التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا شيخنا ولوالديه ولمشايخنا ولجميع المسلمين امين قال الشيخان قال الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى في كتابه تيسير الكريم الرحمن - 00:00:00ضَ
قال قال تعالى ان الذين كفروا سواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم. يخبر تعالى ان الذين كفروا - 00:00:22ضَ
اي اتصفوا بالكفر وانصبوا به وصار وصفا لهم لازما لا يردعهم عنه رادع ولا ينجح فيهم ولا ينجح فيهم وعظ انهم على كفرهم فسواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. وحقيقة الكفر هو الجحود لما جاء به الرسول او جهد بعضه - 00:00:37ضَ
فهؤلاء الكفار لا تفيدهم الدعوة الا اقامة الحجة عليهم. فبسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه واهتدى بهداه تقدم الكلام على هذه الاية وفي قول المؤلف رحمه الله وحقيقة الكفر هو الجحود لما جاء به الرسول اوجحت بعضه. وسبق لنا - 00:00:57ضَ
ان اصل الكفر يرجع الى امرين. الجحود والاستكبار فالجحود في الامور العلمية والاستكبار في الامور العملية فكل كفر فانه يرجع الى هذين الامرين الجحود والاستكبار. فالجحود يكون في الامور علمية - 00:01:19ضَ
التي يطلب بها الجزم والتصديق والايقان والاستكبار في الامور العملية التي يطلب ايجادها وفعلها. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله وكأن في هذا قطعا لطمع الرسول صلى الله عليه وسلم في ايمانهم وانك لا تأسى عليهم ولا تذهب نفسك عليهم كما قال عز وجل فلا تأس على القوم الكافرين - 00:01:42ضَ
رحمه الله ولا تذهب نفسك عليهم حسرات ثم ذكر الموانع المانعة المانعة ثم ذكر الموانع المانعة لهم من الايمان قال ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم اي طبع عليها بطابع لا يدخلها الايمان ولا ينفذ فيها. فلا يعون ما ينفعهم ولا - 00:02:06ضَ
يسمعون ما يفيدهم وعلى ابصارهم غشاوة اي غشاء وغطاء واكنة تمنعهم تمنعها عن النظر الذي ينفعهم. وهذه طرق العلم والخير قد سدت عليهم. فلا مطمع فيهم ولا خير يرجى عندهم. وانما منعوا ذلك وسدت عنهم ابواب الايمان. بسبب - 00:02:29ضَ
وجحودهم ومعاندتهم بعدما تبين لهم الحق. كما قال تعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة وهذا عقاب عاجل. ثم ذكر العقاب الآجل فقال ولهم عذاب عظيم. وهو عذاب النار وسخط الجبار المستمر الدائم - 00:02:49ضَ
طيب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه نستأنف الايات الكريمة يقول الله عز وجل ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين - 00:03:10ضَ
هذا هو القسم الثالث من الاقسام التي ذكرها الله تعالى في هذه السورة وهم المؤمنون الخلص والثاني الكفار الخلص والثالث المنافقون. قول ومن الناس الواغنا اما عاطفة او استئنافية يعني عاطفة على ما سبق او ان الكلام مستأنف - 00:03:26ضَ
وقوله من الناس من هنا بالتبعيض اي بعض الناس وقوله الناس عام اريد به الخاص وهم المنافقون وهم المنافقون فهو من العام الذي اريد به الخاص. واعلم ان هناك فرقا بين العامي المخصوص - 00:03:55ضَ
والعام الذي اريد به الخصوص العام المقصوص والعام الذي اريد به الخصوص وهنا عام اريد به الخصوص وهناك عام مخصوص والفرق بينهما ان العام الذي اريد به الخصوص العموم لم يرد اصلا - 00:04:22ضَ
