صحيح البخاري

1- التعليق على صحيح البخاري (كتاب الصوم) 10 ربيع أول 1443 هـ

سامي بن محمد الصقير

سم بالله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالديه من مشايخه ولجميع المسلمين. امين. قال امام المحدثين ابو عبد الله البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه - 00:00:01ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب الصوم. باب وجوب صوم رمضان. وقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب الذين من قبلكم لعلكم تتقون قال حدثنا قتيبة ابن سعيد قال حدثنا اسماعيل ابن جعفر عن ابي سهيل عن ابيه عن طلحة بن عبيد الله ان اعرابيا جاء الى رسول الله صلى الله عليه - 00:00:22ضَ

وسلم ثائر الرأس. فقال يا رسول الله اخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة؟ فقال الصلوات الخمس الا ان تطوع شيئا. فقال اخبرني فرض الله عليهم من الصيام. فقال شهر شهر رمضان الا ان تطوع شيئا. فقال اخبرني ما فرض الله علي من الزكاة. قال فاخبره رسول - 00:00:45ضَ

رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرائع الاسلام. قال والذي اكرمك لا اتطوع شيئا ولا انقص مما فرض الله علي شيئا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افلح ان صدق او ادخل الجنة ان صدق - 00:01:05ضَ

او دخل الجنة طيب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه قال رحمه الله تعالى كتاب الصوم الصوم في اللغة - 00:01:21ضَ

بمعنى الامساك مطلقا عن اي شيء كان سواء كان امساكا عن طعام ام شراب ام كلام ام غير ذلك ولهذا قال الله تعالى فاما ترين من البشر احدا فقولي اني نذرت للرحمن صوما فلن اكلم اليوم ان - 00:01:36ضَ

وقال الشاعر خيل صيام وخير غير صائمة تحت العجاج واخرى تعلق يقول خير صيام اي ممسكة وخير غير صائمة اي غير ممسكة واما شرعا فهو التعبد لله تعالى بالامساك عن المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس - 00:01:59ضَ

هذا هو الصوم الشرعي التعبد لله عز وجل بالامساك عن المفطرات. وهي معروفة من طلوع الفجر الى غروب الشمس وصيام رمضان احد اركان الاسلام ومبانيه العظام دل على وجوبه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واجماع المسلمين - 00:02:32ضَ

قال الله تعالى فمن شهد منكم الشهر فليصمه وقال تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون وفي حديث ابن عمر في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بني الاسلام على خمس - 00:03:00ضَ

شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان والحج وقد اجمع المسلمون على فرضية الصيام. وانه ركن من اركان الاسلام فمن وجوبه وانكر وجوبه فهو كافر بانه مكذب لله ورسوله واجماع المسلمين - 00:03:21ضَ

واما من تركه تهاونا وكسلا فهو على خطر عظيم وكان فرض الصيام في السنة الثانية من الهجرة وصام النبي صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات اجماعا وكان فرضه على مرحلتين - 00:03:52ضَ

المرحلة الاولى التخيير بين الصيام والاطعام فمن شاء ان يصوم صام ومن شاء ان يفطر افطر وفدى في حديث سلمة بن الاكوع رضي الله عنه قال كان اول ما فرض الصيام ان من شاء ان يفطر ويفتدي فعل ومن شاء ان يصوم فعل حتى انزل الله - 00:04:17ضَ

الاية بعدها. يعني بعد قوله وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له. وان تصوموا خير لكم ثم قال يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون - 00:04:45ضَ

جاءت المرحلة الثانية وهي تعين الصيام اذن الصيام مر بمرحلتين المرحلة الاولى التخيير بين الصيام والاطعام. فمن شاء ان يصوم صام ومن شاء ان يفطر افطر وفدى. والمرحلة الثانية تعين الصيام كما في حديث سلمة ابن الاكوع رضي الله عنه - 00:05:04ضَ

