التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه - 00:00:00ضَ
رياض الصالحين في باب الرجاء وقال تعالى وهل يجازى الا الكفور؟ وقال تعالى انا قد اوحي الينا ان العذاب على من كذب وتولى. وقال تعالى ورحمتي وسعت كل شيء. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب الرجاء. الرجاء هو معرفة القلب - 00:00:20ضَ
وطمعه في رحمة الله عز وجل. ومغفرته وجوده واحسانه وانما ذكر المؤلف رحمه الله باب الرجاء بعد باب الخوف. لان الانسان اذا غلب جانب الخوف وقع في القنوط من رحمة الله واستبعاد رحمته. واذا غلب الرجاء وقع في الامن من مكر الله - 00:00:43ضَ
والمشروع الانسان ان يكون في سيره الى الله عز وجل وسطا فلا يغلب جانب الرجاء ولا يغلب جانب الخوف ولهذا قال الامام احمد رحمه الله ينبغي ان يكون خوفه ورجائه واحدا. فايهما غلب هلك - 00:01:11ضَ
ثم ذكر المؤلف رحمه الله الايات في هذا الباب الايات الاولى قول الله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله هذه الاية نزلت في التائبين الى الله تعالى المنيبين اليه الراجعين اليه. والخطاب في قوله قل يا - 00:01:31ضَ
عبادي الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم اي بلغ امتك عن الله ان الله تعالى يغفر الذنوب جميعا قل يا عبادي والمراد بالعبودية هنا ما يشمل نوعي العبودية العامة والخاصة. فهي عامة في - 00:01:54ضَ
الخلق من مؤمن وكافر وبر وفاجر. الذين اسرفوا على انفسهم اي تجاوزوا الحد في برعاية انفسهم فاوقعوها في مخالفة امر الله من ترك الواجبات والوقوع في المحرمات لا تقنطوا من رحمة الله. القنوط اشد اليأس وهو استبعاد الفرج. واليأس منه. ان - 00:02:14ضَ
الله يغفر الذنوب جميعا. اي انه سبحانه وتعالى يغفر جميع الذنوب. فلا يتعاظمه ذنب عز وجل فمهما عظمت الذنوب ومهما كثرت الذنوب فان عفو الله تعالى ومغفرته ورحمته هي اعظم من - 00:02:45ضَ
ذلك ان الله يغفر الذنوب جميعا. وهذا اعني مغفرة جميع الذنوب فيمن تاب الى الله تعالى واناب اليه وذلك ان الانسان له حالان. حال توبة وحال عدم توبة تأمل الحال الاولى وهي اذا تاب الى الله تعالى واناب فان الله عز وجل يغفر ذنوبه جميعا ولو كانت شركا او - 00:03:05ضَ
كفرا او كبائر او صغائر من باب اولى. والحالة الثانية الا يتوب من الذنب. بمعنى ان يقترف الذنب ولا يتوب منه فاما الشرك فان الله تعالى لا يغفره لقوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما - 00:03:32ضَ
دون ذلك لمن يشاء. واما ما دون الشرك من المعاصي من كبائر وصغائر فانها تحت مشيئة الله عز وجل وارادته ان شاء عذب هذا المذنب بقدر ذنبه ثم يكون مآله الى الجنة وان شاء عفا عنه - 00:03:52ضَ
عز وجل وادخله الجنة من غير ان يحاسبه على هذا الذنب. ثم قال انه هو الغفور الرحيم. فهو سبحانه وتعالى غفور والمغفرة هي ستر الذنب والتجاوز عنه. من المغفر الذي فيه ستر ووقاية. ويدل - 00:04:12ضَ
في هذا المعنى ما جاء في الحديث ان الله تعالى يخلو يوم القيامة بعبده المؤمن ويقرره بذنوبه ويقول انت كذا في يوم كذا وفعلت كذا في يوم كذا فلا يستطيع ان ينكر شيئا ثم يقول الرب عز وجل تفضلا منه ومنة - 00:04:32ضَ
قد سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم. فالمغفرة تشتمل على امرين ستر الذنب والتجاوز عنه بان الله تعالى قد يتجاوز عن ذنبك ولكن يفضحك بين الخلق. وقد يستر عليك ولكن لا يغفر - 00:04:52ضَ
