شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي

12- التعليق على (شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي) أ د سامي الصقير- 18 جمادى الآخرة 1444هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم قال الشيخ علي بن ابي العز رحمه الله تعالى في كتابه شرح عقدة الطحاوية قال رحمه الله فان قلت كيف يستدل باسمائه وصفاته فان الاستدلال بذلك لا يعهد في الاصطلاح - 00:00:01ضَ

الجواب ان الله تعالى قد اودع في الفطر التي لم تتنجس بالجحود والتعطيل ولا بالتشبيه والتمثيل انه سبحانه الكامل في اسمائه وانه الموصوف بما وصف به نفسه ووصفه به رسله - 00:00:15ضَ

وما خفي عن الخلق من كماله اعظم واعظم مما عرفوه منه ومن كماله المقدس شهادته على كل شيء واطلاعه عليه. بحيث لا يغيب عنه بحيث لا يغيب عنه ذرة في السماوات ولا في الارض - 00:00:31ضَ

باطن وظاهرا ومن هذا شأنه كيف يليق بالعباد ان يشركوا به وان يعبدوا غيره ويجعلوا معه الها اخر وكيف يليق بكماله ان يقر من يكذب من يكذب عليه اعظم الكذب ويخبر عنه بخلاف ما الامر عليه - 00:00:46ضَ

ثم ينصره على ذلك ويؤيد ويؤيد ويؤيد ويؤيد ويعلي شأنه ويجيب دعوته ويهلك عدوه ويظهر وعلى يديه من الآيات والبراهين ما يعجز ما يعجز عن مثله قوى البشر. وهو مع ذلك كاذب كاذب عليه مفتري - 00:01:05ضَ

رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم. المؤلف هنا اراد ان يبين ان وجود الله عز وجل واسماءه وصفاته ثابتة كما انها ثابتة بالكتاب والسنة فهي ثابتة ايضا بالفطرة ولهذا الادلة - 00:01:25ضَ

التي يستدل بها على وجود الله عز وجل الكتاب والسنة والفطرة والعقل خمسة ادلة كلها تدل على وجود الله عز وجل العقل والفطرة والحس والكتاب والسنة الكتاب والسنة معلوم انها انما يخاطب بها المؤمن - 00:01:43ضَ

لكن غير المؤمن يخاطب بماذا العقل والفطرة والحس احسن الله الي قال رحمه الله معلوم ان شهادته سبحانه على كل شيء وقدرته وحكمته وعزته وكماله المقدس يأبى ذلك من جوز ذلك فهو من ابعد الناس عن معرفته - 00:02:09ضَ

والقرآن مملوء من هذه الطريق وهي طريق الخواص يستدلون يستدلون بالله على افعاله وما يليق به ان يفعله ولا يفعله قال تعالى ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين - 00:02:32ضَ

فما منكم من احد عنه حاجزين وسيأتي وسيأتي بذلك زيادة بيان ان شاء الله تعالى ويستدل ايضا باسمائه وصفاته على على وحدانيته وعلى بطلان الشرك. كما في قوله تعالى والله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن - 00:02:50ضَ

السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر. سبحان الله عما يشركون واضعاف ذلك في القرآن وهذه الطريق قليل سالكها. لا يهتدي اليها الا الخواص. وطريقة الجمهور الاستدلال بالايات المشاهدة. لانها اسهل - 00:03:13ضَ

متناولا واوسع. والله سبحانه يفضل بعض خلقه على بعض القرآن العظيم قد اجتمع فيه ما لم يجتمع في غيره. فانه الدليل والمدلول عليه والشاهد والمشهود له. قال تعالى لمن طلب اية - 00:03:32ضَ

تدل على صدق على صدق رسوله او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم. طيب في قوله والله سبحانه وتعالى يفضل بعض خلقه على بعض سواء هذا كان هذا التفضيل في مخلوقات الله - 00:03:48ضَ

