فيما يلي نذكر جواب بعض الشبه التي قد يستدل بها على ان القرآن الكريم اثبت عن بعض الكفار جحود الصانع الشبهة الاولى قال الله تعالى الم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك - 00:00:00
اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت قال ابراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق نأتي بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين - 00:00:25
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فهذا قد يقال انه كان جاحدا للصانع يعني ان بعض الناس قد تستدل بهذه الاية الكريمة على ان القرآن حكى عن بعض الناس انهم كانوا ينكرون وجود الله تعالى - 00:00:45
يقول فهذا قد يقال انه كان جاحدا للصانع ثم يعلق شيخ الاسلام ومع هذا فالقصة ليست صريحة في ذلك بل يدعو الانسان الى عبادة نفسه وان كان لا يصرح بانكار الخالق - 00:01:04
مثل انكار فرعون انتهى كلام شيخ الاسلام النمرود عنادا ومكابرة طلب من الخليل عليه السلام دليلا على وجود الخالق سبحانه الذي يدعو اليه فقال الخليل ربي الذي يحيي ويميت اي ان الدليل على وجوده - 00:01:22
حدوث هذه الاشياء المشاهدة بعد عدمها وعدمها بعد وجودها وهذا الدليل على وجود الفاعل المختار ضروري لان هذه الاشياء لم تحدث بنفسها ولم تحدث من غير محدث لها. كما قال تعالى - 00:01:46
ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون وعلى الرغم من وضوح هذا الدليل وقوته الا ان النمرود كابر وعاند وادعى انه يفعل مثل ذلك هنا آآ نشير الى ان المستقر في فطر جميع الخلق - 00:02:09
ان الاحياء الذي هو نفخ الروح في الجسد والاماتة التي هي نزع الروح منه بغير الاسباب التي يقدر عليها الخلق من اختصاص الله والرب الذي جاء بالشمس من المشرق عند كل انسان - 00:02:31
لهذا قال له ان كنت محقا فاتي بها من المغرب فانه لا فرق بين الامرين وذلك لازم لدعواك من قطع الكافر وبهت اذا على الرغم اه من وضوح هذا الدليل ربي الذي يحيي ويميت - 00:02:49
ورغم قوة هذا الدليل الا ان النمرود كابر وعانا وادعى انه يفعل مثل ذلك ذكر قتادة وغير واحد ان النمرود فسر الاحياء والاماتة بقوله اني اوتى برجلين استحقا القتل تآمروا بقتل احدهما فيقتل - 00:03:11
وامر بالعفو عن الاخر فلا يقتل قال ابن كثير رحمه الله والظاهر والله اعلم انه ما اراد هذا لانه ليس جوابا لما قال ابراهيم ولا في معناه لانه غير مانع لوجود الصانع - 00:03:32
وانما اراد ان يدعي لنفسه هذا المقام عنادا ومكابرا ويوهم انه الفاعل لذلك وانه هو الذي يحيي ويميت آآ طبعا حينما نقول ان الله عز وجل يحيي ويميت نقصد بالاحياء نفخ الروح في الجسد - 00:03:52
اما النمرود فادعى انه حينما يعفو عن الشخص الذي استحق القتل فانه قد يعني احياهم بهذا المعنى كذلك الاماتة آآ التي جاءت في قوله ربي الذي يحيي ويميت هي نزع الروح من الجسد - 00:04:11
بغير الاسباب التي يقدر عليها الخلق الخلق يقدرون على قتل بعضهم بعضا وليس معنى ان من قتل انسانا مثله انه يصير بهذا مميتا كما يميت الله عز وجل الاحياء كلامه فيما في الاسباب التي يختص الله عز وجل بها. لا فيما يزاوله الناس فيما بينهم - 00:04:26
