(مكتمل) التعليق على تفسير السمعاني | سورة البقرة
١٤- التعليق على تفسير أبي المظفر السمعاني | سورة البقرة (١٢٤-١٣٤)
التفريغ
بسم الله والحمد لله. صلي وسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا وعلما وزدنا علما وعملا يا رب العالمين. ايها الاخوة الكرام - 00:00:01ضَ
هذا اليوم هو اليوم الثامن والعشرون من شهر ذي القعدة من عام خمسة واربعين واربع مئة والف من الهجرة الكتاب الذي بين ايدينا هو تفسير ابي المظفر السمعاني وقرأنا فيه في سورة البقرة - 00:00:22ضَ
ووقف بنا الكلام عند قوله تعالى واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات. طيب تفضل يا شيخ اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا والحقنا وللمؤلفين - 00:00:38ضَ
وللسامعين وللمسلمين اجمعين. قال الامام السمعني رحمه الله تعالى قوله تعالى واذ ابتلى ابراهيم ربه في ومعنا ومعنا ابتلاء العبدي ليس ليعلم احوالهم بالابتلاء انه عالم بهم وبما يكون منهم ولكن ليعلم العباد احوالهم حتى يعرف بعضهم بعضا. بكلمات واما الكلمات قيل هي - 00:00:59ضَ
التي وردت في الخبر في قوله صلى الله عليه وسلم عشر من الفطرة خمس في الرأس وخمس في الجسد. وخمس والخمس التي في الرأس المضمضة والاستنشاق والسواك وفرق الرأس. واما اللواتي في الجسد مثل - 00:01:28ضَ
الاظفار ونتف الابط وحلق الالة والختان والاستنجاء. في رواية وغسل الاراجم وفي الخبر ان الله تعالى بعث جبريل الى ابراهيم ان تطهر لي فتمضمض ثم بعث اليه ان تطهر لي فاستنشق. هكذا - 00:01:44ضَ
استنشق هكذا الى العشر فلما امره في المرة العاشرة ان تطهر لي فنظر الى بدنه فلم يجد شيئا ينظفه فتعلم على الختان مقتدر وفي الخبر انه صلى الله عليه وسلم اختتن بعد ثمانين سنة بالقدوم - 00:02:02ضَ
هو اسمه موضع وعاش بعده ثمانين وفي الاخبار ان ابراهيم ان ابراهيم صلوات الله عليه اول من قص الشارب واول من افتتن واول من قلم الاظفار واول من رأى الشيب فلما رآه قال يا ربي ما هذا؟ فقال الوقار فقال يا رب زدني وقارا - 00:02:20ضَ
فاتمهن اي فاداهن به تامة. قال ابن عباس ما اتى احد بصيام الاسلام كما اتى بها الخليل ابراهيم عليه صلوات الله عليه وفي قولان يا خبر ان معنى ان معنى الكلمات - 00:02:44ضَ
وان الله تعالى ابتلاه بالكوكب فرضي رضي عنه وابتلاه بالقمر فرضي عنه فرضي عنه وابتلاه بنار نمرود فرضي عنه بذبح الولد فرضي عنه وابتلاه بالقتال فرضي عنه. وقوله تعالى قال اني جاعلك للناس اماما. يعني في الخير وقد يكون الامام في - 00:02:59ضَ
على طريق المجازر كما قال تعالى جعلناه ائمة يدعون الى النار. وحقيقة الامام وحقيقة الامام ان يقصد حقيقة الامام ان يقصد من من فعله ايقصد من فعله ما يقصد وهو وهو القصد. وهو من الامن وهو القصد - 00:03:24ضَ
قالوا من ذريتي اي اجعل من ذريتي ائمة. قال لا ينال عهدي الظالمين. اي لا يناله من كان منهم ظالما اختلفوا في هذا العهد قال ابن عباس هو النبوة وقال مجاهد اراد به الامامة وهو الاليق بظاهر النسل - 00:03:50ضَ
في ظاهر النفق وفي قول اخر انه الامان من النار الظالم الفاسق وقيل اراد به المشركة ها هنا. وهو مثل قوله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اي بشرك - 00:04:07ضَ
اولئك لهم الامن فجعل الامن لمن لا يشرك به به فكذلك قوله لا ينال عبد الظالمين اي ان اماني لا ينال المشركون منه قوله تعالى واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا. قال عطاء مثابة اي مجمعا. وقال غيره مثابة اي مرجعا. وهو مأخوذ من ثابة - 00:04:24ضَ
