باحث

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله. يسر تسجيلات الراية الاسلامية بالرياض ان تقدم لكم دروس الدورة العلمية الثالثة عشر والتي القيت بجامع شيخ الاسلام ابن تيمية بمدينة الرياض - 00:00:00ضَ

وذلك في الفترة من الحادي والعشرين من شهر جمادى الاولى الى الثالث من شهر جمادى الثاني لعام الف واربعمئة وسبعة وعشرين من الهجرة النبوية. ومع شرح الاربعين في التربية والمنهج. لفضيلة - 00:00:20ضَ

الشيخ الدكتور عبد العزيز بن محمد السدحان. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام السلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد - 00:00:40ضَ

ايها الاخوة الاكارم الله اسأل باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يرزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح وان يجعل علمنا وعملنا خالصا لوجهه الكريم. وفق سنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم - 00:00:57ضَ

سيكون الكلام كما هو معلوم عن شرح اربعين حديثا مختارة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وقبل التعليق ان صحت العبارة اذكر بين يدي هذا الدرس مقدمات المقدمة الاولى - 00:01:16ضَ

ان طرق اهل العلم قد تنوعت في تصانيفهم فتصانيف مطولة وتصانيف مختصرة ومن انواع التصنيف جمع المتفرق او تفريق المجتمع او جمع النظائر والكتب او كتب اهل العلم في غالبها لا تخرج من هذه التقاسيم وما ذكره اهل العلم - 00:01:36ضَ

فيما يتعلق بتقسيم او بانواع التصنيف المقدمة الثانية التصنيف في الاربعينات اختيار اربعين حديثا هذا الفن قد كتب فيه كثير من اهل العلم وتنوعت تصانيفهم فيه فهناك اربعون حديثا متعلقة بمتن الحديث كأن يكون المتن - 00:02:04ضَ

في عن موضوع معين ومن ذلك الاربعون في الحث على اصطناع المعروف للمنذر ومن ذلك الاربعون في الحث على الجهاد وفضله لابن كثير ومن ذلك الاربعون في التوحيد للهروي ومن ذلك الاربعون في السنة للامام الذهبي - 00:02:32ضَ

وقد تكون الاربعون في قواعد الاسلام وكلياته والكتاب المشهور في هذا الاربعون النووية وقد تكون الاربعون مصنفة فيما يتعلق بعلم الاسناد علم الرواية الاول علم الدراية علم الرواية كأن يتقصى المؤلف - 00:02:57ضَ

اسانيد معينة كما فعلت دار قطني في الاربعين التي صنفها في احاديث بريدة او بريب ابن ابي بردة ابن ابي موسى الاشعري فيما يرويه عن جده ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه - 00:03:22ضَ

ان تقدم قطني اربعين حديثا رواها. وافردها بمصنف قد يكون ايضا من انواع الاربعين في السند ما الفه بعض في الاربعين العشرية الاسناد من عشرة رجال او السباعية من سبعة رجال - 00:03:39ضَ

المقدمة الثالثة سبب اختيار عدد الاربعين القول في هذا على حديث اشتهر ان من حفظ على امتي اربعين حديثا كنت له شفيعا يوم القيامة او بعثه الله فقيها يعني يعني يؤجر اجر الفقهاء - 00:03:59ضَ

هذا الحديث هو السبب الرئيس في تصنيف كثير من المحدثين لمؤلفات خاصة بالاربعين لكن هذا الحديث على كثرة طرقه ومخارجه الا انه ضعيف من جميع طرقه قد ضعفه او حكم عليه بالظعف مع كثرة طرقه ائمة فحول كالامام ابن حجر - 00:04:24ضَ

والامام النووي والدارقطني قبلهما ومن سواها وهنا يتبين ان كلام اهل العلم ان الحديث اذا روي من طرق متكاثرة بانه يرتقي الى درجة الاحتجاج ليس على اطلاقه وقد بين ابن الصلاح وغيره ان ذلك مشروط بما اذا لم تكن الطرق ضعيفة جدا - 00:04:52ضَ

وهذا الحديث ومثل بي اهل العلم واظن ان ابن الصلاح مثل به انه لا يصح على كثرة طرقه ان يرتقي لشدة الضعف وايضا التمس بعضهم حججا في التصنيف في الاربعين وقال بان هذا الرقم له تميز - 00:05:20ضَ

وقد جاء في ميقات موسى فتم ميقات ربه اربعين ليلة. حتى اذا بلغ اشده وبلغ اربعين. وجاء ان نصاب الغنم اربعين ولكن هذا لا يعرج عليه. انما العمدة في ذلك الحديث. ولهذا الامام النووي رحمه الله تعالى عندما - 00:05:40ضَ

ما الف الاربعين قال وهذا الحديث لا يصح من جميع طرقه. وان كان اهل العلم يترخص بعضهم في الاحتجاج بمثل هذه الاحاديث في فضائل الاعمال الا اني يعني النووي رحمه الله تعالى انما صنفت هذه الاربعين لحديث نضر الله امرأ سمع مقالته فاداها كما سمعها - 00:06:00ضَ

المقدمة الرابعة ان مرادي ومسلكي في هذا الدرس بالتربية والمنهج كما هو مذكور ان التربية متعلقة بالعبد مع جوارحه ونفسه وخاصة نفسه اما المنهج فمع تعامله مع الناس سواء الموافقين او من وافق او من خالف - 00:06:26ضَ

المقدمة الخامسة طريقتي في هذا المجلس العلمي او في هذا الدرس ان اذكر تعاليق وفوائد يسيرة لان اهل العلم كما ورد او كما جاء في الخبر الحديث ما ترك لنا عقيل من رباع قد افاضوا رحمهم الله تعالى - 00:06:48ضَ

واجادوا في شروح هذه الاحاديث وغيرها. بل ان بعض اهل العلم قد افرد مصنفات مستقلة في شرح احاديث كل مصنف متعلق بحديث ولان الوقت قصير سيكون التعليق يسيرا لكن الشاهد - 00:07:08ضَ

والقص من التعليق هو ان يربط دعاة ان تكون الوقفات خاصة مع دعاة الخير انهم قدوة الناس فاذا كان القدوة على بصيرة من امرهم انتفعوا وانتفع الناس بهم. وسنسمع متن كل حديث ثم اذكر ما يسر - 00:07:28ضَ

الله وما فتح الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال رحمه الله تعالى عن عبد الله ابن عن عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال - 00:07:50ضَ

بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه متفق عليه. هذا الحديث - 00:08:11ضَ

من اشهر الاحاديث وقد اتفق العلماء على صحته وقبوله وافرده بعضهم بمصنفات مستقلة لعظيم شأنه وجليل خطره بل عده بعضهم ثلث ثلث الاسلام وعده بعضهم ربع الاسلام بل قد قال ابن مهدي رحمه الله تعالى - 00:08:32ضَ

في فظلي او في شأن هذا الحديث ارى ان كل من صنف مصنفا ان يبدأ بحديث النيات يعني بذلك هذا الحديث واهل العلم قد سلكوا هذا المسلك فصدر كثير منهم مصنفه بهذا الحديث. وعلى رأس اولئك - 00:08:54ضَ

الامام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه ولهذا الحديث من باب الفائدة قصة يحسن ان تذكر ليعلم خبرها. ذكر بعض اهل العلم علم ان رجلا يكنى او رجلا هاجر من مكة - 00:09:15ضَ