العموم ما كان مرادا اصلا بخلاف العام المخصوص. فالعموم مراد ثم جاء ما يخصصه يقول ومن الناس من يقول اي بلسانه لا بقلبه فقلوبهم منكرة والسنتهم مقرة والعياذ بالله وقوله من يقول من هنا اسم موصول اي الذي يقول او الذين يقولون بالسنتهم امنا - 00:04:45ضَ
لا اي صدقنا وانقدنا واطعنا وباليوم الاخر اعيد هنا حرف الجر ولم يقل امنا بالله واليوم الاخر بل قال وباليوم الاخر بالتوكيد لعظم امر اليوم الاخر وما فيه من الاحوال والاهوان - 00:05:17ضَ
واليوم الاخر هو يوم القيامة سمي بذلك اعني باليوم الاخر بانه لا يوم بعده لا يوم بعده قال وما هم بمؤمنين. ما هم. الواو هنا للحال الواو حالية يعني والحال انهم ليسوا بمؤمنين. وما في قوله وما هم ما نافية - 00:05:43ضَ
والباء في بمؤمنين لتوكيد النفي اذا الواو وهو الحال وما نافية والباء في قوله بمؤمنين مزيدا لتوكيد النفي اي وما هم بمؤمنين بقلوبهم بل هم كفرة مكذبون كما قال الله تعالى من الذين قالوا امنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم. وقال عز وجل يقولون بافواههم ما ليس في - 00:06:13ضَ
وفي قوله عز وجل اه نعم من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين. قرن الله تعالى هنا الايمان به بالايمان باليوم الاخر وكثيرا في نصوص الكتاب والسنة ما يقرن الايمان بالله بالايمان باليوم الاخر - 00:06:47ضَ
وذلك لان الايمان بالله عز وجل دافع الى العمل والايمان باليوم الاخر مانع من المخالفة ها هنا امران دافع ومانع الايمان باليوم فالايمان بالله عز وجل دافع. فانت بمحبتك لله - 00:07:15ضَ
بمحبتك لله عز وجل. هذه المحبة تدفعك الى العمل الصالح وطاعة الله تعالى والايمان باليوم الاخر يمنعك من المخالفات لان الانسان اذا علم ان هناك يوما يحاسب فيه ويجازى فيه فانه يمتنع من المخالفة - 00:07:43ضَ
هذه الاية بها فوائد منها اولا وجوب الايمان بالله تعالى وباليوم الاخر ايمانا جازما فيجب الايمان بالله والايمان بالله يتضمن امورا اربعة الايمان بوجوده والايمان بالوهيته والايمان بربوبيته والايمان اسمائه وصفاته - 00:08:09ضَ
والايمان باليوم الاخر يتضمن الايمان بكل ما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فلا تظن ان الايمان باليوم الاخر انه ما يكون في يوم القيامة فقط بل من حين موت الانسان الى قيام الى ان ينقضي - 00:08:44ضَ
الجزاء والحساب ويكون اهل الجنة بالجنة واهل النار في النار فكله من الايمان باليوم الاخر ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ويدخل في الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم - 00:09:05ضَ
مما يكون بعد الموت فالايمان باليوم الاخر يتضمن الايمان بسؤال الملكين في القبر الميت عن ربه وعن دينه وعن نبيه يتضمن الايمان بعذاب القبر ونعيمه. يتضمن ايضا البعث وغير ذلك مما ذكره الله مما جاء في الكتاب - 00:09:25ضَ
والسنة. وفيه ايضا دليل على فصاحة وبلاغة القرآن. في تقسيم الناس الى هذه الاقسام الثلاثة وهم المؤمنون الخلص والكفار الخلص والمنافقون الذين يظهرون الايمان ويخفون الكفر ومنها ايضا التحذير من النفاق التحذير من النفاق بل التحذير من المنافقين نعم التحذير - 00:09:49ضَ
من النفاق ومن الاتصاف بشيء من صفاتهم والنفاق له معنيان معلن عام ومعنى خاص فاما المعنى العام للنفاق فهو ان يتظاهر بالخير وقلبه منطوي على الشر هذا المعنى العام للنفاق. ان يتظاهر بالخير وقلبه منطوي على الشر - 00:10:23ضَ
