رياض الصالحين للنووي

15 - باب فضل الزهد في الدنيا والحث على التقلل منها وفضل الفقر 10جمادى الآخرة 1443هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخهم ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ

في باب فضل الزهد في الدنيا وعن ابي العباس سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا عملته احبني الله واحبني الناس. فقال ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس - 00:00:20ضَ

حديث حسن رواه ابن ماجة وغيره باسانيد حسنة. بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله - 00:00:40ضَ

دلني على عمل اي ارشدني الى عمل. اذا عملته احبني الله واحبني الناس وهذا الرجل همته عالية لانه طلب امرا يكون خيرا له في الدنيا والاخرة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كلمتين جامعتين. والرسول عليه الصلاة والسلام اعطي جوامع الكلم - 00:00:54ضَ

قال ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما في ايدي الناس يحبك الناس. ازهد في الدنيا الزهد في الدنيا ترك ما لا ينفع في الاخرة واما الورع فهو ترك ما يضر في الاخرة - 00:01:20ضَ

وعلى هذا فالزهد اكمل من الورع والزهد في الدنيا معناه ان الانسان لا يركن اليها. ولا يعلق قلبه بها. وانما يستعين بما فيها من النعم من مال او غيره على طاعة الله عز وجل - 00:01:38ضَ

وليس معنى ذلك ان يدع العمل في الدنيا وان يبقى عالة على الناس بل يعمل ويكدح لكن لا يعلق قلبك قلبه بها فلا يكتسب المال لاجل المال ولكن لاجل ان يستعمله في طاعة الله عز وجل - 00:01:59ضَ

والزهد في الدنيا من عمل القلوب لا من عمل الجوارح ويكون الزهد في الدنيا بامور ثلاثة الامر الاول ان يكون العبد بما عند الله عز وجل اوثق منه مما في يده - 00:02:19ضَ

لانه يعلم يقينا ان الرزق بيد الله عز وجل. وما من دابة في الارض الا على الله رزقها. ويعلم استقرها ومستودعها. وقال عز وجل فابتغوا عند الله الرزق الامر الثاني انه اذا اصابته مصيبة في ما له او في ولده او نحو ذلك كان ارغب في ثواب الله عز - 00:02:37ضَ

مما فاته من امور الدنيا. والامر الثالث مما يكون فيه الزهد في الدنيا. ان يستوي عند العبد من يمدحه ومن يذمه في الحق. لان من كان محبا للدنيا يكره الذنب ويحب المدح. فاذا استوى عنده من يحمده ومن - 00:03:03ضَ

دل هذا على زهده في الدنيا. ثم قال عليه الصلاة والسلام وازهد فيما في ايدي الناس يحبك الناس. ازهد فيما في ايدي الناس اي لا تسأل الناس شيئا الا عند الضرورة. لان - 00:03:23ضَ

ان الناس اذا سألتهم فان مكانتك وقدرك يقل عندهم. بل ربما يزدرئونك بل ربما يطردونك فانهم وان اعطوك مرة فانك اذا كررت عليهم الامر فانهم يتذمرون من ذلك. بل ازهد فيما في - 00:03:40ضَ

وعلى الانسان ان يعمل بما ارشد النبي صلى الله عليه وسلم امير المؤمنين عمر رضي الله عنه اليه وقال قال له ما اتاك من هذا المال وانت غير مشرف ولا سائل فخذ وما لا فلا تتبعه نفسك فلا - 00:04:00ضَ

الى ما في ايدي الناس لان من الناس من يتطلع الى ما في ايديهم بل ربما سألهم حتى حوائجهم الخاصة فاذا رأى مع شخص شيئا قال له ما اجمل ما احسن من اين اشتريت كيف كذا وكذا وكذا حتى يحرجه ويعطيه - 00:04:20ضَ

اياه هدية او نحو ذلك. وهذا محرم لانه بذله لك من غير طيب نفس. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل مال امرئ مسلم الا عن طيب نفس منه - 00:04:40ضَ

جعل الانسان ان يعلق قلبه ورجاءه بالله عز وجل. فالله تعالى الذي اغنى هؤلاء واعطى هؤلاء قادر على ان يعطيك اضعاف اضعاف ما اعطاهم. فاسأل الله تعالى من فضله وابتغي عند الله تعالى الرزق. فهذا الحديث فيه - 00:04:56ضَ

فوائد منها اولا بيان علو همة الصحابة رضي الله عنهم ورغبتهم في الخير. وفيه ايضا دليل على الترغيب في الزهد اهدي في الدنيا ومنها ايضا اثبات محبة الله عز وجل لقوله - 00:05:16ضَ

ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما في ايدي الناس يحبك الناس. ومحبة الله عز وجل ثابتة بكتاب الله عز وجل وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وباجماع سلف الامة. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا من يرتد من - 00:05:33ضَ

عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. وقال عز وجل والله يحب المحسنين والله يحب المتقين ثم اعلم ان محبة الله عز وجل لها متعلقات اربع الاول ان تتعلق محبته سبحانه وتعالى بالعمل. وثانيا ان تتعلق بالعامل وثالثا ان تتعلق - 00:05:53ضَ

بالزمان ورابعا ان تتعلق بالمكان. فاما الاول وهو تعلق محبة الله عز وجل بالعمل. فان بعض اعمالي احب الى الله تعالى من بعض. قال النبي صلى الله عليه وسلم احب الاعمال الصلاة على وقتها - 00:06:21ضَ

ثانيا تتعلق محبة الله تعالى بالعامل. اما لوصفه واما لشخصه وعينه. اما تعلقها بوصفة فكقوله عز وجل والله يحب المحسنين. والله يحب المتقين. ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين فكل من اتصل بهذه الاوصاف فانه ينال محبة الله تعالى. وتتعلق ايضا بالشخص بعينه - 00:06:41ضَ

كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله طه علي ابن ابي طالب رضي الله عنه. ثالثا تتعلق محبة الله تعالى بالزمان. فبعض الازمنة احب الى الله تعالى منه - 00:07:11ضَ

بعض كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من ايام العمل الصالح فيهن ان احب الى الله من هذه الايام يعني عشر ذي الحجة. قالوا ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله - 00:07:31ضَ

الا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء. رابعا تتعلق محبة الله تعالى بالمكان فبعض الامكنة احب الى الله تعالى من بعض كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في مكة والله انك لاحب البقاع الى الله ولولا اني اخرجت منك ما - 00:07:51ضَ

وكذلك المساجد فانها محبوبة الى الله عز وجل. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:08:16ضَ