التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله النبي الامين. وعلى اله وصحبه اجمعين. اهلا وسهلا ومرحبا بكم طلاب وطالبات منصة زاد في هذا الدرس. درسنا هذا هو الدرس الثاني من الوحدة الثالثة - 00:00:00ضَ
ونتناول فيه قاعدة مهمة للغاية من قواعد التفسير القاعدة تقول اللفظ المحتمل لمعان صحيحة لا تعارض بينها يحمل على جميعها سيكون حديثنا باذن الله كما هي العادة اه في ثلاثة عناصر - 00:00:35ضَ
العنصر الاول في بيان معنى هذه القاعدة والفاظها والثاني في تطبيقات قواعدها تطبيقات القاعدة عند المفسرين والثالث في ذكر بعض فوائد دراسة هذه القاعدة نعم. اما الفاظ القاعدة وبيان معناها - 00:00:53ضَ
فهذه القاعدة اللفظ المحتمل لمعان صحيحة لا تعار بينها يحمل على جميعها معنى هذه القاعدة اذا ورد لفظ في القرآن وكان هذا اللفظ يحتمل عدة معاني يحتملها اما لان هذا اللفظ في لغة العرب - 00:01:12ضَ
له عدة معاني واستعمالات او لان التركيب تركيب الاية يحتمل هذه المعاني المتنوعة او لان سياق الاية والخطاب فيها يحتمل عدة معاني او لان الوقوف الصحيحة الثابتة في الاية يؤدي الى اختلاف المعنى هذه كلها اسباب - 00:01:30ضَ
تجعل من هذا اللفظ لفظا محتملا لعدة معاني اذا اذا كان اللفظ يحتمل عدة معاني وهذه المعاني في ذاتها معان صحيحة معان صحيحة يعني ليست معاني فاسدة او معاني مثلا مناقضة للاجماع - 00:01:50ضَ
او يلزم منها لوازم فاسدة هذه المعاني معاني يحتملها اللفظ وهي معان صحيحة في ذاتها ووجدنا انه لا تعارض بين هذه المعاني المتنوعة فحينئذ نطبق هذه القاعدة فنحمل اللفظ على جميع هذه المعاني - 00:02:09ضَ
فيكون اللفظ واحدا والتركيب واحدا لكنه يدل على معان واسعة ومتنوعة من خلال هذه القاعدة يتبين انها تحتوي على ثلاثة شروط لتطبيقها والعمل بها اولا لابد ان يكون هذا المعنى المذكور مما تحتمله الفاظ الاية - 00:02:28ضَ
فلو جاء احدهم بمعنى بعيد لا تحتمله هذه الكلمة في لغة العرب فلا يصح ان نحمل الاية عليها لان القرآن يفسر وفق ما تقتضيه لغة العرب الشرط الثاني ان تكون هذه المعاني في ذاتها معان صحيحة - 00:02:49ضَ
معان صحيحة ليس فيها معنى فاسد او لوازمه فاسدة او اه يناقض الاجماع والاخبار القطعية ونحو هذا الشرط الثالث لاعمال القاعدة الا يكون بين هذه المعاني تعارض والمراد بالتعارض اه التعارض هو ان يلزم من اثبات احد هذه المعاني - 00:03:07ضَ
نقض او نفي المعنى الاخر فمن شروط اعمال القاعدة الا يكون بينها الا يكون بين هذه المعاني تعارض. فاذا اجتمعت هذه الشروط وتحققت فان اللفظ يحمل على جميع هذه المعاني الصحيحة - 00:03:28ضَ
نذكر لهذه القاعدة مثالا وشاهدا يعني مثال يوضح صحتها وهو في نفس الوقت شاهد يدل على آآ المثال يوضح صورتها وهو في نفس الوقت شاهد يؤكد صحتها اه الشاهد في قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي اخرجه البخاري في صحيحه من حديث ابي سعيد ابن المعلى قال - 00:03:46ضَ
كنت اصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم اجبه فقلت يا رسول الله اني كنت اصلي فقال عليه الصلاة والسلام الم يقل الله استجيبوا لله وللرسول. اذا دعاكم لما يحييكم - 00:04:07ضَ
لاحظ في هذا المثال المعنى الاصلي الذي سيقت له الاية استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. المعنى الاصلي هو الامتثال للنبي صلى الله عليه وسلم اذا دعاهم الى الهدى والى الدين والى الحق - 00:04:25ضَ
فهذا معنى قوله استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لكن لفظ الاية في الحقيقة يحتمل معنى اخر ويصلح لمعنى اخر وهو تلبية نداء النبي صلى الله عليه وسلم. واجابته اذا دعا - 00:04:40ضَ
