تفسير سورة البقرة

102- تفسير سورة البقرة - الآيات ( 153-154) - فضيلة الشيخ أد #سامي_الصقير- 15 ربيع الآخر 1446هـ

سامي بن محمد الصقير

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله امواتا بل احياء ولكن لا تشعرون. ولنبلون - 00:00:00ضَ

انكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون. احسنت - 00:00:22ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد يقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة - 00:00:50ضَ

صدر الله عز وجل هذه الاية الكريمة في النداء في وصف الايمان النداء للمؤمنين بوصف الايمان فقال يا ايها الذين امنوا وتصدير الخطاب في مثل هذا في وصف الايمان له - 00:01:06ضَ

فوائد فمن فوائده اولا عناية الله تعالى بعباده المؤمنين حيث انه يوجههم ويرشدهم والثاني الرجة الثانية الحث والاغراء على الامتثال فعلا للمأمور وتركا للمحظور ان كان مما يجتنب اي يا ايها الذين امنوا لايمانكم - 00:01:27ضَ

استعينوا او لايمانكم افعلوا كذا او اتركوا كذا الفائدة الثالثة ان امتثال ما وجه من الخطاب سبب لزيادة الايمان وان مخالفته نقص في الايمان ان امتثال ما وجه اليهم سبب لزيادة الايمان - 00:02:00ضَ

وان نقصه وان مخالفته نقص في الايمان لان الحكم اذا علق بوصف فانه يزيد بزيادة الوصف وينقص وقول يا ايها الذين امنوا الايمان في اللغة بمعنى التصديق قال الله تعالى وما انت بمؤمن لنا اي بمصدق - 00:02:24ضَ

واما شرعا فهو قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالقلب والجوارح فهو قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل القلب وعمل الجوارح والقلب والدليل على دخول هذه الاشياء التي هي قول اللسان وهو نطقه واعتقاد القلب وعمل الجوارح - 00:02:56ضَ

الدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل لما سأله جبريل اخبرني عن الايمان قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله. الحديث وهذا اعتقاد القلب وقال صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة - 00:03:27ضَ

اعلاها قول لا اله الا الله وهذا القول وعدناها اماطة الاذى عن الطريق وهذا فعل ثم قال والحياء شعبة من شعب الايمان وهذا يتعلق في القلب وقوله يا ايها الذين امنوا بماذا؟ نقول امنوا بما يجب الايمان به - 00:03:52ضَ

كلما مر بك مثل هذا التعبير يا ايها الذين امنوا اي امنوا بما يجب الايمان بها والذي يجب الايمان به هو هو الاركان الستة. الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر - 00:04:15ضَ

والايمان بالقدر خيره وشره يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة لما بين الله عز وجل في الاية السابقة الامر بشكره او لما امر سبحانه وتعالى في الاية السابقة بشكره واشكروا لي ولا تكفرون - 00:04:34ضَ

شرع في بيان الصبر والارشاد الى الاستعانة في هذا الصبر ارشد الي استعانة بالصبر والصلاة لان الصبر اما ان يكون في مقابل نعمة فيشكر عليها واما ان يكون في مقابل نقمة فيصبر عليها - 00:04:59ضَ

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس لذلك لاحد الا للمؤمن - 00:05:27ضَ

نعم يقول يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة استعينوا الهمزة والسين والتاء تدل على الطلب اي اطلبوا المعونة بالصبر والصلاة وقولوا بالصبر الصبر في اللغة بمعنى الحبس الصبر لغة الحبس - 00:05:46ضَ

واما شرعا فهو حبس القلب عن التسخط واللسان عن التشكي والجوارح عما حرم الله عز وجل هذا تأليف الصبر حبس القلب عن التسخط واللسان عن التشكي والجوارح عما حرم الله - 00:06:13ضَ

والصبر ينقسم الى ثلاثة اقسام صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على اقدار الله المؤلمة اما الاول وهو الصبر على طاعة الله كأن يحبس نفسه على الطاعة - 00:06:41ضَ

ويحثه على ويحثها عليه ويجاهدها على ذلك لان النفس قد يحصو منها نفور اذا اراد ان يفعل الطاعة ما قد يحصل منها نفور وابتعاد عن وابتعاد عن الطاعة فاذا جاهدها - 00:07:07ضَ