اي رجع والبيت مثابة لانهم البيت مثابة لانهم يعودون اليه مرة بعد مرة قال قال الضحاك لا يقضون منه وطرا اي لا يملون منه والمثاب والمثابة بمعلومات. قال الشاعر مساء لابناء - 00:04:48ضَ
القبائل كلها تكب اليه يعملات دوامل. واما قوله واما اي اذا امن. قال ابن عباس امنه ان ان يدخله الجاني فيأمن فيأمن ولا يستوفى منه حتى يخرج وليذهب ابو حنيفة واصحابه رضي الله عنه وقال غيره معناه انه مأمن من - 00:05:08ضَ
فانهم ما كانوا يتعرضون لاهل مكة ويقولون انهم اهل الله وخاصته وانما كانوا يتعرضون لمن حوله كما قال الله تعالى اولم يروا انا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم فما قول ابن عباس - 00:05:31ضَ
محمول على الاستحباب وذلك الاولى عندنا الا الا يتعرض له انه تعرض له حتى يخرج. لكن يذهب لكن مع هذا اجاز الاستيفاء. لان الحرم لا يمنع استيفاء الحقوق قوله تعالى واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى قرئ بقراءتين واتخذوا على الخبر نعم واتخذوا على الخبر واتخذوا على الامر - 00:05:48ضَ
واما المقام بالفتح موضع الاقامة والمقام بالضم فعل الاقامة ومعناه على القول الصحيح ان مقام ابراهيم هو الذي في المسجد يصلي يصلى الي يصلي اليه الائمة وذلك الحجر الذي قام عليه ابراهيم عند مين؟ عند بناء البيت وبذلك سمي مقام ابراهيم - 00:06:16ضَ
وقيل كان اثر اصابع رجليه كان اثر اصابعي كان اثر اصابع رجليه بينة فيه. واندرس من كثرة مسح الايدي وفي الخبر ان الركن والمقامة ياقوتتان من من يواقيت الجنة. ولولا ما مسته ايدي المشركين لاضاء ما بين المشرق والمغرب. وقد - 00:06:40ضَ
وقد روي عن عمر رضي الله عنه انه قال وفقني ربي في ثلاث قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لو اتخذت من مقام ابراهيم مصلى نزل قوله تعالى واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى. وفيه قول اخر انه اراد بمقام ابراهيم جميع مشاهد الحج. مثل عرفة - 00:07:07ضَ
مثل عرفة والمزدلفة جميع مشاريع الحج مثل عرفة والمزدلفة وسائر المشاعر. وقوله مصلى اي مدعى امرهم ان يتخذوها مواضع للدعاء وقوله تعالى وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل اي امرنا والعهد ها هنا بمعنى الامر. واما اسماعيل واصله اسماعيل - 00:07:27ضَ
وذلك ان ابراهيم صلوات الله عليه كان يدعو الله ان يرزقه ولدا ويقول اسماعيل فلما رزقه الله الولد سماه اسماعيل قوله تعالى ان طهر بيتي يعني من الشرك والاوثان للطائفين الدائرين حول الكعبة. والعاكفين المقيمين المجاورين - 00:07:51ضَ
والركع السجود المصلين. ركع جمع راكع والسجود جمع ساجد قال الكلبي ومقاتل الطائفين هم الغرباء والعاكفين اهل مكة قال عطاء ومجاهد الطواف للغرباء الطواف للغرباء افضل انهم لانه يفوتهم. الصلاة لاهل مكة افضل - 00:08:13ضَ
انه لا يفوتك. طيب. بارك الله فيك. هذه الايات التي مرت معنا من قوله تعالى واذ ابتلى ابراهيم ربه كلمات تكلم المؤلف هنا عن عدة وجوه اولا قال كيف يبتلي الله عز وجل وهو يعلم - 00:08:34ضَ
قال ووجه ذلك قال ابتلاء الله سبحانه وتعالى وهو يعلم احوال احوال الناس قبل ان يبتنه وهو عالم بهم يقول هذا الغرض من الابتلاء وليخبر ويعلم ويظهر للعباد يعني احوالهم حتى يعرف بعضهم بعضا. من الذي ابتلي؟ ومن الذي لم يبتلى - 00:08:54ضَ