لما وجد ابراهيم عليه السلام خصمه مكابرا ومعاندا انتقل معه الى دليل اخر لا يجد عنه محيصا وهو قوله تعالى الم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك - 00:04:50
اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت قال ابراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق. فاتي بها من المغرب فبهت الذي كفر. والله لا يهدي اي اذا كنت كما تدعي من انك تحيي وتميت - 00:05:10
الذي يحيي ويميت هو الذي يتصرف في الوجود في خلق ذواتك وتسخير كواكبه وحركاته فهذه الشمس تبدو كل يوم من المشرق فان كنت الها كما ادعيت تحيي وتميت فائت بها من المغرب - 00:05:32
فلما علم عجزه وانقطاعه وانه لا يقدر على المكابرة في هذا المقام بهت اي اخرس فلم يتكلم وقامت عليه الحجة. قال الله تعالى والله لا يهدي القوم الظالمين وقال الامام ناصح الدين ابو الفرج ابن الحنبلي رحمه الله تعالى - 00:05:52
الصادر من خصمه معارضة الا انها فاسدة. يعني النمروز عارض ابراهيم حينما قال انا احيي واميت لكن هذه المعارضة لا تصلح بل هي معارضة فاسدة. لماذا لان حقيقة الاحياء والاماتة - 00:06:15
التي فسرها خصمه النمرود غير الذي قصده ابراهيم فلا يخلو حال المولود اما ان يكون ما فهم حقيقة الاحياء والاماتة او فهم الا انه قصد المصادمة والمباهتة وكلاهما يوجب العدول الى دليل يفضح معارضته - 00:06:33
ويقطع حجاجه ومتى كان الخصم بهذه الصفة جاز لخصمه الانتقال الى دليل اخر اقرب الى الفهم وافلج للحجة اه هنا تعليق على هذا الكلام وهو ان الامام ناصح الدين الحنبلي - 00:06:58
ذكر ان ما فعله ابراهيم حين قال فان الله يأتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب اما هذا انتقالا لكن في الحقيقة كما سيبين ان شاء الله تعالى ابن القيم رحمه الله تعالى فيما يأتي هذا لا يسمى انتقالا من حجة - 00:07:20
الى حجة اوضح منها لكن هذا الزام للمدعي بطرد حجته ان كانت صحيحة كما سيبين ان شاء الله تعالى آآ ابن القيم وقال ابو علي عمر السكوني رحمه الله واعلم ان موضع التوارد في السؤال والجواب في هذه المناظرة هو ان نمرود لعنه الله في قوله انا احيي واميت ليس متعرضا - 00:07:41
لابطال قول الخليل عليه السلام ولكنه مدع للمشاركة يعني كأنه يقول انا ايضا احيي واميت وليس يقصد ان ينفي عن الله انه يحيي ويميت هو مدع للمشاركة في وصف الالهية بادعائه الاحياء والاماتة - 00:08:08
حقيقة وانما اتى نمرود بوجه من المجاز وهو انه عمد الى رجلين من سجنه فقتل احدهما واطلق الاخر حيدة عن الحقيقة الى التلبيس بالمجاز على الجاهلين اتباعه. وسؤال الخليل عليه السلام لنمرود يجب حمله على الحقيقة لانها الاصل - 00:08:25
فلما تبين نقض ما اتى به نمرود من نفس الكلام لم يحتج الخليل عليه السلام الى بيان ذلك لان بيان الجليات عمى يعني هو قال له ربي الذي يحيي ويميت - 00:08:50
المعنى الحقيقي المعروف الاحياء والاماتة وقال انا احيي واميت رد عليه بمجاز فهو يكون قد هزم في آآ هذا الجزء من المناظرة ولم يحتج ابراهيم لوضوح دليله الى بيان ذلك ولا الى - 00:09:05
عليه بعد ما قال انا احيي واميت لماذا؟ لان بيان الجاليات عمى فلما علم النقد على نمرود من نفس كلامه تم الابطال عليه بالمعارضة فعارضه الخليل عليه السلام بالشمس يسد في وجهه باب تلبيسه بالمجاز - 00:09:22
