن ابن كثير عن عاصي عامر كل هؤلاء قرأوا بسطة بالصاد وقرأ الباقون والباقون الذين قرأوها بالسين ابو عمرو هم ابو عمرو وعاصم في رواية حفص وعاصم في رواية حفص - 00:10:02ضَ

وابن عامر في رواية هشام وابن كثير في رواية قنبل وحمزة في رواية خلف كل كل هؤلاء قرأوا بسطة وما ذكره الشاطبي وغيره من ان ابن لكوان له عن ابن - 00:10:41ضَ

كقراءة خلاب عن حمزة ليس يصح عند المحققين لان جميع الشاطبي انما هي من طريق ابي عمر الداني. وابو عمرو الداني. لم يذكر عن احد من نكر عنهم القراءات في قراءة ابن عامر الا بسطة بالصاد خاصة - 00:11:01ضَ

لم يروي عنه السين عن احد والبسطة والبشقة معناهما واحد. وانما ابدلت السين سعداء في قراءة من قرأ بسطة للصاد. نظرا الى حرف الاطلاق الذي بعد السين. وهو ولذلك تبذل السين صادا كثيرا. اذا كان بعدها حرف من حروف الاطباق. والاصل بسطة - 00:11:31ضَ

والبسط واصله الزيادة والمعنى زادكم في خلق اجسامكم بسطة اي زيادة على خلق الناس الابدان وقوتها وبدانتها كما يأتي في سورة فصلت قول بعض العلماء انهم قبحهم الله زعموا انه لا يمكن ان تقهرهم قوة - 00:12:04ضَ

ولا قوة الله عز وجل قبحهم الله كما يأتي قول من قال بذلك في قوله فلما قد استكبروا في الارض بغير الحق. وقالوا من اشد منا قوة؟ من هو الذي يكون اشد منا قوة - 00:12:32ضَ

حتى يقهرنا. ثم ان الله بين ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة. ولما ارسل عليهم الريح العقيل علموا انهم ضعاف غاية الضعف اذا جاءتهم قوة رب العالمين التي يهلكهم بها ويسلطها عليهم - 00:12:52ضَ

وهذا معنى قوله وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا على الله ذكرهم نبي الله هود على نبينا الصلاة والسلام امرهم ان يذكروا الاء الله والاء الله نعمه الصلاة عليهم من الصحة والعافية وقوة الابدان وما يسر لهم من الارزاق والرفاهية - 00:13:17ضَ

الدنيا والاعلاء النعم وحدوه اذا بكسر الهمزة وفتح اللام مقصورة. فعلب واعناب ويقال فيه ان والاء واكثرها في مفرد الالاء اذا بكثر ففتح فاذكروا على الله اي تذكروا نعم الله الكثيرة - 00:13:47ضَ

التي لا تحصى التي انعمها عليكم ذكرا يحملكم على طاعة الله وتصديق رسوله وعبادته وحده وترك عبادة الاصنام. لعلكم تفلحون. والايات تدل على ان ان من تذكر نعم الله عليه ذكرا يحمله على شكر تلك النعمة والخضوع لله والانابة - 00:14:17ضَ

اليه بطاعته انه يفلح واذا رتب على قوله وانشروه على الله. قال لعلكم فانكم ان ذكرتم على الله يرجى لكم الفلاح بناء على ان لعل على بابها من بحسب ما يهاوى اليهود عليه الصلاة والسلام. وعلى انها حرف تعليم. فالمعنى - 00:14:47ضَ

وقد بينا مرارا ان العرب تقول افلح الرجل يفلح فلاحا والفلاح اسم المصدر والقياس في مصدرها افلاحا. لان المقرر في فن التخريج ان على وزن افعل. فالقياس في مصدره ان يكون افعال ما لم يكن معتدى العيب - 00:15:18ضَ

من كان معتل العين سقطت العين بالاعتلال. وعوضت منها الطاهو على الرواية الكبيرة الفصيحة. كما هو معروف في علم العربية موضح في فن التصريف فالفلاح اسم مصدر والفلاح في لغة العرب - 00:15:48ضَ

يطلق على معنيين كما بيناهم مرارا يطلق الفلاح في لغة العرب على الفوز بالمطلوب الاكبر تقول العرب يا فلان اذا فاز باعظم مطلوب كان يطلبه. فمن نال رغبته وحصل مطلوبه. تقول - 00:16:08ضَ

العرب افلح وهو معنى معروف في كلام العرب منه قول لبيد ابن ربيعة ثاقلي ان كنت لما تعقيد ولقد افلح من كان عقل يعني من اعطاه الله نور العقل فهل بالمطلوب الاكبر - 00:16:31ضَ

لان العقل يعقله عما لا ينبغي ويميز به بين الحسن والقبيح والنافع والضار والحق والباطل. ويطلق الفلاح في لغة عربية على البقاء السرمدي الدائم في النعيم يقول العرب افلح فلان اذا كان باقيا في نعيم وهذا معروف في كلام العرب - 00:16:51ضَ