الابتلاء سنة سنة والابتلاء رحمة اظن ان بعض الناس ان الابتلاء محنة المحن في حق المؤمنين منح والابتلاء يكون منحة ما يكون محنة لان انما الله سبحانه وتعالى انما يبتلي من يحب من عباده - 00:09:17ضَ
واشد الناس ابتلاء الانبياء كم ابتلى امرأة الله عز وجل ابراهيم ابتلاه بابيه الكافر وابتلاه بقومه وابتلاه بالنار ان يحرق بها وابتلاه بابنه ان يذبحه ابتلاءات كثيرة قال هنا واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات. ما هي الكلمات - 00:09:38ضَ
المؤلف ذكر قال ان قيل ورد في الخبر كذا وكذا وكذا وكذا في نظري والله اعلم ان نقول الكلمات هي اوامر ونواهي الله امره باوامر ونهوا عن اشياء امرها باشياء ونهوا عن اشياء - 00:10:01ضَ
فاتمها قام بها على احسن وجه فاتمامها القيام بها على اكمل وجه فهذه التي قال الله فيها سبحانه وتعالى واذ ابتلى ابراهيم ربوا بكلمات الله لم يفصح ولم يبين ما هي الكلمات - 00:10:19ضَ
فالاولى ان نقف عند هذا القدر نقول هي كلمات من الاوامر والنواهي التي امر الله بها نبيه ابراهيم او نهاه عنها ولكنه ائتمر بالاوامر وانتهى عند النواهي فاتمهن على اكمل وجه - 00:10:37ضَ
دون الدخول في مثل هذه الاشياء الا اذا دل الدليل عليها هنا في كلام قال وفي الخبر انه صلى الله عليه وسلم يقصد إبراهيم اختتن بعد الثمانين يعني بعد ما بلغ الثمانين - 00:10:55ضَ
وهذا ممكن كما في الحديث هذا الحديث الحادث هذا متفق عليه في البخاري ومسلم يقول بعد ثمانين سنة بالقدوم يقول القدوم هذا يقرأ التخفيف وبالتشديد وتقول القدوم والقدوم فان قلت القدوم بالتشديد - 00:11:10ضَ
فانما المراد به الفأس وانه اختتم بالفأس بالفأس وان قلت القدوم فقال بعضهم هو موضع بالشام كما ذكر قال هو اسم موضع ابن حجر في فتح الباري لما شرح الحديث هذا والحديث في البخاري - 00:11:34ضَ
تكلم عن هذه المسألة او عن هذا اللفظ يقال يعني ان شدد القدوم وهو الفأس وان خفف الموضع والله اعلم بذلك قال فاتمهن قال اني جاعلك الناس اماما يعني قدوة للناس في الخير - 00:11:56ضَ
يقول مؤلف كلمة الامام الامامة والامام قد تكون في الخير قد تكون في الشر. صحيح مثل ما قال الرسول قال وجعلناهم ائمة يدعون الى النار فيجوز هذا لكن الاصل في كلمة الامام هو القدوة الذي يؤتمن الذي يأتم الناس به - 00:12:21ضَ
قال لما قال الله عز وجل لابراهيم انت امام وقدوة للناس مثل ما يدعو للانسان والمؤمنون يدعون في دعائهم يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما - 00:12:41ضَ
الانسان يدعو ان يكون قدوة واماما للناس هذا الطيب آآ ابراهيم لما اخبر بانه يجعله اماما وقدوة للناس. قال وايضا اجعل من ائمتي اجعل من من ذريتي ائمة قال قال نعم ولكن ليس ذريتك كلهم سيكونون ذلك - 00:13:00ضَ
لان فيهم الظالم وفيهم المحسن ولا ينالوا عهد الظالمين عهد الله هو يعني شرعه ودينه وامامته لا ينالها الظالمون. الظالمون هي لا تذهب الى الظالمين انما تذهب الى انما تذهب - 00:13:19ضَ
الى من يستحقها هذا المقصود وقوله لا ينال عهدي لا ينال هذا فعل فعل واللام نافية وعهدي هو الفاعل والظالمين مفعول به اي عهدي لا ينال الظالمين اي لا يتوجه الى الظالمين - 00:13:37ضَ
ولا ولا يكون يعني لا يكون لهؤلاء. لانهم لا يستحقون طيب لما لما ذكر الله ابراهيم واثنى عليه واثنى عليه ذكر ناسب ان يذكر البيت الذي بناه ابراهيم والذي امر الله ابراهيم ان يبني ان يرفعه - 00:13:54ضَ