الى المدينة بقصد ان يتزوج امرأة تكنى بام قيس فسمي مهاجر ام قيس. ولاجله جاء هذا الحديث والصحيح هو التحقيق انه لا علاقة لهذا الرجل بهذا الحديث. وعلى قول من قال بان ذلك الرجل هو سبب الحديث فالعبرة - 00:09:35ضَ

بعموم اللفظ لا بخصوص السبب قوله صلى الله عليه وسلم انما انما هنا اداة حصر. وفي اللغة اساليب للحصر ومن اشهرها انما اي انما كل عمل بنية. لا عمل الا بنية. ولهذا لا يتصور ان - 00:09:56ضَ

انسان عملا بلا نية بخلاف المجنون وبخلاف النائم وبخلاف الصغير الذي لا يفقه هؤلاء يتصرفون لا تحكمهم نية ولا مقصد لهم انما الاعمال بالنيات اعتبار النية في جميع الاعمال وانما لكل امرئ ما نوى فيه كمال عدل الله جل وعلا - 00:10:20ضَ

فيه كمال عدل الله لكل امرئ ما نوى يعطي الله من يشاء بفظله ويمنع من يشاء بعدله ولا يظلم ربنا احدا. ولهذا من ما جاء في القرآن الكريم من روابط كبيرة ان الجزاء من جنس - 00:10:46ضَ

العمل هل جزاء الاحسان الا الاحسان. ان احسنتم احسنتم لانفسكم. وان اسأتم فعليها اذا فمن كمال عدل الله ان من احسن فله ومن اساء فعليه. ولذا كان من تعبيرات اهل السنة - 00:11:04ضَ

يعطي الله من يشاء بفضله ويعاقب ويحرم ويمنع من يشاء بعدله. ولا يظلم ربك احدا فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله فيه الترغيب في الاخلاص وفيه ان من اراد الاخلاص اعين عليه - 00:11:21ضَ

ودل عليه وهدي اليه فمن اخلص في نيته لله جل وعلا وعلم الله صدق نيته وطيب طويته اعانه على بلوغ مقصوده واجره على عمله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها - 00:11:46ضَ

او امرأتي ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه. فيه الترهيب من الرياء. وان من اراد بعمله الرياء فقد وكله الله الى نيته. وقد وكله الله تعالى الى مراده وفيه ايضا موافقة السنة للقرآن الكريم - 00:12:04ضَ

من المعلوم ان للسنة مع القرآن وظائف تكون السنة مؤكدة لما جاء في القرآن كهذا الحديث ان احسنتم احسنتم لانفسكم. وان اسأتم فلها. هذا الحديث انما الاعمال بالنيات. من هاجر بقصد الخير فله. ومن هاجر بقصد غير الخير فعليه ولا يظلم ربك احدا. وفيه - 00:12:25ضَ

ان قبول العمل لابد له من امرين متلازمين الصلاح والاخلاص في الباطن والاتباع في الظاهر الاخلاص في نيته والاتباع في عمله واذا افترق او احد الامرين عن الاخر حصل الخلل في العمل - 00:12:51ضَ

فكم من عامل على غير اخلاص وكم من مخلص على غير عمل ولهذا لا بد من اجتماع هذين الامرين الاخلاص والاتباع وهنا مسألتان الاولى النية عند الفقهاء او عند العلماء لها اعتباران. الاعتبار الاول - 00:13:15ضَ

باعتبار المقصود من العمل هل هو لله قول غير الله والاعتبار الثاني باعتبار تمييز العمل تارة يكون العمل فرضا وتارة يكون نفلا وتارة تكون عبادة مالية وتارة تكون عبادة قولية وهلم جرة - 00:13:38ضَ

لكن يجمع هذا الامر ان العمل لابد ان يكون العامل فيه مخلصا لله المسألة الثانية اذا خالط العمل شيء يشوب الاخلاص قال العلماء او قال اهل العلم ذلك على احوال - 00:13:59ضَ

اذا كان قصد العامل من اصل عمله الرياء فعمله حابط لا اشكال في ذلك القصد الثاني اذا عمل العمل لله ثم صاحبه نية اخرى مثال ذلك رجل ذهب ليعلم العلم - 00:14:17ضَ

ويبصر الجهلاء احتسابا ثم داخله الرغبة في اخذ المال على هذا العلم العلم لله جل وعلا وانما اخذ المال او دخلته هذه النية بعد نيته الاصلية قالوا لا يأثم ولكن يقل اجره عما كان عليه - 00:14:37ضَ

الامر الثالث اذا عمل العمل لله ثم صاحبه او داف جاء الرياء قيل ان دافعه ونازع نفسه في رده فهو مأجور وليس بمأزور وان استرسل معه وترك الزمام لنفسه فقد - 00:15:01ضَ

اثم باختياره ويتحمل تبعته الحال الرابع او قسم اخر لو عمل عملا فاثني عليه ومدح عليه وكان ذلك بغير اختياره هل يأثم لا يأثم لان ذلك من عاجل بشرى المؤمن الا - 00:15:23ضَ

اذا زينت له نفسه ذاك ونسي فضل الله عليه ولهذا قد يعمل العامل العمل ويكون وحيدا لا يراه احد فيطلع عليه زيد. ثم يشيع خبره فيتناقل الناس خبره فيحمد ويمدح ولكن لا يؤثر فيه مدح الناس - 00:15:44ضَ

ولا ثناء الناس بل يزداد او يزيد ذلك المدح اخلاصا لله ولا يؤثر فيه في ان يشوبه عجب او حب لثناء او مدحهم ولهذا من لطائف كلام اهل العلم ان اخلاص العامل - 00:16:05ضَ

كلما قوي كلما كان عمله اخلص كلما كان عمله افضل قال ابن القيم وغيره ربما يعمل العبد العمل في جوف الليل لا يراه احد فيكون حظه الوزر وربما يعمل العمل - 00:16:22ضَ

وحماليق ويكون عمله في حماليق اعين الناس. يرقبونه من كل جهة فيكون مخلصا في عمله ذاك الظابط هنا سلامة الباطن قد يعمل الانسان العمل يقوم الليل لكن تعجبه نفسه. انا احسن من فلان - 00:16:41ضَ

ينتظر من الله جزاء وشكورا كانه يمن على الله جل وعلا. تعجبه نفسه ينسى بعض تقصيره لاعجابه بقيامه. فهذا اثم. لكن من عمل العمل والجموع تنظر اليه وكانت نيته لله ومقصده لله وجاهد نفسه في ان يقيم العمل في الباطن والظاهر - 00:16:59ضَ

الوجه الذي يرضي الله فهو من خير وعلى خير والى خير. المسألة الاخيرة الهجرة الهجرة انواع تارة تكون الهجرة واجبة اذا كان في ارض سوء في ارض كفر لا يستطيع ان يقيم دينه - 00:17:22ضَ

ويستطيع ان يهاجر لا يتم الواجب الا به فهو واجب وايضا مما تكون الهجرة فيه واجبة اذا علم المرء من نفسه انه قادر على نشر خير وازالة منكر لا يزول الا به - 00:17:43ضَ

وامر بمعروف لا يكون الا بحضوره وبالمثال يتضح المقال فلان من الناس له قدرة علمية او قدرة سلطانية يعلم انه بذهابه الى بلد ما فيه الشر والشرك انه بذهابه سيزول ذلك الامر - 00:18:03ضَ

