منصة زادي للتعلم الشرعي المفتوح الاصول القرآنية لاسماء الله الحسنى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:00
اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل حديثنا في هذه الحلقة معشر طلبة العلم وطالباته يتعلق باصل عظيم. دل عليه قول الله تعالى منه حياة محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات - 00:00:28
وذلك في بيان المحكم والمتشابه وتعلقهما بباب الصفات والرد على اهل التحريف المؤولة واهل التجهيل مفوضة وصف الله كتابه بالاحكام تارة. وبالتشابه اخرى وفصل في ثالثة وبيان ذلك ان الاحكام العام دل عليه قوله تعالى - 00:00:48
الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير اما التشابه العام فقد دل عليه قوله تعالى الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها واما الاحكام الخاص فقد دل عليه قوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن - 00:01:13
ام الكتاب واما التشابه الخاص فقد دل عليه قوله تعالى واخر متشابهات وليس بين هذه الاوصاف الاربعة تناقض بحمد الله قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله والقرآن كله محكم بمعنى الاتقان. فقد سماه الله حكيما بقوله الف لام - 00:01:40
امرأة تلك ايات الكتاب الحكيم. فالحكيم بمعنى الحاكم واما التشابه الذي يعمه فهو ضد الاختلاف المنفي عنه في قوله ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وهو الاختلاف المذكور في قوله انكم لفي قول مختلف يؤفك عنه من افك - 00:02:04
التشابه هنا هو تماثل الكلام وتناسبه. بحيث يصدق بعضه بعضا. فاذا امر بامر لم يأمر بنقيضه في موضع اخر بل يأمر به او بنظيره او بمنزوماته واذا نهى عن شيء لم يأمر به في موضع اخر بل ينهى عنه - 00:02:27
او عن نظيره او عن ملزوماته اذا لم يكن هناك نسخ. وكذلك اذا اخبر بثبوت شيء لم يخبر بنقيض ذلك يخبر بثبوته او بثبوت ملزوماته. واذا اخبر بنفي شيء لم يثبته - 00:02:48
بل ينفيه او ينفي لوازمه بخلاف القول المختلف الذي ينقض بعضه بعضا. فيثبت الشيء تارة وينفيه اخرى او به وينهى عنه في وقت واحد ويفرق بين المتماثلين فيمدح احدهما ويذم الاخر - 00:03:05
الاقوال المختلفة هنا هي المتضادة. والمتشابهة هي المتوافقة وهذا التشابه يكون في المعاني وان اختلفت الالفاظ فاذا كانت المعاني يوافق بعضها بعضا ويعدد بعضها بعضا ويناسب بعضها بعضا ويشهد بعضها لبعض - 00:03:24
ويقتضي بعضها بعضا كان الكلام متشابها. بخلاف الكلام المتناقض الذي يضاد بعضه بعضا هذا التشابه العام لا ينافي الاحكام العام بل هو مصدق له. فان الكلام المحكم المتقن يصدق بعضه بعضا - 00:03:44
لا يناقض بعضه بعضا بخلاف الاحكام الخاص. ولا زال الكلام لشيخ الاسلام ابن تيمية فانه ضد التشابه الخاص. والتشابه الخاص هو مشابهة الشيء لغيره من وجه مع مخالفته له من وجه اخر - 00:04:04
بحيث يشتبه على بعض الناس انه هو او هو مثله. وليس كذلك والاحكام هو الفصل بينهما. بحيث لا يشتبه احدهما بالاخر وهذا التشابه انما يكون بقدر مشترك بين الشيئين مع وجود الفاصل بينهما. ثم من الناس من لا يهتدي للفصل - 00:04:23
بينهما فيكون مشتبها عليه. ومنهم من يهتدي الى ذلك التشابه الذي لا تميز معه قد يكون من الامور النسبية الاضافية بحيث يشتبه على بعض الناس دون بعض. ومثل هذا منه اهل العلم ما يزيل عنهم هذا الاشتباه. انتهى كلامه رحمه الله وهذا كلام نفيس وتحقيق بديع - 00:04:47
قل ان يظهر بمثله وقد تضمن جملة من الحقائق والفوائد احدها الاحكام العام معناه الاتقان في اخباره واحكامه الثاني التشابه العام معناه التماثل والتناسب. وعدم الاختلاف وتصديق بعضه بعضا الثالث التشابه الخاص مشابهة الشيء لغيره من وجه ومخالفته من وجه اخر - 00:05:13
