الأهواء والفرق والبدع عبر تاريخ الإسلام - الشيخ د ناصر العقل

10 الأهواء والفرق والبدع عبر تاريخ الإسلام ( بدعة القصص - الخصومات في الدين ) - د ناصر العقل

ناصر العقل

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى اله رضي الله عن صحابته والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين - 00:00:00ضَ

في درس الاهواء وصلنا الى صفحة كم نعم اربعة واربعين وهو موضوع ظهور بدعة القصص المقصود بالقصص هو الوعظ الذي يغلب عليه الحكايات المتكلفة اسرائيليات والمبالغة في الوعد والوعيد ونحو ذلك مما مما لا اصل له في الشرع - 00:00:20ضَ

الوعظ مشروع بل هو من اعظم وسائل الدعوة التي جاء بها الرسل عموما ورسولنا صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص فانه كان يعظ اصحابه وقد ارشدوا الامة في كثير من المواعظ الى اصول الوظع الوعظ وقد وعظ في كثير من النصوص التي جاءت - 00:00:47ضَ

بل كتاب الله كتاب الله عز وجل مشتمل على كثير من الوعظ لكن هناك من انواع الوعظ مادته ما لا يصح شرعا. اما ان يبنى على نوع من التهويل والاغراب - 00:01:09ضَ

تحديث الناس بما لا تدركه عقولهم او بذكر الوعد والوعيد الذي لم يرد في الكتاب والسنة او بالاعتماد على حكايات تاريخية وامور اسرائيلية اعتمادا كليا وجعلها اصولا للوعظ. الاسرائيليات قد - 00:01:26ضَ

تستعمل او قد يجوز استعمالها احيانا في معرض ترك تحريك القلوب او العظة والعبرة لكن بشرط الا تكون الاساس انما يعتمد في الوعظ على الكتاب والسنة المهم انه في اخر الخلافة الراشدة - 00:01:49ضَ

ظهرت طائفة من قليل العلم من الوعاظ الذين هم ليسوا بعلماء بدأوا يعظون الناس بحكايات واسرائيليات واقاصيص لا اصل لها. فيها نوع مبالغة في الوعد والوعيد من ناحية. وفيها ايضا - 00:02:10ضَ

نسبة اخبار لا تصح الى اشخاص او الى الانبياء او الى الصالحين. وفيها ايضا حديث الناس عما لا يدركونه وتدرك عقولهم اما في اسماء الله وصفاته او في امور الغيب او في غيرها مما لا مصلحة فيه - 00:02:28ضَ

قد حدثت بدعة القصاص على هذا النحو في عهد علي رضي الله عنه انكرها الصحابة والتابعون كما اخرج ابن وضاح عن عبيد الله بن ينافع قال لم يقص على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ابي بكر ولا عمر ولا عثمان لم يقص. يعني لم يحدث القصص في عهد النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:47ضَ

ولا ابي بكر ولا عمر ولا عثمان يعني على نحو ما حدث فيما بعد ولا واول من كان ما كان القصص حين كانت الفتنة بعد مقتل عثمان اذا في القصاص هم الوعاظ الذين يعقدون مجالس الوعظ تظاهي مجالس العلم وتصرف الناس عن العلماء والعلم - 00:03:06ضَ

يعظون الناس فيها بالحكايات والاسرائيليات واحيا مما لا اصل له او موظوع او مما تدركه عقول عامة. وقد منعهم علي بن ابي طالب رضي الله عنه عندما كثروا وفتن بهم الناس - 00:03:26ضَ

وكثر جمهورهم وانقطع بعض الناس بهم عن العلماء والعلم. لانهم اخذوا يحدثون الناس بالغرائب والمتشابهات وما لا تدركه العقول وما لا يعرفه الناس فاحدث هذا الوعظ كثير من الاشكالات واوجد التعالم والغرور والجهل واوجد التعبد على غير - 00:03:39ضَ

التعبد لله عز وجل على غير نهج سليم. فهذا ظهر بسبب هذه الظاهرة كثير من العباد الذين ظهرت منهم بعض الشطحات في مناحي العبادة لم ترد في الكتاب والسنة او الزهد غير الشرعي او المبالغة والتنطع والتشدد في الدين - 00:04:06ضَ