ترفع القواعد ويبنيه قال واذ جعلنا البيت بقية المراد به الكعبة مثابة قال هنا المثابة المجمع وقيل المثابة المرجع من ثاب يثوب اذا رجع وقيل المثابة مكان الثواب فالبيت بيت الله - 00:14:18ضَ
الكعبة هي مرجع الناس وعودتهم ومجمعهم يجتمعون فيها. كم من من الملايين تجتمع حول الكعبة وحتى ان مجمع الارض كلها من المسلمين يجتمعون متوجهين للكعبة في اليوم خمس مرات اي نعم. فهي مجمع وهي مرجعهم - 00:14:37ضَ
يرجعون اليها كل سنة في الحج وكل وقت في العمرة وكذلك هي مكان الثواب مثابة من الثواب وهي مكان للثواب كل هذه المعاني صحيحة ولا تتعارض طيب يقول وامنا كما قال سبحانه ومن دخل كان امنا - 00:14:59ضَ
هذا يعني لان الله سبحانه وتعالى حرم القاتل فيه والسرقة فيه والاعتداء فيه وما يرد فيه وما يرد فيه يعني ومن يلفيه بالحاد بظلم يرزقه من عذاب اليم فشدد الله على ان يكون مكانا امنا - 00:15:21ضَ
والله عز وجل قال وجعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم طيب لما ذكر البيت وبين سبحانه وتعالى هنا قال واذ جعلنا البيت مثابة للناس امنا. قال واتخذوا من مقام ابراهيم. مقام ابراهيم معروف - 00:15:42ضَ
وهو موجود الان ومقام ابراهيم لانه المقام الذي كان يرقى فوقه لما ارتفع الجدار الكعبة جعل الله له هذه المعجزة. انه يصعد على هذا الحجر فيرتفع الحجر باذن الله. فبقي هذا المقام وكان ملتصقا بالكعبة مدة طويلة - 00:16:03ضَ
حتى لما ازدحم الناس في عهد عمر رضي الله عنه ازاحه عمر بعيدا عن عن الكعبة في هذا المكان فبقي في هذا المكان هذا مكانه طيب قال قرأت واتخذوا عن الخبر او واتخذوا على الامر مقام ابراهيم مصلى اي يصلى خلفه - 00:16:23ضَ
طيب ما المراد بالمقام؟ هل هو المقام المعروف الان ولا يحتمل ان يكون المقام هي مقامات ابراهيم التي مر بها كالصفا والمروة وعرفات ومزدلفة ومنى والجمرات وغيرها هذا رأيي وهذا رأيي - 00:16:43ضَ
والشيخ السعدي في تفسيره رجح ان المراد بالمقام هنا هو المقامات وليس مقام معين اه كلها مصلى يعني مكان للتوجه الى الله والدعاء والعبادة الناس يتعبدون بها ويصلون فيها ويدعون فيها - 00:16:59ضَ
طيب قال وطهر وقال اسماعيل قال ان طهر بيتي ولكن الذي يظهر يعني اقرب والله اعلم اذا نظرنا في سياق الايات ان مقام ابراهيم هو المقام المعروف ولان آآ لاول سبب النزول ايضا - 00:17:18ضَ
سبب النزول ان عمر قال ليتك ليت الناس يصلون او قال كذا يعني لو اتخذت مقام إبراهيم مصلى هذا من وجه ومن وجدته ان الاية تتحدث عن بيت والمحيط بالبيت - 00:17:38ضَ
يقول ان اطهر بيتي امر الله سبحانه وتعالى وعهد واكد على ابراهيم وعلى ابنه اسماعيل ان يطهر البيت الطهارة هنا مراد به الطائرة الحسية والمعنوية اما الحسية والمراد بتطهير البيت - 00:17:55ضَ
هو تطهيره الحسية من ان يكون فيه شيء يخالف العقيدة. كالاصنام والبدع ونحوها وتطهير والنجاسات. لا النجاسات النجاسات تطهير الارض من النجاسات والقاذورات والاوساخ والتطهير الثاني المعنوي تطهيره من الشرك - 00:18:16ضَ
والبدع طهر بيتي للطائفين وهم الذين يعني يستحقون ان يطهر لهم البيت والطائفون هم الذين يطوفون حول البيت وقدمه لان لان الطواف من خصائصه ولا يمكن ان يطوف انسان في اي ارض الا عند الحرام - 00:18:42ضَ
والعاكفين مشروعية الاعتكاف وانه ينبغي الحرص على القيام حول البيت واعتكاف حوله والركع والسجود هم اهل المصلين قال هنا طيب نحن وقفنا هنا يا شيخ يا تركي معنا وقفنا عند قوله تعالى واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا - 00:19:02ضَ
