المبتدئين مجالس تدارس القرآن ( قصار المفصل ) نشر هدى القرآن 1438 هجري
14- سورة الفيل مجالس تدارس القرآن(النبأ العظيم) نشرهدى القرآن الشيخ د.ماهر الفحل17جمادى الآخرة1438
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد مجلسنا هذا اليوم مع سورة من هذا الكتاب العظيم - 00:00:01ضَ
كتاب الله تعالى موعدنا اليوم مع سورة الفيل وهي من السور العظيمة وجميع القرآن عظيم فقد انزله الله العظيم على اعظم نبي لاعظم امة وهذه السورة لها مقاصد اولا سورة الم ترى كيف فعل ربك باصحاب الفيل؟ مقصدها الرئيس - 00:00:23ضَ
بيان حكم الله الكوني بحماية محضن التوحيد ومنطلق الرسالة ثانيا بيان عظم قدرة الله تعالى وشديد بأسه واخذه وانه يمهل ولا يهمل ثالثا بيان حماية الله لبيته الحرام واهلاك من يريده - 00:00:58ضَ
واهلال في من يريده بالحاد او فساد او اذى رابعا تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم بان الله سبحانه وتعالى فعل باعدائه ما فعل قبل ان يولد النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:31ضَ
كذلك يفعل الله باعداء النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين ظهرانهم وربنا جل جلاله يرفع عن النبي صلى الله عليه وسلم نشرهم خامسا تذكير العرب بالنعمة التي انعمها عليهم في صرف من اراد اهلاكهم - 00:01:52ضَ
فانهم كانوا قصدوا قتل اهل مكة وسبي نسائهم وذراريهم واخذ اموالهم فذكرهم ربنا جل جلاله جميل صنعه بهم لاجل ان يشكروه ويعبدوه حق عبادته وينزجر عن عبادة غيره سادسا تخويف اهل مكة - 00:02:21ضَ
تخويف اهل مكة. فلما اهلك الله اصحاب الفيل بما ضيعوا حرمة بيته فلا يأمن اهل مكة من اهلاكهم من ان الله يهلكهم ويعذبهم بما ضيعوا من حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:02:54ضَ
سابعا التحذير لكل احد ممن تعلم الايات القرآنية ونظر الايات الكونية ولم يعتبره فربنا جل جلاله اهلك اولئك لما اراهم من اياته فلم ينصرفوا فهم كانوا اذا وجهوا الفيل نحو البيت امتنع - 00:03:19ضَ
واذا وجهوه نحو ارضهم اسرى فلما رأوا ذلك ولم ينصرفوا حق عليهم الهلاك فاهلكهم الله سبحانه وتعالى ثامنا التنبيه على العبرة في قصة الفيل واصحابه فانها تدل على كرامة الله - 00:03:47ضَ
وان الله سبحانه وتعالى قد اكرم اهل البيت وانه قد انعم على اهل قريش بدفع العدو عنهم فكان عليهم ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وفيها مع ذلك من عجائب قدرة الله تعالى بان جعل هذا الطير يلقي هذه الحجارة فيهلك هذا الجيش الكبير - 00:04:12ضَ
تاسعا تذكير الله نبيه صلى الله عليه وسلم بنعمته عليه اذ صرف ذلك العدو سنة مولده السعيد وفي هذا ارهاصا بنبوته. اذ ان الله يقدم دلائل النبوة من خوارق العادات - 00:04:44ضَ
بين يدي الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم عاشرا نبهت السورة ان كل من تعرض لشيء من حرمات الله عاد اليه وبال شره والى ان من جاهر بالمعصية اسرع اليه الهلاك - 00:05:08ضَ
وان الله تعالى يأتي من يريد عذابه من حيث لا يحتسب كي يدوم الحذر منه اذا هذه العقوبات التي تصيب الناس هي تنبيه على الناس ان ينتبهوا ويعتبروا من هذه الايات - 00:05:31ضَ
هذي عشر ذكر الله سبحانه وتعالى نبيه ومن تبلغه رسالته بعمل عظيم وهذا العمل العظيم دال على بال قدرته سبحانه وتعالى وان الله قدرته فوق كل قدرة فكل قدرة موجودة فهي خاضعة - 00:05:48ضَ
سلطان قدرة الله تعالى ففي هذه السورة تذكير بما كان من نكال الله في اصحاب الفيل. وهذا جاء في معرض الانذار اما مناسبة السورة مع التي قبلها فان الله سبحانه وتعالى - 00:06:14ضَ
لما ذكر في السورة التي قبلها عذاب الكفار في الاخرة اخبر هنا بعذاب ناس منهم في الدنيا وفي ذلك تخويف بالعقوبات الاخروية وتخويف بالعقوبات الدنيوية قال البقاعي لما قدم في الهمزة - 00:06:36ضَ
ان كثرة الاموال المسببة بالقوة بالرجال ربما اعقبت الوبال دل عليه في هذه بدليل شهودي وصل في تحريقه وتغلغل به في الاجسام وتجريفه الى القلوب في العذاب الادنى. كما ذكر قبلها - 00:07:02ضَ
العذاب الاكبر الاخفى محذرا من الوجاهة في الدنيا وعلو المرتبة مشيرا الى انها كلما عظمت زاد ظررها بما يكسبه من الطغيان حتى ينازع صاحبها الملك الاعلى. نسأل الله العافية والسلامة - 00:07:27ضَ
وقال ابو جعفر ابن الزبير لما تظمنت سورة الهمزة ذكر اخترار من فتن بماله حتى ظن انه يخلده وما اعقبه ذلك اتبع هذا اصحاب الفيل الذين غرهم تكاثرهم وخدعهم امتدادهم في البلاد واستيلاءهم حتى هموا بهدم البيت المكرم - 00:07:48ضَ
فتعجلوا النقمة وجعل الله كيدهم في تظليل وارسل عليهم طيرا ابابيل وقال المراغي علينا وعليه رحمة الله ومناسبتها لما قبلها انه بين في السورة السابقة ان المال لا يغني من الله شيئا - 00:08:15ضَ
وهنا اقام الدليل على ذلك بقصص اصحاب الفيل انتهى كلام المراغي يرحمه الله تعالى وواقعة الفيل ايها الاخوة طالت فيما بعد تأريخا وكان ذلك الحدث التاريخي المهم هو العام الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:39ضَ
فعلى هذا يكون بين حادثة قيل ومولد النبي وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم اربعون سلام وكان لهزيمة ابرهة اثر كبير في تاريخ العرب ولعل الله اراد بهذا الحادث تعظيم بيته - 00:09:07ضَ
واعلاء شأنه وتهيئة امة العرب لحمل رسالة الاسلام الى العالم كله وتهيئة الجهاد في سبيل الله للدفاع عن بيته العتيق اذا ربنا يقول الم ترى كيف فعل ربك باصحاب الفيل - 00:09:28ضَ
الم تعلم علما هو في تحققه كالحاظر المحسوس بالبصر اي الم تعلم فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ير تلك الكيفية اذ انه صلى الله عليه وسلم ولد في ذلك العام لذا - 00:09:54ضَ
فسرت هنا بالرؤيا العلمية وهذا الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ولكنه عام لكل من يصلح له الخطاب والاستفهام المتر استفهام تعجيمي يعني اعجب لفعل ربك باصحاب الفكر فقوله الم تر تكون بمعنى التعجب وتكون بمعنى التفخيم وبمعنى التخويل - 00:10:15ضَ
والتعظيم الم ترى الم تعجب فهنا عجب الله نبيه من كفر العرب وقد شاهدت العرب هذه العظمة من ايات الله والمعنى انك رأيت اثار صنع الله بالحبشة وسمعت الاخبار به متواترا فقامت لك مقام المشاعر - 00:10:48ضَ