والصيام مع كونه فرضا من فرائض الاسلام وركنا من اركانه. الا ان فيه فظلا عظيما وثوابا جزيلا فمما يدل على فضله اولا ان الله تعالى فرضه على جميع الامم وكتبه على جميع الامم. يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب - 00:05:30ضَ

على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ولولا ان الصيام عبادة عظيمة جليلة ما فرضها الله تعالى على جميع الامم ومن فضائل الصوم ايضا انه سبب للتقوى في قوله عز وجل لما اوجب الصيام قال لعلكم تتقون - 00:06:00ضَ

فهو سبب لتقوى الله تعالى. ووجه ذلك ان الصائم مأمور بفعل الواجبات وترك المحرمات ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في - 00:06:26ضَ

ايدع طعامه وشرابه يعني ان الله تعالى لم يرد من عباده ان يدعوا الطعام والشراب وانما اراد اراد منهم امرا فوق ذلك وهو تحقيق التقوى من فضائل الصوم ايضا انه سبب لمغفرة الذنوب - 00:06:48ضَ

وتكفير السيئات كما في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وقال صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة. ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن - 00:07:08ضَ

اذا اجتنبت الكبائر ومن فضائل الصوم ايضا ان ثوابه لا يتقيد بعدد معين فليعطى الصائم اجره بغير حساب كما في الحديث كما في الحديث القدسي ان الله عز وجل قال كل عمل ابن ادم له يضاعف - 00:07:36ضَ

الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة الا الصوم فانه لي وانا اجزي به واظاف الثواب والجزاء الى نفسه الكريمة. ثم قال يدع شهوته وطعامه وشرابه من اجلي. للصائم فرحتان يرفعهما - 00:08:00ضَ

فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه وقوله الصوم لي وانا اجزي به ولم يقيده بعدد معين ومن فضائل الصوم ايضا انه جامع لانواع الصبر الثلاثة ففيه صبر على طاعة الله - 00:08:20ضَ

وفيه صبر عن معصية الله وفيه صبر على اقدار الله المؤلمة هذه صبر على طاعة الله لان الانسان يلزم نفسه بالصوم مع كراهته لذلك احيانا وفيه صبر عن معصية الله لانه يمنع نفسه حال صيامه من المحرمات العامة والخاصة - 00:08:43ضَ

وفيه صبر على اقدار الله المؤلمة. لان الصائم يناله شيء من المشقة من الجوع والظمأ. ولا سيما في ايام وحرارة الجو ومع ذلك يصبر واذا كان الصوم مستكملا لانواع الصبر الثلاثة فقد قال الله تعالى انما يوفى الصابرون - 00:09:10ضَ

اجرهم بغير حساب ومن فضائل الصوم ايضا انه يشفع للعبد يوم القيامة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام اي ربي منعته الطعام والشراب في النهار فشفعني فيه - 00:09:35ضَ

ويقول القرآن منعته النوم في الليل فشفعني فيه. قال فيشفعان وهذا دليل على فضيلة الصوم والصوم انما يجب بشروط ستة الشرط الاول الاسلام والشرط الثاني البلوغ والشرط الثالث العقل والشرط الرابع القدرة او الاستطاعة - 00:10:02ضَ

والشرط الخامس الاقامة والشرط السادس الخلو من الموانع. هذه شروط وجوب الصوم اما الاول وهو الاسلام فهو شرط في صحة كل عبادة. فلا يصح الصوم من الكافر بوجود مانع يمنع من ذلك وهو الكفر - 00:10:37ضَ

قال الله تعالى وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله فلو صام الكافر لم يصح صومه واذا اسلم في اثناء الشهر لزمه ان يصوم ما ادركه يعني بقية الشهر. ولم يلزمه ان يقضي ما سبق - 00:11:04ضَ

لان لانه لم يكن اهلا للوجوب كما قبل اسلامه ليس اهلا للوجوب فلا يلزمه ولهذا قال الله تعالى قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف واذا اسلم في اثناء النهار - 00:11:32ضَ