وينقلب العسر يسرا. والشر خيرا يجب ان يذهب انه قادر ولا يكون هذا الا بحضوره بعلمه او بسلطانه وايضا مما ذكر اهل العلم في الهجرة من هاجر لطلب علم كمن يسافر - 00:18:25ضَ

قالوا هذا يؤجروا عليه ومن ذلك الرحلة في طلب العلم او في طلب علاج لا يكون في بلد المسلمين او يكون في بلد المسلمين ولكنه يعجز عنه وسيترتب على بقائه مضرة - 00:18:44ضَ

وهناك اقسام تدخل تبعا في تلك الاقسام. نعم يا شيخنا وعن وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المقسطين عند الله - 00:18:59ضَ

على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم واهليهم وما واهليهم وما ولوا. اخرجه مسلم. ان المقسطين كلمتان مترادفتان قريبتان في الرسم واللفظ - 00:19:14ضَ

المقسطون والقاسطون. المقسطون محمودون والقاسطون غير محمودين المقسطون العادلون. ان الله يحب المقسطين والقاسطون الجائرون الظالمون اخوانا منا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن اسلم فاولئك تحروا رشدا. واما القاسطون فكانوا لجهنم - 00:19:35ضَ

حطب وقوله على منابر فيه ان العدل رفعة في الدنيا بمرضاة الله تعالى ورفعة في الاخرة باكرام الله لاولئك المقسطين برقيهم ورفعتهم على تلك المنابر وقوله من نور فيه ان العدل نور في الدنيا - 00:20:04ضَ

وقرة عين لمن عدل وجزاء ذلك نور في الاخرة كما ان الظلم ظلم في الدنيا او ظلام في الدنيا وظلام في الاخرة. الظلم ظلمات يوم القيامة وفي قوله على يمين الرحمن - 00:20:27ضَ

زيادة في اكرامهم جهة اليمين جهة تشريف وتكريم وكلتا يديه يمين جاء في بعض الروايات بيده الشمال بعضهم ضعفها سندا وبعضهم قال على صحتها فهذا الحديث كلتا يديه يمين في البركة - 00:20:45ضَ

والخير حتى لا يتوهم ان الشمال اضعف من اليمين كما هو في حق الافيغار بحق الادميين وفيه اثبات صفة اليدين لله تعالى والقاعدة العقدية عند اهل السنة والجماعة ان صفات الله تعالى - 00:21:12ضَ

لها امور ثلاثة اثباتها من الكتاب والسنة والثاني تنزيهها عن صفات عن صفات النقص والعيب والثالث الايمان بانها حقيقة وعدم تأويلها او تكييفها او تشبيهها. والقاعدة الاخرى ان القول في صفة من صفات الله - 00:21:36ضَ

كالقول في سائر الصفات فهذه القاعدة اي الايمان بصفات الله جل وعلا من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. حقيقة قاعدة مطردة في جميع الصفات قد نص على ذلك اهل العلم كشيخ الاسلام في التجمورية في قواعده المشهورة - 00:22:04ضَ

الذين يعدلون في حكمهم فيه شمولية العدل في كل شيء في القول بالفعل النفع القاصر على نفسه والنفع المتعدي لغيره واذا قلتم فاعدلوا اذا كنت مأمورا بالعدل مع اهليك ومع نفسك فمع الناس من باب اولى - 00:22:28ضَ

ولذا من كمال العدل في الاسلام او من كمال الاسلام في مسألة العدل ان العدل في كل شيء حتى في الجوارح ولهذا من لطايف ما يذكر ما ذكره بعض شراح الحديث - 00:22:56ضَ

عند قول النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان يمشي الرجل في نعل واحدة ذكروا عللا انها مشيت الشيطان وذكروا من ذلك ان هذا فيه جور مع القدم الاخرى وهذا القول - 00:23:11ضَ

لطيف يحكى في مسألة العدل لكن الشأن ان العدل في كل شيء واذا قلتم فاعدلوا ان الله يأمر بالعدل والاحسان ويزداد الاجر عظما في العدل مع من خالفك وظلمك قد يخالفك مخالف - 00:23:30ضَ

فلا تكون المخالفة سبيا الى ظلمه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ادي الامانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانك العدل ثقيل على النفوس وبخاصة مع المخالفين لكن الانصاف ان يجعل المسلم نصب عينيه. واذا قلتم فاعدلوا - 00:23:53ضَ

ولهذا لا يقرب او كما قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قل الحق ولو قال به عدو بعيد وقل بان هذا باطل ولو قال به صديق قريب ايضا في قوله صلى الله عليه وسلم وما ولوا اي ما تولوا من ولايات - 00:24:17ضَ

وما قاموا ما قاموا عليه من مسئوليات نص او خص هذا لان عدم العدل هنا يكون فيه الظر متعدي وانت تعلم ان ظلم الاثنين اشد من ظلم واحد وان ظلم العشرة اشد من ظلم الخمسة - 00:24:42ضَ

ولهذا كان الوعيد القاضي شديدا ان ظلم كما ان الوعيد الحاكم للسلطان شديد ان ظلم لعظم الظرر المترتب على ظلمهما سواء من القاظي او من السلطان. كما جاء المدح لمن قضى ولمن حكم بالعدل وبخاصة في حق من يلي امور الناس من القضاة والسلاطين - 00:25:03ضَ

وفيه ايضا ان العدل متلازم مع الامانة العدل لا يكون او لا يتصور الا مع الامانة فيما قضى ولهذا قال بعض العلماء عند قوله تعالى ان خير من استأجرت القوي الامين هذه الاية جعلت العمال على اربعة اقسام قسمة عقلية - 00:25:29ضَ

لابد منها اما ان يكون امينا بلا قوة او ان يكون قويا بلا امانة او ان يكون لا امانة ولا قوة او ان يكون امينا قوية والعدل او العادل لا بد فيه من شرطي الامانة والقوة. بل لا يتصور ان يكون عدل - 00:25:50ضَ

منفذ الا بالقوة والامانة وفي ذلك ان على دعاة الخير وطلبة العلم من يحكموا العدل على انفسهم قد تحمل على احد العصاة من المسلمين امرا في نفسك لخبر شاع عنه - 00:26:19ضَ

او لمعصية تلبس بها وجهر بها لكن هذا لا يمنع من العدل معه ومن ان يقال اصاب في اصابته واخطأ اذا اخطأ اما ان يستصحب الحال في بغضه يظلم ويجعل الاصل في كلامه الظلم وينحى عنه العدل فهذا من الجور - 00:26:40ضَ

ولهذا جاء في بعض الروايات ان يهوديا اشتكى عليا الى شريح فدخل علي وخصمه عند شريح فاجلس شريح عليا مع خصمه وكلكم يعلمها فعجب اليهودي من هذا وقال دين يأمر بهذا لا خير في من تركه فاسلم - 00:27:05ضَ

نعم يا شيخ فهد عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم فتح مكة فقال يا ايها الناس ان الله قد اذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بابائها فالناس رجلان بر تقي - 00:27:29ضَ

كريم على الله وفاجر شقي هين على الله. والناس بنو ادم وخلق الله ادم من تراب. قال الله يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى. وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. ان اكرمكم عند الله اتقاكم - 00:27:50ضَ

