مقاطع مميزة

15- تفسير البسملة (مقطع)(كنوز سورة الكوثر) | د.محمد إسماعيل المقدم

محمد اسماعيل المقدم

قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الجار والمجرور متعلق بمحذوف وهذا المحذوف يقدر فعلا متأخرا مناسبا. فاذا قلت بسم الله وانت تريد ان تأكل فتقدر الفعل بسم الله اكل. لماذا قلنا انه يجب ان يكون متعلقا بمحذوف - 00:00:00ضَ

لان الجار والمجرور الباء واسم معمولان. ولابد لكل معمول من عامل اه يبقى هنا الاداء السبب في انه لابد ان يكون محذوفا. لان الجر مجرور كما قلنا يعني اه مع مولان ولابد لكل معمول - 00:00:33ضَ

من عامل وقدرناه متأخرا لفائدتينه احنا قلنا ايه؟ يجب ان يكون آآ متعلقا بمحذوف وايه آآ متأخر ومناسب. طيب آآ لماذا متأخر؟ اولا للتبرك بتقديم اسم الله عز وجل لا شك ان فيها بركة ان تقول بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ - 00:00:53ضَ

اكثر من ان تقول اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم. فتبركا بذكر البسملة الفائدة الثانية وهي مهمة جدا الحصر اهل التوحيد يهتمون بمثل هذا. الحصر يعني اذا اخرنا العامل اللي هو الفعل - 00:01:20ضَ

فان تأخير العامل يفيد الحصر. حينما تقول بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ. او مثلا بسم الله اكل كانك تقول لا اكل باسم احد متبركا به. ومستعينا به الا بسم الله - 00:01:41ضَ

التوحيد ففي حصر يعني لا يمكن انا ان ابدأ اكلي او كذا او كذا بغير اسم الله عز وجل وابرأ ان ابدأ باسم غيره. ففيها مصر اه فكأنك تقول لا اكل باسم احد متبركا به ومستعينا به الا بسم الله عز وجل - 00:02:06ضَ

طيب لماذا قدر فعلا آآ لان الاصل في العوامل الافعال. ولذلك تعمل الافعال عملها بدون شروط اما الاسماء التي تعمل عمل الفعل فلابد فيها من شروط. انا كنت اود ان ابدأ بمقدمة - 00:02:27ضَ

اه قبل الخوض في قضية الاعراب عن خطورة علم الاعراب حين يتكلم في تفسير القرآن الكريم. او في اللغة العربية عموما لكن هذا بحث طويل جدا. فنلجئه لمناسبة اخرى لكن علم الاعراب له اهمية قصوى. في اه استقامة فهمك اه لكلام - 00:02:48ضَ

الله تبارك وتعالى يعني نصوص اللغة العربية عموما قدرناه فعلا لان الاصل في العوامل الافعال. ولذلك تعمل الافعال فعلها او عملها بدون شروط. اما الاسماء ما التي تعمل عمل الفعل فلابد فيها من شروط. لماذا قدرنا المحذوف مناسبا؟ قلنا يقدر المحذوف - 00:03:08ضَ

وفعلا متأخرا مناسبا لماذا قدرناه مناسبا او خاصا لانه يدل على المقصود. فعندما تسمي على الوضوء يكون التقدير ايه؟ بسم الله. اتوضأ يدل على المقصود لابد ان يكون مناسبا لما افعله. ولو قلت بسم الله ابتدأ في الوضوء لو ابتدأ لم تخص ما الذي تبدأ به - 00:03:34ضَ

لكن حينما تقول بسم الله اه مثلا اه اتوضأ فهذا ابتداء ايه؟ خاص. ولو قلت بسم الله ابتدأ صح لكنه ابتداء عام واتوضأ اخص لانه مناسب. والاتيان بالاخص ادل على المقصود. ولو قلت ابتدئ - 00:04:01ضَ

بسم الله صح. لكن فاتك التأخير والتخصيص والفعلية ولو قال قائل هل ينكر ان نستدل لهذا القول بشيء من النص نقول نعم. قال النبي صلى الله عليه واله وسلم وهو يخطب الناس في عيد الاضحى من لم يذبح فليذبح بسم الله - 00:04:24ضَ

او اه في لفظ فليذبح على اسم الله. فخص الفعل. لم يقل فليفعل لكن قال فليذبح فخص آآ الفعل. نعود الى البسملة بسم الله الرحمن الرحيم الله اسم لله رب العالمين. ومعناه المألوه اي المعبود حبا وتعظيما - 00:04:48ضَ

وهو اعلم الاعلام اعلم حتى من الضمير. لانه اسم يختص بالله. لا يمكن ان يشاركه فيه احد ولهذا قالوا اعرف المعارف على الاطلاق اسم الله. لانه لا يشاركه فيه احد - 00:05:13ضَ

والضمير اذا قلت قمت لا يشاركني احد فيك. لكن يصلح ان يستعمله غيري اما اسم الله فلا تصلح الشركة فيه الرحمن الرحيم صفتان لله عز وجل والرحمن الرحيم معناهما ذو الرحمة - 00:05:33ضَ