قول لبيب بن ربيعة ايضا في رجزه لو ان حيا مدرك الفلاح لنا له ملاعب الرماح وقوله مدرك الفلاح اي مدرك البقاء في الدنيا بلا موت. ومنه في هذا المعنى قول كعب بن زهير - 00:17:22ضَ

او الاضبط من قريع لكل هم من الهموم السعة والمس والصبح يعني انه لا بقاء في الدنيا مع تخالف الانسان والاصلاح وبهذين المعنيين الذين هم البقاء السرندي في النعيم. والفوز بالمطلوب الاكبر لكل واحد منهما. جاءت - 00:17:42ضَ

تفسير حديث الاذان والاقامة بقوله حي على الفلاح وقال بعض العلماء حي على الهلا هلم الى الفوز بالمطلوب الاكبر وهو الجنة ورضا الله اسباب ذلك الصلاة. القول الثاني حي على الفلاح. هلم الى البقاء الشرم به في جنات - 00:18:12ضَ

النعيم لان اكبر اسباب ذلك الصلاة. كما هو معروف في تفسير حديث الاذان والاقامة وهذا معنى قوله واذكروا على الله لعلكم تريحون. هذه عادة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم بعظم التذكير وشدة النصح ولطافة الاسلوب والاجتهاد - 00:18:38ضَ

في هدى قومهم ولكن الهدى بيد الله. ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا حديثنا لنعبد الله وحده بما تعدنا ان كنت من الصادقين قال قد وقع عليكم من ربكم اجس وغضب - 00:19:08ضَ

وتجادلون به اسماء سميتموها انتم اباؤكم ما نزل الله بها من سلطان. فانتظروا اني معكم من المنتظرين منا وقطعنا دابر الذين كذبوا باياتنا وما كانوا لما نصح نبي الله هدو قومه هذا النصح الكريم - 00:19:40ضَ

وذكرهم بالاء الله ونعمه واشار لهم الى ان الله اهلك من كان قبلهم وكان قد خوفهم قبل هذا وهددهم بانهم ان لم يؤمنوا بالله اهلكهم الله وعذبهم قالوا له هذا الجواب الخبيث الذي هو في غاية الخبث وبلاغة اللسان والعتو والتمر - 00:20:15ضَ

على الله قالوا وان قال قومه ذي اليهود لجئتنا يا يهود بهذه الدعوة التي جئت بها والدين الذي تزعم وتدعو اليه لتصرفنا عن الهتنا التي كنا نعبدها ولنعبد الله وحده نعبد الها واحدا - 00:20:50ضَ

مشرك به شيئا اخر من الالهة. ونذر اي ونترك ما كان يعبد اباؤنا من الالهة فقوله نذر معنى نترك وهذا الفعل لا يوجد منه في العربية الا وامره تقول يذر الامر بمعنى يتركه ويربي ما نترك ولا يستعمل منه في - 00:21:15ضَ

هذي الى الماضي والمضارع الا الامر والمضارع فما به ترك واسمه فاعليه وفي مفعوله ومصدره الترك. لانه لا يوجد منه الا الامر والمضارع معنى لنعبد الله وحده اي لنفرد خالق السماوات والارض وحده بالعبادة ونذر - 00:21:45ضَ

ايها ما كان اي عبادة ما كان يعبده اباؤنا من قبلنا. من هذه الاليات والاصنام وكانت عندهم اصنام يسمونها كما دل عليه قوله اتجادلونني في اسماء ان سميتموها والمؤرخون واهل الاخبار يزعمون ان منها صنما يسمى صدا او صمد - 00:22:15ضَ

وكرم يسمى الاباء وهم يعبدون هذه الاصنام ويسمونها وبهذه الاسماء لنعبد الله وحده هذا انكار منهم وهم ينكرون اعظم الحق واعظم الحق واباح الحجج وهي توحيد رب العالمين ونذر اي ونترك ما كان - 00:22:45ضَ

خذوا اباؤنا من قبلنا ثم قالوا له فكنا بما تعدنا نحن لا نصدقك ابدا فالعذاب الذي تهددنا به. عجل به علينا. فان كان عندك شيء وتخوفنا به ان كنت صادقا في ذلك الوعيد فهات العذاب - 00:23:15ضَ

وعجله. وهذا اعظم طغيان وتمرد. كما قال الكفار مكة ان كان هذا هو الحق امطر علينا حجارة من السماء واجتناب على بلالين وقالوا عدل لنا قسطنا قبل يوم الحساب يستعجلون بالعذاب التمرد النهائي وانهم لا يرتدعون ولا - 00:23:45ضَ

ينكفون عن كفرهم جتنا بما تعدنا اي بالله تعدنا به من العذاب وعذاب الله لنا في زعمك ان فمن جملة الصادقين تهددنا - 00:24:15ضَ