ان الله عليم خبير. اخرجه الترمذي واورده الشيخ الالباني في السلسلة الصحيحة قوله قد اذهب عنكم فيه ان دين الاسلام دين كمال شامل لكل الخيرات منقن من جميع السلبيات دين - 00:28:10ضَ

شمل جميع المصالح الذي يكون بها قوام الدين والدنيا والاخرة وقوله عبية او عبية الجاهلية يعني الكبر والتفاخر قال بعضهم مأخوذ من عباب الماء اذا ارتفع والمتكبر يرتفع على الاخرين - 00:28:35ضَ

وقوله وتعاظمها بابائها فيه ذم التعاظم بالانساب على سبيل انتقاص الاخرين وازدرائهم وان من اتصف بذلك بتعصبه بالنسب انه متشبه بالجاهليين في تعصبهم وتفاخرهم بابائهم وهنا يحسن ان يقال ان تفاضل الناس فيما بينهم - 00:28:59ضَ

في الغالب لا يخرج عن اربعة امور بالنسب وبالحسب وبكثرة المال او كثرة الولد في الغالب ان هذه الموازين يفخر بعض الناس على بعض او يتفاخر الناس بها ولكن هذه الموازين - 00:29:29ضَ

لاغية لا تنفع اصحابها الا اذا كانت في طاعة الله فاذا رفخ في الصور فلا انساب بينهم. هذا ميزان النسب وميزان الحسب والفخر بالعشيرة يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه - 00:29:55ضَ

فان كان حسبه منصبه او سلطانه وقارون وفرعون لم ينفعهما جاههما ولا حسبهما واما ميزان كثرة المال والولد يوم لا ينفع مال ولا بنون. بقي ميزان واحد جاء مفسرا ان اكرمكم عند الله اتقاكم وليس على عبد تقي نقيصة اذا حقق التقوى وان حاكى - 00:30:14ضَ

حجم فاذا رأيت الانسان يفتخر بنسبه او بعنصره او بقوميته الاقليمية او القبلية ويزدري الاخرين فاعلم انه متشبه بصفات الجاهلية الجاهليون كانوا يتفاخرون ويتعاظمون وانظر الى ابي جهل لما صعد ابن مسعود على - 00:30:45ضَ

ظهره او على بطنه احتقره قبحه الله ولمزه برويع الغنم من الانفة التي كان يعتز بها. ولكن لم ينفعه ذاك لقد رفع الاسلام سلمان فارس وقد وضع الشرك النسيب ابا لهب - 00:31:14ضَ

وقوله بر تقي وفاجر شقي هين على الله ايضا يفيد ان التقوى هي الميزان وهي الرفعة الحقيقية وقوله والناس بنو ادم هذا فيه رد على النظرية الالحادية التي تزعم ان اصل الانسان - 00:31:37ضَ

كان حيوانا وهي نظرية كما قيل بطلانها يغني عن ابطالها نكارتها تغني عن انكارها وسقوطها يغني عن اسقاطها نظرية النشوء والارتقاء التطور لان اصل الانسان كان قردا ثم مع تقادم الزمن تكون حتى اصبح بهذه الصورة - 00:32:04ضَ

هذي نظرية كفرية الحادية وقوله والناس بنو ادم والله وخلق الله ادم من تراب فيه ان اولى الناس من بعد عن ذلك هم اهل العلم ودعاة الخير لانهم اعلم الناس - 00:32:33ضَ

لاسباب التقوى واسباب التواضع وان يكونوا ابعد الناس عن التفاخر بانسابهم واحسابهم وما تفرق المسلمون او من اسباب تفرق المسلمين التعصب القومية وهناك قومية عربية بحكم الانتماء للعنصر العربي وهناك قومية اقليمية او قطرية او قبلية - 00:32:58ضَ

وكل هذه القوميات كلها من طبائع الجاهليين لان الاسلام نبذها وجعل الرابطة الشمولية انما المؤمنون اخوة وفي استدلاله او في ذكره صلى الله عليه وسلم في هذه الاية مسألة يحسن ان تنكر - 00:33:29ضَ

وهي ما يسمى لتضمين الكلام للايات يقول بعض اهل العلم لا يجوز ان تضمن الايات في كلام الناس البتة بمعنى لو كنت تتكلم في كلام ثم دخل شخص او تكلم شخص مثلا اسمه يوسف - 00:33:55ضَ

فتقول يوسف اعرض عن هذا او رجل اسمه موسى في يده شيء. تقول وما تلك بيمينك يا موسى يمنع منها من هذا منعا باتا وبعض اهل العلم يقسموا مسألة الى اربعة اقسام - 00:34:24ضَ

فيقول او اقسام من ثلاثة فيقول اذا كان تظمين القرآن الكلام الماجن فهذا حرام لا يجوز لانه استخفاف واستهزاء بالقرآن الكريم وقد ذكر بعض الادباء في كتب امثلة اجل لساني واسماعكم عنها - 00:34:42ضَ

والقسم الثاني ان تذكر الاية الكلام الجاد وليس بالهزل من باب التأكيد وهذا يجوز كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من الاحاديث ومنها اذا اتاكم من ترضون دينه وامانته فزوجوه - 00:35:06ضَ

الا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير ومنها قوله صلى الله عليه وسلم الله اكبر خربت خيبر ان اذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ومنها لما اتى النبي عليه الصلاة والسلام الى بيت علي وفاطمة رضي الله تعالى عنهما وهما نائمان. قال قما فصليا فقال علي - 00:35:33ضَ

الله تعالى عنه ان شاء الذي خلقنا بعثنا فخرج عليه الصلاة والسلام وهو يضرب فخذه بيده ويقول وكان الانسان اكثر شيء جدلا وقد ذكر ابن حجر وغيره ان فيه جواز انتزاع الشاهد او الاستشهاد بالاية في الكلام - 00:35:59ضَ

قسم اخر وهو تظمين القرآن في الشعر طبعا ان كان الشعر ماجنا فيلحق بالقسم الاول. لان النبي عليه السلام يقول الشعر كالكلام فحسنه حسن وقبيحه قبيح اما اذا كان الشعر جادا - 00:36:21ضَ

ومعانيه صحيحة قالوا فيترخص في هذا ومثلوا بقول الشاعر كل من اعتدى ثم ارعوى ثم اعترف ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سبق وقول الاخر لما اقرئ صاحبه دينا قال انني يعني اعطني من الليل. انني بالذي استقرضت خطا - 00:36:41ضَ

واشهد معشر قد شاهدوه فان الله خلاق البرايا عنت لعظمة هيبته الوجوه يقول اذا تداينتم بدين الى اجر مسمى وبكل حال من منع استشهاد الايات في الشعر قال من باب قوله تعالى وما علمناه الشعر وما ينبغي له - 00:37:10ضَ

عودا عن الحديث فيه ان على دعاة الخير ان يكونوا ابعد الناس من هذه الخصال الجاهلية التعصب والتفاخر وان ذلك يدل على ضعف في الايمان. وعلى عدم عدل مع الاخوان - 00:37:32ضَ

للناس التواضع والبعد عن التفاخر هم دعاة الخير عن مالك ابن الحويرث رضي الله تعالى عنه انه قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شبيبة متقاربون فاقمنا عنده عشرين ليلة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا. فلما ظن انا قد اشتقنا الى - 00:37:51ضَ