الزمها فانها ترتاب للطاعة الثاني صبر عن معصية الله صبر عن معصية الله. بان يحبس نفسه عن محارم الله عز وجل. التي حرمها يقربها ولا يقترفها والثالث صبر على اقدار الله المؤلمة - 00:07:28ضَ

على اقدار الله المؤلمة بان اقدار الله عز وجل نوعان نوع يلائم الانسان ويسر به ووظيفته الشكر ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له والنوع الثاني ما لا يلائمه وهو - 00:07:59ضَ

فوظيفته ماذا الصبر وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له اذا يحبس نفسه عن آآ على اقدار الله عز وجل المؤمنة فلا يحصل منه تسخط على قضاء الله عز وجل وقدره - 00:08:24ضَ

لان التسخط والاعتراض على قدر الله لا يرفع شيئا من القضاء التسخط لا يرفع شيئا من القضاء فما قدره الله عز وجل واقع وكائن لا محالة تسخطه يذهب عنه الاجر - 00:08:45ضَ

ماذا والثواب يذهب عنهما يكون في هذه المصيبة من الاجر والثواب هذه الانواع الثلاثة الصبر اجتمعت في الصيام الصيام فيه صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على اقدار الله المؤلمة - 00:09:06ضَ

والصبر على طاعة الله ان الانسان يلزم نفسه بالصيام. مع انها قد تجنح وتمانع والصبر عن معصية الله ان الصائم يمنع نفسه من من المفطرات يستطيع ان يأكل ويشرب بحيث لا يراه - 00:09:30ضَ

ومع ذلك يحبس نفسه عن ذلك وصبر على اقدار الله المؤلمة بان الصائم يجد الما ومشقة ولا سيما في ايام القيظ. وفي ايام الصيف يعمل في الشمس ونحو ذلك. يجد مشقة ومع ذلك يصبر - 00:09:47ضَ

فاذا كان الصيام قد استكمل انواع الصبر الثلاثة فقد قال الله تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي كل عمل ابن ادم له يضاعف الحسنة بعشر امثالها الا الصوم - 00:10:11ضَ

فانه لي وانا اجزي وانا اجزي به طيب استعينوا بالصبر والصلاة المراد بالصلاة هنا العبادة ذات الاقوال والافعال المفتتحة بالتكبير المختتمة التسليم وهذا يدل على ان الصلاة اكبر من اكبر ما يعين الانسان - 00:10:31ضَ

على الصبر ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا حزبه امر ماذا يصنع يفزع الى الصلاة استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين الجملة هنا كالتعليل فيما سبق استعينوا - 00:10:54ضَ

ان الله مع الصابرين. ومعيته سبحانه وتعالى لهم يقتضي تقتضي محبتهم ومعونتهم وتوفيقهم وتأييدهم وقول ان الله مع المعية هنا معية خاصة وذلك ان معية الله عز وجل لعباده نوعان معية عامة - 00:11:17ضَ

في جميع الخلق تقتضي الاحاطة والعلم والقدرة الى غير ذلك. والتدبير والنوع الثاني معية خاصة تختص باوليائه بتوفيقهم وتأييدهم وحفظهم طيب وقوله آآ نعم. ان الله مع الصابرين بعد قوله استعينوا بالصلاة. ولم يقل ان الله - 00:11:42ضَ

مع الصابرين والمصلين. او ان الله مع المصلين لانه اذا كان اذا كان الله عز وجل مع الصابرين كان مع المصلين من باب اولى لان الصلاة تشتمل على انواع الصبر - 00:12:14ضَ

الصلاة ايضا فيها انواع الصبر وهو الصبر او تشتمل على نوع من انواع الصبر وهو الصبر على طاعة الله اذا نقول هنا ان الله مع الصابرين لم يقل مع المصلين او لم يقل مع المصلين والصابرين - 00:12:32ضَ

لانه اذا كان سبحانه وتعالى مع الصابرين فكونه مع المصلين من باب اولى لان الصلاة مشتملة على الصبر ثم قال عز وجل ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات - 00:12:51ضَ

