التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين. قال الامام النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ
عن ابي العباس عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال ان الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك - 00:00:16ضَ
من هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تبارك وتعالى عنده حسنة كاملة ان هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله تعالى عنده حسنة كاملة. وان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة. متفق عليه - 00:00:30ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل ومثل هذا يسمى حديثا قدسيا وحديثا الاهيا وحديثا ربانيا - 00:00:53ضَ
قال الله تعالى ان الله كتب الحسنات والسيئات ان الله كتب يعني امر بكتابتها وكتابة الله عز وجل للحسنات والسيئات على نوعين كتابة سابقة وهي ما كتبه الله عز وجل في اللوح المحفوظ. فان الله تعالى كتب مقادير كل شيء في اللوح المحفوظ - 00:01:13ضَ
ان كل شيء خلقناه بقدر وفي الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ان الله عز وجل اول ما خلق القلم قال له اكتب قال ربي وماذا اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم - 00:01:36ضَ
يوم القيامة والنوع الثاني من انواع الكتابة كتابة لاحقة وهذه التي يترتب عليها الثواب والعقاب وعلى هذا تكون كتابة الله عز وجل كتابة سابقة الشيء قبل وقوعه وكتابة لاحقة يترتب عليها الثواب والعقاب. ان الله كتب الحسنات والسيئات. الحسنات - 00:01:50ضَ
جمع حسنة وهي ما يمدح فاعله شرعا ويتعلق بها الثواب والسيئات جمع سيئة. وهي ما يذم فاعله شرعا ويتعلق بها العقاب قال كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك. يعني بين كيفية كتابة الحسنة والسيئات فيما يأتي فقال فمن هم - 00:02:16ضَ
بحسنة الهم هو العزم على فعل الشيء. يعني عزم على فعل الشيء. فمن هم بحسنة فلم يعملها كتب الله عز وجل له حسنة كاملة. فاذا هم بالوضوء ولم يتوضأ. او هم بالصلاة ولم يصلي فان الله عز وجل - 00:02:40ضَ
يكتب له ذلك حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله عز وجل له عشر حسنات ثم يضاعف ذلك الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة وفي قوله كتب الله عز وجل عشر حسنات عنده او حسنة عنده. الاضافة او العندية هنا تقتضي التشريف - 00:03:00ضَ
واعلم ان الهم بالحسنة لا يخلو من اربع حالات الحالة الاولى ان يهم الانسان بالحسنة فيعملها سيكتب الله عز وجل له الاجر كاملا والحل الثاني ان يهم بالحسنة ولكن يحال بينه وبينها - 00:03:25ضَ
بعذر شرعي في كتب الله عز وجل له الاجر كاملا. قال الله تعالى ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله - 00:03:49ضَ
والحال الثالثة ان يهم بالحسنة ولكن يدع هذه الحسنة لحسنة اعلى واعظم. فيكتب الله عز وجل له اجر الحسنة العليا كاملا ويكتب له همه بالحسنة الدنيا. ودليل ذلك حديث جابر ابن عبد الله - 00:04:08ضَ
الله عنهما ان رجلا قال للنبي عليه الصلاة والسلام يا رسول الله اني نذرت ان فتح الله عليك مكة ان اصلي في بيت المقدس ركعتين فقال صلي ها هنا فاعاد عليه فقال صلي ها هنا فاعاد عليه فقال شأنك او شأنك اذا - 00:04:30ضَ
والحل الرابع ان يهم بالحسنة ويتركها كسلا فيكتب له حسنة واحدة فقط يعني يثاب على هذه النية وفي قوله عليه الصلاة والسلام من هم بحسنة كتبها الله له حسنة وان فعلها ضاعفها الله عز وجل عشر حسنات مضاعفة - 00:04:48ضَ
الحسنات على نوعين. النوع الاول ان تضاعف الحسنة الى عشر امثالها وهذا قد كتبه الله عز وجل على نفسه. من جاء بالحسنة فله عشر امثالها والثاني من المضاعفة ما زاد على ذلك الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة وهذا تحت مشيئة الله عز وجل وارادته - 00:05:10ضَ
فان شاء ضاعف وان شاء لم يضاعف. قال الله تعالى مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء. فما زاد على العشر فمضاعفتها الى الله - 00:05:33ضَ
عز وجل وهذا يرجع الى اخلاص العبد ومتابعته وما قام في قلبه من تعظيم الله وما قام به من حسن هذه عبادتي وادائها ثم قال عليه الصلاة والسلام وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له حسنة كاملة. وذلك لانه كما جاء في - 00:05:53ضَ
وادي الاخرى انه تركها من جراء يعني تركها لله. وان هم بالسيئة فعملها كتبها الله عز وجل عليه سيئة واحدة. لقوله تعالى ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون. واعلم - 00:06:15ضَ
ايضا ان الهم بالسيئة له اربع حالات الحال الاولى ان يهم بالسيئة ويتركها لله عز وجل. فيكتب الله له حسنة كاملة لانه تركها لله. ولهذا قال في الحديث لانه تركها من جراء - 00:06:35ضَ
والحال الثانية ان يهم بالسيئة ويدع هذه السيئة لا لله ولكن لان نفسه لم تدعه الى ذلك هذا لا له ولا عليه. لا يكتب له سيئة لانه لم يعمل ولا تكتب له حسنة. لانه لم يتركها لله تعالى - 00:06:58ضَ
والحال الثالثة ان يهم بالسيئة ولا يعملها لكن من غير ان يسعى. في اسبابها وفي حصولها فهذا يعاقب على هذه النية السيئة. ولهذا جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال في الرجل الذي قال لو ان لي مال - 00:07:17ضَ
عملت به عمل فلان قال فهما بنيتهما فهما في الوزر سواء والحال الرابعة ان يهم بالسيئة ويسعى في اسباب تحصيلها. فهذا يعاقب عقاب الفاعل تماما كأنه فعل كما تقدم بالحديث ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار - 00:07:37ضَ
قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال انه كان حريصا على قتل صاحبه. ففي هذا الحديث دليل على اهمية النية وانها توصل صاحبها الى المراتب العليا اذا احسنها واخلصها لله. وفيه ايضا ساعة رحمة الله عز وجل وفضله - 00:08:04ضَ
على عباده. والله تعالى معاملته لعباده دائرة بين الفضل والعدل. فالفضل لمن عمل الحسنات والعدل من عمل السيئات. ولهذا قال تعالى من جاء بالحسنة فله عشر امثالها. ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها - 00:08:27ضَ
ها وهم لا يظلمون. واستثنى بعض اهل العلم رحمهم الله من الهم بالسيئة انه اذا هم ولم يعملها كتبها الله له حسنة او لم تكتب عليه استثنوا من ذلك حرم مكة. فقالوا ان الانسان اذا هم بالسيئة فيه فانه - 00:08:47ضَ
يعاقب عليها ولو لم يفعلها. قال الله تعالى ومن يرد فيه بالحاج بظلم نذقه من عذاب اليم. قال اهل العلم عدا يعني في الاية عد الله عز وجل فعل الارادة بالباء مما يدل على ان الارادة هنا مظمنة معنى الهم - 00:09:06ضَ
وقال ابن مسعود رضي الله عنه لو ان رجلا بعدن ابين هم فيه بسيئة لاذاقه الله عز وجل عذابه الايما السيئة في حرم مكة بل السيئة في الازمنة الفاضلة والامكنة الفاضلة ليست كغيرها - 00:09:26ضَ
الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:09:46ضَ