شرح (التفسير الميسر)

١١. تفسير سورة البقرة | الشيخ د. عبدالله العنقري

عبدالله العنقري

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين اما بعد قال الله تعالى قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين - 00:00:00ضَ

ولن يتمنى ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم. والله عليم بالظالمين. قل ايها الرسول لليهود الذين يدعون ان الجنة خاصة بهم. لزعمهم انهم اولياء الله من دون الناس. وانهم ابناؤه واحباؤه - 00:00:24ضَ

ان كان الامر كذلك فادعوا فادعوا على الكاذبين منكم او من غيركم بالموت ان كنتم صادقين في دعواكم في دعواكم هذه ولن يفعلوه ولن يفعلوا ذلك ابدا لما يعرفونه من صدق النبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:45ضَ

ومن كذبهم وافترائهم وبسبب ما ارتكبوه من الكفر والعصيان المؤديين الى حرمانهم من الجنة ودخول النار والله تعالى عليم بالظالمين من عباده. وسيجازيهم على ذلك. الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله - 00:01:08ضَ

نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين في هذه الايات العظيمة ما يعد نوعا من انواع المباهلة لليهود قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة اليهود يدعون دعاوى منها انهم ابناء الله واحباؤه - 00:01:29ضَ

وانهم هم اولياء الله من دون الناس ادعوا هنا في هذه الاية ان كانوا صادقين فيما يدعونه الى ان يتمنوا الموت ذكر المفسرون ان المراد بتمني الموت هنا هو الدعاء على الكاذب من الطرفين - 00:01:52ضَ

فادعوا على الكاذب منا او منكم ان كنتم صادقين وجاء في بعض كلام السلف انهم لو فعلوا ذلك لهلكوا عن اخرهم لان المباهلة يكون من شأنها ان يعاقب الكاذب من المباهلين - 00:02:11ضَ

قال تعالى مبين حقيقة الحال ولن يفعلوا ولن يتمنوه ابدا انهم لن يفعلوا هذا الامر وهو ان يدعوا على انفسهم لما علموه من ان النبي صلى الله عليه وسلم صادق - 00:02:28ضَ

فلو دعوا على انفسهم بهلاك الكاذب منهم وهم يعلمون عن انفسهم الكذب لاصابهم غب ذلك والله عليم بالظالمين الذين يستحقون العقوبة والله تعالى مجازيهم على ذلك. نعم قل من كان عدوا - 00:02:42ضَ

ولا تجد ولا تجدنهم احرص الناس على حياة ومن الذين اشركوا يود احدهم لو يعمر الف سنة وما هو بمزح من العذاب ان يعمر والله بصير بما يعملون اي ولتعلمن ايها الرسول ان اليهود اشد الناس رغبة في طول الحياة ايا كانت هذه الحياة من - 00:03:02ضَ

والمهانة بل تزيد رغبتهم في طول الحياة على رغبات المشركين يتمنى اليهودي ان يعيش الف سنة ولا يبعده هذا ولا يبعده هذا العمر الطويل ان حصل من عذاب الله. والله تعالى لا يخفى عليه شيء من اعمالهم - 00:03:28ضَ

وسيجازيهم عليها بما يستحقونه من العذاب بين الله خصلة في اليهود شدة تعلقهم بالدنيا يرحمك الله فهم احرص على اي نوع من الحياة. ولهذا قال ولتجدنهم احرص الناس على حياة - 00:03:53ضَ

ايا كانت هذه الحياة حتى لو كانت حياة اذلال ومهانة الواحد منهم يتمنى ان يبقى في هذه الدنيا نسأل الله العافية والسلامة حتى ان امنيتهم هذه اشد من امنية المشركين - 00:04:11ضَ

ثم بين تعالى ان احدهم يتمنى لو انه عاش الف سنة ومع ذلك فانه لو عاش الف سنة ففي نهاية امره سيموت وسيؤول الى عذاب الله وما هو بمزحه من العذاب ان يعمر. هل هذا العمر الطويل لو انه - 00:04:27ضَ

حصل له هل سيكون سببا في سلامته من عذاب الله لن يسلم من عذاب الله. في نهاية المطاف الانسان سيموت والله بصير بما يعملون. نعم كل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين - 00:04:48ضَ

