الرب الجليل هو الدليل الرحمن هو البرهان ما بيان ذلك؟ بيانه ان القرآن الكريم لم يتعرض هو ولا ما سبقه من الكتب السماوية الى قضية اثبات وجود الله عز وجل - 00:00:00
اكتفاء بالفطرة والعقل وما يفيدانه من العلم الضروري بالله عز وجل ولان الاصل هو ان الله تبارك وتعالى لا يعرف بمخلوقاته ولكن المخلوقات كلها تعرف بالله وان كانت معرفته تزيد بالنظر في مخلوقاته - 00:00:22
والايمان بوجود الله تبارك وتعالى. فطرت عليه القلوب اعظم من فطرتها على الاقرار بغيره من الموجودات فهو سبحانه ابين واظهر من ان يجهل فيصلب الدليل على وجوده وقد سئل عبد الرحمن بن ابي حاتم عن رجل يقول - 00:00:47
عرفت الله بالعقل والالهام فقال هو مبتدع عرفنا كل شيء بالله وسئل ذو النون المصري بماذا عرفت ربك؟ فقال عرفت ربي بربي ولولا ربي ما عرفت ربي وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم - 00:01:12
وهو يرتجز بكلمات عبد الله ابن رواحة رضي الله عنه والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فدل على صحة قول علمائنا ان الله يعرف بالله والاشياء كلها تعرف بالله - 00:01:39
قال شيخ الاسلام ما ملخصه لما كان الله تعالى هو الاول الذي خلق الكائنات والاخر الذي اليه تصير الحادثات فهو الاصل الجامع العلم به اصل كل علم وجامعه وفي الدعاء الذي علمه الامام احمد لبعض اصحابه - 00:02:01
يا دليل الحياة دلني على طريق الصادقين واجعلني من عبادك الصالحين وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى فبي يسمع وبي يبصر وبي يعقل وبي ينطق وبي يبطش وبي يسعى واذا كان ما سوى الله من الموجودات - 00:02:27
الاعيان والصفات يستدل بها سواء كانت حية او لم تكن بل ويستدل بالمعدوم فلان يستدل بالحي القيوم اولى واحرى ومن اسمائه تعالى الهادي وقد جاء ايضا البرهان ولهذا يذكر عن بعضهم انه قال - 00:02:54
عرفت الاشياء بربي ولم اعرف ربي بالاشياء وجماع الامر ان الله هو الهادي وهو النصير وكفى بربك هاديا ونصيرا وقال الامام المحقق ابن قيم الجوزي رحمه الله تعالى وتأمل حال العالم كله - 00:03:20
علويه وسفليه بجميع اجزائه تجده شاهدا باثبات صانعه وفاطره ومليكه فانكار صانعه وجحده في العقول والفطر بمنزلة انكار العالم وجحده. لا فرق بينهما بل دلالة الخالق على المخلوق والفعال على الفعل - 00:03:43
والصانع على احوال المصنوع عند العقول الزكية المشرقة. العلوية والفطر الصحيحة اظهر من العكس العارفون ارباب البصائر يستدلون بالله على افعاله وصنعه اذا استدل الناس بصنعه وافعاله عليه ولا ريب انهما طريقان صحيحان - 00:04:09
كل منهما حق. والقرآن مشتمل عليهما فاما الاستدلال بالصنعة فكثير واما الاستدلال بالصانع فله شأن وهو الذي اشارت اليه الرسل بقولهم لاممهم افي الله شك اي ايشك في الله حتى يطلب اقامة الدليل على وجوده - 00:04:35
واي دليل اصح واظهر من هذا المدلول فكيف يستدل على الاظهر بالاخفى ثم بعد ما قالوا لهم افي الله شك نبهوهم على الدليل فقالوا فاطري السماوات والارض يقول ابن القيم وسمعت شيخ الاسلام - 00:05:00