وهذا التعجيب فيه التقرير بمعنى قد علمت فعل ربك بهؤلاء الذين قصدوا حرامهم ظلل كيدهم واهلكهم باظعف جنوده وهي الطير التي ليست من عادتها انها تقتل وتأمل في قوله كيف فعل ربك - 00:11:16ضَ
فقد نبه على الكيفية وفي ذلك ملحظ مهم ففيها رد على الملحدين لانهم ذكروا في الزلازل والرياح والصواعق وسائر ما عذب الله به من اياته الكونية اعذارا ضعيفة اما واقعة الفيل فهي سدحض - 00:11:46ضَ
تبهدهم فلا تجري فيها تلك الاعذار لانه ليس في شيء من الطباع والحيل ان تقبل طير معها حجارة فتقصد قوما دون اخرين فتقتلهم ولذا قوله باصحاب الفيل هم ابره الحبشي - 00:12:09ضَ
ومن معه وابرهة حاكم نصراني من الاحباش فانا على اليمن اذ ان اهل الحبشة كانوا حين ذاك على النصرانية وقد استولوا على بلاد اليمن حينا من الدهر فنصبوا عليها حاكما منهم يقال له ابرهة - 00:12:30ضَ
وقد جاء في كتب التاريخ ان هذا الحاكم لما رأى العرب يقصدون الكعبة قام ببناء كنيسة سماها القليس ودعا العرب الى الحج اليها ليصرفهم عن الكعبة ولكن العرب على رغم ما احدثوه من الشرك الا انهم ابوا ذلك - 00:12:58ضَ
اذ كانوا يعظمون الكعبة ويحجون بيت الله الحرام اتباعا لابيهم ابراهيم عليه السلام حتى جاء رجل من كنانة او من بعض قبائل العرب فتغوط في كنيسة ابرهة ولطخ قبلتها بالاذى فغضب امرها غضبا شديدا وسار بالاتيال والرجال - 00:13:23ضَ
يريد هدم الكعبة وكان ذلك في زمن عبد المطلب سيد قريش جد النبي صلى الله عليه وسلم فلما توجه الى مكة اعترضه بعض قبائل العرب فهزمهم لقوة جنده وقوة جيشه - 00:13:51ضَ
وسار حتى اقبل على مكة واصاب عسكره ابلا لعبد المطلب وجاء في كتب التاريخ ان عبد المطلب اتى ابرهة وكان عبدالمطلب رجلا وسيما عظيم المنظر والشكل والهيبة كما ان الشيخ محمد الربيعة الذي يقوم على هذا العمل رجل ما شاء الله قد رزقه الله جمالا ومهابة - 00:14:10ضَ
فلما رآه ابرهة اعجبه شكله ومرآه ولم ير ان يصعده على سريره فنزل اليه واستقبله فقائد الترجمان قل له ما حاجتك فقال اصحابك استاقوا مائة بعير لي. واريدك ان تردها علي - 00:14:41ضَ
فلما سمع ذلك منه سقط من عينه وقال ترجمان قل له اني حينما رأيتك اعجبني حالك وكنت اظن انك ستكلمني في امر البيت فقال عبد المطلب انا رب الابل وللبيت رب يحميه - 00:15:05ضَ
فافعل ما بدا لك فامر برد ابله عليه ثم ذهب عبد المطلب ومن معه من قريش وامسكوا بحلق البيت وصاروا يدعون ويتضرعون الى الله ان يدفع هؤلاء المعتدين حتى قال عبد المطلب ما قال من شعر مشهور - 00:15:26ضَ
ولهذا قال بعضهم ان اول من قال بالبدائع عبدالمطلب وكان هذا من عقائد اهل الجاهلية ثم ان عبد المطلب واهل مكة قد خرجوا واخلوا مكة وصعدوا الى الجبال يقينا منهم بان الله تعالى - 00:15:52ضَ
فيحمي بيته فلما بلغ ابرهة منطقة الحديبية وهي الواقع بين جدة ومكة المسماة الان بالشميسي فلما بلغها ارسل الله تعالى اي جماعات تأتيهم من جهة البحر تحمل في افواهها حجارة صغيرة - 00:16:11ضَ
ثم تقصفها على ابرهة وجنودها حتى كانت الحصاة تنزل فتخرق بيضة الرأس اي الخوذة وتشق بدن الراكب وتخرج من دبره هكذا نقل عن بعظ التابعين وتخلق الفيل حتى تبلغ الارض حتى غدوا كما وصف الله - 00:16:35ضَ
بعف مأكول وكانت هذه الواقعة سنة ولادة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الموضع اختاره الله تعالى عن علم وحكمة فهو موضع شريف وربنا يقول واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت - 00:17:00ضَ
وربنا جل جلاله له ان يصطفي من الامكنة والازمنة والاشخاص ما يشاء وربنا يقول وربك يخلق ما يشاء ويختار نسأل الله ان يختارنا لطاعته فلهذا الموضع هذا البيت في هذا المكان له خاصية كونية وقدرية - 00:17:25ضَ
يجب على كل مؤمن ان يرعاها وان يعظمها وان يبث منها نور الدين وهدى القرآن ولذلك بحمد الله هذا المركز مركز النبأ العظيم هو بالقرب من هذا البيت ومن تعظيم الله لها - 00:17:49ضَ
ان اجرى هذه الاية العظيمة في زمن الجاهلية لان الامر متعلق بهذا الموقع المعظم المكرم فليست هذه البقعة كسائر البقاع ولذا ربنا جل جلاله حمى هذه البقعة وجعلها جعل الحرم حرما - 00:18:12ضَ
امنة وقد جاءت النفوس في هذا واذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الاخر ان يسفك بها دما - 00:18:37ضَ
ولا يعرض بها شجرة فان احد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقولوا ان الله قد اذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يأذن لكم وانما اذن لي فيها ساعة من نهار - 00:18:57ضَ
ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالامس وليبلغ الشاهد الغائب الحديث هذا رواه الامام البخاري في صحيحه اذا هذا هو الامر ابن كثير رحمه الله تعالى قال معلقا على هذه الاية قال هذه - 00:19:18ضَ
من النعم اذا ابرهة كما قلنا حاكم نصراني وفي الاية الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل اصحاب الفيل اي ارباب الفيل كما يقال رب الدار وصاحب الدار ابن كثير علق قال هذه من النعم - 00:19:43ضَ
التي امتن الله بها على قريش فيما صرف عنهم من اصحاب الفيل الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة ومحو اثرها من الوجود يقول ابن كثير فابادهم الله وارغم ان - 00:20:06ضَ
الافهم وخيب سعيهم واضل عملهم وردهم بشر خيبة. وكانوا قوما نصارى وكان دينهم اذ ذاك اقرب حالا مما كانت عليه قريش من عبادة الاوثان ولكن كان هذا من باب الارهاص والتوطئة - 00:20:27ضَ
لمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه في ذلك العام ولد على اشهر الاقوال ولسان حال القدر يقول وهذه العبارة عبارة ابن كثير لم ننصركم يا معشر قريش على الحبشة - 00:20:52ضَ
لخيرتكم عليهم ولكن صيانة للبيت العتيق الذي سنشرفه ونعظمه وان يوقره ببعثة النبي الامي محمد صلوات الله وسلامه عليه قاتم النبيين. انتهى كلام ابن كثير علينا وعليه رحمة الله اذا الم ترجي ففعل ربك باصحاب الفيل - 00:21:11ضَ
وانظر هنا فعل هنا اشادة بقدرة الله تعالى وجاء ذكر الرب هنا ربك المتر كيف فعل ربك؟ اي المحسن اليك ومن احسانه احسانه الى قومك بك وبهذه الواقع الخارقة للعادة - 00:21:40ضَ