فبهت الذي كفر. والله لا يهدي القوم الظالمين. وهذان الوجهان هما اقصى ما به ترد شبه المبطل وهما النقد والمعارضة ثم في طي هذه المعارضة نقد اخر على نمرود لان ما اورده الاله على الوهيته - 00:09:45
يجب اضطراده والطرد هو ما يوجب الحكم لوجود العلة. تلازم في الثبوت. يعني الاله الذي يقدر على ان يحيي ويميت يكون على كل شيء قدير ومما يدخل في هذه القدرة انه يأتي بالشمس من المشرق فان اراد ان يأتي بها من المغرب لاتى بها من المغرب - 00:10:06
فاذا ما اورده الاله كدليل على الوهيته يجب اضطراده. ها اللي هو مثلا هنا عموم القدرة على كل شيء لان دلائل الالهية كذلك في دلالتها على عموم الاقتدار فلما لم يطرد ما ادعاه دلالة على قدرته الربانية - 00:10:26
وعجز في اي شيء كان انتقض دليله لانه لم يضطرد في الحقيقة والعموم الم يكن دليلا فشمل الوجه الواحد النقد في الباطن والمعارضة في الظاهر ولو قال نمرود انا الذي اتي بها من المشرق - 00:10:46
ولم يك خارجا بذلك عن السؤال اذ القادر على الشيء قادر على مثله وضده فعجزه عن الاتيان بها من المغرب شاهد لعجزه عن الاتيان بها من المشرق ولو صح له ما ادعاه من الوصف بما ابداه - 00:11:05
لصحت مشاركة كل الناس فيما ادعاه لان احدا من الناس لا يعجز عن ابداء مثل ما ابداه كما كما ادعى في موضوع الاحياء والاماتة كل الناس تستطيع ان تفعل ذلك. فاذا كل الناس تصير الهة - 00:11:24
ولو صح له ما ادعاه من الوصف بما ابداه اذا صحت مشاركة كل الناس فيما ادعاه لان احدا من الناس لا يعجز عن ابداء مثل ما ابداه ولو في اي حيوان كان - 00:11:39
لكن لا يصح لغيره الوصف الذي ادعاه بمثل ما ابداه اتفاقا وتحقيقا فلا يصح له ضرورة المساواة في الحكم والصفة والذات فكان انقطاع نمرود في هذه المناظرة من وجهين. الاول - 00:11:53
على الحقيقة لانه هرب من الحقيقة الى المجاز مع ان الحقيقة هي الاصل فهو الذي حاد وهو الذي انتقل وليس الخليل عليه السلام الامر الثاني انه بهت وصار عاجزا عن معارضة الخليل له بما لا مجاز فيه - 00:12:11
وقال الامام المحقق ابن القيم رحمه الله تعالى فان من تأمل موقع الاحتجاج وقطع المجادل فيما تضمنته هذه الاية وقف على اعظم برهان باوجز عبارة فان ابراهيم لما اجاب المحاج له في الله. لانه الذي يحيي ويميت. اخذ عدو الله معارضته بضرب - 00:12:34
من المغالطة وهو انه يقتل من يريد ويستبقي من يريد فقد احيا هذا وامات هذا فالزمه ابراهيم على طرد هذه المعارضة يعني معنى هذه المعارضة بما انك آآ تدعي انك تحيي وتميت - 00:12:58
بهذا المعنى ادعي انك آآ اله او انك شاركوا الله في هذا الزمه ابراهيم علاء طرد هذه المعارضة بان يتصرف في حركة الشمس من غير الجهة التي يأتي الله بها منها - 00:13:17
اذا كان بزعمه قد ساوى الله في الاحياء والاماتة فان كان صادقا فليتصرف في الشمس تصرفا تصح به دعواه وليس هذا انتقالا من حجة الى حجة اوضح منها كما زعم بعض النظار وانما هو الزام للمدعي بطرد حجته ان كانت صحيحة - 00:13:34
معنى ذلك انه اذا كان فعلا يحيي ويميت الاله الذي يحيي ويميت قادر على كل شيء. ومما يقدر عليه ان يأتي بالشمس من المشرق فان ادعى انه يأتي بالشمس من المشرق فيكون السؤال فاتي بها من المغرب فبهت الذي كفر - 00:13:58
والله لا يهدي القوم الظالمين - 00:14:20
