التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى - 00:00:00ضَ
في كتابه رياض الصالحين باب جواز قول المريض انا وجع او شديد الوجع او موعوف او وا رأساه ونحوه وبيان انه لا كراهة في ذلك اذا لم يكن على وجه التسقط واظهار الجزاء - 00:00:21ضَ
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو وهو يوعك فما سيسته فقلت انك لتوعك وعكا شديدا. فقال اجل كما يوعك رجلان منكم متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى - 00:00:34ضَ
باب جواز قول المريض انا اوعك ونحوه ثم ذكر حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك الوعك هو الحمى ما او المها وشدتها - 00:00:50ضَ
وقوله فمسسته بيدي يعني انه وضع يده على جسده اما على رأسه واما على يده فقلت له انك لتوعك. فقال اجل اي نعم اني اوعك كما يوعك الرجل ان منكم - 00:01:09ضَ
في هذا الحديث فيه فوائد منها اولا مشروعية عيادة المريض ومنها ايضا جواز اخبار الانسان بما يؤلمه في ان يقول انا مريض او انا اوعك ونحو ذلك. اذا لم يكن ذلك على سبيل التسخط - 00:01:28ضَ
على قضاء الله عز وجل وقدره. وانما كان من باب الاخبار فقط وفيه ايضا دليل على ما يلاقيه الانبياء من الابتلاء والمصائب. ولهذا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان اشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل - 00:01:47ضَ
فالامثل والحكمة من ابتلاء الانبياء تمحيصا لهم. ورفعة لدرجاتهم. ولاجل ان يكونوا قدوة لغيرهم من الناس والواجب على المؤمن اذا اصيب بمصيبة من مرض او نحوه ان يصبر وان يحتسب الاجر عند الله - 00:02:09ضَ
الله تعالى وهو اذا صبر واحتسب الاجر عند الله عز وجل حصل فائدتين عظيمتين الفائدة الاولى انه ينال اجر الصابرين. وقد قال الله تعالى وبشر الصابرين. والفائدة الثانية ما يحصل - 00:02:33ضَ
له من رفعة الدرجات وتكفير السيئات. فان هذه المصائب تكون سببا لرفعة درجاته. وتكفير سيئاته اذا احتسب ذلك عند الله. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب - 00:02:54ضَ
حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله عز وجل بها من خطاياه الواجب الصبر مع احتساب الاجر عند الله تعالى. والا يتسخط ولا يعترض على قضاء الله تعالى وقدره والناس عند المصائب على مراتب اربع - 00:03:14ضَ
المرتبة الاولى مرتبة الشكر اي انه اذا اصيب بمصيبة يشكر الله تعالى على هذه المصيبة. وانما يشكر الله تعالى على هذه المصيبة بوجوه ثلاثة الوجه الاول ان المصائب كفارات. كما تقدم بالحديث ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب - 00:03:38ضَ
حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله تعالى بها من خطاياه وثانيا انه يشكر الله عز وجل انه اصيب بهذه المصيبة ولم يصب بما هو اعظم. فاذا نظر الى مصيبة في غيره هانت مصيبته عليه. فاذا قدر الله تعالى انه اصيب بحادث وكسرت قدمه او كسرت يده فانه ينظر - 00:04:02ضَ
الى من يكون هو اشد مما اصيب به. وانه يحمد الله عز وجل انه لم يحصل له اعظم من ذلك. اذا اصيب مثلا بحريق في بيته يشكر الله عز وجل انه سلمه وسلم اهله ونحو ذلك - 00:04:28ضَ
الوجه الثالث من الشكر ان المصائب نوع من العقوبة وعقوبة الدنيا اهون من عقوبة الاخرة المرتبة الثانية من مراتب الناس عند المصيبة مرتبة الرضا وهي ان يكون وجود المصيبة وعدمه سواء. لا لموت قلبه ولكن لانه قد رضي بربه سبحانه وتعالى - 00:04:47ضَ
رضي به مدبرا حكيما فيرضى ويسلم لقضاء الله تعالى. وهاتان المرتبتان الشكر ومرتبة الرضا مستحبة وليست بواجبة المرتبة الثالثة مرتبة الصبر. وهو ان يحس بالم المصيبة ويشعر بالمصيبة ولكنه يمنع - 00:05:14ضَ
قلبه عن التسخط ولسانه عن التشكي وجوارحه عما حرم الله تعالى. فيحبس نفسه عن المحرم سواء كان ذلك بقلبه ام بلسانه ام بجوارحه ويحتسب الاجر عند الله تعالى. وهذا هو الواجب - 00:05:40ضَ
المرتبة الرابعة مرتبة السخط ان يتسخط على ما قدره الله تعالى عليه من المصيبة. اما بقلبه واما بلسانه واما بجوارحه فيتسخط بقلبه بان يقول يا رب لم قدرت علي هذه المصيبة؟ لم افقرتني واغنيت فلانا - 00:06:00ضَ
لما جعلتني عقيما ورزقت فلانا لما اصبتني بالمرض وجعلت فلانا صحيحا معافى ونحو ذلك. وهذا من المحرم ويكون التسخط ايضا باللسان. وذلك بالويل والثبور وويلاه وثبراه ومصيبتاه ايضا بالجوارح كلطم الخدود ونتف الشعور وشق الجيوب. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس - 00:06:22ضَ
فمنا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية وهذه المرتبة اعني مرتبة التسخط محرمة بل هي من كبائر الذنوب. ان يتسخط الانسان على قضاء الله عز وجل وقدره والله تعالى ارحم بك من نفسك. فما يقدره عليك من المصائب ولحكمة عظيمة. قد تكره - 00:06:52ضَ
وهذه مصيبة لكن تكون عاقبتها بالنسبة لك هو الخير. ولهذا قال الله تعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم يعني ما هو - 00:07:19ضَ
والخير وما هو الشر وانتم لا تعلمون. فقد تكون نظرة الانسان قاصرة ويظن ان هذا شر له وانه لا خير فيه وانه كذا وكذا لكن تكون عاقبته حميدة. فالواجب الصبر والاحتساب وان يسأل الله تعالى - 00:07:39ضَ
ان يزيل عنه هذه المصيبة وان يجعلها سببا لرفعة درجاته وتكفير سيئاته وان تكون عاقبتها خيرا له في دينه ودنياه. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:07:59ضَ