ان قد اشتهينا اهلنا او قد اشتقنا سألنا عمن تركنا بعدنا فاخبرناه. قال ارجعوا الى اهليكم فاقيموا فيهم وعلموهم وامروهم. وذكر اشياء احفظها او لا احفظها. وصلوا كما رأيتموني اصلي - 00:38:17ضَ

فاذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم احدكم وليؤمكم اكبركم. اخرجه البخاري واخرجه الحاكم من حديث ابي سعيد وقال هو اول حديث في فضل طلاب الحديث قوله اتينا النبي صلى الله عليه وسلم - 00:38:37ضَ

فيه فضل الرحلة في طلب العلم وانتم وبخاصة من قدم من خارج البلد قد احييتم سنة المحدثين في رحلتهم في اقطار الارض طربا للعلم. الله اسأل ان لا يحرمكم الاجر والثواب - 00:38:59ضَ

وفيه الحرص على طلب العلو لان الصحابة رضي الله تعالى عنهم مالك واصحابه لان مالكا واصحابه كانوا شبيبة واذا رحلوا لطلب لقي النبي عليه الصلاة والسلام والسماع منه وللسماع منه - 00:39:19ضَ

ففيه فظل الرحلة للتلقي من كبار اهل العلم ويستحسن بعض اهل العلم الا يرحل الطالب عن بلده حتى يأخذ عن اشياخ بلده قد اشار الخطيب او غيره الى انه ينبغي للطالب ان يأخذ عن اشياخ بلده ثم يرحل طلبا للقي وللتزود - 00:39:40ضَ

وقوله ونحن شببة متقاربون فيه حرص صغار الصحابة وشبابهم على طلب العلم ناهيك عن كبارهم بل قد قال بعض اهل العلم وكثير من الصحابة طلبوا العلم وهم كبار خاصة من اسلم كبيرا - 00:40:06ضَ

لم يمنعه السن والشيب عن طلب العلم ولهذا بعض الناس يتذرع ويتعذر بعدم طلب العلم باشتعال شيب رأسه وهذا قد حرم نفسه. فقد يحصل في ايام يسيرة مع صدق النية وقوة العزيمة - 00:40:28ضَ

يضعف عنه من يقوم في سنين عددا واذا بارك الله فلا منته لبركته عز وجل وقوله فاقمنا عنده عشرين يوما وليلة فيه ان العلم يحتاج الى يحتاج الى مثابرة والى مجاهدة للنفس - 00:40:47ضَ

قال يحيى ابن ابي كثير لا يستطاع العلم براحة الجسد لابد من مجاهدة ومن ترك الترفه والتنعم الزائد كان اهل العلم يرحلون الازمنة الطويلة في طلب اسناد حديث واحد او في لقي رجل واحد - 00:41:07ضَ

وكلكم يعلم رحلة شعبة بن الحجاج رحمه الله التي طوف فيها شهرا كاملا لتتبع اسناد حديث كان يرجو صحته وكذا رحلة ابي حاتم الرازي وابن خزير وابن نصر المروزي وغيرهم - 00:41:29ضَ

ومن قرأ كتاب الرحلة في طلب الحديث الخطيب البغدادي رأى نماذج عليا ومثلا تحتذى في قوة العزيمة وقوله ايضا فاقمنا عنده فيه اصل سكن طلبة العلم بجوار الشيخ يعني سكن الطلاب بجوار الشيخ سنة ماضية - 00:41:48ضَ

فمالك واصحابه رضي الله تعالى عنهم اقاموا بجوار النبي صلى الله عليه وسلم من باب تسهيل الاخذ عنه قوله وكان رحيما رفيقة فيه عظيم خلق النبي صلى الله عليه وسلم - 00:42:10ضَ

ومحبته لطلبة العلم بالمؤمنين رؤوف رحيم يؤخذ من ذلك رحمة المعلم لتلاميذه والترفق لمن تعلمه ايا كان يستفاد ان تعليم العلم للناس وبخاصة من جاءك راغبا مبتدئا ان تترفق معه - 00:42:30ضَ

وان تتحبب اليه. كما كان ذلك هدي النبي صلى الله عليه وسلم وقوله فلما رأى انا قد اشتهينا اهلنا او قد اشتقنا فيه عظيم فطنة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:42:54ضَ

وقوة فراسته وفيه ايضا ان على المعلم ان يحرص على تفقد طلابه وان يلاحظ مشاعرهم ان يرقب مشاعرهم وذاك تعرف ما يدور باذن الله في نفوس طلابك رأى النبي عليه الصلاة والسلام عليهم - 00:43:10ضَ

بوادر او قرائن تدل على شوقهم واشتياقهم واشتهائهم للعودة الى اهلهم فقال ارجعوا حقق ما في انفسهم قد يستحي الطالب منك قد يكون محتاجا فيمنعه حياؤه وهيبتك من سؤلك من سؤلك المال - 00:43:38ضَ

قد يكون مشتاقا للرجوع لكن يمنعه الحياء وكلما كان المعلم على حرص وعلى تفقد وعلى سؤال قد يوكل المعلم احد الطلاب لتفقد مشاعر الطلاب لحاجياتهم يمنعه الحياء. الحياء قد يمنع احيانا من سؤال المعلم. الم يقل علي رضي الله تعالى عنه كنت رجلا من ذاه فاستحييت - 00:44:02ضَ

من سؤال النبي عليه الصلاة والسلام لمكان ابنته مني. فامرتم المقداد فسأله الطالب قد يستحي من معلمه وعلى المعلم ان يعنى بهذا الامر بالتفقد والسؤال والبحث من طرف خفي قد يسد خلة محتاج - 00:44:34ضَ

او يحقق رغبة محتاج في امر يسير وقوله سألنا عمن تركنا بعدنا فاخبرناه فيه ان عناية المعلم لا تكن بالطالب فحسب بل باهله بالسؤال عن والديه بالسؤال عن حاله عن اولاده ان كان له اولاد - 00:44:53ضَ

السؤال عن اموره فهذا يحبب الطالب الى المعلم ومن باب او من لازم ذلك ان يحب الطالب العلم اذا علم الطالب ان المعلم يعنى به ويهتم ويسأل عنه كما كان النبي عليه الصلاة والسلام - 00:45:14ضَ

زاد حب الطالب وتعلقه بمعلمه اما اذا كان المعلم لا يسأل ولا يهتم ولا ينظر فان ذلك قد يكون سببا رئيسا في نفور الطلاب او في عدم تحصيلهم او في عدم اخذهم - 00:45:32ضَ

معلمهم وقوله ارجعوا الى اهليه الى اهليكم فيه حرص النبي صلى الله عليه وسلم على اعطاء كل ذي حق حقه ولهذا بعض من يطلب العلم يهمل امر والديه وعمر زوجته واولاده - 00:45:49ضَ

ويظن انه بهجرته وبتركه لهم في اجر هذا من الجهل فصل اهل العلم في ذلك سأل احدهم الامام احمد قال يا ابا عبدالله الرجل يرحل لطلب العلم يمنعه والده ما يصنع - 00:46:12ضَ

قال اما ما لا بد له منه فليرحل وما سوى ذلك فالوالدان او فالوالدين يعني فليزر والدين بعض الناس يترك اولاده اضاع اولاده واهله وجاء لطلب العلم. العلم يمنعك من هذا - 00:46:33ضَ