والرابع الاحكام الخاص هو الفصل بين الشيئين المشتبهين من وجه المختلفين من وجه اخر والخامس من الفوائد ان التشابه الخاص نسبي اضافي يقع لبعض الناس ولا يقع للعموم. وربما وقع لاحد - 00:05:42
حد ما في وقت ما في نص ما ثم انكشف وصار في حقه محكما والفائدة السادسة ان الراسخين في العلم يعرفون ما يزيل الاشتباه الخاص باحد نوعي معرفة اما معرفة اجمالية برد المتشابه الى المحكم والاعتصام بالثوابت البينات وسؤال الله الهدى والثبات كما - 00:06:02
الله عنهم والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا ويبقى الزائغون يتتبعون المتشابه يتخبطون في دياجير الظلمات ومعرفة تفصيلية مبنية على النص والدليل. كما قال تعالى ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم - 00:06:29
لعلمه الذين يستنبطونه منهم قال ابو عثمان الصابوني رحمه الله وقد اعاد الله تعالى اهل السنة من التحريف والتشبيه والتكييف. ومن عليهم بالتعريف والتفهيم حتى سلكوا سبيل التوحيد والتنزيل وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه - 00:06:52
التشابه المتعلق بصفات الله تعالى نوعان احدهما تشابه حقيقي وهو ما يتعلق بالكنه والكيفية فلا سبيل للعلم به والثاني تشابه نسبي اضافي وهو المعنى العام الكلي المشترك المطلق الذي يوجد في الاذهان فهذا - 00:07:15
يدركه العلماء بالشرع واللغة. وبهذا يتبين انه ليس في كلام الله اشتباه مطلق من حيث المعنى. لان الله خاطب عباده بلسان عربي مبين. ووصف كتابه فقال ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. وامر عباده بتدبر القرآن - 00:07:37
وتعقله دون استثناء شيء منه في مواضع عدة كقوله كتاب انزلناه اليك مبارك ليتدبروا اياته وليتذكر اولو الألباب وقوله انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وقوله انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. وما كان الله ليأمرهم او يحثهم على تدبر وتعقل - 00:08:03
لا سبيل الى تدبره وتعقله. بل قد نعى الله على الكافرين الغافلين عن تدبره دون استثناء شيء منه. فقال لم يتدبروا القول ام جاءهم ما لم يأت اباءهم الاولين. وقال افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله - 00:08:30
لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وقد زعم بعض الغالطين في هذا الباب ان ايات الصفات من المتشابه وهم صنفان احدهما اهل التحريف الذين يسمون انفسهم اهل التأويل. فطفقوا يخترعون لها معاني مجازية - 00:08:50
عن ظاهرها اللائق بالله بلا دليل من قول بل بمحض العقول الثاني اهل التجهيل. الذين يسمون انفسهم اهل التفويض. فزعموا ان معانيها مجهولة. لا سبيل لاحد الى بها وانها من المتشابه الذي لا يعلمه الا الله - 00:09:11
الحق ان ايات الصفات من احكم المحكم وادل المنزل لتضمنها المعاني اللائقة بالله التي بها حياة القلوب وانشراح الصدور واستنارة العقول. وانما يقع الجهل بالكيفيات. لان العقول قاصرة عن ادراك الكنه - 00:09:33
والماهيات. فكما انه سبحانه وبحمده لا تدركه الابصار مع امكان الرؤية فانه سبحانه وبحمده لا يحيطون به علما مع امكان العلم بالمعنى فمن زعم انها من المتشابه فقد قال على الله وفي كتاب الله بغير علم. وابتدع بدعة لم يفه بها احد من الصحابة - 00:09:53
والتابعين وتابعيهم من السلف المتقدمين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله من قال ان هذا من المتشابه وانه لا يفهم معناه فنقول اما الدليل على بطلان ذلك فاني ما اعلم عن احد من سلف الامة ولا من - 00:10:18