نعم. منك. نعم. من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال. فان الله عدو للكافرين اي قل ايها الرسول لليهود حين قالوا ان جبريل هو عدونا من الملائكة من كان عدوا لجبريل - 00:05:12ضَ

انه نزل القرآن على قلبك باذن الله تعالى. مصدقا لما سبقه من كتب الله. وهاديا الى الحق مبشرا للمصدقين ومبشرا للمصدقين به بكل خير في الدنيا والاخرة ومن عاد الله ومن عادى الله وملائكته ورسله من الملائكة او البشر - 00:05:33ضَ

وبخاصة الملكان جبريل وميتا وميتال عليهما السلام. لان اليهود زعموا ان جبريل عدوا وميتال وميتال وليهم فاعلمهم الله انه من عادى واحدا منهما فقد عاد الاخر وعاد الله ايضا فان الله عدو - 00:06:01ضَ

ماء للجاحدين ما انزل على رسوله محمدا صلى الله على رسوله. على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من دعاوى اليهود دعواهم ان جبريل عليه الصلاة والسلام عدو لهم. مع ان جبريل - 00:06:26ضَ

لا يمكن ان يفعل امرا الا بامر الله اذ هذا شأن الملائكة لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون وزعموا ان جبريل عدو لهم وان وان ميكائيل عليه عليهما سلام الله - 00:06:44ضَ

هو وليهم فبين الله تعالى حقيقة الحال من كان قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله. جبريل عليه الصلاة والسلام قد نزل هذا القرآن على النبي عليه الصلاة والسلام - 00:07:00ضَ

وهذا القرآن مصدق لما سبقه من الكتب التي كانت بايدي اليهود وجبريل عليه الصلاة والسلام كما قلنا يطيع لربهم منفذ لامره لا يمكن ان يعمل عملا مخالفا به امر الله - 00:07:18ضَ

ولهذا قال في الاية بعدها من كان عدوا لله وملائكته وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين فمن عادى ملائكة الله الذين يطيعون الله ويسبحونه الليل والنهار لا يفترون ولا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون فانه معاد لله عز وجل. والذي يقول اني عدو لجبريل - 00:07:36ضَ

وولي لميكائيل هو عدو لهما معا فان جبريل وميكال جميعا وسائر ملائكة الله عليهم الصلاة والسلام على حال من اقامة امر الله وما امروا به وطاعة الله. فما هذا الا من - 00:08:00ضَ

اليهود ودعاواهم الباطلة ولقد انزلنا اليك ايات بينات وما يكفر بها الا الفاسقون اي ولقد انزلنا اليك ايها الرسول ايات بينات واضحات تدل على انك رسول رسول من من الله صدقا وعدلا وحقا - 00:08:14ضَ

وما ينكر تلك الايات الا الخارجون عن دين الله. نعم هذا حقيقة الحال ولقد انزلنا اليك ايات بينات في غاية الوضوح وفي غاية وفي غاية الصدق والحق ولهذا لا يكفر بهذه الايات الا - 00:08:40ضَ

اهل الفسق والفسق هو الخروج عن الطاعة فمن كفر بها فهذا قد فسق. وهذا النوع من الفسق فسق اكبر لان الفسق والظلم والكفر والشرك يطلق في النصوص ويراد بها اما - 00:09:00ضَ

الاكبر منها واما الاصغر فينبغي ملاحظة هذا فالكفر بهذه الايات هو فسق اكبر كما ان الله تعالى قال عن ابليس ففسق عن امر ربه ففسق ابليس اكبر بلا شك اما - 00:09:18ضَ

الفسق الاصغر وهو الوارد في مثل قوله تعالى ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا. يعني فسقت المسلمين وهكذا كلمات الظلم بمعنى الظلم الاكبر كما قال تعالى والكافرون هم الظالمون هذا ظلم اكبر - 00:09:36ضَ

وترد ايضا بمعنى الظلم الذي هو ظلم المسلم العاصي كما قال تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله هؤلاء جميعا من المسلمين. منهم الظالم لنفسه ومنهم المقتصد ومنهم السابق بالخيرات. فينبغي ملاحظة - 00:09:58ضَ