فيما خلقه من الاعيان والاشخاص والازمان والاماكن لقد فظل الله عز وجل بعظ الاعيان على بعظ والاشخاص على بعض والازمان على بعض والاماكن على بعض وهو سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء ويختار. وربك يخلق ما يشاء ويختار. فهو سبحانه وتعالى يصطفي - 00:04:04ضَ

مما يخلق ما يشاء فمثلا فضل الله عز وجل من الاشخاص الانبياء الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس واصطفى من هؤلاء الملائكة من هؤلاء الرسل اولي العزم فهم افضل الرسل - 00:04:32ضَ

وافضلهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كذلك ايضا من جهة الازمان فضل الله تعالى بعض الازمين على بعض رمضان مفظل على غيره ليس كغيره. عشر ذي الحجة ايضا من الازمنة التي فضلها الله عز وجل - 00:04:56ضَ

الاشهر الحرم لها حرمة ومكانة. ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم كذلك ايضا الاماكن فضل سبحانه وتعالى حرم مكة - 00:05:14ضَ

على غيره وكذلك المدينة وكذلك المساجد انها حرمة وقدسية في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه في الاعياد التي فضلها الله تعالى على بعض ففيما خلق الله تعالى من المخلوقات - 00:05:34ضَ

فظل بعظ الاطعمة على بعظ مثل التمر ها اطعمة فظلها على بعظ العسل واللبن والتمر الى غير ذلك. نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله القرآن العظيم قد اجتمع فيه ما لم يجتمع فيه ما لم يجتمع فيه غيره - 00:05:54ضَ

فانه الدليل والمدلول عليه والشاهد والمشهود له. قال تعالى لمن طلب اية تدل على صدق رسوله. او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون - 00:06:25ضَ

واذا عرف ان التوحيد الالهية هو التوحيد الذي ارسلت به ورسلت هو التوحيد الذي ارسلت به الرسل وانزلت فيه الكتب كما تقدمت اليه الاشارة فلا يلتفت الى قول من قسم التوحيد الى ثلاثة انواع وجعل هذا النوع توحيد العامة والنوع الثاني توحيد الخاصة وهو الذي وهو - 00:06:40ضَ

الذي يثبت بالحقائق والنوع الثالث توحيد قائم بالقدم وهو توحيد خاصة خاصة فان اكمل الناس توحيدا الانبياء صلوات الله عليهم. والمرسلون منهم اكمل في ذلك. واولو العزم من الرسل اكملهم توحيدا. وهم نوح - 00:07:04ضَ

إبراهيم الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه اكثر من الناس توحيدا والمرسلون منهم اكمل. لان الرسول افضل من النبي لان النبي من اوحي اليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه والرسول من اوحي اليه بشرع وامر بتبليغه - 00:07:23ضَ

ثم ايضا الرسل افضلهم اولو العزم. من الرسل اكملهم توحيدا نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم صلى الله وسلم عليهم اجمعين. نعم احسن الله الي قاله قال رحمه الله واكملهم توحيدا الخليلان محمد وابراهيم صلوات الله عليهما وسلامه - 00:07:42ضَ

فانه ما قام من التوحيد ما لم يقم به غيرهما. علما ومعرفة وحالا ودعوة للخلق وجهادا ولا توحيد اكمل من الذي قامت به الرسل ودعوا اليه وجاهدوا الامم عليه ولهذا امر سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم - 00:08:07ضَ

ان يقتدي بهم فيه. كما قال كما قال تعالى بعد ذكر مناظرة ابراهيم قومه في بطلان الشرك وصحة التوحيد وذكر الانبياء من وذكر الانبياء وذكرات. وذكر الانبياء. احسنوا اليك. وذكر الانبياء وذكر الانبياء. لا. تكون ذكر. كما قال تعالى بعد ذكر - 00:08:25ضَ

وصحة التوحيد وذكر الانبياء من ذريته اولئك الذين هدى هدى الله فبهداه مقتدي ولا اكمل من توحيد من وهذي الاية الكريمة استدل بها اه بعض الاصوليون بعض الاصوليين على ان شرع من قبلنا شرع لنا - 00:08:48ضَ