الائمة لا احمد بن حنبل ولا غيره انه جعل ذلك من المتشابه. انتهى كلامه رحمه الله وقد روى اللالكائي بسنده عن جعفر بن عبدالله قال جاء رجل الى مالك ابن انس فقال يا ابا عبدالله الرحمن على العرش استوى - 00:10:38
كيف استوى قال فما رأيت مالكا وجد من شيء كموجدته من مقالته. وعلاه الرحباء يعني العرق قال واطرق القوم وجعلوا ينتظرون ما يأتي منه فيه. قال فسري عن ما لك فقال الكيف غير معقول - 00:10:56
والاستواء منه غير مجهول. والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة. فاني اخاف ان تكون ضالا وامر به فاخرج وهذا جواب سديد من امام الرشيد تضمن اصولا عظيمة نافعة احدها ان كيفيات الصفات لا تدركها العقود - 00:11:17
ولا تبلغها الاوهام. وذلك لا يعني نفي الكيفية بل نفي التكييف. والا كان تعطيلا محضا الثاني ان ايات الصفات معلومة معنى من حيث الوضع العربي وليست مجهولة. فالذي عبر بلفظ الاستواء في شأن الفلك والانعام - 00:11:38
بقوله لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم اذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين واراد به العلو هو الذي عبر به بقوله الرحمن على العرش استوى. فاي فرق في اصل المعنى بين هذا - 00:11:57
وهذا الامر الثالث وجوب الايمان بصفات الله لفظا ومعنى وتفويض الكيف الى الله تعالى. لان الله تعالى اخبر بها فلزم قبول خبره. الامر الرابع ان السؤال عن الكيتيات بدعة وضلالة تنكر على من بدرت منه ويعزر عليها بما يليق به. لان الصحابة الكرام لم يكونوا يسألون النبي صلى الله - 00:12:17
عليه وسلم عن كيفيات الصفات بل يثبتون لفظها ويعقلون معناها ويفوضون كيفيتها ويعتقدون له المثل الاعلى فهذا الجواب السلفي يجاب به كل من سأل عن شيء من الكيفيات ولن يصلح اخر هذه الامة الا ما اصلح اولها والحمدلله الذي بنعمته - 00:12:43
الصالحات - 00:13:09
التفريغ
منصة زادي للتعلم الشرعي المفتوح الاصول القرآنية لاسماء الله الحسنى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:00
اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل حديثنا في هذه الحلقة معشر طلبة العلم وطالباته يتعلق باصل عظيم. دل عليه قول الله تعالى منه حياة محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات - 00:00:28
وذلك في بيان المحكم والمتشابه وتعلقهما بباب الصفات والرد على اهل التحريف المؤولة واهل التجهيل مفوضة وصف الله كتابه بالاحكام تارة. وبالتشابه اخرى وفصل في ثالثة وبيان ذلك ان الاحكام العام دل عليه قوله تعالى - 00:00:48
الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير اما التشابه العام فقد دل عليه قوله تعالى الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها واما الاحكام الخاص فقد دل عليه قوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن - 00:01:13
ام الكتاب واما التشابه الخاص فقد دل عليه قوله تعالى واخر متشابهات وليس بين هذه الاوصاف الاربعة تناقض بحمد الله قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله والقرآن كله محكم بمعنى الاتقان. فقد سماه الله حكيما بقوله الف لام - 00:01:40
امرأة تلك ايات الكتاب الحكيم. فالحكيم بمعنى الحاكم واما التشابه الذي يعمه فهو ضد الاختلاف المنفي عنه في قوله ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وهو الاختلاف المذكور في قوله انكم لفي قول مختلف يؤفك عنه من افك - 00:02:04
التشابه هنا هو تماثل الكلام وتناسبه. بحيث يصدق بعضه بعضا. فاذا امر بامر لم يأمر بنقيضه في موضع اخر بل يأمر به او بنظيره او بمنزوماته واذا نهى عن شيء لم يأمر به في موضع اخر بل ينهى عنه - 00:02:27
