باحث

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وامام المتقين وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد في هذا اليوم يوم الجمعة الخامس من شهر ذي القعدة - 00:00:00ضَ

في عام واحد واربعين واربعمئة والف اه نشرع في الشرح والتعليق على كتاب الفتن في صحيح البخاري رحمه الله ضمن الدورة العلمية الصيفية التي ينظمها مكتب الدعوة والارشاد وتوعية الجاليات - 00:00:18ضَ

في شرق محافظة جدة واسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح وان يوفقنا لهداه ويجعل عملنا في رضاه اه يقول المؤلف رحمه الله كتاب الفتن الفتن جمع فتنة - 00:00:39ضَ

وهي كل ما يفتن المرء عن دينه ان يصده عن دينه الفتنة يصد عن شريعة الله اما بسبب جهل يحول بين الانسان وبين معرفة الشرع واما لهوى يحول بين الانسان وبين معرفة الحق - 00:01:01ضَ

والفتن انواع متنوعة لكنها في مجملها تعود الى امرين الى فتنة شبهات وفتنة شهوات اما فتنة الشبهات فهي التباس الحق بالباطل فيرى الباطل حقا والحق باطلا كما قال عز وجل الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا - 00:01:25ضَ

وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا هذه الفتنة اعني فتنة الشبهات قد تكون في العقائد كهل البدع والضلال الذين عطلوا صفات الله عز وجل وكذلك ايضا من تعلق بغير الله بدعائه والاستغاثة به ونحو ذلك من انواع العبادة التي يصيبها لغير الله - 00:02:00ضَ

وقد تكون هذه الفتنة اعني فتنة الشبهات قد تكون في العمل كالقتال بالرئاسة او سلطة او استحلال دماء المسلمين او تكفيرهم او ما اشبه ذلك النوع الثاني من الفتنة فتنة الشهوات - 00:02:28ضَ

والمراد بالشهوة هنا الهواء بحيث انه يعلم الحق ويخالفه بهوا في نفسه وسوء ارادته وقصده ولهذا كان من الدعاء المأثور الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ارنا ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه - 00:02:48ضَ

في اراءة الحق تزول الشبهة وفي ان يرزقك الله عز وجل الاتباع تزول الشهوة فدواء فتنة الشهوات يكون باحسان النية والارادة والقصد ودواء فتنة الشبهات يكون بالعلم النافع والعمل الصالح - 00:03:13ضَ

وها هنا ارشادات لما ينبغي للمرء ان يكون عليه في حال حصول الفتن او للوقاية من الفتن الوقاية من الفتن لها اسباب متنوعة منها اولا تقوى الله عز وجل فان اهم ما تتقى به الفتن - 00:03:40ضَ

هو التقوى بين تقوى الله سبب لتجنب الفتن ولتجنب ضررها قال الله عز وجل ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب وقال تعالى ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا - 00:04:07ضَ

ثانيا من الاسباب التي يتقي بها الانسان فتن لزوم الكتاب والسنة والاعتصام بهما فان الاعتصام بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم طريق العز والنجاة والفلاح في الدنيا والاخرة - 00:04:27ضَ

قال الله عز وجل واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وقال عز وجل ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم ولهذا في حديث ابن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون - 00:04:47ضَ

حتى كأنها وصية مودع. يعني فهم الصحابة رضي الله عنهم ان هذه الوصية وصية مودع. فقالوا يا رسول الله كانها وصية مودع فاوصنا فاوصاهم عليه الصلاة والسلام بتقوى الله عز وجل في السر والعلن والسمع والطاعة - 00:05:14ضَ

لمن ولاه الله عز وجل امرهم اه ثالثا من اسباب الوقاية من الفتن نجوم جماعة المسلمين والبعد عن التفرق والاختلاف فان الفرقة شر والجماعة رحمة الجماعة يحصل بها قوة لحمة المسلمين - 00:05:34ضَ