لزمه ان يمسك بقية يومه ولكن هل يلزمه ان يقضي هذا اليوم؟ او لا فيه خلاف فمن العلماء من قال انه لا يلزمه لانه وقت الوجوب عند طلوع الفجر لم يكن اهلا للصيام. لانه كان كافرا - 00:11:52ضَ

ومنهم من قال انه يلزمه لان لما اوجبنا عليه الامساك لما اوجبنا عليه الامساك صار من اهل الوجوب والصوم لا يتبعظ فيلزمه ان يصوم يوما كاملا يعني نقضي هذا اليوم ولكن القول الاول اظهر - 00:12:13ضَ

وانما اوجبنا عليه الامساك بقية اليوم لا لان هذا الصوم يحتسب له ولكن لحرمة الزمن الشرط الثاني من شروط وجوب الصوم البلوغ وضده الصبي الذي دون البلوغ فلا يجب عليه الصوم - 00:12:35ضَ

لقول النبي صلى الله عليه وسلم رفع القلم عن ثلاثة وذكر منهم الصبي حتى يبلغ ولكن الصبي ان كان ممن يعقل ويميز فانه نعم ان كان ممن يميز ويطيق الصوم فان وليه يأمره بذلك - 00:13:02ضَ

اقتداء للسلف الصالح رحمهم الله حيث كانوا يصومون صبيانهم ولاجل ان تألف نفسه الصوم حتى اذا بلغ صار مطيقا له انفا له بخلاف ما اذا لم يصم فانه قد يجد نفورا عند بلوغه من الصيام - 00:13:27ضَ

واما اذا كان الصبي غير مميز فلا يصح صومه اصلا وحينئذ لا يأمره الولي بل امره به تعذيب له من غير فائدة اذا الصبي لا يجب عليه الصوم ولكن هل يصح منه ويؤمر به؟ الجواب ان كان غير مميز - 00:13:55ضَ

فانه لا يصح صومه واذا لم يصح لم يقل لامر الولي فائدة الا انه يعذبه واما اذا كان مميزا ومطيقا للصوم السنة ان يأمره وليه بالصيام اقتداء بالسلف الصالح ولاجل ان ترتاض نفسه على الصوم ويألفه - 00:14:16ضَ

الشرط الثالث من شروط وجوب الصوم العقل العقل وضده من لا عقل له فلا يصح صومه ولا يجب عليه الصوم لقول النبي صلى الله عليه وسلم رفع القلم عن ثلاثة وذكر منهم المجنون حتى يفيق - 00:14:43ضَ

ويدخل في قولنا من لا عقل له يدخل فيه المجنون سواء كان الجنون اصليا ام طارئا ويدخل فيه الكبير المهذري الذي بلغ من الكبر عتيا بحيث سقط تمييزه فلا يجب عليه الصوم - 00:15:11ضَ

وعلى هذا فالشيخ الكبير بالنسبة للصيام على اقسام القسم الاول ان يكون مطيقا للصوم فيجب عليه كغيره والقسم الثاني ان يكون عاجزا عن الصوم لكن عقله معه فيجب عليه الاطعام لقوله تعالى وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين - 00:15:36ضَ

قال ابن عباس ليست منسوخة هي في الشيخ والشيخة اذا لم يطيق الصيام افطر واطعم عن كل يوم مسكينا والقسم الثالث ان يكون الشيخ الكبير زائل العقل ان يكون قد سقط تمييزه وزال تكليفه - 00:16:08ضَ

حيث صار يهدي ولا يعقل فلا يجب عليه شيء لا صيام ولا اطعام فلا يجب عليه الصيام لعدم تكليفه واذا لم يجب الصيام لم يجب الاطعام لان الاطعام بدل عن الصيام - 00:16:30ضَ

واذا لم يجب الاصل لم يجب البدل والقسم الرابع من اقسام الشيخ الكبير ان يكون ممن يهدي احيانا ويفيق احيانا ان يكون ممن يهدي احيانا ويفيق احيانا. يعني تارة يكون عقله معه ويميز وتارة يسقط تكليفه - 00:16:51ضَ