شقي الدين ابن تيمية قدس الله روحه. يقول كيف يطلب الدليل على من هو دليل على كل شيء وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت وليس يصح في الاذهان شيء اذا احتاج النهار الى دليلي - 00:05:23
ومعلوم ان وجود الرب تعالى اظهر للعقول والفطر من وجود النهار ومن لم يرى ذلك في عقله وفطرته فليتهمهما انتهى كلام ابن القيم وقال ابن عطاء الله السكندري رحمه الله - 00:05:43
بالحكمة التاسعة والعشرين شتان بين من يستدل به ويستدل عليه المستدل به عرف الحق لاهله واثبت الامر من وجود اصله والاستدلال عليه من عدم الوصول اليه والا فمتى غاب حتى يستدل عليه - 00:06:03
ومتى بعد حتى تكون الاثار هي التي توصل اليه قال الدكتور البلوطي رحمه الله في شرحها ايهما يدل على الاخر الاصل على الفرع ام الفرع على الاصل النبع على الجدول والساقية - 00:06:27
امس ساقية والجدول على النبع الشجرة على الثمرة ام الثمرة على الشجرة بالناس من يبدأ فيتعرف على الاصل ثم ان الاصل يهديه الى الفروع والنتائج وفيهم من يبدأ من النتائج والفروع - 00:06:49
ثم انه يستهدي بها الى الاصل الذي انبثقت منه والذي يتحكم بالامر في هذا التقسيم هو الخفاء والظهور الظاهر هو الذي يدل دائما على الغائب او الخفي ربما كانت الشجرة غائبة عنك - 00:07:08
ولم يظهر امامك الا ثمارها اذا فالثمرة التي هي الفرع تدل على الشجرة التي هي الاصل وربما كانت الثمرة غائبة عنك وكانت الشجرة هي الماثلة امامك اذا فالشجرة التي هي الاصل - 00:07:30
تدل على الثمرة التي هي الفرع والاحتمالان في المخلوقات والمصنوعات واردان ولكن هل يرد الاحتمالان في المخلوق مع الخالق في موجز الكون مع الكائنات ولاحظ اننا عندما نقول الخالق او الموجد نعني موجد كل شيء - 00:07:50
والخالق لكل شيء. ومن جملة الاشياء العقل الذي به تدرك والنور الذي به تبصر الاوان هذا الخالق هو الله عز وجل اذا فهل يرد الاحتمالان هنا ايضا على السواء كما ورد في دلالة الاصل على الفرع - 00:08:15
والفرع على الاصل ضمن حدود المخلوقات اذا تأملت ستعلم ان الاحتمالين هنا غير متساويين ذلك لانك عندما تبعث ببصرك في المكونات والمخلوقات لتتعرف عليها انما تدركها وتتعرف عليها بنور من الهداية الربانية - 00:08:37
فبه تدركها وبه تراها وبه تصبر غورها اذا فدليلك الهادي الى وجود المخلوقات وحقيقتها هو الله فكيف ينقلب الدليل وهو الله ليصبح مدلولا عليه وينقلب المدلول عليه وهو هذه المصنوعات ليصبح دالا - 00:09:04
يعني اضعك من هذه الحقيقة امام مثال رجل اقبل في ظلام ليل دامس الى مصباح فحمله ودخل به دارا مظلمة فرأى على ضوء المصباح امتعة شتى. واثاثا واطعمة ونقودا ترى ايهما كان الهادي الدال - 00:09:33
وايهما كان المهدي اليه والمدلول عليه هل في العقلاء من يجهل ان المصباح المضيء هو الدليل الهادي وان كل ما كشفته اشعة المصباح هو المهدي اليه وهو المدلول عليه انك بالله ترى الدنيا التي من حولك - 00:10:00
وبالله تعقلها وتدرك ما تدرك من اسرارها وهذا بعض من معنى قول الله عز وجل الله نور السماوات والارض اذا فالله هو دليلك على كل ما سواه فاما المقربون اصحاب الشهود - 00:10:22