ولذلك حمل النبي صلى الله عليه وسلم الاية على هذا المعنى وقد نص على هذا الطاهر من عاشور رحمه الله في في تفسيره لهذه الاية. مثال اخر قوله جل وعلا وكأسا دهاقا. ما معنى دهاقا - 00:04:58ضَ
قال ابن عباس رضي الله عنه دهاقا مملوءة وقال مجاهد دهاقا متتابعة وقال عكرمة دهاقا يعني صافية هذه الاقوال كلها وهذه المعاني كلها معان اه صحيحة في ذاتها يحتملها اللفظ في لغة العرب - 00:05:14ضَ
وهي معان اه نعم هي معاني محتملة ومعان صحيحة في ذاتها ولا تعارض بينها. لا تعارض ان تكون هذه الكأس مملوءة ومتتابعة وصافية في نفس الوقت والاية تحتملها فتحمل اه على جميع هذه المعاني فتكون هذه الكأس كأسا مملوءة متتابعة صافية - 00:05:32ضَ
ننتقل بعد ذلك للعنصر الثاني في تطبيقات هذه القاعدة عند المفسرين. التطبيق الاول في قوله تعالى ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما ولا تقتلوا انفسكم. ما معنى هذا؟ ما معنى هذه الاية؟ قال ابن عطية - 00:05:57ضَ
اجمع المتأولون يعني اجمع اهل التفسير ان المقصد بهذه الاية النهي عن ان يقتل بعض الناس بعضها يعني لا يقتل بعضكم بعضا زيد لا يقتل عمرو وهكذا قال ثم لفظها يتناول - 00:06:13ضَ
ان يقتل الرجل نفسه بقصد منه للقتل وهو الانتحار المتعمد قال او بان يحملها على غرر ربما مات منه ان يضع نفسه في موضع قد يؤدي الى الهلاك فكل ذلك مما يحتمله لفظ الاية ولا تقتلوا انفسكم - 00:06:30ضَ
قال فهذا كله يتناوله النهي. اذا حمل ابن عطية الاية على جميع هذه المعاني. لان القاعدة ان اللفظ اذا كان له عدة معاني صحيحة لا تعارض بينها فانه يحمل على جميعها. التطبيق الثاني في قوله جل وعلا وثيابك فطهر - 00:06:49ضَ
ذكر القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الاية ثمانية اقوال وثيابك فطهر قيل وثيابك المراد بثياب العمل يعني وعملك فطهره. وقيل الثياب القلب وقيل الثياب النفس وقيل الجسم وقيل الاهل او المرأة او الزوجة - 00:07:09ضَ
وقيل الاخلاق وقيل الدين وقيل الثياب الملبوسة التي يلبسها الانسان وهذي المعاني كلها معاني تحتملها لغة العرب لان الثوب في لغة العرب يطلق على الثوب الملبوس ويطلق على الاهل ويطلق على - 00:07:29ضَ
لا النفس وعلى الاخلاق وعلى الدين وعلى البدن فذكر القرطبي رحمه الله هذه المعاني ثم قال وليس بممتنع ان تحمل هذه الاية على عموم المراد فيها. بالحقيقة والمجاز فهذه معاني - 00:07:45ضَ
محتملة لا تعارض بينها فاذا طبقنا هذه القاعدة يكون في الاية امر وثيابك فطهر. امر بتطهير الثياب الملبوسة وامر بتطهير النفس والقلب والاعمال والاخلاق والدين وغير ذلك مما ذكرنا من معاني - 00:08:02ضَ
والتطهير في كل واحد من هذا بحسبه. اخيرا من فوائد دراسة هذه القاعدة اولا اتساع معنى معاني القرآن الكريم. فاللفظ الواحد قد يدل على معان صحيحة ولابن عاشور رحمه الله في المقدمة التاسعة من تفسيره التحرير والتنوير كلام نفيس للغاية في هذه الاية يراجع للفائدة - 00:08:20ضَ
او في هذه نعم في هذه القاعدة يراجع كلامه للفائدة. الفائدة الثانية من فوائد دراسة هذه القاعدة ان يضبط الفهم والاستنباط من القرآن الكريم وذلك بتحقيق هذه الشروط التي ذكرناها في نص القاعدة - 00:08:42ضَ
فليس كل معنى يتبادر الى ذهن القارئ يصح ان يحمل الاية عليه وانما لابد ان يحقق هذه الشروط لابد ان يتأكد ان هذا المعنى مما تحتمله الفاظ الاية وانه معنى صحيح ليس فيه اشكال ولا يخالف اجماعا ولا فيه مناقضة لاشياء قطعية - 00:08:58ضَ
ثم اذا اراد ان يحمل اية على عدة معاني يتأكد انه لا تعارض بينها فبمرعاة هذه الشروط ينضبط الفهم والاستنباط في القرآن الكريم. بهذا ننتهي من درسنا ونسأل الله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح ونلقاكم في دروس اخرى باذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:17ضَ
- 00:09:37ضَ