تمهيدا للنبوة. اذا هذا من احسان الله على النبي وعلى قوم النبي في دفع هذا الصائل عن هذا البلد وتأمل اخي الكريم حتى تغرس في قلبك محبة الله وتأمل ان الله سبحانه وتعالى قال الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل - 00:22:06ضَ
ولم يقل ماذا فعل ربك باصحاب الفيل وهذا فيه اشارة الى انك تستحضر الصورة في ذهنك لان الكيفية عبارة عن صورة تفصيلية فاذا قيل لك كيف فعل ربك تخيلت الكيفية وهذا الجيش وهذه الافيال - 00:22:33ضَ
وهذا الطعام الذي يحملونه معهم ثم هذه الحجارة وهي تقصفهم وتلقى عليهم وتساقط هذا الجيش وموته وفي قوله كيف اراد ان يلفت نظر المستمع لاجل ان يعتني بالكيفية بالاشياء وهذا له نظائر في القرآن. افلم ينظروا الى السماء فوقهم - 00:22:53ضَ
كيف بديناها وزيناها وما لها من فروج. ولكن نظر الى السماء عبادة فيتخيل انسان هذا الظل وهو يمتد حسب حركة الشمس فالكيفيات مهمة عندما ينظر اليها الانسان وحينما يتدبر ما فيها ويتخيلها - 00:23:23ضَ
ويتصورها في كثير من الاشياء حتى الطعام والشراب نحن مأمورون بذلك فلينظر الانسان الى طعامه وربنا يقول اولم يروا الى الارض كم انبتنا فيها من كل زوج كريم فالانسان يتدبر قدرة الله سبحانه وتعالى - 00:23:46ضَ
الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل وهذا الاستفهام كما تقدم هو استفهام تقليلي والمعنى انك قد رأيته وهذا كثيرا ما يعبر به بصيغة النفي الذي ظاهره النفي وحقيقته الاثبات - 00:24:08ضَ
ويفيد معنى التحدي المخاطب ولا غيره يستطيع ان ينفي هذه الحادثة فهي في ثبوتها قضية يقينية لا يستطيع احد ان ينكرها ولا يستطيع احد ان يشكك فيها وهذا الاستفهام التقريري - 00:24:29ضَ
له نظائر في القرآن الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم الم تر الى ربك كيف مد الظل الم نشرح لك صدرك؟ الم يجدك يتيما فآوى وقلنا بان الرؤيا هنا هي الرؤيا العلمية - 00:24:52ضَ
الرؤيا اي العلمية علما بالخبر اي علمت العلم اليقيني القطعي ان الله قد فعل باصحاب الفيل ما فعل سبحانه وتعالى وهنا كما قلنا الم ترى كيف فعل ربك ربك الذي رباك - 00:25:12ضَ
والذي يربك بالنعم فهنا استعمل لفظ الرب المتظمن لمعنى الرحمة والرعاية والعناية وفيها معنى الخلق الملك التدبير التصريف التربية ونريد من قارئ القرآن والمصلي كلما قرأ الحمد لله رب العالمين يستذكر معاني الربوبية ويتدبر هذه المعاني - 00:25:35ضَ
فربك هو ربك الذي رباك بنعمه وتعاهدك بفضله وعطائه فربنا جل جلاله ينعم على العباد وكان في هذا اشارة الى ان حادثة الفيل هي من لطف الله بالنبي وبنا ومن حسن تدبيره وتصريفه ورعايته للنبي صلى الله عليه وسلم ولقومه وللعالم لان الله قد بعث هذا النبي العظيم - 00:26:04ضَ
رحمة للعالمين اجمع الم يجعل كيدهم في تظليل وهذي الاستفهام هنا الم يجعل استفهام تقريري بمعنى جعل وقوله كيدهم اي تدبيرهم بهدم الكعبة وكان من تدبيرهم ان اتوا بالافيال التي كانت لا تعرفها العرب. العرب كانت تعرف الجمال وتسمع بالاكيال بانها عظيمة - 00:26:36ضَ
وفي هذا حكمة حكمة في التحويل من هذا الجيش لما لم تكن الفيلة موجودة حينذاك والكيد ارادة مضرة بالغير على الخفية وقد سماه شيدا علما ان امره ظاهر وهو كان يصرح انه يريد هدم الكعبة - 00:27:08ضَ
وكان عنده من الشر الشيء الكثير فهو كان يضمر الحسد لاهل البيت وكان يريد صرف الشرف الحاصل لهم بسبب الكعبة منهم ومن بلدهم الى نفسه والى بلدتهم الم يجعل كيدهم في تضليل - 00:27:33ضَ
فقوله في تضليل اي في خسار وضياع اي في تضليل في تضليل عما ارادوه اي في ذهاب في تضييع وابطال وربما قال وما دعاء الكافرين الا في غلال فالتفضيل اذا - 00:27:55ضَ
يعلو الغير ضالا. اي لا يهتدي بمراده. وهو هنا عدم نظال المقصود بان ظلال الطريق عدم وصول السائر الى المكان الذي يريده نسأل الله ان يهدينا واياكم صراطه المستقيم وارسل عليهم طيرا ابابيل - 00:28:16ضَ
وارسل عليهم يعني بعث عليهم بمعنى انشأ وخلقها وقول ابابيل اي فرقا وجماعات متتابعة كثيرة مجتمعة فالمعنى ارسل الله عليهم هذه الطير بهذه الحجارة من كل جانب وصف الله في كل من عذبه بالحجارة انها من سجيل. فقال في قوم لوط - 00:28:40ضَ
وانظرنا عليهم حجارة من سجيل منضود اي من شديد من شديد عذابه. والعرب اذا وصفت المكروهة وصفته بسجيل كانها تعني به الشدة ولا يوصف به غير المكروه. اما قوله ابابيل فهو نعت للطير. فهو نعت - 00:29:09ضَ
الطير وترميهم بحجارة من تسجيل اي تقذفهم والحجارة معروفة وسجيل هو الطين المطبوخ وهو نحو ما يسمى اليوم بالطوب الاحمر قد ادخل في الافران فتحول الى حجارة صلبة فجعلهم كعصف مأكول - 00:29:35ضَ
كيف جعل ذلك الجيش وهذا المعسكر الذي كان يسير لاجل هدم الكعبة كعطف مأكول اي كورق الزرع الذي اكلته الدواب وذاتته وافنته فالعصف ورق الزرع الذي يبقى بعد الحصاد وتعصفه الرياح فتأكله الحيوانات - 00:29:57ضَ
وهذا تشبيه جميل نشاهد كما لو سلف قطيع من الغنم على حقل فيه زرع فجعلت تقظمه وتلفظه وتطأه بارجلها فهكذا بدت هذه الجثث بذلك الجيش الظالم الذي تارة للاعتداء على بيت الله الحرام - 00:30:25ضَ
قال ابن كثير والمعنى ان الله سبحانه وتعالى اهلكهم ودمرهم وردهم بكيدهم وغيظهم لم ينالوا خيرا واهلك عامتهم ولم يرجع منهم بخير الا من رجع وهو جريح كما جرى لمالكهم ابرهة - 00:30:50ضَ
فانه انصدع صدره عن قلبه حين وصل الى بلده صنعاء واخبرهم بما جرى لهم ثم مات اذا شبه تقطيع اوصالهم بتفرق اجزائهم اذا هذه السورة سورة عظيمة الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل - 00:31:12ضَ
الم يجعل كيدهم في تضليل وارسل عليهم طيرا ابابل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول. هذه السورة العظيمة في هذا الكتاب الطيب مجالس ادارة القرآن مدخل المشوق ويكون بعدة طرق. سؤال الطلاب - 00:31:39ضَ
عن احداث بين يدي بعثتها. هذه الحدث العظيم حصل لاجل يعني جعله الله تعالى تمهيدا لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الواقعة وقعت قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم باربعين عام - 00:32:02ضَ
نزلت هذه السورة في مكة المكرمة والقصة كما مر عندنا هي من القصص المشهورة عند الجميع وتسمى سورة الفيل ويقال سورة الم ترى كيف فعل ربك باصحاب الفيل كما في صحيح البخاري - 00:32:26ضَ