واذ يرفع ابراهيم طيب على كل واصل واصل قال رحمه الله تعالى قوله تعالى واذ قال ابراهيم ربي اجعل هذا بلدا امنا اي اجعل الحرم ذا امن وارزق اهله من الثمرات - 00:19:52ضَ
وانما دعا بذلك لانه كان بواد غير ذي زرع وفي القصص ان الطائفة كانت مدينة من مدائن الشام باردن فلما جاء ابراهيم هذا الدعاء امر الله تعالى جبريل حتى قلعها من اصلها ودارها حول البيت سبعا ثم وضعها موضعها - 00:20:10ضَ
فمن تلك ثمرات اهل مكة من امن منهم بالله واليوم الاخر دعا ابراهيم ان يرزق ان يرزق من السماء آآ من الثمرات المؤمنين خاصة قال ومن كفر يقول الله تعالى والكافرين ايضا. وذلك ان الله سبحانه وتعالى وعد الرزق للخلق كافة. مؤمنهم وكافرهم - 00:20:33ضَ
امثله قليلا يقرأ مخففا ومشددا ومأناهما واحد يعني في النعمة قليلا كل ما ذكره قليلا لان الامتاع اصله اصله لان الامتاع اصله الطول والكثرة يقال متى النهار اي طال وارتفع - 00:20:57ضَ
ونخلة ماتعة اي طويلة وانما اراد به الامتاع في الدنيا وهو قليل لانقطاعه. ثم اضطره يلجئه الى عذاب النار اي مرجع قوله تعالى واذ يرفعون ابراهيم القواعد من البيت يقال الفضاء القواعد اسس البيت - 00:21:21ضَ
وقال الكسائي هي جزر البيت وحكى ان ابن الزبير لم ان ابن الزبير لما هدم لما وحكى وقال الفيزيائي هي جدر البيت وحكى ان ابن الزبير ان ابن الزبير لما هدم البيت ليبنيه ظهرت احجار بيض في - 00:21:39ضَ
كبار هذه هذه هي القواعد التي بنى عليها ابراهيم البيت وقال ابن عباس انما بنى البيت من خمسة من خمسة اجبن طول سيناء وطور ولبنان وهو جبل بالشام والجودي وهو جبل بالجزيرة وحراء وهو جبل بمكة - 00:22:02ضَ
وفي الاخبار ان الله تعالى بنى في السماء بيتا هو البيت المعمور وسن ويسمى ويسمى صراع كذا وامر وامر الملائكة ان يبنوا الكعبة في الارض بحذائه على قدره ومثاله وقيل اول من بنى الكعبة ادم صلوات الله عليه - 00:22:34ضَ
ذلك زمان الطوفان ثم اظهر الله تعالى لابراهيم ثم اظهره الله تعالى لابراهيم حتى بناه وانا واسماع واسماعيل وربنا يتقبل منا يقول ان ربنا تقبل منا وهو في الشوارع وهذا هو الماء وهذا هو المعنى. انك انت السميع العليم. قوله تعالى ربنا واجعلنا مسلمين لك يعني مستسلمين خاضعين من - 00:22:58ضَ
من ذريتنا امة والامة اتباع الانبياء مسلمة لك خاضعة لك. وارنا قرأ ابو عمر قرأ ابو عمرو مختلسا ومختلسة مناسكنا اي متعبداتنا نشرك العبادة ومنه يقال للآبد ناسك. معناه مواضع حجنا - 00:23:27ضَ
مواضع نعم معناه مواضع وتب علينا انك انت التواب الرحيم قوله تعالى ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يعني محمدا صلى الله عليه وسلم. وفي الخبر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا دعوت ابي ابراهيم وبشرى عيسى - 00:23:59ضَ
واراد بدعوة ابراهيم هذا فانه دعا ان يبعث في بني إسماعيل رسولا منه قال ابن عباس كل الانبياء من بني اسرائيل الا عشرة. نوح نوح وهود وصالح وشعيب او شعيب ولوط وابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب ومحمد صلوات الله - 00:24:15ضَ
اجمعين. وفي القصص ان لكل نبي ممن مضى صفنا واحدا في القرآن انا نبيين الا نبيين يعقوب وعيسى اما يعقوب له اسمان يعقوب واسرائيل. واما عيسى له اسمان عيسى والمسيح. يتلو - 00:24:40ضَ
اياتك يعني من القرآن ويعلمهم الكتاب القرآن والحكمة فيها الى الحكمة فهم القرآن. وقال ابي وقال ابو بكر وقال ابو بكر ابن جرير صاحب الجمرة الحكمة كل كلمة كل كلمة زجرتك واوعظتك ونهتك عن قبيح ودعتك الى حسن. وقيل الحكمة كذا - 00:25:00ضَ