فقد رأوا المصباح اولا رأوا الله نور السماوات والارض اولا ثم ان رؤيتهم له بصرتهم بالاثار بصرتهم بمخلوقاته ومصنوعاته بصرتهم باثاره وقد ايقنوا انه لولا المؤثر لما وجدت الاثار لولا الصانع لما وجدت المصنوعات - 00:10:43
لولا النور الهادي لمن كشف لك شيء من ظلمات المكونات اما الذين غرقوا بين سحب الاثار وحجبوا انفسهم بالصور عن المصور لقد راحوا يبحثون عن المصباح بالاشياء التي كشفها لهم ضياء المصباح - 00:11:11
وانه كما ترى لشيء مضحك ولكن تلك هي حال اولئك الذين نسوا الله الذي هو صاحب الوجود المطلق على ان البحث عن المصباح سعي مبرور على كل حال اذ هو خير من الاعراض عنه ونسيانه - 00:11:33
ومن ثم انكار وجوده وهذا شأن عامة التائهين عن الله ببوارق الملهيات والمنسيات ورغائب الاهواء والشهوات ويبدو اننا من هذا الفريق الثاني فشأننا عندما نذكر بوجود الله ونعرض الادلة الناطقة بوجوده - 00:11:54
ان نجعل مما عرفناه بنور الله وهدايته دليلا على وجوده نقول ان المكونات مغموسة بظاهرة العلة الغائية التي تدل على التدبير والقصد والتدبير لابد فيه من مدبر ومدبر الكون هو الله - 00:12:19
وننسى في غمار هذا الاستدلال اننا انما ادركنا معنى العلة الغائية ودلالتها بنور من الهداية الربانية كيف نحن بالله عرفنا ما نعتبره دليلا عليه نعود فنؤكد ما قلناه من ان الله لا يكلف نفسا الا وسعها - 00:12:40
فالذين لم يتسنى لهم الرقي الى مستوى الخلص من عباد الله اولئك الذين عرفوا الله بل شاهدوه ببصيرتهم دونما حاجة الى برهان لا حرج عليهم في ان يسلكوا مسالك الاستدلال على وجود الصانع عز وجل - 00:13:06
وعلى انه المدبر لشؤون هذا الكون كله ليس على الاعرج حرج في ان يستعين بالعصا والمأمول ان يشفيه الله ويستقيم في السير على قدميه وعندئذ يتخلى عنها اي عن العصا - 00:13:27
اذ تنتهي حاجته اليهما يقول ابن عطاء الله في الحكمة الانفة الذكر شتان بين من يستدل به ويستدل عليه المستدل به عرف الحق لاهله واثبت الامر من وجود اصله. والاستدلال عليه من عدم الوصول اليه - 00:13:46
والا فمتى غاب حتى يستدل عليه ومتى بعد حتى تكون الاثار هي التي توصل اليه قوله شتان بين من يستدل به اي بالله عز وجل على ما دونه من المكونات - 00:14:10
ويستدل عليه اي يستدل على الله تعالى لما دونه من المكونات. ثم يوضح الفرق بينهما فيقول المستدل به عرف الحق لاهله. واثبت الامر من وجود اصله كيف هو يتبع في ذلك مقتضى المنطق والعلم. اذ ينطلق من الاصل - 00:14:29
الى الفرع ويستدل بالنبع على الجداول والسواق المتفرعة منه ثم يقول والاستدلال عليه من عدم الوصول اليه اي انما يحتاج الى الادلة على وجود الله من كان غائبا عنه غير واصل بالمعرفة والهداية اليه - 00:14:51
وهو يحتاج الى ما يوصله اليه ويعرفه به من البراهين والادلة الكونية المتفرعة عن وجوده ثم يتابع فيقول والا فمتى غاب حتى يستدل عليه ومتى بعد حتى تكون الاثار هي التي توصل اليه - 00:15:14
اجل فالبحث انما يكون عن الغائب وتلمس الدلائل والاثار انما يكون لمعرفة المجهول وتقريب البعيد وجل الله عز وجل عن ان يكون غائبا او بعيدا الفطرة الانسانية شاهدة على قربه - 00:15:37
وحنين الروح اليه شاهد على وجوده وليس لاي منهما الفطرة والروح من حاجة الى وساطة دليل او قبس برهان - 00:15:59