وتتحدث هذه السورة وتحكي قصة اهلاك الله تعالى بقوم ارادوا هدم بيته وفي السورة تتجلى عناية الله بالكعبة الا تستشعر من ذلك ان عناية الله محيطة بك ما دمت قائلا بامره اسمع يا طارق - 00:32:46ضَ
الا تستشعر من ذلك ان عناية الله محيطة بك ما دمت قائما بامره كلما قمت في اداء امر الله فان رعاية الله محيطة بك فكيف يطرق اليأس قلب المؤمن والله ولله جنود لا يعلمها الا هو. اذا المؤمن - 00:33:11ضَ
لا يفرق اليأس قلبه هل يطرق اليأس قلبك ام لا ايها الفتى لانك متوكل على من هل تستطيع ان تقرأ السورة ام لا انت اذا اطمئنت اياها الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل - 00:33:35ضَ
اقرأ الم تر ربك؟ لا يا ولدي الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل انت ترى ربك الم ترى كيف فعل ربك باصحاب الفيلم فاذا جعل ربك باصحاب الفيل الم - 00:33:59ضَ
سير اه كيف فعل ربك باصحاب الفيل الم يجعل كيدهم في تضليل الم يجعل كيدهم في تظليل وارسل عليهم طيرا ابابيل وارسل عليهم طيرا ابابيل. ترميهم بحجارة حجارة من سجيل. الحاكي سها بحجارة من سجيل. بحجارة من سد - 00:34:21ضَ
فجعلهم كعصف مأكول وجعل. كفاية. فجعلهم في عصف مأكول. اقرأ جيدا يا بني فانت تعلم من اعتنى بكتاب الله وعمل به نال من الله العناية والرعاية المختصر في التفسير الم تعلم ايها الرسول - 00:35:00ضَ
كيف فعل ربك بابرهة واصحاب الفيل حين ارادوا هدم الكعبة ثانيا لقد جعل الله تدبيرهم السيء بهدمها في ظياع فلما نالوا ما تمنوه من صرف الناس فما نالوا ما تمنوه من صرف الناس عن الكعبة - 00:35:27ضَ
وما نالوا منها شيئا وبعث عليهم طيرا اتتهم جماعات جمعت ترميهم بحجارة من طين متحجر فجعلهم الله كورق زرع اكلته الدواب وداسته التدبر والتزكية احنا الاية القرآنية نقرأها نتدبر معناها ما الذي نفعله؟ فلابد من تقرأ لا تقرأها قراءة جيدة - 00:35:52ضَ
يتدبر ما فيها ماذا تعمل؟ يعني ما هو موقفك امام الاية وهنا الاي الم ترى كيف فعل ربك باصحاب الفيل؟ قدرة الله غالبة. ومشيئته نافذة فاذا اراد شيئا كان نتخلق انا وانت بهذه ان نعظم مكانة الكعبة البيت الحرام - 00:36:24ضَ
في نفوسنا اذ صد الله سبحانه عنها اعداءه واهلكهم الم يجعل كيدهم في تضليل؟ كيد الكفار ومكرهم مهما عظم فان الله سيبطله التزكية ان لا نكيد لمسلم ولا لغيره بغير حق - 00:36:47ضَ
فان كيد اهل الباطل في ضياع وارسل عليهم طيرا ابابيل لله جنود لا يعلمها الا هو يا ولد يا فارس وارسل عليهم طيرا ابابيل. قلنا معناها لله جنود لا يعلمها الا هو الله - 00:37:09ضَ
وهو تعالى يسلط اضعف خلقه على افخم مخلوقاته واقواهم دون ان يملك احد دفعه. الا ها هي الجنود ما هي الجنود المذكورة هنا الطير ماذا كانت تحمل حجارة. حجارة ابن السجيل. تلقيها على من - 00:37:32ضَ
يلغيها على ابرهة والجيش ابرهة وكانوا يهلكون هلكوا جميعا لم يرجع منهم الى صنعاء الا من الا الجريح هذا الجريح لماذا رجع اليهم الجريح حتى يخبرا يخبر قومهم ماذا لم ان نستغي غضب الله - 00:37:55ضَ
وعقوبته فانها قد تاتي من حيث لا نحتسب. الانسان يعصي الله يترك صلاة يكذب يعمل في فعل شر يعاقب قد يعاقب عاجلا فنحن علينا ان نخاف الله غاية الخوف اذا اراد الله سبحانه اهلاك قوم لم تنفعهم قوتهم. ولا يستطيعون دفع اسباب الهلاك عنهم. ترميهم بحجارة من سجيل - 00:38:15ضَ
ترميهم بحجارة المسجين ايش نستفيد ان نعظم بيت الله ولا نتعدى فيه فيعاقبنا الله بانتهاء فيعاقون الله تعالى فعلينا ان نعظم بيت الله وان ندعو لحجاج بيت الله وندعوا لمن زار هذا البيت ولمن خدم البيت - 00:38:45ضَ
فجعلهم كعرش مأكول لا يتدبر لا قيمة للكافر عند الله ولا كرامة. كعصف نأكل مثل ورق الشجر المطروح المداس المهم علينا ان نعز انفسنا بتعبيدها لله. العبادة لله يا ولدي اعظم العزة - 00:39:09ضَ
واعز العزة احسن موقف يقوم به العبد ان نعز انفسنا بتعبدها لله سبحانه ونجتنب اذلالها بالمعاصي. هناك المعاصي مذلة ومن يهن الله فما له من مكرم ما اعز عبد نفسه بمثل طاعة الله - 00:39:29ضَ
وما اهان مؤمن نفسه بمثل معصية مثل المعصية اذا كيف تطبق هذه السورة بعد ان تعلمتها يا طارق في حق نفسك تقول فاعمل على زيادة ايمانه وثقتي بالله واؤمن ان لله الحكمة البالغة في تدبيره سبحانه وان وان تأخر ما ارجوه - 00:39:49ضَ
في حق المجتمع ماذا تقول؟ مجتمع انت الان في مجتمع مجتمع عرب ومجتمع غير عرب وواجبك ان تدعوهم وان تعلمهم وان تأمرهم وان تنهاهم وهاي السورة بالذات خاصة هذه السورة - 00:40:14ضَ
يعني ما الذي ستقدمه لهذه الامة قل ساتذاكر مع اهل المسجد والذين معي في المدرسة قصص الامم السالفة وما حل بهم لما خالفوا امر الله تعالى فان فيها عبرة وعظة - 00:40:30ضَ
شوف عبرة ما معنى العبرة؟ العبرة هي ما يحضر به الانسان من مواطن الشرر الى موضع النجاة. اذا هاي عبرة يا ولدي عبرة هذي السورة عبرة تحضر بها من مواطن الشرر الى مواطن النجاة - 00:40:51ضَ
وابين ان دفاع المجتمع عن حرمات الله ودينه هو رفعة للمجتمع وتوفيق منه. انت الان لما تدافع عن المجتمع حتى يترقى بطاعة الله انت ترقي المجتمع وتحافظ عليه والا فان الله غني عن نصرتك دينه. الله الغني وانت الفقير الذي تحتاج ان تنصر دين الله حتى ينصرك الله لان - 00:41:10ضَ
دين الله بل يجب علينا شكر الله ان سخرنا لخدمة دينه. قال تعالى لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة - 00:41:36ضَ
لقوم يؤمنون قل اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يبدل عسر هذه الامة يسرا وان يغير الاحوال وان ينجي المؤمنين وان يسلم امة محمد صلى الله عليه وسلم اجمعين - 00:41:58ضَ
اللهم ارفع القتل عن امة محمد يا كريم اللهم سلم المسلمين ووحد كلمتهم يا الله. اللهم اصلح اصلح شبابنا ونساءنا يا كريم. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين - 00:42:16ضَ
انتهى هذا الدرس في ليلة مرت بعد عام من دخول هذه البلاد بلاد بني عثمان اسأل الله ان يجعل قابل ايامي خيرا من ماضيها وان يجعل خير ايامنا يوم نلقاه - 00:42:38ضَ
صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:42:56ضَ
