التفسير - نور على الدرب - الشيخ عبد العزيز ابن باز - مشروع كبار العلماء
التفريغ
تسأل عن تفسير قول الحق تبارك وتعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم تتساءل اختنا عن هذه الاية فتقول مع ان الله هو الذي خلق الانفس - 00:00:00ضَ
وهو الذي يتحكم بتغييرها وكيف يستطيع القوم ان يغيروا ما بانفسهم ويغيروا ما كتب عليهم. ارجو من سماحة الشيخ عبد العزيز ان يتفضل بالشرح الوافي حول هذا الموضوع جزاكم الله خيرا - 00:00:20ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد الله سبحانه وتعالى هو مدبر الامور ومصرحوا العباد كما يشاء سبحانه وتعالى - 00:00:40ضَ
وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة وسبحان قد شرع لعباده الاسباب التي يقربهم منه وتسبب رحمته واحسانه اليهم ونهاهم عن الاسباب التي تسبب غضبه عليهم وبعدهم منه وحلول العقوبات بهم ومع ذلك هم بهذا لا يخرجون عن قدره. هم بفعل الاسباب - 00:00:59ضَ
التي شرعها لهم والتي نهاهم عنها هم لا يخرجون بهذا عن قدره سبحانه الله اعطاهم عقولا واعطاهم ادوات واعطاهم اسبابا يستطيعون بها ان يتحكموا فيما يريدون بخير في شر بهذا - 00:01:27ضَ
لا يخرجن عن مشيئته كما قال سبحانه وتعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وسئل النبي سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا - 00:01:51ضَ
قالوا له يا رسول الله اذا كان ما نفعله قد كتب علينا وفرغ منه فالزم العمل قال عليه الصلاة والسلام اعملوا فكل ميسر لما خلق له اما اهل السعادة فييسر لعمل اهل السعادة. واما اهل الشقاوة فيسر لعمل اهل الشقاوة - 00:02:05ضَ
ثم كذا عليه الصلاة والسلام قوله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى وسنيسره لليسرى واما من بغل واستغنى بالحسنى وسنيسره للعسرى هكذا قوله جل وعلا ان الله لا يغير ما بقوم - 00:02:28ضَ
حتى يغيروا ما بانفسهم واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من واسع امره نافس سبحانه وتعالى لكنه جل وعلا يغير ما بالناس الى غيروا - 00:02:49ضَ
اذا كانوا على طاعة واستقامة ثم غيروا الى المعاصي غير الله حالهم طمأنينة والسعادة والخصم والرخاء الى ضد ذلك بسبب معاصيهم وذنوبهم وقد يملي له سبحانه. مم. وقد يتركهم على حالهم. استدراجا ثم يأخذهم على غرة ولا حول ولا قوة الا بالله - 00:03:04ضَ
كما قال عز وجل ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار قال سبحانه فلما فتحنا عليهم ابواب كل شيء. حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة. فاذا هم مفلسون - 00:03:26ضَ
الواجب الحذر فعلى المؤمن ان يتقي الله وان يلزم الحق وان يستقيم عليه والا يحيد عنه الى الباطل فانه متى حاد عنه الى الباطل فقد تعرض لغضب الله. ان يغير قلبه - 00:03:46ضَ
وان يغير ما به من نعمة الى جدب وفحط وفقر وحاجة وهكذا بعد الصحة الى مرض وهكذا بعد الامن لا خوف الى غير ذلك باسباب الذنوب والمعاصي وهكذا العكس معاصي وشرور - 00:03:59ضَ
وانحراف ثم توجهوا الى الحق وتابوا الى الله ورجعوا اليه واستقاموا على دينه. فان الله يغير ما بهم سبحانه من الخوف والفقر والاختلاف والتشاحن الى امن وعافية واستقامة والى رخاء والى محبة والى تعاون والى تقارب - 00:04:18ضَ
فضلا منه واحسانه سبحانه وتعالى ومن هذا قوله تعالى ذلك بان الله لم يكن مغير النعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بانفسهم - 00:04:40ضَ