فيجب عليه الصوم او بدله في حال تمييزه دون حال هذيانه اذا الشيخ الكبير بالنسبة للصوم على اقسام اربعة اذا كان ان يكون مطيقا فيجب والثاني ان يكون عاجزا وعقله معه في طعم - 00:17:16ضَ

والثالث ان يزول عقله فلا يجب عليه شيء والرابع ان يكون ممن يميز احيانا ويهدي احيانا فيجب عليه الصوم في حال تمييزه دون حال هذيانه وهذا من تباعد الاحكام يعني يجب تارة ويسقط تارة - 00:17:39ضَ

الشرط الرابع من شروط وجوب الصوم الاستطاعة او القدرة العاجز عن الصوم لا يجب عليه ولكن العاجز عن الصيام ينقسم الى قسمين القسم الاول ان يكون العجز مما يرجى زواله - 00:17:58ضَ

كالمريض مرضا يرجى برؤه فهذا ينتظر يعني يفطر ومتى برأ قظم عليه من صيام والقسم الثاني ان يكون العجز مما لا يرجى زواله كالمريض مرضا لا يرجى برؤه والكبير فهذا - 00:18:27ضَ

لا يجب عليه الصوم وانما يجب عليه الاطعام. اذا العاجز عن الصوم ان كان عجزه مما يرجى زواله كمريض مرظا يرجى برؤه انتظر حتى يبرأ يصوم واما ان كان مرضه مما لا يرجى زواله فان الواجب عليه ان يطعم عن كل يوم مسكينا - 00:18:56ضَ

الشرط الخامس من شروط وجوب الصيام الاقامة وضدها السفر فالمسافر لا يجب عليه الصوم المسافر لا يجب عليه الصوم لقوله تعالى ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر - 00:19:23ضَ

ولكن هل الافضل للمسافر ان يصوم او الافضل ان يفطر الجواب هذه المسألة تعني الصوم للمسافر لا تخلو من ثلاث حالات الحالة الاولى ان يشق عليه الصوم مشقة عظيمة لا تحتمل. ان يشق الصوم على المسافر - 00:19:54ضَ

مشقة عظيمة لا تحتمل فالصوم في حقه محرم والفطر واجب ودليل ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر فرأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه فقال ما هذا؟ قالوا صائم - 00:20:24ضَ

فقال صلى الله عليه وسلم ليس من البر الصيام في السفر يعني فيمن كانت حاله كحال هذا الرجل وثبت في الصحيحين من حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح - 00:20:50ضَ

فقيل قيل للرسول عليه الصلاة والسلام ان الناس قد شق عليهم الصوم وانهم ينظرون ماذا تفعل فدعا بقدح من ماء بعد العصر فشرب والناس ينظرون فقيل له ان بعض الناس قد صام يعني مع المشقة فقال اولئك العصاة اولئك العصاة - 00:21:10ضَ

وهذا دليل على تحريم الصوم مع المشقة التي لا تكتمل الحال الثانية ان ان يشق الصوم على المسافر مشقة يسيرة محتملة فالصوم في حقه مكروه والسنة ان يفطر لان في صومه مع المشقة عدولا عن رخصة الله تعالى - 00:21:33ضَ

والله تعالى يحب ان تؤتى رخصه والحال الثالثة ان يستوي الامران عند المسافر ان يكون صومه وفطره سواء فاذا استوى الامران بان كان صومه وفطره على حد سواء فقد اختلف العلماء رحمهم الله - 00:22:07ضَ

في هذه المسألة هل الافضل ان يصوم او الافضل ان يفطر فالمشهور من مذهب الامام احمد رحمه الله ان الفطرة افضل في هذه الحال قالوا اخذا بالرخصة والله تعالى يحب ان تؤتى رخصه - 00:22:33ضَ

والقول الثاني ان الصوم افضل اذا كان ليس هناك مشقة والفطر والصوم في حقه سواء فالافضل ان يصوم وهذا القول هو الراجح لوجوب اولا ان ذلك هو فعل الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:22:55ضَ

ففي الصحيح من حديث ابي الدرداء رضي الله عنه قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر حتى ان كان احدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر. يعني يتقون الشمس بان يضع يده على رأسه - 00:23:20ضَ