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد مجلسنا هذا اليوم مع سورة من هذا الكتاب العظيم - 00:00:01ضَ
كتاب الله تعالى موعدنا اليوم مع سورة الفيل وهي من السور العظيمة وجميع القرآن عظيم فقد انزله الله العظيم على اعظم نبي لاعظم امة وهذه السورة لها مقاصد اولا سورة الم ترى كيف فعل ربك باصحاب الفيل؟ مقصدها الرئيس - 00:00:23ضَ
بيان حكم الله الكوني بحماية محضن التوحيد ومنطلق الرسالة ثانيا بيان عظم قدرة الله تعالى وشديد بأسه واخذه وانه يمهل ولا يهمل ثالثا بيان حماية الله لبيته الحرام واهلاك من يريده - 00:00:58ضَ
واهلال في من يريده بالحاد او فساد او اذى رابعا تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم بان الله سبحانه وتعالى فعل باعدائه ما فعل قبل ان يولد النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:31ضَ
كذلك يفعل الله باعداء النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين ظهرانهم وربنا جل جلاله يرفع عن النبي صلى الله عليه وسلم نشرهم خامسا تذكير العرب بالنعمة التي انعمها عليهم في صرف من اراد اهلاكهم - 00:01:52ضَ
فانهم كانوا قصدوا قتل اهل مكة وسبي نسائهم وذراريهم واخذ اموالهم فذكرهم ربنا جل جلاله جميل صنعه بهم لاجل ان يشكروه ويعبدوه حق عبادته وينزجر عن عبادة غيره سادسا تخويف اهل مكة - 00:02:21ضَ
تخويف اهل مكة. فلما اهلك الله اصحاب الفيل بما ضيعوا حرمة بيته فلا يأمن اهل مكة من اهلاكهم من ان الله يهلكهم ويعذبهم بما ضيعوا من حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:02:54ضَ
سابعا التحذير لكل احد ممن تعلم الايات القرآنية ونظر الايات الكونية ولم يعتبره فربنا جل جلاله اهلك اولئك لما اراهم من اياته فلم ينصرفوا فهم كانوا اذا وجهوا الفيل نحو البيت امتنع - 00:03:19ضَ
واذا وجهوه نحو ارضهم اسرى فلما رأوا ذلك ولم ينصرفوا حق عليهم الهلاك فاهلكهم الله سبحانه وتعالى ثامنا التنبيه على العبرة في قصة الفيل واصحابه فانها تدل على كرامة الله - 00:03:47ضَ
وان الله سبحانه وتعالى قد اكرم اهل البيت وانه قد انعم على اهل قريش بدفع العدو عنهم فكان عليهم ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وفيها مع ذلك من عجائب قدرة الله تعالى بان جعل هذا الطير يلقي هذه الحجارة فيهلك هذا الجيش الكبير - 00:04:12ضَ
تاسعا تذكير الله نبيه صلى الله عليه وسلم بنعمته عليه اذ صرف ذلك العدو سنة مولده السعيد وفي هذا ارهاصا بنبوته. اذ ان الله يقدم دلائل النبوة من خوارق العادات - 00:04:44ضَ
بين يدي الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم عاشرا نبهت السورة ان كل من تعرض لشيء من حرمات الله عاد اليه وبال شره والى ان من جاهر بالمعصية اسرع اليه الهلاك - 00:05:08ضَ
وان الله تعالى يأتي من يريد عذابه من حيث لا يحتسب كي يدوم الحذر منه اذا هذه العقوبات التي تصيب الناس هي تنبيه على الناس ان ينتبهوا ويعتبروا من هذه الايات - 00:05:31ضَ
هذي عشر ذكر الله سبحانه وتعالى نبيه ومن تبلغه رسالته بعمل عظيم وهذا العمل العظيم دال على بال قدرته سبحانه وتعالى وان الله قدرته فوق كل قدرة فكل قدرة موجودة فهي خاضعة - 00:05:48ضَ
سلطان قدرة الله تعالى ففي هذه السورة تذكير بما كان من نكال الله في اصحاب الفيل. وهذا جاء في معرض الانذار اما مناسبة السورة مع التي قبلها فان الله سبحانه وتعالى - 00:06:14ضَ
لما ذكر في السورة التي قبلها عذاب الكفار في الاخرة اخبر هنا بعذاب ناس منهم في الدنيا وفي ذلك تخويف بالعقوبات الاخروية وتخويف بالعقوبات الدنيوية قال البقاعي لما قدم في الهمزة - 00:06:36ضَ
ان كثرة الاموال المسببة بالقوة بالرجال ربما اعقبت الوبال دل عليه في هذه بدليل شهودي وصل في تحريقه وتغلغل به في الاجسام وتجريفه الى القلوب في العذاب الادنى. كما ذكر قبلها - 00:07:02ضَ
العذاب الاكبر الاخفى محذرا من الوجاهة في الدنيا وعلو المرتبة مشيرا الى انها كلما عظمت زاد ظررها بما يكسبه من الطغيان حتى ينازع صاحبها الملك الاعلى. نسأل الله العافية والسلامة - 00:07:27ضَ
وقال ابو جعفر ابن الزبير لما تظمنت سورة الهمزة ذكر اخترار من فتن بماله حتى ظن انه يخلده وما اعقبه ذلك اتبع هذا اصحاب الفيل الذين غرهم تكاثرهم وخدعهم امتدادهم في البلاد واستيلاءهم حتى هموا بهدم البيت المكرم - 00:07:48ضَ
فتعجلوا النقمة وجعل الله كيدهم في تظليل وارسل عليهم طيرا ابابيل وقال المراغي علينا وعليه رحمة الله ومناسبتها لما قبلها انه بين في السورة السابقة ان المال لا يغني من الله شيئا - 00:08:15ضَ
وهنا اقام الدليل على ذلك بقصص اصحاب الفيل انتهى كلام المراغي يرحمه الله تعالى وواقعة الفيل ايها الاخوة طالت فيما بعد تأريخا وكان ذلك الحدث التاريخي المهم هو العام الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:39ضَ
فعلى هذا يكون بين حادثة قيل ومولد النبي وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم اربعون سلام وكان لهزيمة ابرهة اثر كبير في تاريخ العرب ولعل الله اراد بهذا الحادث تعظيم بيته - 00:09:07ضَ
واعلاء شأنه وتهيئة امة العرب لحمل رسالة الاسلام الى العالم كله وتهيئة الجهاد في سبيل الله للدفاع عن بيته العتيق اذا ربنا يقول الم ترى كيف فعل ربك باصحاب الفيل - 00:09:28ضَ
الم تعلم علما هو في تحققه كالحاظر المحسوس بالبصر اي الم تعلم فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ير تلك الكيفية اذ انه صلى الله عليه وسلم ولد في ذلك العام لذا - 00:09:54ضَ
فسرت هنا بالرؤيا العلمية وهذا الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ولكنه عام لكل من يصلح له الخطاب والاستفهام المتر استفهام تعجيمي يعني اعجب لفعل ربك باصحاب الفكر فقوله الم تر تكون بمعنى التعجب وتكون بمعنى التفخيم وبمعنى التخويل - 00:10:15ضَ
والتعظيم الم ترى الم تعجب فهنا عجب الله نبيه من كفر العرب وقد شاهدت العرب هذه العظمة من ايات الله والمعنى انك رأيت اثار صنع الله بالحبشة وسمعت الاخبار به متواترا فقامت لك مقام المشاعر - 00:10:48ضَ
وهذا التعجيب فيه التقرير بمعنى قد علمت فعل ربك بهؤلاء الذين قصدوا حرامهم ظلل كيدهم واهلكهم باظعف جنوده وهي الطير التي ليست من عادتها انها تقتل وتأمل في قوله كيف فعل ربك - 00:11:16ضَ