وهيبتهم ووحدتهم ويحصل التعاون بينهم على البر والتقوى رابعا من الاسباب التي تتقى بها الفتن الرفق والاناة وعدم العجلة والتأمل في عواقب الامور بان لا يحصل الزلل والوقوع في الانحراف والخلل - 00:06:01ضَ

ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه انها ستكون امور مشتبهات فعليكم بالتؤدة فانك ان تكون تابعا في الخير خير من ان تكون رأسا في الشر خامسا من الاسباب التي تبتقى بها الفتن - 00:06:25ضَ

الاخذ والتلقي عن العلماء الراسخين والائمة المحققين وترك الاخذ عن الاصاغر الناشئين في طلب العلم المقلين في التحصيل البركة تكون مع الاكابر الذين رسخت اقدامهم في العلم وطالت مدتهم في تحصيله - 00:06:44ضَ

واصبح لهم واصبح لهم مكانة في الامة بما اتاهم الله عز وجل من العلم والحكمة وكذلك ايضا ما اتاهم الله تعالى من الاناة والنظر في عواقب الامور قال الله تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين - 00:07:07ضَ

يستنبطونه منهم ان يستخرجونه بفكرهم وارائهم السديدة وعلومهم الرشيدة سادسا من الاسباب التي تتقى بها الفتن اللجوء الى الله عز وجل ودعاؤه ان يجنب المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن - 00:07:34ضَ

والتعوذ بالله عز وجل من مظلات الفتن فان من سأل الله تعالى اعطاه ومن استعاذه اعاده فانه سبحانه وتعالى لا يخيب عبدا دعاه ولا يرد عبدا ناداه قال الله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون - 00:07:56ضَ

سابعا من اسباب الوقاية من الفتن. الاكثار من الاعمال الصالحة فان كثرة الاعمال الصالحة سبب لتجنب الفتن قال النبي صلى الله عليه وسلم بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل فهذا يدل على ان - 00:08:26ضَ

المبادرة بالاعمال الصالحة سبب لوقاية العبد من الفتن. يقول المؤلف رحمه الله كتاب الفتن باب ما جاء في قول الله عز وجل واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة - 00:08:49ضَ

احذروا هذه الفتنة التي تصيب فاعل الظلم وغيره وذلك اذا ظهر الظلم ولم يغير فان عقوبته تعم هذا الظالم وتعم غيره ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس اذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يده - 00:09:07ضَ

اوشك ان يعمهم الله عز وجل بعقاب من عنده وقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر او ليوشكن الله ان يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لا تدعونه ثم - 00:09:29ضَ

اتدعونه فلا يستجيب لكم واتقاء هذه الفتنة يكون اولا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وثانيا بقمع اهل الشر والفساد والا يمكنوا من المعاصي والظلم قدر الامكان ثم ذكر المؤلف رحمه الله - 00:09:49ضَ

اه قال حدثنا علي ابن عبد الله قال حدثنا بشر بن السري بن السري قال حدثنا نافع بن عمر عن ابن ابي مليكة قال قالت عن النبي صلى الله عليه وسلم انا على حوضي انتظر من يرد علي فيؤخذ بناس من دوني فاقول امتي - 00:10:12ضَ

يقال لا تدري مشوا على القهقرة. قال ابن ابي مليكة اللهم انا نعوذ بك ان نرجع على اعقابنا اه او نفتن ثم ذكر الحديث الذي بعده وهو قوله عليه الصلاة والسلام انا فرطكم على الحوض ليرفعن الي رجال منكم حتى اذا - 00:10:32ضَ

اهويت لاناولهم اختلجوا دوني فاقول اي ربي اصحابي. فيقول لا تدري ما احدثوا بعدك فهذا الحديث يدل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم وشفقاته عليه الصلاة والسلام على امته - 00:10:54ضَ