لكن الرحمن باعتباره وصفا لله والرحيم باعتباره فعلا لله ولهذا كان الرحمن عاما. والرحيم خاصا. قال الله تعالى وكان بالمؤمنين رحيما خص هذه الرحمة بمن؟ بالمؤمنين الرحمن المتصف بالرحمة الواسعة - 00:05:56ضَ

لوحظ فيه الوصف فجاء على وزن فعلان الذي يدل على الامتلاء والسعة والرحيم ذو الرحمة الواصلة اي هو الموصل للرحمة لمن يشاء من عباده. لهذا جاء على وزن فعيل الدال على وقوع الفعل. فهنا - 00:06:24ضَ

رحمة هي صفة آآ هذه دل عليها الرحمن. ورحمة هي فعله اي ايصال الرحمة الى المرحوم. دل عليها الرحيم ولو انه جيء بالرحمن وحده او بالرحيم وحده لشمل الوصف والفعل. يعني لو كانت بسم الله الرحمن - 00:06:48ضَ

هنا تشمل الوصف والفعل او بسم الله الرحيم تشمل الوصف والفعل. لكن حينما اقترن آآ في البسملة فسر الرحمن بالوصف والرحيم بالفعل والرحمن الرحيم اسمان من اسماء الله يدلان على الذات وعلى صفة الرحمة وعلى الاثر اي الحكم الذي تقتضيه - 00:07:12ضَ

هذه الصفة والرحمة التي اثبتها الله لنفسه رحمة حقيقية. دل عليها السمع والعقل اما السمع فهو ما جاء في الكتاب والسنة من اثبات الرحمة لله. وهو كثير جدا. واما العقل فكل - 00:07:40ضَ

ما حصل من نعمة وكل من دفع من نقمة فهو من اثار رحمة الله هذا وقد انكر قوم وصف الله تعالى بالرحمة الحقيقية. وحرفوها الى الانعام او لا ارادة الانعام. زعما منهم ان العقل يحيل وصف الله بذلك. قالوا لان الرحمة انعطاف - 00:08:02ضَ

ولين وخضوع ورقة وهذا لا يليق بالله عز وجل كل مشكلة التأويل التي عاد الكلام فيها من جديد هي ناشئة عن ايه؟ يا ام يقولون ان الظاهر فيه تشبيه الله عز وجل - 00:08:31ضَ

فبالتالي يحتاجوا الى قضية التأويل. لصرف اللفظ عن معناه او ظاهره في حين آآ يمكن غلق هذا الباب تماما حينما تقول الظاهر هو ما يليق بالله وقضي الامر انتهت المشكلة. الظاهر ظاهر الصفة هو ما يليق بالله. حينئذ لا نحتاج الى قضية يعني التأويل - 00:08:47ضَ

آآ فهؤلاء الذين نفوا صفة الرحمة عن الله عز وجل واولها بالانعام او ارادة الانعام. الرد عليه من وجهين الاول منع ان يكون في الرحمة خضوع وانكسار ورقة لاننا نجد من الملوك الاقوياء رحمة دون ان يكون منهم خضوع ورقة وانكسار. الوجه الثاني ان هذا لو كان من - 00:09:12ضَ

لوازم الرحمة ومقتضياتها فانما هي رحمة المخلوق اما رحمة الخالق سبحانه وتعالى فهي تليق بعظمته وجلاله وسلطانه. ولا تقتضي نقصا وجه من الوجوه يعني ظاهر الصفة هو ما يليق بالله - 00:09:39ضَ

ثم نقول ان العقل يدل على ثبوت الرحمة الحقيقية لله عز وجل. فان ما نشاهده في المخلوقات من بينها يدل على رحمة الله عز وجل. ولان الرحمة كمال. والله عز وجل احق بالكمال - 00:10:02ضَ

ثم انما نشاهده من الرحمة التي يختص الله عز وجل بها كانزال المطر وازالة الجدب وما ذلك كله يدل على رحمة الله. فانظر الى اثار رحمة الله والعجب ان منكري وصف الله بالرحمة الحقيقية. بحجة ان العقل لا يدل عليها او انه يحيلها قد - 00:10:22ضَ

اثبتوا ان لله ارادة حقيقية. بحجة عقلية اخفى من الحجة العقلية على رحمة الله. حيث قالوا ان تخصيص بعض المخلوقات بما تتميز به يدل عقلا على الارادة. ولا شك ان هذا صحيح. ولكنه - 00:10:49ضَ

بالنسبة لدلالة اثار الرحمة عليها اخفى بكثير لانه لا يتفطن له الا اهل النباهة. واما اثار الرحمة فيعرفه حتى العوام. فانك اذا سألت رجلا من العوام صبيحة ليلة ممطرة بمطرنا؟ لبادرك وقال بفضل الله وبرحمته. حتى المطر - 00:11:09ضَ

وسمي رحمة آآ من الله عز وجل - 00:11:35ضَ