فقد نبه على الكيفية وفي ذلك ملحظ مهم ففيها رد على الملحدين لانهم ذكروا في الزلازل والرياح والصواعق وسائر ما عذب الله به من اياته الكونية اعذارا ضعيفة اما واقعة الفيل فهي سدحض - 00:11:46ضَ
تبهدهم فلا تجري فيها تلك الاعذار لانه ليس في شيء من الطباع والحيل ان تقبل طير معها حجارة فتقصد قوما دون اخرين فتقتلهم ولذا قوله باصحاب الفيل هم ابره الحبشي - 00:12:09ضَ
ومن معه وابرهة حاكم نصراني من الاحباش فانا على اليمن اذ ان اهل الحبشة كانوا حين ذاك على النصرانية وقد استولوا على بلاد اليمن حينا من الدهر فنصبوا عليها حاكما منهم يقال له ابرهة - 00:12:30ضَ
وقد جاء في كتب التاريخ ان هذا الحاكم لما رأى العرب يقصدون الكعبة قام ببناء كنيسة سماها القليس ودعا العرب الى الحج اليها ليصرفهم عن الكعبة ولكن العرب على رغم ما احدثوه من الشرك الا انهم ابوا ذلك - 00:12:58ضَ
اذ كانوا يعظمون الكعبة ويحجون بيت الله الحرام اتباعا لابيهم ابراهيم عليه السلام حتى جاء رجل من كنانة او من بعض قبائل العرب فتغوط في كنيسة ابرهة ولطخ قبلتها بالاذى فغضب امرها غضبا شديدا وسار بالاتيال والرجال - 00:13:23ضَ
يريد هدم الكعبة وكان ذلك في زمن عبد المطلب سيد قريش جد النبي صلى الله عليه وسلم فلما توجه الى مكة اعترضه بعض قبائل العرب فهزمهم لقوة جنده وقوة جيشه - 00:13:51ضَ
وسار حتى اقبل على مكة واصاب عسكره ابلا لعبد المطلب وجاء في كتب التاريخ ان عبد المطلب اتى ابرهة وكان عبدالمطلب رجلا وسيما عظيم المنظر والشكل والهيبة كما ان الشيخ محمد الربيعة الذي يقوم على هذا العمل رجل ما شاء الله قد رزقه الله جمالا ومهابة - 00:14:10ضَ
فلما رآه ابرهة اعجبه شكله ومرآه ولم ير ان يصعده على سريره فنزل اليه واستقبله فقائد الترجمان قل له ما حاجتك فقال اصحابك استاقوا مائة بعير لي. واريدك ان تردها علي - 00:14:41ضَ
فلما سمع ذلك منه سقط من عينه وقال ترجمان قل له اني حينما رأيتك اعجبني حالك وكنت اظن انك ستكلمني في امر البيت فقال عبد المطلب انا رب الابل وللبيت رب يحميه - 00:15:05ضَ
فافعل ما بدا لك فامر برد ابله عليه ثم ذهب عبد المطلب ومن معه من قريش وامسكوا بحلق البيت وصاروا يدعون ويتضرعون الى الله ان يدفع هؤلاء المعتدين حتى قال عبد المطلب ما قال من شعر مشهور - 00:15:26ضَ
ولهذا قال بعضهم ان اول من قال بالبدائع عبدالمطلب وكان هذا من عقائد اهل الجاهلية ثم ان عبد المطلب واهل مكة قد خرجوا واخلوا مكة وصعدوا الى الجبال يقينا منهم بان الله تعالى - 00:15:52ضَ
فيحمي بيته فلما بلغ ابرهة منطقة الحديبية وهي الواقع بين جدة ومكة المسماة الان بالشميسي فلما بلغها ارسل الله تعالى اي جماعات تأتيهم من جهة البحر تحمل في افواهها حجارة صغيرة - 00:16:11ضَ
ثم تقصفها على ابرهة وجنودها حتى كانت الحصاة تنزل فتخرق بيضة الرأس اي الخوذة وتشق بدن الراكب وتخرج من دبره هكذا نقل عن بعظ التابعين وتخلق الفيل حتى تبلغ الارض حتى غدوا كما وصف الله - 00:16:35ضَ
بعف مأكول وكانت هذه الواقعة سنة ولادة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الموضع اختاره الله تعالى عن علم وحكمة فهو موضع شريف وربنا يقول واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت - 00:17:00ضَ
وربنا جل جلاله له ان يصطفي من الامكنة والازمنة والاشخاص ما يشاء وربنا يقول وربك يخلق ما يشاء ويختار نسأل الله ان يختارنا لطاعته فلهذا الموضع هذا البيت في هذا المكان له خاصية كونية وقدرية - 00:17:25ضَ
يجب على كل مؤمن ان يرعاها وان يعظمها وان يبث منها نور الدين وهدى القرآن ولذلك بحمد الله هذا المركز مركز النبأ العظيم هو بالقرب من هذا البيت ومن تعظيم الله لها - 00:17:49ضَ
ان اجرى هذه الاية العظيمة في زمن الجاهلية لان الامر متعلق بهذا الموقع المعظم المكرم فليست هذه البقعة كسائر البقاع ولذا ربنا جل جلاله حمى هذه البقعة وجعلها جعل الحرم حرما - 00:18:12ضَ
امنة وقد جاءت النفوس في هذا واذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الاخر ان يسفك بها دما - 00:18:37ضَ
ولا يعرض بها شجرة فان احد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقولوا ان الله قد اذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يأذن لكم وانما اذن لي فيها ساعة من نهار - 00:18:57ضَ
ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالامس وليبلغ الشاهد الغائب الحديث هذا رواه الامام البخاري في صحيحه اذا هذا هو الامر ابن كثير رحمه الله تعالى قال معلقا على هذه الاية قال هذه - 00:19:18ضَ
من النعم اذا ابرهة كما قلنا حاكم نصراني وفي الاية الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل اصحاب الفيل اي ارباب الفيل كما يقال رب الدار وصاحب الدار ابن كثير علق قال هذه من النعم - 00:19:43ضَ
التي امتن الله بها على قريش فيما صرف عنهم من اصحاب الفيل الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة ومحو اثرها من الوجود يقول ابن كثير فابادهم الله وارغم ان - 00:20:06ضَ
الافهم وخيب سعيهم واضل عملهم وردهم بشر خيبة. وكانوا قوما نصارى وكان دينهم اذ ذاك اقرب حالا مما كانت عليه قريش من عبادة الاوثان ولكن كان هذا من باب الارهاص والتوطئة - 00:20:27ضَ
لمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه في ذلك العام ولد على اشهر الاقوال ولسان حال القدر يقول وهذه العبارة عبارة ابن كثير لم ننصركم يا معشر قريش على الحبشة - 00:20:52ضَ
لخيرتكم عليهم ولكن صيانة للبيت العتيق الذي سنشرفه ونعظمه وان يوقره ببعثة النبي الامي محمد صلوات الله وسلامه عليه قاتم النبيين. انتهى كلام ابن كثير علينا وعليه رحمة الله اذا الم ترجي ففعل ربك باصحاب الفيل - 00:21:11ضَ
وانظر هنا فعل هنا اشادة بقدرة الله تعالى وجاء ذكر الرب هنا ربك المتر كيف فعل ربك؟ اي المحسن اليك ومن احسانه احسانه الى قومك بك وبهذه الواقع الخارقة للعادة - 00:21:40ضَ
تمهيدا للنبوة. اذا هذا من احسان الله على النبي وعلى قوم النبي في دفع هذا الصائل عن هذا البلد وتأمل اخي الكريم حتى تغرس في قلبك محبة الله وتأمل ان الله سبحانه وتعالى قال الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل - 00:22:06ضَ