التفريغ
الرب الجليل هو الدليل الرحمن هو البرهان ما بيان ذلك؟ بيانه ان القرآن الكريم لم يتعرض هو ولا ما سبقه من الكتب السماوية الى قضية اثبات وجود الله عز وجل - 00:00:00
اكتفاء بالفطرة والعقل وما يفيدانه من العلم الضروري بالله عز وجل ولان الاصل هو ان الله تبارك وتعالى لا يعرف بمخلوقاته ولكن المخلوقات كلها تعرف بالله وان كانت معرفته تزيد بالنظر في مخلوقاته - 00:00:22
والايمان بوجود الله تبارك وتعالى. فطرت عليه القلوب اعظم من فطرتها على الاقرار بغيره من الموجودات فهو سبحانه ابين واظهر من ان يجهل فيصلب الدليل على وجوده وقد سئل عبد الرحمن بن ابي حاتم عن رجل يقول - 00:00:47
عرفت الله بالعقل والالهام فقال هو مبتدع عرفنا كل شيء بالله وسئل ذو النون المصري بماذا عرفت ربك؟ فقال عرفت ربي بربي ولولا ربي ما عرفت ربي وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم - 00:01:12
وهو يرتجز بكلمات عبد الله ابن رواحة رضي الله عنه والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فدل على صحة قول علمائنا ان الله يعرف بالله والاشياء كلها تعرف بالله - 00:01:39
قال شيخ الاسلام ما ملخصه لما كان الله تعالى هو الاول الذي خلق الكائنات والاخر الذي اليه تصير الحادثات فهو الاصل الجامع العلم به اصل كل علم وجامعه وفي الدعاء الذي علمه الامام احمد لبعض اصحابه - 00:02:01
يا دليل الحياة دلني على طريق الصادقين واجعلني من عبادك الصالحين وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى فبي يسمع وبي يبصر وبي يعقل وبي ينطق وبي يبطش وبي يسعى واذا كان ما سوى الله من الموجودات - 00:02:27
الاعيان والصفات يستدل بها سواء كانت حية او لم تكن بل ويستدل بالمعدوم فلان يستدل بالحي القيوم اولى واحرى ومن اسمائه تعالى الهادي وقد جاء ايضا البرهان ولهذا يذكر عن بعضهم انه قال - 00:02:54
عرفت الاشياء بربي ولم اعرف ربي بالاشياء وجماع الامر ان الله هو الهادي وهو النصير وكفى بربك هاديا ونصيرا وقال الامام المحقق ابن قيم الجوزي رحمه الله تعالى وتأمل حال العالم كله - 00:03:20
علويه وسفليه بجميع اجزائه تجده شاهدا باثبات صانعه وفاطره ومليكه فانكار صانعه وجحده في العقول والفطر بمنزلة انكار العالم وجحده. لا فرق بينهما بل دلالة الخالق على المخلوق والفعال على الفعل - 00:03:43
والصانع على احوال المصنوع عند العقول الزكية المشرقة. العلوية والفطر الصحيحة اظهر من العكس العارفون ارباب البصائر يستدلون بالله على افعاله وصنعه اذا استدل الناس بصنعه وافعاله عليه ولا ريب انهما طريقان صحيحان - 00:04:09
كل منهما حق. والقرآن مشتمل عليهما فاما الاستدلال بالصنعة فكثير واما الاستدلال بالصانع فله شأن وهو الذي اشارت اليه الرسل بقولهم لاممهم افي الله شك اي ايشك في الله حتى يطلب اقامة الدليل على وجوده - 00:04:35
واي دليل اصح واظهر من هذا المدلول فكيف يستدل على الاظهر بالاخفى ثم بعد ما قالوا لهم افي الله شك نبهوهم على الدليل فقالوا فاطري السماوات والارض يقول ابن القيم وسمعت شيخ الاسلام - 00:05:00