العلم يأبى عليك هذا. ولهذا رد النبي عليه السلام ذلك الشاب الذي اراد الجهاد جهاد تحت راية شرعية في وقت النبوة ومع ذلك كله رده النبي عليه الصلاة والسلام الك والدان؟ قال نعم. لعلمه بحاجته لهما. ففيهما فجاهد - 00:46:51ضَ

وقوله فاقيموا فيهم وعلموهم وامروهم فيه ان على طالب العلم ان يزكي علمه بتعليم نفسه اولا وبتعليم من يعود لزوجة او اولاد او خدم او ما شكل ذلك لان بعض الناس - 00:47:15ضَ

المصباح يضيء للناس ويحرق نفسه. لا ينفع نفسه. ولا ينفع اهل بيته ولا اقاربه. انما علمه لغير اهل بيته والاولى بك ان تبدأ بنفسك تعلم من تعول وقوله وذكر اشياء احفظها ولا احفظها - 00:47:40ضَ

من امانة الصحابي النقل انه ذكر اشياء ونسي اشياء وفيه ايضا تواضع الصحابي لو لم يقل لاحفظها لم يعلم احد. لكن من امانته النقل انه اعترف بانه حفظ اشياء وغابت عنه اشياء - 00:48:04ضَ

ومن لازم خصال المحمودة بل الواجبة في طالب العلم ان يكون امينا فيقول ما له به علم ويتورع بل يكف عن ما ليس له به علم وقوله وصلوا كما رأيتموني اصلي فيه تعليم العلم بالقوي والعمل - 00:48:27ضَ

المعلم قدوة في قوله وعمله. علمهم اشياء بقوله وامرهم ان يتعلموا من فعله صلوا كما رأيتموني اصلي. ولذا كان بعض الصحابة يتقدم يصلي بهم ويقول والله ما تقدمت لاني الاحق ولكن لاريكم كيف صلى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:48:51ضَ

والقدوة الفعلية ابلغ وطالب العلم كالغيث مبارك اينما كان بجميع شؤونه باقواله وافعاله ولباسه وصمته وكلامه ولهذا بعضهم يستفيد من الشيخ اذا كان الشيخ يتمثل السنة في اخلاقه في صلاته في لباسه - 00:49:14ضَ

رأى ابن مسعود رضي الله تعالى عنه الربيع ابن خثيم فقال لو رأى هذا نبي الله عليه السلام لأحبه وخلقه وطيب شمائله وقوله اذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم احدكم وليؤمكم اكبركم فيه عظيم نفع العلم مع صاحبه - 00:49:40ضَ

فيه عظيم نفع لصاحبه في سفره وحظره. طالب العلم معه الزاد في كل مكان في السفر والحضر بالحل والترحال بالليل والنهار العلم نور اما الجاهل فيتعثر ويقع ويسقط اما طالب العلم فعلمه نور - 00:50:00ضَ

في كل مكان عن انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه يقول جاء ثلاثة رهط الى بيوت ازواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن سعادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما اخبروا كأنهم تقالوها فقالوا واين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم - 00:50:23ضَ

قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال احدهم اما انا فاني اصلي الليل ابدا. وقال اخر انا اصوم الدهر ولا افطر وقال اخر انا اعتزل النساء فلا اتزوج ابدا. فجاء رسول الله - 00:50:45ضَ

صلى الله عليه وسلم اليهم فقال انتم الذين قلتم كذا وكذا اما والله اني لاخشاكم لله واتقاكم له لكني اصوم وافطر واصلي وارقد واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني متفق - 00:51:05ضَ

عليه قوله يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فيه حرص شباب الصحابة على متابعة احوال النبي صلى الله عليه وسلم وطلبة العلم اولى الناس بالبحث والتحري لسنة النبي صلى الله عليه وسلم علما وعملا - 00:51:25ضَ

وقوله كانهم تقالوها فيه ان العبرة بالكيف لا بالكم ليست العبرة بكثرة العبادة والتلاوة اذا لم تكن مأطورة باطار المنهج الشرعي الخوارج لم تنفعهم عبادتهم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم - 00:51:49ضَ

يأخذون من الليل كما تأخذه النتيجة يمرقون من الدين كما يقول قسام ابن الرمية وفي سورة الغاشية وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة خشوع وعمل ونصب والنتيجة تصلى نارا حامية اذا فالعبرة ليست بالكثرة - 00:52:15ضَ

ان لم تكن الكثرة منضبطة باصل الشرع انما العبرة بالكيف وقوله قال احدهم اما انا ساصلي الليل ابدا الى اخره الى اخر اقوال الثلاثة فيه ان الاستحسان العقلي للعمل لا يصيره مشروعا - 00:52:38ضَ

الاستحسان العقلي لا يسير العمل مشروعا لابد من العلم العقل قد يستحسن اشياء قد يصيب وقد يخطي لكن الحكم هو ماذا هو العلم وهنا اذكر ابياتا لطيفة في تحاور العلم والعمل - 00:53:00ضَ

دليل ان العلم هو الاكمل وان العقل تابع والعلم متبوع يقول شاعرهم او الشاعر علم العليم وعقل العاقل اجتمعا من ذا الذي منهما قد احرز الشرف؟ فالعلم قال انا احرزت غايته والعقل قال انا الرحمن بي عرف - 00:53:21ضَ

فافصح العلم افصاحا وقال له الرحمن في قرآنه اتصف ابانا للعلم ان العقل سيده فقبل العقل رأس العلم وانصرفه العلم متبوع استحسان الشخص بعقله لعمل من الاعمال لا يصيره مشروعا بل يكون العامل مأزورا - 00:53:43ضَ

اذا لم يتثبت من المنهج الشرعي في هذا العمل ولم تفتح ابواب البدع الا بالاستحسان العقلي وترك النص الشرعي ولهذا فضلت ليالي وفضلت اياما فظلت ايام وفظلت اياما وليالي وفضلت اماكن - 00:54:07ضَ

بمجرد الاستحسان العقلي فاصبحت ابوابا من ابواب البدع ولو ردوه الى الله والرسول لعلمه الذين يستنبطوه منهم. لكنهم ردوه الى عقولهم والى شهواتهم ويردوه للرسول واذا اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم - 00:54:30ضَ

قوله انتم الذين قلتم كذا وكذا فيه ان المنهج التثبت من القول قبل عتاب قائله وفيه ايضا التثبت من قبول الشائعات وبناء الاحكام عليها دون النظر في حقيقتها بعض الناس اذا جاءه الخبر بنى عليه الاحكام من اتهام او تبرئة - 00:54:53ضَ

او جرحى وتعديل ولو بحث في حقيقة الامر فوجد انه ظلم من عدل وعدل مع من ظلم ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام ماذا قال لهم؟ انتم الذين قلتم كذا وكذا - 00:55:25ضَ

قد يكون متأكدا من ذلك. قد يكون ناقل ثقة لكن من باب المنهجية ولما قالت الانصار وقال بعض الانصار اعطى المهاجرون تركنا امر بهم فقال لهم يا معشر الانصار ما مقالة بلغتني عنكم - 00:55:41ضَ

استفهم مع انه على علم ويقين انهم قالوا لكن من باب التثبت في الخبر وحتى يعلموا قولهم بانهم او يعلموا خطأهم بتقديرهم عليه فما القول في بعض دعاة الخير من - 00:56:00ضَ