فاذا اجتمع الستر والتجاوز حصل المطلوب ونجا من المرهوب. ولهذا قال الله تعالى ان الله فيغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. فهو ذو المغفرة الواسعة والرحمة الواسعة. وبالرحمة والمغفرة - 00:05:12ضَ
يحصل المطلوب ويزول المرهوب. فبهذه الاية الكريمة فوائد منها اولا بيان ساعة رحمة الله تعالى مغفرته لعباده وان العبد مهما عمل من الذنوب والمعاصي ومهما تجاوز فان الله تعالى اغفر له ذلك اذا تاب اليه واناب. ومنها ايضا النهي عن القنوط. لقوله لا تقنطوا من رحمة الله. والقلوب - 00:05:32ضَ
كما تقدم هو اشد اليأس وهو استبعاد الفرج من الله تعالى. والقنوط محرم لقول الله تعالى ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون. اي الجاهلون. وذلك لان القنوط يتضمن وفاسد. منها اولا - 00:06:02ضَ
ان فيه سوء ظن بالله عز وجل. والواجب على المؤمن ان يحسن ظنه بالله تعالى. والله تعالى عند حسن ظن عبده به. ومن مفاسد القنوط ايضا ان فيه طعنا. وتنقصا لقدرة الله عز وجل - 00:06:22ضَ
والله تعالى على كل شيء قدير. لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء. ومن مفاسد القنوط ايضا ان فيه طعنا في رحمة الله عز وجل ومغفرته. والله تعالى لا يتعاظمه ذنب فهو عز وجل يغفر الذنوب جميعا. ومن فوائدها ايضا - 00:06:42ضَ
الحث على التوبة الى الله تعالى والانابة اليه. ولهذا قال في الاية بعدها وانيبوا فامر سبحانه وتعالى والتوبة النصوح هي ان يرجع العبد من معصية الله تعالى الى طاعته. ولا تكونوا نصوحا - 00:07:02ضَ
الا اذا استكملت شروطا خمسة. الشرط الاول الاخلاص لله تعالى في التوبة. بان يكون الحامل على توبة خوف الله عز وجل وخشيته وطمعه في ثوابه وخوفه من عقابه. الشرط الثاني من شروط التوبة النصوح - 00:07:22ضَ
الاقلاع عن الذنب فورا. فيجب ان يقلع عن الذنب. فلا تصح التوبة من ذنب مع الاصرار عليه والتلبس به. والشرط الثالث من شروط التوبة الندم على ما مضى. بحيث يتمنى ان هذا - 00:07:42ضَ
الذنب لم يحصل منه فيحصل في قلبه انكسار الى الله عز وجل وذل وخضوع. الشرط الرابع من شروط التوبة العزم على الا يعود الى ذلك في المستقبل. فمن تاب من ذنب ونفسه تحدثه انه متى - 00:08:02ضَ
تيسر له فعله فان هذه التوبة ليست توبة نصوحا بل هي توبة مؤقتة بل هي توبة كاذبة. الشرط الخامس والاخير من شروط التوبة النصوح ان تكون التوبة في وقت القبول. يعني في زمن القبول الذي تقبل فيه التوبة - 00:08:22ضَ
وزمن قبول التوبة نوعان عام وخاص. فالعام ان يتوب قبل ان تطلع الشمس من مغربها كما قال عز وجل يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها. لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا - 00:08:42ضَ
وقال النبي صلى الله عليه وسلم من تاب قبل ان تطلع الشمس تاب الله عليه. واما الوقت الخاص فهو حضور الاجل فاذا حضر الاجل لم تنفع التوبة قال الله تعالى انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة. ثم يتوبون من قريب فاولئك يتوب الله عليهم - 00:09:02ضَ
وكان الله عليما حكيما. وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. فعلى المرء ان يبادر - 00:09:27ضَ
بالتوبة لانه لا يدري متى يفجأه الموت. فربما فجأه الموت على حال تسخط الله تعالى اه عليه البدار بالتوبة والانابة الى الله والا يستعظم شيئا من ذنوبه ومعاصيه فان رحمة الله - 00:09:47ضَ
وفضله اوسع من ذلك. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:10:07ضَ