التفريغ
فيما يلي نذكر جواب بعض الشبه التي قد يستدل بها على ان القرآن الكريم اثبت عن بعض الكفار جحود الصانع الشبهة الاولى قال الله تعالى الم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك - 00:00:00
اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت قال ابراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق نأتي بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين - 00:00:25
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فهذا قد يقال انه كان جاحدا للصانع يعني ان بعض الناس قد تستدل بهذه الاية الكريمة على ان القرآن حكى عن بعض الناس انهم كانوا ينكرون وجود الله تعالى - 00:00:45
يقول فهذا قد يقال انه كان جاحدا للصانع ثم يعلق شيخ الاسلام ومع هذا فالقصة ليست صريحة في ذلك بل يدعو الانسان الى عبادة نفسه وان كان لا يصرح بانكار الخالق - 00:01:04
مثل انكار فرعون انتهى كلام شيخ الاسلام النمرود عنادا ومكابرة طلب من الخليل عليه السلام دليلا على وجود الخالق سبحانه الذي يدعو اليه فقال الخليل ربي الذي يحيي ويميت اي ان الدليل على وجوده - 00:01:22
حدوث هذه الاشياء المشاهدة بعد عدمها وعدمها بعد وجودها وهذا الدليل على وجود الفاعل المختار ضروري لان هذه الاشياء لم تحدث بنفسها ولم تحدث من غير محدث لها. كما قال تعالى - 00:01:46
ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون وعلى الرغم من وضوح هذا الدليل وقوته الا ان النمرود كابر وعاند وادعى انه يفعل مثل ذلك هنا آآ نشير الى ان المستقر في فطر جميع الخلق - 00:02:09
ان الاحياء الذي هو نفخ الروح في الجسد والاماتة التي هي نزع الروح منه بغير الاسباب التي يقدر عليها الخلق من اختصاص الله والرب الذي جاء بالشمس من المشرق عند كل انسان - 00:02:31
لهذا قال له ان كنت محقا فاتي بها من المغرب فانه لا فرق بين الامرين وذلك لازم لدعواك من قطع الكافر وبهت اذا على الرغم اه من وضوح هذا الدليل ربي الذي يحيي ويميت - 00:02:49
ورغم قوة هذا الدليل الا ان النمرود كابر وعانا وادعى انه يفعل مثل ذلك ذكر قتادة وغير واحد ان النمرود فسر الاحياء والاماتة بقوله اني اوتى برجلين استحقا القتل تآمروا بقتل احدهما فيقتل - 00:03:11
وامر بالعفو عن الاخر فلا يقتل قال ابن كثير رحمه الله والظاهر والله اعلم انه ما اراد هذا لانه ليس جوابا لما قال ابراهيم ولا في معناه لانه غير مانع لوجود الصانع - 00:03:32
وانما اراد ان يدعي لنفسه هذا المقام عنادا ومكابرا ويوهم انه الفاعل لذلك وانه هو الذي يحيي ويميت آآ طبعا حينما نقول ان الله عز وجل يحيي ويميت نقصد بالاحياء نفخ الروح في الجسد - 00:03:52
اما النمرود فادعى انه حينما يعفو عن الشخص الذي استحق القتل فانه قد يعني احياهم بهذا المعنى كذلك الاماتة آآ التي جاءت في قوله ربي الذي يحيي ويميت هي نزع الروح من الجسد - 00:04:11
بغير الاسباب التي يقدر عليها الخلق الخلق يقدرون على قتل بعضهم بعضا وليس معنى ان من قتل انسانا مثله انه يصير بهذا مميتا كما يميت الله عز وجل الاحياء كلامه فيما في الاسباب التي يختص الله عز وجل بها. لا فيما يزاوله الناس فيما بينهم - 00:04:26