وفيه ايضا دليل على التحذير من الاحداث في الدين لان الفتن غالبا تنشأ عن ذلك. فمنشأ الفتن هو من تغيير الدين وتبديله. والا فلو سار الناس علامات كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:13ضَ

وما كان عليه اصحابه لنجوا من الفتن وعافاهم الله عز وجل من المحن وفي هذا الحديث والذي قبله والذي بعده ايضا اثبات حوض النبي صلى الله عليه وسلم والحوظ في اللغة مجتمع الماء - 00:11:30ضَ

واما شرعا فهو حوض الماء النازل من الكوثر في عرصات القيامة الذي يكون للنبي صلى الله عليه وسلم وصفة هذا الحوض ان طوله شهر وعرضه شهر وزواياه سواء وانيته كنجوم السماء - 00:11:49ضَ

وماؤه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل واطيب من ريح المسك فيه ميزابان يمدانه من الجنة. احدهما من يمدانه من الجنة احدهما من ذهب والاخر من فضة. يرده المؤمنون - 00:12:12ضَ

من امة محمد صلى الله عليه وسلم من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا واستمداده اعني استمداد هذا الحوض من الكوثر. لقول ان النبي صلى الله عليه وسلم قال واعطاني الله الكوثر - 00:12:31ضَ

وهو نهر في الجنة يسير في حوض اه ولكل نبي من الانبياء حوض. ولكن حوض النبي صلى الله عليه وسلم اكبرها واعظمها واكثرها اكثرها ورودا ايضا لقول النبي صلى الله عليه وسلم ان لكل نبي حوضا - 00:12:49ضَ

وانهم يعني الانبياء ليتباهون ايهم اكثر حوضا واني لارجو ان اكون اكثرهم واردة آآ ثم ذكر المؤلف رحمه الله من الباب الذي بعده قال رحمه الله باب قول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:13:10ضَ

سترون بعدي امورا تنكرونها. وقال عبد الله بن زيد قال النبي صلى الله عليه وسلم اصبروا حتى تلقوني على الحوض ثم ذكر الحديث وهو قوله عليه الصلاة والسلام انكم سترون بعدي اثرة وامورا تنكرونها. انكم سترون بعدي اثرة - 00:13:31ضَ

اي استئثارا واختصاصا بامور الدنيا من الاموال وغيرها اه وامورا تنكرونها لمخالفتها للشريعة ولما كان عليه الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال قالوا يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال ادوا اليهم حقهم وسلوا الله حقكم - 00:13:51ضَ

عدوا اليهم حقهم يعني هؤلاء الولاة اعطوهم حقهم واسألوا الله عز وجل حقكم يعني لا تنازعوهم ولا تنابذوهم والحديث الذي بعده قال من كره من اميره شيئا فليصبر من كره من امره شيئا هذا عام سواء كان في امور الدين او في امور الدنيا - 00:14:15ضَ

وامور الدين كراهته لاميره في امور الدين كأن يكون من اصحاب الفجور والفسوق فيكرهه لذلك وامور الدنيا فتسلطه على الناس في اموالهم ودنياهم بحيث يظلمهم بحيث انه يظلمهم باخذ اموالهم او منعهم من - 00:14:39ضَ

حقوقهم او ما اشبه ذلك وهذا حديث يدل على ان الواجب الصبر على ما يحصل من جور الامراء وفيه ايضا دليل على ظهور اية من ايات النبي صلى الله عليه وسلم. فانه اخبر بامور حصلت - 00:14:58ضَ

وقعت في القرون التي كانت بعد القرون المفضلة واما الحديث الذي بعده فهو قول من رأى من امره شيئا يكرهه من رأى من اميره شيئا يكرهه يعني من امور الدين او من امور الدنيا. فليصبر يعني على - 00:15:20ضَ