وما فينا صائم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة ومعلوم ان الرسول عليه الصلاة والسلام لا يعمل الا ما هو اكمل وافضل هذا الوجه الاول. الوجه الثاني - 00:23:42ضَ

انه اذا صام فانه يدرك الزمن الفاضل في رمضان ولا ريب ان الصوم في رمضان افضل ان الصوم في رمضان افضل من الصوم في غيره وثالثا انه اسرع في ابراء الذمة - 00:23:59ضَ

والمسارعة في الخير والوجه الرابع انه انشط بالنسبة للمكلف غالبا انه انشط للمكلف غالبا لان كونه يصوم مع الناس انشق له اذ ان مشاركة غيرك لك في امر من الامور مما يهونه عليك - 00:24:20ضَ

ولهذا قالت الخنساء ترى في اخاها صخرا ولولا كثرة الباكين حولي على اخوانهم لقتلت نفسي اذا هذه وجوه اربعة تدل على ترجيح او ترجح الصوم للمسافر اذا لم يكن عليه مشقة - 00:24:44ضَ

اجا الشرط السادس من شروط وجوب الصوم الخلو من الموانع واعني بذلك الحيض والنفاس الحيض والنفاس مانع من موانع صحة الصوم لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر نقصان دين المرأة قال اليس اذا حاضت لم تصلي ولم تصم - 00:25:04ضَ

السيدة حاضت لم تصلي ولم تصم هذا في الحيض والنفاس كالحيض لان النفاس يطلق على الحيض شرعا بدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع لما ارسلت له اسماء بنت عميس - 00:25:35ضَ

ان انها نعم بدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة نسيتها قال لعائشة لما حاضت دخل عليها وتبكي فقال لعلكي نفستي. لعلك نفست واطلق النفاس على الحيض الحيض والنفاس مانع من صحة الصوم - 00:25:59ضَ

فلو صامت لم يصح صومها ولا فرق في ذلك بين ان يكون الحيض والنفاس في اول النهار ام في اخره لكن الحكم معلق على رؤية الدم فلو احست بالام الحيض - 00:26:24ضَ

قبل ان تغرب الشمس ولكنها لم ترى الدم الا بعد ان غربت الشمس فان الصوم صحيح العبرة بوجود الدم لقول الله عز وجل ويسألونك عن المحيض قل هو اذى تعلق الحكم بوجود الاذى. وما دام الاذى ليس موجودا فان احكامه تنتفي - 00:26:43ضَ

ولكن يجب على الحائض والنفساء القضاء اذا افطرت في قول عائشة رضي الله عنها لما سئلت ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة. فقالت رضي الله عنها كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم - 00:27:10ضَ

ولا نؤمر بقضاء الصلاة وهذا دليل على انها تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة والحكمة ظاهرة في هذا لان الصلاة تتكرر في كل يوم وليلة فلو الزمت الحائض ان تقضيها والحيض يأتي النساء كل شهر لكانت كل شهر تقضي خمسا وثلاثين صلاة - 00:27:32ضَ

وهذا فيه مشقة بخلاف الصوم فانه لا يتكرر في العام الا مرة واحدة ثم ذكر المؤلف رحمه الله قال باب وجوب صوم رمضان وصومه قد دل عليه الكتاب والسنة والاجماع - 00:27:59ضَ

قال يا ايها الذين امنوا كتب عليكم نعم وقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. صدر الله تعالى هذه الاية بالنداء بوصف الايمان. يا ايها الذين امنوا - 00:28:17ضَ

وتصدير الاية بالنداء ولا سيما بوصف الايمان فيه اولا التنبيه. وهذا عام في كل نداء ثم تصدير هذا النداء بوصف الايمان فيه فائدتان الفائدة الاولى بيان ان امتثال ما وجه اليهم من مقتضيات الايمان - 00:28:37ضَ