او عن نظيره او عن ملزوماته اذا لم يكن هناك نسخ. وكذلك اذا اخبر بثبوت شيء لم يخبر بنقيض ذلك يخبر بثبوته او بثبوت ملزوماته. واذا اخبر بنفي شيء لم يثبته - 00:02:48
بل ينفيه او ينفي لوازمه بخلاف القول المختلف الذي ينقض بعضه بعضا. فيثبت الشيء تارة وينفيه اخرى او به وينهى عنه في وقت واحد ويفرق بين المتماثلين فيمدح احدهما ويذم الاخر - 00:03:05
الاقوال المختلفة هنا هي المتضادة. والمتشابهة هي المتوافقة وهذا التشابه يكون في المعاني وان اختلفت الالفاظ فاذا كانت المعاني يوافق بعضها بعضا ويعدد بعضها بعضا ويناسب بعضها بعضا ويشهد بعضها لبعض - 00:03:24
ويقتضي بعضها بعضا كان الكلام متشابها. بخلاف الكلام المتناقض الذي يضاد بعضه بعضا هذا التشابه العام لا ينافي الاحكام العام بل هو مصدق له. فان الكلام المحكم المتقن يصدق بعضه بعضا - 00:03:44
لا يناقض بعضه بعضا بخلاف الاحكام الخاص. ولا زال الكلام لشيخ الاسلام ابن تيمية فانه ضد التشابه الخاص. والتشابه الخاص هو مشابهة الشيء لغيره من وجه مع مخالفته له من وجه اخر - 00:04:04
بحيث يشتبه على بعض الناس انه هو او هو مثله. وليس كذلك والاحكام هو الفصل بينهما. بحيث لا يشتبه احدهما بالاخر وهذا التشابه انما يكون بقدر مشترك بين الشيئين مع وجود الفاصل بينهما. ثم من الناس من لا يهتدي للفصل - 00:04:23
بينهما فيكون مشتبها عليه. ومنهم من يهتدي الى ذلك التشابه الذي لا تميز معه قد يكون من الامور النسبية الاضافية بحيث يشتبه على بعض الناس دون بعض. ومثل هذا منه اهل العلم ما يزيل عنهم هذا الاشتباه. انتهى كلامه رحمه الله وهذا كلام نفيس وتحقيق بديع - 00:04:47
قل ان يظهر بمثله وقد تضمن جملة من الحقائق والفوائد احدها الاحكام العام معناه الاتقان في اخباره واحكامه الثاني التشابه العام معناه التماثل والتناسب. وعدم الاختلاف وتصديق بعضه بعضا الثالث التشابه الخاص مشابهة الشيء لغيره من وجه ومخالفته من وجه اخر - 00:05:13
والرابع الاحكام الخاص هو الفصل بين الشيئين المشتبهين من وجه المختلفين من وجه اخر والخامس من الفوائد ان التشابه الخاص نسبي اضافي يقع لبعض الناس ولا يقع للعموم. وربما وقع لاحد - 00:05:42
حد ما في وقت ما في نص ما ثم انكشف وصار في حقه محكما والفائدة السادسة ان الراسخين في العلم يعرفون ما يزيل الاشتباه الخاص باحد نوعي معرفة اما معرفة اجمالية برد المتشابه الى المحكم والاعتصام بالثوابت البينات وسؤال الله الهدى والثبات كما - 00:06:02
الله عنهم والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا ويبقى الزائغون يتتبعون المتشابه يتخبطون في دياجير الظلمات ومعرفة تفصيلية مبنية على النص والدليل. كما قال تعالى ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم - 00:06:29
لعلمه الذين يستنبطونه منهم قال ابو عثمان الصابوني رحمه الله وقد اعاد الله تعالى اهل السنة من التحريف والتشبيه والتكييف. ومن عليهم بالتعريف والتفهيم حتى سلكوا سبيل التوحيد والتنزيل وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه - 00:06:52
التشابه المتعلق بصفات الله تعالى نوعان احدهما تشابه حقيقي وهو ما يتعلق بالكنه والكيفية فلا سبيل للعلم به والثاني تشابه نسبي اضافي وهو المعنى العام الكلي المشترك المطلق الذي يوجد في الاذهان فهذا - 00:07:15
يدركه العلماء بالشرع واللغة. وبهذا يتبين انه ليس في كلام الله اشتباه مطلق من حيث المعنى. لان الله خاطب عباده بلسان عربي مبين. ووصف كتابه فقال ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. وامر عباده بتدبر القرآن - 00:07:37
