شيخ صالح لعله من المناسب ان تتحدثوا في هذا المقام وانتم خير من يتحدث عنه. تتحدثون عن التوبة وعن الطريق الموصل اليها جزاكم الله خيرا. لا شك ان التوبة طريق الانبياء - 00:00:00ضَ

ومحمد صلى الله عليه وسلم وهو اكبر الخلائق يتوب في اليوم الواحد كثيرا فيعد له اصحابه اكثر من مرة من مئة مرة في المجلس الواحد وهو يقول استغفر الله واتوب اليه - 00:00:20ضَ

وكان يأمر اصحابه بالاكثار من التوبة وقد دعانا ربنا الى التوبة وامرنا بها فقال وتوبوا الى الله وانما يتوب المرء ليفلح. كما قال الله لعلكم تفلحون التوبة ما يدركها كل احد - 00:00:38ضَ

ولها شروط ذكرها العلماء وهي ان يتوب صادقا بان يقلع عن الذنب واذا كان الذنب قد مضى بان يندم على ذلك الذنب ويعزم الا يعود اليه هذا اذا كان الذنب بين العبد وبين ربه - 00:00:59ضَ

اذا كان الذنب بين العبد وبين الله فله شروط ثلاثة الاقلاع والمبادرة فيه والندم على ارتكابه والعزم الا يعود اليه مرة اخرى. واذا كان بينه وبين العباد فهناك شرط رابع - 00:01:19ضَ

وهو ان يرد لهم المظلمة التي ارتكبت ذنب بها ان كانت مالا او يستحلهم ان كانت عرضا ليخرج من تبعات حقوقهم ولا يتحقق له صدق التوبة الا بذلك واذا خشي ان استحلهم - 00:01:38ضَ

ان يترتب على ذلك على ذلك شر وقطيعة وفتنة يخشى عواقبها فليدعوا لهم وليكثر من ذلك. وان تنقصهم عند قوم فليذهب الى اولئك القوم ويخبرهم انه لم يكن مصيبا فيما تنقص به اولئك. او ما قال عنهم فان الصادق في التوبة لابد ان يسلك طريقها - 00:02:04ضَ

ولابد ان يتنصل من تبعاتها قبل ان يقف موقفا لا يجد ما يقضيه يقضي به ذلك الحق الا ما يؤخذ من حسناته ثمان التوبة بابها مفتوح وامرها ميسر ما لم تبلغ الروح الحلقوم - 00:02:28ضَ

فاذا عاين مرء الموت ونزلت سكراته به انغلق عليه باب التوبة ولن يبقى الا مقاضاة وان الانسان مهما اذنب اذا ندم فتاب واقلع صادقا وعزم الا يعود وصدق في هذه العزيمة فان الله يوفقه - 00:02:49ضَ

ويحمي واذا رأينا انسانا يذنب ويرجع ويتكرر ذلك منه فلنعلم ان ذلك ناتج عن خلل في توبته او عن ضعف في عزيمته وعدم قدرته على الثبات في مواجهة المغريات مثل هذا - 00:03:13ضَ

عليه ان يتجنب مواقف الاعانة على الشر وان رجلا كان في من كانوا قبلنا قتل تسعا وتسعين انسانا ثم شعر بالندم فاتى الى عابد ليس بعالم هل لي من توبة؟ فاخبره انه قتل تسعة وتسعين نفسا - 00:03:37ضَ

فقال ليس لك توبة فنتيجة اليأس من رحمة الله اهوى الى ذلك العبد فقتله كمل به المئة ثم تحرك ضميره وخاف العاقبة وخشى العقوبة قد سأل عن اعلم اهل الارض فدل على عالم - 00:04:01ضَ

فذهب اليه واخبره بما فعل فقال ذلك الرجل العالم ومن يحول بينك وبين التوبة لكن ارضك ارض سوء. مم فاذهب الى ارض كذا وكذا فان فيها قوم يعبدون الله فاعبد الله معهم - 00:04:21ضَ

فخرج وفي اثناء الطريق وافته المنية فنزلت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ملائكة العذاب تقول لم يعمل خيرا قط فنحن اولى به وملائكة الرحمة تقول خرج تائبا نادما نحن اولاده فنزل ملك في صورة انسان - 00:04:41ضَ

فحكمه الملائكة بينهم فقال لهم قيسوا فالى اي الارضين اقرب فهو لها فقيس واذا هو اقرب الى الارض التي ذهب اليها بشبر فتولته ملائكة الرحمة وقيل ان الله قال للارضي - 00:05:04ضَ

التي خرج منها تباعدي والتي قصدها تقاربي وقيل انه وهو في سكرات الموت ينوء بصدره ليدنو من الارض التي ذهب اليها فالانسان الذي يرتكب المعاصي ينبغي ان يهجر المكان الذي كان فيه يعصي الله - 00:05:22ضَ

وان يقاطع الرفقة التي تحمله على المعاصي وان يتجنب ملاقاتهم والانس بهم وان يحرص غاية الفرس على البحث عن رفقاء يذكرونه بالله ويعينونهم على يعينونه على طاعته ويحولون بينه وبين ما يرضيه - 00:05:42ضَ

فان القرين مؤثر في قرينه والصاحبة مستزل صاحبه للشر ان كان شريرا ثم ينبغي للانسان ان يعالج نفسه كثيرا وان يستقبل نهاره بالاستغفار والتوبة وان يستقبل ليله في الاستغفار والتوبة - 00:06:02ضَ

وان يتخذ لنفسه وقتا يعبد الله به في الليل صلي يتهجد ويسأل ربه ان يعينه على نفسه وان يبعده عن الهوى وان يحول بينه وبين ما يدنيه من هذا بالله جل وعلا - 00:06:23ضَ

واذا صدق الانسان في الرغبة في التوبة ورجاء المغفرة والخوف من عذاب الله جدة الهرب من اعوان السوء وقرناء الشر. فان الله يحفظه ويعينه. نسأل الله ان يهدي الظال والمسلمين انه جواد كريم - 00:06:41ضَ