مواقع هذه مواضع هذه الاطلاقات وفهم المراد منها لان الذي لا يدري بالفرق بين الاكبر والاصغر في مثل هذه الاطلاقات يظل ضلالا مبينا قد يكفر من لا يكفر مثلا لان الله النصوص جاء فيها اطلاق الكفر الاصغر كقوله صلى الله عليه وسلم قتال المسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر - 00:10:21ضَ

لا شك ان الكفر هنا هو كفر اصغر دلالة قوله تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا وسماهم مؤمنين مع وجود الاقتتال فينبغي ملاحظة هذا فهذا الموضع وامثاله في الكفر بالايات هو في الفسق الاكبر عياذا بالله - 00:10:50ضَ

او كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل اكثرهم لا يؤمنون ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون - 00:11:08ضَ

اي ما اقبح حال ما اقبح اي ما اقبح حال بني اسرائيل في نقضهم للعهود فكلما عاهدوا عهدا طرح ذلك العهد فريق منهم فتراهم يبربون العهد اليوم وينقضونه غدا. بل اكثرهم لا يصدقون بما جاء به نبي الله - 00:11:31ضَ

نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ولما جاءهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن الموافق الموافق لما معهم من التوراة طرح فريق منهم كتاب الله وجعلوا وجعلوه وراء ظهورهم شأنهم شأن الجهال الذين لا يعلمون - 00:11:55ضَ

حقيقته هذه خصلة معروفة في اليهود ولا تزال الى اليوم فيهم وهو نقض العهود الظان بان اليهود بعهودهم لا يعرفهم فهذا دأبهم مع عهود الله تعالى اولا التي اخذت عليهم كما تقدم في - 00:12:21ضَ

اكثر من اية وكما ذكر الله تعالى نقضهم العهد في عدد من الايات ونقضهم للعهود التي كانت زمن النبي صلى الله عليه وسلم ونقضهم للعهود لاحقا ونقضهم للعقود في سنينهم هذه - 00:12:42ضَ

فهم اهل نكث العهود لا يكترثون بها. لان نقض العهد لان احترام العهد والتزام العهد لا يكون الا من احد طرفين الطرف الاول وهو الاشرف والاكرم وهو المؤمن الطرف الثاني الذي - 00:13:02ضَ

يرى ان للعهد معنى ويرى ان له نوعا من الالزام اليهود قد فقدوا الخصلتين كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل اكثرهم لا يؤمنون ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم. تقدمت الاية - 00:13:21ضَ

التي فيها قوله تعالى ولما جاءهم كتاب كتاب من عند الله مصدق لما معه الكتاب مصدق لكتبهم والرسول صلى الله عليه وسلم مصدق لما معهم ومع ذلك كله نبذوا هذا وطرحوه - 00:13:43ضَ

مع انه كتاب الله وجعلوه وراء ظهورهم وراء الظهر يدل على عدم الاكتراث به والعياذ بالله كأنهم لا يعلمون كأنهم لا يعلمون شيئا لان الذي لا يكترث بالشيء العظيم الكبير قد يكون جاهلا. لكن هؤلاء - 00:14:01ضَ

يعلمون الامر ويفعلون فعل اهل الجهل ولهذا قال اهل العلم ان الجهل نوعان الجهل الاول الجهل المعروف وهو ضد العلم الانسان جاهلا بمسألة او بامر معين لا يدريه. هذا جاهل - 00:14:19ضَ

النوع الثاني الجهل بمعنى ترك العمل ترك العمل هذا عم من قبل انسان يعلم هو من جهله ولهذا لما قالوا لموسى عليه الصلاة والسلام بعد ان امرهم بذبح البقرة. اتتخذنا هزوا - 00:14:39ضَ

قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين الذي لا يعمل بموجب العمل العلم الذي معه يسمى جاهلا انه الجاه الذي لا يعلم لكنه اخبث الجاهل في بعض المسائل قد يعذر - 00:14:58ضَ

الجاهل في نهاية المطاف لم يعلم لكن هذا قد علم وتنكب الامر عن عناد وعن عدم اكتراث هذا وان كان يعلم المسألة الا انه من الجاهلين الذين لم ينتفعوا بعلمهم وان علموه - 00:15:15ضَ