وتعقله دون استثناء شيء منه في مواضع عدة كقوله كتاب انزلناه اليك مبارك ليتدبروا اياته وليتذكر اولو الألباب وقوله انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وقوله انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. وما كان الله ليأمرهم او يحثهم على تدبر وتعقل - 00:08:03
لا سبيل الى تدبره وتعقله. بل قد نعى الله على الكافرين الغافلين عن تدبره دون استثناء شيء منه. فقال لم يتدبروا القول ام جاءهم ما لم يأت اباءهم الاولين. وقال افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله - 00:08:30
لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وقد زعم بعض الغالطين في هذا الباب ان ايات الصفات من المتشابه وهم صنفان احدهما اهل التحريف الذين يسمون انفسهم اهل التأويل. فطفقوا يخترعون لها معاني مجازية - 00:08:50
عن ظاهرها اللائق بالله بلا دليل من قول بل بمحض العقول الثاني اهل التجهيل. الذين يسمون انفسهم اهل التفويض. فزعموا ان معانيها مجهولة. لا سبيل لاحد الى بها وانها من المتشابه الذي لا يعلمه الا الله - 00:09:11
الحق ان ايات الصفات من احكم المحكم وادل المنزل لتضمنها المعاني اللائقة بالله التي بها حياة القلوب وانشراح الصدور واستنارة العقول. وانما يقع الجهل بالكيفيات. لان العقول قاصرة عن ادراك الكنه - 00:09:33
والماهيات. فكما انه سبحانه وبحمده لا تدركه الابصار مع امكان الرؤية فانه سبحانه وبحمده لا يحيطون به علما مع امكان العلم بالمعنى فمن زعم انها من المتشابه فقد قال على الله وفي كتاب الله بغير علم. وابتدع بدعة لم يفه بها احد من الصحابة - 00:09:53
والتابعين وتابعيهم من السلف المتقدمين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله من قال ان هذا من المتشابه وانه لا يفهم معناه فنقول اما الدليل على بطلان ذلك فاني ما اعلم عن احد من سلف الامة ولا من - 00:10:18
الائمة لا احمد بن حنبل ولا غيره انه جعل ذلك من المتشابه. انتهى كلامه رحمه الله وقد روى اللالكائي بسنده عن جعفر بن عبدالله قال جاء رجل الى مالك ابن انس فقال يا ابا عبدالله الرحمن على العرش استوى - 00:10:38
كيف استوى قال فما رأيت مالكا وجد من شيء كموجدته من مقالته. وعلاه الرحباء يعني العرق قال واطرق القوم وجعلوا ينتظرون ما يأتي منه فيه. قال فسري عن ما لك فقال الكيف غير معقول - 00:10:56
والاستواء منه غير مجهول. والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة. فاني اخاف ان تكون ضالا وامر به فاخرج وهذا جواب سديد من امام الرشيد تضمن اصولا عظيمة نافعة احدها ان كيفيات الصفات لا تدركها العقود - 00:11:17
ولا تبلغها الاوهام. وذلك لا يعني نفي الكيفية بل نفي التكييف. والا كان تعطيلا محضا الثاني ان ايات الصفات معلومة معنى من حيث الوضع العربي وليست مجهولة. فالذي عبر بلفظ الاستواء في شأن الفلك والانعام - 00:11:38
بقوله لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم اذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين واراد به العلو هو الذي عبر به بقوله الرحمن على العرش استوى. فاي فرق في اصل المعنى بين هذا - 00:11:57
وهذا الامر الثالث وجوب الايمان بصفات الله لفظا ومعنى وتفويض الكيف الى الله تعالى. لان الله تعالى اخبر بها فلزم قبول خبره. الامر الرابع ان السؤال عن الكيتيات بدعة وضلالة تنكر على من بدرت منه ويعزر عليها بما يليق به. لان الصحابة الكرام لم يكونوا يسألون النبي صلى الله - 00:12:17
عليه وسلم عن كيفيات الصفات بل يثبتون لفظها ويعقلون معناها ويفوضون كيفيتها ويعتقدون له المثل الاعلى فهذا الجواب السلفي يجاب به كل من سأل عن شيء من الكيفيات ولن يصلح اخر هذه الامة الا ما اصلح اولها والحمدلله الذي بنعمته - 00:12:43
الصالحات - 00:13:09