وهذا قول الحسن ويزكيهم ان يطهرهم ويجعلهم ازكياء طهرة اخر انه بمعنى التزكية يشهد يشهد الرسل بالنبوة من سائر الامم. وذلك ان مؤمني سائر الامم شهيد الرسل بالنبوة وتبليغ رسالتي - 00:25:25ضَ
فهذه الامة تزكي اولئك الشهور انك انت العزيز قيل هو الممتنع والله انك انت العزيز قيل هو الممتنع والله ممتنع لا تناله الايدي ولا يصل اليه شيء وقيل هو القوي الغارب منه قوله تعالى - 00:25:46ضَ
وعزني في الخطاب اي غلبني ويقال في المثل من عز بذر اي من غلب سلام الحكيم معلوم قوله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم اي طريقة ابراهيم الا من سفه نفسه. حكى ابو عبيد عن ابي عبيدة - 00:26:11ضَ
اهلك نفسه قال الزجاج معناه جهل نفسه وكل سفيه جاهل. وذلك ان من جهل نفسه لم يعرف الله. وفي الاخبار ان الله تعالى اوحى اليه يا داوود اعرف نفسك واعرفني. فقال يا رب كيف اعرف نفسي؟ وكيف اعرفك؟ فاوحى الله اليه اعرف نفسك بالضعف والعجز والفناء - 00:26:31ضَ
واعرفني بالقوة والقدرة والبقاء. وقيل معناه سفه سفه نفسه وجعله سفيها وفي قول رابع معناه في نفسه سفه نفسه اخترناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين من الانبياء قوله تعالى اذ قال له ربه اسلم يعني اي استسلم. واخلص عبادتك لله. قال اسلمت لرب العالمين اخلصت وفوضت اليه. قال - 00:26:55ضَ
قال ابن عباس وقد حقق التفويض اليه ولم يستعن باحد من الملائكة حين القى حين القي في النار قوله تعالى ووصى بها ابراهيم ويعقوب قرئ واوصى من الايصال ووصى من التوصية وهي للمبالغة والتكثير يعني اوصى ابراهيم - 00:27:31ضَ
واوصى يعقوب الوليد يا بني ان الله اصطفا لكم الدين اختار لكم دين الاسلام فلا تموتن الا وانتم مسلمون. فان قيل كيف؟ قال لا تموتن الا وانتم مسلمون بيدهم الا يموتوا الا مسلمين - 00:27:50ضَ
معناه داو على الاسلام حتى لا يصادفكم الموت الا وانتم مسلمون. وهذا كقول القائل لا اريتك تفعل كذا معناه لا تفعل كذا حتى لا اراك وانت فاعل فاعل لا قوله تعالى ان كنتم شهداء بمعنى اكنتم شهداء والمراد به ما كنتم شهداء - 00:28:06ضَ
يعقوب الموت اي ما كنتم حضورا حين قرب يعقوب الموت قرب يعقوب من الموت اذ قال لبنيه وهو مثنى عشر صدقا على على ما سيأتي ما تعبدون من بعدي اي اي شيء تعودون من بعدي - 00:28:34ضَ
قالوا نعود الىك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب اله واحد له مسلمون الحسن البصري وعاصم الجحدري والى ابائك كانه على هذه القراءة لم يجعل العم ولا الجد ابى. المعروفة اعد اعد وقرأ الحسن - 00:28:56ضَ
عاصم نعم اي نعم. والى ابيك نعم. نعم. ايوة والى ابيك كأنه على هذه القراءة لم يجعل العم ولا الجذابة والقراءة المعروفة واله ابائك واجعل الجد على جدة والعمة اباء - 00:29:20ضَ
وابراهيم هو الجد واسماعيل هو العلم وقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه العباس ابا حيث قال انه من بقية ابائي وقال ردوا علي ابي كي لا تفعل به قريش ما فعلت ثقيف بعروة ابن مسعود - 00:29:46ضَ
وذلك انهم قتلوه قوله تعالى تلك امة قد خلت اي مضت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يفعلون. معناه يجازى كل بكسب ويسأل كل عن عمله. والله اعلم. طيب بارك الله فيك - 00:30:05ضَ