يبني بغضه لشخص بمجرد خبر وصل الى سمعه وقد يكون الخبر مكذوبا قد يكون الخبر مبالغا فيه وقد يكون الخبر من شامت اراد الشماتة باخيه فكان الاولى بك ان تنهج هذا النهج - 00:56:23ضَ

مهما قال بلغتني عنكم انتم الذين قلتم كذا وكذا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة قوله اما والله اني لاخشاكم لله فيه جواز تزكية المرء لنفسه المصلحة والنبي عليه الصلاة والسلام اتقى الخلق لله - 00:56:42ضَ

واكرم الخلق على الله وقد ذكر العلماء في مباحث تزكية النفس انها مكروهة في حق الناس فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى المتر انفسهم وفي الحديث الصحيح لا تزكوا انفسكم الله اعلم باهل البر منكم الا اذا كان في التزكية مصلحة كما قال يوسف عليه السلام اجعلني على خزائن الارض - 00:57:05ضَ

اني حفيظ اني حفيظ عليم اخيرا في قوله فمن رغب عن سنتي فليس مني. قال الامام الشاطبي رحمه الله وهذه العبارة اشد شيء في الانكار فمن رغب عن سنتي فليس مني هم اتوا طمعا في التزود من الخير - 00:57:30ضَ

لكن لانهم خالفوا المنهج النبوي وارادوا ان يكونوا كما املت عليهم رغباتهم بين النبي عليه الصلاة والسلام ان هذا من الخطورة بما كان فمن رغب عن سنتي لو تكفل من التعبد اذا كان على خلاف السنة - 00:57:52ضَ

فليس مني عن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه اغض للبصر واحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء. متفق عليه. قوله يا معشر الشباب - 00:58:17ضَ

فيه عناية الاسلام بهذه المرحلة ذلك لان الشباب او مرحلة الشباب هي اخصب مراحل العمر فيها يا ابن المرء يبني المرء شخصيته ويشق طريقه ولذا كثرت النصوص الشرعية المتعلقة بهذه المرحلة العمرية - 00:58:44ضَ

من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في ظله. وقال وشاب او شاب نشأ في طاعة الله وكذا حديث يأتيكم شباب من اقطار الارظ يتفقهون في دين الله فاذا رأيتموهم فاستوصوا بهم خيرا - 00:59:06ضَ

وكذلك حديث مالك ابن حويرث الذي قد سبق قدمنا ونحن شببة متقاربون وكيف حرص النبي صلى الله عليه وسلم عليهم واعتنى بهم وراعى مشاعرهم ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع وعد منها وعن - 00:59:25ضَ

فيما ابلاه وفي الحديث المبادرة للزواج لتحصين الفروج ويتأكد هذا لمن خشي على نفسه الفتنة وكان قادرا على الباءة. القوة الجسدية والمالية وفيه ايضا بيان خطأ من زعم ان ترك الزواج - 00:59:50ضَ

افضل من الزواج لان ترك الزواج يشغل فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يحث على الزواج وكان اكثر هذه الامة نسائ هو صلى الله عليه وسلم بحكم ما خصه الله جل وعلا به - 01:00:17ضَ

وحث على الزواج فقال تزوجوا الودود الولود. فاني مكاثر بكم الامم واما ما يحتج به بعضهم من كون بعض العلماء لم يتزوجوا ويحمل على امور اما لعدم قدرتهم او لعدم تفرغهم - 01:00:37ضَ

او لرأي رأوه لكن خلاف الرأي الصحيح وفي الحديث ايضا العناية بشأن الجوارح اغض للبصر واحصن الفرج العناية بشأن الجوارح ولهذا جاءت النصوص الكريمة في القرآن الكريم بالعناية بالجوارح ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد - 01:00:57ضَ

وان عليكم لحافظين كراما كاتبين اللسان السمع واذا سمعوا اللغو عرضوا عنه البصر قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم. ويحفظوا فروجهم وقوله ومن لم يستطع فعليه بالصوم دليل ان الانسان قد يرغب الزواج لكن لا يستطيعه - 01:01:22ضَ

يعجز متطلبات الزواج الحياتية قد عجزوا عنها فجعل لك الشرع مخرجا اخر. فعليه بالصوم فانه له وجاء حصانة فانه له وجاء وكثير من الناس يستعيض بالصوم اذا عجز عن الزواج - 01:01:45ضَ

فتكسر شهوته تكسر شهوته فيدرأ عنه شر كثير. ويدرأ عنه شر كثير وبعض الناس يفتح لنفسه بابا من الحرام فقد يكون قويا في شهوته ويكون عاجزا عن الزواج ومع هذا يلجأ الى طرق محرمة - 01:02:11ضَ

كالاستمناء او كاشباع النظر في الصور هذا حرام لا يجوز ولهذا استدل بعض العلماء في هذا الحديث وبالاية في المعارج وفي المؤمنون الذين من فروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين على - 01:02:38ضَ

احفظ منيك ما استطعت فانه ماء الحياة يصب في الارحام وطلبة العلم اولى الناس بالزواج لان الزواج يهيئ لهم راحة نفسية وبدنية ايستطيعون ان يعلموا ان يتعلموا وان يعلموا فاذا قصرت بهم النفقة - 01:02:59ضَ

الجو الوسيلة الشرعية الاخرى وهي الصوم وفيه ايضا البعد عن كل ما يثير الشهوة وبخاصة اذا علم الانسان من نفسه الظعف وبخاصة في هذا الزمن كثرت فيه اثارة الشهوات المسموعة والمقروءة - 01:03:22ضَ

والمرئية وعودا على بدء طلبة العلم اولى الناس بهذا الامر. يعني بالزواج وقد ذكر بعض او غير واحد من المختصين في الدراسات الاجتماعية ان الانسان المتزوج المستقر في حياته ينتج اكثر - 01:03:45ضَ

وهذا يؤكده ما جاء في النصوص الشرعية من الحث على التبكير على الزواج لان الله ركب في بني ادم شهوات وجعل لهذه الشهوات اماكن وجبلة الانسان على هذه الشهوة يؤجر ان وضعها في حلال - 01:04:08ضَ

ويؤزر ان وضعها في حرام وعن ام المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي اخرجه الترمذي فيه كمال دين الاسلام - 01:04:33ضَ

وانه اعطى كل ذي حق حقه وفيه كمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم فيه كمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم الذي لم تغفله اعباء الرسالة وامور الامة عن رعاية اهله - 01:04:53ضَ

بل كما قال هنا خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي وفيه ان القيام بحق الاهل من التعبد لله تعالى من التعبد لله تعالى ان تقوم بحق الاهل لان ذلك اولا - 01:05:16ضَ

من الواجب الشرعي عليك وثانيا اذا نويت بذلك اسعاد اهلك واكمال حاجياتهم قربة الى الله فانت مأجور. كان بعض السلف يقول والله اني لاتقرب الى الله باخراج القمائم من بيتي - 01:05:40ضَ

لان النية فاجعلوا العادة عبادة ولهذا على دعاة الخير التأدب بهذا وفيه الرد على من زعم ان دعوة الناس وان نشره للعلم او ان طلبه للعلم يمنعه من القيام بحق اهله - 01:06:05ضَ