الاحياء ولكن لا تشعرون لما امر سبحانه وتعالى المؤمنين في الاية السابقة بالاستعانة بالصبر والصلاة واخبر انه مع الصابرين اتبع ذلك بنهيهم بنهي عباده المؤمنين ان يقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات - 00:13:08ضَ

وذلك توطئة وتهيئة لهم على الجهاد في سبيل الله وترغيبا لهم في الشهادة وقولوا ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات وقوله لمن؟ من هنا اسم موصول والخطاب هنا للمؤمنين اي لا تقولوا ايها المؤمنون - 00:13:29ضَ

للذين يقتلون في سبيل الله اموات ولا تقولوا ذلك بالسنتكم ولا تعتقدوا ذلك بقلوبكم وقوله لمن يقتل في سبيل الله من يقتل في سبيل الله هو من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا - 00:13:58ضَ

اذا قوله لمن يقتل في سبيل الله. هذا الوصف لمن يتحقق نقول لمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ولهذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة - 00:14:20ضَ

ويقاتل حمية ويقاتل رياء او ليرى مكانه. اي ذلك في سبيل الله؟ فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله في طريقي طريقه ونصرة لدينه وقوله ولا تقولوا لمن يقتل في سبيله اموات اموات هنا خبر - 00:14:36ضَ

خبر بمبتدأ محذوف والتقدير هم اموات والجملة مقول القول اي لا تقولوا هم اموات انتبه بداية الكريمة ولا تقول لمن يقتل في سبيل الله اموات ولاية اخرى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا - 00:15:02ضَ

يقول هنا اموات خبر لمبتدأ محذوف والتقدير هم اموات اي لا تقولوا هم اموات يعني انهم ماتوا موتا مطلقا وليس المراد بالموت هنا مفارقة الروح للجسد فقد ماتوا. لكنهم احياء. ولهذا قال بل احياء بل - 00:15:25ضَ

للاضراب الابطالي اي بل هم احياء عند ربهم حياة برزخية في ارواحهم يتنعمون فيها وهي اكمل وافضل واجل من الحياة الدنيا كما قال الله عز وجل ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما - 00:15:49ضَ

اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع اجر المؤمنين وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان - 00:16:20ضَ

ارواح الشهداء في حواصل طير خضر. تسرع في الجنة حيث شاءت قال ولكن لا تشعرون اي لا تدركون ذلك ولا تحسون به لماذا؟ نقول لانه امر غيبي من امور البرزخ. لا يعلمها الا الله. اذا قوله - 00:16:38ضَ

بل احياء ولكن لا تشعرون اي لا تشعرون بانهم احياء. السبب نقول لان الله تعالى لم يطلعنا على ذلك الامر امر غيبي وهو من امور البرزخ التي لا يعلمها الا الله تعالى - 00:17:02ضَ

ولا سبيل لنا الى معرفتها الا عن طريق الوحي ولهذا لولا ان الله تعالى اخبرنا بها علمنا اذا ولكن لا تشعرون ثم قال ولنبلونكم يأتي ان شاء الله تعالى الكلام عليها. الله اكبر - 00:17:20ضَ

يلا اذا هو ظهوره في الصيام. الصلاة قد يحصل فيها مثلا اه يعني اظهر ما يكون فيها الصبر على طاعة الله قد قد يحصل يعني قد يحصل لبعض الناس دون بعض - 00:17:40ضَ

نعم الله اعلم الله اعلم. نعم لا قد يفعل الطاعة يعني مثل يحافظ على الصلاة مثلا لكن يرتكب محرمات يعني في الان الشريعة واجبات ونواهي اوامر ونواهي قد يفعل الاوامر لكن لا ينزل عن النواهي - 00:18:16ضَ

يصلي ويصوم ويزكي ويبر والديه ويصل الارحام لكنه مثلا يفعل محرمات يرابي واظح ما ما يكون صبر اصلا ما يمكن يتحقق الصبر على طاعة الله الا بفعله الصبر عنتر ما ما يقال الصبر لان الصبر المحرمات كف ابتعاد يعني شيء محرم يبتعد عنه - 00:18:49ضَ

فلا يقال مثلا في الصلاة فعل الصلاة انها صبر عن معصية الله. لا - 00:19:18ضَ