طيب هذه الايات التي مرت معنا من قوله تعالى واذ قال واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا امنا يقول اجعل الحرم بلدا امنا اي ذا امن طيب قال وانما دعا بذلك لانه كان بواد غير ذي زرع - 00:30:23ضَ
هذه الاية في سورة البقرة. واذ قال ابراهيم ربي اجعل هذا بلدا امنا. وفي سورة ابراهيم ربي اجعل هذا البلد امنا ففي إبراهيم تعريف البلد البلد بالالف واللام وهنا تنكيرها بلدا امنا ما فرق - 00:30:56ضَ
يعني الفرق بينهما ان اية البقرة وهي التي معنا هنا. واذ قال ابراهيم ربي اجعل هذا بلدا امنا ان البيت لم يبنى وكأنه يشير يقول هذا الوادي اجعله بلدا امنا - 00:31:15ضَ
وفي قصة في سورة إبراهيم البيت قد بني ولذلك يشير اليه يقول رب اجعل هذا البلد يعني هذا البيت امنة والله اعلم بذلك كانه يدعو قبل ان يبنى. ولذلك جاءت قصة البناء بعده - 00:31:32ضَ
واذ يرفع ابراهيم طيب قال وارزق اهله من الثمرات قالوا ان مكة ما فيها ماء ولا شجر فالماء زمزم والشجر والنخيل ما فيها فلما دعا ابراهيم الله سبحانه امر جبريل ان يأخذ قطعة من الشام - 00:31:50ضَ
او بلدة من الشام فيطوف بها الى ان يضعها حول مكة ولذلك سميت سميت سمي الطائف طائفا لان جبريل طاف به ووضعه في هذا المكان فكانت فكان الطائف يعني ذا خضرة - 00:32:12ضَ
وفواكه والله اعلم بذلك طيب قال ارزق من امن فقط فقال الله عز وجل ارزق من امن ومن كفر. كلهم ارزقهم لان الله تكفل في ارزاق المؤمنين والكافرين ولما جاء في الولاية - 00:32:32ضَ
والامامة بالدين قال ومن ذريتي قال لا ذريتك فيهم الصالح وفيهم غير الصالح قال لا ينال عهد الظالمين. الامامة والدين ما يعطيها الله من الا من يحب اما الدنيا يعطيها من يحب ومن لا يحبه - 00:32:51ضَ
قال ثم قال سبحانه وتعالى الكافر نعطيه رزقه في الدنيا ولكن لكن ليس معنى اننا اعطيناه الرزق فاننا فان الله قد رضي عنه لا يعطيه الرزق لان الله تكفل برزقه. اما الرضا لا ولذلك قال امتعه قليلا بهذا الرزق - 00:33:08ضَ
ثم ينال جزاءه حيث يضطر بقوة من العذاب الاليم طيب ثم يحكي سبحانه وتعالى قصة البيت واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل واسماعيل بناء البيت من الذي بنى البيت - 00:33:28ضَ
ابراهيم ولا ادم او الملائكة خلاف خلاف في ذلك فقيل ان اول من بناه ادم وقيل اول من بناه الملائكة وقيل ابراهيم والذي يظهر كما كما ذكر المؤلف هنا واساقه بان اساق القول الاخر بصيغة التمريض وقيل اول من بنى - 00:33:48ضَ
الذي يظهر والله اعلم ان الذي بنى البيت هو ابراهيم عليه السلام ومعروف قصة البناء ولان الله قال في سورة الحج واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت. هيأنا له المكان ليبنيه - 00:34:14ضَ
والله اعلم بذلك طيب قال واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. وهذا فيه استحباب كثرة الدعاء عند الاعمال الصالحة اذا كنت اعمل انت تعمل اعمال صالحة عليك ان تكثري من الدعاء لانهم لماذا؟ لان الاعمال الصالحة هي قد تكون سببا في الاستجابة - 00:34:28ضَ
فانت تصوم وتصلي وتتصدق وتعمل اعمال خير تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. هذه الاعمال وانت تعملها لا تنسى ان تدعو وتسأل الله ان يتقبل هذا هذا العمل منك لذلك يحرص الانسان بين - 00:34:52ضَ
بين القول والعمل طيب قال وارنا مناسكنا ماذا قال؟ قال وارنا مناسكنا اي متعبداتنا فاراه الله المناسك في الحج وما يتعلق بها قال والنسك العبادة وقد يطلق النسك ويراد به الذبح قل ان صلاتي ونسكي - 00:35:08ضَ