هذا الظلم الذي حصل عليه في امور الدنيا او الكراهة التي رآها في امور الدين. فانه من فارق الجماعة شبر فمات الا مات ميتة جاهلية اي مات كموت اهل الجاهلية - 00:15:37ضَ

المراد بقوله مات ميتة جاهلية اي مات كموت اهل الجاهلية على ضلال. يعني يكون موته والعياذ بالله على ضلال. يموت وليس له امام مطاع وليس المراد انه يموت كافرا، بل بل المراد انه يموت عاصيا - 00:15:55ضَ

فهذا الحديث يدل على ان الجماعة هي اجتماع ان الجماعة هي الاجتماع على الامير او على السلطان وعدم التفرق آآ ثم ذكر المؤلف رحمه الله حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه - 00:16:13ضَ

آآ قال حدثنا اسماعيل قال حدثني ابن ابي وهب عن عمر عن بكير عن بسري بن سعيد عن جنادة بن ابي امية قال دخلنا على عبادة ابن الصامت وهو مريض قلنا اصلحك الله حدث بحديث ينفعك الله به - 00:16:36ضَ

سمعته سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم قال دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه فقال فيما اخذ علينا ان بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وعثرتنا - 00:16:56ضَ

علينا والا ننازع الامر اهله الا ان تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان حديث عبادة يقول بايعنا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المبايعة هي العهد وسميت مبايعة بان كل واحد من المتبايعين - 00:17:14ضَ

يمد باعه الى الاخر يقول بايعناه على السمع والطاعة اي على اي لا على السمع والمعصية. على السمع والطاعة. فنسمع قوله ونطيع امره فالسمع لغة لما يقال والطاعة بمعنى التنفيذ. يعني فنسمع ونطيع - 00:17:37ضَ

ومن هذا قوله تبارك وتعالى سمعنا واطعنا يعني سمعنا قولك اطعنا امرك قال بايعناه على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا في منشطنا هذه الجملة تحتمل معنيين المعنى الاول اي في حال نشاطنا وفي حال عجزنا. قوله في منشطنا ومكرهنا هذه الجملة لها معنيان. المعنى الاول ان - 00:18:00ضَ

اننا نسمع ونطيع في حال منشطنا وفي حال مكرهنا. يعني في حال نشاطنا. وفي حال عجزنا. لان الانسان اذا نفذ الامر في حال التعب والمشقة صار عليه صار عليه شيء من الكراهة. ولذلك في بعض الروايات - 00:18:30ضَ

في النشاط والكسل المعنى الثاني في قوله في منشطنا ومكرهنا اي في الامر الذي نتلقاه بنشاط وانشراح وفي الامر الذي نتلقاه بكراهة. لان الاوامر التي ترد على الانسان منها ما يتلقاه بانشراح وفرح - 00:18:48ضَ

ومنها ما يتلقاه على الظد من ذلك قال وفي وعسرنا ويسرنا اي في حال كثرة المال وفي حال قلته. قال واثرة علينا يعني واستئذان علينا وتقدم. قال والا منازع الامر اهله. يعني الا ننازع في الملك - 00:19:08ضَ

والسلطة والامارة بان بان نحاول ان نجعل لنا نصيبا في هذا الملك او نصيبا في هذه الامارة او في هذه السلطة قال الا ان تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان. الا ان تروا كفرا بواحا. اشترط النبي صلى الله - 00:19:28ضَ

ويسلم هنا اربعة شروط اولا ان تروا فلا بد من التحقق بالرؤية والسماع ثانيا كفرا يعني فسقا ثالثا بواحا يعني صريحا لا تأويل فيه. فان كان متأولا او له شبهة فلا - 00:19:50ضَ

رابعا عندكم فيه من الله برهان. اي دليل قاطع بان هذا العمل كفر لا مجرد احتمال. وهناك شرط خامس وهو القدرة على التغيير من غير ان يحصل فتنة او يحصل قتال وسفك للدماء. اذا هذه خمسة - 00:20:10ضَ