لما وجد ابراهيم عليه السلام خصمه مكابرا ومعاندا انتقل معه الى دليل اخر لا يجد عنه محيصا وهو قوله تعالى الم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك - 00:04:50
اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت قال ابراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق. فاتي بها من المغرب فبهت الذي كفر. والله لا يهدي اي اذا كنت كما تدعي من انك تحيي وتميت - 00:05:10
الذي يحيي ويميت هو الذي يتصرف في الوجود في خلق ذواتك وتسخير كواكبه وحركاته فهذه الشمس تبدو كل يوم من المشرق فان كنت الها كما ادعيت تحيي وتميت فائت بها من المغرب - 00:05:32
فلما علم عجزه وانقطاعه وانه لا يقدر على المكابرة في هذا المقام بهت اي اخرس فلم يتكلم وقامت عليه الحجة. قال الله تعالى والله لا يهدي القوم الظالمين وقال الامام ناصح الدين ابو الفرج ابن الحنبلي رحمه الله تعالى - 00:05:52
الصادر من خصمه معارضة الا انها فاسدة. يعني النمروز عارض ابراهيم حينما قال انا احيي واميت لكن هذه المعارضة لا تصلح بل هي معارضة فاسدة. لماذا لان حقيقة الاحياء والاماتة - 00:06:15
التي فسرها خصمه النمرود غير الذي قصده ابراهيم فلا يخلو حال المولود اما ان يكون ما فهم حقيقة الاحياء والاماتة او فهم الا انه قصد المصادمة والمباهتة وكلاهما يوجب العدول الى دليل يفضح معارضته - 00:06:33
ويقطع حجاجه ومتى كان الخصم بهذه الصفة جاز لخصمه الانتقال الى دليل اخر اقرب الى الفهم وافلج للحجة اه هنا تعليق على هذا الكلام وهو ان الامام ناصح الدين الحنبلي - 00:06:58
ذكر ان ما فعله ابراهيم حين قال فان الله يأتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب اما هذا انتقالا لكن في الحقيقة كما سيبين ان شاء الله تعالى ابن القيم رحمه الله تعالى فيما يأتي هذا لا يسمى انتقالا من حجة - 00:07:20
الى حجة اوضح منها لكن هذا الزام للمدعي بطرد حجته ان كانت صحيحة كما سيبين ان شاء الله تعالى آآ ابن القيم وقال ابو علي عمر السكوني رحمه الله واعلم ان موضع التوارد في السؤال والجواب في هذه المناظرة هو ان نمرود لعنه الله في قوله انا احيي واميت ليس متعرضا - 00:07:41
لابطال قول الخليل عليه السلام ولكنه مدع للمشاركة يعني كأنه يقول انا ايضا احيي واميت وليس يقصد ان ينفي عن الله انه يحيي ويميت هو مدع للمشاركة في وصف الالهية بادعائه الاحياء والاماتة - 00:08:08
حقيقة وانما اتى نمرود بوجه من المجاز وهو انه عمد الى رجلين من سجنه فقتل احدهما واطلق الاخر حيدة عن الحقيقة الى التلبيس بالمجاز على الجاهلين اتباعه. وسؤال الخليل عليه السلام لنمرود يجب حمله على الحقيقة لانها الاصل - 00:08:25
فلما تبين نقض ما اتى به نمرود من نفس الكلام لم يحتج الخليل عليه السلام الى بيان ذلك لان بيان الجليات عمى يعني هو قال له ربي الذي يحيي ويميت - 00:08:50
المعنى الحقيقي المعروف الاحياء والاماتة وقال انا احيي واميت رد عليه بمجاز فهو يكون قد هزم في آآ هذا الجزء من المناظرة ولم يحتج ابراهيم لوضوح دليله الى بيان ذلك ولا الى - 00:09:05
عليه بعد ما قال انا احيي واميت لماذا؟ لان بيان الجاليات عمى فلما علم النقد على نمرود من نفس كلامه تم الابطال عليه بالمعارضة فعارضه الخليل عليه السلام بالشمس يسد في وجهه باب تلبيسه بالمجاز - 00:09:22