نعم ولكل امة جعلنا منسكا طيب يعني بقية الايات قد تكون واضحة طيب قال وابعث فيهم رسولا اه يتلو عليهم اياتك هذا محمد صلى الله عليه وسلم هذي دعوة ابراهيم - 00:35:33ضَ
ان يبعث فيهم رسولا وهو محمد صلى الله عليه وسلم وحاله انه يتلو القرآن الكريم ويعلمهم يتلو عليهم الايات ويعلمهم الكتاب القرآن والحكمة اسرار الشريعة او السنة او ما ذكره المؤلفون - 00:35:53ضَ
ويزكيهم لي يزكيهم ويطهرهم بهذه الاعمال التي يعملونها لكن هنا سؤال ويزكيهم وردت هنا في موضعهم في البقرة الموضع الاول هذا ويزكيهم اخرت الزكاة اخرت كلمة تزكيهم. والموضع الثاني سيأتينا - 00:36:13ضَ
في اية تحويل القبلة ويزكيهم ويعلمهم كتابه الحكمة قدمت وقدمت ايضا في ال عمران وقدمت في سورة الجمعة الا في هذا الموضع اخرت لماذا قال بعضهم لانه لما كان الكلام - 00:36:35ضَ
في سياق ابراهيم والمتحدث هو ابراهيم. وان التزكية لا تكون الا من الله اخرها وبقية الايات لما كان لما كانت آآ خبر من الله مثل قوله تعالى لقد من الله الم اذ بعث فيهم - 00:36:50ضَ
وفي قوله هو الذي بعث في الامية رسولا قال ويزكيهم لان التزكية من الله والكلام جار جار يعني خبرا من الله سبحانه وتعالى طيب قال هنا انك انت العزيز الحكيم. قال ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه. يعني اوقع نفسه في السفه. والسفه خفة العقل - 00:37:06ضَ
ونقصه يعني من ترك ملة إبراهيم وعقيدته فقد اوقع نفسه في الكفر والشرك والسفه اثنى الله على ابراهيم بقوله ولقد اصطفيناه في الدنيا اختاره الله في الديوان واما في الاخرة فهو من الصالحين - 00:37:31ضَ
قال اذ قال له ربه اسلم. قال اسلمت برب العالمين يعني استسلمت لله وانقضت لامره ولن اتردد في ذلك واخلصت وفوضت امري الى الله قال وصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب بنيه ابراهيم - 00:37:49ضَ
اسحاق واسماعيل ويعقوب ايضا وصى بها بنيه وهم العشرة او الاثنى عشر كما سيأتي ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون. معنى لا تموتن الا وانتم يعني اثبتوا - 00:38:15ضَ
اثبتوا وداوموا حتى تموتوا على الاسلام يقول ما معنى ام في قوله ام كنتم شهداء؟ قال ام هذه الهمزة الاستفهام. لكن المعنى النفي يعني ما كنتم شهداء ما كنتم حاضرين - 00:38:31ضَ
يعني ما كنتم حاضرين مشاهدين يعقوب عندما او عندما وصى بنيه يعني الاسباط وصام قال يعني وصاهم وسألهم قال ماذا تعبدون من بعدي اذا مت قالوا نعبد الهك واله ابائك - 00:38:47ضَ
يعني الهك وهو الله وهو اله ابائك ثم اصابه قالوا ابراهيم وهو جد ولان يعني وايضا يدخل في ذلك اسحاق لان هذا في سياق يعقوب يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم واسماعيل هو عم يعقوب - 00:39:06ضَ
ابراهيم واسماعيل واسحاق اله واحد ونحن له مسلمون قال الله سبحانه وتعالى تلك امة هذه امة التي ذكرت لكم وهي امة ابراهيم عليه السلام وذريته قد خلت ومضت على ما هي عليه - 00:39:27ضَ
وثبتت على الحق وعلى التوحيد ولها ما كسبت. وانتم لكم ما كسبتم من الاعمال. فكل نفس مسؤولة وان ليس للانسان الا ما سعى ولا تزر وازرة وزر اخرى فكل نفس مسؤولة - 00:39:45ضَ
تلك امة قد خلت ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون. انتم مسؤولون عن انفسكم. ليس لكم علاقة فيما فعلوا من تقصير او نحوه. طيب لعل نقف عند عند هذه الاية - 00:40:01ضَ
وان شاء الله في اللقاء القادم نستكمل ما توقفنا عنده. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:40:16ضَ