شروط اه اشترطها النبي صلى الله عليه وسلم فيما اذا كان اه عند هذا السلطان او عند هذا الامير اه مخالفات للشرع اذا اذا كان عنده كفرا اذا رأينا كفرا بواحا - 00:20:30ضَ

يعني اه بواحا عندنا فيه من الله عز وجل برهان. والشرط الخامس هو القدرة على التغيير اه ثم قال المؤلف رحمه الله اه ذكر الحديث قال انكم سترون بعدي اثرة فاصبروا حتى تلقوني. فهذا ايضا يدل على - 00:20:50ضَ

وجوب الصبر على جور الائمة وما يحصل من وما يحصل منهم من الظلم وان الانسان يصبر لان كونه يخرج عن على امامه او ينابذه او يعصيه او يظهر له العداوة هذا سبب - 00:21:12ضَ

وفساد وبلاء. وسبب ايضا لسفك الدماء ثم قال المؤلف رحمه الله باب قول النبي صلى الله عليه وسلم هلاك امتي على يدي وغيرمة سفهاء قوله هلاك امتي اعلم ان الامة - 00:21:31ضَ

المضافة الى الرسول صلى الله عليه وسلم على نوعين امة دعوة وامة اجابة. الامة المضافة الى النبي صلى الله عليه وسلم على نوعين امة دعوة وامة اجابة. فاما امة الدعوة فهم الذين وجهت اليهم دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:21:51ضَ

منذ بعث الى قيام الساعة هؤلاء يسمون امة الدعوة ولهذا ثبت في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد بيده - 00:22:16ضَ

لا يسمع بي من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به الا كان من اصحاب النار والنوع الثاني من الامة امة الاجابة وهم الذين استجابوا لله وللرسول صلى الله عليه وسلم - 00:22:35ضَ

فهؤلاء هم امة الاجابة. ومن هذا النوع قول النبي صلى الله عليه وسلم لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك اه ذكر المؤلف رحمه الله الحديث قال كنت جالسا مع ابي هريرة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة. ومعنا مروان قال ابو هريرة - 00:22:56ضَ

سمعت الصادق المصدوق يقول هلكة امتي على يدي من قريش فقال مروان لعنة الله عليهم غلمة فقلت فقال ابو هريرة لو شئت ان اقول بني فلان وبني فلان لفعلت فكنت اخرج مع جدي الى بني مروان حينما ملكوا بالشام فاذا رآهم غلمانا - 00:23:16ضَ

احداثا قال لنا عسى هؤلاء ان يكونوا منهم؟ قلنا انت اعلم اه قوله في او في الترجمة هلاك امتي على يدي اغيرمة سفهاء غيلمة تصغير غلمة جمع غلام والغلام يقال للصبي - 00:23:44ضَ

من الولادة الى البلوغ ثم اعلم ايضا ان لفظ الغلام يرد في اللغة العربية وفي النصوص الشرعية له معنيان يرد على معنيين. المعنى الاول الغلام يعني من دون البلوغ. فيقال للصبي الذي - 00:24:05ضَ

دون البلوغ غلام ولهذا ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم في العقيقة عن عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة المعنى الثاني من اطلاق لفظ الغلام انه يطلق على العبد المملوك. فيقال غلام فلان يعني مملوكا - 00:24:23ضَ

يقول غيلما سفهاء يعني صغارا في عقولهم. ومعلوم ان الصغار لا يحسنون تدبير الامور التصرف كما قال الشاعر ان الامور اذا الاحداث دبرها دون الشيوخ ترى في بعضها خللا وقوله هلاك امتي المراد بالامة اهل ذلك العصر - 00:24:44ضَ

ومن قاربهم لا جميع الامة. والمراد بالهلاك هنا هلاك امتي بينه النبي عليه الصلاة والسلام. في حديث ابي هريرة اعوذ بالله من الصبيان قالوا وما امارة الصبيان؟ قال ان اطعتموهم هلكتم يعني في دينكم وان عصيتموهم اهلكوكم يعني في دنياكم - 00:25:11ضَ