هذا من الجهل ومن عدم البصيرة النبي عليه الصلاة والسلام اكثر الناس شغلا كان يدعو الناس ويستقبل الوفود وياسم ابل الصدقة ويحظر جنائز المسلمين وقد يشيعها معهم ويعود المرظى ويقسم الصدقات بين الناس - 01:06:31ضَ

وتأخذ الجارية بيده الى عين المدينة ليقضي حاجتها ومع هذا كله يقول خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي اذا فعلى طالب العلم ان يعنى بهذا وان السبب هو الفوضوية في الوقت - 01:07:00ضَ

والفوضوية في الخروج او الدخول في المنزل والفوضوية في عدم ترتيب المشاغل كم من طالب علم غير متزوج ومخدوم ولكنه لا يحصل الا القليل وكم من طالب علم عنده زوجة - 01:07:20ضَ

واولاد ومسؤولية لكنهم يحصل الكثير وهنا بوادر التوفيق من الله جل وعلا تظهر لمن لزم المسلك الشرعي واعطى كل ذي حق حقه ومستحقه وفي الحديث ايضا ان العناية بشأن الاهل - 01:07:44ضَ

من اسباب التوفيق الالهي ان العناية بشأن الاهل من اسباب التوفيق الالهي هذا مشاهد ومسموع القيام بحق الاهل كما تقدم انفا من الواجبات الشرعية واذا قام به العبد تقربا الى الله تعالى - 01:08:07ضَ

وفيه همة للتزود من العلم اعانه الله جل وعلا على جميع شؤونه وعلى جميع حوائجه اما اهمال البيوت وتضييع الاولاد بدعوة تفرغ فهذا مأزور وليس بمأجور وعن ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا - 01:08:36ضَ

احسنهم اخلاقا الموطؤون اكنافا. الذين يألفون ويؤلفون وليس منا من لا يألف ولا يؤلف. اخرجه اخرجه الطبراني في الاوسط والصغير. والبيهقي في شعب الايمان. قوله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمن - 01:09:06ضَ

ايمانا فيه ان الايمان يزيد وينقص كما هو مقرر عند اهل السنة والجماعة يجد بالطاعة وينقص بالمعصية وقوله صلى الله عليه وسلم احسنهم خلقا خلقا فيه عظيم شأن حسن الخلق - 01:09:26ضَ

ويقابله عظيم سوء عظيم قبح سوء الخلق عظيم قبح سوء الخلق ولهذا قوله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا جاءت الاحاديث الكثيرة بحسن خلق والجميع يحفظها قد ذكر بعض اهل العلم - 01:09:49ضَ

كلمة جميلة عند قوله جل وعلا وانك لعلى خلق عظيم فيه بيان منزلة حسن الخلق بوصف الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم بتلك الصفة قال بعض اهل العلم - 01:10:15ضَ

تعظيم العظماء للشيء يدل على توغله في العظمة فكيف اذا كان المعظم اعظم عظيم وهو الله جل وعلا وانك لعلى خلق عظيم وفيه ايضا تفاوت الناس في حسن الخلق اكرم المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. هناك من يقل - 01:10:34ضَ

والتفاوت درجات وقوله الموطؤون اكنافا لين وتواضع الذين يألفون ويؤلفون. قال صلى الله عليه وسلم المؤمن يألف ويؤلف ولا خير في من لا يألف ولا يؤلف فيه ان على دعاة الخير ان يكونوا اولى الناس - 01:10:57ضَ

بحسن الخلق الناس ولان من اسباب قبول دعوة الخير محبة الناس لمن دعاهم وحسن خلق الداعي لهم يهيئهم لقبول دعوته بل لمحبة دعوته كما ان سوء الخلق ينفرهم عن دعوته - 01:11:29ضَ

ومن لطيف ما يذكر ما ساقه الذهبي عن بعضهم قال ان الرجل السيء في خلقه اذا دخل منزله توارى عنه اولاده واختفى اهله اهله. حتى ان قطه ينزوي في الجدار من سوء خلقه - 01:11:55ضَ

هذا دليل على ان سوء الخلق تتعدى مضرته اثره قال صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل الصائم بالنهار بعض الناس قد يكون قليل البضاعة العلمية - 01:12:19ضَ

لكن بحسن خلقه وطيب معشره ولكونه يألف ويؤلف يؤثر في جلسائه في سامعيه في رأيه وبعض الناس قد يكون كثير البضاعة نصيحة الكلام بليغ العبارة لكن لسوء خلقه ما نفر الناس عنه - 01:12:39ضَ

وابغض الناس الحق بسببه فليكن هذا على داعي الخير على نصب عينيه ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن اللهم كما حسنت خلقي وحسن خلقي. وكذا قوله صلى الله عليه وسلم وهو احسن الناس اخلاقا. اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق - 01:13:07ضَ

لا يهدي لاحسنها الا انت. واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا انت وفي قوله لا خير في من لا يألف ولا يؤلف الحذر من تنفير الناس ومن الجهالة بما كان - 01:13:30ضَ

ان بعض الناس لا يراعي هذا الامر ويقول لا بد من بيان الحق ولو سخط الساخطون. نعم هذا لا خلاف فيه. لكن لا يشفع لكلامك هذا ان تسلك تنفير الناس عن قبول دعوتك - 01:13:49ضَ

بخشونة في الفاظك وسوء اخلاقك الاسلوب الحسن يجعل القريب البعيد قريبا بفضل الله ويجعل العسير يسيرا بفظل الله كما ان ضده من سوء الخلق يجعل القريب بعيدا. كم من سوء خلق قرب بعد قريبا - 01:14:07ضَ

وعسر يسيرا. وكم من حسن خلق قرب بعيدا ويسر عسيرا بفظل الله جل وعلا لزوم فلزوم على من علم من نفسه ومن خلقه ان الناس ينفرون عنه ان يجاهد نفسه - 01:14:29ضَ

وان يوطن نفسه واكثر من الدعاء يستحسن هنا ذكر النظرية الباطلة التي يزعم بعض منظريها ان الانسان لا يستطيع ان يغير اخلاقه بل يكونوا كالحمل الوديع او كالسبع المفترس. بعض الفلافسة سبينوزا وغيرهم - 01:14:49ضَ

ملاحدة زعموا ان الاخلاق لا تقبل التغير وهذه النظرية باطلة شرعا وعقلا الكافر يسلم والمسلم قد يكفر تغيرت عقائد واديان الا تتغير اخلاق ومن اسباب تغيير الاخلاق قوله عليه الصلاة والسلام انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم ومن يتحرى الخير يعطى تفعل - 01:15:16ضَ

بذل اسباب استفراغ الجهد من يتحرى الخير يعطى ومن يتوقى الشر يلقاه مشاهد القول ان على طلبة العلم وعلى دعاة الخير ان يراعوا هذا الجانب وقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام اكمل الناس خلقا - 01:15:46ضَ

ونحن نرى في مجتمعنا او نرى في من نعاصر ونعاشر من يؤثر على الناس بسمته وقاره ولو كان علمه قليلا. كما اننا نرى ان بعض الناس قد يكون عنده علم - 01:16:08ضَ

يتميز بين اقرانه لكن سوء الخلق حرمه وحرم غيره من خير كثير اقف عند هذا الحد والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات - 01:16:23ضَ