فيتظاهر بالوفاء وهو غادر ويتظاهر بالنصح وهو ماكل ويتظاهر بالايمان وهو كافر ويتظاهر بالصلاح وهو فاسد. ويتظاهر بالاصلاح وهو مفسد هذا معنى الايمان هذا معنى النفاق بالمعنى العام اما المعنى الخاص بالنفاق فهو الذي يظهر الاسلام - 00:10:57ضَ
ويبطن الكفر والعياذ بالله قلوبهم منكرة والسنتهم مقرة وللمنافقين علامات قد ذكرها الله تعالى في كتابه وذكرها رسوله صلى الله عليه وسلم في خطابه وقد جمع طائفة منها ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين - 00:11:31ضَ
واصل طريق المنافقين مبني على الكذب والخداع طريق المنافقين مبني على الكذب والخداع. كما قال عز وجل يخادعون الله والذين امنوا وما يخضعون الا انفسهم وما يشعرون ثم ان النفاق نوعان - 00:12:01ضَ
نفاق اكبر ونفاق اصغر النفاق الاكبر والعياذ بالله هو اظهار الايمان وابطال ما يناقض ذلك من الكفر. وهذا النفاق هو الذي كان موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم - 00:12:28ضَ
ونزل القرآن الكريم بذم اهله وتكفيرهم وانهم في الدرك الاسفل من النار كما قال عز وجل ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون - 00:12:52ضَ
الله الا قليلا مدبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء. واخبر ايضا انهم في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا النوع الثاني من النفاق النفاق الاصغر وهو نفاق العمل - 00:13:14ضَ
وهو ان يتصف الانسان بصفة من صفات المنافقين حيث يتظاهر بالخير علانية ويبطل خلاف ذلك ولهذا جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اربع من كن فيه كان منافقا خالصا - 00:13:32ضَ
ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا خاصم فجر واذا اؤتمن خان فهذه الصفات الاربع لا يمكن ان تجتمع في مؤمن - 00:14:00ضَ
بمعنى انه انه اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا خاصم فجر واذا اؤتمن خان من اجتمعت في هذه الصفات فهو منافق خالص في قوله ثلاث اربع من كن فيه كان منافقا خالصا. لكن قد يوجد في المؤمن خصلة من هذه - 00:14:21ضَ
بحيث انه اذا تحدث كذب او اذا وعد اخلف او اذا خاصم فجر او اذا اؤتمن وقد يكذب في الحديث دون بقية الصفات لكن ان تكون مجتمعة فهذه لا تجتمع ما تجتمع في مؤمن - 00:14:42ضَ
بل من اجتمعت فيه هذه الصفات فهو منافق خالص الاولى ذكرها بقوله اذا حدث كذب. اذا حدث اي تكلم مع غيره كذب. والكذب هو الاخبار بخلاف الواقع هذا هو الكذب الاخبار بخلاف الواقع - 00:15:07ضَ
والكذب كله ضلال وكله باطل وتقسيم بعض الناس الكذب الى كذب ابيظ وكذب اسود هذا تقسيم باطل لا اصل بل الكذب كله اسود ولا خير فيه واما كون بعض الناس يقول هذا هذه كذبة بيضاء وكذبة سوداء فهذا التلوين نعم ليس له اصل بل الكذب - 00:15:31ضَ
كله باطل لانهم يقولون الكذب الابيظ الذي لا يتضمن ظررا والكذب الاسود الذي يتضمن ظررا باكل المال للغير. فيقال الكذب كله اسود. لكن اذا انضم الى ذلك اكل بالغيري مع اليمين فهي اليمين - 00:16:05ضَ
الغموس الصفة الثانية اذا وعد اخلف يعني اذا وعد غيره اخلف واخلاف الوعد هو المخلف للوعد لا يخلو من ثلاث حالات الحال الاولى ان يعد وفي نيته ان لا يفي اصلا - 00:16:25ضَ
ان يعد وفي نيته ان لا يفي اصلا يعني يقول سآتيك غدا في الساعة الفلانية. وقد بيت النية من الاصل انه لن يفعل او ساعطيك كذا وقد بيت النية انه لن يعطيك - 00:16:48ضَ