بقول اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدر وهذه المسألة اعني شرع ان شرع من قبلنا هل هو شرع لنا او ليس بشرع لنا هذه مسألة لا تخلو من ثلاث حالات - 00:09:08ضَ

الحالة الاولى ان يكون ما جاء في الشرع ان يكون ما جاء في شرع من قبلنا مما قررته الشريعة ما قرته شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما هو شرع لنا لاقرار الشريعة - 00:09:24ضَ

له الحالة الثانية عن تنكره الشريعة يعني ان يكون ما كان من شرائع الامم السابقة مما جاءت شريعتنا بخلافه مثل السجود ورفع ابويه على العرش ها وخروا له سجدا الثالث - 00:09:41ضَ

الا يكون في شريعتنا اثبات التأييد هنا في لتأييد ولا انكار فهذا فيه خلاف من العلماء الصحيح انه شرع لنا اذا شرع من قبلنا بالنسبة لشريعتنا له ثلاث حالات الحالة الاولى ما اقرت ما اقرته شريعتنا - 00:10:10ضَ

فهو شرع لنا باقرار الشرع باقرار شريعتنا والحل الثاني ما انكرته شريعتنا فليس بشرع لنا والحالة الثالثة ما لم يرد فيه اثبات ولا نفي او اقرار او انكار فهذا فيه خلاف. والصحيح انه شرع لنا نعم لعموم الاية - 00:10:34ضَ

قد تكون واجبة الله عز وجل وجادلهم بالتي هي احسن الجدال المجادلة تنقسم الى قسمين مجادلة واجبة ومجادلة محرمة الجدال الواجب هو الذي يقصد به احقاق الحق وابطال الباطل يعني مثلا لو جاء شخص - 00:11:04ضَ

يظهر البدع والخرافات ونحو ذلك يجادل ويناظر وتبطل حجته لانك تريد بهذه المجادلة ان تحق الحق وتبطل الباطل والحل الثاني او النوع الثاني من الجدال الجدال الذي يقصد به الانتصار للنفس - 00:11:29ضَ

وافحام الخصم من غير قصد ان ان يظهر الحق هذا هو الذي ينهى عنه او كان يؤدي الى العداوة والبغظاء ولهذا قال الله عز وجل ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن ان الذين ظلموا منهم - 00:11:49ضَ

احسن الله لي قال رحمه الله فلا اكمل من ثوبه. ولكن في المجادلة حينما يأتي شخص يجادل شخصا لابد ان يكون المجادل لصاحب الباطل ان يكون على علم ومعرفة ودراية بالامور - 00:12:10ضَ

لانه لو ناظره هذا المبطل واورد عليه اشكالات ولم يجب سقط من اعين الناس فهمتم ولهذا تجد ان بعض وسائل الاعلام او القنوات الخبيثة حينما يريدون ان يقرروا باطلا يأتون بشخص من اهل الباطل - 00:12:28ضَ

قوي الحجة عنده ثقافة ومعرفة ثم يأتون بشخص ضعيف ربما يكون اجهل من حمى اهله ويجعل بينهما مناظرة يورد عليه شبهات واشكالات فيقف حائرا فيسقط سقوطه ليس سقوطا لذاته وانما سقوط وانما هو سقوط لما ايش؟ يحمله من او ينتسب اليه في الواقع لانه لا يحمل شيئا - 00:12:49ضَ

يحمله وما يحمل اقول شيئا وانما لما ينتسب اليه من الشرع والملة والمنهج. نعم احسن الله اليك. قال قال رحمه الله فلا اكمل من توحيد من امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقتدي بهم - 00:13:16ضَ

وكان صلى الله عليه وسلم يعلم اصحابه اذا اصبحوا ان يقولوا اصبحنا على فطرة الاسلام وكلمة الاخلاص ودين نبينا محمد ابينا ابراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين فملة ابراهيم التوحيد ودين محمد ودين محمد صلى الله عليه وسلم ما جاء به من عند الله قولا وعملا واعتقادا - 00:13:34ضَ