بقتل الانفس واستباحة الاموال والمراد انهم يهلكون يعني الناس بسبب طلبهم الملك والقتال لاجل ذلك. وحينئذ تفسد الاحوال وتكثر الفتن اه في هذا الحديث فيه فوائد منها الحذر من ان يتولى المسلمين ان يتولى امرة المسلمين من اتصفوا بهذه الصفة. بان بحيث يكون سفيها في تصرفاته - 00:25:32ضَ

لا يحسن الامور ولا يقدر العواقب ومنها ايضا انه ينبغي ان يولى من جمع ثلاثة اوصاف اولا ان يكون كبيرا في سنه لان الكبير في السن عنده من المعرفة والتجربة ما ليس عند غيره - 00:26:03ضَ

وثانيا ان يكون له عقل راجح يزن الامور ويقدرها. وثالثا ان يكون ذا دين. اذا من هنا كون ان الامة يتولاها غيلما سفهاء يعني صغارا في سنهم. لانه ربما ان بعض الناس - 00:26:25ضَ

يخلف ولدا ويتولى الملك وهو لم يبلغ الى الى حد دون حد البلوغ فيرث اباه في الملك مع انه لا يحسن التصرف. اما اذا كان هذا المولى رجلا عنده من العقل الراجح وعنده من حسن التصرف فلا يمنع. ولهذا في تاريخ الاسلام تولى امراء على المسلمين من - 00:26:45ضَ

له خمس وعشرون سنة من له عشرون سنة من له ثلاثون سنة هذا لا يمنع. لكن المراد ان يولى شخصا مقاربا للبلوغ او مناهزا للبلوغ بان مثل هذا لا يحسن العواقب ولا يعرف التصرف - 00:27:13ضَ

ومنها ايضا جواز من فوائد الحديث. جواز الدعاء باللعن على وجه العموم اما على وجه الخصوص فلا يجوز فيجوز لك ان تقول لعنة الله على الكافرين. لعنة الله على الظالمين. لعنة الله على الفاسقين. اما ان ترى شخصا - 00:27:30ضَ

معينا يفعل محرما يعني بما يفسق به فلا يجوز لك ان تقول له لعنك الله او ترى شخصا ظلم اخر لا يجوز لك ان تقول لعنة لعنة الله عليك ومنها ايضا تحريم الخروج على السلطان حتى لو جار حتى لو حصل منه ظلم حتى لو حصل منه - 00:27:50ضَ

اخذ للاموال فانه لا يجوز الخروج على السلطان ولا على الحاكم باي حال من الاحوال. لان لان ابا هريرة رضي الله الله عنه لم يأمرهم بالخروج لما اخبرهم بهذا لم يقل اخرجوا - 00:28:12ضَ

بل الاحاديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام تدل على وجوب الصبر واحتساب الاجر ولا يمنع ذلك من المناصحة. المناصحة خير من المنابذة. فكونك تناصح هذا الامام هذا السلطان هذا الامير خير لك من ان تنابده. ومن المعلوم ان ان الانفس البشرية جبلت على - 00:28:27ضَ

كراهة النقد يعني كون الانسان يوجه اليه النقد مباشرة هذا قد تأباه النفوس وقد لا تقبله النفوس لكن اذا جاء الامر على وجه حسن وعلى وجه النصيحة فان النفس تتقبله. ولهذا من الامثال المعروفة الكلام اللين يغلب الحق البين. فالانسان اذا - 00:28:53ضَ

كان في كلامه واحسن في كلامه وخاطب الناس على قدر آآ مستوياتهم وعلى قدر فان هذا يكون سببا لقبول كلامه وما يوجهه من دعوة ونصيحة - 00:29:19ضَ