فلما حدثت هذه الامور وقف الصحابة منهم موقفا حازما او بعض الصحابة فعلي ابن ابي طالب كان لا يسمح لهم وكان ابن عمر يأمر الشرطة في اخراج القصاص من المساجد - 00:04:29ضَ

وكان عمر ابن عبد العزيز يسجن هؤلاء القصاص ومن يجلس اليهم وقد خفت هذه الظاهرة ثم رجعت مرة اخرى القرون التالية خاصة عندما كثرت شطحات العباد وتعلق بهم دهماء الناس - 00:04:44ضَ

الذين بذروا بذور التصوف. فانهم سلكوا مسلك القصاص الاوائل ثم في هذه الفترة اي في اخر الخلافة الراشدة تقريبا ظهرت بعض الخصومات في الله عز وجل. ما كان الناس رغم ظهور الاهواء على ايدي الخوارج الاولين والشيعة الاولين ما كانوا يتكلمون في الله عز - 00:05:04ضَ

وفي ذاته واسمائه وصفاته الا فيما بعد اي بعد ان تستفحلت الخوارج وعمت البلبة واللواء بها وايضا كثرت كثر التشيع وطرقه ثم كثر الجهل في دين الله عز وجل. فمن هنا ظهرت بعض الخصومات في دين الله. واول من تولى - 00:05:27ضَ

ذلك واظهره الخوارج لما التحموا مع الناس في الجدال والخصومات وكثرة الكلام والثرثرة في الاصول التي خرجوا بها عن السنة واهلها ومن ذلك سؤال نجد الخارجي لابن عباس رضي الله عنه حين سأله عن معرفته بربه - 00:05:51ضَ

وقد ورد هذا النص على اكثر من صيغة منها ما اخرجه الهروي عن عكرمة ان نجده قال لابن عباس كيف كيف معرفتك بربك؟ لان من من قبلك وفي بعض الالفاظ من قبلنا اناس اختلفوا علينا - 00:06:14ضَ

او من قبلنا اختلفوا علينا فقال من ينصب دينه اي ابن عباس قال من ينصب دينه للقياس لا يزال الدهر في التباس ما اذا عن المنهاج طاعنا في الاعوجاج اعرفه بما عرف به نفسه من غير الرؤية. واصفه بما وصف به نفسه - 00:06:35ضَ

فهذا نوع من الخصومة والجدال في الله عز وجل وفي بعض الروايات ان نافع بن ازرق سأل نحو هذا السؤال وقد نسب الى نجدة ايضا. وربما تكون القصة واحدة او هي - 00:06:56ضَ

قصتان مختلفتان انه حينما تكلم ابن عباس رضي الله عنه في بعض صفات الله عز وجل قال له ذلك الخارجي يا ابن عباس صف لي ربك الذي تعبد كيف هو - 00:07:10ضَ

هذا سؤال شاذ غريب فيه سوء ادب مع الله عز وجل. وفيه ايضا سوء ادب بعد ذلك مع امثال ابن عباس فيه جرأة على الله على دين الله بعد ذلك انفتح التكلف والمراء والجدال في القرآن وفي الدين كله - 00:07:24ضَ

والحديث فيما لا فائدة فيه كان اول من احدث ذلك الخوارج. كان الخوارج يسألون الصحابة عن امور تدل على التعنت. وعلى الغرور والكبرياء ومحاولة اعجاز الصحابة او تعجيزهم او احراجهم امام الاخرين - 00:07:48ضَ

او اظهار التفوق العلمي وهذه السمة في كل من نحى منحى الخوارج جزئيا او كليا من كان عنده شيء من الغرور من حدثاء الاسنان سفهاء الاحلام شيء من الغرور والتعالم تجد من ابرز سماته انه يحاول ان يعرظ علمه عند العلماء وعند الناس - 00:08:06ضَ

على شكل سؤال كان يريد ان يحرج العالم او يبين انه اعلم منه او ان هذا العالم لا شيء عنده الى اخره فكان الخوارج من اول من بدأ هذه الاسئلة فكانوا يتساءلون عن متشابه من معاني القرآن وعن مسائل لا ينبني عليها عمل. وكان - 00:08:30ضَ

اغلب السنتهم للتعنت والتحدي والمراء والخوف في ايات الله ومتشابه القرآن. ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ثم استوقفه ابن كواف وقال افرأيت السواد الذي في القمر طبعا هذا السؤال عجيب وغريب - 00:08:50ضَ