قيمة الاخلاص هي شهادة ان لا اله الا الله وفطرة الاسلام. ولهذا الرسل عليهم الصلاة والسلام في اصول الدين والعقائد متفقون جميع الرسل الذين ارسلهم الله عز وجل هم متفقون في اصول الدين. فاصول الدين من العقائد - 00:13:59ضَ

والتوحيد وما يجب لله من الكمالات وما ينفى عنه من من النقائص. متفقون في ذلك ولكنهم يختلفون في الشرائع كما قال عز وجل لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا يقولون جعلنا منكم سلعة من هدية لكن الاصول العقدية واصول العقيدة هم متفقون فيها - 00:14:19ضَ

من تقرير التوحيد وافراد الله تعالى بالعبادة والنهي عن الشرك واثبات الصفات والكمالات لله عز وجل ونفي النقائص كل هذا مما اتفقت عليه الشرائع ولهذا قال قال الله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ايش؟ ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت - 00:14:43ضَ

وقال عز وجل وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون لكن في الشرائع لكل جعلنا منكم بدعة ومنهاج ولهذا قال ابن القيم رحمه الله فالرسل متفقون في اصول الدين قطعا - 00:15:08ضَ

دون شرائع الايمان كل له شرع ومنهاج وذا في الامر لا التوحيد فافهم باني الدين في التوحيد دين واحد لم يختلف منهم عليه اثنان دين الاله اختاره لعباده ولغيره هو قيم الاديان. نعم - 00:15:27ضَ

احسن الله اليه قال رحمه الله ملة ابراهيم التوحيد ودين محمد صلى الله عليه وسلم ما جاء به من عند الله قولا وعملا واعتقادا وكلمة الاخلاص هي شهادة ان لا اله الا الله. ولنفسه نسيت - 00:15:50ضَ

دين الهي اختاره لعباده ولنفسه هو قيم الاديان نأخذ من قوله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام يصححوها دين الاله اختاره لعباده ولنفسه هو قيم الاديان. نعم - 00:16:06ضَ

احسن الله اليك. قال رحمه الله وكلمة الاخلاص هي شهادة ان لا اله الا الله وفطرة الاسلام هي ما فطر عليه عباده من محبته وعبادته وحده لا شريك له الاستسلام له عبودية وذلا وانقيادا وانابة - 00:16:27ضَ

فهذا هو توحيد خاصة خاصة. الذي من رغب عنه فهو من اسفه السفهاء قال تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه. ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين - 00:16:45ضَ

اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين هنا ضد الرشد فهو من اسفه السفهاء ولهذا قال ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفي نفسه فكل من خالف - 00:17:00ضَ

الشريعة فهو سفيه وعنده من السفه بقدر ما عنده من المخالفة فهمتم كل من خالف الشريعة فهو سفيه بمعنى ان عنده من السفه بقدر ما عنده من المخالفة والدليل على ذلك الا من سفه نفسه - 00:17:17ضَ

يعني السفه السفه ثلاثة انواع في الدين وسفه في المال وسفه في الاخلاق والاداب السفه في الدين ومخالفة سنن المرسلين في الدين مخالفة سنن المرسلين للاية الكريمة. ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه - 00:17:41ضَ

والسفه في المال هو ان لا يحسن التصرف فيه بان يبذل ماله في المحرم او فيما لا فائدة فيه او يغبن كثيرا والسفه في الاخلاق مخالفة المروءة بان يفعل ما يدنسه ويشينه. وان يترك ما يجمله ويزينه - 00:18:09ضَ

فهمتم؟ اذا السفه يكون في الدين ويكون في المال ويكون في الخلق والادب فسره بالدين ان يخالف الشريعة حتى لو كان يعني عند الناس من من العقلاء ومن العظماء ونحو ذلك اذا كان فيه مخالفة لامر الله نقول عنده من السفه بقدر ما عنده من - 00:18:35ضَ

المخالفة لا نقول له السفيه على وجه الاطلاق لا - 00:19:04ضَ