وان مخالفته نقص في الايمان والفائدة الثانية التنشيط على الامتثال اي يا ايها الذين امنوا لايمانكم كتب عليكم الصيام فهمتم؟ اذا يا ايها الذين امنوا نقول يا ايها فائدتها التنبيه لان النداء من فوائد التنبيه - 00:29:03ضَ

تصدير هذا النداء بوصف الايمان الذين امنوا فيه فائدتان الفائدة الاولى ان امتثال ما وجه اليهم من مقتضيات الايمان وان مخالفته نقص في الايمان وثانيا الحث والاغراء. فهذا الوصف يفيد الحث والاغراء. يعني يا ايها الذين امنوا لايمانكم افعلوا - 00:29:28ضَ

كذا وكذا يقول يا ايها الذين امنوا اي صدقوا واذعنوا. لان الايمان التصديق المستلزم للقبول والاذعان وقوله الذين امنوا بماذا؟ نقول امنوا بما يجب الايمان به وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ما يجب الايمان به - 00:29:58ضَ

حينما سأله جبرائيل عليه السلام قال اخبرني عن الايمان. قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. اذا متى وردت عليك يا ايها الذين امنوا امنوا بماذا؟ نقول بما يجب الايمان به وهي اركان الايمان - 00:30:24ضَ

الستة قتل يعني فرض واوجب عليكم الصيام وهو كما تقدم الامساك التعبد لله تعالى بالامساك عن المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس كما كتب على الذين من قبلكم الكاف هنا للتشبيه - 00:30:45ضَ

اي ككتابته على الذين من قبلكم ولكن هذا التشبيه تشبيه لاصل الفرض باصل الفرض لا بوصفه تشبيه لاصل الفرض باصل الفرظ. يعني كما انه كتب على الذين من قبلكم كتب عليكم - 00:31:08ضَ

وليس لوصفه بمعنى انه لا يلزم منه ان يكون صيامنا كصيام من قبلنا الله اعلم بصفة صيام هل يصومون من الفجر الى المغرب الى الغروب او يصومون نصف النهار او يصومون الى منتصف الليل؟ الله اعلم - 00:31:30ضَ

التشبيه هنا كما كتب تشبيه لاصل الفرض باصل الفرض لا بوصفه كما كتب يعني فرض على الذين من قبلكم يعني من الامم السابقة من اليهود والنصارى وهذا التشبيه كما كتب على الذين من قبلكم هذا التشبيه فيه فائدتان - 00:31:48ضَ

الفائدة الاولى تسرية هذه الامة تسلية هذه الامة بان هذا الصيام الذي اوجبه الله تعالى عليكم وافترضه عليكم لم يكن لكم خاصة وانما كان على الامم السابقة فليس من الاغلال والاثار التي فرضت عليكم دون غيركم - 00:32:14ضَ

والفائدة الثانية استكمال هذه الامة فضائل من سبقها من الامم فما من فضيلة في الامم السابقة الا وفي هذه الامة مثلها او ما هو خير منها اذا التشبيه كما كتب على الذين من قبلكم نقول له فائدتان. الفائدة الاولى تسلية هذه الامة - 00:32:36ضَ

تسليتها وان هذا الصيام ليس اثقالا عليكم دون غيركم بل قد وجب على غيركم فيتسلون بهذا ايضا يكون تنشيطا لهم على الامتثال والفائدة الثانية استكمال هذه الامة فضائل من سبقها من امم. لانه قد يقول قائل الصيام فرض على الامم السابقة - 00:33:03ضَ

ولم يفرض على هذه الامة. اذا الامم السابقة افضل ونقول ما من خصيصة وفضيلة خص الله تعالى بها الامم السابقة الا وفي هذه الامة ما هو مماثل لها او خير منها - 00:33:27ضَ

يقول على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. اي لاجل ان تتقوا وفي هذا قوله لعلكم تتقون. فيه بيان الحكمة من فرضية الصيام وشرعية الصيام وان الله تعالى فرضه علينا لتحقيق التقوى - 00:33:44ضَ

ويدل عليه قوله عليه الصلاة والسلام من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه نقف على الحديث - 00:34:07ضَ