فبهت الذي كفر. والله لا يهدي القوم الظالمين. وهذان الوجهان هما اقصى ما به ترد شبه المبطل وهما النقد والمعارضة ثم في طي هذه المعارضة نقد اخر على نمرود لان ما اورده الاله على الوهيته - 00:09:45
يجب اضطراده والطرد هو ما يوجب الحكم لوجود العلة. تلازم في الثبوت. يعني الاله الذي يقدر على ان يحيي ويميت يكون على كل شيء قدير ومما يدخل في هذه القدرة انه يأتي بالشمس من المشرق فان اراد ان يأتي بها من المغرب لاتى بها من المغرب - 00:10:06
فاذا ما اورده الاله كدليل على الوهيته يجب اضطراده. ها اللي هو مثلا هنا عموم القدرة على كل شيء لان دلائل الالهية كذلك في دلالتها على عموم الاقتدار فلما لم يطرد ما ادعاه دلالة على قدرته الربانية - 00:10:26
وعجز في اي شيء كان انتقض دليله لانه لم يضطرد في الحقيقة والعموم الم يكن دليلا فشمل الوجه الواحد النقد في الباطن والمعارضة في الظاهر ولو قال نمرود انا الذي اتي بها من المشرق - 00:10:46
ولم يك خارجا بذلك عن السؤال اذ القادر على الشيء قادر على مثله وضده فعجزه عن الاتيان بها من المغرب شاهد لعجزه عن الاتيان بها من المشرق ولو صح له ما ادعاه من الوصف بما ابداه - 00:11:05
لصحت مشاركة كل الناس فيما ادعاه لان احدا من الناس لا يعجز عن ابداء مثل ما ابداه كما كما ادعى في موضوع الاحياء والاماتة كل الناس تستطيع ان تفعل ذلك. فاذا كل الناس تصير الهة - 00:11:24
ولو صح له ما ادعاه من الوصف بما ابداه اذا صحت مشاركة كل الناس فيما ادعاه لان احدا من الناس لا يعجز عن ابداء مثل ما ابداه ولو في اي حيوان كان - 00:11:39
لكن لا يصح لغيره الوصف الذي ادعاه بمثل ما ابداه اتفاقا وتحقيقا فلا يصح له ضرورة المساواة في الحكم والصفة والذات فكان انقطاع نمرود في هذه المناظرة من وجهين. الاول - 00:11:53
على الحقيقة لانه هرب من الحقيقة الى المجاز مع ان الحقيقة هي الاصل فهو الذي حاد وهو الذي انتقل وليس الخليل عليه السلام الامر الثاني انه بهت وصار عاجزا عن معارضة الخليل له بما لا مجاز فيه - 00:12:11
وقال الامام المحقق ابن القيم رحمه الله تعالى فان من تأمل موقع الاحتجاج وقطع المجادل فيما تضمنته هذه الاية وقف على اعظم برهان باوجز عبارة فان ابراهيم لما اجاب المحاج له في الله. لانه الذي يحيي ويميت. اخذ عدو الله معارضته بضرب - 00:12:34
من المغالطة وهو انه يقتل من يريد ويستبقي من يريد فقد احيا هذا وامات هذا فالزمه ابراهيم على طرد هذه المعارضة يعني معنى هذه المعارضة بما انك آآ تدعي انك تحيي وتميت - 00:12:58
بهذا المعنى ادعي انك آآ اله او انك شاركوا الله في هذا الزمه ابراهيم علاء طرد هذه المعارضة بان يتصرف في حركة الشمس من غير الجهة التي يأتي الله بها منها - 00:13:17
اذا كان بزعمه قد ساوى الله في الاحياء والاماتة فان كان صادقا فليتصرف في الشمس تصرفا تصح به دعواه وليس هذا انتقالا من حجة الى حجة اوضح منها كما زعم بعض النظار وانما هو الزام للمدعي بطرد حجته ان كانت صحيحة - 00:13:34
معنى ذلك انه اذا كان فعلا يحيي ويميت الاله الذي يحيي ويميت قادر على كل شيء. ومما يقدر عليه ان يأتي بالشمس من المشرق فان ادعى انه يأتي بالشمس من المشرق فيكون السؤال فاتي بها من المغرب فبهت الذي كفر - 00:13:58
والله لا يهدي القوم الظالمين - 00:14:20