ولم يقل ماذا فعل ربك باصحاب الفيل وهذا فيه اشارة الى انك تستحضر الصورة في ذهنك لان الكيفية عبارة عن صورة تفصيلية فاذا قيل لك كيف فعل ربك تخيلت الكيفية وهذا الجيش وهذه الافيال - 00:22:33ضَ
وهذا الطعام الذي يحملونه معهم ثم هذه الحجارة وهي تقصفهم وتلقى عليهم وتساقط هذا الجيش وموته وفي قوله كيف اراد ان يلفت نظر المستمع لاجل ان يعتني بالكيفية بالاشياء وهذا له نظائر في القرآن. افلم ينظروا الى السماء فوقهم - 00:22:53ضَ
كيف بديناها وزيناها وما لها من فروج. ولكن نظر الى السماء عبادة فيتخيل انسان هذا الظل وهو يمتد حسب حركة الشمس فالكيفيات مهمة عندما ينظر اليها الانسان وحينما يتدبر ما فيها ويتخيلها - 00:23:23ضَ
ويتصورها في كثير من الاشياء حتى الطعام والشراب نحن مأمورون بذلك فلينظر الانسان الى طعامه وربنا يقول اولم يروا الى الارض كم انبتنا فيها من كل زوج كريم فالانسان يتدبر قدرة الله سبحانه وتعالى - 00:23:46ضَ
الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل وهذا الاستفهام كما تقدم هو استفهام تقليلي والمعنى انك قد رأيته وهذا كثيرا ما يعبر به بصيغة النفي الذي ظاهره النفي وحقيقته الاثبات - 00:24:08ضَ
ويفيد معنى التحدي المخاطب ولا غيره يستطيع ان ينفي هذه الحادثة فهي في ثبوتها قضية يقينية لا يستطيع احد ان ينكرها ولا يستطيع احد ان يشكك فيها وهذا الاستفهام التقريري - 00:24:29ضَ
له نظائر في القرآن الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم الم تر الى ربك كيف مد الظل الم نشرح لك صدرك؟ الم يجدك يتيما فآوى وقلنا بان الرؤيا هنا هي الرؤيا العلمية - 00:24:52ضَ
الرؤيا اي العلمية علما بالخبر اي علمت العلم اليقيني القطعي ان الله قد فعل باصحاب الفيل ما فعل سبحانه وتعالى وهنا كما قلنا الم ترى كيف فعل ربك ربك الذي رباك - 00:25:12ضَ
والذي يربك بالنعم فهنا استعمل لفظ الرب المتظمن لمعنى الرحمة والرعاية والعناية وفيها معنى الخلق الملك التدبير التصريف التربية ونريد من قارئ القرآن والمصلي كلما قرأ الحمد لله رب العالمين يستذكر معاني الربوبية ويتدبر هذه المعاني - 00:25:35ضَ
فربك هو ربك الذي رباك بنعمه وتعاهدك بفضله وعطائه فربنا جل جلاله ينعم على العباد وكان في هذا اشارة الى ان حادثة الفيل هي من لطف الله بالنبي وبنا ومن حسن تدبيره وتصريفه ورعايته للنبي صلى الله عليه وسلم ولقومه وللعالم لان الله قد بعث هذا النبي العظيم - 00:26:04ضَ
رحمة للعالمين اجمع الم يجعل كيدهم في تظليل وهذي الاستفهام هنا الم يجعل استفهام تقريري بمعنى جعل وقوله كيدهم اي تدبيرهم بهدم الكعبة وكان من تدبيرهم ان اتوا بالافيال التي كانت لا تعرفها العرب. العرب كانت تعرف الجمال وتسمع بالاكيال بانها عظيمة - 00:26:36ضَ
وفي هذا حكمة حكمة في التحويل من هذا الجيش لما لم تكن الفيلة موجودة حينذاك والكيد ارادة مضرة بالغير على الخفية وقد سماه شيدا علما ان امره ظاهر وهو كان يصرح انه يريد هدم الكعبة - 00:27:08ضَ
وكان عنده من الشر الشيء الكثير فهو كان يضمر الحسد لاهل البيت وكان يريد صرف الشرف الحاصل لهم بسبب الكعبة منهم ومن بلدهم الى نفسه والى بلدتهم الم يجعل كيدهم في تضليل - 00:27:33ضَ
فقوله في تضليل اي في خسار وضياع اي في تضليل في تضليل عما ارادوه اي في ذهاب في تضييع وابطال وربما قال وما دعاء الكافرين الا في غلال فالتفضيل اذا - 00:27:55ضَ
يعلو الغير ضالا. اي لا يهتدي بمراده. وهو هنا عدم نظال المقصود بان ظلال الطريق عدم وصول السائر الى المكان الذي يريده نسأل الله ان يهدينا واياكم صراطه المستقيم وارسل عليهم طيرا ابابيل - 00:28:16ضَ
وارسل عليهم يعني بعث عليهم بمعنى انشأ وخلقها وقول ابابيل اي فرقا وجماعات متتابعة كثيرة مجتمعة فالمعنى ارسل الله عليهم هذه الطير بهذه الحجارة من كل جانب وصف الله في كل من عذبه بالحجارة انها من سجيل. فقال في قوم لوط - 00:28:40ضَ
وانظرنا عليهم حجارة من سجيل منضود اي من شديد من شديد عذابه. والعرب اذا وصفت المكروهة وصفته بسجيل كانها تعني به الشدة ولا يوصف به غير المكروه. اما قوله ابابيل فهو نعت للطير. فهو نعت - 00:29:09ضَ
الطير وترميهم بحجارة من تسجيل اي تقذفهم والحجارة معروفة وسجيل هو الطين المطبوخ وهو نحو ما يسمى اليوم بالطوب الاحمر قد ادخل في الافران فتحول الى حجارة صلبة فجعلهم كعصف مأكول - 00:29:35ضَ
كيف جعل ذلك الجيش وهذا المعسكر الذي كان يسير لاجل هدم الكعبة كعطف مأكول اي كورق الزرع الذي اكلته الدواب وذاتته وافنته فالعصف ورق الزرع الذي يبقى بعد الحصاد وتعصفه الرياح فتأكله الحيوانات - 00:29:57ضَ
وهذا تشبيه جميل نشاهد كما لو سلف قطيع من الغنم على حقل فيه زرع فجعلت تقظمه وتلفظه وتطأه بارجلها فهكذا بدت هذه الجثث بذلك الجيش الظالم الذي تارة للاعتداء على بيت الله الحرام - 00:30:25ضَ
قال ابن كثير والمعنى ان الله سبحانه وتعالى اهلكهم ودمرهم وردهم بكيدهم وغيظهم لم ينالوا خيرا واهلك عامتهم ولم يرجع منهم بخير الا من رجع وهو جريح كما جرى لمالكهم ابرهة - 00:30:50ضَ
فانه انصدع صدره عن قلبه حين وصل الى بلده صنعاء واخبرهم بما جرى لهم ثم مات اذا شبه تقطيع اوصالهم بتفرق اجزائهم اذا هذه السورة سورة عظيمة الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل - 00:31:12ضَ
الم يجعل كيدهم في تضليل وارسل عليهم طيرا ابابل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول. هذه السورة العظيمة في هذا الكتاب الطيب مجالس ادارة القرآن مدخل المشوق ويكون بعدة طرق. سؤال الطلاب - 00:31:39ضَ
عن احداث بين يدي بعثتها. هذه الحدث العظيم حصل لاجل يعني جعله الله تعالى تمهيدا لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الواقعة وقعت قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم باربعين عام - 00:32:02ضَ
نزلت هذه السورة في مكة المكرمة والقصة كما مر عندنا هي من القصص المشهورة عند الجميع وتسمى سورة الفيل ويقال سورة الم ترى كيف فعل ربك باصحاب الفيل كما في صحيح البخاري - 00:32:26ضَ