شقي الدين ابن تيمية قدس الله روحه. يقول كيف يطلب الدليل على من هو دليل على كل شيء وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت وليس يصح في الاذهان شيء اذا احتاج النهار الى دليلي - 00:05:23
ومعلوم ان وجود الرب تعالى اظهر للعقول والفطر من وجود النهار ومن لم يرى ذلك في عقله وفطرته فليتهمهما انتهى كلام ابن القيم وقال ابن عطاء الله السكندري رحمه الله - 00:05:43
بالحكمة التاسعة والعشرين شتان بين من يستدل به ويستدل عليه المستدل به عرف الحق لاهله واثبت الامر من وجود اصله والاستدلال عليه من عدم الوصول اليه والا فمتى غاب حتى يستدل عليه - 00:06:03
ومتى بعد حتى تكون الاثار هي التي توصل اليه قال الدكتور البلوطي رحمه الله في شرحها ايهما يدل على الاخر الاصل على الفرع ام الفرع على الاصل النبع على الجدول والساقية - 00:06:27
امس ساقية والجدول على النبع الشجرة على الثمرة ام الثمرة على الشجرة بالناس من يبدأ فيتعرف على الاصل ثم ان الاصل يهديه الى الفروع والنتائج وفيهم من يبدأ من النتائج والفروع - 00:06:49
ثم انه يستهدي بها الى الاصل الذي انبثقت منه والذي يتحكم بالامر في هذا التقسيم هو الخفاء والظهور الظاهر هو الذي يدل دائما على الغائب او الخفي ربما كانت الشجرة غائبة عنك - 00:07:08
ولم يظهر امامك الا ثمارها اذا فالثمرة التي هي الفرع تدل على الشجرة التي هي الاصل وربما كانت الثمرة غائبة عنك وكانت الشجرة هي الماثلة امامك اذا فالشجرة التي هي الاصل - 00:07:30
تدل على الثمرة التي هي الفرع والاحتمالان في المخلوقات والمصنوعات واردان ولكن هل يرد الاحتمالان في المخلوق مع الخالق في موجز الكون مع الكائنات ولاحظ اننا عندما نقول الخالق او الموجد نعني موجد كل شيء - 00:07:50
والخالق لكل شيء. ومن جملة الاشياء العقل الذي به تدرك والنور الذي به تبصر الاوان هذا الخالق هو الله عز وجل اذا فهل يرد الاحتمالان هنا ايضا على السواء كما ورد في دلالة الاصل على الفرع - 00:08:15
والفرع على الاصل ضمن حدود المخلوقات اذا تأملت ستعلم ان الاحتمالين هنا غير متساويين ذلك لانك عندما تبعث ببصرك في المكونات والمخلوقات لتتعرف عليها انما تدركها وتتعرف عليها بنور من الهداية الربانية - 00:08:37
فبه تدركها وبه تراها وبه تصبر غورها اذا فدليلك الهادي الى وجود المخلوقات وحقيقتها هو الله فكيف ينقلب الدليل وهو الله ليصبح مدلولا عليه وينقلب المدلول عليه وهو هذه المصنوعات ليصبح دالا - 00:09:04
يعني اضعك من هذه الحقيقة امام مثال رجل اقبل في ظلام ليل دامس الى مصباح فحمله ودخل به دارا مظلمة فرأى على ضوء المصباح امتعة شتى. واثاثا واطعمة ونقودا ترى ايهما كان الهادي الدال - 00:09:33
وايهما كان المهدي اليه والمدلول عليه هل في العقلاء من يجهل ان المصباح المضيء هو الدليل الهادي وان كل ما كشفته اشعة المصباح هو المهدي اليه وهو المدلول عليه انك بالله ترى الدنيا التي من حولك - 00:10:00
وبالله تعقلها وتدرك ما تدرك من اسرارها وهذا بعض من معنى قول الله عز وجل الله نور السماوات والارض اذا فالله هو دليلك على كل ما سواه فاما المقربون اصحاب الشهود - 00:10:22