فهذا اول ما يدخل في الحديث والحال الثانية ان يعد ان يعد وفي نيته ان يفي حال الوعد ثم يبدو له ان لا يفي من غير عذر شرعي فهذا ايضا داخل في الحديث - 00:17:04ضَ
والحال الثالثة ان يفي وفي نيته ان ان يعد ان يعد وفي الوفاء ولكن يتعذر عليه الوفاء لعذر شرعي من نسيان او مرض او غير ذلك فهذا معذور اذا اذا وعد اخلف - 00:17:25ضَ
يدخل في ذلك من وعد وفي نيته عدم الوفاء ومن وعد وفي نيته الوفاء ثم ترك الوفاء من غير عذر اما من وعد وفي نيته ان يفي ولكن تعذر عليه ذلك فلا يدخل في الحديث - 00:17:48ضَ
الرؤى الثالث واذا خاصم فجر اذا خاصم يعني غيره فجر والفجور في الخصومة ان يدعي ما ليس له. او ان ينكر ما وجب عليه من يدعي ما ليس له او ان ينكر ما وجب عليه. فيقول مثلا هذا العقار او هذا المالي وهو - 00:18:09ضَ
ليس له او ينكر ما وجب عليه. عليه دين او آآ نحوه فينكر هذا الحق هذا من الفجور في الخصومة ومن الفجور في الخصومة. ايضا وهو موجود مع الاسف ان بعض الناس اذا اراد ان يرد على شخص - 00:18:36ضَ
في مسألة فقهية او في العقيدة تجد انه يخرج عن الموضوع للقدح في ذات الشخص وهذا ايضا من الفجور في الخصومة وتجد بدلا بدلا من ان يرد عليه ان يرد على - 00:19:00ضَ
هذه الفكرة التي قالها او هذه المسألة او هذا القول تجد انه يخرج من ذلك الى القدح في دين هذا الشخص او القدح في اسرته او في نسبه او غير ذلك وهذا من الفجور في الخصومة لا يجوز بحال من الاحوال - 00:19:18ضَ
انت هذا الرجل اخطأ في امر من الامور يجب ان تبين هذا الخطأ وان توضح هذا الخطأ لكن ان تتجاوز ذلك الى القدر في نسبه او في اهله او في عائلته او في قبيلته او في صفاته الخلقية التي خلقها الله تعالى او او ركب عليها - 00:19:36ضَ
عليها هذا من الفجور في الخصومة الرابع واذا اؤتمن خان. اؤتمن اي جعل امينا. سواء جعل امينا على مال ام جعل امينا على عرض ام جعل امينا على قول الائتمان قد يكون ائتمانا - 00:19:56ضَ
على مال كالمودع يعني قال له احفظ مالي فيخونه وقد يكون ائتمانا على عرظ في ان يقول مثلا لجاره انا اريد السفر اريدك ان تكون ان يكون اولادي واهلي عندك امانة - 00:20:18ضَ
وقد يكون ائتمانا على قول بان يحدثه بحديث ويقول هذا الحديث امانة بيني وبينك وكلها يجب الوفاء بها ولا يجوز خيانتها. ولهذا قال واذا اؤتمن خان والخيانة هي الغدر في موضع الائتمان - 00:20:41ضَ
هذي الخيانة والخيانة والعياذ بالله صفة صفة مذمومة مطلقا لا تكون ممدوحة بحال من الاحوال بخلاف المكر والخداع المكر والخداع ليس صفة مذمومة مطلقا. بل قد يكون صفة محمودة. اذا كان في مقابل من يفعل - 00:21:03ضَ
ذلك ولهذا قال الله عز وجل ويمكرون ها. ويمكر الله والله خير الماكرين. ومكروا ومكر الله. يخادعون الله وهو خادعهم اما الخيانة فهي صفة مذمومة مطلقا ولهذا قال الله عز وجل ذلك بانهم خانوا الله من قبل لم يقل فخانهم وانما قال فامكن منهم - 00:21:31ضَ
وبهذا نعرف خطأ ما يتداول او يكتب احيانا من عبارة خان الله من يخون قال الله من يخون. انا اقرأها احيانا في السيارة الكبيرة هذه النقليات يكتب وراء الحسود ولا يسود. والجهة الثانية - 00:21:59ضَ
قال الله من يخون الحسود لا يسود صحيح. لكن خان الله من يخون. هذه هذه عبارة من كرة. لانك اثبتت صفة الخيانة لله. ولا يجوز لنا ان نثبت لله عز وجل صفة لم يثبتها لنفسه عز وجل - 00:22:19ضَ
- 00:22:37ضَ