وتتحدث هذه السورة وتحكي قصة اهلاك الله تعالى بقوم ارادوا هدم بيته وفي السورة تتجلى عناية الله بالكعبة الا تستشعر من ذلك ان عناية الله محيطة بك ما دمت قائلا بامره اسمع يا طارق - 00:32:46ضَ
الا تستشعر من ذلك ان عناية الله محيطة بك ما دمت قائما بامره كلما قمت في اداء امر الله فان رعاية الله محيطة بك فكيف يطرق اليأس قلب المؤمن والله ولله جنود لا يعلمها الا هو. اذا المؤمن - 00:33:11ضَ
لا يفرق اليأس قلبه هل يطرق اليأس قلبك ام لا ايها الفتى لانك متوكل على من هل تستطيع ان تقرأ السورة ام لا انت اذا اطمئنت اياها الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل - 00:33:35ضَ
اقرأ الم تر ربك؟ لا يا ولدي الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل انت ترى ربك الم ترى كيف فعل ربك باصحاب الفيلم فاذا جعل ربك باصحاب الفيل الم - 00:33:59ضَ
سير اه كيف فعل ربك باصحاب الفيل الم يجعل كيدهم في تضليل الم يجعل كيدهم في تظليل وارسل عليهم طيرا ابابيل وارسل عليهم طيرا ابابيل. ترميهم بحجارة حجارة من سجيل. الحاكي سها بحجارة من سجيل. بحجارة من سد - 00:34:21ضَ
فجعلهم كعصف مأكول وجعل. كفاية. فجعلهم في عصف مأكول. اقرأ جيدا يا بني فانت تعلم من اعتنى بكتاب الله وعمل به نال من الله العناية والرعاية المختصر في التفسير الم تعلم ايها الرسول - 00:35:00ضَ
كيف فعل ربك بابرهة واصحاب الفيل حين ارادوا هدم الكعبة ثانيا لقد جعل الله تدبيرهم السيء بهدمها في ظياع فلما نالوا ما تمنوه من صرف الناس فما نالوا ما تمنوه من صرف الناس عن الكعبة - 00:35:27ضَ
وما نالوا منها شيئا وبعث عليهم طيرا اتتهم جماعات جمعت ترميهم بحجارة من طين متحجر فجعلهم الله كورق زرع اكلته الدواب وداسته التدبر والتزكية احنا الاية القرآنية نقرأها نتدبر معناها ما الذي نفعله؟ فلابد من تقرأ لا تقرأها قراءة جيدة - 00:35:52ضَ
يتدبر ما فيها ماذا تعمل؟ يعني ما هو موقفك امام الاية وهنا الاي الم ترى كيف فعل ربك باصحاب الفيل؟ قدرة الله غالبة. ومشيئته نافذة فاذا اراد شيئا كان نتخلق انا وانت بهذه ان نعظم مكانة الكعبة البيت الحرام - 00:36:24ضَ
في نفوسنا اذ صد الله سبحانه عنها اعداءه واهلكهم الم يجعل كيدهم في تضليل؟ كيد الكفار ومكرهم مهما عظم فان الله سيبطله التزكية ان لا نكيد لمسلم ولا لغيره بغير حق - 00:36:47ضَ
فان كيد اهل الباطل في ضياع وارسل عليهم طيرا ابابيل لله جنود لا يعلمها الا هو يا ولد يا فارس وارسل عليهم طيرا ابابيل. قلنا معناها لله جنود لا يعلمها الا هو الله - 00:37:09ضَ
وهو تعالى يسلط اضعف خلقه على افخم مخلوقاته واقواهم دون ان يملك احد دفعه. الا ها هي الجنود ما هي الجنود المذكورة هنا الطير ماذا كانت تحمل حجارة. حجارة ابن السجيل. تلقيها على من - 00:37:32ضَ
يلغيها على ابرهة والجيش ابرهة وكانوا يهلكون هلكوا جميعا لم يرجع منهم الى صنعاء الا من الا الجريح هذا الجريح لماذا رجع اليهم الجريح حتى يخبرا يخبر قومهم ماذا لم ان نستغي غضب الله - 00:37:55ضَ
وعقوبته فانها قد تاتي من حيث لا نحتسب. الانسان يعصي الله يترك صلاة يكذب يعمل في فعل شر يعاقب قد يعاقب عاجلا فنحن علينا ان نخاف الله غاية الخوف اذا اراد الله سبحانه اهلاك قوم لم تنفعهم قوتهم. ولا يستطيعون دفع اسباب الهلاك عنهم. ترميهم بحجارة من سجيل - 00:38:15ضَ
ترميهم بحجارة المسجين ايش نستفيد ان نعظم بيت الله ولا نتعدى فيه فيعاقبنا الله بانتهاء فيعاقون الله تعالى فعلينا ان نعظم بيت الله وان ندعو لحجاج بيت الله وندعوا لمن زار هذا البيت ولمن خدم البيت - 00:38:45ضَ
فجعلهم كعرش مأكول لا يتدبر لا قيمة للكافر عند الله ولا كرامة. كعصف نأكل مثل ورق الشجر المطروح المداس المهم علينا ان نعز انفسنا بتعبيدها لله. العبادة لله يا ولدي اعظم العزة - 00:39:09ضَ
واعز العزة احسن موقف يقوم به العبد ان نعز انفسنا بتعبدها لله سبحانه ونجتنب اذلالها بالمعاصي. هناك المعاصي مذلة ومن يهن الله فما له من مكرم ما اعز عبد نفسه بمثل طاعة الله - 00:39:29ضَ
وما اهان مؤمن نفسه بمثل معصية مثل المعصية اذا كيف تطبق هذه السورة بعد ان تعلمتها يا طارق في حق نفسك تقول فاعمل على زيادة ايمانه وثقتي بالله واؤمن ان لله الحكمة البالغة في تدبيره سبحانه وان وان تأخر ما ارجوه - 00:39:49ضَ
في حق المجتمع ماذا تقول؟ مجتمع انت الان في مجتمع مجتمع عرب ومجتمع غير عرب وواجبك ان تدعوهم وان تعلمهم وان تأمرهم وان تنهاهم وهاي السورة بالذات خاصة هذه السورة - 00:40:14ضَ
يعني ما الذي ستقدمه لهذه الامة قل ساتذاكر مع اهل المسجد والذين معي في المدرسة قصص الامم السالفة وما حل بهم لما خالفوا امر الله تعالى فان فيها عبرة وعظة - 00:40:30ضَ
شوف عبرة ما معنى العبرة؟ العبرة هي ما يحضر به الانسان من مواطن الشرر الى موضع النجاة. اذا هاي عبرة يا ولدي عبرة هذي السورة عبرة تحضر بها من مواطن الشرر الى مواطن النجاة - 00:40:51ضَ
وابين ان دفاع المجتمع عن حرمات الله ودينه هو رفعة للمجتمع وتوفيق منه. انت الان لما تدافع عن المجتمع حتى يترقى بطاعة الله انت ترقي المجتمع وتحافظ عليه والا فان الله غني عن نصرتك دينه. الله الغني وانت الفقير الذي تحتاج ان تنصر دين الله حتى ينصرك الله لان - 00:41:10ضَ
دين الله بل يجب علينا شكر الله ان سخرنا لخدمة دينه. قال تعالى لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة - 00:41:36ضَ
لقوم يؤمنون قل اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يبدل عسر هذه الامة يسرا وان يغير الاحوال وان ينجي المؤمنين وان يسلم امة محمد صلى الله عليه وسلم اجمعين - 00:41:58ضَ
اللهم ارفع القتل عن امة محمد يا كريم اللهم سلم المسلمين ووحد كلمتهم يا الله. اللهم اصلح اصلح شبابنا ونساءنا يا كريم. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين - 00:42:16ضَ
انتهى هذا الدرس في ليلة مرت بعد عام من دخول هذه البلاد بلاد بني عثمان اسأل الله ان يجعل قابل ايامي خيرا من ماضيها وان يجعل خير ايامنا يوم نلقاه - 00:42:38ضَ
صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:42:56ضَ
المبتدئين مجالس تدارس القرآن ( قصار المفصل ) نشر هدى القرآن 1438 هجري
14- سورة الفيل مجالس تدارس القرآن(النبأ العظيم) نشرهدى القرآن الشيخ د.ماهر الفحل17جمادى الآخرة1438