وهي ايضا فيه نوع استفزاز فلما سأل هذا السؤال قال له علي ابن ابي طالب اعمى سأل عن عمياء ثم استرسل وتركه وبدأ واستمر في خطبته وبعد ما انتهى من الخطبة - 00:09:06ضَ

فسر له هذا السواد الذي القمر وقد يكون في بعض هذه القصة زيادات لكن اصلها هو ما يشبهها ثابت عن الخوارج كانوا اهل مراء وجدل ويتكلمون فيما يعنيهم وما لا يعنيهم. يتكلمون فيما يهم الامة وما لا يهمهم. فلذلك فتحوا على المسلمين باب الاهواء والثرثرة. والحديث فيما لا - 00:09:21ضَ

يعني سواء من امور الدين او في امور الدنيا سواء في العقيدة او في الاجتهاديات والاحكام وهذه اي الكلام بما لا يعني تعد من ابرز سمات اهل الهوى في كل عصر وفي كل زمان وكل مكان - 00:09:46ضَ

بمعنى انها ليست خاصة بالخوارج بل هي من السمات الظاهرة لاصحاب الاهواء ومن الامور التي في الغالب انه يتفرص بها العلماء احوال الناس كما حدث من كثير من السلف فقد تفرس ابن مسعود في بعض - 00:10:06ضَ

الذين يرتادون انهم من اهل الاهواء بسبب بدعهم وكثرة اسئلتهم في الدين وقد تفرس الحسن البصري في عمرو بن عبيد وواصل ابن عطاء بانهما من اهل الاهواء قبل ان يحدث منهما شيء - 00:10:29ضَ

وذكر هذا في وقت مبكر ذكر ان عمرو بن عبيد سيرتكب مرتكبا مركبا عظيما في الدين او نحو ذلك وكذلك قال في واصل. وصدق صدقت فراسته وكذلك نجد هذه الفراسة موجودة في كثير من اهل العلم الى يومنا هذا - 00:10:48ضَ

ومن مشاهير الذين زاغوا عن الهدى ووقعوا في الاهواء نسأل الله السلامة ذلكم الرجل المسمى بالقصيمي صاحب المؤلفات التي الفها في نصرة التوحيد ثم انتكس نسأل الله العافية والحذ فانه ثبت عن بعض مشايخ - 00:11:09ضَ

آآ عن بعض المشايخ والعلماء الذين درس عليهم هذا الرجل في وقت مبكر ثبت عنهم انهم توسموا انه سينحرف وسيلحد سيظل وذكرت هذه الفراشة عن اكثر من واحد في الرياض والقصيم وغيره - 00:11:31ضَ

وصدقت فراستهم وهذي الفراسة كما يبدو لي مبنية على ما ذكرته من ان كثرة الجدل والثرثرة والخصومات والتكلف في ذلك من علامات الاهواء. وربما يبدأها من ليس بصاحب هوى ثم اذا استمر عليها ولم يرتدع ولم يقف - 00:11:51ضَ

ربما يبتلى فيصاب بالاهوى وهذا هو الغالب. من لم يتوقف حتى وان كان من يشاء الاسئلة عند منشأ الاسئلة عنده وبدايتها انما هي عن مثلا عن غير هوى لكنه اذا استمر - 00:12:14ضَ

جعلها من دأبه ومن اخلاقه وسماته فانه في الغالب فانها في الغالب تجره الى الاهوار رويدا رويدا حتى يزل ويظل نسأل الله السلامة. فلذلك ينبغي ان نحذر وان نحذر من مثل هذه السمات. كثرة الجدل والخصومات في الدين. ويلحق بذلك - 00:12:32ضَ

كثرة الثرثرة فيما لا يعنيه الحديث في ماله حتى وان كان من مصالح الناس وامورهم الدنيوية وهو قضاياهم وحاجاتهم. اذا كان الكلام لا ينتج عنه ثمرة. لا يحل ولا يؤدي الى مصلحة ولا يدرى مفسدة - 00:12:52ضَ

فانه يجب على المسلم ان يتوقاه ولا يقع فيه ولينشغل بما ويشغل نفسه فكرة ولسانه اذا كان لابد ان ينشغل بذكر الله عز وجل وما والاه والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:13:13ضَ