فقد رأوا المصباح اولا رأوا الله نور السماوات والارض اولا ثم ان رؤيتهم له بصرتهم بالاثار بصرتهم بمخلوقاته ومصنوعاته بصرتهم باثاره وقد ايقنوا انه لولا المؤثر لما وجدت الاثار لولا الصانع لما وجدت المصنوعات - 00:10:43
لولا النور الهادي لمن كشف لك شيء من ظلمات المكونات اما الذين غرقوا بين سحب الاثار وحجبوا انفسهم بالصور عن المصور لقد راحوا يبحثون عن المصباح بالاشياء التي كشفها لهم ضياء المصباح - 00:11:11
وانه كما ترى لشيء مضحك ولكن تلك هي حال اولئك الذين نسوا الله الذي هو صاحب الوجود المطلق على ان البحث عن المصباح سعي مبرور على كل حال اذ هو خير من الاعراض عنه ونسيانه - 00:11:33
ومن ثم انكار وجوده وهذا شأن عامة التائهين عن الله ببوارق الملهيات والمنسيات ورغائب الاهواء والشهوات ويبدو اننا من هذا الفريق الثاني فشأننا عندما نذكر بوجود الله ونعرض الادلة الناطقة بوجوده - 00:11:54
ان نجعل مما عرفناه بنور الله وهدايته دليلا على وجوده نقول ان المكونات مغموسة بظاهرة العلة الغائية التي تدل على التدبير والقصد والتدبير لابد فيه من مدبر ومدبر الكون هو الله - 00:12:19
وننسى في غمار هذا الاستدلال اننا انما ادركنا معنى العلة الغائية ودلالتها بنور من الهداية الربانية كيف نحن بالله عرفنا ما نعتبره دليلا عليه نعود فنؤكد ما قلناه من ان الله لا يكلف نفسا الا وسعها - 00:12:40
فالذين لم يتسنى لهم الرقي الى مستوى الخلص من عباد الله اولئك الذين عرفوا الله بل شاهدوه ببصيرتهم دونما حاجة الى برهان لا حرج عليهم في ان يسلكوا مسالك الاستدلال على وجود الصانع عز وجل - 00:13:06
وعلى انه المدبر لشؤون هذا الكون كله ليس على الاعرج حرج في ان يستعين بالعصا والمأمول ان يشفيه الله ويستقيم في السير على قدميه وعندئذ يتخلى عنها اي عن العصا - 00:13:27
اذ تنتهي حاجته اليهما يقول ابن عطاء الله في الحكمة الانفة الذكر شتان بين من يستدل به ويستدل عليه المستدل به عرف الحق لاهله واثبت الامر من وجود اصله. والاستدلال عليه من عدم الوصول اليه - 00:13:46
والا فمتى غاب حتى يستدل عليه ومتى بعد حتى تكون الاثار هي التي توصل اليه قوله شتان بين من يستدل به اي بالله عز وجل على ما دونه من المكونات - 00:14:10
ويستدل عليه اي يستدل على الله تعالى لما دونه من المكونات. ثم يوضح الفرق بينهما فيقول المستدل به عرف الحق لاهله. واثبت الامر من وجود اصله كيف هو يتبع في ذلك مقتضى المنطق والعلم. اذ ينطلق من الاصل - 00:14:29
الى الفرع ويستدل بالنبع على الجداول والسواق المتفرعة منه ثم يقول والاستدلال عليه من عدم الوصول اليه اي انما يحتاج الى الادلة على وجود الله من كان غائبا عنه غير واصل بالمعرفة والهداية اليه - 00:14:51
وهو يحتاج الى ما يوصله اليه ويعرفه به من البراهين والادلة الكونية المتفرعة عن وجوده ثم يتابع فيقول والا فمتى غاب حتى يستدل عليه ومتى بعد حتى تكون الاثار هي التي توصل اليه - 00:15:14
اجل فالبحث انما يكون عن الغائب وتلمس الدلائل والاثار انما يكون لمعرفة المجهول وتقريب البعيد وجل الله عز وجل عن ان يكون غائبا او بعيدا الفطرة الانسانية شاهدة على قربه - 00:15:37
وحنين الروح اليه شاهد على وجوده وليس لاي منهما الفطرة والروح من حاجة الى وساطة دليل او قبس برهان - 00:15:59